قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (88 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {أَنا أحيي} 258
كلهم قَرَأَ (أَنا أَحَي) يطرحون الْألف الَّتِي بعد النُّون من {إِنَّا} إِذا وصلوا فِي كل الْقُرْآن غير نَافِع فَإِن أَبَا بكر بن أبي أويس وقالون وورشا رووا عَنهُ {أَنا أحيي} بِإِثْبَات الْألف بعد النُّون فِي الْوَصْل إِذا لقيتها همزَة فِي كل الْقُرْآن مثل قَوْله {وَأَنا أول الْمُسلمين} الْأَنْعَام 163 إِلَّا فِي قَوْله {إِن أَنا إِلَّا نَذِير مُبين} الشُّعَرَاء 115 فَإِنَّهُ يحذفها فِي هَذَا الْموضع مثل سَائِر الْقُرَّاء
وتابع أَصْحَابه فِي حذفهَا عِنْد غير همزَة
وَلم يَخْتَلِفُوا فِي حذفهَا إِذا لم تلقها همزَة إِلَّا فِي قَوْله {لَكِن هُوَ الله رَبِّي} الْكَهْف 38 وأذكرها فِي موضعهَا إِن شَاءَ الله). [السبعة في القراءات: 188]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (أنا أحيي) بالمد، عند الألف مدني زاد أبو نشيط عنه المكسورة). [الغاية في القراءات العشر: 202]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({أنا أحيي} [258]: بإثبات الألف عند الهمزة ما لم يكن معه {نذير} مدني غير إسماعيل إلا الباهلي. زاد الحلواني طريق أبي عون، وأبو نشيط الألف مع {نذير}.
وافق سالم عند الهمزة المفتوحة فقط).[المنتهى: 2/603]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع بإثبات الألف من (أنا) في الوصل إذا أتت بعده همزة مفتوحة أو مضمومة نحو (أنا آتيك) و(أنا أنبئكم) وجميع ما في كتاب الله عز وجل منه اثنا عشر موضعًا، وقرأ الباقون بالحذف، وكلهم أثبتوا الألف في الوقف إذا أتى بعده همزة مكسورة، وجميع ما وقع من ذلك في كتاب الله عز وجل ذكره ثلاثة مواضع، والمشهور عنه الحذف، وبه قرأت، وسنذكر (لكنا هو الله) في
[التبصرة: 168]
موضعه إن شاء الله). [التبصرة: 169]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {أنا أحيي وأميت} (258)، و: {أنا أول المؤمنين} (الأعراف: 143)، و: {أنا أنبئكم} (يوسف: 45)، وشبهه، إذا أتى بعد (أنا) همزة مضمومة أو مفتوحة: بإثبات الألف في الحالين.
وروى أبو نشيط عن قالون: إثباتها مع الهمزة المكسورة في قوله: {إن أنا إلا نذير} (الأعراف: 184، والشعراء: 115) و: {وما أنا إلا نذير} (الأحقاف: 9).
والباقون: يحذفون الألف في الوصل خاصة، وكلهم يثبتها في الوقف). [التيسير في القراءات السبع: 241]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر: (أنا أحيي وأميت، وأنا أول، وأنا أنبئكم). وشبهه إذا أتى بعد أنا همزة مضمومة أو مفتوحة بإثبات الألف في الحالين وروى أبو نشيط عن قالون إثباتها مع الهمزة المكسورة في قوله (إن أنا إلّا نذير) (وما أنا إلّا نذير).
[قلت] [هذه] قراءته على أبي الحسن وقرأ على أبي الفتح بالوجهين والله الموفق. والباقون يحذفون الألف في الوصل خاصّة وكلهم يثبتها في الوقف). [تحبير التيسير: 308]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (قرأ أبو حيوة: (فَبَهُتَ الَّذِي كَفَرَ) بفتح الباء وضم الهاء، الباقون (فَبُهِتَ) بضم الباء وكسر الهاء، وهو الاختيار لقولهم: رجل مبهوت). [الكامل في القراءات العشر: 509] قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([258]- {أَنَا أُحْيِي}، {وَأَنَا أَوَّلُ} بإثبات الألف عند المضمومة والمفتوحة في الوصل: نافع.
زاد أبو نشيط إثباتها عند المكسورة). [الإقناع: 2/610]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (521 - وَمَدُّ أَناَ في الْوَصْلَ مَعْ ضَمِّ هَمْزَةٍ = وَفَتْحٍ أَتَى وَالْخُلْفُ في الْكَسْرِ بُجِّلاَ). [الشاطبية: 42]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([521] ومد أنا في الوصل مع ضم همزةٍ = وفتح (أ)تى والخلف في الكسر (بـ)جلا
قوله: (أتی)، إشارة إلى صحة النقل فيه.
والاسم عند البصريين هو الهمزة والنون؛ قالوا: «والألف زيدت للتقوية».
وقال بعضهم: «زيدت لبيان حركة النون في الوقف».
والاسم عند الكوفيين (أنا) بكماله؛ قالوا: «وإنما تحذف الألف استخفافًا، لأن الفتحة تدل عليها».
وقد أجمع القراء على إثبات الألف في الوقف.
وفيها ثلاث لغات:
في الوقف (أن) ساكنة النون، و(أنه) بالهاء كما قال:
إن كنت أدري فعلي بدنه = من كثرة التخليط في من أنه
و(أنا)، وفيها في الوصل لغتان: (أنا) بإثبات الألف، و(أنا أقوم) بحذفها؛ قال الشاعر:
أنا سيف العشيرة فاعرفوني = حميدٌ قد تذريت السناما
ويروي شيخ العشيرة، وحميدة بالنصب.
وقال الأعشى:
[فتح الوصيد: 2/732]
فكيف أنا وانتحالي القوا = في بعد المشيب كفى ذاك عارا
فهذا الأعشى الذي لا مطعن في فصاحته، قد جعله اسمًا بكماله. والبصريون يقولون: إن هذا حملٌ للوصل على الوقف.
فأما قراءة نافع، فإنها أتت بإثبات الألف عند الهمزة المضمومة. وذلك موضعان في البقرة: {أنا أحي} وفي يوسف: { أنا أنبئكم}.
وعند الهمزة المفتوحة، وذلك في عشرة مواضع:
{أنا أول} في الأنعام والأعراف والزخرف؛ وفي يوسف: {أنا أخوك}، وفي الكهف: {أنا أكثر} و{أنا أقل}؛ وفي النمل: {أنا ءاتيك} في الموضعين؛ وفي المؤمن: {وأنا أدعوكم}، وفي الامتحان: {وأنا أعلم}.
قال أبو علي: «وما روي عن نافع من إثبات الألف في (أنا) إذا كانت بعدها همزة، فإني لا أعلم بين الهمزة وغيرها فصلًا؛ فلا ينبغي أن تثبت قبل الهمزة، كما لا تثبت قبل غيرها».
قال أبو بكر الأذفوي: «إثبات الألف لغة بعض بني قيس وربيعة».
[فتح الوصيد: 2/733]
قال أبو بكر: «ووجه اختصاص الهمزتين المضمومة والمفتوحة بالإثبات، الجمع بين اللغتين، مع اتباعه من قرأ عليه؛ إذ كانت القراءه سنةً متبعة، لا يجوز أن يخالف إلى ما يوجبه قياسٌ ويستحسنه مستحسنٌ».
قال: «ألا ترى إلى قول أبي عمرو بن العلاء رحمه الله: لولا أنه ليس لي أن أقرأ إلا بما قرئ به، لقرأت كذا وكذا».
وهذا الذي قاله هو الصحيح.
وقول أبي محمد مكي رحمه الله أنه: «كره أن تحذف الألف ومدتها، فأثبتها في الموضع الذي يصحب الألف فيه المد، وحذفها في الموضع الذي لا يصحب الألف فيه المد نحو: {أنا ومن اتبعني} لا يستقيم؛ لأنه لم يقرأ برأيه، وهو أيضًا يبطل بالهمزة المكسورة.
واعتذاره عن الهمزة المكسورة بأنه «لما قل ذلك في القرآن، أجراه لقلته مجری ما ليس بعده همزة»، يبطل بالمضمومة، فإنها أقل من المكسورة.
وقوله: (والخلف في الكسر بجلا)، فالخلف: ما روى أبو نشيط عن قالون من إثباتها مع الهمزة المكسورة؛ وذلك في ثلاثة مواضع في القرآن: {إن أنا إلا نذير مبينٌ} في الأعراف والشعراء، و{ما أنا إلا نذير مبين} في الأحقاف). [فتح الوصيد: 2/734]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ):( [521] ومد أنا في الوصل مع ضم همزة = وفتح أتى والخلف في الكسر بجلا
ح: (مد): مبتدأ، (أنا): مضاف إليه، (في الوصل): حال، (مع ضم): ظرف المبتدأ، (فتح) عطف على (ضم)، (أتى): خبر.
ص: يعني: قرأ نافع ضمير {أنا} بالمد في حالة الوصل إن كان بعده همزة مضمومة، نحو: {أنا أحيي وأميت} [258] و {أنا أنبئكم} [يوسف: 45]، أو مفتوحة نحو: {أنا أقل} [الكهف: 39]، {أنا أول} [الأنعام: 163].
[كنز المعاني: 2/70]
وأما إذا كان بعد {أنا} همزة مكسورة: فينقل عن قالون الوجهان: القصر والمد، نحو: {وما أنا إلا} [الأحقاف: 9]، ولا خلاف في قصر {أنا خيرٌ} [الأعراف: 12] إذ لا همزة بعده.
والمد: لغة بني قيس وربيعة، قال قائلهم:
[كنز المعاني: 2/71]
آنا سيف العشيرة فاعرفوني = ..............
والقصر: لغة سائر العرب.
وإنما قال: (في الوصل) إذ لا خلاف في المد عند الوقف). [كنز المعاني: 2/72]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (519- وَمَدُّ أَنا في الوَصْلَ مَعْ ضَمِّ هَمْزَةٍ،.. وَفَتْحٍ "أَ"تَى وَالخُلْفُ في الكَسْرِ "بُـ"ـجِّلا
يريد "أنا أحي" {أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا}، {إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ}، كلهم يثبت بالألف في الوقف، وأثبتها في الوصل نافع وحده، وحذفها في الوصل هو الفصيح، وقال الإدفوي وإثباتها لغة بعض بني قيس، وربيعة، قال الأعشى:
فكيف أنا وانتحالي القوافيا
وقال الآخر:
أنا سيف العشيرة فاعرفوني
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/365]
وخص نافع بالإثبات ما بعده همزة مضمومة أو مفتوحة، وفيما بعده همزة مكسورة خلاف عن قالون، والمشهور عنه الحذف، وهو ثلاثة مواضع في: الأعراف، والشعراء، والأحقاف، ولا خلاف في قصر نحو: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ}، والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/366]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (521 - ومدّ أنا في الوصل مع ضمّ همزة ... وفتح أتى والخلف في الكسر بجّلا
إذا وقع بعد لفظ أَنَا* همزة قطع مضمومة أو مفتوحة، فنافع يمده أي يثبت فيه الألف وصلا. وقد وقع بعده همزة قطع مضمومة في موضعين: أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ السورة، أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ في يوسف. ووقع بعده همزة قطع مفتوحة في عشرة مواضع وهي: وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ بالأنعام، وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ بالأعراف، أَنَا أَخُوكَ بيوسف، أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالًا، أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالًا كلاهما في الكهف، أَنَا آتِيكَ بِهِ* في موضعين في النمل، وَأَنَا أَدْعُوكُمْ بغافر، فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ بالزخرف، وَأَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَيْتُمْ في الممتحنة. وعلى قراءة نافع يكون مده عنده من قبيل المد المنفصل، فيمد كل من قالون وورش حسب مذهبه في المد المنفصل، وإذا وقع بعد لفظ أَنَا* همزة قطع مكسورة؛ فلقالون فيه المد بخلف عنه، فروي عنه إثبات ألفه وصلا، وروي عنه حذفها وصلا، والوجهان عنه صحيحان، وقد وقع ذلك في ثلاثة مواضع:
إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ بالأعراف، إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ بالشعراء، وَما أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ بالأحقاف. وفهم من اختصاص قالون بالخلف فيما بعده همزة قطع مكسورة أن ورشا لا يثبت الألف في هذا النوع وصلا، أما إذا وقع بعد لفظ أَنَا* حرف آخر من حروف الهجاء غير همزة القطع، فقد اتفق القراء السبعة على حذف ألفه وصلا
[الوافي في شرح الشاطبية: 222]
نحو: إِنَّما أَنَا نَذِيرٌ*، عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي. كما اتفقوا على إثبات ألفه عند الوقف سواء وقع بعده همزة القطع أم أي حرف آخر من حروف الهجاء). [الوافي في شرح الشاطبية: 223]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: إِثْبَاتِ الْأَلِفِ
[النشر في القراءات العشر: 2/230]
مِنْ (أَنَا) وَحَذْفِهَا إِذَا أَتَى بَعْدَهَا هَمْزَةٌ مَضْمُومَةٌ، أَوْ مَفْتُوحَةٌ، أَوْ مَكْسُورَةٌ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ بِإِثْبَاتِهَا عِنْدَ الْمَضْمُومَةِ وَالْمَفْتُوحَةِ نَحْوَ أَنَا أُحْيِي، أَنَا أَوَّلُ، أَنَا أُنَبِّئُكُمْ، أَنَا آتِيكَ، وَاخْتُلِفَ عَنْ قَالُونَ عِنْدَ الْمَكْسُورَةِ نَحْوَ إِنْ أَنَا إِلَّا، فَرَوَى الشَّذَائِيُّ عَنِ ابْنِ بُويَانَ عَنْ أَبِي حَسَّانٍ عَنْ أَبِي نَشِيطٍ عَنْهُ إِثْبَاتَهَا عِنْدَهَا، وَكَذَلِكَ رَوَى ابْنُ شَنَبُوذَ وَابْنُ مِهْرَانَ عَنْ أَبِي حَسَّانٍ أَيْضًا، وَهِيَ رِوَايَةُ أَبِي مَرْوَانَ عَنْ قَالُونَ، وَرَوَاهَا أَيْضًا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ ذُؤَابَةَ الْقَزَّازُ نَصًّا عَنْ أَبِي حَسَّانٍ، وَكَذَلِكَ رَوَاهَا أَبُو عَوْنٍ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ، وَرَوَى الْفَرَضِيُّ مِنْ طُرُقِ الْمَغَارِبَةِ، وَابْنُ الْحُبَابِ عَنِ ابْنِ بُويَانَ حَذْفَهَا، وَكَذَلِكَ رَوَى ابْنُ ذُؤَابَةَ أَدَاءً عَنْ أَبِي حَسَّانٍ كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي نَشِيطٍ، وَهِيَ رِوَايَةُ إِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي وَأَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ وَالْحُلْوَانِيِّ فِي غَيْرِ طَرِيقِ أَبِي عَوْنٍ وَسَائِرِ الرُّوَاةِ عَنْ قَالُونَ، وَهِيَ قِرَاءَةُ الدَّانِيِّ عَلَى شَيْخِهِ أَبِي الْحَسَنِ وَبِالْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا قَرَأَ عَلَى شَيْخِهِ أَبِي الْفَتْحِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي نَشِيطٍ.
(قُلْتُ): وَالْوَجْهَانِ صَحِيحَانِ عَنْ قَالُونَ نَصًّا وَأَدَاءً نَأْخُذُ بِهِمَا مِنْ طَرِيقِ أَبِي نَشِيطٍ وَنَأْخُذُ بِالْحَذْفِ مِنْ طَرِيقِ الْحُلْوَانِيِّ إِذَا لَمْ نَأْخُذْ بِهِمَا مِنْ طَرِيقِ أَبِي نَشِيطٍ وَنَأْخُذُ بِالْحَذْفِ مِنْ طَرِيقِ الْحُلْوَانِيِّ إِذَا لَمْ نَأْخُذْ لِأَبِي عَوْنٍ فَإِنَّ أَخَذْنَا لِأَبِي عَوْنٍ أَخَذْنَا بِالْحَذْفِ وَالْإِثْبَاتِ عَلَى أَنَّ ابْنَ سَوَّارٍ وَالْحَافِظَ أَبَا الْعَلَاءِ، وَغَيْرَهُمَا رَوَيَا مِنْ طَرِيقِ الْفَرَضِيِّ إِثْبَاتَهَا فِي الْأَعْرَافِ فَقَطْ دُونَ الشُّعَرَاءِ وَالْأَحْقَافِ، وَكَذَلِكَ رَوَى ابْنُ سَوَّارٍ أَيْضًا عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الطَّبَرِيِّ عَنِ ابْنِ بُويَانَ، وَبِهِ قَرَأْتُ مِنْ طَرِيقَيْهِمَا، وَهِيَ طَرِيقُ الْمَشَارِقَةِ عَنِ الْفَرَضِيِّ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِحَذْفِ الْأَلِفِ وَصْلًا فِي الْأَحْوَالِ الثَّلَاثَةِ، وَلَا خِلَافَ فِي إِثْبَاتِهَا وَقْفًا كَمَا تَقَدَّمَ فِي بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/231]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان {أنا أحي} بإثبات ألف {أنا} عند الهمزة المضمومة حيث جاء، وكذا عند المفتوحة نحو {أنا أول}، واختلف عن قالون عند الهمزة المكسورة نحو {أنا إلا}، وصح الوجهان جميعًا عنه من طريق أبي نشيط، وبهما قرأ الداني على أبي الفتح، وبالقصر على أبي الحسن، وبه نأخذ من طريق الحلواني، وبذلك قرأ الباقون عند الهمزات الثلاث). [تقريب النشر في القراءات العشر: 472]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (504- .... .... .... .... امددا = أنا بضمّ الهمز أو فتحٍ مدا
505 - والكسر بن خلفًا .... .... = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 66]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قوله: (امددا) أي امدد أنا إذا وقع بعده همزة مضمومة أو مفتوحة نحو قوله تعالى «أنا أحي» هنا «وأنا أول» حيث وقع لنافع وأبي جعفر، والمراد بالمد إثبات الألف، وهم في زيادة المد على أصولهم، والباقون بالقصر الذي هو حذف الألف، وهذا الخلاف حالة الوصل؛ وأما الوقف فلا خلاف في إثبات الألف فيه على الرسم وإثبات ألف أنا لغة مشهورة وهي لغة قيس وهذيل؛ على أن النحاة اختلفوا فيه، فعند الكوفيين أن الألف من الاسم وإنما حذفت وصلا تخفيفا.
وذهب البصريون إلى أن الاسم هو الهمزة والنون وأن الألف في الوقف مزيدة لبيان حركة النون.
والكسر (ب) ن خلفا ورا في ننشز = (سما) ووصل اعلم بجزم (ف) ي (ر) زوا
أي اختلف عن قالون عند الهمزة المكسورة نحو «إن أنا إلا» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 199]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل [قوله: (وكلا)]، فقال:
ص:
دفع دفاع واكسر (إ) ذ (ثوى) امددا = أنا بضمّ الهمز أو فتح (م) دا
ش: أي: قرأ ذو همزة (إذ) نافع و(ثوى) أبو جعفر ويعقوب ولولا دفاع الله هنا [البقرة: 251]. والحج [الآية: 40] بكسر الدال وفتح الفاء وألف بعدهما.
والباقون بفتح الدال، وإسكان الفاء وحذف الألف.
تتمة:
تقدم القدس [البقرة: 253] لابن كثير ولا بيع فيه ولا خلّة ولا شفعة [البقرة: 254].
وقرأ مدلول (مدا) نافع وأبو جعفر أنا بالألف في الوصل إذا تلاه همزة قطع مضمومة وهو موضعان بالبقرة أنا أحيي وأميت [الآية: 258] ويوسف أنا أنبئكم [الآية: 45].
أو مفتوحة، وهو عشرة وأنا أول المسلمين بالأنعام [الآية:] [و] وأنا أول المؤمنين [الأعراف: 163]. [و] فأنا أول العابدين بالزخرف [الآية: 81] [و] أنا أخوك بيوسف [الآية: 69] وأنا أكثر وأنا أقل بالكهف [الآيتان: 34، 39] وأنا
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/213]
آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وأنا آتيك به قبل أن يرتد كلاهما بالنمل [الآية: 40]، وو أنا أدعوكم بغافر [الآية: 42]، وأنا أعلم بالامتحان [الممتحنة: 1].
واختلف عن قالون فيما قبل كسر وهو ثلاثة: إن أنا إلّا نذير بالأعراف [الآية: 188] والشعراء [الآية: 115]، [و] وما أنا إلّا نذير بالأحقاف [الآية: 9].
فروى الشذائي عن ابن بويان عن [أبي] حسان عن أبي نشيط إثباتها عندها.
وكذلك روى ابن شنبوذ وابن مهران عن أبي حسان أيضا، وهي رواية أبي مروان [عن قالون].
وكذلك رواهما أبو عون عن الحلواني.
وروى [الفرضي من طرق] المغاربة وابن الحباب عن ابن بويان حذفها.
وكذلك روى ابن ذؤابة أداء عن أبي حسان، وكلاهما عن أبي نشيط.
وهي رواية إسماعيل القاضي، وابن أبي صالح، والحلواني في غير طريق أبي عون، وسائر الرواة عن قالون، وهي قراءة الداني على أبي [الحسن].
وبالوجهين قرأ على أبي الفتح من طريق أبي نشيط.
تنبيه:
قوله: (امددا) يريد زيادة ألف، وعلم أنه ألف وبعد النون من لفظه.
ويفهم من [عدم] تعرضه للوصل: [أن] الألف فيهما ثابتة في الحالين إلا أن محل الخلاف الوصل.
ويريد بالهمزة: همزة القطع؛ ليخرج نحو قوله تعالى: أنا الله [طه: 14] [علم] من قاعدة الساكنين.
وجه وجهي (دفاع): أنهما مصدر (دفع) كجمع جمعا، وكتب كتابا؛ أو دافع، بمعنى: دفع كعاقب، وجمعهما أبو ذؤيب في قوله:
ولقد جزمت بأن أدافع عنهم = وإذا المنيّة أقبلت لا تدفع
وأما «أنا» فالضمير عند البصريين الهمزة والنون، وعند الكوفيين هما والألف.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/214]
وفي الوصل لغتان: الإثبات مطلقا، وهي قيسية ربعية، والحذف كذلك، وهي الفصحى. وفي الوقف ثلاثة: أفصحها إثبات الألف.
فوجه المد: حمل الوصل على الوقف، أو أنه الأصل، واقتصر على البعض؛ جمعا بين الفصحى، والفصيحة.
وخص بمصاحب الهمز؛ ليباعد بين الهمزتين.
ووجه تعميمه: طرد الأصل.
ووجه التخصيص: رفع توهم انحصارها بالهمز.
ووجه الخلف: تحصيل الأمرين.
ووجه جعله في الكسر: تعديله بالوسط لا للقلة؛ لانتقاضه بالضم، [ولا؛ لأن المضمومة] أحوج إلى المد لزيادة الثقل؛ لأن الأمر بالعكس.
ووجه القصر: الاقتصار على الضمير أو حذف الألف تخفيفا كالكل مع غير الهمز.
ووجه الاتفاق [على] الألف وقفا: زيادتها محافظة على حركة النون مراعاة للأصالة؛ ولهذا لم تدغم؛ أو أنه الأصل من خلف هاء السكت قصد النص على لغته). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/215] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وإلى حكم المكسورة عند قالون أشار بقوله: ص:
والكسر (ب) ن خلفا ورا في ننشز = (سما) ووصل اعلم بجزم (ف) ى (ر) زوا
ش: أي: قرأ [ذو] (سما) كيف ننشرها [البقرة: 259] بالراء المهملة، والباقون بالزاي المعجمة.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/215]
وقرأ ذو فاء (في) حمزة وراء (رزوا) الكسائي قال اعلم أن الله [البقرة: 259] بوصل الهمز اعلم وجزم الميم. والباقون بقطع الهمزة ورفع الميم.
تنبيه:
لفظ بـ (اعلم) بلا واو؛ ليخرج وأعلم أنّ الله [البقرة: 260]، وعلم كسر همزة الوصل من الابتداء.
وفتح همزة القطع في الحالين من الإجماع.
قلت: وكان ينبغي وصل اعلم بوقف، لكنه تجوز، أو استعمل المذهب الكوفي في إطلاق ألقاب الإعراب على المبني، أو أنه معرب مجزوم بلام الأمر مقدرة، ليحصل له غرض التنبيه على رفع الأخرى؛ إذ لو قال: بوقف أو سكون، لاختلت.
ونشز - بالإعجام- ارتفع، وأنشزه، ونشزه: رفعه، ومنه: نشز الأرض، ونشوز الزوجة.
وأنشره- بالمهملة-: أحياه، ونشره [مرادفه، ومطاوعه]، ومنه وإليه النّشور [الملك: 15].
ووجه الإعجام: أنه من النشر، أي: يرفع بعضها على بعض؛ للتركيب.
ووجه الإهمال: أنه من أنشره: أحياه، ومنه إذا شآء أنشره [عبس: 22].
ووجه سكون الميم: أنه فعل أمر للمواجه من ثلاثي مفتوح العين في المضارع؛ فلزم تصديره بهمزة وصل [مكسورة]، وضمير قال [البقرة: 259] [على] هذا للباري، وفاعل اعلم العزير، أي: ارتق من علم اليقين إلى عين اليقين أو ضمير قال [لعزير؛ نزل نفسه منزلة] الغير فأمرها.
ووجه الرفع: أنه مضارع «علم» وهمزة المضارعة قطع، وهو: خبر عزير على
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/216]
نفسه، ومعناه: التعبد بالإقرار حيث انتقل من علم اليقين إلى عين اليقين). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/217] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأسكن" ياء "ربي الذي يحيي" حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/448] قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في إثبات الألف وحذفها من "أنا" [الآية: 258] في الوصل إذا أتى بعدها همزة قطع مضمومة، وهو موضعان "أنا أحي" بالبقرة "أنا أنبئكم" بيوسف أو مفتوحة وهو عشرة تأتي إن شاء الله تعالى أو مكسورة، وهي ثلاثة "أنا إلا نذير" بالأعراف والشعراء والأحقاف "فنافع" وأبو جعفر بإثباتها عند المضمومة والمفتوحة، واختلف عن قالون عند المكسورة والوجهان صحيحان عن قالون من طريق أبي نشيط، كما في النشر، وأما من طريق الحلواني فبالحذف فقط، إلا من طريق أبي عون عنه، فالإثبات كما يفهم من النشر، والباقون بحذف الألف في ذلك كله وصلا، ولا خلاف في إثباتها وقفا للرسم وهو ضمير منفصل، والاسم منه أن عند البصريين، والألف زائدة لبيان الحركة في الوقف وفيه لغتان لغة تميم إثباتها وصلا ووقفا وعليها تحمل قراءة المدنيين، والثانية إثباتها وقفا فقط). [إتحاف فضلاء البشر: 1/448]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وتقدم" "إبراهام" بألف لابن عامر من غير طريق النقاش عن ابن ذكوان). [إتحاف فضلاء البشر: 1/448]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وتقدم" قريبا إمالة "آتاه" وكذا تقليلها مع الفتح للأزرق وتثليث مد البدل له). [إتحاف فضلاء البشر: 1/448]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({إبراهيم} [258 - 260] الأربعة، قرأ هشام بفتح الهاء، وألف بعدها، واختلف عن ابن ذكوان فروى عنه كهشام، وروى عنه كسر الهاء، وياء بعدها، كالباقين). [غيث النفع: 441] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ربي الذي} [258] قرأ حمزة بإسكان الياء، وتسقط في الوصل، والباقون بفتحها في الوصل). [غيث النفع: 441]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({أنا أُحي} قرأ نافع بإثبات الألف بعد النون وصلاً ووقفًا، اتباعًا للرسم، وأثبتها الباقون وقفًا لا وصلاً، ولا يخفى ما يتفرع على إثباتها من المد). [غيث النفع: 441]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين (258)}
{ألم تر}
- قرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه (ألم تر) بسكون الراء وهو من إجراء الوصل مجرى الوقف.
وتقدم مثل هذا في الآيتين: 243، 246ونسبت القراءة فيهما إلى أبي عبد الرحمن السلمي.
{إبراهيم}
- تقدمت قراءة ابن عامر وابن ذكوان فيه (إبراهام) بألف وانظر الآية /124 من هذه السورة.
{أن آتاه}
- تقدمت الإمالة في (آتاه) وتقليلها مع الفتح، وتثليث مد البدل، وانظر الآية/251.
{ربي الذي يحيي}
- قرأ بسكون الياء من (ربي....) حمزة وابن محيصن والحسن والمطوعي.
- والباقون بفتحها (ربي الذي....).
{أنا أحيي}
- اختلف العلماء في إثبات الألف وحذفها من (أنا) في الوصل إذا أتى
[معجم القراءات: 1/365]
بعدها همزة قطع: مضمومة، أو مفتوحة، أو مكسورة:
- فقرأ نافع وأبو جعفر بإثباتها عند المفتوحة والمضمومة «أنا أحيي» في الوصل والوقف، وروى هذا عن نافع أبو بكر بن أبي أويس وقالون وورش، وتخرج هذه القراءة على لغة تميم، فإثبات الألف مذهبهم.
- وقرأ حمزة والكسائي وعاصم وابن عامر وأبو عمرو وابن كثير (أن أحيي) بحذف الألف في الوصل.
- وأجمع القراء على إثباتها في الوقف (أنا ...)
وإثبات الألف وصلا ووقفا لغة تميم، ولغة غيرهم حذفها في الوصل، ولا تثبت عند غير بني تميم وصلاً إلا في ضرورة الشعر.
- قرأ أبو جعفر وأبو عمرو بخلاف عنه والأزرق وورش والأصبهاني يأتي بإبدال الهمزة ألفا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الباقين بتحقيق الهمز يأتي.
[معجم القراءات: 1/366]
- وقرأ جرير عن عبد الحميد بن بكار عن ابن عامر (يأت) بحذف الياء في الحالين.
{فأت}
-حكم قراءة الهمز فيها كالكلمة السابقة.
{فبهت الذي كفر}
- قرأ الجمهور «فبهت»، مبنياً ما لم يسم فاعله، والفاعل المحذوف هو إبراهيم
- وقرأ نعيم بن ميسرة وابن مجاهد وابن السميفع وأبو رزین العقيلي فبهت بفتح الباء والماء، ويجوز أن يكون الفاعل إبراهيم،(والذي) مفعول، أو (الذي)، فاعل والفعل لازم.
- وقرأ أبو حيوة شريح بن يزيد وأبو معاذ وأبو الجوزاء ويحيى بن يعمر فبهت بفتح الباء وضم الهاء.
- وذكر الأخفش أنه قرئ «فبهت» بكسر الهاء.
قال الأخفش: «فبهت الذي كفر أي بهته إبراهيم، وبهت أجود وأكثر، هذا ما وجدته عند الأخفش في معاني القرآن في طبعتيه.
قال ابن جني في المحتسب: (زاد أبو الحسن الأخفش قراءة
[معجم القراءات: 1/367]
أخرى لا يحضرني الآن ذكر قارئها، لم يسندها أبو الحسن فبهت بوزن علم ...).
وفي التاج: «... وحكى أبو الحسن الأخفش قراءة فبهت كخرق ودهش، قال: وبهت بالضم أكثر من بهت بالكسر، يعني أن الضمة تكون للمبالغة كقولهم: قضو الرجل انتهى.
وبعد هذا العرض فإنه يغلب على ظني أن محققي معاني القرآن للأخفش قد أخطأ في ضبط النص.
- وقرأ الخليل «فباهت الذي كفر».
وقد يكون المعنى: فباهت إبراهيم الذي كفر، أي جعله متحيراً لا يستطيع الرد عندما طلب منه أن يعود بالشمس من المغرب إلى المشرق والمفاعلة تكون من اثنين، يقال: باهته، وبينهما مباهته). [معجم القراءات: 1/368]
قوله تعالى: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (89 - وَاخْتلفُوا فِي إدغام الثَّاء من قَوْله {كم لَبِثت} 259 و{كم لبثتم} الْكَهْف 19
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم كل مَا كَانَ فِي الْقُرْآن من ذَلِك بِإِظْهَار الثَّاء وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ بِالْإِدْغَامِ). [السبعة في القراءات: 188]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (90 - وَاخْتلفُوا فِي إِثْبَات الْهَاء فِي الْوَصْل من قَوْله {لم يتسنه} 259 و{اقتده} الْأَنْعَام 90 و{مَا أغْنى عني ماليه هلك عني سلطانيه} الحاقة 28 29 و{وَمَا أَدْرَاك مَا هيه} القارعة 10 وإسقاطها فِي الْوَصْل وَلم يَخْتَلِفُوا فِي إِثْبَاتهَا فِي الْوَقْف
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر هَذِه الْحُرُوف كلهَا بِإِثْبَات الْهَاء فِي الْوَصْل وَكَانَ حَمْزَة يحذفهن فِي الْوَصْل
وَكَانَ الْكسَائي يحذف الْهَاء فِي الْوَصْل من قَوْله {لم يتسنه} و{اقتده} وَيثبت الْهَاء فِي الْوَصْل وَالْوَقْف فِي الْبَاقِي
وَكلهمْ يقف على الْهَاء وَلم يَخْتَلِفُوا فِي {يَا لَيْتَني لم أوت كِتَابيه} الحاقة 19 و{وَلم أدر مَا حسابيه} الحاقة 20 أَنَّهُمَا بِالْهَاءِ فِي الْوَصْل وَالْوَقْف). [السبعة في القراءات: 188 - 189]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (91 - وَاخْتلفُوا فِي الرَّاء وَالزَّاي من قَوْله {كَيفَ ننشزها} 259
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو (ننشرها) بِضَم النُّون الأولى وبالراء
وَقَرَأَ عَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {ننشزها} بالزاي
وَقد روى أبان عَن عَاصِم (كَيفَ ننشرها) بِفَتْح النُّون الأولى وَضم الشين وَالرَّاء
وروى أَيْضا عبد الْوَهَّاب عَن أبان عَن عَاصِم (كَيفَ ننشرها) بِفَتْح النُّون وَضم الشين مثل قِرَاءَة الْحسن
وحَدثني عبيد الله بن عَليّ عَن نصر عَن أَبِيه عَن أبان عَن عَاصِم مثله أَيْضا). [السبعة في القراءات: 189]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (92 - وَاخْتلفُوا فِي قطع الْألف وَوَصلهَا وَضم الْمِيم وإسكانها من قَوْله {قَالَ أعلم أَن الله على كل شَيْء قدير} 259
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {أعلم} بِقطع الْألف وَضم الْمِيم
وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ {قَالَ أعلم} مَوْصُولَة الْألف سَاكِنة الْمِيم). [السبعة في القراءات: 189]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({لم يتسنه} {واقتده} بحذف الهاء وصلا عراقي –غير أبي عمرو- وعاصم وكذلك {مالي وسلطاني} و{ما هي} إلا الكسائي وخلف وزاد ويعقوب وسهل
[الغاية في القراءات العشر: 202]
{كتابي، وحسابي} فحذفها). [الغاية في القراءات العشر: 203]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({كيف ننشرها} بالراء حجازي بصري). [الغاية في القراءات العشر: 203]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({قال أعلم} وصل جزم حمزة والكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 203]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({لم يتسنه} [259]، و{اقتده} [الأنعام: 90]، و{ماليه} [الحاقة: 28]، و{سلطانيه} [الحاقة: 29]، و{ماهيه} [القارعة: 10]: بحذف الهاء في الوصل بصري غير أبوي عمرو، وحمزة.
[المنتهى: 2/603]
زاد سلام، ويعقوب، وسهل {كتابيه} [الحاقة: 19، 25]، و{حسابيه} [الحاقة: 20، 26]، وافق حمص إلافي {اقتده}، وأبو بكر طريق علي، وخلف، وعلي في اختياره في {يتسنه}، و{اقتده}. زاد أبو بكر طريق على في {ماهيه}، ويتعمد أبو عبيد الوقف عليها.
(كيف ننشرها) [259]: بفتح النون وضم الشين المفضل. بالراء حجازي، بصري إلا أيوب، والمفضل .
{قال اعلم} [259]: جزم: هما).[المنتهى: 2/604]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (لم يتسنه) و(اقتده) و(ما أغنى عني ماليه) (هلك عني سلطانيه) (وما أدراك ما هيه) بحذف الهاء في الوصل، ووافقه الكسائي على حذف الهاء في الوصل في سورة البقرة والأنعام، وأثبت ما بقي، واختار اليزيدي حذف الهاء من (يتسنه) في الوصل، وقرأ الباقون بإثبات الهاء في الوصل في الخمسة، وكلهم وقفوا عليها بالهاء، ولم يختلف في (كتابيه وحسابيه) أنهما بالهاء في الوصل والوقف، ومعنى ما ذكرنا للوصل في هذه الهاءات إنما هو أن تصل على نية الوقف، ومعنى ما ذكرنا للوصل في هذه الهاءات إنما هو أن تصل على نية الوقف، فأما أن تصل على نية الوصل الحقيقي فهو غير جائز عند أكثر النحويين إذا جعلت جميعها هاء سكت). [التبصرة: 169]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون وابن عامر (ننشزها) بازاي، وقرأ الباقون بالراء، وكلهم ضموا النون الأولى وكسروا الشين). [التبصرة: 169]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (قال أعلم) بالوصل والإسكان على الأمر، والابتداء بالكسر لأنها ألف وصل، وقرأ الباقون بالقطع والرفع على الخبر والابتداء لأنها ألف المتكلم). [التبصرة: 169]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قالون، وأبو عمرو، والكسائي: يسكنون الهاء من: {هو} (29)، و: {هي} (259)، إذا كان قبلها واو أو فاء أو لام، حيث وقع.
وقالون، والكسائي يسكنانها مع (ثم) في قوله: {ثم هو يوم القيامة} في القصص: (61)
والباقون: يحركون الهاء). [التيسير في القراءات السبع: 226] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {لم يتسن} (259): بحذف الهاء في الوصل خاصة
[التيسير في القراءات السبع: 241]
والباقون: بإثباتها في الحالين.
الكوفيون، وابن عامر: {ننشزها} (259): بالزاي.
والباقون: بالراء.
حمزة، والكسائي: {قال اعلم أن الله} (259): بوصل الألف، وجزم الميم. ويبتدئان بكسر الألف، على الأمر.
والباقون: بقطع الألف في الحالين، ورفع الميم، على الإخبار). [التيسير في القراءات السبع: 242]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ ويعقوب وخلف (لم يتسن) بحذف الهاء في الوصل خاصّة والباقون بإثباتها في الحالين. الكوفيّون وابن عامر: ننشزها بالزاي والباقون بالراء. حمزة والكسائيّ (قال اعلم إن اللّه) بوصل الألف وجزم الميم ويبتدئان بكسر الألف على الأمر، والباقون بقطع الألف في الحالين ورفع الميم على الإخبار). [تحبير التيسير: 309]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قالون وأبو عمرو وأبو جعفر والكسائيّ يسكنون الهاء من (هو وهي) إذا كان قبلها واو أو فاء أو لام حيث وقع [وقالون] وأبو جعفر والكسائيّ يسكنونها مع (ثمّ) [تحبير التيسير: 284]
[في] قوله تعالى {ثمّ هو يوم القيامة}. قلت: وأبو جعفر يسكنها مع يمل في قوله تعالى: أن يمل هو) والله الموفق. والباقون يحركون الهاء). [تحبير التيسير: 285] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (نُنْشِزُهَا) بفتح النون وضم الشين والزاء الحسن، وأبو حيوة، والزَّعْفَرَانِيّ، والمفضل، وأبان، وهو الاختيار لقوله: (ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا). وقرأ أحمد، وأهل الحجاز، والبصرة غير أيوب بالراء وضم النون وكسر الشين، الباقون بالزاء وروى جرير عن الْأَعْمَش فتح النون وضم الشين والزاي). [الكامل في القراءات العشر: 509] قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([259]- {نُنْشِزُهَا} بالزاي: الكوفيون وابن عامر.
[259]- {قَالَ أَعْلَمُ} على الأمر: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/611]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (522 - وَنُنْشِزُهَا ذَاكٍ وَبِالرَّاءِ غَيْرُهُمْ = وَصِلْ يَتَسَنَّهْ دُونَ هَاءٍ شَمَرْدَلاَ
523 - وَبِالْوَصْلِ قَالَ اعْلَمْ مَعَ الْجَزْمِ شَافِع = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 42]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([522] وننشزها (ذ)اك وبالراء غيرهم = وصل يتسنه دون هاء (شـ)مردلا
(ذاك)، أي واضح بينٌ، من: ذكت النار، تذكو؛ أو من ذكا الطيب؛ لأنه قريب في المعنى من غير احتياج إلى فكر؛ لأن النشز تركيب العظام بعضها على بعض، مأخوذ من النشز، وهو المرتفع من الأرض؛ ومنه: {إذا قيل انشروا}، أي انضموا وارتفعوا.
وامرأةٌ ناشزٌ، لأنها ارتفعت عن صحبة الزوج.
ويروى عن أبي رحمه الله: إنما هي زاي فزوها؛ أي صيرها كذلك، لا سیما وقد قال بعده {ثم نكسوها لحمًا}، أي نرفع بعضها على بعض ثم نغطيها باللحم.
فهذا يصل إلى كل فهم.
وأما {ننشزها}، فهو بمعنى نحييها؛ أنشر الله الموتی فنشروا: {ثم إذا شاء أنشره}.
فالمراد إذًا، حياة الشخص الذي العظم بعضه: {قال من يحى العظم وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة}.
(وصل يتسنة دون هاء شمردلا)، الشمردل: الخفيف، يريد خفة الحذف.
والشمردل: الكريم؛ قال عنترة:
[فتح الوصيد: 2/735]
فعجبت منها حين زلت عينها = عن ماجدٍ طلق اليدين شمردل
أي صله كريمًا؛ فهو حالٌ من الفاعل في (صل).
وعلى الوجه الأول حال من {يتسنه}.
قال أبو العباس المبرد: «ونحن نذهب إلى أن هذه الهاءات كلها - يعني {يتسنه} و{اقتده} و{ماليه} و{سلطنيه} و{ماهيه} ونحو ذلك-، هاءات الوقف. والوجه فيها كلها أن تحذف في الوصل والممر، وتثبت في الوقف. فهذا الوجه في العربية. وقد تصل العرب على مثال الوقف، فيكون الوصل كالقطع. وهذا من ذلك». هذا آخر كلامه.
ومعنى {لم يتسنه}: لم تغيره السنهات.
وأصل سنة، سنهة؛ ودليل ذلك أنهم قالوا: سانهت، وفي الجمع: سنهات، وفي التصغير: سنيهة.
وقال الشاعر:
ليست بسنهاء ولا رجبية = ولكن عرايا في السنين الجوائح
قيل: التي تحمل سنة ولا تحمل أخرى.
وقيل: التي أصابتها السنة المحدبة.
فهذان وجهان للإثبات في الوصل.
ومن أسقط في الوصل، ففي لغة من قال: (سنية) في التصغير، وفي الجمع سنوات، وسانیت. والهاء على هذه اللغة للسكت، وليست بأصلية.
[فتح الوصيد: 2/736]
قال الفراء: «من قال في السنة: (سنية)، جاز أن يقول: تسنيت: تفعلت من ذلك، فيبدل النون ياء كما قالوا: (تظنيت)، وأصله الظن، فيكون الأصل علی هذا (يتسنى)، ثم حذفت الياء للجزم، وألحقت الهاء لبيان حركة النون».
وقد اتفقوا على إثباتها في الوقف.
وهو في القراءتين جميعًا مأخوذ من السنة، وليس هو من (مسنونٍ)، لأن الحمأ المسنون: المصبوب على سنة الطريق.
[523] وبالوصل قال اعلم مع الجزم (شـ)افعٌ = فصرهن ضم الصاد بالكسر (فـ)صلا
(شافعٌ)، أي شافعٌ لما تقدم من لفظ الأمر وهو قوله: {فانظر إلى طعامك}، {وانظر إلى حمارك}، {وانظر إلى العظام}.
ثم قال بعد ذلك: {اعلم أن الله على كل شيء قدير}.
والشفع من العدد ما كان أزواجًا؛ يقال: شفعته، صيرته زوجًا، يشير إلى أنه أمر من الله سبحانه بذلك شافعًا لما تقدم من أوامره؛ لأن قومًا
[فتح الوصيد: 2/737]
استبعدوا أن يكون ذلك أمرًا من الله تعالى، وقالوا: كيف يأمره بالعلم وقد علم عندما بعث؟ وإنما هو أمر منه لنفسه على نحو قول سحيم:
عميرة ودع إن تجهزت غاديًا = في الشيب والإسلام للمرء ناهيًا
وليس الأمر كما ظن هؤلاء، لأن هذا النبي عليه السلام، كان لا يرتاب في قدرة الله على كل شيء، وإنما سأل عن جهة إحياء القرية الخاوية، فقال: أنى يحيي هذه الله؛ أي من أي جهة يكون إحياؤها فوقف على مثل ذلك.
ثم قيل له: اعلم بما عاينت قدرة الله تعالى على ما لم تعاين، فأعلم سبحانه بإبقائه الطعام والشراب، على حالة كيفية إبقائه ما يشاء إبقائه، مما أجرى العادة بتغييره، وبإحياء الحمار إحياء البهائم، وبإحيائه إحياء الموتى؛ أو أُمر بالدوام عليه كما قال: {يأيها الذين ءامنوا ءامنو}.
ويشهد لهذا الذي ذكرته، قراءة عبد الله: (قيل اعلم).
وكذلك قرأ ابن عباس وأبو رجاء وأبو عبد الرحمن.
وكان ابن عباس يقول: «أهو خير أم إبراهيم، إذ قيل له: {واعلم أن الله عزيزٌ حكيم».
ومن قرأ {قال أعلم}، فمعناه الخبر؛ وهو كقول من رأى شيئًا من آيات الله وعظيم قدرته: أشهد أن لا إله إلا الله). [فتح الوصيد: 2/738]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [522] وننشزها ذاك وبالراء غيرهم = وصل يتسنه دون هاء شمردلا
ب: (ذاك): من (ذكت النار): إذا اشتعلت، أي: ظاهر، و(الشمردل): الخفيف، أو الرجل الكريم.
ح: (ننشزها ذاك): مبتدأ وخبر، (يتسنه): مفعول (صل)، (شمردلا): حال من (يتسنه) بالمعنى الأول، ومن فاعل (صل) بالمعنى الثاني.
ص: يعني: قرأ الكوفيون وابن عامر: {وانظر إلى العظام كيف ننشزها} [259] بالزاي المعجمة من الإنشاز وهو الرفع، أي: كيف نرفع بعضها على بعض والباقون: {ننشزها} بالراء المهملة من الإنشاز بمعنى الإحياء، قال تعالى: {إذا شاء أنشره} [عبس: 22].
وإنما لم يلتبس ما قال، لأن الراء بالهمز لا تكون إلا مهملة، فيعلم: أن قراءة الأولين بالزاي المعجمة.
[كنز المعاني: 2/72]
ثم قال: (وصل يتسنه)، أي: قرأ حمزة والكسائي: {فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه} [259] بحذف الهاء في الوصل، على أن الهاء للسكت، فأسقط للوصل، أو الأصل: (يتسنن)، أي: يتغير، فقلبت إحدى نونيه ياءً، كما في (تظننت)، فانقلبت ألفًا، فانحذفت بالجزم، وقال: (شمردلا) لخفة الحذف.
وأثبت الهاء الباقون وصلا على أن الأصل {يتسنه} على وزن (يتفعل)، من (تسنه) إذا تغير.
ولا خلاف في إثبات الهاء وقفًا.
[523] وبالوصل قال اعلم مع الجزم شافع = فصرهن ضم الصاد بالكسر فصلا
ح: (قال اعلم): مبتدأ، (شافعٌ): خبره، (فصرهن): مبتدأ، (ضم الصاد): مبتدأ ثانٍ، (فصلا): خبر، (بالكسر): متعلق به.
ص: يعني: قرأ حمزة والكسائي: {قال اعلم أن الله على كل شيء قديرٌ} [259] بهمزة وصل مع جزم الميم أمرًا من العلم، والآمر هو الله تعالى، أو الشخص لنفسه، نحو قولهم:
[كنز المعاني: 2/73]
عميرة ودع إن تجهزت غاديًا = ..............
والباقون: {أعلم} بهمزة قطع مفتوحة مع ضم الميم على إخبار المتكلم.
ثم قال: {فصرهن إليك} [260]: قرأ حمزة بكسر الصاد، والباقون بالضم من: (صار يصور) أو (يصير) بمعنًى، وهو الإمالة والتقطيع، وقيل: بالضم: الإمالة، وبالكسر: التقطيع.
وقوله: (فصلا)، أي: بين معنى الضم والكسر، لأن الكسر متمحضٌ للقطع، والضم محتمل للمعنيين). [كنز المعاني: 2/74] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (520- وَنُنْشِزُهَا "ذَ"اكٍ وَبِالرَّاءِ غَيْرُهُمْ،.. وَصِلْ يَتَسَنَّهْ دُونَ هَاءٍ "شَـ"ـمَرْدَلا
ننشزها بالزاي من النشز، وهو: الرفع يعني تركيب العظام بعضها على بعض، وذاك معناه واضح بيِّن من ذكت النار؛ أي: اشتعلت أو من ذكا الطيب إذا فاح، و"ننشرها" بالراء نحييها من أنشر الله الموتى؛ أي: أحياهم، فهو موافق لقوله تعالى: {قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ، قُلْ يُحْيِيهَا}.
ويقال: راء بالهمز كسائر الحروف من نحو ياء، وحاء، وطاء، وفاء، وهاء، وأخواتها التي على صورتها خطا، وأما التي على صورة الزاي فآخر اسمها ياء في اللغة الفصيحة، وهي الزاي.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/366]
فإن قلت: من أين يعلم من نظم هذا البيت أن القراءة الأولى بالزاي المنقوطة؟ قلت: من جهة أنه بين قراءة الباقين بالراء المهملة، وقد لفظ بالأولى، ولا يمكن أن يصحف الراء إلا بالزاي؛ إذ ليس لنا حرف على صورتها في الخط غيرها.
فإن قلت: فلقائل أن يقول: لعله ابتدأ الكلمة بالمهملة ثم قال: وبالزاي غيرهم يعني: المنقوطة
قلتُ: قد تقدم جواب هذا، وهو: أنه اعتمد في ذلك على ما هو الأفصح في لغة الزاي، ولهذا استغنى الأمير أبو نصر بن ماكولا في كتاب الإكمال في ضبط الأسماء بلفظ الزاي، والراء، ولا يقيد بنقط، ولا إهمال للمغايرة بينهما في الخط، وغيره من المصنفين يقيد ذلك زيادة في البيان.
قوله: وصل "يتسنه"؛ أي: إذا وصلتها بما بعدها فاحذف الهاء لحمزة، والكسائي دون غيرهما، وأما في الوقف فثباته للجميع؛ لثبوتها في رسم المصحف، ووجه حذفها في الوصل أنها هاء السكت، وهذا حكمها، ووجه إثباتها في الوصل أنه وصل بنية الوقف إن قلنا إنها للسكت أو يقال هي من أصل الكلمة، وسكنت للجزم، ومعنى لم يتسنه: لم تغيره السنهات، وأصل سنة سنهة فمنهم من يصغرها على ذلك فيقول: سنيهة، ويقولون: سانهت، وفي الجمع سنهات، ومنهم من يقول سانيت، وسنية، وسنوات فلا يأتي بالهاء فقراءة الحذف من هذه اللغة، وقراءة
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/367]
الإثبات من اللغة الأولى، والشمردل: الخفيف، وهو حال من يتسنه؛ لأنه خف بحذف الهاء، والشمردل أيضا الكريم فيكون حالا من الضمير المرفوع في صل، والله أعلم.
521- وَبِالوَصْلِ قَالَ اعْلَمْ مَعَ الجَزْمِ "شَـ"ـافِع،.. فَصُرْهُنَّ ضَمُّ الصَّادِ بِالكَسْرِ "فُـ"ـصِّلا
"قال اعلم" مبتدأ، وشافع خبره؛ أي: هو ذو شفع بالوصل مع الجزم؛ أي: جمع بين همزة الوصل مع إسكان آخره على أنه فعل أمر أو يكون معنى شافع من الشفع بمعنى الزيادة؛ لأنه زاد على ما تقدم من أفعال الأمر نحو: {فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ}، {وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ}، {وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ}؛ أي: اعلم بما عاينت قدرة الله على ما لم تعاين، والآمر له هو: الله تعالى، ويجوز أن يكون هو آمرا نفسه كما قال سحيم:
عميرة ودع إن تجهزت غاديا
فهو موافق لقراءة الجماعة بالإخبار عن نفسه فهو بهمزة القطع، والرفع.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/368]
فإن قلت: من أين يلزم إذا كانت همزة قطع أن تكون مفتوحة لا مضمومة.
قلت: لأنه فعل أمر من ثلاثي فهمزة قطعه بالفتح سواء وقف على قال أو وصلها بها، ومن قرأ بالأمر، ووقف على قال ابتدأ بهمزة مكسورة، وكان ينبغي أن يبين ذلك كما بين الضم في لفظ: {اشْدُدْ} في سورة طه فقال: وضم في ابتدأ غيره، ولو بينه لأخذ ضده، وهو الفتح؛ لقراءة الباقين، وعنى بالوصل الإتيان بهمزة الوصل، وجعل آخرا علم مجزوما؛ ليؤخذ ضد الجزم عنده، وهو الرفع للقراءة الأخرى، ولو لفظ موضع الجزم بالسكون للزم أن تكون القراءة الأخرى بالفتح، وقد نظمت بدل هذا البيت ضاما إليه البيت الذي فيه خلف ربوة في بيتين يتضمنان إيضاح القراءتين في قال اعلم، ويتأخر بيت، وجزءًا بعدهما، ولا يضر ذلك؛ فإن ربوة مقدمة في التلاوة على أكلها فقلت:
وصل همز قال اعلم مع الجزم وابتدا،.. بكسر شفا واكسر فصرهن فيصلا
وضم لباقٍ وافتحوا ضم ربوة،.. على الراهنا والمؤمنين ندكلا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/369]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (522 - وننشزها ذاك وبالرّاء غيرهم ... وصل يتسنّه دون هاء شمردلا
قرأ ابن عامر والكوفيون كَيْفَ نُنْشِزُها بالزاي المعجمة كما نطق به وقرأ غيرهم بالراء المهملة كما صرح به. وقرأ حمزة والكسائي لَمْ يَتَسَنَّهْ بحذف الهاء في حال الوصل، وقرأ غيرهم بإثباتها في حال الوصل ولا خلاف بين القراء في إثباتها في حال الوقف. والشمردل الخفيف أو الكريم.
523 - وبالوصل قال اعلم مع الجزم شافع ... فصرهنّ ضمّ الصّاد بالكسر فصّلا
قرأ حمزة والكسائي فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قالَ أَعْلَمُ بوصل الهمزة أي: بهمزة وصل تثبت في الابتداء وتحذف في الدرج وبجزم الميم، فإذا وقفا على قالَ ابتدءا بهمزة مكسورة وعلى هذه القراءة يكون (اعلم) فعل أمر مبنيا على السكون فتعبير الناظم بالجزم لتؤخذ القراءة الأخرى من ضد الجزم وهو الرفع ولو قال: مع السكون للزم أن تكون القراءة الأخرى بفتح الميم وليست كذلك وقرأ غيرهما أَعْلَمُ بهمزة قطع مفتوحة تثبت وصلا ووقفا، وبرفع الميم على أنه فعل مضارع مرفوع بالتجرد). [الوافي في شرح الشاطبية: 223]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (82- .... .... .... .... .... = وَأَعْلَمُ فُزْ .... .... .... ). [الدرة المضية: 24]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: واعلم فز أي قرأ مرموز (فا) فز وهو خلف {قال أعلم} [259] بهمزة مفتوحة ورفع الميم على إخبار المتكلم عن نفسه وعلم من الوفاق للآخرين كذلك فاتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 104]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِدْغَامِ لَبِثْتَ وَلَبِثْتُمْ وَإِظْهَارِهِ فِي بَابِ حُرُوفٍ قَرُبَتْ مَخَارِجُهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/231]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي حَذْفِ الْهَاءِ وَصْلًا مِنْ يَتَسَنَّهْ لِيَعْقُوبَ وَحَمْزَةَ وَالْكِسَائِيِّ وَخَلَفًا فِي بَابِ الْوَقْفِ عَلَى الْمَرْسُومِ). [النشر في القراءات العشر: 2/231]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ حِمَارِكَ مِنْ بَابِ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/231]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: نُنْشِزُهَا فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ، وَالْكُوفِيُّونَ بِالزَّايِ الْمَنْقُوطَةِ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّاءِ الْمُهْمَلَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/231]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَصْلِ هَمْزَةِ قَالَ أَعْلَمُ وَالْجَزْمِ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ بِالْوَصْلِ، وَإِسْكَانِ الْمِيمِ عَلَى الْأَمْرِ، وَإِذَا ابْتَدَأَ كَسَرَا هَمْزَةَ
[النشر في القراءات العشر: 2/231]
الْوَصْلِ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ وَالرَّفْعِ عَلَى الْخَبَرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/232]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({لبثت} [259] ذكر إدغامه لأبي عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبي جعفر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 472]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({يتسنه} [259] ذكر في الوقف وصله بغير هاء لحمزة والكسائي وخلف
[تقريب النشر في القراءات العشر: 472]
ويعقوب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 473]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر والكوفيون {ننشزها} [259] بالزاي المنقوطة، والباقون بالراء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 473]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي {قال أعلم} [259] بوصل الهمزة وجزم الميم على الأمر والابتداء بكسر الهمزة، والباقون بالقطع والرفع على الخبر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 473]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (505- .... .... .... ورا في ننشز = سما .... .... .... ....). [طيبة النشر: 66]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (505- .... .... .... .... .... = .... ووصل اعلم بجزمٍ في رزوا). [طيبة النشر: 66]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ورا) يريد قوله تعالى كيف «ننشرها» قرأ بالراء نافع وابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب: أي نحييها، والباقون بالزاي من النشر وهو الرفع: وهو تركيب العظام بعضها على بعض قوله: (ووصل اعلم) يعني قوله تعالى «قال أعلم أن الله» قرأه بوصل الهمزة مع جزم الميم حمزة والكسائي، والباقون بقطع الهمزة والرفع ومعرفة الابتداء بهمزة الوصل فيه مكسورة مشهورة لا تحتاج إلى بيان، قوله:
(بجزم) يعني به السكون؛ وإنما عدل عن السكون إلى الجزم، لأنه لو ذكر السكون لكان ضده الحركة ومطلق الحركة الفتح، فعدل إلى الجزم، لأن ضده الرفع كما قرر في الخطبة، والله أعلم؛ ووجه ذلك أن المعنى أعلم بما عاينت من قدرة الله تعالى على ما لم تعاين، فالآمر هو الله تعالى؛ ويحتمل أن يكون هو آمر نفسه على وجه التجريد، والباقون بقطع الهمزة ورفع الميم على وجه الإخبار عن نفسه (رزوء) جمع رزء: وهو النقص مثل قرء وقروء). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 199]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وإلى حكم المكسورة عند قالون أشار بقوله:
ص:
والكسر (ب) ن خلفا ورا في ننشز = (سما) ووصل اعلم بجزم (ف) ى (ر) زوا
ش: أي: قرأ [ذو] (سما) كيف ننشرها [البقرة: 259] بالراء المهملة، والباقون بالزاي المعجمة.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/215]
وقرأ ذو فاء (في) حمزة وراء (رزوا) الكسائي قال اعلم أن الله [البقرة: 259] بوصل الهمز اعلم وجزم الميم. والباقون بقطع الهمزة ورفع الميم.
تنبيه:
لفظ بـ (اعلم) بلا واو؛ ليخرج وأعلم أنّ الله [البقرة: 260]، وعلم كسر همزة الوصل من الابتداء.
وفتح همزة القطع في الحالين من الإجماع.
قلت: وكان ينبغي وصل اعلم بوقف، لكنه تجوز، أو استعمل المذهب الكوفي في إطلاق ألقاب الإعراب على المبني، أو أنه معرب مجزوم بلام الأمر مقدرة، ليحصل له غرض التنبيه على رفع الأخرى؛ إذ لو قال: بوقف أو سكون، لاختلت.
ونشز - بالإعجام- ارتفع، وأنشزه، ونشزه: رفعه، ومنه: نشز الأرض، ونشوز الزوجة.
وأنشره- بالمهملة-: أحياه، ونشره [مرادفه، ومطاوعه]، ومنه وإليه النّشور [الملك: 15].
ووجه الإعجام: أنه من النشر، أي: يرفع بعضها على بعض؛ للتركيب.
ووجه الإهمال: أنه من أنشره: أحياه، ومنه إذا شآء أنشره [عبس: 22].
ووجه سكون الميم: أنه فعل أمر للمواجه من ثلاثي مفتوح العين في المضارع؛ فلزم تصديره بهمزة وصل [مكسورة]، وضمير قال [البقرة: 259] [على] هذا للباري، وفاعل اعلم العزير، أي: ارتق من علم اليقين إلى عين اليقين أو ضمير قال [لعزير؛ نزل نفسه منزلة] الغير فأمرها.
ووجه الرفع: أنه مضارع «علم» وهمزة المضارعة قطع، وهو: خبر عزير على
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/216]
نفسه، ومعناه: التعبد بالإقرار حيث انتقل من علم اليقين إلى عين اليقين). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/217] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إدغام لبثتّ [البقرة: 259] ولبثتم [الكهف: 19]، وتقدم في الوقف اختلافهم في حذف الهاء وصلا من يتسنّه [البقرة: 259]، وتقدم إمالة حمارك [البقرة: 259] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/215]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأبدل" أبو جعفر همز "مائة" ياء مفتوحة وصلا ووقفا كحمزة وقفا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/449] قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" ثاء "لبثت" في تائها أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/449]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "يتسنه" [الآية: 259] بحذف الهاء وصلا وإثباتها وقفا على أنها للسكت حمزة والكسائي ويعقوب وخلف والباقون بإثباتها وقفا ووصلا وهي للسكت أيضا، وأجرى الوصل مجرى الوقف ويحتمل أن تكون أصلا بنفسها). [إتحاف فضلاء البشر: 1/449]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "حمارك" أبو عمرو وابن ذكوان من أكثر طرقه والدوري عن الكسائي وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/449]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ننشزها" [الآية: 259] فابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بالزاي من النشز، وهو الارتفاع أي: يرتفع بعضها على بعض للتركيب، وافقهم الأعمش والباقون بالراء المهملة من أنشر الله الموتى أحياهم، ومنه: إذا شاء أنشره، وعن الحسن فتح النون وضم الشين من نشر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/449]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "قَالَ أَعْلَم" [الآية: 259] فحمزة والكسائي بالوصل وإسكان الميم على الأصل، وفاعل قال ضمير يعود على الله أو الملك أي: قال الله أو الملك لذلك المار أعلم
[إتحاف فضلاء البشر: 1/449]
ويحتمل: عود الضمير على المار نفسه على سبيل التبكيت وافقهما الأعمش، وإذا ابتدءوا كسروا همزة الوصل والباقون بقطع الهمزة المفتوحة ورفع الميم خبرا عن المتكلم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/450]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسبق" إمالة "أنى" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/449]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({وهي} [259] كـــ {وهو} لا تخفى). [غيث النفع: 441]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({يتسنه} قرأ الأخوان بحذف الهاء وصلاً وإثباتها وقفًا، والباقون بإثباتها وصلاً ووقفًا). [غيث النفع: 441]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ننشرها} قرأ الشامي والكوفيون بالزاي المعجمة، والباقون بالراء المهملة، وترقيقها لورش لا يخفى). [غيث النفع: 442]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({قال أعلم} قرأ الأخوان بوصل همزة {اعلم} مع سكون الميم، وإذا ابتدءا كسرا همزة الوصل، والباقون بهمزة قطع مفتوحة مع رفع الميم). [غيث النفع: 442]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوماً أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير (259)}
{أو كالذي}
– قراءة الجمهور (أو...) ساكنة، ومعناها التفصيل، وقيل غير هذا.
[معجم القراءات: 1/368]
- وقرأ أبو سفيان بن حسين (أو كالذي) بفتح الواو، وهي حرف عطف دخل عليها ألف التقرير، والتقدير: أو رأيت...
{وهي}
- قرأ أبو عمرو والكسائي وأبو جعفر وقالون وهي بإسكان الهاء
- وقراءة الباقين بكسرها وهي.
- ووقف عليها يعقوب بهاء السكت وهي.
{أنى}
- تقدمت الإمالة فيه مع الآية/51.
{مائة عام}
- قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة ياء مفتوحة وصلا ووقفة (مية...)
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف
- وقراءة الجماعة بالهمز وص" ووقفة (مئة).
{لبثت.... لبثت... لبثت}
- قرأ نافع وابن كثير وعاصم وخلف ويعقوب بإظهار التاء في المواضع الثلاثة في كل القرآن
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر بإدغام الثاء في التاء في المواضع الثلاثة في كل القرآن، وصورتها (لبت)
[معجم القراءات: 1/369]
{قال لبثت}
- أدغم اللام في اللام أبو عمرو ويعقوب بخلاف
{فانظر إلى طعامك وشرابك}
- قرأ ابن مسعود وانظر إلى طعامك وشرابك، ونسبها صاحب المحرر إلى طلحة.
- وقرا طلحة بن مصرف (فانظر لطعامك...) باللام بدلا من «إلى».
- وقرأ ابن مسعود وهذا طعامك وشرابك.
{وشرابك}
- وقرأ ابن مسعود وهذا شرابك لم يتسنه.
- وقراءة الجماعة (فانظر إلى طعامك وشرابك)
{لم يتسنه}
- قرأ حمزة والكسائي وخلف ويعقوب وأبو بكر واليزيدي والأعمش بإثبات الهاء في الوقف، وحذفها في الوصل، وهي هاء السكت.
قال الخليل: «ومن جعل حرف السنه واواً قرأ: «لم يتسن»، وإثبات
[معجم القراءات: 1/370]
الهاء أصوب.
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر وأبو جعفر وشيبة بإثبات الهاء في الوقف والوصل ولم يتسنه
- ورجح الطبري هذه القراءة، وقال: (يجعلون الهاء هنا لام الفعل).
- وقرأ أبي بن كعب «لم يسنه» بإدغام التاء في السين.
- وذكرها ابن عطية قراءة لطلحة بن مصرف.
- وقرأ ابن مسعود (لم يتسنن) بالتاء وبنونين: مضعفة فساكنة، وبغير هاء في آخره.
- وقرأ طلحة بن مصرف (لم يسن) بإدغام التاء في السين، وحذف الهاء من آخره.
- وقرأ طلحة بن مصرف أيضاً (وانظر لطعامك وشرابك لمئة سنة) بدلا من: لم «يتسنه».
{إلى حمارك}
- قرأه بالإمالة أبو عمرو وابن ذكوان والدوري عن الكسائي والدوري عن سليم، وهبة الله عن الأخفش .
- وقراءة الأزرق وورش بالتقليل.
- وقراءة الباقين بالفتح.
{للناس}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيات: 8، 94، 96.
{ننشزها}
- قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف والأعمش وزید
[معجم القراءات: 1/371]
ابن ثابت (ننشزها) بالزاي: وضم النون، قال ثعلب: وهذه هي القراءة المختارة.
- وقرأ ابن عباس وقتادة والنخعي والأعمش وأبو بكر عن عاصم (ننشرها) بفتح النون، وضم الشين، وزاي بعدها.
قال مكي: «وبالزاي قرأ أبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو العالية وابن وثاب وطلحة وعيسى»، ولم يبين حركة النون.
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب وأبو جعفر وابن عباس والحسن (ننشرها)بضم النون، والراء المهملة.
- وقرأ أبو جعفر بخلاف عنه (ننشزها)، بتشديد الشين
- وقرأ ابن عباس والحسن وأبو حيوة وأبان عن عاصم والنخعي، وعبد الوهاب عن أبان، وجبلة عن المفضل عن عاصم والسعدي عن
[معجم القراءات: 1/372]
أبي عمرو (ننشرها) بفتح النون، والراء المهملة.
قال الطبري: (وذلك قراءة غير محمودة، لأن العرب لا تقول: نشر الموتى، وإنما تقول: أنشر الله الموتى فنشروا هم، بمعنى أحياهم)....
ثم رد هذه القراءة لشذوذها عن قراءة المسلمين، وخروجها عن الفصيح من كلام العرب.
ورجح مكي بن أبي طالب القراءة بالراء، وذكر أنها قراءة الأكثر، وذكر قراءها وهم: مجاهد وعطاء وعكرمة وقتادة والأعرج وابن محيصن والجحدري والأعمش وابن يعمر، وإلى ذلك رجع الحسن.
وقال أبو حيان: القراءة بالراء متواترة، فلا تكون الزاي أولى»...
- وعلى قراءة الراء: قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما
- وقرأ أبي بن كعب نشيها بالياء، أي: نخلقها.
- وذكر السمين قراءته بالهمز (ننشئها) من النشأة
{فلما تبين له}
- قراءة الجمهور (تبين) مبنياً للفاعل.
[معجم القراءات: 1/373]
- وقرأ ابن عباس (تبين) مبنياً للمفعول.
- وقرأ ابن السميفع (بين) بغير تاء، مبنية للمفعول.
{تبين له}
- إدغام النون في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{قال أعلم أن الله}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر وشيبة (قال أعلم)، قال: مبني للفاعل.
- أعلم: مضارع يعود ضميره على (المار)، فهو مخبر عن نفسه.
- وقرأ أبو رجاء وحمزة والكسائي ويعقوب وابن عباس وخلف وأبو عبد الرحمن (قال اعلم)، فعل أمر من «علم» الثلاثي، وفاعل قال: ضمير يعود على الله، أو على الملك.
- وإذا ابتدأ هؤلاء القراء كسروا همزة الوصل.
- وقرأ ابن مسعود والأعمش وابن عباس (قيل اعلم) مبني لما لم
[معجم القراءات: 1/374]
يسم فاعله، والمفعول هو ضمير القول، لا الجملة.
- وقرأ أبي وعبد الله بن مسعود (قيل له اعلم).
- وفي مصحف ابن مسعود (قيل أعلم)
- وروى الجعفي عن أبي بكر قال أعلم. أمر من (أعلم) الرباعي، والمعنى: أعلم الناس). [معجم القراءات: 1/375]
قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (93 - وَاخْتلفُوا فِي ضم الصَّاد وَكسرهَا من قَوْله {فصرهن} 260
فَقَرَأَ حَمْزَة وَحده {فصرهن} بِكَسْر الصَّاد
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {فصرهن} بِالضَّمِّ). [السبعة في القراءات: 190]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({جزاً} مشددة الزاي يزيد مثقل مهموز أبو بكر). [الغاية في القراءات العشر: 178]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({فصرهن} بكسر الصاد، يزيد وحمزة وخلف ورويس). [الغاية في القراءات العشر: 203]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({أرنا} [128]، و{أرني} [260، الأعراف: 143]: ساكنة الراء: مكي، وسلام ويعقوب غير البخاري، والعباس والتنوري واليزيدي طريق ابن سعدان، وشجاع طريق الصواف والدقاق.
وافق دمشقي غير هشام طريق الداجوني، وأبو بكر إلا طريق علي في {حم} [فصلت: 29] مختلس: أبو عمرو طريق من بقي إلا المخرمي).[المنتهى: 2/584] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({فصرهن} [260]: بكسر الصاد يزيد، وحمزة، والمفضل، وخلفٌ، ورويس .
[المنتهى: 2/604]
{جزءً} [260]، حيث جاء بضم الزاي أبو بكر. منون مشدد: يزيد طريق الفضل. بواو: عمري).[المنتهى: 2/605]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (فصرهن) بكسر الصاد، وقرأ الباقون بالضم). [التبصرة: 169]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو شعيب: {وأرنا} (128)، و: {أرني} (260): بإسكان الراء، حيثُ وقعا.
وأبو عمر عن اليزيدي: باختلاس كسرتها.
والباقون: بإشباعها). [التيسير في القراءات السبع: 232] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة: {فصرهن} (260): بكسر الصاد.
والباقون: بضمها). [التيسير في القراءات السبع: 242]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر: {جزءا} (260)، و: {جزء} (الحجر: 44): بضم الزاي، حيث وقع.
والباقون: بإسكانها). [التيسير في القراءات السبع: 242]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة وأبو جعفر وخلف ورويس (فصرهن) بكسر الصّاد والباقون بضمها.
أبو بكر: (جزءا وجزؤ) بضم الزّاي حيث وقع وأبو جعفر بتشديدها من غير همز والباقون بإسكانها وبالهمز والتّحقيق). [تحبير التيسير: 309]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو شعيب ويعقوب (وأرنا وأرني) بإسكان الرّاء حيث وقعا وأبو عمر [عن اليزيدي] باختلاس كسرتها والباقون بإشباعها). [تحبير التيسير: 295] (م) قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَصُرْهُنَّ) بكسر الصاد أبو جعفر غير قُتَيْبَة، وشيبة، والزَّعْفَرَانِيّ، والمفضل، والناقط، وأبو ذهل، وعمر بن ميسرة عن الكسائي، ورُوَيْس، وحَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ، والْأَعْمَش، وطَلْحَة، والهمداني، الباقون بالضم، وهو الاختيار؛ لأن معناه: أمِلْهُنَّ مع قطعهن فهو يجمع المعنيين فيكون أحسن من الكسر إذ له معنى واحد وهو القطع). [الكامل في القراءات العشر: 509] قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([260]- {فَصُرْهُنَّ} بكسر الصاد: حمزة). [الإقناع: 2/611]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([260]- {جُزْءًا}، و{جُزْءٌ} حيث وقع، بضم الزاي: أبو بكر). [الإقناع: 2/611]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (485 - وَأَرْنَا وَأَرْنِي سَاكِنَا الْكَسْرِ دُمْ يَداً = وَفي فُصِّلَتْ يُرْوِي صَفاً دَُرِّهِ كُلاَ
486 - وَأَخْفَاهُمَا طَلْقٌ ... ... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 39] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (522- .... .... .... .... = فَصُرْهُنَّ ضَمُّ الصَّادِ بِالْكَسْرِ فُصِّلاَ). [الشاطبية: 42]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (524 - وَجُزْءاً وَجُزْءٌ ضَمَّ الإِسْكَانَ صِفْ .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 42]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([485] وأرنا وأرني ساكنًا الكسر (د)م (يـ)دًا = وفي فصلت (يـ)روي (صـ)فا (د)ره (كـ)لا
أصل أرنا: أرءنا، فنقلت حركة الهمزة إلى الراء، ثم حذفت الهمزة. فالإسكان لتوالي الحركات، وليست بحركة إعراب.
فإسكانه حسنٌ على تشبيه المنفصل بالمتصل، كما قالوا: فخذ.
والاختلاس أيضًا حسنٌ.
وأنكر بعض الناس الإسكان من أجل أن الكسرة تدل على ما حذف، واستقبح حذفها.
[فتح الوصيد: 2/673]
قال أبو علي: «وليس هذا بشيء. ألا ترى أن الناس أدغموا {لكنا هو الله ربي}. فذهاب الحركة في {أرنا}، ليس بدون ذهابها في الإدغام».
يقول: إن الأصل: لكن أنا، فطرحت حركة الهمزة على النون، فحركت النون بالفتح، فاجتمع نونان، فأدغمت الأولى في الثانية.
وقوله: (دم يدًا)، منصوب على التمييز.
واليد بمعنى النعمة، وهو دعاء لمن يخاطبه، أتی به بعد الإخبار بالقراءة كما يقوله: خرج زيد أكرمك الله.
والكلا: جمع كلية.
وإنما قال ذلك في الذي في فصلت، لقوة الحجة بانضياف ابن عامر وأبي
بكر إلى من تقدم.
[486] وأخفاهما (ط)لقٌ وخف (ابن عامرٍ) = فأمتعه أوصى بوصى (كـ)ما (ا)اعتلى
الطلق: السمح. والإخفاء يريد به الاختلاس.
وليس فيه مقال لأحد. فوجهه في العربية سهل مشهور؛ فلذلك قال: (طلقٌ وخفُّ ابن عامرٍ) ). [فتح الوصيد: 2/674] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( {فصرهن} و{فصرهن}: لغتان؛ يقال: صاره يصيره ويصوره، إذا أماله، وكذلك إذا قطعه.
قال لبيد في الإمالة:
من فقد مولى تصوير الحي جفنته = أو رزء مال ورزء المال يجتبر
وقال بعض بني سليم وأنشده الكسائي:
وفرع يصير الجيد وحفٍ كأنه = على الليث قنوان الكروم الدوالح
وقال الفراء: «فصرهن بالكسر: قطعهن، مقلوب من: صرى يصري، إذا قطع»؛ وأنشد:
تغرب آبائي فهلا صراهم = عن الموت إن لم يذهبوا وجدودي.
وقوله: (ضم الصاد بالكسر فصلا)، أي بُين معنى الضم بقراءة الكسر، لأن الضم يحتمل الإمالة والتقطيع.
والكسر يراد به التقطيع لا غير في قول الفراء، فكأن المعني تبين أنه التقطيع في الضم بالكسر.
هذا على اختيار صاحب القصيد.
فأما أبو علي، فقال: «إن الضم والكسر يحتمل الأمرين»؛ يعني التقطيع والإمالة.
وقال غيره: «الكسر بمعنى القطع، والضم معين الإمالة» ). [فتح الوصيد: 2/739]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([524] وجزءً وجزءٌ ضم الإسكان (صـ)ف وحيـ = ثمها أكلها (ذ)كرى وفي الغير (ذ)و (حـ)لا
قوله: (صف)، أي أذكره؛ يعني أن ذلك مما ينقل عن العرب.
وقد حكى الأخفش عن عيسى بن عمر «أن كل اسم أوله مضموم على ثلاثة أحرف، ففيه لغتان: التثقيل والتخفيف، نحو: اليسر والعسر».
والأصل في ذلك الضم، والإسكان تخفيف.
وكذلك في البقرة، وفي الحجر: {جزءٌ مقسومٌ}، وفي الزخرف: {وجعلوا له من عباده جزءً}.
و{أكلها}: إسكائه أيضًا وضمه لغتان). [فتح الوصيد: 2/740]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [485] وأرنا وأرني ساكنا الكسر دم يدا = وفي فصلت يروي صفا دره كُلا
ب: (اليد): النعمة، (الدر): غزارة اللبن، (الكلا): جمع (الكلية).
ح: (أرنا): مبتدأ، (أرني): عطف، (ساكنا الكسر): صفتهما، (دم): جملة خبر المبتدأ، (يدًا): نصب على التمييز، والعائد إلى المبتدأ محذوف، أي: دامت نعمتك فيه، (صفا): فاعل (يروي)، (كلا): مفعوله، وقصرت (صفا) ضرورة.
ص: أي: أسكن الراء من {أرنا} و {أرني} حيث وقعا ابن كثير والوسسي
[كنز المعاني: 2/37]
تشبيهًا بـ (فخذٍ) و (كتفٍ)، ولئلا تتوالى الحركات، إذ الكسر في الراء بمنزلة الكسرتين.
وأما في سورة فصلت: فأسكن الراء من {أرنا الذين أضلانا} [29] السوسي وأبو بكر وابن كثير وابن عامر.
وأشار بقوله: (صفا دره) إلى قوة تلك القراءة، إذ ليس الإسكان فيه كإسكان {يأمركم} [67]، لأن حركته غير إعرابية، بخلاف: {يأمركم} [67] ). [كنز المعاني: 2/38] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [486] وأخفاهما طلقٌ وخف ابن عامر = فأمتعه أوصى بوصى كما اعتلى
ب: (الإخفاء): الاختلاس، (الطلق): السمح.
ح: (طلق): فاعل (أخفى)، (هما): مفعوله راجع إلى {أرنا} و {أرني}، و(خف ابن عامر): مبتدأ، (فأمتعه): خبر، أي: مخفف ابن عامر فأمتعه، (أوصى): مبتدأ، (بوصى): خبر، أي: في موضع (وصى)، (كما اعتلى): ظرف، أي: كما تقدم، وهو قوله: (امتعه)، أي: شابه (أوصى) (فأمتعه) في التخفيف.
ص: أي: اختلس الحركة من {أرنا} [128]، و{أرني} [260] الدوري.
[كنز المعاني: 2/38]
ثم قال: وخفف ابن عامر: {فأمتعه قليلًا} [126]، وثقل الباقون، من الإمتاع أو التمتع، وكلاهما لغتان.
وقرأ ابن عامر ونافع: {وأوصى بها إبراهيم} [132] والباقون: {ووصى} من الإيصاء أو التوصية، وهما لغتان). [كنز المعاني: 2/39] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [522] وننشزها ذاك وبالراء غيرهم = وصل يتسنه دون هاء شمردلا
ب: (ذاك): من (ذكت النار): إذا اشتعلت، أي: ظاهر، و(الشمردل): الخفيف، أو الرجل الكريم.
ح: (ننشزها ذاك): مبتدأ وخبر، (يتسنه): مفعول (صل)، (شمردلا): حال من (يتسنه) بالمعنى الأول، ومن فاعل (صل) بالمعنى الثاني.
ص: يعني: قرأ الكوفيون وابن عامر: {وانظر إلى العظام كيف ننشزها} [259] بالزاي المعجمة من الإنشاز وهو الرفع، أي: كيف نرفع بعضها على بعض والباقون: {ننشزها} بالراء المهملة من الإنشاز بمعنى الإحياء، قال تعالى: {إذا شاء أنشره} [عبس: 22].
وإنما لم يلتبس ما قال، لأن الراء بالهمز لا تكون إلا مهملة، فيعلم: أن قراءة الأولين بالزاي المعجمة.
[كنز المعاني: 2/72]
ثم قال: (وصل يتسنه)، أي: قرأ حمزة والكسائي: {فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه} [259] بحذف الهاء في الوصل، على أن الهاء للسكت، فأسقط للوصل، أو الأصل: (يتسنن)، أي: يتغير، فقلبت إحدى نونيه ياءً، كما في (تظننت)، فانقلبت ألفًا، فانحذفت بالجزم، وقال: (شمردلا) لخفة الحذف.
وأثبت الهاء الباقون وصلا على أن الأصل {يتسنه} على وزن (يتفعل)، من (تسنه) إذا تغير.
ولا خلاف في إثبات الهاء وقفًا.
[523] وبالوصل قال اعلم مع الجزم شافع = فصرهن ضم الصاد بالكسر فصلا
ح: (قال اعلم): مبتدأ، (شافعٌ): خبره، (فصرهن): مبتدأ، (ضم الصاد): مبتدأ ثانٍ، (فصلا): خبر، (بالكسر): متعلق به.
ص: يعني: قرأ حمزة والكسائي: {قال اعلم أن الله على كل شيء قديرٌ} [259] بهمزة وصل مع جزم الميم أمرًا من العلم، والآمر هو الله تعالى، أو الشخص لنفسه، نحو قولهم:
[كنز المعاني: 2/73]
عميرة ودع إن تجهزت غاديًا = ..............
والباقون: {أعلم} بهمزة قطع مفتوحة مع ضم الميم على إخبار المتكلم.
ثم قال: {فصرهن إليك} [260]: قرأ حمزة بكسر الصاد، والباقون بالضم من: (صار يصور) أو (يصير) بمعنًى، وهو الإمالة والتقطيع، وقيل: بالضم: الإمالة، وبالكسر: التقطيع.
وقوله: (فصلا)، أي: بين معنى الضم والكسر، لأن الكسر متمحضٌ للقطع، والضم محتمل للمعنيين). [كنز المعاني: 2/74] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [524] وجزءًا وجزء ضم الاسكان صف وحيـ = ثما أكلها ذكرا وفي الغير ذو حلا
[كنز المعاني: 2/74]
ح: (جزءًا): مبتدأ، (جزءٌ): عطف، (ضم الإسكان): مفعول (صف)، والجملة: خبر المبتدأ، أي: فيه، (حيثما): ظرف (صف) المحذوف، (أكلها): مبتدأ، خبره: محذوف، أي: صف حيثما أكلها موجود، (ذكرى): مفعول مطلق من معنى (صف)، أو حال، أو مفعول له، (ذو حلا): مبتدأ، خبره: محذوف متعلق به، (في الغير): أي: صاحب حلية في الضم في غير ذلك.
ص: أي: قرأ أبو بكر: {جزءًا} و {جزءٌ} حيث وقعا منصوبًا أو مرفوعًا، نحو: {اجعل على كل جبلٍ منهن جزءًا} [260] و{لكل بابٍ منهم جزءٌ مقسوم} [الحجر: 44] بضم الزاي، والباقون بالإسكان، وهما لغتان.
وقرأ الكوفيون وابن عامر حيثما أتى {أكلها} في القرآن بضم الكاف، نحو: {أكلها دائمٌ} [الرعد: 35]، {فآتت أكلها ضعفين}
[كنز المعاني: 2/75]
[265]، والباقون بالإسكان، لغتين.
ووافقهم أبو عمرو في غير: {أكلها}، أي: في ضم: {الأكل} إذا لم يتصل بها هاء المؤنث، نحو: {أكلٍ خمطٍ} [سبأ: 16]، {مختلفًا أكله} [الأنعام: 141] و {نفضل بعضها على بعضٍ في الأكل} [الرعد: 40].
وإنما خالفهم أبو عمرو في {أكلها} لثقل ما فيه هاء المؤنث، فلم يثقل بالتحريك أيضًا). [كنز المعاني: 2/76] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (483- وَأَرْنَا وَأَرْنِي سَاكِنَا الكَسْرِ "دُ"مْ "يَـ"ـدًا،.. وَفي فُصِّلَتْ "يُـ"ـرْوِي "صَـ"ـفًا "دَُ"رِّهِ "كُـ"ـلا
اليد النعمة وهو في موضع نصب على التمييز أي دامت نعمتك أو يكون حالا أي دم ذا نعمة والسكون في هذين اللفظين حيث وقعا للتخفيف كقولهم في: {وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا}، {أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً}، {أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى}، {أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ}.
والذي في فصلت: {أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا}، وافق على إسكانه أبو بكر وابن عامر والكُلا جمع كلية، والصفا ممدود وقصره ضرورة يشير إلى قوة
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/329]
القراءة؛ لأن الإسكان هنا في حركة البناء بخلافه في يأمركم ونحوه والله أعلم.
484- وَأَخْفَاهُمَا "طَـ"ـلْقٌ وَخِفُّ ابْنِ عَامِرٍ،.. فَأُمْتِعُهُ أَوْصَى بِوَصّى "كَـ"ـمَا "ا"عْتَلا
الطلق: السمح يريد بالإخفاء الاختلاس الذي تقدم ذكره في: {بَارِئِكُمْ} و{يَأْمُرُكُمْ}، وهو اللائق بقراءة أبي عمرو والضمير في أخفاهما لقوله: {وَأَرِنَا} و{أَرِنِي} ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/330] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وصرهن بالضم والكسر لغتان، ومعناه الإمالة والتقطيع، يقال: صاره يصيره، ويصوره في المعنيين، وقيل: الكسر؛ للقطع، والضم؛ للإمالة، وقوله: فصلا؛ أي: بين معنى الضم بقراءة الكسر؛ لأن الكسر متمحض؛ للتقطيع عند بعضهم، والضم يحتمل التقطيع، والإمالة، والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/369]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (522- وَجُزْءًا وَجُزْءٌ ضَمَّ الإِسْكَانَ "صِـ"ـفْ وَحَيـ،.. ـثُما أُكْلُهَا "ذِ"كْرًا وَفي الْغَيْرِ "ذُ"و "حُـ"ـلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/369]
أي وجزء المنصوب وغير المنصوب، وإنما قدم ذكر المنصوب؛ لأنه هو الذي في سورة البقرة في قوله تعالى: {ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا}، فكان هو الأصل، وأتبعه ما ليس بمنصوب نحو: {جُزْءٌ مَقْسُومٌ}.
وإنما حافظ على لفظ المنصوب هنا دون صراط، وقران، وبيوت كما تقدم؛ لأنه اكتفى في تلك بضبطها بدخول لام التعريف فيها، وخلوها منها، واجتزأ هنا بتعداد اللفظين المختلفين خطا لما لم تأتِ لام التعريف ف واحدة منهما فهو مثل "شيء"، و"شيئا"، وقد تقدم البحث فيه في باب نقل الحركة،، وقوله: صف؛ أي: اذكره؛ أي: صف ضم الإسكان فيهما، وقد سبق أن مثل هذا فيه لغتان؛ الضم، والإسكان). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/370]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (485 - وأرنا وأرني ساكنا الكسر دم يدا ... وفي فصّلت يروى صفا درّه كلا
486 - وأخفاهما طلق وخفّ ابن عامر ... فأمتعه أوصى بوصّى كما اعتلا
قرأ ابن كثير والسوسي: وَأَرِنا مَناسِكَنا، أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً، أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى، أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ بسكون الراء. وقرأ السوسي وشعبة وابن كثير وابن عامر أَرِنَا الَّذَيْنِ في فصلت بسكون الراء. وقرأ الدوري عن أبي عمرو بإخفاء الحركة أي اختلاسها في كل ما ذكر. وقرأ الباقون بإشباع كسر الراء في الجميع والقراءتان سكون الراء وكسرها مأخوذتان من قول الناظم (ساكنا الكسر) ). [الوافي في شرح الشاطبية: 211] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (523 - .... .... .... .... .... = فصرهنّ ضمّ الصّاد بالكسر فصّلا
.....
وقرأ حمزة فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ بكسر ضم الصاد وقرأ غيره بضمها). [الوافي في شرح الشاطبية: 223]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (524 - وجزءا وجزء ضمّ الاسكان صف وحي ... ثما أكلها ذكرا وفي الغير ذو حلا
قرأ شعبة بضم إسكان الزاي في جُزْءاً المنصوب، وهو في قوله تعالى: ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً هنا، وفي قوله تعالى: وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً في الزخرف، والمرفوع وهو في قوله تعالى: لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ في الحجر. وقرأ غيره بإسكان الزاي في الجميع). [الوافي في شرح الشاطبية: 223]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (69 - وَكَسْرَ اتَّخِذْ أُْد سَكِّنَ اَرْنَا وَأَرْنِ حُزْ = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 23] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (82- .... .... .... .... .... = .... .... وَاكْسِرْ فَصُرْهُنَّ طِبْ أَلَا). [الدرة المضية: 24]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال:
ص – وكسر اتخذ (أ)د سكن ارنا وأرن (حـ)ـز = خطاب يقولوا (طـ)ـب وقبل ومن (حـ)ـلا
وقبل (يـ)ـعي (ا)دغب (فـ)ـتًى ويرى (ا)تل خا = طبًا (حـ)ـز وأن اكسر معًا (حـ)ـائز (ا)لعلا
ش - أي قرأ المشار إليه (بألف) أد وهو أبو جعفر {واتخذوا من مقام إبراهيم} [125] بكسر الخاء على الأمر وعلم من الوفاق للآخرين كذلك فاتفقوا.
ثم استأنف وقال: سكن ارنا وأرن حز أي قرأ المشار إليه (بحا) حز وهو يعقوب بإسكان الراء في {أرنا} و{أرني} حيث وقعا فذكر هذا باعتبار مخالفة يعقوب لإحدى روايتي الأصل). [شرح الدرة المضيئة: 93] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: واكسر فصرهن طب ألا أي روى مرموز (طا) طب وقرأ مرموز (ألف) ألا وهما رويس وأبو جعفر {فصرهن} [260] بكسر الصاد وعلم من الوفاق فخلف كذلك فاتفقوا ولروح بضم الصاد). [شرح الدرة المضيئة: 104]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ انْفِرَادُ الْحَنْبَلِيِّ عَنْ هِبَةِ اللَّهِ عَنْ عِيسَى بْنِ وَرْدَانَ بِتَسْهِيلِ هَمْزَةِ (يَطْمَئِنَّ) وَمَا جَاءَ مِنْ لَفْظِهِ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/232]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَحَمْزَةُ وَخَلَفٌ وَرُوَيْسٌ بِكَسْرِ الصَّادِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/232]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِسْكَانِ جُزْءًا عِنْدَ هُزُؤًا، وَكَذَلِكَ تَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَبِي جَعْفَرٍ فِي تَشْدِيدِ الزَّايِ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/232]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ليطمئن} [260] ذكر انفراد الحنبلي عن ابن وردان بتسهيله). [تقريب النشر في القراءات العشر: 473]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر وحمزة وخلف ورويس {فصرهن} [260] بكسر الصاد، والباقون بضمها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 473]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({جزءًا} [260] ذكر ضم زايه لأبي بكر، وتشديدها لأبي جعفر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 473]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (506 - صرهنّ كسر الضّمّ غث فتىً ثما = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 66]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (صرهنّ كسر الضّمّ (غ) ث (فتى) (ث) ما = ربوة الضّمّ معا (ش) فا (سما)
يعني قوله تعالى «فصرهن إليك» بكسر الصاد رويس وحمزة وخلف وأبو جعفر، والباقون بضمها، ومن كسر الصاد وجب له ترقيق الراء كما تقدم، والضم والكسر لغتان، يقال صاره يصوره ويصيره: إذا قطعه وإذا أماله، والتقدير فاقطعهن مائلة إليك أو مائلين إليك مقطوعات). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 199]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
صرهنّ كسر الضّمّ (غ) ث (فتى) (ث) ما = ربوة الضّم معا (شفا) (سما)
ش: أي: قرأ ذو غين [غث].
رويس و(فتى) حمزة وخلف وثاء (ثما) أبو جعفر فصرهن إليك [البقرة: 260] بكسر الصاد، والباقون بضمها، وقرأ مدلول شفا (حمزة والكسائي وخلف) وسما كمثل جنة بربوة [البقرة: 265] وإلى ربوة بالفلاح [المؤمنون: 50] بضم الراء، والباقون بفتحها. وهما لغتان في الربوة؛ وهي المكان المرتفع.
قال [ابن عباس]: فصرهنّ [البقرة: 260] بالضم قطعهن. مقلوب صرى: قطع.
أبو عبيدة: أملهن.
ولهذا قال أبو علي: الضم والكسر يحتمل الأمرين.
وجه الضم والكسر في فصرهن [البقرة: 260] الأخذ باللغتين تعميما وتخصيصا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/217] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم انفراد الحنبلي عن هبة الله عن عيسى بتسهيل همزة يطمئن وما جاء على لفظه). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/217]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم اختلافهم في «جزءا» وتشديد أبي جعفر [وابن كثير وابن عامر ويعقوب]، وأنبتت سبع [البقرة: 261] ويضعف [261] وإبدال أبي جعفر رياء الناس [264] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/217] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن ضم باء "رب" المنادى). [إتحاف فضلاء البشر: 1/450] قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أرني" [الآية: 260] بإسكان رائه أبو عمرو بخلفه وابن كثير ويعقوب والوجه الثاني لأبي عمرو الاختلاس وكلاهما ثابت عنه من روايتيه كما في النشر قال: وبعضهم روى الاختلاس عن الدوري والإسكان عن السوسي). [إتحاف فضلاء البشر: 1/450]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "قيل أولم" مبنيا للمفعول ونائب الفاعل إما ضمير المصدر من الفعل وإما الجملة التي بعده). [إتحاف فضلاء البشر: 1/450]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأما تسهيل همز "ليطمئن" [الآية: 260] لابن وردان فهي انفرادة للحنبلي عن هبة الله عنه، ولذا لم يذكرها في الطيبة فلا يعنيا به ونظيره بئيس). [إتحاف فضلاء البشر: 1/450]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "بلى" [الآية: 260] حمزة والكسائي وخلف وأبو بكر من طريق أبي حمدون عن يحيى بن آدم عنه وبالفتح والصغرى أبو عمر ومن روايتيه كما في النشر وإن اقتصر في طيبته على تخصيص الخلاف بالدوري وبهما قرأ الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/450]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فَصُرْهُنَّ إِلَيْك" [الآية: 260] فحمزة وأبو جعفر ورويس بكسر الصاد وافقهم الأعمش، والباقون بالضم قيل هما بمعنى واحد، يقال
[إتحاف فضلاء البشر: 1/450]
صاره يصيره ويصوره بمعنى قطعه أو أماله، وقيل الكسر بمعنى القطع والضم بمعنى الإمالة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/451]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "جزءا" [الآية: 260] بضم الزاي أبو بكر وبحذف همزته وتشديد زائه أبو جعفر، وهي لغة قرأ بها الزهري وغيره، ووجهت بأنه لما حذف الهمزة بعد نقل حركتها إلى الزاي تخفيفا وقف على الزاي ثم ضعفها، ثم أجرى الوصل مجرى الوقف ووقف عليها حمزة بالنقل، وأما الإبدال واوا قياسا على هزوا فشاذ لا يصح وبين بين ضعيف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/451]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({إبراهيم} [258 - 260] الأربعة، قرأ هشام بفتح الهاء، وألف بعدها، واختلف عن ابن ذكوان فروى عنه كهشام، وروى عنه كسر الهاء، وياء بعدها، كالباقين). [غيث النفع: 441] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({أرني} [260] قرأ المكي والسوسي بإسكان الراء، والدوري باختلاس كسرة الراء، والباقون بالكسرة الكاملة). [غيث النفع: 442]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({فصرهن} قرأ حمزة بكسر الصاد، والباقون بالضم). [غيث النفع: 442]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({جزءًا} قرأ شعبة بضم الزاي، والباقون بإسكانها). [غيث النفع: 442]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءاً ثم ادعهن يأتينك سعياً واعلم أن الله عزيز حكيم (260)}
{إبراهيم}
- تقدمت قراءة هشام وابن ذكوان فيه «إبراهام» بالألف في الآية/258
{رب}
- قراءة الجماعة (رب) بباء مكسورة مشددة، وأصله (یا ربي).
- وقرأ ابن محيصن (رب) بضم الباء
{أرني}
- قرأ بإسكان رائه (أرني) أبو عمرو بخلاف عنه وابن كثير ويعقوب وابن محيصن واليزيدي والسوسي وعبد الوارث وهارون الأعور وعبيد بن عقيل وعلي بن نصر ورویس.
- والوجه الثاني لأبي عمرو هو اختلاس الكسرة، وقد رواه عنه
[معجم القراءات: 1/375]
الدوري، وروى عنه الإسكان السوسي
- وقراءة الجماعة (أرني)، بالكسرة. وانظر الآية/۱۲۸ من هذه السورة (أرنا).
{الموتى}
- قراءة الإمالة عن حمزة والكسائي وخلف.
- وبالتقليل قرأ أبو عمرو وورش والأزرق.
- والباقون على الفتح
{قال أولم}
- قراءة الجماعة (قال...) مبنيا للفاعل۔
- وقرأ المطوعي: (قيل أو لم تؤمن) مبنيا للمفعول، والنائب عن الفاعل إما ضمير المصدر من الفعل، وإما الجملة التي بعده.
{أو لم تؤمن}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (أو لم تؤمن) بإبدال الهمزة واواً.
- وكذا قرأ حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز (أولم تؤمن)
{بلى}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف وأبو بكر.
- وقرأه بالفتح والتقليل أبو عمرو والدوري والأزرق وورش
- وقراءة الباقين بالفتح.
{ليطمئن}
- قرأ حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين الهمزة والياء.
[معجم القراءات: 1/376]
- ونقل مثل هذا عن ابن وردان، وقالوا: لا يقرأ به
{فخذ أربعة}
- قرأ ورش بنقل حركة همزة القطع إلى الذال ثم حذف الهمزة، وصورة القراءة فخذ أربعة
{فصرهن}
- قرأ حمزة وأبو جعفر ورويس والأعمش وخلف وابن عباس وشيبة وعلقمة وابن جبير وقتادة وابن وثاب وطلحة ويعقوب وعبد الله بن مسعود والمفضل (قصره)، بكسر الصاد بمعنى: «قطعهن»..
- وقرأ ابن عباس وعكرمة «قصرهن» بتشديد الراء وضم الصاد، من صه يصره، إذا جمعه، وشده، كأنه يقول: قشدهن.
- وقرأ ابن عباس وعكرمة، وهي حكاية المهدوي عن عكرمة وغيره (فصرهن)، بفتح الصاد وتشديد الراء وكسرها، من التصرية.
- وقرأ ابن عباس (فصرهن)، أي بكسر الصاد وتشديد الراء وفتحها، من الصرير، أي الصوت، أي: صح بهن.
[معجم القراءات: 1/377]
- وقراءة الجمهور (فصرهن) بضم الصاد وإسكان الراء، وهي قراءة أكثر الناس.
{منهن}
- قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت «منهنه».
{جزءا}
- قراءة الجمهور جزءا" بإسكان الزاي والهمز، وهي لغة تميم وأسد.
- وقرأ أبو بكر وعاصم وأبو جعفر والمفضل (جزؤا). بضم الزاي، وهي لغة الحجازيين.
- وقرأ أبو جعفر والزهري (جزا) بحذف الهمزة وتشديد الزاي.
- ووقف حمزة عليه (جزا)، بفتح الزاي من غير همز، وذلك بنقل حركة الهمزة إلى الزاي مع حذف الهمزة، وإبدال التنوين ألفاً.
{يأتينك}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني يأتينك بإبدال الهمزة ألفاً.
- وهي قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز ويأتينك» ). [معجم القراءات: 1/378]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين