هل تتجرد [أن] عن إفادة الاستقبال؟
يرى ابن عطية أن [أن] قد تجيء في مواضع لا يلحظ فيها الزمن كقوله تعالى:
1- {ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره} [30: 25].
2- {إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون} [16: 40].
ورد عليه أبو حيان بقوله في [البحر:5/419–492]: «بل تدل على المستقبل في جميع أمورها. وأما قوله: فقد تجيء... فلم يفهم ذلك من دلالة [أن]، وإنما ذلك من نسبة قيام السماء والأرض بأمر الله؛ لأن هذا لا يخص المستقبل دون الماضي في حقه تعالى. ونظيره: {إن الله كان على كل شيء قديرا} فكان تدل على اقتران مضمون الجملة بالزمن الماضي، وهو تعالى متصف بهذا الوصف، ماضيا، وحالا، ومستقبلا. وتقييد الفعل بالزمن لا يدل على نفيه عن غير ذلك الزمن».