قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (أما (تُعْجِبُكَ)، و(تُلْهِكُمْ) فأصل ابْن مِقْسَمٍ الياء فيهما). [الكامل في القراءات العشر: 648] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ يَفْعَلْ ذَلِكَ فِي بَابِ حُرُوفٍ قَرُبَتْ مَخَارِجُهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/388]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({يفعل ذلك} [المنافقون: 9] ذكر لأبي الحارث). [تقريب النشر في القراءات العشر: 718]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة: تقدم إدغام يفعل ذلك [9] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/588]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم لام "يفعل ذلك" أبو الحارث عن الكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/540]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9)}
{يَفْعَلْ ذَلِكَ}
- أدغم اللام في الذال أبو الحارث عن الكسائي حيث وقعت.
- وقراءة الباقين بالإظهار.
وتقدم مثل هذا في الآية/231 من سورة البقرة.
{الْخَاسِرُونَ}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 9/478]
قوله تعالى: {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (10)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (3 - قَوْله {فَأَصدق وأكن من الصَّالِحين} 10
قَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَابْن عَامر وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {وأكن} جزما بِحَذْف الْوَاو
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو (وأكون) بواو). [السبعة في القراءات: 637]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (وأكون) بالواو نصب أبو عمرو). [الغاية في القراءات العشر: 413]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (وأكن) [10]: بالواو أبو عمرو). [المنتهى: 2/1002]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو (وأكون) بالواو وفتح النون، وقرأ الباقون بسكون النون من غير واو قبلها، وكذلك كان أبو أيوب يختار من نفسه ويأخذ به). [التبصرة: 359]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {وأكون} (10): بالواو، ونصب النون.
والباقون: بغير واو، وجزم النون). [التيسير في القراءات السبع: 487]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو عمرو (وأكون) بالواو ونصب النّون. والباقون بغير واو وجزم النّون). [تحبير التيسير: 582]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (و(أَكوُنَ) بالواو ابْن مِقْسَمٍ، وشِبْل عن ابن مُحَيْصِن، وزبان غير هارون، الباقون بغير واو وإسكان النون، وهو الاختيار موافقة للمصحف ورد على موضع (فَأَصَّدَّقَ) ). [الكامل في القراءات العشر: 648] قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([10]- {وَأَكُنْ} بالواو والنصب: أبو عمرو). [الإقناع: 2/787]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (1073- .... .... .... .... .... = أَكُونَ بِوَاوٍ وَانْصِبُوا الْجَزْمَ حُفَّلاَ). [الشاطبية: 86]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([1073] وخف لووا (إ)لفًا بما يعملون (صـ)ـف = أكون بواو وانصبوا الجزم (حـ)ـفلا
...
{وأكون من الصلحين}: النصب عطف على {فأصدق}.
والجزم عطفٌ على الموضع، لأن الفاء لو زالت لكان {أصدق}، فعطف {وأكن} على المعني.
وقال أبو عبيدة: «كأنه قال: هلا أخرتني أكن، فالفاء في موضع الجزم».
[فتح الوصيد: 2/1279]
أبو عبيد: «رأيتها في مصحف عثمان {وأكن} بغير واو».
والغيب والخطاب في {يعملون} ظاهر). [فتح الوصيد: 2/1280]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [1073] وخف لووا إلفًا بما يعملون صف = أكون بواوٍ وانصبوا الجزم حفلا
ب: (الحفل): جمع (حافل)، وهو من الغنم: ما اجتمع اللبن في ضرعه.
ح: (لووا): فاعل (خف)، (إلفًا): حال منه، (بما يعملون): مفعول (صف)، (أكون بواوٍ): مبتدأ وخبر، (حفلا): حال من فاعل (انصبوا)، أي: ممتلئين بكثرة العلم والسعة من توجيه القراءتين.
ص: قرأ نافع: {لووا رءوسهم} [5] بالتخفيف من اللي، والباقون: بالتشديد من التلوية، لغتان، بمعنى: أمال رأسه وعطفه إعراضًا.
[كنز المعاني: 2/666]
وقرأ أبو بكر: (والله خبيرٌ بما يعملون) [11] بالغيبة، لأن قبله: {ولن يؤخر الله نفسًا} [11]، وهي في معنى الجمع، فيرجع الضمير في (يعملون) إلى ما دلت عليه، وقيد بـ (ما) إذ لا خلاف في: {ولكن المنافقين لا يعلمون} [8] قبله، والباقون: بالخطاب، وهو ظاهر.
وقرأ أبو عمرو: (فأصدق وأكون من الصالحين) [10] بالواو ونصب النون على أنه عطف على {فأصدق} المنصوب بالفاء في جواب التحضيض الذي بمعنى التمني، والباقون: {وأكن} بترك الواو وجزم النون عطفًا على موضع {فأصدق} وهو الجزم، فلو حذف الفاء لظهر الجزم، فيكون عطفًا على المعنى، نحو قول الشاعر:
[كنز المعاني: 2/667]
أيا سلكت فإنني لك كاشحٌ = وعلى انتقاصك في الحياة وأزدد
حمل: (وأزدد) على موضع الفاء، وقوله تعالى: {من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم} [الأعراف: 186] بالجزم). [كنز المعاني: 2/668] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقرأ أبو عمرو: "وأكون من الصالحين" عطفا على "فأصدق" لفظا وهي قراءة واضحة، وقرأ غيره بإسكان النون وحذف الواو؛ لالتقاء الساكنين، ووجه ذلك أنه مجزوم عطفا على موضع فأصدق؛ لأن الفاء لو لم تدخل لكان أصدق مجزوما؛ لأنه جواب التحضيض الذي هو في معنى التمني والعرض والكل فيه معنى الأمر وما كان كذلك ينجزم جوابه على قاعدة في علم العربية مقررة وإن كان فيه فاء انتصب قال أبو علي: أعني السؤال عن ذكر الشرط، والتقدير: أخرني فإن تؤخرني أصدق فلما كان الفعل المنتصب بعد الفاء في موضع فعل مجزوم كأنه جزاء الشرط حمل قوله: وأكن عليه، مثل ذلك قراءة من قرأ: "مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرْهُم"، وأنشد:
أيا سلكت فإنني لك كاشح،.. وعلى انتقاصك في الحياة وأزدد
قال: حمل أزدد على موضع الفاء وما بعدها، ومثله:
فأبلوني بليتكمُ لعلي،.. أصالحكم وأستدرجْ نويا
قال: حمل واستدرج على موضع الفاء المحذوفة وما بعدها من "لعلى"،
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/210]
واختار أبو عبيد هذه القراءة؛ لاتفاق المصاحف على كتابة هذا الحرف بحذف الواو قال: وفي القرآن ما لا يحصى من تكون ويكون في موضع الرفع والنصب لم تحذف الواو في شيء منها إنما حذفوا في موضع الجزم خاصة قال: وكان من حجة أبي عمرو فيها أن قال إنما حذفت الواو اختصار في الخط كما حذفوها في كلمن وكان أصلها أن تكون بالواو.
قلت: وكذلك كان يقول في: {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} إن الياء حذفت في الرسم فلهذا يحكي عنه أنه قال: ما وجدت في القرآن لحنا غير: {إِنْ هَذَانِ} و{أَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ}؛ يعني: في كتابة القرآن، ووجه حذفهما على قراءته أنهما من حروف المد فكما تحذف الألف كثيرا اختصارا فكذا أختاها، وقد قال الفراء: العرب قد تسقط الواو في بعض الهجاء كما أسقطوا الألف من سليمان وأشباهه قال: ورأيت في مصاحف عبد الله: "فقولا" فقلا بغير واو "ف ق ل ا".
قلت: والاعتماد في القراءتين على صحة النقل فيهما وإنما هذا اعتذار عن الخط، وقوله: حفلا جميع حافل، وهو حال من فاعل وانصبوا؛ أي: متمكنين بكثرة العلم وسعته من توجيه القراءتين). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/211]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (1073 - .... .... .... .... .... = أكون بواو وانصبوا الجزم حفّلا
....
وقرأ أبو عمرو: فأصّدّق وأكون بواو بعد الكاف ونصب جزم النون، وقرأ غيره وَأَكُنْ بحذف الواو وجزم النون. و(حفلا) بضم الحاء وفتح الفاء مشددة جمع حافل: وهو الرجل الممتلئ علما). [الوافي في شرح الشاطبية: 370]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (218- .... .... .... .... .... = .... .... .... أَكُنْ حَلَا). [الدرة المضية: 40]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال أكن حلا أي قرأ مرموز (حا) حلا وهو يعقوب {وأكن من الصالحين} [10] كما نطق به بجزم النون عطفًا على محل {فأصدق} لأنه جواب التمني وعليه فتسقط الواو للساكنين وعلم من الوفاق للآخرين كذلك فاتفقوا، وهنا تمت سورة المنافقين). [شرح الدرة المضيئة: 239]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو " وَأَكُونَ " بِالْوَاوِ، وَنَصْبِ النُّونِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِجَزْمِ النُّونِ مِنْ غَيْرِ وَاوٍ، وَكَذَا هُوَ مَرْسُومٌ فِي جَمِيعِ الْمَصَاحِفِ). [النشر في القراءات العشر: 2/388]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو عمرو {وأكن} [المنافقون: 10] بالواو ونصب النون، والباقون بالجزم
[تقريب النشر في القراءات العشر: 718]
وحذف الواو). [تقريب النشر في القراءات العشر: 719]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (953- .... .... .... .... أكن = للجزم فانصب حز .... .... ). [طيبة النشر: 98]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (أكن) يريد «أكن من الصالحين» قرأه أبو عمرو بالواو ونصب النون، والباقون بالجزم وحذف الواو). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 319]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو حاء (حز) أبو عمرو: فأصدق وأكون [10] بنصب النون عطفا على لفظ فأصّدّق [10] وعليه تثبت الواو لتحريك النون، والتسعة بجزم النون عطفا على محل فأصّدّق؛ لأنه جواب التمني، وعليه فتسقط [الواو] للساكنين). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/588]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واتفقوا على تسكين الياء من "أخرتني إلى" كما مر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/540] قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وأكن" [الآية 10] فأبو عمرو بالواو بعد الكاف ونصب النون عطفا على فأصدق المنصوب بأن بعد جواب التمني وهو لولا أخرتني، وافقه الحسن واليزيدي وابن محيصن بخلفه، والباقون بحذف الواو لالتقاء الساكنين، وبجزم النون "قال الزمخشري": عطفا على محل فأصدق كأنه قيل إن أخرتني أصدق وأكن.
[إتحاف فضلاء البشر: 2/540]
"وحكى" سيبويه عن الخليل أنه جزم على توهم الشرط الذي يدل عليه التمني إذ لا محل هنا؛ لأن الشرط ليس بظاهر وإنما يعطف على المحل حيث يظهر الشرط كقوله تعالى: من يضلل الله فلا هادي له، ويذرهم فمن جزم عطف على موضع فلا هادي؛ لأنه لو وقع هناك فعل لا نجزم قال السمين: وهذا هو المشهور عند النحويين ويلغز بهذا فيقال مع نية صالحة أين أتى حرف، أظهره أبو عمرو وأدغمه الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/541]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يا أيها الذين ءامنوا لا تهلكم أموالكم}
{وأكن} [10] قرأ البصري بزيادة واو بين الكاف والنون، وبنصب النون، والباقون بلا واو، وجزم النون.
قال الداني: «ورسم في جميع المصاحف بغير واو، فقال أبو عبيد: وكذا رأيته في الإمام».
وعليه فرسمه بالواو الكحلاء – كما يفعله كثير من الرسام، لقراءة البصري – خطأ، فإن قالوا: نرسمه للبيان والتعليم للمبتدئين، قلنا: تلحق بالحمراء هكذا {وأكن} كنظائره، فيقع البيان من غير مخالفة للمصاحف الواجب اتباعها). [غيث النفع: 1209]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (10)}
{أَنْ يَأْتِيَ}
- تقدمت مرارًا القراءة بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا في مثل هذه الكلمة، وانظر الآية/111 من سورة النحل، والآية/32 من سورة الفرقان.
{أَخَّرْتَنِي}
- قراءة الجماعة (أخرتني) بالياء على آخره.
- وذكر الزمخشري أنه قرئ (أخرتن) بنون مكسورة بغير ياء، وذكر ابن عطية أنها كذلك في مصحف أبي بن كعب.
{فَأَصَّدَّقَ}
- قراءة الجماعة (فأصدق) وأصله فأتصدق.
- وقرأ أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود وابن جبير (فأتصدق)
[معجم القراءات: 9/478]
بتاء على الأصل، وكذا هي في مصحف أبي وعبد الله.
{فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ}
- ذكر ابن خالويه أن قراءة ابن عباس (فأزكى وأكون من الصادقين).
{وَأَكُنْ}
- قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي (وأكن) بالجزم عطفًا على محل (فأصدق)، كأنه قيل: إن أخرتني أصدق وأكن.
قال مكي: (من حذف الواو عطفه على موضع الفاء؛ لأن موضعها جزم على جواب التمني ...).
وذكر ابن هشام والدماميني وغيرهما أن الجزم بالعطف على (أصدق) على تقدير سقوط الفاء، ويسمى العطف على المعنى، لأن المعنى: أخرني أصدق.
- وقرأ الحسن وابن جبير وأبو رجاء وابن أبي إسحاق ومجاهد ومالك
[معجم القراءات: 9/479]
ابن دينار والأعمش وابن محيصن وعبد الله بن الحسن العنبري وابن مسعود وأبي بن كعب وسالم مولى أبي حذيفة وعائشة وسعيد بن جبير وعبد الله بن أبي سلمة وعمرو بن عبيد وعمرو بن مرة وعيسى الهمداني وأبو مسلم الخراساني وأحمد بن يزيد الحلواني عن خالد بن خداش وابن عباس وأبو عمرو بن العلاء (... وأكون) بالنصب عطفًا على لفظ (فأصدق).
قال مكي: (ومن أثبت الواو عطفه على لفظ (فأصدق) والنصب في (فأصدق) على إضمار أن).
- وذكروا أنه جاء كذلك في مصحف عبد الله بن مسعود ومصحف أبي بن كعب.
ومن غريب ما قرأت ما ذكره ابن قتيبة أن أبا عمرو بن العلاء كان يقرأ (... وأكون) بالنصب ويذهب إلى أن الكاتب أسقط الواو كما تسقط حروف المد واللين ...).
وذكر ابن الشجري أن قراءة النصب مما انفرد به أبو عمرو، فأين كان ابن الشجري من هذا العدد الكبير من القراء؟!
- وقرأ عبيد بن عمير (وأكون) بضم النون على الاستئناف، أي: وأنا أكون.
قال الشهاب: (وقد جوز في الرفع أيضًا عطفه على (أصدق) لأنه في محل رفع، أو لتوهم رفعه كما في الجزم بعينه، وليس ببعيد) ). [معجم القراءات: 9/480]
قوله تعالى: {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11)} قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (4 - قَوْله {وَالله خَبِير بِمَا تَعْمَلُونَ} 11
قَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر {بِمَا يعْملُونَ} بِالْيَاءِ
وَقَرَأَ حَفْص وَالْبَاقُونَ {بِمَا تَعْمَلُونَ} بِالتَّاءِ). [السبعة في القراءات: 637]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (بما يعملون) بالياء حماد، ويحيى). [الغاية في القراءات العشر: 413]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (بما يعملون) [11]: بالياء أبو بكر غير البرجمي والأعشى وحماد طريق الضرير، والمفضل). [المنتهى: 2/1003]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر (خبير بما يعلمون) بالياء، وقرأ الباقون بالتاء). [التبصرة: 359]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر: {خبير بما يعملون} (11)، آخرها: بالياء.
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 487]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو بكر: (بما يعملون) آخرها بالياء، والباقون بالتّاء). [تحبير التيسير: 582]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) فبالياء قَتَادَة، ومحمد، وعَاصِم غير الأعشى، والبرجمي، والاحتياطي، وحفص، الباقون با لياء، وهو الاختيار لقوله: (وَأَنفِقُوا). [الكامل في القراءات العشر: 648] قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([11]- {تَعْمَلُونَ} بالياء: أبو بكر). [الإقناع: 2/787]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (1073- .... .... بِمَا يَعْمَلُونَ صِفْ = .... .... .... .... ....). [الشاطبية: 86]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( [1073] وخف لووا (إ)لفًا بما يعملون (صـ)ـف = أكون بواو وانصبوا الجزم (حـ)ـفلا). [فتح الوصيد: 2/1279]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [1073] وخف لووا إلفًا بما يعملون صف = أكون بواوٍ وانصبوا الجزم حفلا
ب: (الحفل): جمع (حافل)، وهو من الغنم: ما اجتمع اللبن في ضرعه.
ح: (لووا): فاعل (خف)، (إلفًا): حال منه، (بما يعملون): مفعول (صف)، (أكون بواوٍ): مبتدأ وخبر، (حفلا): حال من فاعل (انصبوا)، أي: ممتلئين بكثرة العلم والسعة من توجيه القراءتين.
ص: قرأ نافع: {لووا رءوسهم} [5] بالتخفيف من اللي، والباقون: بالتشديد من التلوية، لغتان، بمعنى: أمال رأسه وعطفه إعراضًا.
[كنز المعاني: 2/666]
وقرأ أبو بكر: (والله خبيرٌ بما يعملون) [11] بالغيبة، لأن قبله: {ولن يؤخر الله نفسًا} [11]، وهي في معنى الجمع، فيرجع الضمير في (يعملون) إلى ما دلت عليه، وقيد بـ (ما) إذ لا خلاف في: {ولكن المنافقين لا يعلمون} [8] قبله، والباقون: بالخطاب، وهو ظاهر.
وقرأ أبو عمرو: (فأصدق وأكون من الصالحين) [10] بالواو ونصب النون على أنه عطف على {فأصدق} المنصوب بالفاء في جواب التحضيض الذي بمعنى التمني، والباقون: {وأكن} بترك الواو وجزم النون عطفًا على موضع {فأصدق} وهو الجزم، فلو حذف الفاء لظهر الجزم، فيكون عطفًا على المعنى، نحو قول الشاعر:
[كنز المعاني: 2/667]
أيا سلكت فإنني لك كاشحٌ = وعلى انتقاصك في الحياة وأزدد
حمل: (وأزدد) على موضع الفاء، وقوله تعالى: {من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم} [الأعراف: 186] بالجزم). [كنز المعاني: 2/668] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (يعملون في آخر السورة الغيب فيه والخطاب ظاهران). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/209]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (1073 - .... .... .... بما يعملون صف = .... .... .... .... ....
....
وقرأ شعبة: والله بما يعملون خبير آخر سورة المنافقين بياء الغيب، كما لفظ به، وقرأ غيره بتاء الخطاب). [الوافي في شرح الشاطبية: 370]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ آخِرَهَا، فَرَوَى أَبُو بَكْرٍ " بِمَا يَعْلَمُونَ " بِالْغَيْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ). [النشر في القراءات العشر: 2/388]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى أبو بكر {بما تعملون} [المنافقون: 11] بالغيب، والباقون بالخطاب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 719]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (953- .... .... .... .... .... = .... .... .... ويعملون صن). [طيبة النشر: 98]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ويعملون) أي «والله بصير بما يعملون» آخر السورة رواه أبو بكر بالغيب، والباقون بالخطاب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 319]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): ( [وقرأ] ذو صاد (صن) أبو بكر: والله خبير (بما يعملون بالياء على الغيب) لإسناده إلى ضمير عائد على ظاهر وهو: ولن يؤخّر الله نفسا [11].
وجمع [لأن] نفسا بمعنى الجماعة.
والباقون [بالتاء على أنه خطاب شائع] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/588]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر حكم "جاء أجلها" من حيث الهمزتان في نظيره جاء أحد بالنساء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/541] قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في {وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الآية: 11] فأبو بكر بالغيب، والباقون بالخطاب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/541]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يؤخر} [11] إبداله لورش جلي). [غيث النفع: 1209]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {جا أجلها} جلي). [غيث النفع: 1209]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تعملون} قرأ شعبة بالياء التحتية، والباقون بالتاء الفوقية). [غيث النفع: 1209]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11)}
{يُؤَخِّرَ}
- قرأ أبو جعفر وورش بإبدال الهمزة واوًا (يوخر).
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز (يؤخر).
{جَاءَ}
- أمال الألف بعد الجيم حمزة وابن ذكوان.
- والباقون بالفتح.
{جَاءَ أَجَلُهَا}
- هنا همزتان مفتوحتان من كلمتين:
- فقرأ قالون والبزي وأبو عمرو وابن محيصن واليزيدي، ورويس بخلف عنه (جا أجلها) بإسقاط الهمزة الأولى مع المد والقصر.
- وقرأ ورش وقنبل وأبو جعفر بتسهيل الثانية بين بين بعد تحقيق الأولى.
- ولهما أيضًا إبدال الثانية ألفًا.
- والباقون بتحقيق الهمزتين (جاء أجلها).
- وإذا وقف حمزة وهشام على (جاء) أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والقصر.
وتقدم هذا في مواضع، وانظر الآية/5 من سورة النساء (السفهاء أموالكم)، والآية/43 (جاء أحد)، ومثلها في سورة المائدة الآية/6.
{خَبِيرٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
[معجم القراءات: 9/481]
{تَعْمَلُونَ}
- قرأ الجمهور (تعملون) بتاء الخطاب للناس كلهم.
- وقرأ عاصم في رواية حماد ويحيى عن أبي بكر والمفضل والسلمي (يعملون) بالياء، فقد خص بهذه القراءة الكفار بالوعيد، وهي تحتمل العموم.
- وتقدمت قراءة المطوعي (تعملون) بكسر حرف المضارعة وانظر في سورة الفاتحة (نستعين) ). [معجم القراءات: 9/482]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين