العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > نزول القرآن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #101  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 01:49 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَمِنَ الناسِ مَن يُعجِبُكَ قَولُهُ في الحَياةِ الدًنيا} الآية
قال السدي نزلت في الأخنس بن شريق الثقفي وهو حليف بني زهرة أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فأظهر له الإسلام وأعجب النبي صلى الله عليه وسلم ذلك منه وقال: إنما جئت أريد الإسلام والله يعلم إني لصادق وذلك قوله: {ويشهد الله على في قلبه} ثم خرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر بزرع لقوم من المسلمين وحمر فأحرق الزرع وعقر الحمر فأنزل الله تعالى فيه: {وَإِذا تَوَلَّى سَعى في الأَرضِ لِيُفسِدَ فيها وَيُهلِكَ الحَرثَ وَالنَسلَ} ). [أسباب النزول:57 - 58]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا} [الآية: 204]
1 - قال الواحدي قال السدي نزلت في الأخنس بن شريق الثقفي وهو حليف بني زهرة أقبل إلى النبي بالمدينة فأظهر له الإسلام وأعجب النبي ذلك منه وقال إنما جئت أريد الإسلام والله يعلم أنني صادق وذلك قوله ويشهد الله على ما في قلبه ثم خرج من عند النبي فمر بزرع لقوم من المسلمين وحمر فأحرق الزرع وعقر الحمر فأنزل الله تعالى فيه وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل
قلت أسند بعضه الطبري من رواية أسباط عن السدي قال في قوله ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا الآيتين نزلتا في الأخنس
وقال عبد بن حميد حدثنا يعلى هو ابن عبيد سمعت الكلبي يقول كنت جالسا بمكة فسألني رجل عن هذه الآية فقلت نزلت في الأخنس فلما قمت تبعني شاب من ولده فقال إن القرآن إنما أنزل في أهل مكة فإن رأيت أن لا تسمي أحدا حتى تخرج منها فافعل
وعزاه الثعلبي للسدي والكلبي ومقاتل وساقه مطولا بلفظ مقاتل وساق مقاتل نسب الأخنس إلى ثقيف ونسب أمه ريطة إلى بني عامر بن لؤي قال وكان عديد بني زهرة وكان يأتي النبي بالمدينة فيخبره أنه يحبه
2 - قول آخر أخرج الطبري من طريق ابن إسحاق بسنده المتكرر إلى ابن عباس
قال لما أصيبت السرية أصحاب خبيب بالرجيع بين مكة والمدينة قال رجال من المنافقين يا ويح هؤلاء المقتولين الذين هلكوا لا هم قعدوا في بيوتهم ولا هم أدوا رسالة صاحبهم فأنزل الله في ذلك ومن الناس من يعجبك إلى قوله على ما في قلبه أي من النفاق وهو ألد الخصام أي ذو جدال إذا كلمك وراجعك وإذا تولى أي خرج من عندك إلى قوله المهاد وأنزل في السرية المذكورة ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله الآية
وفي لفظ من هذا الوجه لما أصيبت السرية التي كان فيها عاصم ومرثد بالرجيع قال رجال من المنافقين فذكر نحوه
ومن طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس في هذه الآية ومن الناس من يعجبك قوله قال هذا عبد كان حسن القول سيء العمل كان يأتي رسول الله فيحسن له القول فإذا خرج سعى في الأرض ليفسد فيها
ومن طريق أبي معشر سمعت سعيدا المقبري يذاكر محمد بن كعب
فقال إن في بعض الكتب إن لله عبادا ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر الحديث فقال محمد بن كعب هذا في كتاب الله تعالى ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا الآية فقال سعيد قد عرفت فيمن أنزلت هذه الآية فقال محمد بن كعب إن الآية لتنزل في الرجل ثم تكون عامة بعد
ومن طريق سعيد بن أبي هلال عن محمد بن كعب القرظي عن نوف وكان يقرأ الكتب فذكر نحو صدر الحديث قال
فقال محمد بن كعب تدبرتها في القرآن فإذا هم المنافقون فوجدتها ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا الآية
ومن طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال
نزلت في رجل كان يأتي إلى النبي فيقول أي رسول الله أشهد أنك جئت بالحق والصدق من عند الله حتى يعجب النبي بقوله ثم يقول وأيم الله يا رسول الله إن الله ليعلم أن الذي في قلبي على ما نطق به لساني قال وذلك قوله ويشهد الله على ما في قلبه
وساق الثعلبي قصة سرية الرجيع فقال وقال ابن عباس ومقاتل نزلت في سرية الرجيع وذلك أن كفار قريش بعثوا إلى رسول الله إنا أسلمنا فابعث إلينا نفرا من علماء أصحابك يعلموننا وكان ذلك مكرا منهم فبعث إليهم خبيب بن عدي ومرثد بن أبي مرثد وغيرهما فذكر القصة مطولة وقوله فيها إن قريشا هم الذين بعثوا في ذلك منكر مردود والقصة في الصحيح والمغازي لموسى بن عقبة وابن إسحاق لغير قريش وذلك أشهر من أن يستدل عليه). [العجاب في بيان الأسباب:519 - 1/523]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204)}
أخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد أو عكرمة عن ابن عباس قال: لما أصيب السرية التي فيها عاصم ومرثد، قال رجلان: من المنافقين: يا ويح هؤلاء المقتولين الذين هلكوا هكذا، لا هم قعدوا في أهليهم، ولا هم أدوا رسالة صاحبهم، فأنزل الله {ومن الناس من يعجبك قوله} الآية.
أخرج ابن جرير عن السدي قال: نزلت في الأخنسن شريق، أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأظهر له الإسلام، فأعجبه ذلك منه، ثم خرج من عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر بزرع لقوم من المسلمين وحمر، فأحرق الزرع وعقر الحمر، فأنزل الله الآية). [لباب النقول: 40]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #102  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 01:49 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) )

قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم} [206]
قال الطبري اختلف في من عني به فقيل هو الأخنس وقائل ذلك جعل الضمير لمن قيل في حقه يعجبك قوله وقد تقدم بيان من قال أنه الأخنس وقيل عني بها كل فاسق ومنافق وأورد ما يشعر بذلك عن علي وابن عباس
وقال الثعلبي في سياقه قصة الرجيع جاء رجل من المشركين يقال له سلامان أبو ميسرة ومعه رمح فوضعه بين ثديي خبيب بن عدي فقال له خبيب اتق الله فما زاده ذلك إلا عتوا فأنفذه فنزلت
قلت وهذا أيضا منكر فإن الذي في الصحيح ان الذي قتل خبيبا هو أبو سروعة بن الحارث النوفلي). [العجاب في بيان الأسباب:523 - 1/524]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #103  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 01:50 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَمِنَ الناسِ مَن يَشري نَفسَهُ اِبتِغاءَ مَرضاةِ اللهِ} الآية.
قال سعيد بن المسيب: أقبل صهيب مهاجرًا نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعه نفر من قريش من المشركين فنزل عن راحلته ونثر ما في كنانته وأخذ قوسه ثم قال: يا معشر قريش لقد علمتم أني من أرماكم رجلاً وأيم الله لا تصلون إلي حتى أرمي بما في كنانتي ثم أضرب بسيفي ما بقي في يدي منه شيء ثم افعلوا ما شئتم فقالوا: دلنا على بيتك ومالك بمكة ونخلي عنك وعاهدوه إن دلهم أن يدعوه ففعل فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أبا يحيى ربح البيع ربح البيع)) وأنزل الله: {وَمِنَ الناسِ مَن يَشري نَفسَهُ اِبتِغاءَ مَرضاةِ اللهِ} وقال المفسرون: أخذ المشركون صهيبًا فعذبوه فقال لهم صهيب: إني شيخ كبير لا يضركم أمنكم كنت أم من غيركم فهل لكم أن تأخذوا مالي وتذروني وديني ففعلوا ذلك وكان قد شرط عليهم راحلة ونفقة فخرج إلى المدينة فتلقاه أبو بكر وعمر في رجال فقال له أبو بكر: ربح بيعك أبا يحيى فقال صهيب: وبيعك فلا يخسر ما ذاك؟ فقال أنزل الله فيك كذا وقرأ عليه هذه الآية، وقال الحسن: أتدرون فيمن نزلت هذه الآية؟ في أن المسلم يلقى الكافر فيقول له: قل لا إله إلا الله فإذا قلتها عصمت مالك ودمك فأبى أن يقولها فقال المسلم: والله لأشرين نفسي لله فتقدم فقاتل حتى قتل وقيل نزلت فيمن أمر بالمعروف ونهى عن المنكر قال أبو الخليل سمع عمر بن الخطاب أنسانا يقرأ هذه الآية فقال عمر: إنا لله قام رجل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فقتل). [أسباب النزول:58 - 59]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله} [207]
1 - قال الواحدي قال سعيد بن المسيب أقبل صهيب مهاجرا نحو النبي فاتبعه نفر من قريش من المشركين فنزل عن راحلته ونثر ما في كنانته
وأخذ قوسه ثم قال يا معشر قريش لقد علمتم أني من أرماكم رجلا وأيم الله لا تصلون إلى حتى أرمي بما في كنانتي ثم أضرب بسيفي ما بقي في يدي منه شيء ثم افعلوا ما شئتم فقالوا دلنا على بيتك ومالك بمكة ونخلي عنك وعاهدوه إن دلهم أن يدعوه ففعل فلما قدم على النبي قال
ربح البيع أبا يحيى ربح البيع فأنزل الله تعالى ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله
قلت أخرجه ابن أبي خيثمة من طريق علي بن زيد عن سعيد بن المسيب مرسلا
وأخرج الطبري من تفسير سنيد بن داود من رواية ابن جريج عن عكرمة قال أنزلت في صهيب بن سنان وأبي ذر الغفاري جندب بن السكن أخذ أهل أبي ذر أبا ذر فانفلت منهم فقدم على النبي مهاجرا فعرضوا له وكانوا بمر الظهران فانفلت أيضا حتى قدم المدينة وأما صهيب فأخذه أهله فافتدى منهم بماله ثم خرج مهاجرا فأدركه قنفذ بن عمير بن جدعان فخرج له ما بقي من ماله فخلى سبيله
ومن طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس قال كان رجل من أهل مكة أسلم فأراد أن يهاجر فتبعوه وحبسوه فذكر القصة بطولها بنحوه ولم يسم صهيبا
وأخرج الطبراني من طريق ابن جريج نحو رواية سنيد لكن لم يذكر فيه عكرمة
ثم قال الواحدي وقال المفسرون أخذ المشركون صهيبا فعذبوه فقال لهم صهيب إني شيخ كبير لا يضركم أمنكم كنت أم من غيركم فهل لكم أن تأخذوا مالي وتذروني وديني ففعلوا ذلك وكان قد شرط عليهم راحلة ونفقة فخرج إلى المدينة فتلقاه أبو بكر وعمر في رجال فقال أبو بكر ربح البيع أبا يحيى فقال صهيب وبيعك فلا يخسر وما ذاك
قال أنزل الله تعالى فيك كذا وقرأ عليه الآية
قلت هو سياق مقاتل لكن في آخره أن الذي لقيه أبو بكر إلى آخر كلامه
2 - قول آخر نقل الثعلبي عن ابن عباس والضحاك نزلت في الزبير والمقداد حين أنزلا خبيب بن عدي من خشبته التي صلب عليها وقال أكثر المفسرين نزلت في صهيب
3 - قول آخر قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال هم المهاجرون والأنصار وأخرجه عبد بن حميد من طريق شيبان عن قتادة أتم منه
4 - قول آخر قال الواحدي وقال الحسن أتدرون فيمن نزلت هذه الآية نزلت في أن المسلم لقي الكافر فقال له قل لا إله إلا الله فإذا قلتها
عصمت فأبى أن يقولها فقال المسلم والله لأشرين نفسي لله فتقدم فقاتل حتى قتل
5 - قول آخر قال الواحدي وقيل نزلت في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
قال الواحدي وقال أبو الخليل سمع عمر ابن الخطاب إنسانا يقرأ هذه الآية فقال عمر أنا لله قام رجل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فقتل
قلت أسنده عبد بن حميد عن محمد بن بكر عن زياد أبي عمر سمعت أبا الخليل صالحا يقول
سمع عمر رجالا فذكر مثله لكن قال فاسترجع فقال إنا لله وإنا إليه راجعون وفي السند انقطاع
وأخرج الطبري من رواية أبي رجاء العطاردي عن علي نحوه
6 - وقال الثعلبي رأيت في بعض الكتب أنها نزلت في علي بن أبي طالب لما نام في فراش النبي بعد أن هاجر يقيه بنفسه وساق القصة مطولة ثم ساقها بسند له إلى الحكم بن ظهير أحد الهلكى وممن رمي بالرفض عن السدي قال: قال ابن عباس نزلت في علي حين خرج النبي إلى الغار الحديث).[العجاب في بيان الأسباب:525 - 1/529]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207)}
أخرج الحارث بن أبي أسامة في مسنده وابن أبي حاتم عن سعيد بن مسيب قال: أقبل صهيب مهاجرا نحو النبي صلى الله عليه وسلم، فأتبعه نفر من قريش، فنزل عن راحلته وانتثل ما في كنانته. ثم قال: يا معشر قريش، لقد علمتم أني من أرماكم رجلا وأيم الله لا تصلون إلي حتى أرمي كل سهم معي في كنانتي، ثم أضرب بسيفي ما بقي في يدي منه شيء ثم افعلوا ما شئتم وإن شئتم دللتكم على مالي بمكة وخليتم سبيلي قالوا: نعم، فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ربح البيع أبا يحيى ربح أبا يحيى)) ونزلت {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207)}.
وأخرج الحاكم في المستدرك نحوه من طريق ابن المسيب عن صهيب موصولا
وأخرج أيضا نحوه من مرسل عكرمة
أخرجه أيضا من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس، وفيه التصريح بنزول الآية وقال: صحيح على شرط مسلم
وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال: نزلت في صهيب وأبي ذر جندب بن السكن أحد أهل أبي ذر). [لباب النقول: 40]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} الآية 207.
قال الإمام أبو عبد الله الحاكم في مستدركه ج3 ص398: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال: لما خرج صهيب مهاجرا تبعه أهل مكة، فنثل كنانته، فأخرج منها أربعين سهما فقال: لا تصلون إليَّ حتى أضع في كل رجل منكم سهما ثم أصير بعده إلى السيف فتعلمون أني رجل وقد خلفت بمكة قينتين فهما لكم قال: وحدثنا حماد بن سلمة بن ثابت عن أنس نحوه ونزلت على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} الآية فلما رآه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((أبا يحيى ربح البيع)) قال وتلا عليه الآية.
صحيح على شرط مسلم ولم يخرجه.
الحديث له طرق أخر أغلبها مراسيل كما في الإصابة ج2 ص188 وفي الطبقات لابن سعد ج3 ص162 و163 من القسم الأول وهي بمجموعها تزيد الحديث قوة وتدل على ثبوته). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 38]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #104  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 01:51 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة} الآية
أخبرني أبو نعيم الأصفهاني فيما أذن في روايته عنه أخبرنا سليمان بن أحمد حدثنا بكر بن سهل حدثنا عبد الغني بن سعيد عن موسى بن عبد الرحمن الصنعاني عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس: قال: نزلت هذه الآية في عبد الله بن سلام وأصحابه، وذلك أنهم حين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم قاموا بشرائعه وشرائع موسى، فعظموا السبت وكرهوا لحمان الإبل وألبانها بعد ما أسلموا، فأنكر ذلك عليهم المسلمون، فقالوا: إنا نقوى على هذا وهذا، وقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إن التوراة كتاب الله فدعنا فلنعمل بها، فأنزل الله تعالى هذه الآية). [أسباب النزول: 59]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة} [الآية: 208]
أخرج الواحدي من تفسير عبد الغني الثقفي 170 بسنده إلى عطاء عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في عبد الله بن سلام وأصحابه وذلك أنهم حين آمنوا بالنبي قاموا بشرائعه وشرائع موسى فعظموا السبت وكرهوا لحمان الإبل وألبانها فأنكر ذلك عليهم المسلمون فقالوا إنا نقوم على هذا وعلى هذا وقالوا للنبي إن التوراة كتاب الله فدعنا فلنقم بها فأنزل الله تعالى يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة
قلت تقدم إن عبد الغني واه وذكره مقاتل بن سليمان قال سبب نزولها أن عبد الله بن سلام ومن آمن معه من اهل التوراة استأذنوا النبي في قراءة التوراة في الصلاة فقال خذوا سنن محمد وشرائعه
كذا أورده ابن ظفر والذي في تفسير مقاتل أن عبد الله بن سلام وسلام بن قيس وأسدا وأسيدا ابني كعب ويامين بن يامين وهم مؤمنو أهل التوراة وزاد في آخره فإن قرآن محمد نسخ كل كتاب كان قبله
وقد أخرجه الطبري من وجه آخر عن ابن عباس وإن كان فيه انقطاع فهو أمثل من هذا فأخرج من طريق سنيد واسمه حسين بن داود قال حدثني حجاج هو ابن محمد عن ابن جريج قال: قال ابن عباس في قوله ادخلوا في السلم كافة قال هم أهل الكتاب
و من طريق عبيد بن سليمان سمعت الضحاك يقول مثله وبه إلى ابن جريج عن عكرمة قوله ادخلوا في السلم كافة قال نزلت في ثعلبة وعبد الله بن سلام وابن يامين وأسد وأسيد ابني كعب وسعية بن عمرو وقيس بن زيد وكلهم
من يهود قالوا يا رسول الله يوم السبت يوم كنا نعظمه
.......................
على ذلك واستظهر الطبري بحديث أبي هريرة المخرج أصله في الصحيحين فساق من طريق معمر عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة في هذه الآية فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه قال: قال رسول الله نحن الآخرون الأولون يوم القيامة نحن أول الناس دخولا الجنة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه فهذا اليوم الذي هدانا الله له والناس لنا فيه تبع غدا لليهود بعد غد للنصارى
وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه رفعه نحن الآخرون السابقون فذكر فيه الهداية للجمعة وزاد فيه واختلفوا في الصلاة فمنهم من يركع ولا يسجد ومنهم من يسجد ولا يركع ومنهم من يصلي وهو يتكلم ومنهم من يصلي وهو يمشي). [العجاب في بيان الأسباب:529 - 1/532]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208)}
أخرج ابن جرير عن عكرمة قال: نزلت في ثعلبة وعبد الله بن سلام وابن يامين وأسد وأسيد ابني كعب وسعية بن عمرو وقيس بن زيد، كلهم من يهود: قالوا: يا رسول الله يوم السبت يوم كنا نعظمه فدعنا فلنسبت فيه، وإن التوراة كتاب الله فدعنا فلنقم بها بالليل، فنزلت {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة} الآية). [لباب النقول: 41]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #105  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 01:52 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة} الآية
قال قتادة والسدى: نزلت هذه الآية في غزوة الخندق حين أصاب المسلمين ما أصابهم من الجهد والشدة والحر والخوف والبرد وضيق العيش وأنواع الأذى، وكان كما قال الله تعالى: {وبلغت القلوب الحناجر} وقال عطاء: لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة اشتد الضر عليهم، لأنهم خرجوا بلا مال وتركوا ديارهم وأموالهم بأيدي المشركين، وآثروا رضا الله ورسوله، وأظهرت اليهود العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأسر قوم من الأغنياء النفاق، فأنزل الله تعالى تطيبا لقلوبهم: {أم حسبتم} الآية). [أسباب النزول: 60]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا} [الآية :214]
1 - قال الواحدي قال قتادة والسدي نزلت هذه الآية في غزوة الخندق حين أصاب المسلمين ما أصابهم من الجهد والشدة والخوف والحر والبرد وضيق العيش وأنواع الأذى فكان كما قال الله تعالى وبلغت القلوب الحناجر
قلت أخرجه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة وأخرج الطبري من طريق أسباط عن السدي قال: أصابهم هذا يوم الأحزاب حين قال قائلهم ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا
2 - قال الواحدي وقال عطاء لما دخل رسول الله وأصحابه المدينة اشتد الضرر عليهم فإنهم خرجوا بلا مال وتركوا ديارهم وأموالهم بأيدي المشركين وآثروا رضي الله ورسوله وأظهرت لهم اليهود العداوة وأسر قوم من الأغنياء النفاق فأنزل الله تعالى تطييبا لقلوبهم أم حسبتم أن تدخلوا الجنة الآية). [العجاب في بيان الأسباب:532 - 1/533]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214)}
قال عبد الرزاق أنبأنا معمر عن قتادة قال: نزلت في يوم الأحزاب، أصاب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يومئذ بلاء وحصر.
قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (215)}
أخرج ابن جرير عن ابن جريح قال: سأل المؤمنون رسول الله صلى الله عليه وسلم أين يضعون أموالهم؟، فنزلت {يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير} الآية.
وأخرج ابن المنذر عن أبي حيان أن عمرو بن الجموح سأل النبي صلى الله عليه وسلم: ماذا ننفق من أموالنا، وأين نضعها؟ فنزلت). [لباب النقول: 41]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #106  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 01:52 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (215) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {يسألونك ماذا ينفقون} الآية
قال ابن عباس في رواية أبي صالح: نزلت في عمرو بن الجموح الأنصاري وكان شيخا كبيرا ذا مال كثير، فقال: يا رسول الله بماذا نتصدق؟ وعلى من ننفق؟ فنزلت هذه الآية.
وقال في رواية عطاء: نزلت الآية في رجل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن لي دينارا فقال: ((أنفقه على نفسك))، فقال: إن لي دينارين، فقال: ((أنفقهما على أهلك))، فقال: إن لي ثلاثة، فقال: ((أنفقهما على خادمك))، فقال إن لي أربعة، فقال: ((أنفقها على والديك))، فقال: إن لي خمسة، فقال: ((أنفقها على قرابتك))، فقال: إن لي ستة فقال: ((أنفقها في سبيل الله، وهو أحسنها)) ). [أسباب النزول: 60]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {يسألونك ماذا ينفقون}[الآية: 215]
1 - قال مقاتل نزل الأمر بالصدقة قبل أن ينزل لمن الصدقة فسأل عمرو بين الجموح فنزلت
وقال الثعلبي نزلت في عمرو بن الجموح كان شيخا كبيرا فقال
يا رسول الله بماذا نتصدق وعلى من ننفق فنزلت
كذا ذكره بغير إسناد وعزاه الواحدي لرواية الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس وذكره ابن عسكر في ذيل الأعلام بلفظ نزلت في عمرو بن الجموح سأل عن مواضع النفقة فنزلت يسألونك ماذا ينفقون ثم سأل بعد ذلك كم النفقة فنزلت الآية الأخرى قل العفو ونسبه إلى ابن فطيس
2 - قول آخر أخرج عبد الغني بن سعيد الثقفي بسنده الواهي عن عطاء عن ابن عباس نزلت في رجل أتى النبي فقال أن لي دينارا فقال أنفقه على نفسك قال إن لي دينارين قال أنفقهما على أهلك قال فإن لي ثلاثة قال أنفقها على خادمك قال فإن لي أربعة قال أنفقها على والدتك قال فإن لي خمسة قال أنفقها على قرابتك قال فإن لي ستة قال أنفقها في سبيل الله هو أحسنها وهذا سياق منكر والمعروف في هذا المتن غير هذا السياق وهو ما أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي وصححه ابن حبان والحاكم عن أبي هريرة أن رجلا جاء إلى النبي فقال يا رسول الله معي دينار قال أنفقه على نفسك قال يا رسول الله عندي آخر قال أنفقه على ولدك قال عندي آخر قال أنفقه على زوجتك قال عندي آخر قال تصدق به على خادمك قال عندي آخر قال أنت أبصر ووقع عند أبي داود بلفظ تصدق وعند غيره بلفظ أنفق وقدم أبو داود الولد على الزوجة والنسائي الزوجة على الولد وهكذا ذكره الثعلبي عن أبي هريرة لكن زاد بعد الولد الوالدين ثم القرابة والباقي سواء إلا أنه لم يذكر الخادم وليس عندهم أن هذه الآية نزلت في ذلك وقال قتادة في سبب نزولها أهمتهم النفقة فسألوا نبي الله فنزلت ما أنفقتم من خير وأخرج الطبري نحوه عن مجاهد). [العجاب في بيان الأسباب:533 - 1/536]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #107  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 01:53 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216) )

قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {كتب عليكم القتال وهو كره لكم} [الآية: 216]
هي نحو قوله تعالى في سورة النساء فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية الآية
وكأن هذه سابقة على آية البقرة فإن فيها نوع تسلية وترغيب في امتثال الأمر بالقتال
[العجاب في بيان الأسباب: 1/536]
وأخرج الطبري من طريق أسباط عن السدي قال كره المسلمون القتال فقال الله تعالى عسى أن تكرهوا القتال وهو خير لكم يقول إن في القتال الغنيمة والظهور والريادة أي اجتماعا وافتراقا وفي تركه يفوت ذلك). [العجاب في بيان الأسباب: 1/537]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #108  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 01:54 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {يسألونك عن الشهر الحرام} الآية
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الشيرازي قال: حدثنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخزاعي قال: حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع قال: أخبرني شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري قال: أخبرني عروة بن الزبير: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية من المسلمين، وأمر عليهم عبد الله بن جحش الأسدي، فانطلقوا حتى هبطوا نخلة ووجدوا بها عمرو بن الحضرمي في عير تجارة لقريش في يوم بقي من الشهر الحرام فاختصم المسلمون، فقال قائل منهم: لا نعلم هذا اليوم إلا من الشهر الحرام، ولا نرى أن تستحلوه لطمع أشفيتم عليه فغلب على الأمر الذين يريدون عرض الدنيا فشدوا على ابن الحضرمي فقتلوه وغنموا عيره، فبلغ ذلك كفار قريش، وكان ابن الحضرمي أول قتيل قتل بين المسلمين وبين المشركين، فركب وفد من كفار قريش حتى قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: أتحل القتال في الشهر الحرام؟ فأنزل الله تعالى: {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه} إلى آخر الآية.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الحارثي قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد الرازي قال: حدثنا سهل بن عثمان قال: حدثنا يحيى بن أبي زائدة، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش، ومعه نفر من المهاجرين، فقتل عبد الله بن واقد الليثي عمرو بن الحضرمي في آخر يوم من رجب، وأسروا رجلين، واستاقوا العير، فوقف على ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ((لم آمركم بالقتال في الشهر الحرام))، فقالت قريش: استحل محمد الشهر الحرام، فنزلت: {يسألونك عن الشهر الحرام} إلى قوله: {والفتنة أكبر من القتل} أي قد كانوا يفتنونكم وأنتم في حرم الله بعد إيمانكم، وهذا أكبر عند الله من أن تقتلوهم في الشهر الحرام مع كفرهم بالله
قال الزهري: لما نزل هذا قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم العير، وفادى الأسيرين ولما فرج الله تعالى عن أهل تلك السرية ما كانوا فيه من غم طمعوا فيما عند الله من ثوابه، فقالوا: يا نبي الله أنطمع أن تكون غزوة ولا نعطى فيها أجر المجاهدين في سبيل الله؟ فأنزل الله تعالى فيها {إن الذين
آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا} الآية.
قال المفسرون: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش وهو ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم في جمادى الآخرة قبل قتال بدر بشهرين على رأس سبعة عشر شهرا من مقدمه المدينة، وبعث معه ثمانية رهط من المهاجرين سعد بن أبي وقاص الزهري وعكاشة بن محصن الأسدي وعتبة بن غزوان السلمي وأبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة وسهيل بن بيضاء وعامر بن ربيعة وواقد بن عبد الله وخالد بن بكير، وكتب لأميرهم عبد الله بن جحش كتابا وقال: ((سر على اسم الله، ولا تنظر في الكتاب حتى تسير يومين، فإذا نزلت منزلين فافتح الكتاب واقرأه على أصحابك، ثم امض لما أمرتك، ولا تستكرهن أحدا من أصحابك على المسير معك))، فسار عبد الله يومين، ثم نزل وفتح الكتاب، فإذا فيه: ((بسم الله الرحمن الرحيم.
أما بعد، فسر على بركة الله بمن تبعك من أصحابك حتى تنزل بطن نخلة، فترصد بها عير قريش، لعلك أن تأتينا منه بخبر)) فلما نظر عبد الله الكتاب قال: سمعا وطاعة، ثم قال لأصحابه ذلك، وقال: إنه قد نهاني أن أستكره أحدا منكم حتى إذا كان بمعدن فوق الفرع وقد أضل سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيرا لهما كانا يعتقبانه، فاستأذنا أن يتخلفا في طلب بعيرهما، فأذن لهما فتخلفا في طلبه ومضى عبد الله ببقية أصحابه حتى وصلوا بطن نخلة بين مكة والطائف، فبينما هم كذلك إذ مرت بهم عير لقريش تحمل زبيبا وأدما وتجارة من تجارة الطائف، فيهم عمرو بن الحضرمي والحكم بن كيسان وعثمان بن عبد الله بن المغيرة ونوفل بن عبد الله المخزوميان، فلما رأوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هابوهم، فقال عبد الله بن جحش: إن القوم قد زعروا منكم فاحلقوا رأس رجل منكم فليتعرض لهم، فإذا رأوه محلوقا آمنوا وقالوا قوم عمار، فحلقوا رأس عكاشة ثم أشرف عليهم فقالوا: قوم عمار لا بأس عليكم فأمنوهم، وكان ذلك في آخر يوم من جمادى الآخرة، وكانوا
يرون أنه من جمادى أو هو رجب، فتشاور القوم فيهم وقالوا: لئن تركتموهم هذه الليلة ليدخلن الحرم فليمتنعن منكم، فأجمعوا أمرهم في مواقعة القوم، فرمى واقد بن عبد الله التميمي عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله، وكان أول قتيل من المشركين، واستأسر الحكم وعثمان، فكانا أول أسيرين في الإسلام، وأفلت نوفل وأعجزهم، واستاق المؤمنون العير والأسيرين حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فقالت قريش: قد استحل محمد الشهر الحرام شهرا يأمن فيه الخائف ويبذعر الناس لمعايشهم فسفك فيه الدماء وأخذ فيه الحرائب، وعير بذلك أهل مكة من كان بها من المسلمين، فقالوا: يا معشر الصباة استحللتم الشهر الحرام فقاتلتم فيه، وتفاءلت اليهود بذلك وقالوا: قد وقدت الحرب وعمرو عمرت الحرب، والحضرمي حضرت الحرب، وبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لابن جحش وأصحابه: ((ما أمرتكم بالقتال في الشهر الحرام، ووقف العير والأسيرين وأبى أن يأخذ من ذلك شيئا، فعظم ذلك على أصحاب السرية وظنوا أن قد هلكوا، وسقط في أيديهم وقالوا: يا رسول إنا قتلنا ابن الحضرمي ثم أمسينا فنظرنا إلى هلال رجب، فلا ندري أفي رجب أصبناه أو في جمادى، وأكثر الناس في ذلك، فأنزل الله تعالى: {يسألونك عن الشهر الحرام} الآية، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم العير فعزل منها الخمس، فكان أول خمس في الإسلام، وقسم الباقي بين أصحاب السرية، فكان أول غنيمة في الإسلام، وبعث أهل مكة في فداء أسيريهم، فقال: بل نقفهما حتى يقدم سعد وعتبة، فإن لم يقدما قتلناهما بهما، فلما قدما فاداهما، وأما الحكم بن كيسان فأسلم وأقام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فقتل يوم بئر معونة شهيدا، وأما عثمان بن عبد الله فرجع إلى مكة، فمات بها كافرا، وأما نوفل فضرب بطن فرسه يوم الأحزاب ليدخل الخندق على المسلمين، فوقع في الخندق مع فرسه فتحطما جميعا، فقتله الله تعالى، وطلب المشركون جيفته بالثمن، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خذوه فإنه خبيث الجيفة خبيث الدية))، فهذا سبب نزول قوله تعالى: {يسألونك عن الشهر الحرام} والآية التي بعدها). [أسباب النزول:60 - 64]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه} [الآية: 217]
أخرج الطبراني في المعجم الكبير من طريق سليمان التيمي عن الحضرمي هو ابن لاحق وهو اسم بلفظ النسب ثقة عن أبي السوار العدوي هو حسان بن حريث على الراجح ثقة أيضا عن جندب بن عبد الله عن النبي أنه بعث رهطا وبعث عليهم أبا عبيدة بن الجراح فلما ذهب لينطلق بكى صبابة إلى رسول الله فجلس وبعث عبد الله بن جحش مكانه وكتب له كتابا وأمره أن لا يقرأ الكتاب حتى يبلغ مكان كذا وكذا وقال لا تكرهن أحدا من أصحابك على المسير معك فلما قرأ الكتاب استرجع ثم قال سمعا وطاعة لله ورسوله فخبرهم الخبر وقرأ عليهم الكتاب فرجع رجلان ومضى بقيتهم فلقوا ابن الحضرمي فقتلوه ولم يدروا أن ذلك اليوم من رجب أو جمادى فقال المشركون للمسلمين قتلهم في الشهر الحرام فأنزل الله تعالى يسألونك عن الشهر الحرام الآية فقال بعضهم إن لم يكونوا أصابوا وزرا فليس لهم أجر فأنزل الله عز وجل إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله
الآية
وهذا سنده حسن وقد علق البخاري طرفا منه في كتاب العلم من صحيحه
وأخرجه الطبري من هذا الوجه وهذه القصة ذكرها محمد بن إسحاق في كتاب المغازي قال حدثني الزهري ويزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال بعث رسول الله عبد الله بن جحش مقفلة من بدر الأولى وبعث معه ثمانية رهط من المهاجرين ليس فيهم من الأنصار أحد وكتب له كتابا وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين ثم ينظر فيه فيمضي لما أمره به ولا يستكره من أصحابه أحدا وذكر أسماءهم فالأمير عبد الله بن جحش وعكاشة بن محصن وعتبة بن غزوان وسعد بن أبي وقاص وعامر بن ربيعة وواقد بن عبد الله وخالد بن البكير وسهيل بن بيضاء قال فلما سار عبد الله بن جحش يومين فتح الكتاب فنظر فيه فإذا فيه إذا نظرت في كتابي فسر حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف فترصد بها قريشا وتعلم لنا من أخبارهم فلما نظر عبد الله بن جحش في الكتاب قال سمع وطاعة ثم قال لأصحابه قد أمرني رسول الله أن أمضي إلى نخلة إلى آخره فمن كان منكم يريد الشهادة ويرغب فيها فلينطلق ومن كره ذلك فليرجع فأما أنا فإني ماض لأمر رسول الله فمضى ومضى أصحابه معه فلم يتخلف عنه أحد وسلك على الحجاز حتى إذا كان بمعدن فوق الفرع يقال له بحران أضل سعد وعتبة بعيرا لهما كان يعتقبان عليه فتخلفا في طلبه ومضى عبد الله ومن معه حتى نزل بنخلة فمرت به عير لقريش تحمل زبيبا وأدما وتجارة من تجارة قريش فيها عمرو بن
الحضرمي وعثمان بن عبد الله بن المغيرة المخزومي وأخوه نوفل بن عبد الله والحكم بن كيسان مولاهم فلما رآهم القوم خافوهم وقد نزلوا قريبا منهم فأشرف لهم عكاشة بن محصن وكان قد حلق رأسه فلما رأوه آمنوا وقالوا قوم عمار فلا بأس علينا منهم وتشاور القوم وذلك آخر يوم من جمادى فقال القوم والله إن تركتم القوم هذه الليلة ليدخلن الحرم فليمتنعن به منكم ولئن قتلتموهم لتقتلنهم في الشهر الحرام فتردد القوم فهابوا الإقدام عليهم ثم تشجعوا عليهم وأجمعوا على قتل من قدروا عليه منهم وأخذ ما معهم فرمى واقد بن عبد الله عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله واستأسر عثمان والحكم وأفلت نوفل فأعجزهم وقدم عبد الله بن جحش وأصحابه بالغنيمة والأسيرين على رسول الله بالمدينة قال ابن إسحاق وقد ذكر بعض آل عبد الله بن جحش أن عبد الله قال لأصحابه إن لرسول الله مما غنمتم الخمس وذلك قبل أن يفرض الخمس من الغنائم فعزل خمس الغنيمة وقسم سائرها بين أصحابه فلما قدموا على رسول الله قال ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام فوقف العير والأسيرين وأبى أن يأخذ من ذلك شيئا فسقط في أيدي القوم وظنوا أنهم قد هلكوا وعنفهم المسلمون فيما صنعوا وقالوا لهم صنعتم ما لم تؤمروا به وقالت قريش قد استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام فسفكوا فيه
الدم الحرام وأخذوا فيه الأموال وأسروا فقال من بمكة من المسلمين إنما أصابوا ما أصابوا في جمادى وقالت اليهود تتفاءل على المسلمين عمرو بن الحضرمي قتله واقد بن عبد الله عمرو عمرت الحرب والحضرمي حضرت الحرب وواقد بن عبد الله وقدت الحرب فجعل الله ذلك عليه وبهم فلما أكثر الناس في ذلك أنزل الله على رسوله يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه إلى آخر الآيات فلما نزل القرآن بهذا فرج الله عن المسلمين ما كانوا فيه وقبض رسول الله الخمس ورواه شعيب عن الزهري مختصرا ومن طريقه أخرجه الواحدي وفيه وكان ابن الحضرمي أول قتيل قتل من المشركين بيد المسلمين فركب وفد من كفار قريش حتى قدموا على النبي فقالوا أتحل القتال في الشهر الحرام فأنزل الله تعالى يسألونك عن الشهر الحرام قتال الآية
وأخرجه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري وعن عثمان الجزري عن مقسم مولى ابن عباس نحو رواية شعيب باختصار ولم يذكر عروة وزاد الزهري وكان فيما بلغنا يحرم القتال في الشهر الحرام ثم أحل له بعد
وأخرج عبد بن حميد من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة فذكر القصة مختصرة وعنده إن رجلا من المشركين آذى رسول الله فقتله رجل من المسلمين فأنكروا عليه من كان معه وفي آخره فقال المسلمون لأهل السرية قد عوفيتم من الإثم فليس لكم أجر فأنزل الله إن الذين آمنوا والذين هاجروا الآية
ومن طريق حميد بن عبد الرحمن عن أبي مالك في هذه القصة والمسلمون يرون أنه آخر يوم من جمادى الآخرة وهو أول يوم من رجب وفيه فقال المشركون تزعمون أنكم تحلون الحلال وتحرمون الحرام وقد قتلتم في الشهر الحرام
و عند الفريابي من طريق مجاهد في هذه الآية نزلت في رجل من بني سهم كان في سرية فمر بابن الحضرمي وهو يحمل خمرا من الطائف إلى مكة وكان بين قريش والمسلمين عهد وفي الشهر الحرام فنزلت تقول الكفر والصد عن سبيل الله وما ذكره كل ذلك أكبر من قتل ابن الحضرمي
وأخرج الطبري من طريق أسباط عن السدي هذه القصة بطولها نحو سياق ابن إسحاق وقال في أسمائهم أبو حذيفة بن عتبة وعامر بن فهيرة بدل عكاشة وخالد وقال فيه وأمره أن لا يقرأه حتى ينزل بطن ملل وهو بفتح الميم واللام بعدها لام أخرى وقال عبد الله بن المغيرة والمغيرة بن عثمان بدل عثمان بن عبد الله بن المغيرة ونوفل أخيه وقال فيه وانفلت المغيرة وقال فكانت أول غنيمة غنمها
الصحابة وقال فيه فطلبوا أن يفادوا بالأسيرين فقال النبي
حتى ننظر ما فعل سعد ورفيقه وقال فيه فقالوا يزعم محمد أنه يتبع طاعة الله وهو أول من استحل الشهر الحرام
وذكر ابن ظفر انه وقع في رواية قتادة عبد الله بن واقد كذا قال والمحفوظ واقد بن عبد الله كما تقدم ونقل حديث جندب من كتاب الأحكام لإسماعيل القاضي فقال بدل أبي عبيدة بن الجراح عبيدة بن الحارث بن المطلب). [العجاب في بيان الأسباب:537 - 1/544]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)}
أخرج ابن جرير وأبن أبي حاتم والطبراني في الكبير والبيهقي في سننه عن جندب بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رهطا، وبعث عليهم عبد الله بن جحش فلقوا ابن الحضرمي فقتلوه ولم يدروا أن ذلك اليوم من رجب أو من جمادى، فقال المشركون للمسلمين: قتلتم في الشهر الحرام فأنزل الله تعالى {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه} الآية، فقال بعضهم: إن لم يكونوا أصابوا
وزرا ليس لهم أجر، فأنزل الله {إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم}.
وأخرجه ابن منده في الصحابة من طريق ابن عثمان بن عطاء عن أبيه عن ابن عباس). [لباب النقول:41 - 42]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #109  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 01:55 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (218) )

قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله} [الآية: 218]
تقدم في قوله تعالى يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه
و نقل ابن ظفر عن الزهري قال
لما فرج الله عن أهل تلك السرية ما كانوا فيه من الغم لقتالهم في الشهر الحرام طمعوا في الثواب فقالوا يا نبي الله أنطمع أن تكون هذه غزوة نعطى فيها أجر المجاهدين فنزلت هذه الآية). [العجاب في بيان الأسباب: 1/544]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #110  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 01:56 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {يسألونك عن الخمر والميسر} الآية
نزلت في عمر بن الخطاب ومعاذ ابن جبل ونفر من الأنصار أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: أفتنا في الخمر والميسر فإنهما مذهبة للعقل مسلبة للمال، فأنزل الله تعالى هذه الآية). [أسباب النزول:64 - 65]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {يسألونك عن الخمر والميسر} [الآية: 219]
أسند الإمام أحمد عن أبي هريرة قال حرمت الخمر ثلاث مرات قدم رسول الله المدينة وهم يشربون الخمر ويأكلون الميسر فسألوا رسول الله عن ذلك فأنزل الله تعالى يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس الآية فقال الناس لم تحرم علينا إنما قال فيهما إثم فكانوا يشربون الخمر حتى كان يوم من الأيام صلى رجل المغرب فخلط في قراءته فأنزل الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون الآية فكانوا يشربونها حتى يأتي أحدهم الصلاة وهو مفيق فنزلت يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان الآية فقالوا انتهينا يا رب وفي رجاله أبو المعشر المدني وهو ضعيف وله شاهد من حديث ابن عمر وستأتي بقية طرقه في تفسير سورة النساء وتفسير سورة المائدة إن شاء الله تعالى
وقال مقاتل في تفسيره نزلت في عبد الرحمن بن عوف وعلي بن أبي طالب وعمر بن الخطاب ونفر من الأنصار أتوا رسول الله فقالوا أفتنا في الخمر والميسر فإنهما مذهبة للعقل مسلبة للمال فأنزل الله تعالى يسألونك عن الخمر والميسر الآية
وقال الثعلبي نزلت في عمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل ونفر من الأنصار قالوا يا رسول الله أفتنا في الخمر والميسر). [العجاب في بيان الأسباب:545 - 1/546]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو} [219]
تقدم وقال الثعلبي حثهم رسول الله على الصدقة ورغبهم فيها فقالوا ماذا ننفق
وأخرج ابن أبي حاتم بسند صحيح إلى يحيى بن أبي كثير أنه بلغه أن معاذ بن جبل وثعلبة أتيا رسول الله فقالا يا رسول الله إن لنا أرقاء وأهلين فما ننفق من أموالنا فأنزل الله الآية
ومن طريق ابن أبي ليلى عن الحكم بن مقسم عن ابن عباس قال ما يفضل عن أهلك
وقال مقاتل بن سليمان أمر النبي بالصدقة قبل أن تنزلت الصدقات في براءة فقال عمرو بن الجموح كم ننفق وعلى من ننفق فقال: قال تعالى
قل العفو يقول فضل قوتك فإن كان الرجل من أهل الذهب والفضة أمسك الثلث وتصدق بسائره وإن كان من أهل الزرع والنخل أمسك بما يكفيه في سنته وتصدق بسائره وإن كان ممن يعمل بيده أمسك ما يكفيه في يومه وتصدق بسائره فما زالوا على ذلك حتى نزلت آية الصدقات في براءة). [العجاب في بيان الأسباب:564 - 1/547]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219)}
قوله تعالى: {يسألونك عن الخمر} يأتي حديثها في سورة المائدة.
قوله تعالى {يسألونك ماذا ينفقون}.
أخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد أو عكرمة عن ابن عباس أن نفرا من الصحابة حين أمروا بالنفقة في سبيل الله أتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إنا لا ندري ما هذه النفقة التي أمرنا بها في أموالنا فما ننفق منها؟ فأنزل الله {ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو} وأخرج أيضا عن يحيى أنه بلغه أن معاذ بن جبل وثعلبة أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا: يا رسول الله، إن لنا أرقاء وأهلين فما ننفق من أموالنا؟، فأنزل الله هذه الآية). [لباب النقول: 42]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} الآية 219: يأتي حديثها في المائدة.
ثم وجدته من طريق أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل عن عمر وقد قال أبو زرعة أنه لم يسمع من عمر فتركته، قال الإمام أحمد رحمه الله (1/53).
حدثنا خلف بن الوليد حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لما نزل تحريم الخمر قال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فنزلت هذه الآية التي في سورة البقرة {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير} قال فدعى عمر رضي الله عنه
فقرئت عليه فقال اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فنزلت الآية التي في سورة النساء {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} فكان منادي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا أقام الصلاة نادى أن لا يقربن الصلاة سكران فدعى عمر رضي الله عنه فقرئت عليه فقال اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فنزلت الآية التي في المائدة فدعى عمر رضي الله عنه فقرئت عليه فلما بلغ {فهل أنتم منتهون} قال: عمر رضي الله عنه: انتهينا انتهينا.
قال أبو زرعة لم يسمع عمرو بن شرحبيل من عمر.. قال البخاري (6/341) عمرو بن شرحبيل أبو ميسرة الكوفي سمع عمر وابن مسعود رضي الله عنهما.
وقال في الجرح والتعديل (6/237) عمرو بن شرحبيل سمع عمر وابن مسعود سمعت أبي يقول ذلك والمثبت مقدم على النافي والحمد لله وحده). [الصحيح المسند في أسباب النزول:38 - 39]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #111  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 01:57 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: (فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (220) )

قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ: {ولا تؤتوا السّفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياماً} وقالوا: لمّا نزلت: {إنّ الّذين يأكلون أموال اليتامى ظلمًا إنّما يأكلون في بطونهم نارًا وسيصلون سعيراً} قال: فارقهم المسلمون وفرقوا من ذلك فرقًا شديدًا حتّى عزلوا طعامهم من طعامهم، وشرابهم من شرابهم، وآنيتهم من آنيتهم، قال: فأضرّ ذلك بالأيتام، فنزلت {ويسألونك عن اليتامى قل إصلاحٌ لهم خيرٌ وإن تخالطوهم فإخوانكم واللّه يعلم المفسد من المصلح} إنّ اللّه لا يخفى عليه الّذين يريدون الإصلاح لهم والإفساد علهيم، قال: فرجعوا فخالطوهم كما كانوا يخالطونهم). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 80]

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {يسألونك عن اليتامى} الآية
أخبرنا أبو منصور عبد القاهر بن طاهر، أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسن السراج قال: حدثنا الحسن بن المثنى بن معاذ قال: حدثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود قال: حدثنا سفيان الثوري عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير قال: لما نزلت {إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما} عزلوا أموالهم عن أموالهم. فنزلت {قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم} فخلطوا أموالهم بأموالهم.
أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد الزاهد قال: أخبرنا أبو علي الفقيه قال: أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما أنزل الله عز وجل: {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن} و{إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما} انطلق من كان عنده مال يتيم فعزل طعامه من طعامه وشرابه من شرابه، وجعل يفضل الشيء من طعامه فيحبس له حتى يأكله أو يفسد، واشتد ذلك عليهم، فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله عز وجل: {يسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير، وإن تخالطوهم} فتخلطوا طعامهم بطعامكم وشرابهم بشرابكم). [أسباب النزول: 65]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم} [الآية: 220]
أخرج أحمد والنسائي وعبد بن حميد والحاكم من طريق عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس لما نزلت ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن عزلوا أموال اليتامى حتى جعل الطعام يفسد واللحم ينتن فذكر ذلك للنبي فنزلت
لفظ إسرائيل عند أحمد ولفظ النسائي من رواية أبي كدينة نحوه وزاد ونزلت إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما اجتنب الناس مال اليتيم وطعامه
فشق ذلك على الناس فشكوا إلى النبي ذلك فأنزل الله تعالى ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير إلى قوله حكيم
وأخرجه سفيان الثوري في تفسيره من رواية أبي حذيفة النهدي عنه عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير مرسلا لم يذكر ابن عباس وهو أقوى فإن عطاء ابن السائب ممن اختلط وسالم أتقن منه
ووافق الثوري على إرساله قيس بن الربيع عن سالم وسياقه أتم ولفظه كان أهل البيت يكون عندهم الأيتام في حجورهم فيكون لليتيم الصرمة من الغنم ويكون الخادم لأهل ذلك البيت فيبعثون خادمهم فيرعى للأيتام وتكون لأهل البيت الصرمة من الغنم والخادم للأيتام فيبعثون خادم الأيتام يرعى عليهم فإذا كان الرسل وضعوا أيديهم جميعا ويكون الطعام للأيتام 181 والخادم لأهل البيت أو يكون الخادم للأيتام والطعام لأهل البيت فيأمرون الخادم فتصنع الطعام فيضعون
أيديهم جميعا فلما نزلت إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما الآية قالوا هذه موجبة فاعتزلوهم وفرقوا ما كان من خلطه فشق ذلك عليهم وشكوا للنبي فقالوا إن الغنم ليس لها راع والطعام ليس له من يصنعه فقال قد سمع الله قولكم فإن شاء أجابكم فنزلت ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم
وعن قيس عن أشعث بن سوار عن الشعبي لما نزلت إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما اعتزلوا أموال اليتامى حتى نزلت وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح وهذا مرسل يعضد الأول
وجاء من وجه ثالث مرسل أيضا قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة فذكر نحو الأول وقال في روايته فلم يخالطوهم في مأكل ولا مشرب ولا مال فشق ذلك على الناس فأنزل الله تعالى ويسألونك عن اليتامى الآية
وأخرجه عبد بن حميد عن يونس بن محمد بن شيبان النحوي عن قتادة لكن قال في روايته كان قد نزل قبل ذلك في سورة بني إسرائيل ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن فكانوا لا يخالطوهم
وجاء من وجه رابع مرسل ذكر الثعلبي من طريق العوفي بسنده عن ابن عباس قال كانت العرب في الجاهلية يعظمون شأن اليتيم ويشددون أمره حتى كانوا لا يؤاكلونهم ولا يركبون له دابة ولا يستخدمون له خادما وكانوا يتشاءمون بملابسة
أموالهم فلما جاء الإسلام سألوا عن ذلك فنزلت هكذا حكاه الثعلبي عن ابن عباس من رواية عطية عنه وحكى مثله عن السدي والضحاك وحكى عن ابن عباس من رواية على بن أبي طلحة عنه لما نزل ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن الآية وإن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما الآية اعتزلوا أموال اليتامى إلى آخره قال وعن قتادة والربيع بن أنس مثله
و أخرج عبد بن حميد من طريق عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء بن أبي رباح قال لما نزل في اليتامى ما نزل اجتنبهم الناس فلم يؤاكلوهم ولم يشاربوهم ولم يخالطوهم فأنزل الله تعالى إصلاح لهم خير فخالطهم الناس في الطعام وفيما سوى ذلك
وقال مقاتل بن سليمان لما نزلت إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما أشفق المسلمون فذكر نحو ما تقدم فقال ثابت بن رفاعة الأنصاري
قد سمعنا ما انزل الله عز وجل فعزلناهم والذي لهم فشق علينا وعليهم فهل يصلح لنا خلطهم فيكون البيت والطعام واحدا والخدمة وركوب الدابة فنزلت وإن تخالطوهم فإخوانكم يقول ما كان لليتيم فيه صلاح فهو خير). [العجاب في بيان الأسباب:547 - 1/550]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (220)}
أخرج أبو داود والنسائي والحاكم وغيرهم عن ابن عباس قال: لما نزلت {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن} و{إن الذين يأكلون أموال اليتامى} الآية، انطلق من كان عنده يتيم، فعزل طعامه من طعامه، وشرابه من شرابه، فجعل يفضل له الشيء من طعامه فيحبس له حتى يأكله أو يفسد، فاشتد ذلك عليهم فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله {ويسألونك عن اليتامى} الآية). [لباب النقول:42 - 43]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #112  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 01:58 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: (وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن} الآية
أخبرنا أبو عثمان بن أبي عمرو الحافظ أخبرنا جدي أخبرنا أبو عمرو أحمد بن محمد الجرشي حدثنا إسماعيل بن قتيبة قال: حدثنا أبو خالد حدثنا بكير بن معروف، عن مقاتل ابن حيان قال: نزلت في أبي مرثد الغنوي، استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في عناق أن يتزوجها، وهي امرأة مسكينة من قريش، وكانت ذات حظ من جمال وهي مشركة وأبو مرثد مسلم، فقال: يا نبي الله إنها لتعجبني، فأنزل الله عز وجل: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن}
أخبرنا أبو عثمان قال: أخبرنا جدي قال: أخبرنا أبو عمرو قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عمرو بن حماد قال: حدثنا أسباط عن السدي، عن أبي مالك، عن ابن عباس في هذه الآية قال: نزلت في عبد الله بن رواحة، وكانت له أمة سوداء وإنه غضب عليها فلطمها، ثم إنه فزع، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره خبرها، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما هي يا عبد الله؟)) فقال: يا رسول الله هي تصوم وتصلي وتحسن الوضوء، وتشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسوله، فقال: ((يا عبد الله هذه مؤمنة))، قال عبد الله: فو الذي بعثك بالحق لأعتقنها ولأتزوجنها، ففعل، فطعن عليه ناس من المسلمين فقالوا: نكح أمة، وكانوا يريدون أن ينكحوا إلى المشركين وينكحوهم
رغبة في أحسابهم، فأنزل الله تعالى فيه: {ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم} الآية.
وقال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا من غني يقال له مرثد بن أبي مرثد حليفا لبني هاشم إلى مكة ليخرج ناسا من المسلمين بها أسراء، فلما قدمها سمعت به امرأة يقال لها عناق، وكانت خليلة له في الجاهلية، فلما أسلم أعرض عنها، فأتته فقالت: ويحك يا مرثد ألا نخلو، فقال لها: إن الإسلام قد حال بيني وبينك وحرمه علينا، ولكن إن شئت تزوجتك إذا رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم استأذنته في ذلك ثم تزوجتك، فقالت له: أبي تتبرم، ثم استغاثت عليه فضربوه ضربا شديدا، ثم خلوا سبيله، فلما قضى حاجته بمكة انصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعا وأعلمه الذي كان من أمره وأمر عناق وما لقي في سببها، فقال: يا رسول الله أيحل أن أتزوجها؟ فأنزل الله ينهاه عن ذلك قوله: {ولا تنكحوا المشركات}). [أسباب النزول:66 - 67]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة} [221]
قال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة ثنا عمرو بن حماد ثنا أسباط عن السدي نزلت في عبد الله بن رواحة وكانت له أمة سوداء وأنه غضب عليها فلطمها ثم فزع فأتى النبي فاخبره فقال ما هي يا عبد الله قال تصلي وتصوم وتحسن الوضوء وتشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقال يا عبد الله هذه مؤمنة فقال والذي بعثك بالحق لأعتقنها وأتزوجها فطعن عليه ناس من المسلمين وقالوا نكح أمة وكانوا يريدون أن ينكحوا إلى المشركين 183 وينكحوا المشركات رغبة في أحسابهم فنزلت
ومن طريق بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان في قوله تعالى ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن نزلت في أبي مرثد الغنوي استأذن النبي في عناق أن يتزوجها وهي امرأة مسكينة من قريش وكانت ذات حظ من جمال وهي مشركة وأبو مرثد يومئذ مسلم فقال يا رسول الله إنها تعجبني فأنزل الله تعالى ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن إلى آخر الآية
وبه إلى مقاتل بن حيان بلغنا في قوله ولأمة مؤمنة خير من مشركة إنها كانت أمة لحذيفة سوداء فأعتقها وتزوجها
وقال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس بعث رسول الله رجلا من غني يقال له مرثد بن ابي مرثد حليفا لبني هاشم إلى مكة ليخرج ناسا من المسلمين بها أسرا فلما قدمها سمعت به امرأة يقال لها عناق وكانت خليلة له في الجاهلية فلما أسلم أعرض عنها فأتته فقالت ويحك يا مرثد ألا تخلو فقال إن الإسلام قد حال بيني وبينك وحرمه علينا ولكن إن شئت تزوجتك إذا رجعت استأذنت رسول الله في ذلك فقالت له أبي تتبرم ثم استغاثت عليه فضربوه ضربا شديدا ثم خلوا سبيله فلما قضى حاجته بمكة انصرف إلى رسول الله فأعلمه بالذي كان من أمره وأمر عناق وما لقي بسببها فقال يا رسول الله أيحل لي أن أتزوجها فنهاه عن ذلك ونزلت ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن الآية
و ذكره مقاتل بمعناه وطوله وقال في أوله كان أبو مرثد رجلا صالحا واسمه أيمن وكان المشركون أسروا أناسا من المسلمين فكان أبو مرثد ينطلق إلى مكة مستخفيا فيرصد المسلم ليلا فإذا خرج إلى البراز خرج معه من يحفظه فيتركه عند البراز فينطلق أبو مرثد فيحمل الرجل على عنقه حتى يلحقه بالمدينة فانطلق مرة فلقي عناق فذكر قصتها وقوله إن أبا مرثد اسمه أيمن منكر والمعروف أن اسمه كناز بفتح الكاف وتشديد النون وآخره زاي منقوطة). [العجاب في بيان الأسباب:551 - 1/553]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221)}
أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والواحدي عن مقاتل قال: نزلت هذه الآية في ابن أبي مرثد الغنوي، استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في عناق أن يتزوجها، وهي مشركة وكانت ذات حظ من جمال، فنزلت.
قوله تعالى: {ولأمة مؤمنة} الآية.
أخرج الواحدي من طريق السدي عن أبي مالك عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في عبد الله بن رواحة كانت له أمة سوداء وأنه غضب عليها فلطمها، ثم إنه فزع، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره وقال لأعتقنها ولأتزوجنها ففعل، فطعن عليه ناس من المسلمين، وقالوا: ينكح أمة، فأنزل الله هذه الآية
وأخرجه ابن جرير عن السدي منقطعا). [لباب النقول: 43]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #113  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 02:00 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {ويسألونك عن المحيض} الآية
أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن أحمد ابن جعفر قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي قال: حدثنا محمد بن مشكان قال: حدثنا حيان قال حدثنا حماد قال: أخبرنا ثابت، عن أنس، أن اليهود كانت إذا حاضت منهم امرأة أخرجوها من البيت، فلم يؤاكلوها ولم يشاربوها ولم يجامعوها في البيوت، فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فأنزل الله عز وجل: {ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض} إلى آخر الآية رواه مسلم، عن زهير بن حرب، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الخشاب قال: أخبرنا أبو عمرو بن حمدان قال: أخبرنا أبو عمران موسى بن العباس الجويني قال: حدثنا محمد بن عبيد الله بن يزيد الكردواني الحراني قال: حدثني أبي، عن سابق بن عبد الله الرقي، عن خصيف، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {ويسألونك عن المحيض قل هو أذى} قال: إن اليهود قالت: من أتى امرأته من دبرها كان ولده أحول، فكان نساء الأنصار لا يدعن أزواجهن يأتونهن من أدبارهن، فجاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه عن إتيان الرجل امرأته وهي حائض، وعما قالت اليهود، فأنزل الله عز وجل: {ويسألونك عن المحيض قل هو أذي فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن} - يعني الاغتسال - {فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله} - يعني القبل - {إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} - فإنما الحرث حيث ينبت الولد ويخرج منه.
وقال المفسرون: كانت العرب في الجاهلية إذا حاضت المرأة منهم لم يؤاكلها ولم يشاربوها ولم يساكنوها في بيت كفعل المجوس، فسأل أبو الدحداح
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: يا رسول الله ما نصنع بالنساء إذا حضن؟ فأنزل الله هذه الآية). [أسباب النزول:67 - 69]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ويسألونك عن المحيض قل هو أذى} [الآية: 222]
أخرج مسلم من طريق ثابت البناني عن أنس إن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة منهم لم يؤاكلوها ولم يشاربوها ولم يجامعوها في البيوت فسئل النبي فأنزل الله تعالى يسألونك عن المحيض قل هو أذى الآية فأمرهم أن يؤاكلوهن ويشاربوهن وأن يكونوا معهن في البيوت وأن يفعلوا كل شيء ما خلا النكاح فقالت اليهود ما يريد هذا الرجل أن يدع شيئا من أمرنا إلا خالفنا فيه فجاء عباد بن بشر وأسيد بن حضير فأخبراه بذلك وقالا يا رسول الله أفلا ننكحهن في المحيض فتمعر وجه رسول الله حتى ظننا أنه قد غضب عليهما فقاما فاستقبلهما هدية من لبن فأرسل النبي في آثارهما فسقاهما فعلمنا أنه لم يغضب عليهما
وأخرج عبد بن حميد من طريق شيبان عن قتادة كان أهل الجاهلية إذا حاضت المرأة لم يجامعوها في بيت ولم يؤاكلوها في إناء فأنزل الله تعالى في ذلك وحرم فرجها وأحل ما سوى ذلك
وقال مقاتل بن سليمان نزلت هذه الآية في عمر بن الدحداح الأنصاري وهو من بلى حي من قضاعة فلما نزلت فاعتزلوا النساء أخرجوهن من البيوت والفرش كفعل العجم ولم يؤاكلوهن في إناء واحد فقال ناس للنبي قد شق علينا اعتزال الحائض والبرد شديد فقال إنما امرتم باعتزال الفرج وقرأ عليهم ولا تقربوهن حتى يطهرن
وقال الواحدي قال المفسرون فذكر هذا لكن قال فيه فسأل أبو الدحداح عن ذلك رسول الله فذكره
و أخرج أيضا من طريق سابق بن عبد الله البربري بإسناده إلى جابر عن رسول الله في قوله عز وجل ويسألونك عن المحيض قالت اليهود
من أتى امرأته من دبرها كان ولده أحول وكان نساء الأنصار لا يدعن أزواجهن يأتونهن من أدبارهن فجاؤوا إلى رسول الله فسألوه عن إتيان الرجل امرأته وهي حائض وعما قالت اليهود فأنزل الله تعالى ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن يعني الاغتسال فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله يعني القبل
وقال نساؤكم حرث لكم وإنما الحرث حيث ينبت الولد ويخرج منه
قلت وهذا مع انقطاعه فيه نكارة في سياقه). [العجاب في بيان الأسباب:553 - 1/555]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)}
روى مسلم والترمذي عن أنس أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة منهم لم يؤاكلوها ولم يجامعوها في البيت، فسأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله {ويسألونك عن المحيض} الآية فقال: ((اصنعوا كل شيء إلا النكاح)).
وأخرج الباوردي في الصحابة من طريق ابن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد عن ابن عباس، أن ثابت بن الدحداح سأل النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت {ويسألونك عن المحيض} الآية، وأخرج ابن جرير عن السدي نحوه). [لباب النقول: 43]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ} الآية 222.
قال الإمام مسلم رحمه الله: وحدثني زهير بن حرب حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت عن أنس أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة فيهم لم يواكلوها ولم يجامعوهن في البيوت فسأل أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأنزل الله تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ} فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((اصنعوا كل شيء إلا النكاح)) فبلغ ذلك اليهود فقالوا: ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه فجاء أسيد بن حضير وعباد بن بشر فقالا: يا رسول الله إن اليهود تقول كذا وكذا فلا نجامعهن فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى ظننا أن قد وجد عليهما فخرجا فاستقبلهما هدية من لبن إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأرسل في آثارهما فعرفا أن لم يجد عليهما.
أخرجه الترمذي ج4 ص74 وقال هذا حديث حسن صحيح وأبو داود ج1 ص107 والنسائي ج1 ص125 وص135 وابن ماجه رقم 644 وأحمد ج3 ص246 والطيالسي ج2 ص14). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 39]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #114  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 02:02 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {نساؤكم حرث لكم} الآية
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قال: أخبرنا حاجب بن أحمد قال: حدثنا عبد الرحيم بن منيب قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن المنكدر، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: كانت اليهود تقول في الذي يأتي امرأته من دبرها في قبلها: إن الولد يكون أحول، فنزل {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} رواه البخاري، عن أبي نعيم ورواه مسلم، عن أبي بكر بن أبي شيبة، كلاهما عن سفيان.
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى، أخبرنا أبو سعيد إسماعيل بن أحمد الخلالي، أخبرنا عبد الله بن زيد البجلي قال: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا المحاربي، عن محمد بن إسحاق، عن أبان بن مسلم، عن مجاهد قال: عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحة الكتاب إلى خاتمته، أوقفه عند كل آية منه فأسأله عنها حتى انتهى إلى هذه الآية {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} فقال ابن عباس: إن هذا الحي من قريش كانوا يشرحون النساء بمكة ويتلذذون بهن مقبلات ومدبرات، فلما قدموا المدينة تزوجوا من الأنصار، فذهبوا ليفعلوا بهن كما كانوا يفعلون بمكة، فأنكرن ذلك
وقلن: هذا شيء لم نكن نؤتى عليه، فانتشر الحديث حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى في ذلك: {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} قال: إن شئت مقبلة وإن شئت مدبرة وإن شئت باركة، وإنما يعني بذلك موضع الولد للحرث يقول: ائت الحرث حيث شئت.
رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه، عن أبي زكريا العنبري، عن محمد بن عبد السلام عن إسحاق بن إبراهيم عن المحاربي.
أخبرنا سعيد بن محمد الحياني قال: أخبرنا أبو علي بن أبي بكر الفقيه قال: حدثنا أبو القاسم البغوي قال: حدثنا علي بن جعد قال: حدثنا شعبة، عن محمد بن المنكدر قال سمعت جابرا قال: قالت اليهود: إن الرجل إذا أتى امرأته باركة كان الولد أحول، فأنزل الله عز وجل: {نساؤكم حرث لكم} الآية.
أخبرنا سعيد بن محمد الحياني قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن الشرقي قال: حدثنا أبو الأزهر قال: حدثنا وهب بن جرير قال: حدثنا أبو كريب قال: سمعت النعمان بن راشد يحدث عن الزهري عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: قالت اليهود: إذا نكح الرجل امرأته مجبية جاء ولدها أحول، فنزلت: {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} إن شاء مجبية وإن شاء غير مجبية، غير أن ذلك في صمام واحد.
رواه مسلم عن هارون بن معروف عن وهب بن جرير قال الشيخ أبو حامد بن الشرقي: هذا حديث جليل يساوي مائة حديث، لم يروه عن الزهري إلا النعمان بن راشد.
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المطوعي قال: أخبرنا أبو عمرو بن حمدان قال: أخبرنا أبو علي قال: حدثنا زهير قال: حدثنا يونس بن محمد قال: حدثنا يعقوب القمي قال: حدثنا جعفر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: جاء عمر بن الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هلكت، فقال: ((وما الذي أهلكك؟)) قال: حولت رحلي الليلة، قال: فلم يرد عليه شيئا فأوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} يقول: أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأصفهاني قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الحافظ قال: حدثنا أبو يحيى الرازي قال: حدثنا سهل بن عثمان قال: حدثنا المحاربي، عن ليث عن أبي صالح، عن سعيد بن المسيب أنه سئل عن قوله: {فأتوا حرثكم أنى شئتم} قال: نزلت في العزل، وقال ابن عباس في رواية الكلبي: نزلت في المهاجرين لما قدموا المدينة، ذكروا إتيان النساء فيما بينهم والأنصار واليهود من بين أيديهن ومن خلفهن، إذا كان المأتي واحدا في الفرج، فعابت اليهود ذلك إلا من بين أيديهن خاصة، وقالوا: إنا لنجد في كتاب الله في التوراة أن كل
إتيان يؤتى النساء غير مستلقيات دنس عند الله، ومنه يكون الحول والخبل، فذكر المسلمون ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: إنا كنا في الجاهلية وبعد ما أسلمنا نأتي النساء كيف شئنا، وإن اليهود عابت علينا ذلك، وزعمت لنا كذا وكذا فأكذب الله تعالى اليهود ونزل عليه يرخص لهم: {نساؤكم حرث لكم} يقول: الفرج مزرعة للولد {فأتوا حرثكم أنى شئتم} يقول: كيف شئتم من بين يديها ومن خلفها في الفرج). [أسباب النزول:69 - 72]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} [223]
1 - نزلت في حيي بن أخطب واليهود قالوا للمسلمين إنه لا يحل لكم أن تأتوا النساء إلا مستلقيات وإنا نجد في كتاب الله أن جماع المرأة غير مستلقية ذنب فنزلت
ذكره مقاتل بن سليمان وأصله في الصحيحين من حديث محمد بن المنكدر عن جابر ولفظه كانت اليهود تقول في الذي يأتي امرأته في قبلها من دبرها إن الولد يكون أحول فأنزل الله تعالى نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم
وفي رواية لمسلم من طريق سهيل بن أبي صالح عن ابن المنكدر قالت اليهود إن الرجل إذا أتى امرأته باركة كان الولد أحول
وفي لفظ إذا نكح الرجل امرأته مجبية جاء ولدها أحول وفي هذه الطريق إن شاء مجبية وإن شاء غير مجبية غير أن ذلك في صمام واحد أخرجه
مسلم من رواية النعمان بن راشد عن الزهري عن محمد بن المنكدر بهذا قال أبو حامد بن الشرقي تفرد بن النعمان بن راشد عن الزهري وهذا الحديث يساوي مئة حديث
وأخرج أبو داود والدارمي وإسحاق في مسنده من طرق عن ابن إسحاق والحاكم واللفظ له عن أبان بن صالح عن مجاهد قال عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحة الكتاب إلى خاتمته أوقفه عند كل آية منه فأسأله
فيمن أنزلت وفيم أنزلت فقلت يا أبا عباس أرأيت قول الله تعالى فأتوهن من حيث أمركم الله قال من حيث أمركم الله أن تعتزلوهن قال ابن عباس إن هذا الحي من قريش كانوا يشرحون النساء بمكة يتلذذون بهن مقبلات ومدبرات فلما قدموا المدينة تزوجوا إلى الأنصار فذهبوا ليفعلوا بهن كما كانوا يفعلون بمكة فأنكرن ذلك وقلن هذا شيء لم نكن نؤتى عليه فانتشر الحديث حتى انتهى إلى رسول الله فأنزل الله تعالى في ذلك نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم قال مقبلة ومدبرة وإنما يعني موضع الولد للحرث يقول ائت الحرث أنى شئت وأول الحديث عند أبي داود إن ابن عمر والله يغفر له أوهم إنما كان هذا الحي من الأنصار وهم أهل وثن مع هذا الحي من اليهود الحديث
وقال ابن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس نزلت هذه الآية في المهاجرين لما قدموا المدينة ذكروا إتيان النساء فيما بينهم وبين الأنصار واليهود من بين أيديهن ومن خلفهن إذا كان المأتي واحدا في الفرج فعابت اليهود ذلك
إلا من بين أيديهن خاصة وقالوا إنا نجد في كتاب الله أن كل إتيان يؤتى النساء غير مستلقيات دنس عند الله ومنه يكون الحول والخبل فذكر المسلمون ذلك لرسول الله وقالوا إنا كنا في الجاهلية وبعدما أسلمنا نأتي النساء كيف شئنا وإن اليهود عابت علينا فأكذب الله اليهود وأنزل نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم يقول الفرج مزرعة الولد فأتوا حرثكم كيف شئتم من بين يديها ومن خلفها في الفرج
و أخرج أحمد والترمذي والنسائي وابن حبان من طريق يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال جاء عمر بن الخطاب إلى رسول الله فقال هلكت قال وما ذاك قال حولت رحلي البارحة فلم يرد عليه شيئا فأوحي إلى رسول الله هذه الآية نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم يقول أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة وقد تقدم مرسل سابق
البربري في الذي قبله
و أخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله فأتوا حرثكم أنى شئتم يعني بالحرث الفرج يقول تأتيه كيف شئت مستقبله ومستدبره وعلى ما أردت بعد أن لا تجاوز الفرج إلى غيره
طرق أخرى قال عبد بن حميد ثنا هاشم بن القاسم عن المبارك هو ابن فضالة عن الحسن إن اليهود كانوا قوما حسدا فقالوا يا أصحاب محمد والله ما لكم أن تأتوا النساء إلا من وجه واحد فكذبهم الله تعالى 188 وأنزل نساؤكم حرث لكم فخلى بين الرجال وبين نسائهم فيتفكه الرجل من امرأته يأتيها إن شاء من قبل قبلها وإن شاء من قبل دبرها غير أن المسلك واحد قال وثنا عوف عن الحسن قال: قالت اليهود للمسلمين إنكم تأتون نساءكم كما تأتي البهائم بعضها بعضا تبركونهن فأنزل الله تعالى نساؤكم حرث لكم فلا بأس أن يغشى الرجل المرأة كيف شاء إذا أتاها في الفرج
ومن طريق شيبان عن قتادة نحو الأول إلى قوله وبين نسائهم
ومن طريق حصين بن عبد الرحمن عن مرة الهمداني قال: قال ناس من اليهود لناس من المسلمين يأتي أحدكم امرأته باركة فقالوا نعم قال فذكر ذلك النبي فنزلت
وأخرج الطبري من طريق سعيد بن أبي هلال أن عبد الله بن علي حدثه أنه بلغه أن ناسا من أصحاب النبي جلسوا يوما ورجل من اليهود قريب منهم فجعل بعضهم يقول إني لآتي امرأتي وهي مضطجعة ويقول الآخر إني لآتيها وهي قاعدة ويقول الآخر إني لآتيها وهي على جنب أو وهي باركة فقال اليهودي ما أنتم إلا أمثال البهائم ولكنا إنما نأتيها على هيئة واحدة فأنزل الله تعالى نساؤكم حرث لكم الآية
ومن طريق الحكم بن أبان عن عكرمة جاء رجل إلى ابن عباس فقال أتيت أهلي في دبرها وسمعت قول الله تعالى فأتوا حرثكم أنى شئتم فظننت أن ذلك لي حلال فقال لا يا لكع إنما قوله أنى شئتم قائمة وقاعدة ومقبلة ومدبرة في القبل لا تعدوه إلى غيره
طريق أخرى عن ابن عباس أخرجها الطبري من طريق داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس أنه كان يكره أن تؤتى المرأة في دبرها ويقول إنما الحرث من القبل الذي يكون منه النسل والحيض وينهى عن إتيان المرأة في دبرها ويقول إنما أنزلت هذه الآية فأتوا حرثكم أنى شئتم يقول من أي وجه شئت وعنه أيضا قال ذاك ظهرها لبطنها غير معاجزة يعني الدبر
حديث آخر في ذلك عن أم سلمة أخرج أحمد واللفظ له والترمذي وعبد ابن حميد وغيرهم من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم عن ابن سابط هو عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط عن حفصة بنت عبد الرحمن قال قلت لها إني أريد أن أسألك عن شيء وأنا أستحي أن أسألك عنه قالت سل يا ابن أخي كما بدا لك قال أسألك عن إتيان النساء في أدبارهن فقالت حدثتني أم سلمة قالت كانت الأنصار لا تجبي وكانت المهاجرون تجبي فتزوج رجل من المهاجرين امرأة من الأنصار فجباها فأتت أم سلمة فذكرت ذلك لها فلما أن جاء النبي استحيت الأنصارية فخرجت فذكرت ذلك أم سلمة لرسول الله فقال ادعوها لي فدعيت فقال نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم صماما واحدا قال والصمام السبيل الواحد
وأخرجه عبد بن حميد عن عبد الرزاق عن معمر عن ابن خثيم عن صفية بنت شيبة عن أم سلمة وسياقه أخصر من هذا وفي رواية أبي جعفر الطبري حفصة بنت عبد الرحمن بن ابي بكر عن أم سلمة قالت تزوج رجل امرأة فأراد أن يجبيها فأبت عليه وقالت حتى أسأل رسول الله قالت فذكرت ذلك لي فذكرته لرسول الله فقال أرسلي إليها فلما جاءته قرأ عليها نساؤكم
حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم صماما واحدا صماما واحدا وفي رواية له قدم المهاجرون فتزاوجوا في الأنصار وكانوا يجبون وكانت الأنصار لا تفعل ذلك
2 - قول آخر أخرج الطبري من طريق الحسن بن صالح عن ليث عن عيسى بن سنان عن سعيد بن المسيب فأتوا حرثكم أنى شئتم فإن شئتم فاعزلوا وإن شئتم فلا تعزلوا
وأخرج الواحدي من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن ليث بن أبي سليم عن أبي صبيح عن سعيد بن المسيب أنه سئل عن قوله تعالى فأتوا حرثكم أنى شئتم فقال نزلت في العزل قلت هو سند ضعيف
وقد أخرج عبد بن حميد والطبري من رواية زائدة بن عمير سألت ابن عباس عن العزل فقال نساؤكم حرث لكم الآية لفظ عبد وفي رواية الطبري فقال إن شئت فاعزل وإن شئت فلا تعزل
3 - قول آخر قال البخاري في التفسير من صحيحه
حدثنا إسحاق يعني ابن راهويه أنا النضر بن شميل أنا عبد الله بن عون عن نافع قال كان ابن عمر إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه قال فأخذت عليه يوما فقرأ سورة البقرة حتى انتهى إلى مكان فقال تدري فيم أنزلت قلت لا قال نزلت في كذا وكذا ثم مضى
وعن عبد الصمد حدثني أبي هو عبد الوارث بن سعيد حدثني أيوب عن نافع عن ابن عمر في قوله تعالى فأتوا حرثكم أنى شئتم قال يأتيها في
ورواه محمد بن يحيى بن سعيد عن أبيه هو القطان عن عبيد الله يعني ابن عمر عن نافع عن ابن عمر انتهى ما ذكره البخاري
وقد أشكل على كثير من الناس وجزم الحميدي في الجمع بين الصحيحين بأن الظرف الذي عبر عنه بقوله يأتيها في هو الفرج وليس 191
كما قال الحميدي وقد بينت في تغليق التعليق ما هو مراد البخاري بإيراد الطرق الثلاثة عمن نقلها عنهم
بيان طرق البخاري
أما طريق إسحاق فرويناها في مسنده وفي تفسيره قال أنا النضر بن شميل فساقه كما ساقه البخاري سواء إلى قوله حتى انتهى إلى قوله تعالى نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم فقال أتدري فيم أنزلت هذه الآية قلت لا قال نزلت في إتيان النساء في أدبارهن
وأما الرواية الثانية فأخرجها إسحاق أيضا في مسنده وتفسيره
قال أنا عبد الصمد بن عبد الوارث فساقه كما ساقه البخاري إلى قوله يأتيها في فقال في روايته يأتيها في الدبر وهكذا أخرجه أبو جعفر بن جرير الطبري في التفسير عن أبي قلابة عبد الملك الرقاشي عن عبد الصمد بن عبد الوارث
به سندا ومتنا
وأما الرواية الثالثة فرويناها في المعجم الأوسط للطبراني قال نا علي بن سعيد أنا أبو بكر محمد بن أبي غياث الأعين نا محمد بن يحيى بن سعيد القطان ثنا أبي عن عبيد الله بن عمر بن نافع عن ابن عمر قال إنما نزلت نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم على رسول الله رخصة في إتيان الدبر
قال الطبراني لم يروه عن عبيد الله إلا يحيى القطان تفرد به ابنه محمد انتهى
وأخرجه الحسن بن سفيان في مسنده عن أبي بكر الأعين وأخرجه أبو نعيم في المستخرج عن أبي عمرو بن حمدان وأخرجه الحاكم في المستدرك عن محمد بن جعفر المزكي كلاهما عن الحسن بن سفيان
وقد تابع النضر بن شميل على روايته عن ابن عون إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم المعروف بابن علية وإسماعيل بن إبراهيم الكرابيسي
أما ابن علية فقال أبو جعفر بن جرير الطبري في تفسيره حدثنا يعقوب ابن إبراهيم الدورقي نا ابن علية عن ابن عون فذكر مثل رواية النضر سواء
واما رواية الكرابيسي فأخرجها ابن جرير أيضا عن إبراهيم بن عبد الله قال نا أبو عمر الضرير نا إسماعيل بن إبراهيم الكرابيسي عن ابن عون عن نافع قال كنت أمسك المصحف على ابن عمر إذ تلا هذه الآية نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم فقال نزلت هذه الآية في الذي يأتيها في دبرها
الرد على حصر الطبراني
وقد توبع يحيى بن قطان على روايته لهذا الحديث عن عبيد الله بن عمر بخلاف ما زعم الطبراني أنه تفرد به عن عبيد الله بن عمر فأخرج الدارقطني في غرائب مالك من طريق أبي بشر الدولابي ثنا أبو الحارث أحمد بن سعيد نا أبو ثابت محمد بن عبد الله المدني حدثني عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن عبيد الله بن عمر بن حفص وابن أبي ذئب ومالك بن أنس فرقهم كلهم عن نافع قال: قال لي ابن عمر أمسك علي المصحف يا نافع فقرأ حتى أتى على نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم قال لي تدري يا نافع فيم نزلت هذه الآية
قال قلت لا قال نزلت في رجل من الأنصار أصاب امرأته في دبرها فأعظم الناس ذلك فأنزل الله تعالى نساؤكم حرث لكم الآية قلت له من دبرها في قبلها قال لا إلا في دبرها
وتابع الدراوردي عن ابن أبي ذئب أبو صفوان الأموي أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط وابن مردويه في التفسير كلاهما من طريق محمد بن علي بن زيد الصائغ المكي عن يعقوب بن حميد نا أبو صفوان هو عبد الله بن سعيد بن عبد الملك عن ابن أبي ذئب به
و رويناه في الجزء الثاني من رواية حامد الرفاء تخريج الدارقطني قال الرفاء حدثنا أبو أحمد بن عبدوس نا علي بن الجعد نا ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر قال وقع رجل على امرأته في دبرها فأنزل الله تعالى نساءكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنا شئتم قال فقلت لابن أبي ذئب ما تقول أنت في هذا قال ما أقول فيه بعد هذا
ورواه عن مالك أيضا إسحاق بن محمد القروي أخرجه الثعلبي من طريق محمد بن عيسى الطرسوسي عن إسحاق ولفظه كنت أمسك المصحف على ابن عمر فقرأ هذه الآية فقال تدري فيم نزلت قلت لا قال نزلت في رجل أتى امرأته في دبرها على عهد رسول الله فشق ذلك عليه فنزلت
رواه آخرون عن نافع وهم خمسة
ورواه عن نافع غير من تقدم ذكره جماعة
1 - منهم ابنه عبد الله
2 - وعمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر
3 - وهشام بن سعد
4 - وأبان بن صالح
5 - وإسحاق بن عبيد الله بن أبي فروة
1 - أما حديث عبد الله بن نافع فأخرجه أحمد بن أسامة بن أحمد التجيبي في فوائده من طريق أشهب حدثني عبد الله بن نافع عن أبيه عن ابن عمر قال أصاب رجل امرأته في دبرها فأنكر الناس ذلك فأنزل الله عز وجل نساؤكم حرث لكم الآية وبه إلى نافع عن ابن عمر أنه كان إذا قرأ السورة لا يتكلم حتى يختمها فقرأ سورة البقرة فمر بهذه الآية فقال أتدري فيم نزلت فذكر ما تقدم
وبه إلى أشهب قال لي عبد الله بن نافع لا بأس به إلا أن يتركه أحد تقذرا
2 - وأما عمر بن محمد فقال عبد الرزاق في تفسيره نا سفيان الثوري عن عمر بن محمد بن زيد عن نافع 194 عن ابن عمر في قوله تعالى أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم أي مثله من النساء
قال سلمة بن شبيب الراوي عن عبد الرزاق وبه يحتج أهل المدينة
وأخرجه أحمد بن أسامة التجيبي في فوائده بسنده إلى سلمة بن شبيب ونقل عن أصبغ بن الفرج أنه احتج بها لذلك
وذكر أبو بكر بن العربي في أحكام القرآن عن محمد بن كعب القرظي إنه احتج على الجواز بهذه الآية وزاد ولو لم يبح ذلك من الأزواج ما قبح انتهى
وكذا نقل عن زيد بن أسلم وابن الماجشون
وأخرج أبو الشيخ ابن حيان الأصبهاني في فوائده من طريق عصام بن زيد عن الثوري عن عمر بن محمد عن نافع عن ابن عمر أنه كان يتأول هذه الآية نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم أي حيث شئتم
3 - وأما رواية هشام بن سعد فأخرجها الطبراني وابن مردويه من طريق هارون بن موسى عن أبيه
وأخرجها أحمد بن أسامة التجيبي في فوائده من طريق معن بن عيسى كلاهما عن هشام بن سعد عن نافع قال قرأ ابن عمر هذه السورة فمر بهذه الآية نساؤكم حرث لكم الآية فقال تدري فيم أنزلت هذه الآية قلت لا قال في رجال كانوا يأتون النساء في أدبارهن
4 - وأما رواية أبان بن صالح فأخرجها الحاكم في تاريخه من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن محمد بن إسحاق عن إبان بن صالح عن نافع قال كنت أمسك المصحف على ابن عمر فذكر الحديث بطوله نحو ما تقدم وهو في القطعة التي انقطعت روايتها من صحيح ابن خزيمة أخرجه الحاكم عن أبي علي الحافظ النيسابوري عن ابن خزيمة وقال أبو علي لم أكتبه إلا عن ابن خزيمة
5 - وأما رواية إسحاق بن أبي فروة فأخرجها أحمد بن أسامة التجيبي في فوائده من طريق أبي علقمة القروي عنه عن نافع قال لي ابن عمر أمسك علي المصحف فذكر الحديث بطوله نحو رواية الدراوردي عن شيوخه الثلاثة
عود إلى رواية مالك
وأما رواية مالك فرواها عنه جماعة غير من تقدم
فأخرج الدارقطني في غرائب مالك من طريق زكريا بن يحيى الساجي نا محمد بن الحارث المدني نا أبو مصعب عن مالك عن نافع عن ابن عمر أنه قال يا نافع أمسك علي المصحف قال فقرأ عبد الله بن عمر حتى بلغ نساؤكم حرث لكم الآية فقال يا نافع أتدري فيم أنزلت هذه الآية قلت لا قال نزلت في رجل من الأنصار أصاب امرأته في دبرها فوجد في نفسه من ذلك فسأل النبي فأنزل الله عز وجل الآية قال الدارقطني هذا ثابت عن مالك
وأخرج أيضا من طريق إسحاق بن محمد القروي عن مالك نحوه لكن قال أنزلت في الذي يأتي امرأته في دبرها
وأخرجه دعلج في غرائب مالك والثعلبي في التفسير من طريق إسحاق المذكور
ثلاثة رووا الحديث عن ابن عمر غير نافع
ورواه عن عبد الله بن عمر جماعة غير نافع
منهم زيد بن أسلم أخرجه النسائي والطبري والحاكم من طريق سليمان بن بلال عنه عن عبد الله بن عمر قال أتى رجل امرأته في دبرها في عهد رسول الله فوجد من ذلك وجدا شديدا فأنزل الله الآية
قال ابن عبد البر الرواية عن ابن عمر بهذا المعنى صحيحة معروفة عنه مشهورة من رواية نافع فغير نكير أن يرويها زيد بن أسلم أيضا
قلت وقد رواها غير نافع وزيد فأخرج النسائي والطبري
والطحاوي والدارقطني من طريق ابن القاسم قلت لمالك فقال لي اشهد على ربيعة يحدثني عن سعيد بن يسار أنه سأل عبد الله بن عمر فقال لا بأس به
وعند الطبري أن أناسا يروون عن سالم كذب العبد على أبي فقال مالك أشهد على يزيد بن رومان أنه أخبرني عن سالم عن ابن عمر مثل ما قاله نافع
وقد أنكر عبد الله بن عباس على عبد الله بن عمر هذا القول ونسبه إلى الوهم في الفهم فقال فيما أخرجه أبو داود وغيره من طريق محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن مجاهد عنه قال ابن عمر والله يغفر له قد أوهم إنما كان هذا الحي من الأنصار فذكر القصة وفي آخرها فأنزل الله نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم أي مقبلات ومدبرات ومستلقيات يعني موضع الولد أي من قبل دبرها أي في قبلها وقد تقدم في طرق القول الأول بأنها تكون باركة أو منبطحة وهذا الذي صار إليه أكثر العلماء والمبين يقضي على المجمل والله أعلم
وقد جاء عن أبي سعيد الخدري كنحو ما رواه نافع وغيره عن ابن عمر
أخرجه أبو يعلى والطحاوي في مشكل الآثار والطبري وابن مردويه في تفسيريهما من طريق عبد الله بن نافع نا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال أثفر رجل امرأته على عهد رسول الله فقالوا أثفر فلان امرأته فأنزل الله عز وجل الآية والقول في هذا كالقول في حديث ابن عمر لأنه إذا أولج وهي باركة صار ذكره كالثفر للدابة سواء كان الإيلاج في القبل أم الدبر فحمله على القبل موافق للروايات الأولى وهي أصح وأشهر والله أعلم
وجاء نحو ذلك من مرسل خصيف عن مجاهد أخرجه عبد بن حميد من طريقه ولفظه كانوا يجتنبون النساء في المحيض فلا يجامعوهن في فروجهن ويأتونهم في أدبارهن فسألوا النبي عن ذلك فأنزل الله نساؤكم حرث لكم الآية هكذا قال خصيف والمحفوظ عن مجاهد التشديد في ذلك لا الرخصة). [العجاب في بيان الأسباب:556 - 1/576]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223)}
روى الشيخان وأبو داود والترمذي عن جابر قال: كانت اليهود تقول: إذا جامعها من ورائها جاء الولد أحول، فنزلت {نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم}.
وأخرج أحمد والترمذي عن ابن عباس قال: جاء عمر إلى رسول الله صلى اله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هلكت. قال: ((وما أهلكك؟)) قال: حولت رحلي الليلة فلم يرد عليه شيئا فأنزل الله هذه الآية {نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم} يقول أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة.
وأخرج ابن جرير وأبو يعلي وابن مردويه من طريق زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري: أن رجلا أصاب امرأته في دبرها فأنكر الناس عليه ذلك فأنزلت {نساؤكم حرث لكم} الآية.
وأخرج البخاري عن ابن عمر قال: أنزلت هذه الآية في إتيان النساء في أدبارهن.
وأخرج الطبرني في الأوسط بسند جيد عنه قال: إنما أنزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم: {نساؤكم حرث لكم} رخصة في إتيان الدبر.
وأخرج أيضا عنه: أن رجلا أصاب امرأة في دبرها في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنكر ذلك، فأنزل الله {نساؤكم حرث لكم}.
وأخرج أبو داود والحاكم عن ابن عباس قال: إن ابن عمر - والله يغفر له- وهم، إنما كان أهل هذا الحي من الأنصار وهم أهل وثن، مع هذا الحي من يهود، وهم أهل كتاب، كانوا يرون لهم فضلا عليهم في العلم، فكانوا يقتدون بكثير من فعلهم، وكان من أمر أهل الكتاب أنهم لا يأتون النساء إلا على حرف، وذلك أستر ما تكون المرأة، وكان هذا الحي من الأنصار قد أخذوا بذلك، وكان هذا الحي من قريش يشرحون النساء شرحا ويتلذذون منهن مقبلات ومدبرات ومستلقيات، فلما قدم المهاجرون المدينة تزوج رجل منهم امرأة من الأنصار، فذهب يصنع ذلك، فأنكرته عليه، وقالت: إنما كنا نؤتى على حرف، فسرى أمرهما. فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله {نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم} أي مقبلات ومدبرات ومستلقيات، يعني بذلك موضع الولد.
قال الحافظ بن حجر في شرح البخاري: وهذا السبب الذي ذكره ابن عمر في نزول الآية مشهور، وكأن حديث أبي سعيد لم يبلغ ابن عباس، وبلغه حديث ابن عمر فوهمه فيه). [لباب النقول:44 - 45]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} الآية 223.
قال الإمام البخاري رحمه الله ج9 ص257 حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن ابن المنكدر سمعت جابر بن عبد الله قال: كانت اليهود تقول إذا جامعها من ورائها جاء الولد أحول فنزلت {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}.
الحديث أخرجه مسلم ج10 ص6 و7 وفيه زيادة إن شاء مجبية وإن شاء غير مجبية غير أن ذلك في صمام واحد وأخرجه الترمذي ج4 ص75 وقال حديث حسن صحيح وأبو داود ج2 ص215 وابن ماجه رقم 1925 والحميدي في المسند ج2 ص532.
قال الإمام أحمد رحمه الله ج6 ص305: ثنا عفان ثنا وهيب ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الرحمن بن سابط قال: دخلت على حفصة ابنة عبد الرحمن فقلت: إني سائلك عن أمر وأنا أستحي أن أسألك عنه فقالت: لا تستحي يا ابن أخي قال: عن إتيان النساء في أدبارهن؟ قال: حدثتني أم سلمة أن الأنصار كانوا لا يجبون النساء وكانت اليهود تقول: إنه من جبى امرأته كان ولده أحول، فلما قدم المهاجرين المدينة نكحوا في نساء الأنصار فجبوهن فأبت امرأة أن تطيع زوجها فقالت لزوجها: لن تفعل ذلك حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فدخلت على أم سلمة فذكرت ذلك لها فقالت: اجلسي حتى يأتي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم استحت الأنصارية أن تسأله فخرجت فحدثت أم سلمة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: ((ادعي الأنصارية)) فدعيت فتلا عليها هذه الآية: {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} صماما واحدا.
حديث أم سلمة ظاهره يخالف حديث جابر ويرجح حديث جابر لأنه متفق عليه ولأن حفصة بنت عبد الرحمن لم يوثقها إلا العجلي وابن حبان وهما متساهلان.
وأما ما جاء عن ابن عمر أنها نزلت في إتيان النساء في أدبارهن كما في البخاري الإشارة إليه وفي الفتح ج9 ص255 و256 فقد رده العلماء وعلى رأسهم حبر الأمة كما في الفتح وقال أبو جعفر بن جرير رحمه الله في تفسيره ج2 ص398 بعد ذكره الرد على ذلك وتبين بما بينا صحة معنى ما روي عن جابر وابن عباس من أن هذه الآية نزلت فيما كانت اليهود تقوله للمسلمين: إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قبلها جاء الولد أحول. وقد قال قبل ذلك: وأي محترث في الدبر فيقال ائته من وجهه.
وقال العلامة الشوكاني بعد ذكره بعض القائلين بالجواز وليس في أقوال هؤلاء حجة ألبتة. ولا يجوز لأحد أن يعمل على أقوالهم فإنهم لم يأتوا بدليل يدل على الجواز فمن زعم منهم أنه فهم ذلك من الآية فقد أخطأ في فهمه كائنا من كان ومن زعم منهم أن سبب نزول الآية أن رجلا أتى امرأته في دبرها فليس في هذا ما يدل على أن الآية أحلت ذلك ومن زعم ذلك فقد أخطأ بل الذي تدل عليه الآية أن ذلك حرام فكون ذلك هو السبب لا يستلزم أن تكون الآية نازلة في تحليله فإن الآيات النازلات على أسباب تأتي تارة بتحليل هذا وتارة بتحريمه ا.هـ. كلام الشوكاني رحمه الله وأما الحافظ ابن كثير رحمه الله فبعد أن ذكر قول ابن عمر في سبب نزول الآية قال: وهذا محمول على ما تقدم وهو أنه يأتيها في قبلها من دبرها لما رواه النسائي عن علي بن عثمان النفيلي عن سعيد بن عيسى عن الفضل بن فضالة عن عبد الله بن سليمان الطويل عن كعب بن علقمة عن أبي النضر أنه أخبره أنه قال لنافع مولى ابن عمر إنه قد أكثر عليك القول أنك تقول عن ابن عمر إنه أفتى أن تؤتى النساء في أدبارهن، قال كذبوا علي ولكن سأحدثك كيف كان الأمر: إن ابن عمر عرض المصحف يوما وأنا عنده حتى بلغ {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} فقال: يا نافع هل تعلم من أمر هذه الآية؟ قلت لا. قال: إنا كنا معشر قريش نجبي النساء فلما دخلنا المدينة ونكحنا نساء الأنصار أردنا منهن مثل ما كنا نريد فآذاهن فكرهن ذلك وأعظمنه وكانت نساء الأنصار قد أخذن بحال اليهود إنما يؤتين على جنوبهن فأنزل الله: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}. وهذا إسناد صحيح ثم ساق جملة من الأحاديث الدالة على تحريم إتيان النساء في أدبارهن وبعدها قال: وقد تقدم قول ابن مسعود وأبي الدرداء وأبي هريرة وابن عباس وعبد الله بن عمرو في تحريم ذلك وهو الثابت بلا شك عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه يحرمه. قال أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي في مسنده حدثنا عبد الله بن صالح حدثنا الليث عن الحارث بن يعقوب عن سعيد بن يسار أبي الحباب قال: قلت لابن عمر ما تقول في الجواري أيحمض لهن؟ قال: وما التحميض؟ فذكر الدبر فقال: وهل يفعل ذلك أحد من المسلمين؟ وكذا رواه ابن وهب وقتيبة عن الليث به وهذا إسناد صحيح ونص صريح منه بتحريم ذلك فكل ما ورد عنه مما يحتمل ويحتمل فهو مردود إلى هذا المحكم). [الصحيح المسند في أسباب النزول:40 - 42]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #115  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 02:03 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: (وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (224) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم}
قال الكلبي: نزلت في عبد الله بن رواحة ينهاه عن قطيعة ختنه بشير بن النعمان، وذلك أن ابن رواحة حلف أن لا يدخل عليه أبدا، ولا يكلمه، ولا يصلح بينه وبين امرأته، ويقول: قد حلفت بالله أن لا أفعل، ولا يحل لي إلا أن أبر في يميني، فأنزل الله تعالى هذه الآية). [أسباب النزول: 72]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم} [الآية: 224]
1 - قال ابن الكلبي نزلت في عبد الله بن رواحة تنهاه عن قطيعة ختنه بشير بن النعمان وذلك أن ابن رواحة حلف أن لا يدخل عليه أبدا ولا يكلمه ولا يصلح بينه وبين امرأته ويقول قد حلفت بالله أن لا أفعل ولا يحل لي إلا أن أبر في يميني فأنزل الله تعالىالآية
وقال مقاتل بن سليمان نزلت في أبي بكر الصديق وفي ابنه عبد الرحمن بن أبي بكر وكان أبو بكر حلف أن لا يصله حتى يسلم وكان الرجل إذا حلف قال لا يحل لي إلا أن أبر وكان هذا قبل أن تنزل الكفارة
وعن ابن جريج نزلت في أبي بكر حين حلف أن لا ينفق على مسطح حين خاض مع أهل الإفك أخرجه الطبري
وأخرج الطبري من طريق عمرو عن أسباط عن السدي أما قوله عرضة فيعرض بينك وبين الرجل الامر فتحلف بالله لا تكلمه ولا تصله وإما إن تبروا فالرجل يحلف لا يبر ذا رحمه فيقول قد حلفت فأمر الله أن لا يعرض بيمينه بينه وبين ذي رحمه وليبره ولا يبالي بيمينه وأما وتصلحوا فالرجل يصلح بين الإثنين فيعصيانه فيحلف أن لا يصلح بينهما وينبغي له أن يصلح ولا يبالي بيمينه قال وهذا قبل أن تنزل الكفارة
ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس المعنى لا تجعلني عرضة ليمينك أن لا تصنع الخير ولكن كفر عن يمينك واصنع الخير
ومن طريق العوفي عن ابن عباس كان الرجل يحلف على الشيء من البر والتقوى لا يفعله فنهى الله عن ذلك بهذه الآية
ومن طريق سعيد بن جبير ومجاهد ومكحول وإبراهيم النخعي نحو ذلك
قال عبد الرزاق أنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه في هذه الآية ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا هو الرجل يحلف على الأمر الذي لا يصلح ثم يعتل بيمينه يقول الله أن تبروا وتتقوا يقول هو خير من أن تمضي على ما لا يصلح فإن حلف كفر يمينه وفعل الذي هو خير
وعن معمر وعن قتادة نحوه
و أخرجه عبد بن حميد عن عبد الرزاق وأخرجه أيضا من طريق إسرائيل عن السدي عن من حدثه عن ابن عباس قال هو الرجل يحلف لا يكلم قرابته أو مسلما أو لا يتصدق أو لا يقرض أو لا يصلح بين اثنين يقول قد حلفت فلا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم وكفر عن يمينك وعن إسرائيل عن منصور عن إبراهيم نحوه
وأخرج عبد أيضا من طريق الربيع بن أنس كان الرجل يحلف أن لا يصل رحمه ولا يصلح بين الناس فنزلت
2 - وجاء في سبب ذلك قول آخر أخرجه الطبري من طريق ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة في هذه الآية قالت لا تحلفوا بالله وإن بررتم
قال الطبري أولى الأقوال تأويل من قال لا تجعلوا الحلف بالله حجة لكم في ترك فعل الخير فيما بينكم وذلك أن العرضة في اللغة القوة والمراد بها هنا الحجة فالمعنى لا تجعلوا اليمين بالله حجة لأيمانكم أن لا تفعلوا الخير فليفعل ويحنث ثم يكفر
وقد ذكرت الكفارة في آية المائدة وقوله بعدها لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم إشارة إلى أن الكفارة إنما تجب في اليمين التي يوقع القصد إليها لا التي تقع من غير قصد إلى اليمين أو عن خطأ أو نسيان ونحو ذلك). [العجاب في بيان الأسباب:576 - 1/579]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (224)}
أخرج ابن جرير من طريق ابن جريح قال: حدثت أن قوله: {ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم} الآية، نزلت في أبي بكر في شأن مسطح). [لباب النقول: 45]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #116  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 02:04 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225) )

قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى: {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم} الآية 225،
قال الإمام البخاري رحمه الله (11/547):
حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن هشام قال أخبرني أبي عن عائشة رضي الله عنها {لا يؤاخذكم الله باللغو}.
قال: قالت: أنزلت في قوله: لا والله وبلى والله). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 42]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #117  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 11:54 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: (لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (226) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {للذين يؤلون من نسائهم} الآية.
أخبرنا محمد بن يونس بن الفضل قال: حدثنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا الحارث بن عبيد قال: حدثنا عامر الأحول، عن عطاء عن ابن عباس قال: كان إيلاء أهل الجاهلية السنة والسنتين وأكثر من ذلك، فوقت الله أربعة أشهر، فمن كان إيلاؤه أقل من أربعة أشهر فليس بإيلاء، وقال سعيد بن المسيب: كان الإيلاء من ضرار أهل الجاهلية، كان الرجل
لا يريد المرأة ولا يحب أن يتزوجها غيره فيحلف أن لا يقربها أبدا، وكان يتركها كذلك لا أيما ولا ذات بعل، فجعل الله تعالى الأجل الذي يعلم به ما عند الرجل في المرأة أربعة أشهر، وأنزل الله تعالى: {للذين يؤلون من نسائهم} الآية). [أسباب النزول:72 - 73]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر} [الآية: 226]
قال عبد بن حميد نا يونس عن شيبان عن قتادة كان أهل الجاهلية يعدون الإيلاء طلاقا فحد لهم أربعة أشهر فإن فاء فيها كفر يمينه وكانت امرأته وإن مضت أربعة أشهر ولم يفئ بها فهي تطليقه
وذكر الثعلبي عن سعيد بن المسيب كان الإيلاء من ضرار أهل الجاهلية كان أحدهم لا يريد المرأة ولا يحب أن يتزوجها غيره فيحلف أن لا يقربها أبدا فكان يتركها كذلك لا أيما ولا ذات بعل وكانوا يفعلون ذلك في الجاهلية والإسلام فجعل الله الأجل الذي يعلم به ما عند الرجل في المرأة أربعة أشهر وأنزل للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر الآية
وذكر الواحدي من طريق الحارث بن عبيد نا عامر الأحول عن عطاء عن ابن عباس قال كان إيلاء أهل الجاهلية السنة والسنتين وأكثر من ذلك فوقت الله بأربعة أشهر فمن كان إيلاؤه أقل من أربعة أشهر فليس بإيلاء). [العجاب في بيان الأسباب:579 - 1/580]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #118  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 11:56 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228) )

قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء} [228]
يأتي كلام قتادة ومقاتل بن حيان في ذلك في قوله تعالى الطلاق مرتان إن شاء الله
قوله تعالى {ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن} [228]
قال عبد الرزاق أنا معمر عن 2000 قتادة في قوله لا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن قال كانت المرأة تكتم حملها حتى تجعله لرجل آخر فنهاهن الله عن ذلك
ورواه عبد من طريق شيبان والطبري من طريق سعيد كلاهما عن قتادة ولفظه لتذهب بالولد إلى غير أبيه فكره الله ذلك لهن
و في رواية له وتكتم ذلك مخافة الرجعة فنهى الله عن ذلك
2 - قول آخر أخرج الطبري من طريق أسباط بن نصر عن السدي في هذه الآية نزلت في رجل يريد أن يطلق امرأته فيسألها حل بك حمل فتكتمه إرادة أن تفارقه فيطلقها وقد كتمته حتى تضع). [العجاب في بيان الأسباب: 1/580]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228)}
أخرج أبو داود وابن أبي حاتم عن أسماء بيت يزيد بن السكن الأنصارية قالت: طلقت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن للمطلقة عدة، فأنزل الله العدة للطلاق {والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء} وذكر الثعلبي وهبة الله بن سلامة في الناسخ عن الكلبي ومقاتل أن إسماعيل بن عبد الله الغفاري طلق امرأته قتيلة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعلم بحملها. ثم علم فراجعها، فولدت، فماتت ومات ولدها فنزلت {والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء} ). [لباب النقول: 45]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #119  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 11:57 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آَتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (229) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {الطلاق مرتان فإمساك بمعروف} الآية
أخبرنا أحمد بن الحسن القاضي قال: حدثنا محمد بن يعقوب قال: أخبرنا الربيع قال: حدثنا الشافعي قال: أخبرنا مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: كان الرجل إذا طلق امرأته ثم ارتجعها قبل أن تنقضي عدتها، كان ذلك له وإن طلقها ألف مرة، فعمد رجل إلى امرأة له فطلقها، ثم أمهلها حتى إذا شارفت انقضاء عدتها ارتجعها، ثم طلقها وقال: والله لا آويك إلي ولا تحلين أبدا، فأنزل الله عز وجل: {الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان}.
أخبرنا أبو بكر التميمي قال: أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن المرزبان الأبهري قال: حدثنا محمد بن إبراهيم الحزوري قال: حدثنا محمد بن سليمان قال: حدثنا يعلى المكي مولى آل الزبير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أنها أتتها امرأة فسألتها عن شيء من الطلاق، قالت: فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: فنزلت {الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان} ). [أسباب النزول: 73]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى{ الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان} [الآية: 229]
قال مالك في الموطأ عن هشام بن عروة عن أبيه قال كان الرجل إذا طلق امرأته ثم ارتجعها قبل أن تنقضي عدتها كان ذلك له وإن طلقها ألف مرة فعمد رجل الى امرأة له فطلقها ثم أمهلها حتى إذا شارفت انقضاء عدتها ارتجعها ثم طلقها وقال والله لا آويك إلي ولا تحلين أبدا فأنزل الله عز وجل الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان هكذا ذكره مرسلا وكذا سمعناه عاليا في مسند عبد بن حميد نا جعفر بن عون عن هشام ولفظه كان الرجل يطلق امرأته ثم يراجعها ليس لذلك شيء ينتهي إليه فقال رجل من الأنصار فذكره وفيه فذهبت إلى رسول الله تشكو ذلك فأنزل الله الطلاق مرتان الآية فاستقبل الناس أمرا جديدا من كان يطلق ومن لم يطلق
ووصله يعلى بن شبيب عن هشام موصولا يذكر عائشة وقع لنا بعلو في جزء لوين
وأخرجه الترمذي عن قتيبة عنه وفيه يطلق امرأته ما شاء أن يطلقها وهي امرأته إذا ارتجعها وهي في العدة وإن طلقها مئة مرة أو أكثر فذكر نحو رواية جعفر لكن لم يقل من الأنصار وفيه فذهبت المرأة حتى دخلت على عائشة فأخبرتها فسكتت عائشة حتى جاء النبي فأخبرته فسكت حتى نزلت الطلاق مرتان الآية قالت عائشة فاستأنفت الناس الطلاق مستقبلا من كان طلق ومن لم يكن طلق
ثم أخرجه من رواية عبد الله بن إدريس عن هشام مرسلا أيضا وقال هذا أصح من حديث يعلى بن شبيب
قلت ووصل الطبري رواية ابن إدريس ولفظه قال رجل لامرأته على عهد النبي لا أؤيك ولا أدعك تحلين أطلقك فإذا دنا أجل عدتك راجعتك فأتت النبي فأنزل الله الطلاق مرتان الآية
وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة كان الطلاق ليس له وقت حتى انزل الله الطلاق مرتان
وأخرجه الطبري من رواية سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال
كان أهل الجاهلية يطلق أحدهم امرأته ثم يراجعها لا حد في ذلك هي امرأته ما راجعها في عدتها فجعل الله حد ذلك ثلاثة قروء وجعل حد الطلاق ثلاث تطليقات
ونقل الثعلبي عن مقاتل بن حيان والكلبي قالا
كان الرجل في أول الإسلام إذا طلق امرأته وهي حبلى فهي أحق برجعتها ما لم تضع ولدها إلى أن نسخ الله تعالى ذلك بقوله الطلاق مرتان الآية
قال الكلبي وطلق إسماعيل بن عبد الله الغفاري زوجته قتيلة وهي حبلى
وقال مقاتل هو مالك بن الأشتر رجل من أهل الطائف قالا جميعا ولم يشعر الرجل بحبلها ولم تخبره فلما علم بحبلها راجعها وردها إلى بيته
فولدت فماتت ومات ولدها وفيها أنزل الله والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء الآية
و أخرج الطبري من طريق يزيد النحوي عن عكرمة والحسن البصري قالا في قوله تعالى وبعولتهن أحق برهن الآية كان الرجل إذا طلق امرأته كان أحق برجعتها ولو طلقها ثلاثا فنزلت الطلاق مرتان فنسخ ذلك فإذا طلقها الثالثة لم تحل له رجعتها إلا ما دامت في عدتها
قوله تعالى {ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله} [229]
قال ابن جريج نزلت هذه الآية في ثابت بن قيس وفي حبيبة قال وكانت اشتكته إلى رسول الله فقال تردين عليه حديقته فقالت نعم فدعاه فذكر ذلك له فقال ويطيب لي ذلك قال نعم قال قد فعلت فنزلت ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا الآية إلى قوله فلا تعتدوها
أخرجه سنيد في تفسيره عن حجاج عنه والطبري من طريق وذكره الثعلبي بغير إسناد فقال نزلت هذه الآية في جميلة بنت عبد الله بن أبي وفي زوجها ثابت بن قيس وكان يحبها حبا شديدا وتبغضه بغضا شديدا فكان بينهما كلام فشكت إلى أبيها فذكر القصة مطولة إلى أن قال خذ منها ما أعطيتها وخل سبيلها ففعل فكان أول خلع في الإسلام وأنزل الله تعالى ولا يحل لكم أن تأخذوا مما أتيتموهن شيئا
وأصل قصة ثابت بن قيس بن شماس وحبيبة بنت سهل عند مالك في الموطأ من رواية عمرة بنت عبد الرحمن عنها
وعند أبي داود من وجه آخر عن عمرة عن عائشة جاءت حبيبة بنت سهل
وله قصة أخرى مع جميلة بنت أبي أخت عبد الله في الخلع أخرجه الطبري من طريق عبد الله بن رباح عن جميلة
وقال ابن عباس أول خلع وقع في الإسلام أخت عبد الله بن أبي الحديث أخرجه الطبري أيضا كذا سماه ونسبها ويؤكد ما ذكره من أنها بنت عبد الله بن أبي لا أخته قوله إنها شكت إلى أبيها لأن والد عبد الله لم يكن موجودا إذ ذاك). [العجاب في بيان الأسباب:581 - 1/585]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آَتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (229)}
أخرج الترمذي والحاكم وغيرهما عن عائشة قالت: كان الرجل يطلق امرأته ما شاء أن يطلقها وهي امرأته إذا ارتجعها وهي في العدة، وإن طلقها مائة مرة وأكثر، حتى قال رجل لامرأته: والله لا أطلقك فتبيني مني ولا آويك أبدا، قالت: وكيف ذلك؟ قال: أطلقك فكلما همت عدتك أن تنقضي راجعتك، فذهبت المرأة وأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم، فسكت حتى نزل القرآن {الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان}.
قوله تعالى: {ولا يحل لكم} الآية.
أخرج أبو داود في الناسخ والمنسوخ عن ابن عباس قال: كان الرجل يأكل مال امرأته نحلته الذي نحلها وغيره لا يرى أن عليه جناحا، فأنزل الله {ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا}.
وأخرج ابن جرير عن ابن جريح قال: نزلت هذه الآية في ثابت بن قيس، وفي حبيبة، وكانت اشتكته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((تردين عليه حديقته؟)) فقالت: نعم، فدعاه فذكر ذلك له، فقال: ويطيب لي ذلك قال ((نعم)) قال: قد فعلت، فنزلت: {ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا إلا أن يخافا} الآية). [لباب النقول:45 - 46]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #120  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 11:58 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: (فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (230) )

قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره} [الآية: 230]
قال الثعلبي نزلت هذه الآية في تميمة وقيل عائشة بنت عبد الرحمن بن عتيك القرظي كانت تحت رفاعة بن وهب بن عقيل فطلقها ثلاثا فتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير النضري فطلقها فأتت نبي الله فقالت إني كنت عند رفاعة فطلقني فبت طلاقي فتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير وإنما معه مثل هدبة الثوب ولقد طلقني قبل أن يمسني أفأرجع الى ابن عمي فتبسم رسول الله فقال تريدين أن ترجعي إلى رفاعة لا الحديث قال فلبثت ما شاء الله ثم رجعت فقالت إن زوجي كان قد مسني فقال لها النبي كذبت بقولك الأول فلن نصدقك فلبثت حتى قبض النبي فأتت أبا بكر فردها ثم أتت عمر فردها وقال لها لأن رجعت لأرجمنك
قلت وأصل القصة في الصحيحين وليس في شيء من طرقه إن الآية نزلت فيها وإنما أوردته تبعا للثعلبي لاحتمال أن يكون وقعت له رواية
وقال مقاتل نزلت في تميمة بنت وهب بن عتيك النضري وفي زوجيها رفاعة وعبد الرحمن بن الزبير القرظيين تزوجها عبد الرحمن بعد أن طلقها رفاعة يقول فإن طلقها الزوج الثاني عبد الرحمن فلا جناح عليهما يعني الزوج الأول رفاعة ولا على المرأة تميمة أن يتراجعها بعقد جديد ومهر جديد
قلت الأصل في القصة ماأخرجه الشيخان في الصحيحين واللفظ لأحمد من طريق الزهري عن عروة عن عائشة قالت دخلت امرأة رفاعة القرظي وأنا وأبو بكر عند النبي فقالت إن رفاعة طلقني البتة وإن عبد الرحمن بن الزبير تزوجني وإنما عنده مثل هذه الهدبة وأخذت هدبة من جلبابها وخالد بن سعيد بن العاص بالباب لم يؤذن له فقال يا أبا بكر ألا تنهى هذه عما تجهر به بين يدي رسول الله فما زاد رسول الله على التبسم فقال رسول الله كأنك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسليتك أخرجه البخاري من طريق هشام بن عروة عن أبيه مختصرا واتفقا عليه من رواية القاسم عن عائشة
وأخرجه مالك في الموطأ عن المسور بن رفاعة القرظي عن الزبير بن عبد الرحمن
بن الزبير أن رفاعة بن سموأل طلق امرأته تميمة بنت وهب في عهد رسول الله ثلاثا فنكحت عبد الرحمن بن الزبير فأعرض عنها فلم يستطع أن يمسها فطلقها فأراد رفاعة أن ينكحها فذكر ذلك لرسول الله فنهاه عن تزويجها وقال لا تحل لك حتى تذوق العسلية
هكذا أخرجه مرسلا ورواه إبراهيم بن طهمان وعبد الله بن وهب عن مالك فقالا في آخر السند عن أبيه وهو عبد الرحمن بن الزبير صاحب القصة). [العجاب في بيان الأسباب:586 - 1/588]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (230)}
أخرج ابن المنذر عن مقاتل بن حيان قال: نزلت هذه الآية في عائشة بنت عبد الرحمن بن عتيك، كانت عند رفاعة بن وهب بن عتيك وهو ابن عمها، فطلقها طلاقا بائنا، فتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير القرظي، فطلقها. فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إنه طلقني قبل أن يمسني أفأرجع إلى الأول؟ قال صلى الله عليه وسلم: ((لا حتى يمس))، ونزل فيها {فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره} فيجامعها فإن طلقها بعدما جامعها {فلا جناح عليهما أن يتراجعا} ). [لباب النقول: 46]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #121  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 11:59 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلَا تَتَّخِذُوا آَيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (231) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن} الآية.
أخبرنا أبو سعيد بن أبي بكر بن الغازي قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد بن إسحاق الحافظ قال: أخبرني أحمد بن محمد بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن حفص بن عبد الله قال: حدثنا أبي قال: حدثنا إبراهيم بن طهمان عن يونس بن عبيد عن الحسن أنه قال في قول الله عز وجل: {فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا} الآية، قال حدثني معقل بن يسار أنها نزلت فيه قال: كنت زوجت أختا لي من رجل فطلقها، حتى إذا انقضت عدتها جاء يخطبها، فقلت له: زوجتك وأفرشتك وأكرمتك فطلقتها ثم جئت تخطبها؟ لا والله لا تعود إليها أبدا، قال: وكان رجلا لا بأس به وكانت المرأة تريد أن ترجع إليه، فأنزل الله عز (وجل) هذه الآية فقلت: الآن أفعل يا رسول الله، فزوجتها إياه. ورواه البخاري عن أحمد بن حفص
أخبرنا الحاكم أبو منصور محمد بن محمد المنصوري قال: حدثنا علي بن عمر بن مهدي قال: حدثنا محمد بن عمرو بن البختري قال: حدثنا يحيى بن جعفر قال: حدثنا أبو عامر العقدي قال: حدثنا عباد بن راشد عن الحسن قال: حدثني معقل بن يسار قال: كانت لي أخت فخطبت إلي وكنت أمنعها الناس فأتاني ابن عم لي فخطبها فأنكحتها إياه فاصطحبها ما شاء الله ثم طلقها طلاقًا له رجعة ثم تركها حتى انقضت عدتها فخطبها مع الخطاب فقلت: منعتها الناس وزوجتك إياها ثم طلقتها طلاقًا له رجعة ثم تركتها حتى انقضت عدتها فلما خطبت إلي أتيتني تخطبها لا أزوجك أبدًا فأنزل الله تعالى: {وَإِذا طَلَّقتُمُ النِساءَ فَبَلَغنَ أَجَلَّهُنَّ فَلا تَعضُلوهُنَّ أَن يَنكِحنَ أَزواجَهُنَّ} الآية فكفرت عن يميني وأنكحتها إياه.
أخبرنا إسماعيل بن أبي القاسم النصراباذي قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن ماسي البزاز حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري قال: حدثنا حجاج بن منهال قال: حدثنا مبارك بن فضالة عن الحسن أن معقل بن يسار زوج أخته من رجل من المسلمين وكانت عنده ما كانت فطلقها تطليقة ثم تركها ومضت العدة فكانت أحق بنفسها فخطبها مع الخطاب فرضيت أن ترجع إليه فخطبها إلى معقل بن يسار فغضب معقل وقال: أكرمتك بها فطلقتها لا والله لا ترجع إليك بعدها قال الحسن: علم الله حاجة الرجل إلى امرأته وحاجة المرأة إلى بعلها فأنزل الله تعالى في ذلك القرآن: {وَإِذا طَلَّقتُمُ النِساءَ فَبَلَغنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعضُلوهنَّ أَن يَنكِحنَ أَزواجَهُنَّ إِذا تَراضوا بَينَهُم بِالمَعروفِ} إلى آخر الآية قال: فسمع ذلك معقل بن يسار فقال: سمعًا لربي وطاعة فدعا زوجها فقال: أزوجك وأكرمك فزوجها إياه.
أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد الشاهد أخبرنا جدي أخبرنا أبو عمرو الحيري قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عمرو بن حماد قال: حدثنا أسباط عن السدي عن رجاله قال: نزلت في جابر بن عبد الله الأنصاري كانت له بنت عم فطلقها زوجها تطليقة فانقضت عدتها ثم رجع يريد رجعتها فأبى جابر وقال: طلقت ابنة عمنا ثم تريد أن تنكحها الثانية وكانت المرأة تريد زوجها قد رضيت به فنزلت فيهم الآية). [أسباب النزول:73 - 76]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا} [231]
قال عبد الرزاق 204 أنا معمر عن قتادة كان الرجل يحلف بطلاق امرأته فإذا بقي من عدتها شيء أرجعها ليضرها بذلك ويطيل عليها فنهاهم الله عن ذلك وأمر أن يمسكوهن بمعروف أو يسرحوهن بمعروف
وأخرج الطبري بسند صحيح عن الحسن البصري كان الرجل يطلق المرأة ثم يراجعها ثم يطلقها ثم يراجعها يضارها بذلك فنهاهم الله عن ذلك
ومن طريق العوفي عن ابن عباس نحوه
ومن طريق مجاهد نحوه
وقيل الرجعة تأخير زمن العدة وهو أظهر في المضارة
ومن طريق الربيع بن أنس نحوه بالزيادة
ومن طريق الضحاك نحوه وزاد أنها نزلت في رجل من الأنصار اسمه ثابت ابن يسار). [العجاب في بيان الأسباب:588 - 1/589]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ولا تتخذوا آيات الله هزوا} [231]
أخرج الطبري بسند صحيح عن الزهري عن سليمان بن أرقم أن الحسن حدثه أن الناس كانوا في عهد رسول الله يطلق الرجل أو يعتق فيقال له ما صنعت فيقول كنت لا عبا قال الحسن وهو قول الله تعالى ولا تتخذوا آيات الله هزوا
قلت وهو من رواية الأكابر عن الأصاغر فإن سليمان بن أرقم أصغر من الزهري
ومن طريق الربيع بن أنس كان الرجل يطلق أو يتزوج أو يعتق أو يتصدق فيقول إنما فعلت لاعبا فنهوا عن ذلك فقال تعالى ولا تتخذوا آيات الله هزوا). [العجاب في بيان الأسباب:589 - 1/590]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلَا تَتَّخِذُوا آَيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (231)}
أخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس قال: كان الرجل يطلق امرأته ثم يراجعها قبل انقضاء عدتها، ثم يطلقها، يفعل ذلك يضارها ويعضلها، فأنزل الله هذه الآية.
وأخرج عن السدي قال: نزلت في رجل من الأنصار يدعى ثابت بن يسار طلق امرأته حتى إذا انقضت عدتها إلا يومين أو ثلاثة راجعها ثم طلقها، فأنزل الله {ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا}.
قوله تعالى: {ولا تتخذوا آيات الله هزوا} أخرج ابن أبي عمر في مسنده وابن مردويه عن أبي الدرداء قال: كان الرجل يطلق ثم يقول: لعبت، ويعتق ثم يقول: لعبت، فأنزل الله {ولا تتخذوا آيات الله هزوا}.
وأخرج ابن المنذر عن عبادة بن الصمت نحوه.
وأخرج ابن مردويه نحوه عن ابن عباس.
وأخرج ابن جرير نحوه من المرسل الحسن). [لباب النقول:46 - 47]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #122  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 12:00 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (232) )

قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن} [الآية: 232]
1 - أخرج البخاري من طريق إبراهيم بن طهمان عن يونس بن عبيد عن الحسن وهو البصري قال في قوله تعالى فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا الآية قال حدثني معقل بن يسار أنها نزلت فيه قال كنت زوجت أختا لي من رجل فطلقها حتى إذا انقضت عدتها جاء يخطبها فقلت له زوجتك وأفرشتك وأكرمتك فطلقتها ثم جئت تخطبها لا والله لا تعود إليها أبدا قال
و كان رجلا لا بأس به وكانت المرأة تريد أن ترجع إليه فأنزل الله تعالى هذه الآية فقلت الآن أفعل يا رسول الله فزوجتها إياه
وأخرجه البخاري أيضا والطبري والدارقطني من طريق عباد بن راشد عن الحسن حدثني معقل بن يسار قال كانت لي أخت تخطب إلي وكنت أمنعها من الناس فأتاني ابن عم لي فخطبها مع الخطاب فأنكحتها إياه فاصطحبا ما شاء الله ثم طلقها طلاقا له رجعة ثم تركها حتى انقضت عدتها فخطبها مع الخطاب فقلت منعتها الناس زوجتك بها ثم طلقتها طلاقا له رجعة ثم تركتها حتى انقضت عدتها فلما خطبت إلي أتيتني تخطبها لا أزوجك أبدا فأنزل الله الآية إلى قوله أزواجهن فكفرت عن يميني وأنكحتها
وأخرجه عبد بن حميد وأبو مسلم الكجي من رواية مبارك بن فضالة عن الحسن عن معقل بن يسار إنه زوج أخته رجلا من المسلمين على عهد رسول الله فكانت عنده ما كانت ثم طلقها تطليقة ولم يراجعها حتى انقضت العدة فهويها وهويته فخطبها مع الخطاب فقال له يا لكع أكرمتك بها فطلقتها والله لا ترجع إليك أبدا أحرما عليك قال فعلم الله حاجته إليها وحاجتها إليه فأنزل الله هذه الآية قال فسمع ذلك معقل بن يسار فقال سمعا لربي وطاعة 206 فدعا زوجها فقال أزوجك وأكرمك فزوجها إياه
وأخرجه البخاري من وجه آخر عن الحسن مرسلا
وأخرجه عبد الرزاق عن معمر عن الحسن وقتادة قالا في قوله تعالى فلا تعضلوهن نزلت في معقل بن يسار كانت أخته تحت رجل فطلقها فذكر القصة بنحوه
وأخرجه البخاري والطبري من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن معقل باختصار وأرسله قتادة مرة أخرى وأفاد الطبري من طريق ابن جريج أن اسم أخت معقل جمل
ومن طريق الثوري عن أبي إسحاق السبيعي هي فاطمة بنت يسار
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد من طريق مجاهد هذه القصة مختصرة مرسلة
وأخرج الفريابي أيضا عن قيس بن الربيع عن خصيف عن مجاهد وعكرمة قالا في هذه الآية كان الرجل يطلق امرأته فيندم وتندم حتى يحب أن ترجع إليه وتحب هي ذلك فيأنف الولي فقال الله عز وجل فلا تعضلوهن الآية
وأخرج عبد بن حميد من طريق عبيدة بن معتب نحو هذا وفيه فيقول أولياؤها والله لا ترجعين أبدا إليه لقد استخف بحقنا بطلاقك فنزلت وأخرج
2 - قول آخر أخرج الطبري من طريق أسباط بن عمرو عن السدي عن رجاله قال نزلت هذه الآية في جابر بن عبد الله الأنصاري كانت له بنت عم فطلقها زوجها تطليقة فانقضت عدتها ثم رجع يريد خطبتها فأبى جابر وقال طلقت بنت عمنا وتريد أن تنكحها الثانية وكانت المرأة تريد زوجها قد رضيته فنزلت هذه الآية). [العجاب في بيان الأسباب:590 - 1/593]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (232)}
روى البخاري وأبو داود والترمذي وغيرهم عن معقل بن يسار أنه زوج أخته رجلا من المسلمين فكانت عنده ثم طلقها تطليقة ولم يراجعها حتى انقضت العدة، فهويها وهوته فخطبها مع الخطاب، فقال له: يا لكع، أكرمتك بها زوجتكها وطلقتها والله لا ترجع إليك أبدا، فعلم الله حاجته إليها وحاجتها إليه، فأنزل الله {وإذا طلقتم النساء فبلغن} -إلى قوله- {وأنتم لا تعلمون} فلما سمعها معقل قال: سمعا لربي وطاعة. ثم دعاه وقال: أزوجك وأكرمك.
وأخرجه ابن مردويه من طرق كثيرة.
ثم أخرج عن السدي قال: نزلت في جابر بن عبد الله الأنصاري وكانت له ابنة عم فطلقها زوجها تطليقة فانقضت عدتها، ثم رجع يريد رجعتها فأبا جابر، فقال: طلقت ابنة عمنا ثم تريد أن تنكحها الثانية، وكانت المرأة تريد زوجها قد راضته فنزلت هذه الآية.
والأول أصح، وهو أقوى). [لباب النقول:47 - 48]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى: {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ} الآية 232.
قال الإمام البخاري رحمه الله ج9 ص258 حدثنا عبيد الله بن سعيد حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا عباد بن راشد حدثنا الحسن حدثني معقل بن يسار قال: كانت لي أخت تخطب إلي. وقال إبراهيم عن يونس عن الحسن حدثني معقل ابن يسار قال: حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا يونس عن الحسن أن أخت معقل بن يسار طلقها زوجها فتركها حتى انقضت عدتها فخطبها فأبى معقل فنزلت {فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ}.
الحديث أيضا أخرجه البخاري ج11 ص91 وص408 والترمذي ج4 ص76.
وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأبو داود ج2 ص192 والطيالسي ج1 ص305، والدارقطني ج3 ص223 و224، والحاكم ج2 ص174. وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجه مسلم، وابن جرير ج2 ص448). [الصحيح المسند في أسباب النزول:42 - 43]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #123  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 12:02 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (234) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَالَّذينَ يُتَوَفَّونَ مِنكُم وَيَذَرونَ أَزواجًا وَصِيَّةً لِأزواجِهِم} الآية
أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد العزيز المروزي في كتابه أخبرنا أبو الفضل محمد بن الحسين الحدادي أخبرنا محمد بن يحيى بن خالد أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال: حدثت عن مقاتل بن حيان في هذه الآية ذاك أن رجلاً من أهل الطائف قدم المدينة وله أولاد رجال ونساء ومعه أبواه وامرأته فمات بالمدينة فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأعطى الوالدين وأعطى أولاده بالمعروف ولم يعط امرأته شيئًا غير أنه أمرهم أن ينفقوا عليها من تركة زوجها إلى الحول). [أسباب النزول: 76]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {والذين يتوفون منكم يذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا} [234]
قال عبد بن حميد نا شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في هذه الآية قال كانت هذه العدة تعتد عند أهل زوجها واجب ذلك عليها فأنزل الله الآية التي بعد والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول الآية قال جعل الله لها تمام السنة سبعة أشهر وعشرين يوما وصية إن شاءت سكنت في وصيتها وإن شاءت خرجت فالعدة كما هي واجبة عليها قال وقال عطاء عن ابن عباس نسخت هذه الآية عدتها تعتد حيث شاءت قال عطاء ثم جاء الميراث فنسخ السكنى فتعتد حيث شاءت ولا سكنى لها
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس كان الرجل إذا مات وترك امرأته اعتدت سنة في بيته ينفق عليها من ماله يعني ولا ترث ثم أنزل الله تعالى بعد والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا فهذه عدة المتوفى عنها إلا أن تكون حاملا فعدتها أن تضع ما في بطنها وأنزل ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد الآية بين الله ميراث المرأة وتركت الوصية لها والنفقة عليها
ومن طريق ابن جريج عن عطاء وهو الخراساني عن ابن عباس نحوه
ومن طريق قتادة كانت المرأة إذا توفي عنها زوجها كانت لها السكنى والنفقة حولا من مال زوجها ما لم تخرج ثم نسخ ذلك بعد يعني بقوله تعالى هذه الآية وكذا جاء عن جماعة من التابعين وستأتي بقية القول فيه في الآية الأخرى
ونقل ابن ظفر عن وابن عباس كان الرجل إذا مات وترك امرأته اعتدت في بيته سنة ينفق عليها من ماله ثم نزل والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا الآية فصارت هي عدة المتوفى عنها إلا أن تكون حاملا). [العجاب في بيان الأسباب:593 - 1/595]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #124  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 12:02 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: (وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (235) )

قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء} [235]
قال عبد بن حميد عن يونس عن شيبان عن قتادة كان الرجل يأخذ عهد المرأة في مرضه أن لا تنكح زوجا غيره فنهى الله عن ذلك وأحل القول بالمعروف
وقال ابن ظفر قيل كان السبب في نزولها أن الفاجر كان يدخل على المعتدة فتظهر له شدة الرغبة في التزويج فيطالبها بتعجيل الوقاع
قلت وهو موافق لمن فسر السر هنا بالزنا وقد نقلوه عن أكثر العلماء
وقال الشعبي هو أن يأخذ ميثاقها على أن لا تتزوج غيره ففسر المواعدة بالمعاهدة والسر بالتزويج). [العجاب في بيان الأسباب:595 - 1/596]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #125  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 12:03 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: (لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ (236) )

قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعا بالمعروف حقا على المحسنين} [236]
قال ابن ظفر إن هذه الآية لما نزلت قال قائل إن أردنا الإحسان متعناهن فنزل حقا على المتقين فقالوا حينئذ كلنا نتقي الله أو نحوه
قلت وسيأتي من أخرجه في الآية الأخرى من عند الطبري
وقال مجاهد نزلت في رجل من الأنصار تزوج امرأة من بني حنيفة ولم يسم لها مهرا ثم طلقها قبل أن يمسها فقال له النبي أطلقتها قال نعم إني لم أجد نفقة قال متعها بقلنسوتك أما إنها لا تساوي شيئا ولكن أردت أن أحيي سنة). [العجاب في بيان الأسباب: 1/596]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:36 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة