ما ورد في نزول قوله تعالى: (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {لَيسَ لَكَ مِّنَ الأَمرِ شَيءٌ} الآية
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد التميمي قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد الرازي قال: حدثنا سهل بن عثمان العسكري قال: حدثنا عبيدة بن حميد عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: كسرت رباعية رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ودمى وجهه فجعل الدم يسيل على وجهه ويقول: ((كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى ربهم)) قال: فأنزل الله تعالى: {لَيسَ لَكَ مِّنَ الأَمرِ شَيءٌ أَو يَتوبَ عَلَيهِم
[أسباب النزول: 116]
أَو يُعَذِّبَهُم فَإِنَّهُم ظالِمونَ}.
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الغازي قال: أخبرنا أبو عمرو بن حمدان قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد قال: حدثنا معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الصبح فلانًا وفلانًا ناسا من المنافقين فأنزل الله عز وجل: {لَيسَ لَكَ مِّنَ الأَمرِ شَيءٌ أَو يَتوبَ عَلَيهِم أَو يُعَذِّبَهُم فَإِنَّهُم ظالِمونَ} رواه البخاري عن حيان عن ابن المبارك عن معمر ورواه مسلم من طريق ثابت عن أنس.
أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي قال: أخبرنا محمد بن عيسى بن عمرويه قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد قال: أخبرنا مسلم بن الحجاج قال: حدثنا القعنبي قال: حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أحد وشج في رأسه وجعل يسيل الدم عنه ويقول: ((كيف يفلح قوم شجوا نبيهم وكسروا رباعيته وهو يدعوهم إلى ربهم)) فأنزل الله عز وجل: {لَيسَ لَكَ مِّنَ الأَمرِ شَيءٌ}.
أخبرنا أبو إسحاق الثعالبي أخبرنا عبد الله بن حامد الوزان قال: أخبرنا أبو حامد بن الشرقي قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في صلاة الفجر حين رفع رأسه من الركوع: ((ربنا لك الحمد اللهم العن فلانًا وفلانًا)) دعا على ناس من المنافقين فأنزل الله عز وجل: {لَيسَ لَكَ مِّنَ الأَمرِ شَيءٌ} رواه البخاري من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب وسياقه أحسن من هذا.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: حدثنا بحر بن نصر قال: قرئ على ابن وهب أخبرنك يونس بن يزيد
[أسباب النزول: 117]
عن ابن شهاب قال: أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن أنهما سمعا أبا هريرة يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يفرغ في صلاة الفجر من القراءة ويكبر ويرفع رأسه ويقول: ((سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد)) ثم يقول وهو قائم: ((اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف اللهم العن لحيان ورعلاً وذكوان وعصية عصت الله ورسوله)) ثم بلغنا أنه ترك لما نزلت: {لَيسَ لَكَ مِّنَ الأَمرِ شَيءٌ أَو يَتوبَ عَلَيهِم أَو يُعَذِّبَهُم فَإِنَّهُم ظالِمونَ} رواه البخاري عن موسى بن إسماعيل عن إبراهيم بن سعد عن الزهري). [أسباب النزول: 118]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى{ ليس لك من الأمر شيء} [128]
1 - الجمهور على أنها نزلت في الدعاء على المشركين
[العجاب في بيان الأسباب: 2/746]
أخرج البخاري والنسائي من طريق معمر عن الزهري حدثني سالم هو ابن عبد الله ابن عمر عن أبيه سمع رسول الله يقول إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الثانية من الفجر اللهم العن فلانا وفلانا بعد ما يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد فأنزل الله تعالى ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم الآية
زاد البخاري وعن حنظلة بن أبي سفيان عن سالم بن عبد الله كان رسول الله يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام فنزلت
هكذا ذكره مرسلا ووصله أحمد من طريق عمر بن حمزة عن عمه سالم عن أبيه سمعت رسول الله يقول اللهم العن صفوان بن أمية فنزلت قال فتيب عليهم كلهم
ومن طريق محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر نحوه وقال فهداهم الله
[العجاب في بيان الأسباب: 2/747]
للإسلام
وفي رواية كان يدعو على رجال من المشركين يسميهم بأسمائهم حتى نزلت
سياق آخر قال أحمد حدثنا هشيم نا حميد عن أنس إن النبي كسرت رباعيته يوم أحد وشج في جبهته حتى سال الدم على وجهه فقال كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم فأنزل الله تعالى ليس لك من الأمر شيء
وأخرجه الفريابي عن أبي بكر بن عياش عن حميد عن أنس لما كان يوم أحد فذكره وفيه فقال وهو يمسح الدم عن وجهه كيف فذكره
وأخرج مسلم من رواية حماد عن ثابت عن أنس نحوه
وأخرج الطبري من طريق مطر الوراق عن قتادة قال كسرت رباعيته وفرق
[العجاب في بيان الأسباب: 2/748]
حاجبه وعليه درعان والدم يسيل فمر به سالم مولى أبي حذيفة فأجلسه ومسح الدم فأفاق وهو يقول كيف بقوم فعلوا هذا بنبيهم فنزلت
وأخرج عبد بن حميد عن روح عن عوف عن الحسن بلغني أن رسول الله لما انكشف عنه أصحابه يوم أحد وكسرت رباعيته وجرح وجهه قال وهو يصعد على أحد كيف يفلح يوم خضبوا وجه نبيهم
وأخرج الطبري من طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس قال نزلت هذه الآية على النبي يوم أحد وقد شج في وجهه وكسرت رباعيته فهم أن يدعو عليهم وقال كيف يفلح إلى آخره وهم أن يدعو عليهم فأنزل الله تعالى ليس لك من الأمر شيء فكف عن الدعاء عليهم
ونقل الثعلبي نحوه عن ابن الكلبي وزاد لعلمه أن كثيرا منهم سيؤمن
قلت هذا مردود لما ثبت في الصحيح أنه دعا عليهم
وقد أخرج الطبري من طريق مقسم أن النبي دعا على عتبة بن أبي وقاص يوم أحد حين كسرت رباعيته اللهم لا تحل عليه الحول حتى يموت كافرا فما حال عليه الحول حتى مات كافرا
وأخرج سنيد عن حجاج عن ابن جريج قال عكرمة أدمى عبد الله بن قمئة
[العجاب في بيان الأسباب: 2/749]
وجه رسول الله فدعى عليه فكان حتفه أن سلط الله عليه تيسا فنطحه فقتله
ويمكن الجمع بأن المنفي الدعاء على الجميع بهلاك يعمهم والثابت دعاء على قوم منهم بغير الهلاك وذلك بين في الذي بعده
سياق آخر أخرج الشيخان من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال لما رفع رسول الله رأسه من الركعة الثانية قال اللهم انج الوليد بن الوليد وسلمة ابن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين بمكة اللهم اشدد وطأتك على مضر الحديث
وفي رواية يونس بن يزيد عن الزهري عن سعد وأبي سلمة عن أبي هريرة وكان يقول حين يفرغ في صلاة الفجر من القراءة ويكبر ويرفع رأسه ويقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد اللهم انج الوليد فذكره وزاد اللهم العن فلانا وفلانا لأحياء من العرب وفي لفظ اللهم العن لحيان ورعلا وذكوان وعصية عصت الله ورسوله قال ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما نزل الله عليه ليس لك من الأمر شيء الآية
قلت وفي هذا نظر لأن ظاهر الآثار الماضية أن الآية نزلت أيام أحد وقصة بئر
[العجاب في بيان الأسباب: 2/750]
معونة متراخية عن ذلك بمدة لكن يمكن الجمع بأن نزولها تأخر حتى وقعت بئر معونة فكان يجمع في الدعاء بين من شج وجهه بأحد ومن قتل أصحاب بئر معونة فنزلت الآية في الفريقين جميعا فترك الدعاء على الجميع وبقي بعد ذلك الدعاء للمستضعفين إلى أن خلصوا وهاجروا وهذه أولى من دعوى النزول مرتين
2 - وقد جزم مقاتل بن سليمان بأن قوله ليس لك من الأمر شيء إنما نزلت في القراء أصحاب بئر معونة ولفظه نزلت هذه الآية في أهل بئر معونة وكانت في صفر سنة أربع بعثهم رسول الله ليعلموا الناس فقتلوا وهذا سبب آخر
وقال الزبير بن بكار في ترجمة بني نوفل بن عبد مناف من كتاب النسب ومطعم وأم طعيمة بن عدي بن نوفل فاختة بنت عباس بن عامر من بني
[العجاب في بيان الأسباب: 2/751]
رعل بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم وكان بنو رعل وأخوتهم بنو ذكوان أنجدوا عامر بن الطفيل على أصحاب رسول الله الذين قتلوا ببئر معونة من أجل قتل طعيمة يوم بدر
قال الزبير ولقتل أصحاب بئر معونة دعا رسول الله أربعين ليلة على رعل وذكوان وعصية حتى نزلت عليه ليس لك من الأمر شيء فأمسك عنهم
3 - سبب آخر نقل الثعلبي عن عبد الله بن مسعود أراد رسول الله أن يدعو على المنهزمين عنه من أصحابه يوم أحد فنهاه الله عن ذلك وتاب عليهم وأنزل هذه الآية
4 - سبب آخر ذكر ابن إسحاق وغير واحد إن المسلمين لما رأوا ما صنع المشركون بمن قتل من المسلمين من جدع أنوفهم وغير ذلك حزنوا وقالوا لئن أدالنا الله عليهم لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها واحد من العرب بأحد فأنزل الله هذه الآية
وحكاه الثعلبي أيضا عن الشعبي وغيره
5 - سبب آخر ذكر الثعلبي عن عطاء قال أقام رسول الله بعد أحد أربعين يوما يدعو على أربعة من ملوك كندة حمد ومشرح ونحى والمعمودة وهي أختهم وعلى بطن من هذيل يقال لها لحيان وعلى بطون من سليم هم رعل وذكوان وعصية والقارة فأجاب الله دعاءه وقحطوا فلما انقضت الأربعون نزلت هذه
[العجاب في بيان الأسباب: 2/752]
الآية). [العجاب في بيان الأسباب: 2/753]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128)}
روى أحمد ومسلم عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أحد، وشج في وجه. حتى سال الدم على وجه، فقال: ((كيف يفلح قوم فعلوا هذا بينهم وهو يدعوهم إلى ربهم))، فأنزل الله {ليس لك من الأمر شيء} الآية.
وروى أحمد والبخاري عن ابن عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اللهم العن فلانا، اللهم العن الحارث بن هشام، اللهم العن سهيل بن عمرو، اللهم العن صفوان بن أمية))، فنزلت هذه الآية {ليس لك من الأمر شيء}. إلى آخرها، فتيب عليهم كلهم.
وروى البخاري عن أبي هريرة نحوه.
قال الحافظ ابن حجر: طريق الجمع بين الحديثين: أنه صلى الله عليه وسلم دعا على المذكورين في صلاته بعد ما وقع له من الأمر المذكور يوم أحد، فنزلت الآية في الأمرين معا فيما وقع له وفيما نشأ عنه من الدعاء عليهم.
[لباب النقول: 62]
قال: لكن يشكل على ذلك ما وقع في مسلم من حديث أبي هريرة: أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول في الفجر: ((اللهم العن رعلا وذكوان وعصية)) حتى أنزل الله عليه {ليس لك من الأمر شيء}. ووجه الإشكال أن الآية نزلت في قصة أحد، وقصة رعل وذكوان بعدها، ثم ظهرت لي علة الخبر وأن فيه إدراجا، فإن قوله: حتى أنزل الله منقطع من رواية الزهري عن من بلغه، بين ذلك مسلم، وهذا البلاغ لا يصح لما ذكرته. قال: ويحتمل أن يقال إن قصتهم كانت عقب ذلك، وتأخر نزول الآية عن سببها قليلا، ثم نزلت في جميع ذلك. قلت: ورد في سبب نزولها أيضا ما أخرجه البخاري في تاريخه وابن إسحاق عن سالم بن عبد الله بن عمر قال: جاء رجل من قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إنك تنهى عن السب ثم تحول، فحول قفاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكشف أسته، فلعنه ودعا عليه، فأنزل الله {ليس لك من الأمر شيء} الآية، ثم أسلم الرجل فحسن إسلامه، مرسل غريب). [لباب النقول: 63]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} – [الآية: 128].
قال الإمام البخاري رحمه الله [8 /368]: حدثنا يحيى بن عبد الله السلمي أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن الزهري حدثني سالم عن أبيه سمع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا رفع رأسه من الركوع من الركعة الأولى من الفجر يقول: ((اللهم العن فلانا وفلانا)) بعد ما يقول: ((سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد)) فأنزل الله عز وجل {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} – إلى قوله تعالى – {فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} وعن حنظلة بن أبي سفيان قال: سمعت سالم بن عبد لله يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام فنزلت {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} – إلى قوله تعالى – {فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}.
الحديث أخرجه أيضا البخاري في التفسير [9 /293] عن شيخه حبان بن موسى عن عبد الله وهو ابن المبارك به. و[17 /77] عن شيخه أحمد
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 55]
ابن محمد عن عبد الله به. وفيه إذا رفع رأسه من الركوع قال: اللهم ربنا ولك الحمد، في الأخيرة وأخرجه الترمذي. وقال: حديث حسن غريب. والنسائي [2 /160] وأخرجه الإمام أحمد [2 /93 ،104] وفيه متابعة نافع لسالم و[118، 147] من طريقين إلى عبد الله في أحدهما: دعا على أناس من المنافقين. وأخرجه عبد الرزاق في [المصنف: 2 /446]. كما عند الإمام أحمد في بعض الطرق لأن الإمام أحمد رواه من طريق عبد الرزاق أعني فيه دعا على أناس من المنافقين ورواه ابن جرير [4 /88].
قال الإمام مسلم [5 /178]: وحدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال دعا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على الذين قتلوا أصحاب بئر معونة ثلاثين صباحا يدعو على رعل وذكوان ولحيان وعصية عصت الله ورسوله. قال أنس: أنزل الله عز وجل في الذين قتلوا ببئر معونة قرآنا قرأناه حتى نسخ بعد أن بلغوا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه.
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده من حديث أنس [3 /99 ،179، 201 ،206، 253، 288]، وأخرجه الترمذي[ 4/83] وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأخرجه ابن سعد مجلد [2 /31] وابن جرير [4 /86 -87].
قال الإمام البخاري رحمه الله [9 /294] : حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إبراهيم بن سعد حدثنا ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع فربما قال: إذا قال سمع الله لمن حمده: ((اللهم ربنا لك الحمد اللهم انج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها سنين كسني يوسف)) يجهر بذلك وكان يقول في بعض صلاته في صلاة الفجر: ((اللهم العن فلانا وفلانا)) لأحياء من العرب حتى أنزل الله: {ليس لك من الأمر شيء}.
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 56]
الحديث أخرجه مسلم [5 /177] والإمام أحمد [2 /255] وابن جرير [4 /89] قال الحافظ في [الفتح: 9 /295]: وقع تسميتهم في رواية يونس عن الزهري عند مسلم بلفظ ((اللهم العن رعلا وذكوان وعصية)).
ثم قال: تقدم استشكاله في غزوة أحد وأن قصة رعل وذكوان كانت بعد أحد ونزول {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} كان في قصة أحد ثم ظهر لي علة الخبر يعني خبر نزول {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} في قصة رعل وذكوان – وأن فيه إدراجا وأن قوله: حتى أنزل الله منقطع من رواية الزهري عمن بلغه بين ذلك مسلم في رواية يونس المذكورة فقال: هنا قال: يعني الزهري.
ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما نزلت، وهذا البلاغ لا يصح لما ذكر ثم قال رحمه الله طريق الجمع بين حديث ابن عمر وأنس المتقدمين فقال: وطريق الجمع بينه وبين حديث ابن عمر أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم دعا إلى المذكورين بعد ذلك في صلاته فنزلت الآية في الأمرين معا فيما وقع له من الأمر المذكور وفيما نشأ عنه من الدعاء وذلك كله في أحد بخلاف قصة رعل وذكوان فإنها أجنبية. ويحتمل أن يقال إن قصتهم كانت عقب ذلك وتأخر نزول الآية عن سببها قليلا ثم نزلت في جميع ذلك والله أعلم). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 57]
روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين