العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > القراءات والإقراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 08:50 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (134) إلى الآية (137) ]

{وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (135) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (136) وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137)}

قوله تعالى: {وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم حكم "عليهم الطوفان"، "عليهم الرجز" من حيث ضم الهاء والميم وكسرهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/60] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عليهم الطوفان} [133] و{عليهم الرجز} [134] لا يخفى). [غيث النفع: 636] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134)}
{وَقَعَ عَلَيْهِمُ}
- إدغام العين في العين عن أبي عمرو ويعقوب.
{عَلَيْهِمُ}
- انظر القراءات في الآية/133 السابقة، والآية/7 من سورة الفاتحة.
[معجم القراءات: 3/142]
{الرِّجْزُ ... الرِّجْزَ}
- قرأ مجاهد وابن محيصن وابن جبير (الرجز) بضم الراء في الموضعين، وهي لغة.
- والجماعة على كسرها (الرجز).
{مُوسَى}
- تقدمت الإمالة فيه، وانظر الآيتين/51، 92 من سورة البقرة.
{لَئِنْ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة.
- والجمهور على التحقيق.
{لَنُؤْمِنَنَّ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (لنومنن) بإبدال الهمزة واوًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز.
{إِسْرَائِيلَ}
- سهل الهمز أبو جعفر، مع المد والقصر.
وثلث الأزرق وورش همزه بخلاف عنهما.
- وتقدم وقف حمزة عليه.
وانظر تفصيل هذا المجمل في سورة البقرة الآية/40 في الجزء الأول من هذا المعجم). [معجم القراءات: 3/143]

قوله تعالى: {فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (135)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (135)}
{الرِّجْزَ}
- تقدمت القراءة فيه في الآية السابقة/134 بضم الراء وكسرها.
[معجم القراءات: 3/143]
{يَنْكُثُونَ}
- قرأ أبو هاشم وأبو حيوة وأبو البرهسم (ينكثون) بكسر الكاف.
- وقراءة الجماعة (ينكثون) بضمها). [معجم القراءات: 3/144]

قوله تعالى: {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (136)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (136)}
{بِأَنَّهُمْ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياءً مفتوحة (بينهم).
- والجماعة على تحقيق الهمز). [معجم القراءات: 3/144]

قوله تعالى: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (30 - وَاخْتلفُوا في ضم الرَّاء وَكسرهَا من قَوْله {يعرشون} 137
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي وَحَفْص عَن عَاصِم {يعرشون} بِكَسْر الرَّاء وفي النَّحْل 68 مثله
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَابْن عَامر بِضَم الرَّاء فيهمَا). [السبعة في القراءات: 292]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يعرشون) وفي النحل بضم (الراء) شامي، وأبو بكر). [الغاية في القراءات العشر: 258]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يعرشون) [137]، وفي النحل [68]: بضم الراء شامي، وأبو بكر، والمفضل، وجر أبو بشر هناك). [المنتهى: 2/708]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر وابن عامر (يعرشون) بضم الراء هنا وفي النحل، وكسرها الباقون). [التبصرة: 218]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر، وابن عامر: {يعرشون} (137)، هنا، وفي النحل (68): بضم الراء.
والباقون: بكسرها). [التيسير في القراءات السبع: 292]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو بكر وابن عامر: (يعرشون) هنا وفي النّحل بضم الرّاء والباقون بكسرها). [تحبير التيسير: 377]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَعْرِشُونَ) مشدد، وفي النحل ابْن مِقْسَمٍ، وابن أبي عبلة، وبضم الراء خفيف أبو بكر، وأبان، وعصمة، وابن صدقة، وابن أبي حماد، والمفضل كلهم عن عَاصِم، والحسن، والزَّعْفَرَانِيّ، وشامي غير أبي بشر، وهو الاختيار، لأنه أعلى اللغتين وافق أبو بسر ها هنا، الباقون بكسر الراء خفيف). [الكامل في القراءات العشر: 555]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([137]- {يَعْرِشُونَ} بضم الراء هنا، وفي [النحل: 68]: أبو بكر وابن عامر). [الإقناع: 2/649]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (695- .... .... .... .... = مَعاً يَعْرِشُونَ الْكَسْرُ ضُمَّ كَذِي صِلاَ). [الشاطبية: 55]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و(معًا)، يريد موضعي {يعرشون} هنا وفي النحل.
(كذي صلا)، استعارةٌ للذكاء، لأن ذكاء النار يستعار للذكاء، وهما لغتان مشهورتان. والكسر لأهل الحجاز). [فتح الوصيد: 2/933]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([694] وفي الكل تلقف خف حفص وضم في = سنقتل واكسر ضمه متثقلا
[695] وحرك ذكا حسنٍ وفي يقتلون خذ = معًا يعرشون الكسر ضم كذي صلا
ب: (ذكا) بالمد -: علمٌ للشمس قصرت ضرورة، (الصلا) مقصور -: استعار النار.
[كنز المعاني: 2/253]
ح: (خف حفصٍ): مبتدأ، (في الكل): خبره، (تلقف): عطف بيان، (متثقلا): حال من المكسور؛ لأن الضم بمعنى المضموم، مفعول (حرك): محذوف، أي: ساكنه، (ذكا): حال من فاعل (حرك)، أي: مشبهًا شمس حسن، (في يقتلون): عطف على (سنقتل)، أي: ضم في يقتلون واكسر مضمومه مثقلًا وحرك ساكنه، (معًا): حال من (يعرشون)، أي: مصاحبين؛ لأنه في موضعين، و(الكسرُ ضم): جملة وقعت خبر (يعرشون)، أي: الكسر فيه، و(ضم كذي): نصب على الظرف، أي: مشبهًا في الذكاء نارًا ذات استعارٍ.
ص: يعني: قرأ حفص: (تلقف ما يأفكون) في كل القرآن بالتخفيف من: (لقف يلقف)، والباقون: {تلقف} بالتشديد من: (تلقف يتلقف)، والأصل: (تتلقف)، حذفت إحدى التائين تخفيفًا.
وقرأ ابن عامر والكوفيون وأبو عمرو: (سنقتل أبناءهم) [127] بضم النون وكسر تائه المضمومة مع تشديدها، وتحريك القاف بالفتح من التقتيل للمبالغة، أو للتكثير، والباقون: {سنقتل} بفتح النون وضم التاء مع التخفيف وسكون القاف من القتل.
[كنز المعاني: 2/254]
وقرأ غير نافع: (يُقتلون أبناءكم) [141] بما قيد به قبل، أي: بالياء المضمومة والتاء المكسورة مثقلة والقاف المفتوحة، ونافع: بفتح الياء وضم التاء خفيفةً وبسكون القاف.
وقرأ ابن عامر وأبو بكر {يعرشون} في الموضعين هنا [137] وفي النحل [68] بضم الراء، والباقون بكسرها، وهما لغتان). [كنز المعاني: 2/255] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (ثم قال: معًا يعرشون يعني: هنا وفي النحل ضم الراء وكسرها لغتان، وقوله: كذي صلا؛ أي: كصاحب صلا، والصلاء بالمد ذكا النار بالقصر واستعارها، وذلك يستعار؛ للتعبير به عن الذكاء الممدود وهو الفطنة؛ أي: ضم الكسر فيه مشبها ذلك والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/180]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (695 - .... .... .... .... .... = معا يعرشون الكسر ضمّ كذي صلا
....
وقرأ ابن عامر وشعبة يَعْرِشُونَ* هنا وفي النحل بضم كسر الراء في الموضعين وغيرهما بكسرها فيهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 274]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَعْرِشُونَ هُنَا وَالنَّحْلِ، فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَأَبُو بَكْرٍ بِضَمِّ الرَّاءِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا مِنْهُمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/271]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر وأبو بكر {يعرشون} هنا [137]، والنحل {68] بضم الراء، والباقون بكسرها فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 524]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (640- .... .... .... .... يعرشو = معًا بضمّ الكسر صافٍ كمشوا). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يعرشوا) يعني قوله تعالى «يعرشون» في الموضعين هنا «وما كانوا يعرشون» وفي النحل «ومما يعرشون» قرأه بضم الراء شعبة وابن عامر، والباقون بالكسر، وهما لغتان فصيحتان). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 236]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ويقتلون عكسه (ا) نقل يعرشوا = معا بضمّ الكسر (ص) اف (ك) مشوا
ش: أي: قرأ ذو همزة (انقل) نافع بعكس المذكورين في يقتلون أبناءكم [الأعراف: 141] فخف، وشدد التسعة.
وقرأ ذو صاد (صاف) أبو بكر وكاف (كمشوا) ابن عامر: وما كانوا يعرشون هنا [الآية: 137]، والنحل [الآية: 68] بضم الراء، وهي لغة الحجاز، والباقون بكسرها، وهي لغة غيرهم.
وقيد الضم للاصطلاح؛ فصار نافع بتخفيف سنقتل ويقتلون على الأصل؛ لأنه مضارع «قتل»، وأبو جعفر وابن كثير بتخفيف الأول وتشديد الثاني على التقدير والتحقيق، والباقون بتشديدهما على أنهما مبنيان من فعّل). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/336]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ووقف على "كلمت ربك" بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي وإمالة الكسائي وقفا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/60]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وسهل همز "إسرائيل" أبو جعفر مع المد والقصر وثلث الأزرق همزة بخلفه ومر وقف حمزة عليه أوائل البقرة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/60]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في"يعرشون" [الآية: 137] هنا و[النحل الآية: 68] فابن عامر وأبو بكر بضم الراء فيهما، وهما لغتان يقال عرش الكرم يعرشه بضم الراء وكسرها، وهو أفصح). [إتحاف فضلاء البشر: 2/61]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كلمت ربك} [137] لا خلاف بينهم في قراءتها بالإفراد، واختلفوا في رسمها، والمعول عليه رسمها بالتاء إجراءً على الأصل، وعمل أكثر الناس عليه، وعليه فوقف المكي والبصري وعلي بالهاء، والباقون بالتاء، وعلى رسمها بالهاء فالوقف به للجميع). [غيث النفع: 636]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يعرشون} قرأ الشامي وشعبة بضم الرامي، والباقون بالكسر). [غيث النفع: 636]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137)}
{كَلِمَتُ رَبِّكَ}
- قرأ الحسن وزيد وهي رواية عن عاصم وهي قراءة عبد الوارث وحسين ويونس والأزرق كلهم عن أبي عمرو (كلمات ربك) على الجمع
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب واليزيدي وابن محيصن والحسن (كلمه) بالهاء، في الوقف، وهي لغة قريش.
- ووقف الباقون بالتاء (كلمت) موافقة لصريح الرسم، وهي لغة طيء.
- وأمال الكسائي الميم في الوقف (كلمه).
[معجم القراءات: 3/144]
{الْحُسْنَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل أبو عمرو والأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{إِسْرَائِيلَ}
- انظر تفصيل القراءات فيه في الآية/40 من سورة البقرة.
{يَعْرِشُونَ}
- قرأ ابن عامر وأبو بكر عن عاصم وحماد (يعرشون) بضم الراء، وذهب الكسائي إلى أنها لغة تميم.
وذكر ابن عطية هذه القراءة للحسن وأبي رجاء ومجاهد أيضًا.
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب والحسن وأبو رجاء (يعرشون) بكسر الراء، وهي لغة الحجاز، وهي عند اليزيدي وأبي عبيدة أفصح من الضم، والقراءتان عند الطبري سواء.
- وقرأ ابن أبي عبلة (يعرشون) بضم الياء وفتح العين وتشديد الراء.
- وقال الزمخشري:
(وبلغني أنه قرأ بعض الناس (يغرسون) من غرس الأشجار. وما أحسبه إلا تصحيفًا منه).
[معجم القراءات: 3/145]
وقال الشهاب:
(وقرئ في الشواذ (يغرسون) بالغين المعجمة، وفي الكشاف أنها تصحيف، ولذا تركها المصنف [أي البيضاوي] -رحمه الله تعالى- وهي شاذة) ). [معجم القراءات: 3/146]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #27  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 08:52 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (138) إلى الآية (141) ]

{وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138) إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (139) قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (140) وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (141)}

قوله تعالى: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (31 - وَاخْتلفُوا في ضم الْكَاف وَكسرهَا من قَوْله {يعكفون} 138
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر وَأَبُو عَمْرو {يعكفون} بِضَم الْكَاف
وروى عبد الْوَارِث عَن أَبي عَمْرو {يعكفون} بِكَسْر الْكَاف
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {يعكفون} بِالْكَسْرِ). [السبعة في القراءات: 292]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يعكفون) بكسر الكاف، كوفي - غير عاصم ). [الغاية في القراءات العشر: 259]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يعكفون) [138]: بكسر الكاف هما، وخلف). [المنتهى: 2/708]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (يعكفون) بكسر الكاف، وضمها الباقون). [التبصرة: 218]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {يعكفون} (138): بكسر الكاف.
والباقون: بضمها). [التيسير في القراءات السبع: 292]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف: (يعكفون) بكسر الكاف والباقون بضمها). [تحبير التيسير: 377]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَجَاوَزْنَا) مشدد الواو من غير ألف حيث وقع الحسن في رواية عباد، والْأَعْمَش في
[الكامل في القراءات العشر: 555]
رواية عصمة، الباقون بألف، وهو الاختيار لموافقة المصحف، (يَعْكُفُونَ) بضم الياء وتشديد الكاف ابْن مِقْسَمٍ، وابن أبي عبلة، وقرأ أبو حيوة بضم الياء وإسكان العين وكسر الكاف، وروى الْمُعَلَّى وعبد الوارث وحجاج، والجعفي، ويونس، وعبيد، والأصمعي كلهم عن أَبِي عَمْرٍو، وَحُمَيْد، والحسن طريق ابن أرقم، والْأَعْمَش، وطَلْحَة، ومسعود بن صالح، وحَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ، والكسائي غير قاسم بفتح الياء وكسر الكاف خفيف، الباقون بضم الكاف وفتح الياء، وهو الاختيار؛ لأنه أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 556]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([138]- {يَعْكُفُونَ} بكسر الكاف: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/649]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (696 - وَفي يَعْكُفُونَ الضَّمُّ يُكْسَرُ شَافِياً = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 55]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([696] وفي يعكفون الضم يكسر (شـ)افيًا = وأنجى بحذف الياء والنون (كـ)فلا
يقال: عكف يعكف ويعكف، لغتان فصيحتان). [فتح الوصيد: 2/934]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([696] وفي يعكفون الضم يكسر شافيا = وأنجى بحذف الياء والنون كفلا
ح: (الضم): مبتدأ، (يُكسر): خبر، (في يعكفون): ظرفه، (شافيًا): حال من ضمير المبتدأ، (أنجى ... كفلا): مبتدأ وخبر، (بحذفٍ): متعلق الخبر.
ص: يعني: قرأ حمزة والكسائي: (يعكفون على أصنامٍ) [138] بكسر الكاف، وغيرهما بالضم، وهما لغتان). [كنز المعاني: 2/255] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ):
(696- وَفي يَعْكُفُونَ الضَّمُّ يُكْسَرُ "شَـ"ـافِيًا،.. وَأَنْجى بِحَذْفِ اليَاءِ وَالنُّونِ "كُـ"ـفِّلا
ضم الكاف وكسرها لغتان). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/181]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (696 - وفي يعكفون الضّمّ يكسر شافيا = .... .... .... .... ....
....
وقرأ حمزة والكسائي: عَلى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ بكسر ضم الكاف وغيرهما بضمها). [الوافي في شرح الشاطبية: 274]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَعْكُفُونَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَالْوَرَّاقُ عَنْ خَلَفٍ بِكَسْرِ الْكَافِ، وَاخْتُلِفَ عَنْ إِدْرِيسَ، فَرَوَى عَنْهُ الْمُطَّوِّعِيُّ وَابْنُ مِقْسَمٍ وَالْقَطِيعِيُّ بِكَسْرِهَا، وَرَوَى عَنْهُ الشَّطِّيُّ بِضَمِّهَا، وَكَذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ). [النشر في القراءات العشر: 2/271]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف بخلاف عن إدريس {يعكفون} [138] بكسر الكاف، والباقون بضمها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 524]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (641 - ويعكفو اكسر ضمّه شفا وعن = إدريس خلفه .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ويعكفوا اكسر ضمّه (شفا) وعن = إدريس خلفه وأنجانا احذفن
أي قرأ «يعكفون على أصنام لهم» بكسر الكاف حمزة والكسائي وخلف بخلاف عن إدريس في ضم الكاف وكسرها من «يعكفون المذكورة» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 236]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ويعكفوا اكسر ضمّه (شفا) وعن = إدريس خلفه وأنجانا احذفن
ياء ونونا (ك) م ودكّاء (شفا) = في دكّا المدّ وفي الكهف (كفى)
ش: أي: قرأ [ذو] (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: يعكفون [الأعراف:
138] بكسر الكاف، وهي لغة أسد، والباقون بالضم، وهي لغة بقية العرب.
واختلف [فيه] عن (إدريس) فروى المطوعي، وابن مقسم، والقطيعي [عنه] كسرها، وروى عنه الشطي ضمها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/336]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يعكفون" [الآية: 138] فحمزة والكسائي والوراق عن خلف والمطوعي وابن مقسم والقطيعي عن إدريس عنه بكسر الكاف لغة أسد وافقهم الحسن والأعمش وروى الشطي عن إدريس ضمها، وبه قرأ الباقون لغة بقية العرب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/61]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يعكفون} [138] قرأ الأخوان بكسر الكاف، والباقون بالضم). [غيث النفع: 636]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138)}
{جَاوَزْنَا}
- قراءة الجماعة (جاوزنا) بألف بعد الجيم، أي قطعنا، يقال: جاوز الوادي إذا قطعه.
- وقرأ الحسن وإبراهيم وأبو رجاء ويعقوب (جوزنا) بتشديد الواو من غير ألف قبلها.
وذهب أبو حيان إلى أنه مما جاء فيه (فعل) بمعنى (فعل) المجرد، وليس التضعيف للتعدية.
وقال الزمخشري: (جوزنا بمعنى أجرنا).
{إِسْرَائِيلَ}
- تقدمت القراءات فيه في الآية/40 من سورة البقرة.
{يَعْكُفُونَ}
- قرأ حمزة والكسائي وجبلة عن المفضل عن عاصم وعبد الوارث عن أبي عمرو، والوراق عن خلف، والمطوعي وابن مقسم والقطيعي عن إدريس بخلاف عنه من رواية الشطي والحسن والأعمش
[معجم القراءات: 3/146]
(يعكفون) بكسر الكاف، وهي لغة أسد، وذكر الخليل في العين أنها لغة هذيل، ثم قال: (هم مولعون بالكسر).
- وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو ونافع وعاصم وأبو جعفر ويعقوب (يعكفون) بضم الكاف، وهي لغة بقية العرب.
- وقرأ ابن أبي عبلة (يعكفون) بضم الياء وفتح العين وتشديد الكاف المكسورة.
{يَعْكُفُونَ}
- سبقت الإمالة فيه في الآيتين/51، 92 من سورة البقرة.
{اجْعَلْ لَنَا}
- إدغام اللام في اللام عن أبي عمرو ويعقوب.
{آلِهَةٌ}
- أمال الكسائي الهاء في الوقف، ونقل عنه الفتح كبقية القراء). [معجم القراءات: 3/147]

قوله تعالى: {إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (139)}

قوله تعالى: {قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (140)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (140)}
{أَغَيْرَ}
- رقق الراء الأزرق وورش.
{وَهُوَ}
- تقدم ضم الهاء وإسكانها، انظر الآيتين/29 و85 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/147]

قوله تعالى: {وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (141)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (32 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {وَإِذ أنجيناكم} 141
فَقَرَأَ ابْن عَامر وَحده (وَإِذا أنجاكم) لَيْسَ قبل الْألف نون وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {وَإِذ أنجيناكم}). [السبعة في القراءات: 293]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (وإذ أنجاكم) شامي). [الغاية في القراءات العشر: 259]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يقتلون) [141]: خفيف: نافع). [المنتهى: 2/708]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أنجاكم) [141]، و(ءاصارهم) [157]: بألف دمشقي). [المنتهى: 2/709] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (وإذ انجاكم) بلفظ الواحد، وقرأ الباقون (أنجيناكم) بلفظ الجماعة). [التبصرة: 218]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (يقتلون) بالتخفيف وفتح الياء وضم التاء، وشدد الباقون وضموا الياء وكسروا التاء). [التبصرة: 218]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {وإذ أنجاكم} (141): بألف بعد الجيم، من غير ياء ولا نون.
والباقون: بالياء والنون وألف بعدها). [التيسير في القراءات السبع: 293]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {يقتلون أبناءكم} (141): بفتح الياء، وإسكان القاف، وضم التاء مخففًا.
والباقون: بضم الياء، وفتح القاف، وكسر التاء مشددًا). [التيسير في القراءات السبع: 293]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر: (وإذ أنجاكم) بألف بعد الجيم من غير ياء [ولا] نون، والباقون بالياء والنّون وألف بعدها.
نافع: (يقتلون أبناءكم) بفتح الياء وإسكان القاف وضم التّاء مخففا، والباقون بضم الياء وفتح القاف وكسر التّاء مشددا. [وواعدنا قد ذكر] ). [تحبير التيسير: 377]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" أنجاكم " بألف). [الكامل في القراءات العشر: 556]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([141]- {أَنْجَيْنَاكُمْ} بألف: ابن عامر.
[141]- {يُقَتِّلُونَ} خفيف: نافع). [الإقناع: 2/649]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (695- .... .... وَفِي يَقْتُلُونَ خُذْ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 55]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (696- .... .... .... .... = وَأَنْجى بِحَذْفِ الْيَاءِ وَالنُّونِ كُفِّلاَ). [الشاطبية: 55]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( (وفي يقتلون خذ) بذلك.
و(خذ)، عبارة عمن عدا نافعًا. وهذا من عجائب هذا النظم؛ وقد أحال في {يقتلون} على ما قيده في {سنقتل} ). [فتح الوصيد: 2/933]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ({وإذ أنجكم} مردود على قوله: {أغير الله}.
ووجه الأخرى ظاهر. وقد سبق معنى (كفلا) ). [فتح الوصيد: 2/934]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([694] وفي الكل تلقف خف حفص وضم في = سنقتل واكسر ضمه متثقلا
[695] وحرك ذكا حسنٍ وفي يقتلون خذ = معًا يعرشون الكسر ضم كذي صلا
ب: (ذكا) بالمد -: علمٌ للشمس قصرت ضرورة، (الصلا) مقصور -: استعار النار.
[كنز المعاني: 2/253]
ح: (خف حفصٍ): مبتدأ، (في الكل): خبره، (تلقف): عطف بيان، (متثقلا): حال من المكسور؛ لأن الضم بمعنى المضموم، مفعول (حرك): محذوف، أي: ساكنه، (ذكا): حال من فاعل (حرك)، أي: مشبهًا شمس حسن، (في يقتلون): عطف على (سنقتل)، أي: ضم في يقتلون واكسر مضمومه مثقلًا وحرك ساكنه، (معًا): حال من (يعرشون)، أي: مصاحبين؛ لأنه في موضعين، و(الكسرُ ضم): جملة وقعت خبر (يعرشون)، أي: الكسر فيه، و(ضم كذي): نصب على الظرف، أي: مشبهًا في الذكاء نارًا ذات استعارٍ.
ص: يعني: قرأ حفص: (تلقف ما يأفكون) في كل القرآن بالتخفيف من: (لقف يلقف)، والباقون: {تلقف} بالتشديد من: (تلقف يتلقف)، والأصل: (تتلقف)، حذفت إحدى التائين تخفيفًا.
وقرأ ابن عامر والكوفيون وأبو عمرو: (سنقتل أبناءهم) [127] بضم النون وكسر تائه المضمومة مع تشديدها، وتحريك القاف بالفتح من التقتيل للمبالغة، أو للتكثير، والباقون: {سنقتل} بفتح النون وضم التاء مع التخفيف وسكون القاف من القتل.
[كنز المعاني: 2/254]
وقرأ غير نافع: (يُقتلون أبناءكم) [141] بما قيد به قبل، أي: بالياء المضمومة والتاء المكسورة مثقلة والقاف المفتوحة، ونافع: بفتح الياء وضم التاء خفيفةً وبسكون القاف.
وقرأ ابن عامر وأبو بكر {يعرشون} في الموضعين هنا [137] وفي النحل [68] بضم الراء، والباقون بكسرها، وهما لغتان). [كنز المعاني: 2/255] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([696] وفي يعكفون الضم يكسر شافيا = وأنجى بحذف الياء والنون كفلا
ح: (الضم): مبتدأ، (يُكسر): خبر، (في يعكفون): ظرفه، (شافيًا): حال من ضمير المبتدأ، (أنجى ... كفلا): مبتدأ وخبر، (بحذفٍ): متعلق الخبر.
ص: يعني: قرأ حمزة والكسائي: (يعكفون على أصنامٍ) [138] بكسر الكاف، وغيرهما بالضم، وهما لغتان.
[كنز المعاني: 2/255]
وقرأ ابن عامر: (وإذ أنجاكم من آل فرعون) [141] بحذف الياء والنون على أن فيه ضمير الله تعالى؛ لأن قبله: {أغير الله أبغيكم} [140]، والباقون: {أنجيناكم} على بناء جمع المتكلم.
و(كفل): جعل له كفيلٌ يقوم بنصره). [كنز المعاني: 2/256] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (ثم قال: وفي يقتلون خذ؛ أي: فيه بما قيد به في سنقتل يعني: {يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ}، لم يخففه غير نافع وأما سنقتل فخففه نافع وابن كثير). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/180]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقرأ ابن عامر: "إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ"، والباقون "أَنْجَيْنَاكُمْ" وكلاهما ظاهر). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/181]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (695 - .... .... .... وفي يقتلون خذ = .... .... .... .... ....
....
وقرأ القراء السبعة إلا نافعا يُقَتِّلُونَ أَبْناءَكُمْ كقراءة أبي عمرو ومن معه في سَنُقَتِّلُ أي بضم الياء وفتح القاف وكسر ضم التاء وتشديدها، فتكون قراءة نافع بفتح الياء وسكون القاف وضم التاء مخففة). [الوافي في شرح الشاطبية: 274]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (696 - .... .... .... .... .... = وأنجى بحذف الياء والنّون كفّلا
....
وقرأ ابن عامر: وإذ أنجناكم بحذف الياء والنون، فتكون قراءة غيره بإثباتهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 274]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (115- .... .... .... .... .... = .... يَقْتُلُوا مَعْ يَتْبَعُ اشْدُدْ .... .... ). [الدرة المضية: 28]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: يقتلوا مع يتبعوا اشدد وقل علا، أي قرأ هذه الكلمات الثلاثة أبو جعفر لأنه ضمير له راجع إلى مرموز لا {يقتلون أبناءكم} [141]
[شرح الدرة المضيئة: 132]
بتشديد التاء فيلزم ضم الياء وفتح القاف وكسر المشددة وعلم من الوفاقللآخرين، وبذلك اتفقوا، وجرد الناظم يتبعون من اللواحق ليعم ما في السورة وهو {لا يتبعوكم} [193] وفي الشعراء {يتبعهم الغاوون} [224] أيقرأ أبو جعفر بتشديد التاء في الموضعين فيلزم فتح المشددة وكسر الياء، ولذا اكتفى بالتشديد، وعلم من الوفاق للآخرين كذلك). [شرح الدرة المضيئة: 133]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِأَلِفٍ بَعْدَ الْجِيمِ مِنْ غَيْرِ يَاءٍ، وَلَا نُونٍ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي مَصَاحِفِ أَهْلِ الشَّامِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِيَاءٍ وَنُونٍ وَأَلِفٍ بَعْدَهَا، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي مَصَاحِفِهِمْ وَالْعَجَبُ أَنَّ ابْنَ مُجَاهِدٍ لَمْ يَذْكُرْ هَذَا الْحَرْفَ فِي كِتَابِهِ السَّبْعَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/271]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ فَقَرَأَ نَافِعٌ بِفَتْحِ الْيَاءِ، وَإِسْكَانِ الْقَافِ وَضَمِّ التَّاءِ مِنْ غَيْرِ تَشْدِيدٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِ الْقَافِ وَكَسْرِ التَّاءِ مُشَدَّدَةً). [النشر في القراءات العشر: 2/271]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {وإذ أنجيناكم} [141] بألف بعد الجيم من غير ياء ولا نون، والباقون {أنجيناكم} ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 524]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع {يقتلون أبناءكم} [141] بفتح الياء وإسكان القاف وضم التاء مخففة، والباقون بضم الياء وفتح القاف وكسر التاء مشددة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 524]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(641- .... .... .... .... .... = .... .... وأنجانا احذفن
642 - ياءً ونونًا كم .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وأنجينا احذفن) أي وقرأ «وأنجيناكم» في قوله تعالى «وإذا أنجيناكم من آل فرعون» «أنجاكم» بحذف الياء والنون ابن عامر حملا على قوله تعالى «أفغير الله أبغيكم إلها وهو فضلكم على العالمين» فيكون القائل ذلك موسى عليه السلام، والباقون أنجيناكم كما لفظ به، وسيأتي في أول البيت الآتي:
ياء ونونا (ك) م ودكّاء (شفا) = في دكّا المدّ وفي الكهف (كفى)
أي وحذف الياء والنون من نجيناكم ابن عامر، وإذا حذفها فيبقى الألف بعد الجيم فيكون أنجاكم، وهذا أوضح من قول الشاطبية وأنجا بحذف الياء والنون، لأنه لم يعلم موضعه ولا لفظ بقراءة الباقين وقد ظهر أنها أنجينا، ووجهها الانتقال من موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام إلى كلام الله تعالى وإخباره عما منّ الله عليه من الإنجاء بصرفه للعظمة والمناسبة كقوله أثر ذلك «وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 236]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر: وإذ أنجاكم [الأعراف: 141] بحذف الياء والنون، والتسعة بإثباتهما). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/337]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وجه أنجاكم إسناده إلى ضمير اسم الله- تعالى- أي: أغير الله أبغيكم إلها وهو فضلكم وأنجاكم، فهو تمام كلام موسى عليه [وعلى نبينا] الصلاة والسلام، وعليه رسم الشامي.
ووجه أنجينكم: إسناده لضمير المتكلم المعظم نفسه ابتداء كلام الله تعالى، أي: واذكروا إذ أنجيناكم نحن، فيتصل بـ ووعدنا [142]، وعليه بقية الرسوم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/337]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم" [الآية: 141] فابن عامر بألف بعد الجيم من غير ياء ولا نون مسندا إلى ضمير الله تعالى، والباقون بياء ونون وألف بعدها مسندا إلى المعظم، قال في النشر: والعجب أن ابن مجاهد لم يذكر هذا الحرف في كتابه السبعة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/61]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُم" [الآية: 141] فنافع بفتح الياء وسكون القاف وضم التاء مخففة على الأصل، والباقون بضم الياء وفتح القاف وكسر التاء مشددة للمبالغة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/61]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وإذ أنجيناكم} [141] قرأ الشامي بألف بعد الجيم، من غير ياء ولا نون، وكذلك هو في مصاحف أهل الشام، والباقون بياء ونون بعد الجيم، وألف بعدهما، وكذلك هو في مصاحفهم). [غيث النفع: 636]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يقتلون} قرأ نافع بفتح الياء، وإسكان القاف، وضم التاء مخففة، والباقون بضم الياء، وفتح القاف، وكسر التاء مشددة.
[غيث النفع: 636]
وما في الربع من مما يصح الوقف عليه، وحكم حمزة فيه لا يخفى). [غيث النفع: 637]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عظيم} تام وقيل كاف، فاصلة، ونصف الحزب، بإجماع). [غيث النفع: 637]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (141)}
{أَنْجَيْنَاكُمْ}
- قرأ الجمهور (أنجيناكم) بنون العظمة، وهو كذلك في مصاحف أهل العراق.
- وقرأ ابن عامر (أنجاكم) بغير ياء ونون، وهو كذلك في مصاحف الشام والحجاز.
- وقرأت فرقة (نجيناكم) مشددًا من (نجى).
{يُقَتِّلُونَ}
- قراءة الجمهور (يقتلون) بتشديد التاء من (قتل)، والتشديد للتكثير.
- وقرأ نافع (يقتلون) مخففًا من (قتل).
{وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ}
- وقرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام النون في النون بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 3/148]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #28  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 08:53 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (142) إلى الآية (143) ]

{وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142) وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143)}

قوله تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي وَاعَدْنَا فِي الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/271]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({وواعدنا} [142] ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 524]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم ووعدنا [142] بالبقرة [الآية: 51] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/337] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "وعدنا" [الآية: 142] بغير ألف أبو عمرو ويعقوب وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/61]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وواعدنا موسى ثلاثين ليلة}
{وواعدنا} [142] قرأ البصري بحذف الألف قبل العين، والباقون بإثباته). [غيث النفع: 638]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142)}
{وَوَاعَدْنَا}
- قرأ ابن كثير وابن عامر ونافع وحفص عن عاصم، وشعبة وحمزة والكسائي ومجاهد والأعرج والأعمش (واعدنا) بألف.
- وقرأ أبو عمرو وأبو جعفر وشيبة واليزيدي وابن محيصن ويعقوب وأبي بن كعب وأبو رجاء (وعدنا) بغير ألف.
وانظر هاتين القراءتين في الآية/51 من سورة البقرة في الجزء الأول، ففيهما تفصيل وخلاف في ترجيح إحدى القراءتين.
{مُوسَى ... مُوسَى}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيتين/51، 92 من سورة البقرة.
{وَأَتْمَمْنَاهَا}
- قراءة الجماعة (وأتممناها) من (أتم).
- وفي مصحف أبي بن كعب وقراءته (وتممناها) من (تمم) مشددًا، بغير ألف.
{لِأَخِيهِ هَارُونَ}
- أدغم الهاء بالهاء أبو عمرو ويعقوب.
{هَارُونَ}
- قراءة الجماعة (... هارون) بالفتح، فهو مجرور على البدل من
[معجم القراءات: 3/149]
(أخيه)، أو عطف بيان، وهو ممنوع من الصرف، وعند الشهاب النصب بتقدير (أعنى).
- وقرء (... هارون) بالرفع، على النداء، أي: يا هارون، وحذف حرف النداء.
أو هو خبر مبتدأ محذوف). [معجم القراءات: 3/150]

قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (33 - وَاخْتلفُوا في الْمَدّ وَالْقصر من قَوْله {دكا} 143
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {جعله دكا} منونة مَقْصُورَة هَهُنَا وفي الْكَهْف 98
وَقَرَأَ عَاصِم في الْأَعْرَاف {دكا} منونة وَقَرَأَ في الْكَهْف {دكاء} ممدودة غير منونة
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {دكاء} في الْمَوْضِعَيْنِ ممدودة غير منونة). [السبعة في القراءات: 293]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (دكاء) ممدود مهموز كوفي - غير عاصم - ، وفي الكهف، كوفي). [الغاية في القراءات العشر: 259]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (دكاء) [143]: بالمد، و(الرشد) [146]: بفتحتين، و(تغفر) [149]
[المنتهى: 2/709]
و(ترحمنا) [149]: بالتاء، (ربنا) [149]: نصب: هما، وخلف، وافق المفضل في التاء، والباء). [المنتهى: 2/710] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (دكاء) هنا وفي الكهف بالمد وهمزة مفتوحة من غير تنوين، ووافقهما عاصم على ذلك في سورة الكهف، وقرأ الباقون بالقصر من غير همز وبالتنوين). [التبصرة: 218]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {جعله دكاء} (143)، هنا: بالمد، والهمز، من غير تنوين.
والباقون: بالتنوين، من غير همز). [التيسير في القراءات السبع: 293]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف: (جعله دكاء) هنا بالمدّ والهمز من غير تنوين. والباقون بالتّنوين من غير همز). [تحبير التيسير: 378]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([143]- {دَكًّا} بالمد، و{الرُّشْدِ} [146] بفتحتين، و{حُلِيِّهِمْ} [148] بكسر الحاء.
و {يَرْحَمْنَا} بالتاء {رَبُّنَا} [149] نصب: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/649] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (697 - وَدَكَّاءَ لاَ تَنْوِينَ وَامْدُدْهُ هَامِزاً = شَفَا وَعَنِ الْكُوفِيِّ فِي الْكَهْفِ وُصِّلاَ). [الشاطبية: 55]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([697] ودكا لا تنوين وامدده هامزًا = (شـ)فا وعن (الكوفي) في الكهف وصلا
أي جعله رابيةً بعد أن كان مرتفعًا.
والدكاء: اسم للرابية الناشزة من الأرض.
أو جعله أرضًا دكاء مستوية؛ ومنه قيل للناقة المنخفضة السنام: دكاء.
والقراءة الأخرى معناها: جعله مد كوكًا، مصدر مفعول، كضرب الأمير.
هذا معنى قول أبي عبيد فيه.
وقال الأخفش: «كأنه لما قال: {جعله}، قال: دكه»؛ فهو كقولك: قعدت جلوسًا.
[فتح الوصيد: 2/934]
وفي الكهف: {فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء}، وافقهما عاصم عليه.
ومعنى (وصل)، توصيل دكاء للكوفيين في الكهف بهذا). [فتح الوصيد: 2/935]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([697] ودكاء لا تنوين وامدده هامزًا = شفا وعن الكوفي في الكهف وصلا
ح: (دكاء): مبتدأ، (شفا): خبره، و (عن الكوفي): عطف على الخبر، أعني: دكاء عن الكوفي، (في الكهف): حال، (وصلا): ضميره، يرجع إلى (دكاء) .
ص: يعني: قرأ حمزة والكسائي: (جعله دكاء وخر موسى صعقًا) هنا [143]، والكوفيون كلهم في الكهف: {جعله دكاء وكان وعدُ ربي حقًا} [98] بالمد والهمز من غير تنوين، على (فعلاء) بمعنى: الربوة الناشزة من الأرض، أبو بمعنى المستوية من قولهم: (ناقة دكاءُ) للمستوية السنام، والباقون: {دكًا} بالتوين وترك الهمز والمد، مصدر من:
[كنز المعاني: 2/256]
(دكه دكًا)، أي: مدكوكًا). [كنز المعاني: 2/257]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (697- وَدَكَّاءَ لا تَنْوِينَ وَامْدُدْهُ هَامِزًا،.. "شَـ"ـفَا وَعَنِ الْكُوفِيِّ فِي الكَهْفِ وُصِّلا
الدكاء بالمد: الرابية الناشرة من الأرض كالدكة؛ أي: جعله كذلك يعني: الجبل ههنا والسد في الكهف أو جعله أرضا مستوية، ومنه ناقة دكاء للمستوية السنام، ودكا بالقصر والتنوين في قراءة الجماعة مصدر بمعنى مدكوكا أو مندكا؛ أي: مندقا، والمعنى دكه دكا: مثل قعد جلوسًا، ومرفوع وصلا ضمير عائد على دكا الممدود غير النون؛ أي: وصل إلينا نقله عن الكوفيين في حرف الكهف والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/181]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (697 - ودكّاء لا تنوين وامدده هامزا = شفا وعن الكوفيّ في الكهف وصّلا
قرأ حمزة والكسائي جَعَلَهُ دَكَّاءَ هنا بحذف التنوين وألف بعد الكاف وبعد الألف همزة مفتوحة، ويكون المد عندهما من قبيل المتصل فيمده كل منهما حسب مذهبه، وقرأ الكوفيون في الكهف جَعَلَهُ دَكَّاءَ كقراءة حمزة والكسائي هنا، فتكون قراءة الباقين في الموضعين بالتنوين من غير ألف ولا همز). [الوافي في شرح الشاطبية: 274]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: جَعَلَهُ دَكًّا هُنَا وَالْكَهْفِ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِالْمَدِّ وَالْهَمْزِ مَفْتُوحًا مِنْ غَيْرِ تَنْوِينٍ فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَافَقَهُمْ عَاصِمٌ فِي الْكَهْفِ، وَقَرَأَ
[النشر في القراءات العشر: 2/271]
الْبَاقُونَ بِالتَّنْوِينِ مِنْ غَيْرِ مَدٍّ، وَلَا هَمْزٍ فِي السُّورَتَيْنِ). [النشر في القراءات العشر: 2/272]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {جعله دكًا} هنا [143] والكهف [98] بالمد والهمز، وافقهم عاصم في الكهف، والباقون بالتنوين من غي مد ولا همز فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 524]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (642- .... .... .... ودكّاء شفا = في دكًّا المدّ وفي الكهف كفى). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (دكا) يعني وقرأ دكا في قوله تعالى «دكآ» حمزة والكسائي وخلف على ما لفظ به مع المد وإنما نص على ذلك المد مع كونه تلفظ به زيادة للبيان ولأنه لا يقوم بالوزن بغير المد الذي هو الألف؛ والمعنى جعله أرضا دكا وهي النائشة الناشزة من الأرض كالدكة وكالجبل، والباقون بالتنوين من غير مد على ما لفظ به على أنه يصير بمعنى مدكوك: أي مندكا، يعني دكه مثل قعد جلوسا؛ وأما حرف الكهف وهو «فإذا جاء وعد ربي جعله دكآء» فقرأ الكوفيون كقراءة مدلول شفا هنا بالمد من غير تنوين، والباقون بالقصر والتنوين). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 236]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ مدلول (شفا): دكّاء [الأعراف: 143] بألف، وهو مراده بقوله: «المد والهمزة مفتوحة بلا تنوين».
وقرأه الكوفيون في الكهف [الآية: 98] كذلك، والباقون بحذف الألف والهمزة وإثبات التنوين.
تتمة:
تقدم ووعدنا [142] بالبقرة [الآية: 51].
وجه مد دكاء جعله اسما للرابية-: ما ارتفع من الأرض- دون الجبل، أو للأرض المستوية، أي: جعل الجبل والبيداء أرضا.
ووجه القصر: جعله مصدر دكه (و) دقة ملاق في المعنى [فمفعول مطلق]: أو ذا دق: أو بمعنى مدكوك فمفعول به.
وجه الفارق: [قصد] بتأكيد دك الجبل بالاضمحلال من هيبة القدرة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/337]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن "رب أرني" بضم الباء بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/61]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأسكن" راء أرني ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب ولأبي عمرو اختلاس كسرة الراء أيضا من روايتيه، كما مر بالبقرة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/61]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("واتفقوا" على إثبات ياء "تراني" معا في الحالين، وأمالها أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي وخلف، وقللها الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/61]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وكسر النون وصلا من "ولكن انظر" أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب وضمها الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/61]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "تجلى" والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/61]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "دكاء" [الآية: 143] هنا و[الكهف الآية: 98] فحمزة والكسائي وخلف بالمد والهمز من غير تنوين فيهما، بوزن حمراء من قولهم ناقة دكاء أي: منبسطة السنام غير مرتفعة أي: أرضا مستوية، وقرأ عاصم كذلك في الكهف فقط، وافقهم فيهما الأعمش، والباقون بالتنوين بلا مد ولا همز مصدر واقع موقع المفعول به أي: مدكوكا مفتتا، قال ابن عباس: صار ترابا، وقال الحسن: ساح في الأرض وهو مفعول ثان لجعل على المشهور فيهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/62]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "وَأَنَا أَوَّل" [الآية: 143] بالمد نافع وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/62]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أرني} [143] قرأ المكي والسوسي بإسكان الراء، والدوري باختلاس كسرته، والباقون بالكسرة الكاملة، واتفقوا على إسكان يائه). [غيث النفع: 638]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولكن انظر} قرأ البصري وعاصم وحمزة بكسر النون، والباقون بالضم). [غيث النفع: 638]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {دكا} قرأ الأخوان بهمزة مفتوحة بعد الألف، من غير تنوين، تمد الألف لأجلها، والباقون بالتنوين، من غير همزة ولا مد). [غيث النفع: 638]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وأنا أول} قرأ نافع بإثبات ألف {أنا} وصلاً، ولا يخفى ما يترتب عليه من المد، والباقون بحذفها وصلاً، ولا خلاف بينهم في إثباتها في الوقف). [غيث النفع: 638]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143)}
{جَاءَ}
- تقدمت الإمالة فيه مرارًا، وانظر الآية/43 من سورة النساء.
{مُوسَى}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيتين/51، 92 من سورة البقرة.
{قَالَ رَبِّ}
- عن أبي عمرو ويعقوب إدغام اللام في الراء، الإظهار.
{رَبِّ}
- قراءة الجماعة (رب)، وقد حذفت منه أداة النداء من أوله، وياء النفس من آخره، والأصل فيه: ياربي.
- وقرأ ابن محيصن (رب) بضم الباء، بخلاف عنه، وهو على النداء أيضًا.
وتقدم مثل هذا في الآية/126 من سورة البقرة.
{أَرِنِي}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب والسوسي وابن محيصن
[معجم القراءات: 3/150]
(أرني) بسكون الراء.
- وقرأ ابن كثير في رواية ابن فليح، وزمعة والخزاعي عن البزي (أرني..) بسكون الراء وفتح الياء.
- وقرأ الدوري عن أبي عمرو باختلاس كسرة الراء.
- والباقون على كسر الراء وسكون الياء (أرني).
وتقدم حكم الراء في سورة البقرة في (أرنا) الآية/128، والآية/260 (أرني).
{قَالَ لَنْ تَرَانِي}
- أدغم اللام في اللام أبو عمرو ويعقوب بخلاف عنهما.
{لَنْ تَرَانِي ... فَسَوْفَ تَرَانِي}
- أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
- والأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{وَلَكِنِ انْظُرْ}
- قرأ أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب والمطوعي والحسن (ولكن انظر) بكسر النون في الوصل لالتقاء ساكنين.
- وقرأ ابن كثير وابن عامر ونافع والكسائي وأبو جعفر (ولكن انظر) بضم النون، وكأنه من باب الإتباع للحرف الثالث.
{تَجَلَّى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
[معجم القراءات: 3/151]
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{دَكًّا}
- قراءة الجماعة (دكًا) بالقصر والتنوين، وهي قراءة النبي صلى الله عليه وسلم.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش وابن عباس والربيع بن خثيم (دكاء) ممدودة غير منونة على وزن (حمراء).
والدكاء: الناقة التي لا سنام لها، والمراد هنا الأرض المستوية.
وذهب القرطبي إلى أنها قراءة أهل الكوفة، وهذا يعني أنها قراء عاصم، وليس هذا بصواب، فإن عاصمًا وافقهم على ذلك في آية الكهف/98، أما هنا فقراءاته كالجماعة بالقصر والتنوين.
- ووقف حمزة على الألف (دكا) بدلًا من الهمزة مع المد والتوسط والقصر.
- ووقف الكسائي على همزة ساكنة (دكاء).
- وقرأ يحيى بن وثاب (دكًا) بضم الدال والقصر، أي قطعًا، وهو جمع دكاء، مثل حمراء وحمر.
[معجم القراءات: 3/152]
- قال أبو حيان:
(... نحو غر جمع غراء، وانتصب على أنه مفعول ثانٍ لجعله...).
وقال الزمخشري: (أي قطعًا دكًا، جمع دكاء).
- وذكر ابن خالويه أنه قرئ (دكاءً) بالتنوين كذا، ثم قال:
(كأنه شبهه بفعال، وإنما هي فعلاء، روي ذلك عن بعضهم).
{صَعِقًا}
- قراءة الجماعة (صعقًا) على وزن (فعل) مثل: حذر.
- وقرأ بعضهم (صاعقًا)، وهو هنا اسم فاعل بمعنى المفعول، أي مصعوقًا.
{فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ}
- أدغم القاف في القاف أبو عمرو ويعقوب.
{وَأَنَا أَوَّلُ}
- قرأ نافع وأبو جعفر (وأنا...) بمد النون في الوصل وإثبات الألف، وإثباتها لغة تميم.
قال ابن عطية: (وإثباتها لغة شاذة خارجة عن القياس).
- وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب (وأن...) بالقصر وحذف الألف في الوصل.
- وقرأ قالون بالمد والقصر في الوصل.
- وقراءة الجميع في الوقف (أنا) بالألف تبعًا للمرسوم.
وفي الاتحاف: (وفيه لغتان: لغة تميم إثباتها وصلًا ووقفًا، وعليها تحمل قراءة المدنيين، والثانية إثباتها وقفًا فقط).
{الْمُؤْمِنِينَ}
- تقدم إبدال الهمزة واوًا، انظر الآية/223 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/153]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #29  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 08:55 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (144) إلى الآية (147) ]

{ قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آَتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (144) وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ (145) سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (146) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآَخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (147)}

قوله تعالى: {قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آَتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (144)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (34 - وَاخْتلفُوا في الْجمع والتوحيد في قَوْله {برسالاتي} 144
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع (برسلتي) وَاحِدَة
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {برسالاتي} جماعا). [السبعة في القراءات: 293]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (برسالتي) [144]: واحدة: حجازي، وسلام، وروح، وزيدٌ، وقاسم، وأبو بشر). [المنتهى: 2/713]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الحرميان (برسالتي) بالتوحيد، وقرأ الباقون بالجمع). [التبصرة: 218]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الحرميان: {برسالتي} (144): على التوحيد.
والباقون: على الجمع). [التيسير في القراءات السبع: 293]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الحرميان وأبو جعفر وروح: (برسالتي) على التّوحيد، والباقون على الجمع). [تحبير التيسير: 378]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([144]- {بِرِسَالاتِي} موحد: الحرميان). [الإقناع: 2/649]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (698 - وَجَمْعُ رسَالاَتِي حَمَتْهُ ذُكُورُهُ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 55]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([698] وجمع رسالاتي (حـ)مته (ذ)كوره = وفي الرشد حرك وافتح الضم (شـ)لشلا
[699] وفي الكهف (حـ)سناه وضم حليهم = بكسر (شـ)رفا واف والاتباع ذو حلا
الذكور: السيوف، أي حمته سيوفه، قال:
ومن عجبٍ أن السيوف لديهم = تحيض دماءً والسيوف ذكور
لأن من قرأ {برسلتي} قال: هو مصدر، فلا يجمع، فانتصر لتلك القراءة بأن الرسالة اختلفت أنواعها.
قال الله تعالى: {وكتبنا له في الألواح من كل شیء موعظة وتفصيلًا لكل شيء}. وفي كل موعظة وتفصيل رسالة). [فتح الوصيد: 2/935]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([698] وجمع رسالاتي حمته ذكوره = وفي الرشد حرك وافتح الضم شلشلا
[699] وفي الكهف حسناه وضم حليهم = بكسر شفا وافٍ والاتباع ذو حلا
ح: (جمع): مبتدأ، (حمته ذكوره): خبره، (في الكهف): خبر (حسناه)، والضمير: لـ (الرشد)، (ضم): مبتدأ، (شفا وافٍ): جملة خبره، أي: شفاؤه وافٍ، أو (وافٍ): خبر بعد خبر.
ص: يعني: جمع أبو عمرو وابن عامر والكوفيون: (إني اصطفيت على الناس برسالاتي)، والباقون: {برسالتي}.
وقرأ حمزة والكسائي: (وإن يروا سبيل الرشد) [146] بتحريك الشين بالفتح وفتح الراء، وقرأ أبو عمرو وحده كذلك في آخر الكهف: {مما علمت رشدًا} [66] ولم يقيد بآخر الكهف اعتمادًا على أن المختلف فيه في الموضعين، وقع في قصة موسى عليه السلام - وإلا
[كنز المعاني: 2/257]
في الكهف ثلاثة مواضع، لا خلاف في الموضعين، والباقون بضم الراء وإسكان الشين في الموضعين، لغتان.
وقرأ حمزة والكسائي: (من حِليهم عجلًا) [148] بكسر الحاء على إتباع الحاء كسرة اللام، والباقون: بضم الحاء على الأصل، ووصف الإتباع بقوله: (ذو حُلا)، أي: الإتباع معروف مشهورٌ في لغتهم، وليس (ذو حُلا) برمز). [كنز المعاني: 2/258] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (698- وَجَمْعُ رسَالاتِي "حَـ"ـمَتْهُ "ذُ"كُورُهُ،.. وَفي الرُّشْدِ حَرِّكْ وَافْتَحِ الضَّمَّ "شُـ"ـلْشُلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/181]
يريد قوله تعالى: {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي}.
وقد سبق الكلام في إفراد رسالة وجمعها في سورة المائدة والأنعام، وذكوره بمعنى سيوفه يشير بذلك إلى حجج القراءة وعدالة من نقلها). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/182]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (698 - وجمع رسالاتي حمته ذكوره = .... .... .... .... ....
[الوافي في شرح الشاطبية: 274]
قرأ أبو عمرو وابن عامر والكوفيون بِرِسالاتِي بألف بعد اللام على الجمع فتكون قراءة نافع وابن كثير بحذف الألف على التوحيد). [الوافي في شرح الشاطبية: 275]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (116- .... وَرِسَالَتْ يَحْلُ .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 28]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ورسالت يحل أي روى مرموز (يا) يحل وهو روح {على الناس برسالاتي} [144] على التوحيد كأبي جعفر، علم من الوفاق لخلف ورويس بالجمع). [شرح الدرة المضيئة: 133]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: بِرِسَالَاتِي فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَرَوْحٌ (بِرِسَالَتِي) بِغَيْرِ أَلِفٍ بَعْدَ اللَّامِ عَلَى التَّوْحِيدِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِأَلِفٍ عَلَى الْجَمْعِ). [النشر في القراءات العشر: 2/272]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن كثير وروح {برسالاتي} [144] على التوحيد، والباقون بالجمع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 524]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (643 - رسالتي اجمع غيث كنزٍ حجفا = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (رسالتي اجمع غيث (كنز) (ح) جفا = والرّشد حرّك وافتح الضّم (شفا)
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 236]
يريد قوله تعالى «برسالتي» على الجمع رويس وابن عامر والكوفيون وأبو عمرو، والباقون بالإفراد، ووجه كل من القراءتين تقدم على قوله «فما بلغت رسالته» في المائدة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 237]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
رسالتي اجمع (غ) يث (كنز) (ح) جفا = والرّشد حرّك وافتح الضّمّ (شفا)
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/337]
ش: أي: قرأ غين (غيث) رويس، ومدلول (كنز) الكوفيون، وابن عامر، وذو حاء (حجفا) أبو عمرو: إنّي اصطفيتك على النّاس برسالاتي [الأعراف: 144]- بألف على الجمع، والباقون بحذفها على الإفراد.
وقرأ (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: سبيل الرّشد [الأعراف: 146]- بفتح الراء والشين، والباقون بضم الراء وتسكين الشين.
ووجههما ما تقدم في المائدة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/338] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من إني "اصطفيتك" ابن كثير وأبو عمرو). [إتحاف فضلاء البشر: 2/62]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "برسالتي" [الآية: 144] فنافع وابن كثير وأبو جعفر وروح بالتوحيد والمراد به المصدر أي: بإرسالي إياك أو المراد بتبليغ رسالتي وافقهم ابن محيصن، وقرأ الباقون بالألف على الجمع يعني أسفاء التوراة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/62]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" المطوعي "وبكلمي" بكسر اللام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/62]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إني اصطفيتك} [144] قرأ المكي والبصري بفتح الياء، والباقون بالإسكان، وهمزة {اصطفيتك} همزة وصل، فهي محذوفة في الوصل على كلا الوجهين). [غيث النفع: 638]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {برسالتي} قرأ الحرميان بغير ألف بعد اللام، على التوحيد، والباقون بإثبات الألف، على الجمع). [غيث النفع: 638]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (144)}
{يَا مُوسَى}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيتين/51، 92 من سورة البقرة.
{إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن محيصن واليزيدي (إني...) بفتح ياء النفس.
- وقراءة الباقين (إني...) بسكونها، وحذفوا هذه الياء في الوصل لالتقاء الساكنين: سكون الياء وسكون همزة الوصل، أما في الوقف فتثبت.
{عَلَى النَّاسِ}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيات/8، 94، 96 من سورة البقرة، والإمالة فيه عن الدوري وأبي عمرو بخلاف عنه واليزيدي.
{بِرِسَالَاتِي}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو جعفر وروح وأبو رجاء وابن محيصن (برسالتي) على التوحيد، أي بتبليغ رسالتي، أو على المصدر، أي بإرسالي إياك.
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر وحفص كلاهما عن عاصم، ويعقوب (برسالاتي) على الجمع، يعني أسفار التوراة.
[معجم القراءات: 3/154]
{وَبِكَلَامِي}
- قراءة الجمهور (... وبكلامي).
- وقرأ أبو رجاء والمطوعي (... وبكلمي) جمع كلمة، أي: وبسماع كلمي.
- وقرأ الأعمش (وتكلمي).
- وحكى المهدوي عن الأعمش أنه قرأ (... وتكليمي)، على وزن تفعيلي). [معجم القراءات: 3/155]

قوله تعالى: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ (145)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ (145)}
{شَيْءٍ ... شَيْءٍ}
- تقدمت القراءة فيه، انظر الآيتين/20 و106 من سورة البقرة.
{يَأْخُذُوا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني والأزرق وورش (ياخذ) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{بِأَحْسَنِهَا}
- قراءة الجماعة (بأحسنها) والضمير يعود على الألواح.
- وقرئ (بأحسنه) والضمير يعود على المكتوب.
{سَأُرِيكُمْ}
- قراءة الجماعة (سأريكم)، من أراه يريه.
[معجم القراءات: 3/155]
- وقرأ الحسن البصري (سأوريكم) بواو ساكنة بعد الهمزة، وراء خفيفة مكسورة على ما يقتضيه رسم المصحف.
ولهذه القراءة تخريجان:
الأول: ما ذكره ابن جني، وتبعه فيه ابن مالك، وهو أن الواو نشأت من إشباع ضمة الهمزة.
ورد هذا أبو حيان؛ لأن إشباع الحركة بابه الضرورة، والضرورة بابها الشعر، وعند العكبري فيها بعد، أي القراءة بالإشباع.
والثاني: ما ذكره الزمخشري، من أنه يقال: أورني كذا، وأوريته، فوجهه أن يكون من: أوريت الزند، كأن المعنى: بينه لي، وأبرزه لاستبينه.
وذكر الزمخشري أن وجود هذه الواو لغة فاشية في الحجاز.
وذكر أبو حيان أنها في لغة أهل الأندلس، وكأنهم تلقفوها من الحجاز، وبقيت في لسانهم إلى الآن. أي عصر أبي حيان.
قال أبو حيان: (وينبغي أن ينظر في تحقيق هذه اللغة أهي في لغة الحجاز أم لا).
- ولحمزة في الوقف على (سأريكم) تحقيق الهمز وتسهيله.
[معجم القراءات: 3/156]
- وقرأ ابن عباس وقسامة بن زهير: (سأورثكم) أو (سأورثكم) ولقد أثبت الصورتين، وهما قرأا بواحدة منهما؛ لأن المراجع اختلفت في ضبطها على ما يلي:
1- في مختصر ابن خالويه (سأورثكم) بالثاء كذا جاء الضبط فيه بتخفيف الراء وكسرها.
2- وفي الكشاف: وقرئ (سأورثكم) كذا جاء الضبط فيه بتشديد الراء ثم قال: (وهي قراءة حسنة يصححها قوله: وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون) الأعراف/137.
قلت: على هذا البيان ينبغي أن تكون من (أورث) وبتخفيف الراء لا على ما ضبطت القراءة فيه.
3- نقل أبو حيان نص الزمخشري السابق، وما زاد على ما نقل شيئًا.
4- وجاء النص صريحًا في القرطبي إذ قال: (... سأورثكم) من (ورث) أي: المضعف. وهو نص صريح.
5- وفي حاشية الجمل ما زاد في النص على الزمخشري ما يفيد ضبط هذه القراءة، وكذا الحال في تفسير البيضاوي). [معجم القراءات: 3/157]

قوله تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (146)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (35 - وَاخْتلفُوا في التَّخْفِيف والتثقيل من قَوْله {وَإِن يرَوا سَبِيل الرشد} 146 فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر وَأَبُو عَمْرو {سَبِيل الرشد} بِضَم الرَّاء خَفِيفَة
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {سَبِيل الرشد} مثقلة بِفَتْح الرَّاء والشين
وَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي في الْكَهْف {مِمَّا علمت رشدا} 66 مَضْمُومَة الرَّاء خَفِيفَة الشين
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو {مِمَّا علمت رشدا} بِفَتْح الرَّاء والشين
وَقَرَأَ ابْن عَامر {رشدا} مَضْمُومَة الرَّاء والشين
أخبرني بذلك أَحْمد ابْن يُوسُف التغلبي عَن ابْن ذكْوَان عَن أَيُّوب بن تَمِيم عَن يحيى بن الْحَارِث عَنهُ
وَرَأَيْت في كتاب مُوسَى بن مُوسَى الختلي عَن ابْن ذكْوَان عَن أَيُّوب عَن يحيى عَن ابْن عَامر {رشدا} خَفِيفَة الشين مَضْمُومَة الرَّاء
وروى هِشَام بن عمار بِإِسْنَادِهِ عَن ابْن عَامر {رشدا} بِضَم الرَّاء مَوْقُوفَة الشين خَفِيفَة). [السبعة في القراءات: 293 - 294]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (الرشد) بفتح الراء والشين ]كوفي - غير عاصم - ، وفي الكهف، بصري، غير سهل[). [الغاية في القراءات العشر: 259]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (دكاء) [143]: بالمد، و(الرشد) [146]: بفتحتين، و(تغفر) [149]
[المنتهى: 2/709]
و(ترحمنا) [149]: بالتاء، (ربنا) [149]: نصب: هما، وخلف، وافق المفضل في التاء، والباء). [المنتهى: 2/710] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (الرشد) بفتح الراء والشين، وقرأ الباقون بضم الراء وإسكان الشين). [التبصرة: 218]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {سبيل الرشد} (146): بفتحتين.
والباقون: بضم الراء، وإسكان الشين). [التيسير في القراءات السبع: 293]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف: (سبيل الرشد) بفتحتين، والباقون بضم الرّاء وإسكان الشين). [تحبير التيسير: 378]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([143]- {دَكًّا} بالمد، و{الرُّشْدِ} [146] بفتحتين، و{حُلِيِّهِمْ} [148] بكسر الحاء.
و {يَرْحَمْنَا} بالتاء {رَبُّنَا} [149] نصب: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/649] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (698- .... .... .... .... = وَفي الرُّشْدِ حَرِّكْ وَافْتَحِ الضَّمَّ شُلْشُلاَ
699 - وَفِي الْكَهْفِ حُسْنَاهُ .... .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 55]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (والكلام في الرشد كما سبق في البخل؛ فهما لغتان بمعنًى، كالسقم والسقم.
[فتح الوصيد: 2/935]
وقد قال أبو عمرو بن العلاء: «الرشد بفتح الراء والشين: الدین. والرشد: الصلاح، كقوله: {فمن أسلم فأولئك تحروا رشدًا}، وقوله: {فإن ءانستم منهم رشدًا}».
فأبو عمرو لم يجعلهما لغتين بمعنى واحد.
(وفي الكهف حسناه)، لأنه قرأ {مما علمت رشدًا}، أي دينًا، علی ما ذكر في معناه). [فتح الوصيد: 2/936]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([698] وجمع رسالاتي حمته ذكوره = وفي الرشد حرك وافتح الضم شلشلا
[699] وفي الكهف حسناه وضم حليهم = بكسر شفا وافٍ والاتباع ذو حلا
ح: (جمع): مبتدأ، (حمته ذكوره): خبره، (في الكهف): خبر (حسناه)، والضمير: لـ (الرشد)، (ضم): مبتدأ، (شفا وافٍ): جملة خبره، أي: شفاؤه وافٍ، أو (وافٍ): خبر بعد خبر.
ص: يعني: جمع أبو عمرو وابن عامر والكوفيون: (إني اصطفيت على الناس برسالاتي)، والباقون: {برسالتي}.
وقرأ حمزة والكسائي: (وإن يروا سبيل الرشد) [146] بتحريك الشين بالفتح وفتح الراء، وقرأ أبو عمرو وحده كذلك في آخر الكهف: {مما علمت رشدًا} [66] ولم يقيد بآخر الكهف اعتمادًا على أن المختلف فيه في الموضعين، وقع في قصة موسى عليه السلام - وإلا
[كنز المعاني: 2/257]
في الكهف ثلاثة مواضع، لا خلاف في الموضعين، والباقون بضم الراء وإسكان الشين في الموضعين، لغتان.
وقرأ حمزة والكسائي: (من حِليهم عجلًا) [148] بكسر الحاء على إتباع الحاء كسرة اللام، والباقون: بضم الحاء على الأصل، ووصف الإتباع بقوله: (ذو حُلا)، أي: الإتباع معروف مشهورٌ في لغتهم، وليس (ذو حُلا) برمز). [كنز المعاني: 2/258] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (والرُّشْد والرَّشَد لغتان كالبُخْل والبَخَل وقيل الرشد بالضم الصلاح وبالفتح الدين، ولهذا أجمع على ضم: {فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا}، وعلى فتح: {فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا}؛ أي: حرك الشين بالفتح وافتح ضم الراء في حال خفته.
699- وَفِي الكَهْفِ "حُـ"ـسْنَاهُ وَضَمُّ حُلِيِّهِمْ،.. بَكَسْرٍ "شَـ"ـفَا وَافٍ وَالِاتْبَاعُ ذُو حُلا
أي وفتح الذي في الكهف أبو عمرو وحده، وهو قوله تعالى: {عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا}، وضمه الباقون، وقبل هذا الحرف في الكهف موضعان لا خلاف في فتحهما، وهما: {وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا}، {وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا}؛ وذلك لموازنة رءوس الآي قبلهما وبعدهما نحو "عجبا"، "عددا"، "أحدا"، وأما وجه
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/182]
الإسكان في الثالث المختلف فيه فلأن قبله "علما" وبعده "صبرا" فرشدا بالضم والإسكان يوافقه، فاتفق أن اللفظ المختلف فيه في الصورتين هو واقع في قضية موسى عليه السلام، ولعل الناظم أشار بقوله: "حسناه" إلى حسن القراءتين وهو مصدر على فعلى كحسنى، أو هو تثنية حسن؛ أي: حسنا هذا اللفظ وحسناه قراءتاه). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/183]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (698 - .... .... .... .... .... = وفي الرّشد حرّك وافتح الضّمّ شلشلا
699 - وفي الكهف حسناه .... .... = .... .... .... .... ....
....
وقرأ حمزة والكسائي: وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ بفتح ضم الراء وبتحريك الشين أي فتحها. وقرأ الباقون بضم الراء وسكون الشين. وقرأ أبو عمرو:
مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً في سورة الكهف بفتح ضم الراء وفتح الشين. وقرأ غيره بضم الراء وسكون الشين. واتفق السبعة على قراءة: وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً، وَقُلْ عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً، بفتح الراء والشين، فكان على الناظم أن يقيد موضع الخلاف بانه الموضع الثالث في السورة). [الوافي في شرح الشاطبية: 275]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: سَبِيلَ الرُّشْدِ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلَفٌ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَالشِّينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الرَّاءِ، وَإِسْكَانِ الشِّينِ). [النشر في القراءات العشر: 2/272]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {سبيل الرشد} [146] بفتح الراء والشين، والباقون بضم الراء وإسكان الشين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 524]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (643- .... .... .... .... .... = والرّشد حرّك وافتح الضّم شفا
644 - وآخر الكهف حمًا .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (والرّشد) بفتح الراء والشين حمزة والكسائي وخلف، والباقون بضم الراء وإسكان الشين وهما لغتان كالبخل والبخل والسقم والسقم، وفرق بينهما أبو عمرو كما سيأتي في البيت الأتي قوله: (والرشد حرك) أي حرك الشين، يعني بالفتح فيكون للباقين الإسكان، وقيد بالضم في قوله: افتح الضم لأجل ضده.
وآخر الكهف (حما) وخاطبوا = يرحم ويغفر ربّنا الرّفع انصبوا
يعني قوله تعالى: «مما علمت رشدا» أي وقرأ الموضع الآخر من الكهف بالترجمة المتقدمة أبو عمرو ويعقوب؛ واحترز بذلك عن الأول والثاني منهما، وهما «وهيء لنا من أمرنا رشدا، ولأقرب من هذا رشدا» فإنه لا خلاف في فتحهما وهما واردان على الشاطبية، ووجه تخصيص أبي عمرو الحرف الأخير من الكهف دون هذه السورة أنه قال إن الرشد بالفتح: العلم والبيان، وبالضم:
الصلاح والخير، وكان هذا حاصلا لموسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وإنما طلب من الخضر العلم والبيان عليهما السلام). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 237]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
رسالتي اجمع (غ) يث (كنز) (ح) جفا = والرّشد حرّك وافتح الضّمّ (شفا)
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/337]
ش: أي: قرأ غين (غيث) رويس، ومدلول (كنز) الكوفيون، وابن عامر، وذو حاء (حجفا) أبو عمرو: إنّي اصطفيتك على النّاس برسالاتي [الأعراف: 144]- بألف على الجمع، والباقون بحذفها على الإفراد.
وقرأ (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: سبيل الرّشد [الأعراف: 146]- بفتح الراء والشين، والباقون بضم الراء وتسكين الشين.
ووجههما ما تقدم في المائدة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/338] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وآخر الكهف (حما) وخاطبوا = يرحم ويغفر ربّنا الرّفع انصبوا
(شفا) وحليهم مع الفتح (ظ) هر = واكسر (رضى) وأمّ ميمه كسر
ش: أي: قرأ [ذو] (حما) البصريان: مما علمت رشدا بالكهف [الآية: 66] بفتحتين، والباقون بضم الراء وسكون الشين.
وقرأ (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: لئن لم ترحمنا ربّنا وتغفر لنا [الأعراف: 149] بتاء الخطاب في الفعلين، ونصب باء ربنا، والباقون بياء الغيب ورفع باء ربّنا.
وقرأ ذو ظاء (ظهر) يعقوب: من حليهم [الأعراف: 148] بفتح الحاء، وإسكان اللام، وكسر الياء، وقرأ مدلول (رضى) حمزة والكسائي بكسر الحاء واللام، وتشديد الياء،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/338]
والباقون كذلك، لكن مع ضم الحاء.
تنبيه:
في الكهف من أمرنا رشدا، [و] من هذا رشدا [الآيتان: 10، 24]، وهما متفقا الفتح.
وجه الرشد: قول الكسائي: «هما لغتان بمعنى: كالعدم والعدم».
وعن أبي عمرو: الضم في الصلاح، والفتح [في] الدين، وعليه فإن ءانستم منهم رشدا [النساء: 6]، [و] قد تبيّن الرّشد [البقرة: 256]، ومن أمرنا رشدا [الكهف: 10] يلغي الفرق، ومن فرق جمع.
ووجه الخطاب: حكاية دعائهم، والفاعل مستتر، وربنا [نصب] منادى مضاف.
ووجه الغيب والرفع: حكاية إخبارهم فيما بينهم، أي: قال بعضهم [لبعض]، وهو المختار لعمومه، وفيه تضرع وخضوع.
والحلي: الزينة، وتجمع على فعول.
وجه الضم [أن] الأصل كان «حلوى» اجتمعا-[أي: الواو والياء]، [و] سبق أحدهما بالسكون؛ فقلب [الواو] ياء، وأدغم في الياء على حد: «ثدى» ثم كسرت اللام اتباعا [للياء].
ووجه الكسرة مجانستها للام فهي إتباع.
ووجه يعقوب: أنه مفرد على إرادة الجنس). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/339] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "آياتي الذين" غير ابن عامر وحمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/62]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "سَبِيلَ الرُّشْد" [الآية: 146] فحمزة والكسائي وخلف بفتح الراء والشين وافقهم الأعمش والباقون بضم الراء وسكون الشين لغتان في المصدر كالبخل والبخل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/62]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ءاياتي الذين} [146] قرأ حمزة والشامي بإسكان الياء، والباقون بفتحها). [غيث النفع: 638]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الرشد} قرأ الأخوان بفتح الراء والشين، والباقون بضم الراء، وإسكان الشين، لغتان). [غيث النفع: 638]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (146)}
{سَأَصْرِفُ}
- لحمزة في الوقف تحقيق الهمز، وتسهيله.
{عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ}
- قرأ ابن عامر وحمزة والمطوعي والحسن وابن محيصن (عن آياتي الذين) بسكون الياء في الحالين.
وذكر الرعيني هذه القراءة في الكافي لاين كثير وحمزة ولعله سبق قلم!.
وقال بعد ذلك: (وحذفها في الوصل لالتقاء الساكنين).
- وقراءة الباقين (عن آياتي الذين) بفتح الياء.
- واتفق الجميع على إسكانها في الوقف.
{وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ ... وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ ... وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ}
- ورد لفظ (يروا) ثلاث مرات في الآية على النحو المتقدم، وسياق النص في البحر والكشاف يدل على أن ابن دينارٍ مالكًا قرأ (وإن يروا كل آية) على البناء للمفعول في الموضع الأول.
وسياق النص في القرطبي يدل على أنه قرأها في الموضعين الأول.
والثاني كذلك بالبناء للمفعول.
[معجم القراءات: 3/158]
(وإن يروا كل آيةٍ.. وإن يروا سبيل الرشد).
قال:
(وقرأ مالك بن دينار (وإن يروا) بضم الياء في الحرفين، أي يفعل ذلك بهم).
- ولم أجد أحدًا ذكر هذا في الموضع الثالث، وهو قوله تعالى: (وإن يروا سبيل الغي).
- وقراءة الجماعة على البناء للفاعل في المواضع الثلاثة.
{لَا يُؤْمِنُوا}
- تقدم إبدال الهمزة واوًا، انظر الآية/88 من سورة البقرة.
{الرُّشْدِ}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وهشام بن عمار ويحيى عن ابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب (الرشد) بضم الراء وسكون الشين، وهو مصدر، وهو اختيار أبي عبيد.
- وروى يحيى بن الحارث عن ابن عامر وأبو البرهسم وأبو بكر والأعشى عن عاصم (الرشد) على إتباع الشين ضمة الراء.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش (الرشد) بفتح الراء والشين.
وهما عند الطبري قراءتان مستفيضة القراءة بهما في قراءة
[معجم القراءات: 3/159]
الأمصار، متفقتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب الصواب بهما.
- وقرأ علي رضي الله عنه وأبو عبد الرحمن السلمي وأبان عن عاصم (الرشد) بألف.
قال أبو حيان: (وهي مصادر السقم والسقام).
وقال النحاس:
(قال أبو عبيد: فرق أبو عمرو بين الرشد والرشد فقال: الرشد في الصلاح، والرشد في الدين.
قال أبو جعفر: وسيبويه يذهب إلى أن الرشد [والرشد] واحد مثل السخط والسخط، وكذا قال الكسائي.
قال أبو جعفر: والصحيح عن أبي عمرو غير ما قال أبو عبيد، قال إسماعيل بن إسحاق: حدثنا نصر بن علي عن أبيه عن أبي عمرو بن العلاء قال:
{لَا يَتَّخِذُوهُ}
- قرأ أبي بن كعب وابن أبي عبلة (لا يتخذوها) على تأنيث السبيل، والسبيل تذكر وتؤنث.
- وقراءة الجماعة (لا يتخذوه) على تذكير السبيل.
- وقرأ ابن كثير في الوصل (لا يتخذوهو) بوصل الهاء بواو.
[معجم القراءات: 3/160]
{يَتَّخِذُوهُ}
- وقرا أبي أيضًا (وإن يروا سبيل الغي يتخذوها سبيلًا) كذا، وهو الموضع الثاني على تأنيث السبيل.
- وقراءة ابن كثير في الوصل هنا كالموضع السابق (لا يتخذوهو) ). [معجم القراءات: 3/161]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآَخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (147)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ) كل ما في القرآن بفتح الباء أبو السَّمَّال، والاختيار الكسر لشهرته). [الكامل في القراءات العشر: 556]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (147)}
{وَلِقَاءِ}
- لحمزة وهشام في الوقف ما يلي:
- الوقف عليه بسكون الهمزة، ثم تبدل ألفًا من جنس ما قبلها، فيجتمع ألفان، فيجوز حذف أحدهما للساكنين. فإن حذف الأولى وهو القياس قصر، وإن قدر الثانية جاز المد والقصر، ويجوز إبقاؤهما، فيمد لذلك مدًّا طويلًا ليفصل بين الألفين، ويجوز التوسط.
{الْآخِرَةِ}
- تقدمت القراءات فيه في الآية/4 من سورة البقرة.
وهي: تخفيف الهمز، نقل الحركة والحذف، السكت، ترقيق الراء، الإمالة في الوقف.
{حَبِطَتْ}
- قراءة الجماعة (حبطت) بكسر الباء.
- وقرأ ابن عباس وأبو السمال (حبطت) بفتحها). [معجم القراءات: 3/161]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #30  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 08:57 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (148) إلى الآية (154) ]

{وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ (148) وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (149) وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (150) قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (151) إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (152) وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآَمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (153) وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ (154)}

قوله تعالى: {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ (148)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (36 - وَاخْتلفُوا في ضم الْحَاء وَكسرهَا من قَوْله {من حليهم عجلا} 148
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر {من حليهم} بِضَم الْحَاء
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {من حليهم} بِكَسْر الْحَاء مُشَدّدَة الْيَاء
وروى هُبَيْرَة عَن حَفْص عَن عَاصِم {من حليهم} بِكَسْر الْحَاء
وَكلهمْ شدد الْيَاء). [السبعة في القراءات: 294]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (من حليهم) بالكسر حمزة، والكسائي، بفتحه خفيف يعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 260]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (حليهم) [148]: بكسر الحاء هما. بفتحها وسكون اللام يعقوب). [المنتهى: 2/710]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (من حليهم) بكسر الحاء، وضمها الباقون). [التبصرة: 219]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {من حليهم} (148): بكسر الحاء.
والباقون: بضمها). [التيسير في القراءات السبع: 293]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ: (من حليهم) بكسر الحاء والباقون بضمها. قلت: إلّا يعقوب فإنّه يفتحها ويسكن اللّام ويخفف الياء والله الموفق). [تحبير التيسير: 378]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((حُلِيِّهِمْ) بفتح الحاء خفيف يَعْقُوب، وقَتَادَة، وبكسرها وتشديد الياء الكسائي غير قاسم والزَّيَّات والْعَبْسِيّ والْأَعْمَش وطَلْحَة وعبد الوارث والقاضي عن حَمْزَة في قول أبي علي، الباقون بضم الحاء وتشديد الياء وهو الاختيار؛ لأنها أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 556]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([143]- {دَكًّا} بالمد، و{الرُّشْدِ} [146] بفتحتين، و{حُلِيِّهِمْ} [148] بكسر الحاء.
و {يَرْحَمْنَا} بالتاء {رَبُّنَا} [149] نصب: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/649] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (699- .... .... وَضَمُّ حُلِيِّهِمْ = بَكَسْرٍ شَفَا وَافٍ وَالاِتْبَاعُ ذُو حُلاَ). [الشاطبية: 55]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و{حليهم} بضم الحاء والتشديد، جمع حلي، كثُدي جمع ثَدي. والأصل: حُلوي، إلا أنهم كسروا اللام لتنقلب الواو إلى الياء، ويصح الإدغام الذي اقتضاه طلب التخفيف.
والكسر للإتباع، لأن اللام لما كسرت، كسرت الحاء إتباعًا لها.
(والإتباع ذو حلا)، لأنه معروف في لسانهم مستحسن.
(وضم حليهم): مبتدأ. و(بكسرٍ): خبره؛ والتقدير: معوض ومبدل بكسر. و(شفا)، صفة لـ(كسر). و(وافٍ): خبر ثان للمبتدأ). [فتح الوصيد: 2/936]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([698] وجمع رسالاتي حمته ذكوره = وفي الرشد حرك وافتح الضم شلشلا
[699] وفي الكهف حسناه وضم حليهم = بكسر شفا وافٍ والاتباع ذو حلا
ح: (جمع): مبتدأ، (حمته ذكوره): خبره، (في الكهف): خبر (حسناه)، والضمير: لـ (الرشد)، (ضم): مبتدأ، (شفا وافٍ): جملة خبره، أي: شفاؤه وافٍ، أو (وافٍ): خبر بعد خبر.
ص: يعني: جمع أبو عمرو وابن عامر والكوفيون: (إني اصطفيت على الناس برسالاتي)، والباقون: {برسالتي}.
وقرأ حمزة والكسائي: (وإن يروا سبيل الرشد) [146] بتحريك الشين بالفتح وفتح الراء، وقرأ أبو عمرو وحده كذلك في آخر الكهف: {مما علمت رشدًا} [66] ولم يقيد بآخر الكهف اعتمادًا على أن المختلف فيه في الموضعين، وقع في قصة موسى عليه السلام - وإلا
[كنز المعاني: 2/257]
في الكهف ثلاثة مواضع، لا خلاف في الموضعين، والباقون بضم الراء وإسكان الشين في الموضعين، لغتان.
وقرأ حمزة والكسائي: (من حِليهم عجلًا) [148] بكسر الحاء على إتباع الحاء كسرة اللام، والباقون: بضم الحاء على الأصل، ووصف الإتباع بقوله: (ذو حُلا)، أي: الإتباع معروف مشهورٌ في لغتهم، وليس (ذو حُلا) برمز). [كنز المعاني: 2/258] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وحلى جمع حلي، الأصل ضم الحاء ومن كسرها أتبعها كسرة اللام فلهذا قال: والاتباع ذو حلا؛ تعليلا لهذه القراءة؛ أي: الإتباع معروف في لغة العرب مستحسن عندهم، وليس قوله: ذو حلا برمز؛ فإن رمْز قراءة الكسر في قوله: شفا، والاتباع هي بكسر الحاء وهو يوهم أنه رمز لقراءة أخرى في باديء الرأي فلو كان حذفه وقيد موضع الخلاف في الكهف كان أولى فيقول:
وفي ثالث في الكهف حز وحليهم،.. بكسر لضم الحاء الاتباع شمللا
والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/183]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (699 - .... .... .... وضمّ حليّهم = بكسر شفا واف والاتباع ذو حلا
....
وقرأ حمزة والكسائي: وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ.
بكسر ضم الحاء اتباعا لكسر اللام، وأشار الناظم إلى هذه العلة بقوله (والاتباع ذو حلا) ). [الوافي في شرح الشاطبية: 275]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (116- .... .... .... وَاضْمُمْ حُلِيِّ فِدْ = وَحُزْ حَلْيِهِمْ .... .... .... ). [الدرة المضية: 28]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: واضمم حلى فد إلخ، أي قرأ مرموز (فا) فد وهو خلف بضم الحاء وكسر اللام والياء المشددة {من حليهم} [148] وعلم من الوفاق لأبي جعفر كذلك، وقوله: وحز حليهم أي قرأ مرموز (حا) حز وهو يعقوب بفتح الحاء وإسكان اللام وتخفيف الياء، كما نطق به). [شرح الدرة المضيئة: 133]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مِنْ حُلِيِّهِمْ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ بِكَسْرِ الْحَاءِ، وَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِفَتْحِ الْحَاءِ، وَإِسْكَانِ اللَّامِ وَتَخْفِيفِ الْيَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْحَاءِ، وَكُلُّهُمْ كَسَرَ اللَّامَ وَشَدَّدَ الْيَاءَ مَكْسُورَةً سِوَى يَعْقُوبَ، وَتَقَدَّمَ انْفِرَادُ فَارِسٍ عَنْ رُوَيْسٍ عَنْهُ بِضَمِّ الْهَاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/272]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب {من حليهم} [148] بإسكان اللام وتخفيف الياء، والباقون بكسر اللام وتشديد الياء، وفتح يعقوب الحاء، وكسرها حمزة والكسائي وضمها الباقون). [تقريب النشر في القراءات العشر: 525]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (645- .... وحليهم مع الفتح ظهر = واكسر رضى .... .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (شفا وحليهم مع الفتح (ظ) هر = واكسر (رضى) وأمّ ميمه كسر
أي وقرأ «من حليهم عجلا جسدا له خوار» بفتح الحاء وإسكان اللام وتخفيف الياء يعقوب على الإفراد، والباقون بكسر اللام وتشديد الياء وكسر الحاء منهم حمزة والكسائي، وضمها الباقون على الجمع وذلك مثل «ثدى، وثدى» فالضم والكسر في الجمع لغتان قوله: (مع الفتح) يعني تقرؤه بهذا اللفظ وهو إسكان اللام وتخفيف الياء وهو واضح فإنه لا يقوم الوزن إلا به، فقيده بالفتح
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 237]
للاختلاف في ضم الحاء وكسرها وتلفظ بقراءة يعقوب ليبينها، ووكل قراءة الباقين في اللام والياء للشهرة، وبين اختلافهم في الحاء ليتم المقصود مع الاختصار، فقوله واكسر: أي اكسر الحاء، وبقي الباقون سوى يعقوب على الضم لانحصار الحركات في ثلاث). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 238]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وآخر الكهف (حما) وخاطبوا = يرحم ويغفر ربّنا الرّفع انصبوا
(شفا) وحليهم مع الفتح (ظ) هر = واكسر (رضى) وأمّ ميمه كسر
ش: أي: قرأ [ذو] (حما) البصريان: مما علمت رشدا بالكهف [الآية: 66] بفتحتين، والباقون بضم الراء وسكون الشين.
وقرأ (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: لئن لم ترحمنا ربّنا وتغفر لنا [الأعراف: 149] بتاء الخطاب في الفعلين، ونصب باء ربنا، والباقون بياء الغيب ورفع باء ربّنا.
وقرأ ذو ظاء (ظهر) يعقوب: من حليهم [الأعراف: 148] بفتح الحاء، وإسكان اللام، وكسر الياء، وقرأ مدلول (رضى) حمزة والكسائي بكسر الحاء واللام، وتشديد الياء،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/338]
والباقون كذلك، لكن مع ضم الحاء.
تنبيه:
في الكهف من أمرنا رشدا، [و] من هذا رشدا [الآيتان: 10، 24]، وهما متفقا الفتح.
وجه الرشد: قول الكسائي: «هما لغتان بمعنى: كالعدم والعدم».
وعن أبي عمرو: الضم في الصلاح، والفتح [في] الدين، وعليه فإن ءانستم منهم رشدا [النساء: 6]، [و] قد تبيّن الرّشد [البقرة: 256]، ومن أمرنا رشدا [الكهف: 10] يلغي الفرق، ومن فرق جمع.
ووجه الخطاب: حكاية دعائهم، والفاعل مستتر، وربنا [نصب] منادى مضاف.
ووجه الغيب والرفع: حكاية إخبارهم فيما بينهم، أي: قال بعضهم [لبعض]، وهو المختار لعمومه، وفيه تضرع وخضوع.
والحلي: الزينة، وتجمع على فعول.
وجه الضم [أن] الأصل كان «حلوى» اجتمعا-[أي: الواو والياء]، [و] سبق أحدهما بالسكون؛ فقلب [الواو] ياء، وأدغم في الياء على حد: «ثدى» ثم كسرت اللام اتباعا [للياء].
ووجه الكسرة مجانستها للام فهي إتباع.
ووجه يعقوب: أنه مفرد على إرادة الجنس). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/339] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "حليهم" [الآية: 148] فحمزة والكسائي بكسر الحاء واللام وتشديد الياء مكسورة على الاتباع
[إتحاف فضلاء البشر: 2/62]
لكسرة اللام، وافقهما ابن محيصن، وقرأ يعقوب بفتح الحاء وسكون اللام وتخفيف الياء، إما مفرد أريد به الجمع أو اسم جمع مفرده حلية كقمح وقمحة، والباقون بضم الحاء وكسر اللام وتشديد الياء مكسورة جمع حلى كفلس وفلوس، والأصل حلوى اجتمعت الواو والياء، وسبقت إحداهما بالسكون قلبت الواو ياء، وادغمت في الياء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/63]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وضم" هاء "يهديهم" يعقوب وكذا "أيديهم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/63]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {حليهم} [148] قرأ الأخوان بكسر الحاء، والباقون بالضم، ولا خلاف بين السبعة في كسر اللام، وتشديد الياء وكسرها). [غيث النفع: 638]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ (148)}
{قَوْمُ مُوسَى}
- إدغام الميم في الميم عن أبي عمرو ويعقوب.
{مُوسَى}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيتين/51 و92 من سورة البقرة.
{حُلِيِّهِمْ}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم والحسن وأبو جعفر وشيبة (حليهم) بضم الحاء جمع حلي، وأصل: حلي: حلوي، اجتمعت الواو والياء وسبقت الواو بالسكون فقلبت ياء وأدغمت في الياء وكسرت اللام لأجل الياء.
- وقرأ حمزة والكسائي وهبيرة عن حفص عن عاصم وابن محيصن وعبد الله بن مسعود ويحيى بن وثاب وطلحة بن مصرف والأعمش (حليهم) بكسر الحاء إتباعًا لحركة اللام.
قال الطوسي: (... كره الخروج من الضمة إلى الكسرة، وأجراه مجرى (قسي) جمع قوس.
[معجم القراءات: 3/162]
- وقرأ يعقوب الحضرمي (حليهم) بفتح الحاء وسكون اللام وتخفيف الياء، وهو مفرد يراد به الجنس، أو اسم جمع.
وذكر ابن الجزري أنه انفرد فارس بن أحمد عن يعقوب بضم الهاء، وقال: لم يرو ذلك غيره: (حليهم)، ثم ذكر في موضع آخر من النشر أنها قراءة فارس عن رويس.
{خُوَارٌ}
- قرأ علي بن أبي طالب وأبو السمال (جؤار) بالجيم من (جأر) إذا صاح بشدة صوت.
وذكر الأخفش هذه القراءة، ثم قال: (وكل من لغات العرب).
- وقرأ أبو رزين العقيلي وأبو مجلز (جوار) بجيم مضمومة من غير همز.
- وقراءة الجماعة (خوار) بالخاء المعجمة.
{وَلَا يَهْدِيهِمْ}
- قرأ يعقوب (ولا يهديهم) بضم الهاء على الأصل، وهو مذهبه فيها.
- وقراءة الجماعة (ولا يهديهم) بكسر الهاء لمجاورة الياء.
{اتَّخَذُوهُ}
- تقدمت قراءة ابن كثير في الوصل (اتخذوهو) انظر الآية/146 من هذه السورة). [معجم القراءات: 3/163]

قوله تعالى: {وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (149)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (37 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {لَئِن لم يَرْحَمنَا رَبنَا وَيغْفر لنا} 149 وفي الرّفْع وَالنّصب من قَوْله {رَبنَا}
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَعَاصِم {لَئِن لم يَرْحَمنَا رَبنَا وَيغْفر لنا} بِالْيَاءِ و{رَبنَا} بِالرَّفْع
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي (لَئِن لم ترحمنا رَبنَا وَتغْفر لنا) بِالتَّاءِ وَنصب {رَبنَا}). [السبعة في القراءات: 294]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ترحمنا وتغفر لنا) بالتاء (ربنا) نصب كوفي، - غير
[الغاية في القراءات العشر: 259]
عاصم ). [الغاية في القراءات العشر: 260]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (دكاء) [143]: بالمد، و(الرشد) [146]: بفتحتين، و(تغفر) [149]
[المنتهى: 2/709]
و(ترحمنا) [149]: بالتاء، (ربنا) [149]: نصب: هما، وخلف، وافق المفضل في التاء، والباء). [المنتهى: 2/710] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (لئن لم ترحمنا) بالتاء (ربنا) بالنصب (وتغفر لنا) بالتاء أيضًا، وقرأ الباقون بالياء فيهما ورفع (ربنا) ). [التبصرة: 219]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {ترحمنا ربنا وتغفر لنا} (149): بالتاء فيهما، ونصب الباء من: {ربنا}.
[التيسير في القراءات السبع: 293]
والباقون: بالياء فيهما، ورفع الباء). [التيسير في القراءات السبع: 294]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف: (ترحمنا ربنا وتغفر لنا) بالتّاء فيهما ونصب الباء من ربنا والباقون بالياء ورفع الباء). [تحبير التيسير: 378]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا) بتاءين ونصب الباء الْأَعْمَش، وطَلْحَة، والهمداني، والزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ، والمفضل، وأبان، وحَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ، والكسائي غير قاسم، وهو الاختيار؛ لأنه أحسن في الرغبة إلى اللَّه، الباقون على الخبر). [الكامل في القراءات العشر: 556]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([143]- {دَكًّا} بالمد، و{الرُّشْدِ} [146] بفتحتين، و{حُلِيِّهِمْ} [148] بكسر الحاء.
و {يَرْحَمْنَا} بالتاء {رَبُّنَا} [149] نصب: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/649] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (700 - وَخَاطَبَ يَرْحَمْنَا وَيَغْفِرْ لَنَا شَذاً = وَبَا رَبَّنَا رَفْعٌ لِغَيْرِهِمَا انْجَلاَ). [الشاطبية: 55]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([700] وخاطب يرحمنا ويغفر لنا (شـ)ذًا = وبا ربنا رفعٌ لغيرهما انجلى
الشذاء: حدة ذكاء الرائحة، والشذا: بقية القوة.
قال الراجز:
[فتح الوصيد: 2/936]
فاطم ردي لي شذًا من نفسي
والشذى: العود.
قال الشاعر:
إذا ما مشت نادی بما في ثيابها = ذكي الشذا والمندلي المطير
كأن هذه القراءة ذكت ريحها من قبل أنها عمت وشملت المعنيين، لأنها دلت على المخاطبة والإخبار؛ أو لأن المخاطبة، إنما تكون عن بقية قوة في النفس.
وفي قراءة أبي: (قالوا ربنا لين لم ترحمنا وتغفر لنا).
ووجه القراءتين ظاهر، ويصح أن يكونوا جمعوا بين المخاطبة والخير). [فتح الوصيد: 2/937]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([700] وخاطب يرحمنا ويغفر لنا شذا = وبا ربنا رفعٌ لغيرهما انجلا
ب: (الشذا): كسر العود أو شدة ذكاء الرائحة، (انجلى): وضح.
ح: (يرحمنا): فاعل (خاطب) أسند المخاطبة إليه لأن فيه خطابًا، (شذا): حال، (با): مبتدأ قصرت ضرورة، وأضيف إلى (ربنا)، (رفعٌ): خبره، أي: مرفوعه، (انجلى): صفة، (لغيرهما): متعلق به.
ص: يعني قرأ حمزة والكسائي: (لئن لم ترحمنا ربنا وتغفر لنا) [149] بتاء الخطاب ونصب ياء (ربنا) على أنه منادى مضاف، والباقون: بالغيبة
[كنز المعاني: 2/258]
فيهما، ورفع {ربُنا} على أنه فاعل.
وقال: (رفعٌ لغيرهما): ليعلم أن النصب لهما). [كنز المعاني: 2/259]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (700- وَخَاطَبَ يَرْحَمْنَا وَيَغْفِرْ لَنَا "شَـ"ـذًا،.. وَبَا رَبَّنَا رَفْعٌ لِغَيْرِهِمَا انْجَلا
أي مشبها شذا أو ذا شذا، وهو العود؛ لأنهما قرءا على الخطاب ونصبا ربنا على حذف حرف النداء وقراءة الباقين على الغيب وإسناد الفعلين إلى ربنا، فلهذا رفع على الفاعلية والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/183]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (700 - وخاطب يرحمنا ويغفر لنا شذا = وبا ربّنا رفع لغيرهما انجلا
قرأ حمزة والكسائي: لئن لّم ترحمنا ربّنا وتغفر لنا بتاء الخطاب في الفعلين ونصب باء رَبُّنا وقرأ غيرهما بياء الغيب في الفعلين ورفع باء رَبُّنا). [الوافي في شرح الشاطبية: 275]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِالْخِطَابِ فِيهِمَا، وَنَصَبَ الْبَاءَ مِنْ " رَبُّنَا "، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ فِيهِمَا وَرَفْعِ الْبَاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/272]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {يرحمنا ربنا ويغفر لنا} [149] بالخطاب فيهما ونصب باء {ربنا}، والباقون بالغيب والرفع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 525]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (644- .... .... .... وخاطبوا = يرحم ويغفر ربّنا الرّفع انصبوا
645 - شفا .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وخاطبوا) يريد قوله تعالى «لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا» قرأهما بالتاء على الخطاب مع نصب الباء من ربنا حمزة والكسائي وخلف على أنهما حكاية قولهم حيث خاطبوا الله بدعائهم ونصب ربنا على النداء وحرف النداء محذوف: أي يا ربنا، والباقون بالغيب ورفع ربنا على أنه حكاية قولهم مخبرين عن أنفسهم ورفع ربنا بإسناد فعل الرحمة إليه). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 237]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وآخر الكهف (حما) وخاطبوا = يرحم ويغفر ربّنا الرّفع انصبوا
(شفا) وحليهم مع الفتح (ظ) هر = واكسر (رضى) وأمّ ميمه كسر
ش: أي: قرأ [ذو] (حما) البصريان: مما علمت رشدا بالكهف [الآية: 66] بفتحتين، والباقون بضم الراء وسكون الشين.
وقرأ (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: لئن لم ترحمنا ربّنا وتغفر لنا [الأعراف: 149] بتاء الخطاب في الفعلين، ونصب باء ربنا، والباقون بياء الغيب ورفع باء ربّنا.
وقرأ ذو ظاء (ظهر) يعقوب: من حليهم [الأعراف: 148] بفتح الحاء، وإسكان اللام، وكسر الياء، وقرأ مدلول (رضى) حمزة والكسائي بكسر الحاء واللام، وتشديد الياء،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/338]
والباقون كذلك، لكن مع ضم الحاء.
تنبيه:
في الكهف من أمرنا رشدا، [و] من هذا رشدا [الآيتان: 10، 24]، وهما متفقا الفتح.
وجه الرشد: قول الكسائي: «هما لغتان بمعنى: كالعدم والعدم».
وعن أبي عمرو: الضم في الصلاح، والفتح [في] الدين، وعليه فإن ءانستم منهم رشدا [النساء: 6]، [و] قد تبيّن الرّشد [البقرة: 256]، ومن أمرنا رشدا [الكهف: 10] يلغي الفرق، ومن فرق جمع.
ووجه الخطاب: حكاية دعائهم، والفاعل مستتر، وربنا [نصب] منادى مضاف.
ووجه الغيب والرفع: حكاية إخبارهم فيما بينهم، أي: قال بعضهم [لبعض]، وهو المختار لعمومه، وفيه تضرع وخضوع.
والحلي: الزينة، وتجمع على فعول.
وجه الضم [أن] الأصل كان «حلوى» اجتمعا-[أي: الواو والياء]، [و] سبق أحدهما بالسكون؛ فقلب [الواو] ياء، وأدغم في الياء على حد: «ثدى» ثم كسرت اللام اتباعا [للياء].
ووجه الكسرة مجانستها للام فهي إتباع.
ووجه يعقوب: أنه مفرد على إرادة الجنس). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/339] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" دال "قد ضلوا" ورش وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/63]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا" [الآية: 149] فحمزة والكسائي وخلف بالخطاب فيهما، ونصب الباء من ربنا على النداء، وافقهم الأعمش والباقون بالغيب فيهما، ورفع ربنا على أنه فاعل وأدغم راء "يغفر لنا" أبو عمرو بخلف عن الدوري). [إتحاف فضلاء البشر: 2/63]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر إدغام الراء في اللام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/64]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يرحمنا ربنا ويغفر لنا} [149] قرأ الأخوان بتاء الخطاب في الفعلين، ونصب باء {ربنا} والباقون بياء الغيب فيهما، ورفع الباء). [غيث النفع: 638]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (149)}
{سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ}
- قراءة الجماعة (سقط في أيديهم)، بضم أوله وكسر ثانيه على البناء للمفعول.
- وقرأت فرقة منهم ابن السميفع وطاووس (سقط) مبنيًا للفاعل.
قال ابن عطية: (حكاه الزجاج).
وقرأ ابن أبي عبلة (أسقط في أيديهم) رباعيًا مبنيًا للمفعول.
قال الفراء:
(ويقال: أسقط، لغة، و(سقط في أيديهم) أكثر وأجود).
وقال الزجاج:
(يقال للرجل النادم على ما فعل، الحسر على ما فرط منه، قد سقط في يده، وأسقط، وقد رويت (سقط) في القراءة).
قال ابن عطية: (أسقط: وهي لغة حكاها الطبري...).
{أَيْدِيهِمْ}
- قرأ يعقوب (أيديهم) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة (أيديهم) بكسرها لمجاورة الياء.
{قَدْ ضَلُّوا}
- قرأ أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وورش وخلف وهشام
[معجم القراءات: 3/164]
وروح بخلاف عنه (قد ضلوا) بإدغام الدال في الضاد.
- وقرأ ابن كثير وعاصم ونافع وأبو جعفر ويعقوب وقالون بإظهار الدال.
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز.
{لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا}
- قرأ حمزة والكسائي والشعبي وابن وثاب وعاصم الجحدري وطلحة بن مصرف والأعمش وأيوب وخلف والمفضل وعبد الله بن مسعود (لئن لم ترحمنا ربنا وتغفر لنا) على الخطاب في الفعلين، ونصب (ربنا) على النداء.
- وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحفص وأبو بكر وعاصم ومجاهد والحسن والأعرج وأبو جعفر وشيبة بن نصاح ويعقوب (لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا) بالياء فيهما، ورفع (ربنا) على أنه الفاعل.
- وفي مصحف أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود وقراءتهما (قالوا: ربنا لئن لم ترحمنا وتغفر لنا) وذلك بتقديم المنادى: ربنا.
[معجم القراءات: 3/165]
قال الفراء:
(قالوا لئن لم ترحمنا ربنا) نصب بالدعاء...، ويقرأ: لئن لم يرحمنا ربنا.
والنصب أحب إلي؛ لأنها في مصحف عبد الله: قالوا: ربنا لئن لم ترحمنا).
{وَيَغْفِرْ لَنَا}
- أدغم أبو عمرو الراء في اللام من رواية السوسي، واختلف عنه من رواية الدوري، ووافق أبا عمرو على الإدغام ابن محيصن واليزيدي). [معجم القراءات: 3/166]

قوله تعالى: {وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (150)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (38 - وَاخْتلفُوا في كسر الْمِيم وَفتحهَا من قَوْله {قَالَ ابْن أم إِن الْقَوْم} 150
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَحَفْص عَن عَاصِم {قَالَ ابْن أم} نصبا وفي طه 94 مثله
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر {قَالَ ابْن أم} بِكَسْر الْمِيم فيهمَا وَأما الْهمزَة فمضمومة). [السبعة في القراءات: 295]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يا ابن أم) وفي طه، بالكسر، شامي، كوفي - غير حفص ). [الغاية في القراءات العشر: 260]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ابن أم) [150]، وفي طه [94]: بكسر الميم دمشقي، وكوفي غير المفضل وحفص، وفتح أبو بشر هناك). [المنتهى: 2/710]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي (قال ابن أم) بكسر الميم هنا وفي طه، وفتحهما الباقون). [التبصرة: 219]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر، وأبو بكر، وحمزة، والكسائي: {قال ابن أم} (150)، هنا، وفي طه (94): بكسر الميم.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 294]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائيّ وخلف: (قال ابن أم) هنا وفي طه كسر الميم، والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 379]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((ابْنَ أُمَّ)، وفي طه بكسر الميم دمشقي، والزَّعْفَرَانِيّ، وكوفي غير حفص، وابن سعدان، والمفضل طريق جبلة فتح أبو بشر هناك، الباقون بفتح الميم، وهو الاختيار على الندبة أو على بدل الألف من الباء). [الكامل في القراءات العشر: 556]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([150]- {ابْنَ أُمَّ} هنا، وفي [طه: 94] بكسر الميم: ابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي). [الإقناع: 2/649]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (701 - وَمِيمَ ابْنَ أُمَّ اكْسِرْ مَعًا كُفْؤَ صُحْبَةٍ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 55]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([701] وميم ابن أم اكسر معًا (كـ)فؤ (صحبةٍ) = وآصارهم بالجمع والمد (كـ)للا
(معًا): هاهنا وفي طه؛ أي: اكسر میم {ابن أم}، كفؤًا لـ(صحبة).
ووجهه، أنه حذف منه ياء الإضافة، وبقيت الكسرة دالة عليها.
وأما الفتح، فوجهه أنهما اسمان جعلا اسمًا واحدًا وبنيا على الفتح، كخمسة عشر، لكثرة الاستعمال). [فتح الوصيد: 2/937]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([701] وميم ابن أم اكسر معًا كفؤ صحبةٍ = وآصارهم بالجمع والمد كللا
ب: (كُللا): أي جعل مكللا من الإكليل، وهو: التاج.
ح: (ميم): نصب على مفعول (اكسر)، (معًا): حال منه، (كفؤ صحبةٍ): حال من فاعل (اكسر)، (آصارهم ... كُللا): مبتدأ وخبر، (بالجمع): متعلق بـ (كللا).
ص: أي: اكسر عن ابن عامر وحمزة والكسائي وأبي بكر: الميم في (ابن أم) في الموضعين معًا هنا: (قال ابن أم إن القوم استضعفوني) [150]، وفي طه: (قال يابنؤم لا تأخذ بلحيتي) [94]، والباقون: بالفتح، والفتح للتخفيف؛ لأنه لما استطيل المنادى بالمضاف إليه خفف بحذف ياء المتكلم، ثم أبدل الكسر فتحًا فيهما، والكسر على أنه حذف الياء وبقي الكسر.
وقرأ ابن عامر: (ويضع عنهم إصارهم) [157] بالجمع ومد الهمز، والباقون: {إصرهم} بالإفراد والقصر.
[كنز المعاني: 2/259]
ومعنى (كللا): أي جعل آصارهم مكللًا بالجمع والمد). [كنز المعاني: 2/260] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (701- وَمِيمَ ابْنَ أُمَّ اكْسِرْ مَعًا "كُفْؤَ" "صُحْبَةٍ"،.. وَآصَارَهُمْ بِالجَمْعِ وَالمَدِّ "كُـ"ـلِّلا
معا يعني: هنا وفي طه وفتح الميم وكسرها لغتان). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/184]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (701 - وميم ابن أمّ اكسر معا كفؤ صحبة = وآصارهم بالجمع والمدّ كلّلا
قرأ ابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي: قالَ ابْنَ أُمَّ هنا، قالَ يَا بْنَ أُمَّ في طه. بكسر الميم في الموضعين، وقرأ غيرهما بنصبها فيهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 275]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: ابْنَ أُمَّ هُنَا، وَفِي طه يَاابْنَ أُمَّ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَأَبُو بَكْرٍ بِكَسْرِ الْمِيمِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهِمَا فِيهِمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/272]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف وأبو بكر {ابن أم} هنا [150]، وفي طه [94] بكسر الميم، والباقون بالفتح فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 525]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(645- .... .... .... .... .... = .... .... وأمّ ميمه كسر
646 - كم صحبةٍ معًا .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وأم ميمه كسر) أي كسر ميم أم في قوله تعالى «ابن أم» كما سيأتي في البيت الآتي:
(ك) م (صحبة) معا وآصار اجمع = واعكس خطيئات (ك) ما الكسر ارفع
يعني قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف وشعبة «ابن أمّ، ويا ابن أمّ» في طه بكسر الميم، والباقون بفتحهما وهما لغتان). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 238]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
(ك) م (صحبة) معا وآصار اجمع = واعكس خطيئات (ك) ما الكسر ارفع
(عمّ) (ظ) بى وقل خطايا (ح) صره = مع نوح وارفع نصب حفص معذره
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، و(صحبة) حمزة، والكسائي، [وأبو بكر، وخلف]: قال ابن أمّ إن القوم هنا [الآية: 150]، [و] قال يابن أمّ لا تأخذ في طه [الآية: 94] بكسر الميم، والباقون بفتحها.
وقرأ ذو كاف (كما) ابن عامر وضع عنهم آصارهم [الأعراف: 157] بفتح الهمزة
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/339]
وفتح الصاد [بين ألفين على الجمع] [وقرأ] الباقون بكسر الهمزة وإسكان الصاد وحذف الألفين.
وقرأ ذو كاف (كما) ابن عامر أيضا: خطيئتكم [الأعراف: 161] بعكس آصارهم، أي: قرأها بالإفراد، والباقون بالجمع.
ورفع التاء منه مدلول (عم) المدنيان، [وابن عامر]، وظاء (ظبا) يعقوب؛ والباقون بكسرها.
وقرأ ذو حاء (حصرة) أبو عمرو خطاياكم بوزن «مطاياكم» على التكسير هنا [الآية: 161]، وفي نوح مما خطاياهم [الآية: 25]، والباقون خطيئاتكم على التصحيح.
وقرأ حفص قالوا معذرة [الأعراف: 164] بنصب التاء؛ فلذا أمر برفع نصب حفص، أي: النصب الذي ثبت لحفص، ورفعه للباقين.
تفريع:
تقدم في البقرة أن المدنيين، ويعقوب، وابن عامر يقرءون: تغفر بتاء التأنيث؛ فصار المدنيان ويعقوب بتأنيث تغفر، وخطيئاتكم بجمع التصحيح والرفع، وابن
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/340]
عامر كذلك، لكن بإفراد خطيئتكم، وأبو عمرو نّغفر بالنون وخطاياكم بوزن «مطاياكم»، والباقون بالنون، وخطيئتكم بجمع التصحيح وكسر التاء.
تنبيه:
علمت صيغة قراءة الباقين في (خطيئات) من لفظه.
وعلم من إفراده بنوح: أن ابن عامر يقرأ فيها كالجماعة هنا باعتبار الجمع.
وعلم أنهم فيه بالكسر؛ حملا على الأقرب أو النظير، ولا يتطرق إلى نوح إفراده؛ لأنه لم يندرج في الأول.
وقال في ميم (ابن أم) كسر، لا جر؛ وإن كان مجرورا؛ تنبيها على [أن] الكسرة حركة إتباع لا إعراب.
ولما كان الكسر [المطلق] يحمل على الأول؛ نص على الميم، وعلم جمع «آصار» من قوله: «اجمع»، وخصوص الوزن من لفظه.
وجه كسر ابن أم: أن المنادى المضاف إلى ياء المتكلم فيه ست لغات، ثم لما كثر استعمال: ابن أمي وابن عمي؛ نزلا منزلة الكلمة الواحدة؛ فجرى المضاف إلى المنادى مجرى المنادى في جواز اللغات؛ فحذفت ياء المتكلم، وبقيت كسرة المجانسة دالة عليها، وكسرة الجر مقدرة على الصحيح.
ووجه الفتح: أنهم قلبوا الياء ألفا تخفيفا؛ فانفتحت الميم، ثم حذفوا الألف، وبقيت الفتحة دالة عليها، ففتحة «ابن» عليهما [فتحة] إعراب.
أو بناء كخمسة عشر؛ بالشبه اللفظي، ففتحة «ابن» بناء.
ووجه جمع آصارهم أنه مصدر «أصره» [أي]: حبسه وأثقله حملا، وإنما يدل على اختلاف أنواعه، وعليه رسم الشامي و[وجه] توحيده: أن لفظ المصدر يدل على الكثرة، وعليه بقية الرسوم.
ووجه [توحيد] خطيئتكم إرادة الجنس، وهو على صريح الرسم.
ووجه الجمع: النص على الإفراد.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/341]
ووجه التصحيح: المحافظة على صيغة الواحد، ووضعه للثلاثة إلى العشرة؛ لكنه استعمل للكثرة كالمسلمين والمسلمات، ويوافق الرسم تقديرا.
ووجه التكسير: النص على الكثرة، ويوافقه تقديرا.
وأصله خطايئ بوزن «فعايل» قلبت الياء همزة؛ فاجتمع همزتان؛ فقلبت الثانية، [وفتحت] الأولى؛ فانقلبت [الياء] ألفا ثم الأولى ياء. [هذا أحد قولي] الخليل وسيبويه.
والآخر تأخير الياء، وتقدم الهمزة ثم كذلك، ووزنه على هذا «فعالى»، وكلاهما لا ينصرفان.
ووجه رفع التاء: أنه نائب، ووجه نصبه أنه مفعول مبنى للفاعل.
ووجه رفع معذرة: جعلها خبر مبتدأ «موعظة» لسيبويه، و«هذه» لأبي عبيد.
ووجه نصبها: مفعول مطلق أوله، أي: يعتذرون اعتذارا، [أو يعظهم للاعتذار] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/342] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء الإضافة "من بعدي أعجلتم" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/63]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ابْنَ أُم" [الآية: 150] هنا وفي [طه الآية: 94] فابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف بكسر الميم فيهما كسر بناء عند البصريين، لأجل ياء المتكلم
[إتحاف فضلاء البشر: 2/63]
والباقون بفتحها فيهما لتركيبهما تركيب خمسة عشر بالشبه اللفظي عندهم، فعلى هذا ليس ابن مضافا لأم، بل مركب معها، ومذهب الكوفيين أن ابن مضاف لأم، وأم مضافة للياء قلبت الياء ألفا تخفيفا فانفتحت الميم كقوله: "يا بنت عما لا تلومي واهجعي" ثم حذفوا الألف وبقيت الفتحة دالة عليها، ويوقف عليه لحمزة بالتحقيق والتسهيل كالواو). [إتحاف فضلاء البشر: 2/64]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن تشمت بفتح التاء والميم جعله لازما فرفع به الأعداء على الفاعلية، وعنه ضم باء "رب اغفر" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/64]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بئسما} [150] أبدل همزه ورش والسوسي، وذكر صاحب البدور أنها مما اتفق على وصلها، والحق أن الخلاف ثابت فيها، لكن المشهور الوصل). [غيث النفع: 639]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بعدي أعجلتم} قرأ الحرميان وبصري بفتح الياء وصلاً، والباقون بالإسكان {برأس} إبدالة للسوسي لا يخفى). [غيث النفع: 639]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ابن أم} قرأ الأخوان والشامي وشعبة بكسر الميم، على أن أصله (أمي) بإضافته إلى ياء المتكلم، ثم حذفت الياء، وبقيت الكسرة دالة عليها، والباقون بفتحها، على جعل الاسمين اسمًا واحدًا، وبنيا على الفتح، كخمسة عشر). [غيث النفع: 639]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (150)}
{مُوسَى}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآية/51 من سورة البقرة.
{بِئْسَمَا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر وورش من طريق الأصبهاني، واليزيدي والسوسي (بيسما) بإبدال الهمزة الساكنة ياء.
- وهي قراءة حمزة في الوقف.
{مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وأبو جعفر وابن محيض واليزيدي (من بعدي...) بفتح الياء في الوصل.
- وقراءة الباقين (من بعدي...) بسكون الياء.
[معجم القراءات: 3/166]
{أَمْرَ رَبِّكُمْ}
- أدغم الراء في الراء أبو عمرو ويعقوب.
- وروي عنهما الاختلاس أيضًا.
{وَأَلْقَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وعن الأزرق وورش الفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{بِرَأْسِ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وورش والأصبهاني وأبو جعفر واليزيدي (براس) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون على القراءة بالهمز.
{قَالَ ابْنَ أُمَّ}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب (... ابن أم) بفتح الميم.
قال الكوفيون: أصله ابن أماه، حذفت الألف تخفيفًا، وسقطت هاء السكت لأنه درج.
وقال سيبويه: هما اسمان بنيا على الفتح كاسم واحد كخمسة عشر ونحوه، فعلى قوله تكون الحركة حركة بناء وليس
[معجم القراءات: 3/167]
مضافًا إليه (ابن).
وقال الأخفش: (وذلك -والله أعلم- أنه جعله اسمًا واحدًا..).
- وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وابن عامر وخلف والمفضل والحسن والأعمش (... ابن أم) بكسر الميم، والأصل فيه: ابن أمي، فحذفت ياء المتكلم، واكتفي بالكسرة.
قال الأخفش وأبو حاتم: (... بالكسر كما تقول: يا غلام أقبل، وهي لغة شاذة، والقراءة بها بعيدة، وإنما هذا فيما يكون مضافًا إليك، فأما المضاف إلى مضاف إليك فالوجه أن تقول: يا غلام غلامي، ويا بن أخي...
وقال الزجاج والنحاس: (ولكن لها وجه حسن جيد، يجعل الابن مع الأم.. اسمًا واحدًا بمنزلة قولك: يا خمسة عشر اقبلوا، فحذفت الياء كما حذفت من يا غلام.
وقال الخفش: (.. فجعله على لغة الذين يقولون: هذا غلام قد جاء، أو جعله اسمًا واحدًا آخره مكسور مثل: (خازبازِ)، وهو اسم ذباب، وهما اسمان جعلا واحدًا وبنيا على الكسر.
- وقرأ محمد بن السميفع اليماني: (... ابن أمي) بإثبات ياء الإضافة ساكنةً.
قال الأخفش:
(... وهو القياس، ولكن الكتاب ليست فيه ياء، فلذلك كره هذا...).
[معجم القراءات: 3/168]
- وقال الزجاج:
(ومن العرب من يقول: يا بن أمي، بإثبات الياء).
- وذكر ابن خالويه أن عيسى بن عمر قرأ (يا بن أمي) بفتح الياء.
قال أبو حيان:
(وأجود اللغات الاجتزاء بالكسرة عن ياء الإضافة.
- وقرأ بعضهم (ابن إم) بكسر الهمزة والميم معًا.
وذكر سيبويه أن كسر الهمزة والميم من (أمك) لغة، وقال الكسائي: (هي لغة كثير من هوازن وهذيل).
وتقدمت قراءة (فلإمه..) في الآية/11 من سورة النساء، عن حمزة والكسائي والأعمش وعليّ. وهي بكسر الهمزة والميم.
- والوقف لحمزة على (أم) بالتحقيق، والتسهيل كالواو، وصورة التسهيل (ابن وم).
{فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ}
- قراءة الجماعة (فلا تشمت بي الأعداء) بضم التاء وكسر الميم من (أشمت)، وهي اللغة الفصيحة المشهورة.
[معجم القراءات: 3/169]
قال الزمخشري:
(فلا تفعل بي ما هو أمنيتهم من الاستهانة بي والإساءة إلي).
- وقرأ ابن محيصن ومجاهد ومالك بن دينار وقطرب والأعرج وعبد الله بن عباس [وابن عاصم] (فلا تشمت بي الأعداء) بفتح التاء والميم، على تأنيث الجماعة، وجعل الفعل لازمًا. ورفع به (الأعداء) على الفاعلية، والنهي في اللفظ للأعداء، وفي المعنى لغيرهم، وهو موسى كما تقول: لا أرينك هنا.
قال النحاس:
(... كما قالت العرب: لا أرينك ههنا، والمعنى: لا تفعل بي ما تشمت من أجله الأعداء).
- وقرأ مجاهد (فلا تشمت بي الأعداء) بفتح التاء والميم، ونصب الأعداء؛ والتقدير: لا تشمت أنت بي فتشمت بي الأعداء. فحذف الفعل.
قال أبو الفتح:
(الذي رويناه عن قطرب في هذا أن قراءة ابن مجاهد (فلا تشمت بي الأعداء) رفع -كما ترى- بفعلهم، فالظاهر انصرافه إلى الأعداء، ومحصوله: يا رب لا تشمت أنت بي الأعداء كقراءة الجماعة).
- وقرأ ابن محيصن ومجاهد وحميد الأعرج وأبو العالية والضحاك وأبو رجاء (فلا تشمت بي الأعداء) بفتح التاء وكسر الميم، ونصب الأعداء.
[معجم القراءات: 3/170]
قال أبو جعفر:
(ولا وجه لهذه القراءة؛ لأنه إن كان من شمت وجب أن يقول: تشمت، وإن كان من أشمت وجب أن يقول: تشمت)، ونقل هذا القرطبي عن أبي جعفر النحاس.
وقال ابن قتيبة:
(وقرأ آخر: فلا تشمت بي الأعداء بفتح التاء وكسر الميم، ونصب الأعداء، وإنما هو من أشمت الله العدو فهو يشمته، ولا يقال: شمت الله العدو).
- قرأ حميد بن قيس وأبو الجوزاء وابن أبي عبلة (فلا تشمت بي الأعداء) بفتح التاء وكسر الميم على أنه فعل لازم ارتفع به الأعداء، وأنكر أبو جعفر النحاس القراءة بكسر الميم، وقد نقلته قبل قليل.
- وذكر الشهاب الخفاجي أنه قرئ (فلا تشمت بي الأعداء) وقال: (بفتح التاء وضم الميم ... على حد: لا أرينك ههنا).
قلت: ذكر الكسائي ما يؤيد صواب هذه القراءة، إذ قال: (شمت مثل فرغت وفرغت..) ونقل هذا عنه الفراء.
- ووجدت في اللسان قراءة عن مجاهد (فلا تشمت بي الأعداء) كذا جاء الضبط بضم التاء وفتح الشين وتشديد الميم مكسورة من (شمت).
[معجم القراءات: 3/171]
ثم قال: (قال الفراء: لم نسمعها من العرب، فقال الكسائي: لا أدري لعلهم أرادوا: فلا تشمت بي الأعداء، فإن تكن صحيحة فلها نظائر، العرب تقول: فرغت وفرغت..).
كذا جاء النص، وفي ضبط هذه القراءة وهم وخطأ، وتبعه صاحب التاج في نقلها عنه على النحو الذي رأيت.
والنص عند الفراء في معاني القرآن: (حدثنا سفيان بن عيينة عن رجل -أظنه الأعرج- عن مجاهد أنه قرأ (فلا تشمت بي) ولم يسمعها من العرب، فقال الكسائي: ما أدري لعلهم أرادوا (فلا تشمت بي الأعداء فإن تكن صحيحة فلها نظائر...).
فتأمل فرق ما بين نص الفراء وضبط العلماء لنصي اللسان والتاج!!
ولقد رجعت إلى معاني الفراء فاتضح لي الضبط الصحيح لهذه القراءة كما جاءت عنده، وإليك نصه:
قال: (حدثنا محمد، قال/ حدثنا الفراء، قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن رجل -أظنه الأعرج- عن مجاهد أنه قرأ: (فلا تشمت بي) ولم يسمعها من العرب. فقال الكسائي: ما أدري لعلهم أرادوا: فلا تشمت بي الأعداء، فإن تكن صحيحة فلها نظائر، العرب تقول: فرغت وفرغت..) انتهى نص الفراء.
ومن هذا ترى أن صواب ما جاء في اللسان والتاج (فلا تشمت) كذا بفتح التاء، وكسر الميم وتخفيفها، وليس كما ضبطت فيهما.
فإن فتح الله على أحد الإخوة القراء بغير هذا، فليعلمني مما علمه الله، وليردني إلى الصواب، وله من الله حسن الثواب، وخير الجزاء.
[معجم القراءات: 3/172]
- وروي عن مجاهد أنه قرأ (فلا يشمت بي الأعداء) بالياء على الغيب.
قال الزمخشري:
(... على نهي الأعداء عن الشماتة، والمراد أنه لا يحل به ما يشمتون به لأجله) ). [معجم القراءات: 3/173]

قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (151)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (151)}
{قَالَ رَبِّ}
- عن أبي عمرو ويعقوب إدغام اللام في الراء بخلاف.
{رَبِّ اغْفِرْ}
- قراءة ابن محيصن (رب) بضم الباء على النداء، وذكروا أنها قراءته فيه كذلك حيث جاء.
وتقدم هذا في الآية/143 من هذه السورة، وكذا في الآية/126 من سورة البقرة.
{اغْفِرْ لِي}
- عن أبي عمرو من رواية السوسي إدغام الراء في اللام ووافقه ابن محيصن واليزيدي، واختلف عنه من رواية الدوري). [معجم القراءات: 3/173]

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (152)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (152)}
{الدُّنْيَا}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيتين/85 و114 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/173]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآَمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (153)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (153)}
{السَّيِّئَاتِ ثُمَّ}
- أدغم التاء في الثاء بخلافٍ أبو عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 3/174]

قوله تعالى: {وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ (154)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ (154)}
{سَكَتَ}
- قراءة الجمهور (سكت) بصيغة الماضي الثلاثي.
- وقرئ (أسكت) مبنيًا للمفعول رباعيًا، وهو كذلك في مصحف حفصة.
قال أبو معاذ، قرأت في مصحف (أسكت).
- وقرأ سعيد بن جبير وابن يعمر والجحدري (سكت) بالتشديد.
- وقرأ ابن عباس وأبو عمران (سكت عن موسى الغضب).
- وقرأ معاوية بن قرة وابن مسعود وعكرمة وطلحة (سكن) بالنون.
[معجم القراءات: 3/174]
- وقرأ ابن مسعود (سكت عن موسى الغضب) كذا بكسر الكاف وفتح السين!
- وقرئ (سكت عن موسى الغضب) على ما لم يسم فاعله مخففًا.
قال الأخفش:
(وقال بعضهم: (سكن) إلا أنها ليست على الكتاب، فتقرأ (سكت)، وكل من كلام العرب).
- وفي ومصحف عبد الله بن مسعود (ولما صبر).
- وفي مصحف أبي بن كعب (ولما انشق).
وجاءت القراءة عند ابن عطية (ولما اشتق...) كذا ولعله خطأ من المحقق في نقل القراءة وضبطها، فإن الصورة الأولى أليق بالمقام.
{مُوسَى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/51 من سورة البقرة.
{هُدًى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين/2 و5 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/175]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #31  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 08:58 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (155) إلى الآية (157) ]

{وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155) وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157)}

قوله تعالى: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل الهمزة الثانية واوا مفتوحة "من تشاء أنت" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/64]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شئت} [155] إبداله للسوسي لا يخفى). [غيث النفع: 639]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تشآء أنت} لا يخفى). [غيث النفع: 640]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الغافرين} كاف وقيل تام، فاصلة، ومنهى الربع بإجماع). [غيث النفع: 640]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155)}
{قَالَ رَبِّ}
- تقدم إدغام اللام في الراء في الآية/151.
{رَبِّ}
- وتقدمت قراءة ابن محيصن (رب) في الآية/151.
{لَوْ شِئْتَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني عن ورش (لو
[معجم القراءات: 3/175]
شيت) بإبدال الهمزة ياء.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والجماعة على تحقيق الهمز (لو شئت).
{تَشَاءُ}
- انظر الآية/213 من سورة البقرة، وفيها الآية/142، وانظر الآية/40 من سورة المائدة.
{تَشَاءُ أَنْتَ}
- هنا همزتان مضمومة فمفتوحة من كلمتين، وفيهما ما يلي:
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس (تشاء ونت) بإبدال الهمزة الثانية واوًا مفتوحة في الوصل.
- وقراءة الباقين بتحقيق الهمزتين في الوصل (تشاء أنت).
- وإذا وقف حمزة وهشام أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر، وسهلاها مع المد والقصر.
- وحمزة أطول مدًا من هشام في الوجهين الأخيرين.
{فَاغْفِرْ لَنَا}
- تقدم الاختلاف في إدغام أبي عمرو في الآية/151: (اغفر لي) من طريق السوسي والدوري، وموافقة ابن محيض واليزيدي.
{خَيْرُ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 3/176]

قوله تعالى: {وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء الإضافة من "عذابي أصيب" نافع وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/64]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "الدنيا" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو وعن الدوري عنه الكبرى أيضا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/64]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "من أشاء" بسين مهملة وفتح الهمزة على المضي،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/64]
لكن قال الداني: لا تصح هذه القراء عن الحسن). [إتحاف فضلاء البشر: 2/65]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {واكتب لنا في هاذه الدنيا حسنة}
{عذابي أصيب} [156] قرأ نافع بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 642]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أشآء} و{شيء} ما فيهما لهشام وحمزة إذا وقفا لا يخفى). [غيث النفع: 642]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156)}
{الدُّنْيَا}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيتين/85 و114 من سورة البقرة.
{وَفِي الْآخِرَةِ}
- تقدمت القراءات فيه، انظر الآية/4 من سورة البقرة.
{هُدْنَا}
- قراءة الجمهور (هدنا) بضم الهاء أي تبنا، من هاد يهود.
- وقرأ زيد بن علي ومجاهد وأبو وجزة السعدي (هدنا) بكسر الهاء، من: هاد يهيد إذا حرك، أي: حركنا أنفسنا وجذبناها لطاعتك.
ويحتمل هذا الفعل عند الزمخشري وأبي حيان وجهين:
الأول: أن يكون مبنيًا للفاعل، والضمير فاعله.
والثاني: أن يكون مبنيًا للمفعول، أي: حركنا وأملنا.
قال أبو حيان: (والضم يحتملهما).
وقال الزمخشري:
(كقولك: عدت يا مريض بكسر العين فعلت [كذا] من العيادة...، ويجوز على عدت بالإشمام، وعدت بإخلاص الضمة فيمن قال: عود المريض، وقول القول، ويجوز على هذه اللغة أن يكون (هدنا) بالضم فعلناه من هاده يهيده).
وقال العكبري:
((هدنا) المشهور ضم الهاء، وهو من هاد يهود إذا تاب، وقرئ
[معجم القراءات: 3/177]
يكسرها، وهو من: هاد يهيد إذا تحرك أو حرك، أي: حركنا إليك نفوسنا).
{قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ}
- قرأ نافع وأبو جعفر (.. عذابي أصيب..) بفتح الياء.
- وقراءة الباقين بسكونها.
{أُصِيبُ}
- قرأ الحسن وعمرو بن عبيد (أو صيب) كذا بإشباع ضمة الهمز.
- وقراءة الجماعة (أصيب) بهمز مضموم، ثم صاد بعدها.
{أُصِيبُ بِهِ}
- أدغم الباء في الباء أبو عمرو ويعقوب.
{مَنْ أَشَاءُ}
- قراءة الجماعة (أصيب به من أشاء) بالشين معجمة، ومفعول (أشاء) محذوف، أي: أصيب به من أشاء إصابته به، أو عذابه.
- وقرأ زيد بن علي الحسن وطاوس وعمرو بن فائد الإسواري (أصيب به من أساء) بالسين المهملة من الإساءة.
قال أبو عمرو الداني: (لا تصح هذه القراءة عن الحسن وطاوس، وعمرو بن فائد رجل سوء).
وقرأ بها سفيان بن عيينة مرة واستحسنها، فقام إليه عبد الرحمن المقري، وصاح به، وأسمعه، فقتل سفيان: (لم أدر، ولم أفطن لما يقول أهل البدع).
[معجم القراءات: 3/178]
وقال أبو حيان في النهر:
(وقرأ بها سفيان بن عيينة مرة، واستحسنها، وذكر أن الشافعي -رحمه الله- صحف (من أشاء) بقوله: (من أساء) ثم وجدت قراءة كما ذكرنا).
وقال أبو حيان في البحر:
(وللمعتزلة تعلق بهذه القراءة من جهة إنفاذ الوعيد، ومن جهة خلق المرء أفعاله، وأن (أساء) لا فعل فيه لله تعالى، والانفصال عن هذا كالانفصال عن سائر الظواهر).
وقال ابن جني:
(هذه القراءة أشد إفصاحًا بالعدل من القراءة الفاشية ... لأن العذاب في القراءة الشاذة مذكور علة الاستحقاق له وهو الإساءة، والقراءة الفاشية لا يتناول من ظاهرها على إصابة العذاب له، وأن ذلك الشيء يرجع إلى الإنسان، وإن كنا قد أحطنا علمًا بأن الله تعالى لا يظلم عباده، وأنه لا يعذب أحدًا منهم إلا بما جناه واجترمه على نفسه).
وفي الكشاف لم أجد على القراءة بالسين تعليقًا، ولكن الزمخشري قال في القراءة العامة (أشاء): (أي من وجب علي في الحكمة تعذيبه ولم يكن في العفو عنه مساغ لكونه مفسدة، وأما رحمتي فمن حالها وصفتها أنها واسعة تبلغ كل شيء، ما من مسلم ولا كافر ولا مطيع ولا عاص إلا وهو متقلب في نعمتي).
- والقراءة في الوقف على (أشاء) عن حمزة، بالسكون فتبدل الهمزة ألفًا، ويجتمع ألفان، فإما أن نحذف إحداهما للساكنين،
[معجم القراءات: 3/179]
أو نبقيهما لأن الوقف يحتمل اجتماع الساكنين، فإذا حذفنا إحداهما فإما أن تكون الأولى أو الثانية، فإن كانت الأولى، فالقصر، وإن كانت الثانية جاز المد والقصر، وإن أبقيتهما: مددت مدًا طويلًا، ويجوز أن يكون متوسطًا.
{شَيْءٍ}
- تقدمت القراءات فيه، انظر الآيتين/20 و106 من سورة البقرة.
{وَيُؤْتُونَ، يُؤْمِنُونَ}
- تقدمت القراءات فيهما بإبدال الهمز واوًا، انظر الآية/88 من سورة البقرة (يؤمنون)، وانظر الآية/269 من سورة البقرة (يؤتي) ). [معجم القراءات: 3/180]

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (39 - وَاخْتلفُوا في كسر الْألف وَفتحهَا من قَوْله {إصرهم} 157
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي {إصرهم} بِكَسْر الْألف
وَقَرَأَ ابْن عَامر (ءاصرهم) ممدودة الْألف على الْجمع). [السبعة في القراءات: 295]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (آصارهم) شامي). [الغاية في القراءات العشر: 260]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أنجاكم) [141]، و(ءاصارهم) [157]: بألف دمشقي). [المنتهى: 2/709] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (آصرهم) بالجمع وفتح الهمزة، وقرأ الباقون بالتوحيد وكسر الهمزة). [التبصرة: 219]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {عنهم آصارهم} (157): بفتح الهمزة، وبالألف، على الجمع.
والباقون: بكسر الهمزة، من غير ألف، على التوحيد). [التيسير في القراءات السبع: 294]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر (عنهم آصارهم) بفتح الهمزة وبالألف على الجمع، والباقون بكسر الهمزة من غير ألف على التّوحيد). [تحبير التيسير: 379]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (و" أصابهم " على الجمع دمشقي وافق ابْن مِقْسَمٍ و(آصَارَهُمْ)، الباقون بياء ونون، وهو الاختيار لموافقة أكثر المصاحف وباقي القراء (إِصْرَهُمْ) بغير ألف، والاختيار (إِصْرَهُمْ) لقوله: (وَالْأَغْلَالَ)). [الكامل في القراءات العشر: 556]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([157]- {إِصْرَهُمْ} جمع: ابن عامر). [الإقناع: 2/650]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (701- .... .... .... .... = وَآصَارَهُمْ بِالْجَمْعِ وَالْمَدِّ كُلِّلاَ). [الشاطبية: 55]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و(آصارهم)، لأنهم كانوا يحملون آصارًا.
والإصر: الثقل الذي أصر حامله؛ أي حبسه عن الحراك لثقله، وهو مثل لثقل تكاليفهم ومشاقها. وكذلك الأغلال، كلفوا في التوبة قتل النفوس، وفي الطهارة قطع النجاسة من البدن والثوب، وقتل العضو الخاطئ، وقتل قاتل الخطأ، وحرمت عليهم الشحوم والعروق في اللحم، والعمل في السبت، وتعبدوا بإحراق الغنائم، وكان فيهم من إذا قام يصلي، لبس المسوح، وغل يده إلى عنقه، وربما ثقب أحدهم ترقوته وجعل فيها طرف السلسلة، وأوثقها إلى السارية ليحبس نفسه على العبادة ... وذلك عندنا لا يجوز.
والإصر في قراءة التوحيد، يؤدي عن جميع ذلك.
وقد تقدم معنی (كلل) ). [فتح الوصيد: 2/938]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([701] وميم ابن أم اكسر معًا كفؤ صحبةٍ = وآصارهم بالجمع والمد كللا
ب: (كُللا): أي جعل مكللا من الإكليل، وهو: التاج.
ح: (ميم): نصب على مفعول (اكسر)، (معًا): حال منه، (كفؤ صحبةٍ): حال من فاعل (اكسر)، (آصارهم ... كُللا): مبتدأ وخبر، (بالجمع): متعلق بـ (كللا).
ص: أي: اكسر عن ابن عامر وحمزة والكسائي وأبي بكر: الميم في (ابن أم) في الموضعين معًا هنا: (قال ابن أم إن القوم استضعفوني) [150]، وفي طه: (قال يابنؤم لا تأخذ بلحيتي) [94]، والباقون: بالفتح، والفتح للتخفيف؛ لأنه لما استطيل المنادى بالمضاف إليه خفف بحذف ياء المتكلم، ثم أبدل الكسر فتحًا فيهما، والكسر على أنه حذف الياء وبقي الكسر.
وقرأ ابن عامر: (ويضع عنهم إصارهم) [157] بالجمع ومد الهمز، والباقون: {إصرهم} بالإفراد والقصر.
[كنز المعاني: 2/259]
ومعنى (كللا): أي جعل آصارهم مكللًا بالجمع والمد). [كنز المعاني: 2/260] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وإفراد الإصر وجمعه مضت نظائره، وهو الثقل من التكاليف وغيرها، وكفؤا حال من فاعل اكسر أو مفعوله، وقد مضى في النساء معنى كللا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/184]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (701 - .... .... .... .... .... = وآصارهم بالجمع والمدّ كلّلا
....
وقرأ ابن عامر ويضع عنهم آصارهم بفتح الهمزة ومدها وفتح الصاد ومدها على الجمع، وقرأ غيره بكسر الهمزة وسكون الصاد على الإفراد). [الوافي في شرح الشاطبية: 275]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: إِصْرَهُمْ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ (آصَارَهُمْ) بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالْمَدِّ وَالصَّادِ وَأَلِفٍ بَعْدَهَا عَلَى الْجَمْعِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَالْقَصْرِ، وَإِسْكَانِ الصَّادِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ عَلَى الْإِفْرَادِ). [النشر في القراءات العشر: 2/272]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {إصرهم} [157] بفتح الهمزة والصاد والألف بعدهما جمعًا، والباقون بكسر الهمزة وإسكان الصاد من غير ألف إفرادًا). [تقريب النشر في القراءات العشر: 525]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (646- .... .... .... وآصار اجمع = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وآصار اجمع) يريد قوله تعالى «ويضع عنهم إصرهم» قرأه «آصارهم» على الجمع ابن عامر حملا على الإعلان، والباقون بالتوحيد على أنه في الأصل مصدر والمصدر يدل على القليل والكثير، ومعنى الإصر: الثقل، يعني ثقل التكاليف وغيرها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 238]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
(ك) م (صحبة) معا وآصار اجمع = واعكس خطيئات (ك) ما الكسر ارفع
(عمّ) (ظ) بى وقل خطايا (ح) صره = مع نوح وارفع نصب حفص معذره
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، و(صحبة) حمزة، والكسائي، [وأبو بكر، وخلف]: قال ابن أمّ إن القوم هنا [الآية: 150]، [و] قال يابن أمّ لا تأخذ في طه [الآية: 94] بكسر الميم، والباقون بفتحها.
وقرأ ذو كاف (كما) ابن عامر وضع عنهم آصارهم [الأعراف: 157] بفتح الهمزة
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/339]
وفتح الصاد [بين ألفين على الجمع] [وقرأ] الباقون بكسر الهمزة وإسكان الصاد وحذف الألفين.
وقرأ ذو كاف (كما) ابن عامر أيضا: خطيئتكم [الأعراف: 161] بعكس آصارهم، أي: قرأها بالإفراد، والباقون بالجمع.
ورفع التاء منه مدلول (عم) المدنيان، [وابن عامر]، وظاء (ظبا) يعقوب؛ والباقون بكسرها.
وقرأ ذو حاء (حصرة) أبو عمرو خطاياكم بوزن «مطاياكم» على التكسير هنا [الآية: 161]، وفي نوح مما خطاياهم [الآية: 25]، والباقون خطيئاتكم على التصحيح.
وقرأ حفص قالوا معذرة [الأعراف: 164] بنصب التاء؛ فلذا أمر برفع نصب حفص، أي: النصب الذي ثبت لحفص، ورفعه للباقين.
تفريع:
تقدم في البقرة أن المدنيين، ويعقوب، وابن عامر يقرءون: تغفر بتاء التأنيث؛ فصار المدنيان ويعقوب بتأنيث تغفر، وخطيئاتكم بجمع التصحيح والرفع، وابن
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/340]
عامر كذلك، لكن بإفراد خطيئتكم، وأبو عمرو نّغفر بالنون وخطاياكم بوزن «مطاياكم»، والباقون بالنون، وخطيئتكم بجمع التصحيح وكسر التاء.
تنبيه:
علمت صيغة قراءة الباقين في (خطيئات) من لفظه.
وعلم من إفراده بنوح: أن ابن عامر يقرأ فيها كالجماعة هنا باعتبار الجمع.
وعلم أنهم فيه بالكسر؛ حملا على الأقرب أو النظير، ولا يتطرق إلى نوح إفراده؛ لأنه لم يندرج في الأول.
وقال في ميم (ابن أم) كسر، لا جر؛ وإن كان مجرورا؛ تنبيها على [أن] الكسرة حركة إتباع لا إعراب.
ولما كان الكسر [المطلق] يحمل على الأول؛ نص على الميم، وعلم جمع «آصار» من قوله: «اجمع»، وخصوص الوزن من لفظه.
وجه كسر ابن أم: أن المنادى المضاف إلى ياء المتكلم فيه ست لغات، ثم لما كثر استعمال: ابن أمي وابن عمي؛ نزلا منزلة الكلمة الواحدة؛ فجرى المضاف إلى المنادى مجرى المنادى في جواز اللغات؛ فحذفت ياء المتكلم، وبقيت كسرة المجانسة دالة عليها، وكسرة الجر مقدرة على الصحيح.
ووجه الفتح: أنهم قلبوا الياء ألفا تخفيفا؛ فانفتحت الميم، ثم حذفوا الألف، وبقيت الفتحة دالة عليها، ففتحة «ابن» عليهما [فتحة] إعراب.
أو بناء كخمسة عشر؛ بالشبه اللفظي، ففتحة «ابن» بناء.
ووجه جمع آصارهم أنه مصدر «أصره» [أي]: حبسه وأثقله حملا، وإنما يدل على اختلاف أنواعه، وعليه رسم الشامي و[وجه] توحيده: أن لفظ المصدر يدل على الكثرة، وعليه بقية الرسوم.
ووجه [توحيد] خطيئتكم إرادة الجنس، وهو على صريح الرسم.
ووجه الجمع: النص على الإفراد.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/341]
ووجه التصحيح: المحافظة على صيغة الواحد، ووضعه للثلاثة إلى العشرة؛ لكنه استعمل للكثرة كالمسلمين والمسلمات، ويوافق الرسم تقديرا.
ووجه التكسير: النص على الكثرة، ويوافقه تقديرا.
وأصله خطايئ بوزن «فعايل» قلبت الياء همزة؛ فاجتمع همزتان؛ فقلبت الثانية، [وفتحت] الأولى؛ فانقلبت [الياء] ألفا ثم الأولى ياء. [هذا أحد قولي] الخليل وسيبويه.
والآخر تأخير الياء، وتقدم الهمزة ثم كذلك، ووزنه على هذا «فعالى»، وكلاهما لا ينصرفان.
ووجه رفع التاء: أنه نائب، ووجه نصبه أنه مفعول مبنى للفاعل.
ووجه رفع معذرة: جعلها خبر مبتدأ «موعظة» لسيبويه، و«هذه» لأبي عبيد.
ووجه نصبها: مفعول مطلق أوله، أي: يعتذرون اعتذارا، [أو يعظهم للاعتذار] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/342] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وهمز "النبيء" نافع). [إتحاف فضلاء البشر: 2/65]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "التوراة" [الآية: 157] بين بين قالون وحمزة بخلفهما والأزرق، وأمالها كبرى الأصبهاني وأبو عمرو وابن ذكوان وحمزة في ثانيه، والكسائي وخلف والثاني لقالون الفتح). [إتحاف فضلاء البشر: 2/65]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "يأمرهم" بالسكون والاختلاس أبو عمرو وروى الإتمام عن الدوري عنه كالباقين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/65]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "إصرهم" فابن عامر بفتح الهمزة ومدها وفتح الصاد وألف بعدها على الجمع، والباقون بكسر الهمزة والقصر وإسكان الصاد بلا ألف على الإفراد اسم جنس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/65]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم حكم "عليهم الخبائث" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/65]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {النبيء} [157 158] معًا، قرأ نافع بالهمزة، والباقون بالياء المشددة). [غيث النفع: 642] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يأمرهم} [157] قرأ البصري بإسكان الراء، وعن الدوري الاختلاس أيضًا، والباقون بالضم). [غيث النفع: 642]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عليهم الخبائث} [157] و{عليهم الغمام} [160] و{عليهم المن} لا يخفى). [غيث النفع: 642] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إصرهم} [157] قرأ الشامي بفتح الهمزة ممدودة، وفتح الصاد، وألف بعدها، على الجمع، والباقون بكسر الهمزة، وحذف الألفين، وإسكان الصاد، على الإفراد، وتفخيم رائه للجميع). [غيث النفع: 642]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عليهم} معًا جلي). [غيث النفع: 642]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157)}
{النَّبِيَّ}
- قراءة نافع (النبيء) بالهمز في هذا اللفظ وما كان من بابه، وحيث جاء.
{الْأُمِّيَّ}
- قرأ يعقوب ومحمد بن عمر بن عبد الله بن رومي، واليماني (الأمي) بفتح الهمزة، وهو من تغيير النسب.
قال ابن جني:
(هذا منسوب إلى مصدر أممت الشيء أمًا، كقولك: قصدته
[معجم القراءات: 3/180]
قصدًا، ثم أضيفت إليه (عليه السلام..)، وقد يجوز مع هذا أن يكون أراد الأمي بضم الهمزة كقراءة الجماعة، ثم لحقه تغيير النسب كقولهم في الإضافة إلى أميه: أموي -بفتح الهمزة، وكقولهم في الدهر: دهري، وفي الأمس: إمسي، وفي الأفق: أفقي، بفتح الهمزة، وهو باب كبير واسع عنهم).
- وقراءة الجماعة (الأمي) بضم الهمزة.
{التَّوْرَاةِ}
- أماله أبو عمرو وابن ذكوان والكسائي والأصبهاني وحمزة في ثانيه وخلف واليزيدي والأعمش.
- وبالتقليل للأزرق وورش وحمزة وقالون.
- والباقون على الفتح، وهو الوجه الثاني عن قالون.
وتقدم الحديث في إمالته في الآيتين/4، 48 من سورة آل عمران.
{وَالْإِنْجِيلِ}
- تقدم الحديث في قراءة الحسن بفتح الهمزة حيث جاء (الأنجيل).
وانظر الآية/3 من سورة آل عمران.
{يَأْمُرُهُمْ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني والأزرق وورش (يامرهم) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة أبي عمرو من طريق السوسي (يامركم) بسكون الراء، وقيل هي رواية الدوري عنه، وهي لغة بني أسد وتميم وبعض نجد طلبًا للتخفيف عند اجتماع ثلاث حركات ثقال من نوع واحد.
- وروى الدوري عن أبي عمرو اختلاس ضمة الراء، وقيل رواية
[معجم القراءات: 3/181]
الاختلاس عن السوسي.
- وروى بعضهم الإتمام عن الدوري عن أبي عمرو كالباقين (يأمركم).
قال في الإتحاف:
(فصار للدوري ثلاثة، وللسوسي الإسكان، والاختلاس).
{يَنْهَاهُمْ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون بالفتح.
{عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ}
- قرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش بضم الهاء والميم في الوصل (عليهم...).
- وقرأ أبو عمرو واليزيدي والحسن (عليهم...) بكسر الهاء وضم الميم، ويعقوب على أصله بإتباع الميم الهاء فضمها حيث ضم الهاء وكسرها حيث كسرها، وانظر القراءات مفصلة في (عليهم) في سورة الفاتحة.
{وَيَضَعُ عَنْهُمْ}
- قرأ طلحة بن مصرف (يذهب عنهم...).
- وقراءة الجماعة (يضع عنهم...).
[معجم القراءات: 3/182]
- وقرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام العين في العين، قال ابن عطية: (قال أبو حاتم: أدغم أبو عمرو (يضع عليهم) العين في العين وأشمها الرفع، وأشبعها أبو جعفر وشيبة ونافع).
{إِصْرَهُمْ}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي وعاصم (إصرهم) بكسر الهمزة.
- وقرأ المعلى عن أبي بكر عن عاصم (أصرهم) بضم أوله، والضم هنا على الجمع.
- وقرأ بعضهم (أصرهم) بفتح الهمزة على المصدر.
وهذا عند أبي حاتم غلط، وهي عند مكي لغة، وذكرها بعضهم قراءة لنافع وعيسى والزيات، وعند مكي: عن أبي بكر عن عاصم.
- وقرأ ابن عامر وأبو جعفر وأيوب والضحاك وسهل ويعقوب والمفضل ويعلى بن حكيم وأبو سراج الهذلي (آصارهم) على الجمع من (إصر).
{عَلَيْهِمْ}
- انظر ضم الهاء وكسرها في سورة الفاتحة.
[معجم القراءات: 3/183]
{وَعَزَّرُوهُ}
- قراءة الجماعة (عزروه) بزاء مشددة بعدها راء.
- وقرأ عاصم الجحدري وقتادة وسليمان التميمي وعيسى بن عمر وأبان وابن نبهات وأبو عمارة وخلاد كلهم عن أبي بكر عن عاصم (عزروه) بالتخفيف.
- وقرأ جعفر بن محمد (عززوه) بزاءين معجمتين.
- وقرأ ابن كثير في الوصل (عزروهو) بوصل الهاء بواو.
{وَنَصَرُوهُ}
- قرأ ابن كثير في الوصل (نصروهو) بوصل الهاء بواو). [معجم القراءات: 3/184]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #32  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 08:59 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (158) إلى الآية (160) ]

{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158) وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (159) وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (160)}

قوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {النبيء} [157 158] معًا، قرأ نافع بالهمزة، والباقون بالياء المشددة). [غيث النفع: 642] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158)}
{النَّبِيِّ}
- تقدمت قراءة نافع بالهمز، في الآية السابقة.
{يُؤْمِنُ}
- تقدمت القراءة فيه بإبدال الهمزة واوًا في الآية/88 من سورة البقرة.
{وَكَلِمَاتِهِ}
- قرأ مجاهد وعيسى والأفطس عن ابن كثير (كلمته)، واحد أريد به الجمع، نحو قولهم: أصدق كلمة قالتها العرب قول لبيد، وقد يقولون للقصيدة كلمة.
- وقراءة الجماعة (كلماته) على الجمع.
[معجم القراءات: 3/184]
- وقرأ الأعمش (الذي يؤمن بالله وآياته) بدلًا من (كلماته).
{وَاتَّبِعُوهُ}
- قرأ ابن كثير في الوصل (اتبعوهو) بوصل الهاء بواو). [معجم القراءات: 3/185]

قوله تعالى: {وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (159)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (159)}
{قَوْمِ مُوسَى}
- قراءة أبي عمرو ويعقوب إدغام الميم في الميم، وبالإظهار.
وتقدم هذا في الآية/148 من هذه السورة.
{مُوسَى}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآية/51 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/185]

قوله تعالى: {وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (160)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((وَقَطَّعْنَاهُمُ) خفيف ابن أبي عبلة، وأبان عن عَاصِم، وأبو حيوة، الباقون مشدد، وهو الاختيار للتكثير). [الكامل في القراءات العشر: 556]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "عشرة" بكسر الشين وعنه إسكانها لغة الحجاز وبه قرأ الجمهور). [إتحاف فضلاء البشر: 2/65]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "استسقاه" [الآية: 160] حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/65]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "ما رزقتكم" بالتاء مضمومة على الإفراد). [إتحاف فضلاء البشر: 2/65]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عليهم الخبائث} [157] و{عليهم الغمام} [160] و{عليهم المن} لا يخفى). [غيث النفع: 642] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وظللنا} [160] فخم ورش لامه الأولى). [غيث النفع: 642]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (160)}
{وَقَطَّعْنَاهُمُ}
- قراءة الجماعة (قطعناهم) بتشديد الطاء، وهو للتكثير.
- وقرأ أبان بن تغلب وشيبان كلاهما عن عاصم، وكذا أبو بكر وابن جبير عن حفص عنه عن عاصم، وأبو حيوة وابن أبي عبلة (قطعناهم) بالتخفيف.
[معجم القراءات: 3/185]
{اثْنَتَيْ عَشْرَةَ ... اثْنَتَا عَشْرَةَ}
- قرأ ابن وثاب والأعمش وطلحة بن سليمان وأبو حيوة والمطوعي في رواية (عشرة) بكسر الشين، وهي لغة تميم.
- وقرأ ابن وثاب والأعمش وطلحة بن سليمان والعباس بن الفضل الأنصاري (عشرة) بفتح الشين.
- وقرأ الجمهور والمطوعي في وجهه الثاني (عشرة) بسكون الشين، وهي لغة الحجاز.
قال أبو حاتم: (والعجب أن تميمًا يخففون ما كان من هذا الوزن، وأن أهل الحجاز يشبعون، وتناقضوا في هذا الحرف).
قال ابن جني:
(واعلم أن هذا موضع طريف؛ ذلك أن المشهور عن الحجازيين تحريك الثاني إذا كان مضمومًا أو مكسورًا، نحو: الرسل والطنب، والكبد والفخذ، ونحو ظرف وشرف، وعلم وقدم، وأما بنو تميم فيسكنون الثاني من هذا ونحوه فيقولون: رسل وكتب وكبد وفخذ...
لكن القبيلتين جميعًا فارقتا في هذا الموضع من العدد معتاد لغتهما، وأخذت كل واحدة منهما لغة صاحبتها، وتركت مألوف
[معجم القراءات: 3/186]
اللغة السائرة عنها، فقال أهل الحجاز: اثنتا عشرة، والتميميون: عشرة، بالكسر.
وسبب ذلك ما أذكره، وذلك أن العدد موضع يحدث معه ترك الأصول، وتضم فيه الكلم بعضه إلى بعض، وذلك من أحد عشر إلى تسعة عشر، فلما فارقوا أصول الكلام من الإفراد وصاروا إلى الضم فارقوا أيضًا أصول أوضاعهم ومألوف لغاتهم، فأسكن من كان يحرك، وحرك من كان يسكن..
وأما اثنتا عشرة بفتح الشين فعلى وجه طريف، وذلك أن قوله: (اثنتي) يختص بالتأنيث، و(عشرة) بفتح الشين يختص بالتذكير، وكل واحدٍ من هذين يدفع صاحبه، وأقرب ما تصرف هذه القراءة إليه أن يكون شبه (اثنتي عشرة) بالعقود ما بين العشرة إلى المئة، ألا تراك تقول: عشرون وثلاثون، فتجد فيه لفظ التذكير والتأنيث؟ أما التذكير فالواو والنون، وأما التأنيث فقولك: ثلاث من ثلاثون؛ ولذلك صلحت ثلاثون إلى التسعين للمذكر والمؤنث فقلت: ثلاثون رجلًا، وثلاثون امرأة، وتسعون غلامًا، وتسعون جارية، فكذلك أيضًا هذا الموضع.
ألا تراه قال: (اثنتي عشرة أسباطًا أممًا) فأسباطًا: يؤذن بالتذكير، و(أمم) يؤذن بالتأنيث، وهذا واضح.
ومما يدلك على أن ضم أسماء العدد بعضها إلى بعض يدعو إلى تحريفها عن عادة استعمالها قولهم: أحد عشر رجلًا، وإحدى عشرة امرأة...) انتهى.
[معجم القراءات: 3/187]
ولقد نقلت إليك -أيها الأخ القارئ- نص ابن جني على طوله لترى بعد النظر عنده، وحسن الظن بهذه اللغة، بل قوة اليقين في تركيبها، وتقليبها على وجوه لا تخطر على بال بشر في زمانٍ لانت فيه العزائم، ورضيت من فضيلة القناعة في هذا الباب بما أورثها الجهل في حقيقة عبقرية هذه اللغة، وعظتها، فتأمل يرحمك ويرحمني الله!!
{مُوسَى}
- سبقت الإمالة فيه، انظر الآية/51 من سورة البقرة.
{اسْتَسْقَاهُ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وعن الأزرق وورش الفتح والتقليل.
- والباقون بالفتح.
{وَظَلَّلْنَا}
- قراءة ورش من طريق الأزرق بتغليظ اللام المشددة.
{عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ}
- تقدم ضم الهاء والميم، وكسرهما، وكسر الهاء وضم الميم، ومذهب يعقوب في الهاء مرارًا.
وانظر الآية/157 من هذه السورة في (عليهم الخبائث).
{وَالسَّلْوَى}
*- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن أبي عمرو والأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{رَزَقْنَاكُمْ}
- قراءة الجماعة بنون العظمة (رزقناكم).
[معجم القراءات: 3/188]
- وقرأ عيسى الهمداني والمطوعي والأعمش (رزقتكم) بتوحيد الضمير.
{ظَلَمُونَا}
- وعن الأزرق وورش تغليظ اللام.
{يَظْلِمُونَ}
- تغليظ اللام للأزرق وورش). [معجم القراءات: 3/189]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #33  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:01 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (161) إلى الآية (162) ]

{وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (161) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ (162)}

قوله تعالى: {وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (161)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (40 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {نغفر لكم خطيئاتكم} 161
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {نغفر} بالنُّون (خطيئتكم) بِالتَّاءِ مَهْمُوزَة على الْجمع
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو {نغفر لكم} بالنُّون (خطيكم) بِغَيْر همز مثل قضاياكم وَلَا تَاء فِيهَا
وروى مَحْبُوب عَن أَبي عَمْرو (تغْفر لكم) بِالتَّاءِ (خطيئتكم) بِالْهَمْز وَضم التَّاء
وَقَرَأَ نَافِع {تغْفر} مَضْمُومَة التَّاء (خطيئتكم) مَرْفُوعَة التَّاء على الْجمعوَتَابعه ابْن عَامر على التَّاء من {تغْفر} وَضمّهَا وَقَرَأَ (خطيئتكم) وَاحِدَة مَهْمُوزَة مَرْفُوعَة). [السبعة في القراءات: 295 - 296]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (تغفر) بالتاء مدني، وشامي، ويعقوب، وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 260]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (خطيئتكم) رفع شامي، بالجمع، رفع مدني، ويعقوب، وسهل. بغير تاء أبو عمرو). [الغاية في القراءات العشر: 260]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (تغفر) [161]، و(خطيئاتكم) [161]: بضم التاءين مدني، ودمشقي، وبصري غير أبوي عمرو، والمفضل.
التوحيد: دمشقي. (خطاياكم): نحو «قضایاكم»: أبو عمرو، وحمصي، زاد أبو عمرو في نوح [25] ). [المنتهى: 2/711]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر ونافع (تغفر لكم) بالتاء مضمومة، وقرأ الباقون بالنون مفتوحة، قرأ نافع (خطيتكم) بالجمع المسلم وضم التاء، ومثله ابن عمر غير أنه قرأ بالتوحيد، وقرأ أبو عمرو و(خطاياكم) مثل إجماعهم في سورة البقرة على مثل (قضاياكم)، وقرأ الباقون بالجمع المسلم وكسر التاء). [التبصرة: 219]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر: {تغفر لكم} (161): بالتاء مضمومة، وفتح الفاء.
والباقون: بالنون مفتوحة، وكسر الفاء). [التيسير في القراءات السبع: 294]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {خطاياكم} (161): على لفظ (قضاياكم)، من غير همز.
وابن عامر: {قال خطيئتكم}: بالهمز، ورفع التاء، من غير ألف، على التوحيد.
ونافع: كذلك إلا أنه على الجمع.
والباقون: كذلك إلا أنهم يكسرون التاء). [التيسير في القراءات السبع: 294]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب: (تغفر لكم) بالتّاء مضمومة وفتح الفاء والباقون بالنّون مفتوحة وكسر الفاء.
أبو عمرو: (خطاياكم) على لفظ (قضاياكم) من غير همز، وابن عامر (خطيئتكم) بالهمز ورفع التّاء من غير ألف على التّوحيد ونافع [وأبو جعفر] ويعقوب كذلك إلّا أنهم قرءوا على الجمع والباقون كذلك إلّا أنهم يكسرون التّاء). [تحبير التيسير: 379]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَغفِر لَكُم) بالياء وضمها قَتَادَة، وبالتاء ضمها مدني دمشقي، والمفضل، وأبان، وبصري غير قَتَادَة، وأَبِي عَمْرٍو، وأيوب الجعفي، ومحبوب عن أَبِي عَمْرٍو كنافع، الباقون بالنون، وهو الاختيار على أن الفعل للًه عز وجل). [الكامل في القراءات العشر: 556]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([161]- {نَغْفِرْ لَكُمْ}، و{خَطِيئَاتِكُمْ} بضم التاءين: نافع وابن عامر.
بالتوحيد: ابن عامر.
مثل "قضايا": أبو عمرو). [الإقناع: 2/650]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (702 - خَطِيئَاتُكُمْ وَحْدَهُ عَنْهُ وَرَفْعُهُ = كَمَا أَلَّفُوا وَالْضَّمِيرُ بِالْكَسْرِ عَدَّلاَ
703 - وَلكِنْ خَطَايَا حَجَّ فِيهَا وَنُوحِهَا = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 56]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([702] خطئاتكم وحده عنه ورفعه = (كـ)ما ألفوا والغير بالكسر عدلا
(عنه)، أي عن ابن عامر.
و(كما ألفوا)، أي كما جمعوا.
[فتح الوصيد: 2/938]
إلا أن ابن عامر ونافعا يقرآن هنا: (تغفر)، كما سبق في البقرة لابن عامر.
(والغير بالكسر عدل)، لأنه يقرأ (نغفر) إلا أبا عمرو، وقد ذكر قراءته فقال:
[703] ولكن خطايا (حـ)ج فيها ونوحها = ومعذرةً ورفعٌ سوى (حفصهم) تلا
الضمير في (فيها) يعود إلى هذه السورة. وفي (نوحها)، يعود إلى خطايا). [فتح الوصيد: 2/939]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([702] خطيئاتكم وحده عنه ورفعه = كما ألفوا والغير بالكسر عدلا
ح: (خطيئاتكم): مبتدأ، (وحده عنه): خبره، وضمير (عنه): لابن عامر، و(رفعه): مبتدأ، (كما ألفوا): خبره، و(الغير ... عدلا): مبتدأ وخبر.
ص: أي: وحد لفظ: (خطيئتكم سنزيد المحسنين) هنا [161] عن ابن عامر، والباقون: بالجمع.
ثم رفع (خطيئتكم) لابن عامر ونافع، لأنهما قرءآ (تغفر لكم) على بناء المفعول، والباقون: بكسر التاء لأنهم قرءوا (نغفر) على بناء الفاعل، وعبر عن ذلك بقوله: والغير عدل بالكسر.
و(كما ألفوا): إشارةٌ إلى أن غير ابن عامر جمع، لأن التأليف بمعنى الجمع.
[703] ولكن خطايا حج فيها ونوحها = ومعذرةٌ رفعٌ سوى حفصهم تلا
ب: (تلا): من التلو، أي من الإتباع، أو من التلاوة.
[كنز المعاني: 2/260]
ح: (خطايا): مبتدأ، (حج): خبره، (نوحها): عطف على الضمير المجرور في (فيها)، والضمير الأول: للسورة، والثاني: لسور القرآن، أضاف نوحًا إليها لأنه من جملتها، (معذرةٌ): مبتدأ (رفعٌ): خبره، (سوى): فاعل (رفعٌ)، نحو:
ولم يبق سوى العدوا = ن ..............
أو استثناء منصوب، أي: رفع للكل سوى حفصهم، (تلا): خبر بعد خبر.
ص: لما ذكر أن الباقين جمعوا، فنافع رفع، والباقون كسروا: استدرك فاستثنى أبا عمرو منهم، بأنه قرأ (خطايا) على وزن (مطايا) هنا [161] وفي نوح [25]، كما أجمعوا عليها في البقرة.
ثم قال: رفع غير حفصٍ: (قالوا معذرةٌ) [164] على خبر مبتدأ محذوف، أي: هذه معذرةٌ، أو موعظتنا معذرةٌ، وحفص بالنصب على المصدر أو المفعول له). [كنز المعاني: 2/261]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (702- خَطِيئَاتُكُمْ وَحِّدْهُ عَنْهُ وَرَفْعُهُ،.. "كَـ"ـمَا "أَ"لَّفُوا وَالغَيْرُ بِالْكَسْرِ عَدَّلا
عنه؛ أي: عن ابن عامر ورفع التاء له ولنافع؛ لأنهما قرءا يغفر بإسناد
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/184]
الفعل إلى المفعول فلزم رفع خطيئتكم لابن عامر وخطيئاتكم لنافع، وإنما كسر الباقون التاء علامة للنصب في "خطيئاتكم"؛ لأنهم يقرءون نغفر بإسناد الفعل إلى الفاعل، فخطيئاتكم مفعوله وأبو عمرو قرأ خطايا على جمع التكسير، فموضعهما نصب ومعنى ألفوا: أجمعوا.
703- وَلكِنْ خَطَايَا "حَـ"ـجَّ فِيهَا وَنُوحِهَا،.. وَمَعْذِرَةً رَفْعٌ سِوى حَفْصِهمْ تَلا
أي: وقرأ أبو عمرو في هذه السورة وفي سورة نوح "خطايا" على وزن مطايا، والذي في نوح: "مما خطاياهم أغرقوا"، وقرأ الباقون بجمع السلامة: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ} وهو مشكل؛ إذ لقائل أن يقول: من أين يعلم ذلك؟ فلعل الباقين قرءوا بالإفراد أو بعضهم بجمع السلامة وبعضهم بالإفراد كما قرءوا في الأعراف، فلو أنه قال بعد قوله: والغير بالكسر عدلا كنوح خطايا فيهما حج وحده؛ أي: كحرف نوح، وأبو عمرو قرأ فيهما -أي: في الأعراف ونوح- خطايا لم يبق مشكلا، ولعله اجتزأ عن ذلك بقوله أولا: خطيئاتكم وحده عنه، فكأنه قال: وهذا اللفظ قرأه أبو عمرو هنا وفي نوح خطايا، فبقي الباقون في السورتين على ما لفظ به وهو خطيئاتكم.
فإن قلت: هلا قال: والغير بالخفض أو بالجر؛ لأنها حركة إعراب لا بناء؟
قلت: هذه العبارة جيدة في حرف نوح؛ لأنه مجرور، وأما الذي في الأعراف فمنصوب وعلامة نصبه الكسرة فعدل إلى لفظ الكسر؛ لأنه يشمل الموضعين والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/185]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (702 - خطيئاتكم وحّده عنه ورفعه = كما ألّفوا والغير بالكسر عدّلا
703 - ولكن خطايا حجّ فيها ونوحها = ومعذرة رفع سوى حفصهم تلا
قرأ ابن عامر: خطيئتكم بالتوحيد فالضمير في عنه يعود على ابن عامر في البيت قبله. وقرأ برفع التاء ابن عامر ونافع، وقرأ غيرهما بكسرها كما قال (والغير بالكسر عدلا) فتكون قراءة ابن عامر بالإفراد ورفع التاء، ونافع بالجمع ورفع التاء، والباقين بالجمع
[الوافي في شرح الشاطبية: 275]
وكسر التاء ما عدا أبا عمرو؛ فإنه يقرأ: خطاياكم هنا، ممّا خطاياهم أغرقوا في نوح). [الوافي في شرح الشاطبية: 276]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (116- .... .... .... .... .... = .... .... تُغْفَرْ خَطِيْئَاتُ حُمِّلَا
117 - كَوَرْشٍ .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 28]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: تغفر خطيئات حملا كورش، أي قرأ مرموز (حا) حملا وهو يعقوب {نغفر لكم} [161] بتاء التأنيث مع الضم وفتح الفاء على التجهيل، و(خطيئات) بالجمع مع رفع تائه، وإلى هذه القيود أشار بقوله: كورش، لأنه من جملة من قرأ كذلك، وتخصيصه للتظلم، وعلم من الوفاق لأبي جعفر كذلك، ولخلف (نغفر) بالنون وكسر الفاء،
[شرح الدرة المضيئة: 133]
و(خطيئات) بالجمع وكسر التاء). [شرح الدرة المضيئة: 134]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: خَطِيئَاتِكُمْ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ وَيَعْقُوبُ (خَطِيَّاتُكُمْ) بِجَمْعِ السَّلَامَةِ وَرَفْعِ التَّاءِ، وَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِالْإِفْرَادِ وَرَفْعِ التَّاءِ، وَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو (خَطَايَاكُمْ) عَلَى وَزْنِ عَطَايَاكُمْ بِجَمْعِ التَّكْسِيرِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِجَمْعِ السَّلَامَةِ وَكَسْرِ التَّاءِ نَصْبًا.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى: خَطَايَاكُمْ فِي الْبَقَرَةِ مِنْ أَجْلِ الرَّسْمِ). [النشر في القراءات العشر: 2/272]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ الْخِلَافُ فِي نَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/272]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {خطيئاتكم} [161] بالإفراد ورفع التاء، وأبو عمرو {خطاياكم} جمع تكسير، والباقون {خطيئاتكم} جمع سلامة. والمدنيان ويعقوب برفع التاء، والباقون بكسرها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 525]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({نغفر} [161] ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 525]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (646- .... .... .... .... .... = واعكس خطيئات كما الكسر ارفع
647 - عمّ ظبىً وقل خطايا حصره = مع نوح .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (واعكس) أي قرأه بالإفراد الذي هو ضد الجمع المتقدم، يعني قوله تعالى «يغفر لكم خطيئاتكم» ابن عامر والباقون بالجمع، وقرأه برفع التاء نافع وأبو جعفر وابن عامر ويعقوب، والباقون بكسرها نصبا إلا أبا عمرو فإنه قرأه خطاياكم كما سنبينه في البيت الآتي، وتقدم اختلافهم في «نغفر لكم» في البقرة وأن ابن عامر ونافعا وأبا جعفر ويعقوب يقرءونه بالتاء المضمومة وفتح الفاء على التأنيث، والباقون بالنون مفتوحة وكسر الفاء.
(عمّ) (ظ) بى وقل خطايا (ح) صره = مع نوح وارفع نصب حفص معذرة
يعني أن مدلول عم ظبي يرفعون التاء كما قدمنا، ولكن ابن عامر منهم تقدم له الإفراد، فيبقى نافع وأبو جعفر ويعقوب بالجمع والرفع فيصير في الرفع قراءتان، ويبقى الباقون بالجمع المفهوم من ضد قراءة ابن عامر وبقى منهم أبو عمرو بجمع التكسير كما ذكره، وغيره بجمع السلامة مع كسر التاء قدمناه فيصير في الجمع قراءتان فيبقى في خطيئات أربع قراءات، فإذا ضمت إلى الخلاف في «يغفر» يكون فيهما القراءات الأربع: الأولى تغفر بالتأنيث على ما لم يسم فاعله خطيئتكم بالإفراد والرفع ابن عامر. والثاني تغفر كذلك خطيئاتكم بالرفع والجمع نافع وأبو جعفر ويعقوب. الثالثة نغفر بالنون على تسمية الفاعل خطاياكم على
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 238]
جمع التكسير أبو عمرو. الرابعة نغفر كذلك خطيئاتكم بجمع السلامة مع كسر التاء، الباقون وهم ابن كثير والكوفيون، ويخرج جمع السلامة لمن قرأ به من لفظه المتقدم وجمع التكسير من قوله وقل خطايا قوله: (حصر) أي ضبطه وقيده بهذا اللفظ، من الحصر؛ وهو الحبس قوله: (مع نوح) الذي في سورة نوح «مما خطاياهم أغرقوا» قرأه أبو عمرو خطايا على جمع التكسير، والباقون على جمع السلامة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 239]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
(ك) م (صحبة) معا وآصار اجمع = واعكس خطيئات (ك) ما الكسر ارفع
(عمّ) (ظ) بى وقل خطايا (ح) صره = مع نوح وارفع نصب حفص معذره
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، و(صحبة) حمزة، والكسائي، [وأبو بكر، وخلف]: قال ابن أمّ إن القوم هنا [الآية: 150]، [و] قال يابن أمّ لا تأخذ في طه [الآية: 94] بكسر الميم، والباقون بفتحها.
وقرأ ذو كاف (كما) ابن عامر وضع عنهم آصارهم [الأعراف: 157] بفتح الهمزة
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/339]
وفتح الصاد [بين ألفين على الجمع] [وقرأ] الباقون بكسر الهمزة وإسكان الصاد وحذف الألفين.
وقرأ ذو كاف (كما) ابن عامر أيضا: خطيئتكم [الأعراف: 161] بعكس آصارهم، أي: قرأها بالإفراد، والباقون بالجمع.
ورفع التاء منه مدلول (عم) المدنيان، [وابن عامر]، وظاء (ظبا) يعقوب؛ والباقون بكسرها.
وقرأ ذو حاء (حصرة) أبو عمرو خطاياكم بوزن «مطاياكم» على التكسير هنا [الآية: 161]، وفي نوح مما خطاياهم [الآية: 25]، والباقون خطيئاتكم على التصحيح.
وقرأ حفص قالوا معذرة [الأعراف: 164] بنصب التاء؛ فلذا أمر برفع نصب حفص، أي: النصب الذي ثبت لحفص، ورفعه للباقين.
تفريع:
تقدم في البقرة أن المدنيين، ويعقوب، وابن عامر يقرءون: تغفر بتاء التأنيث؛ فصار المدنيان ويعقوب بتأنيث تغفر، وخطيئاتكم بجمع التصحيح والرفع، وابن
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/340]
عامر كذلك، لكن بإفراد خطيئتكم، وأبو عمرو نّغفر بالنون وخطاياكم بوزن «مطاياكم»، والباقون بالنون، وخطيئتكم بجمع التصحيح وكسر التاء.
تنبيه:
علمت صيغة قراءة الباقين في (خطيئات) من لفظه.
وعلم من إفراده بنوح: أن ابن عامر يقرأ فيها كالجماعة هنا باعتبار الجمع.
وعلم أنهم فيه بالكسر؛ حملا على الأقرب أو النظير، ولا يتطرق إلى نوح إفراده؛ لأنه لم يندرج في الأول.
وقال في ميم (ابن أم) كسر، لا جر؛ وإن كان مجرورا؛ تنبيها على [أن] الكسرة حركة إتباع لا إعراب.
ولما كان الكسر [المطلق] يحمل على الأول؛ نص على الميم، وعلم جمع «آصار» من قوله: «اجمع»، وخصوص الوزن من لفظه.
وجه كسر ابن أم: أن المنادى المضاف إلى ياء المتكلم فيه ست لغات، ثم لما كثر استعمال: ابن أمي وابن عمي؛ نزلا منزلة الكلمة الواحدة؛ فجرى المضاف إلى المنادى مجرى المنادى في جواز اللغات؛ فحذفت ياء المتكلم، وبقيت كسرة المجانسة دالة عليها، وكسرة الجر مقدرة على الصحيح.
ووجه الفتح: أنهم قلبوا الياء ألفا تخفيفا؛ فانفتحت الميم، ثم حذفوا الألف، وبقيت الفتحة دالة عليها، ففتحة «ابن» عليهما [فتحة] إعراب.
أو بناء كخمسة عشر؛ بالشبه اللفظي، ففتحة «ابن» بناء.
ووجه جمع آصارهم أنه مصدر «أصره» [أي]: حبسه وأثقله حملا، وإنما يدل على اختلاف أنواعه، وعليه رسم الشامي و[وجه] توحيده: أن لفظ المصدر يدل على الكثرة، وعليه بقية الرسوم.
ووجه [توحيد] خطيئتكم إرادة الجنس، وهو على صريح الرسم.
ووجه الجمع: النص على الإفراد.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/341]
ووجه التصحيح: المحافظة على صيغة الواحد، ووضعه للثلاثة إلى العشرة؛ لكنه استعمل للكثرة كالمسلمين والمسلمات، ويوافق الرسم تقديرا.
ووجه التكسير: النص على الكثرة، ويوافقه تقديرا.
وأصله خطايئ بوزن «فعايل» قلبت الياء همزة؛ فاجتمع همزتان؛ فقلبت الثانية، [وفتحت] الأولى؛ فانقلبت [الياء] ألفا ثم الأولى ياء. [هذا أحد قولي] الخليل وسيبويه.
والآخر تأخير الياء، وتقدم الهمزة ثم كذلك، ووزنه على هذا «فعالى»، وكلاهما لا ينصرفان.
ووجه رفع التاء: أنه نائب، ووجه نصبه أنه مفعول مبنى للفاعل.
ووجه رفع معذرة: جعلها خبر مبتدأ «موعظة» لسيبويه، و«هذه» لأبي عبيد.
ووجه نصبها: مفعول مطلق أوله، أي: يعتذرون اعتذارا، [أو يعظهم للاعتذار] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/342] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "قيل لهم" بالإشمام هشام والكسائي ورويس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/65]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "تغفر" [الآية: 161] بالتأنيث مبنيا للمفعول نافع وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب والباقون بالنون مبنيا للفاعل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/65]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "خَطِيئَاتِكُم" [الآية: 161] فنافع وأبو جعفر ويعقوب "خَطِيئَاتِكُم" بجمع السلامة ورفع التاء على النيابة عن الفاعل، وقرأ ابن عامر بالإفراد ورفع التاء كذلك وهو واقع موقع الجمع لفهم المعنى). [إتحاف فضلاء البشر: 2/65]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ أبو عمرو خطاياكم على وزن عطاياكم بجمع التكسير مفعولا لنغفر، وافقه اليزيدي وابن محيصن بخلفه، والباقون بجمع السلامة وكسر التاء نصبا على المفعولية، وأما موضع نوح فأبو عمرو بوزن قضايا والباقون بجمع السلامة، مخفوضا بالكسرة، واتفقوا على خطاياكم بالبقرة للرسم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/66]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم إشمام "قيل" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/66]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قيل} [161 162] معًا لا يخفى). [غيث النفع: 642] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تغفر} [161] قرأ نافع وشامي بالتاء الفوقية المضمومة، وفتح الفاء، والباقون بالنون المفتوحة، وكسر الفاء). [غيث النفع: 642]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {خطيئاتكم} قرأ نافع بكسر الطاء، وبعدها ياء، وبعد الياء همزة مفتوحة، بعدها ألف، وضم التاء، على جمع السلامة، والشامي مثله إلا أنه يقصر الهمزة، على الإفراد، والبصري بفتح الطاء والياء، وألف بعدهما، على وزن (عطاياكم) جمع تكسير، والباقون كنافع، إلا أنهم يكسرون التاء، وهي علامة النصب.
تفريع: إذا اعتبرت حكم {خطيئاتكم} مع {تغفر}:
[غيث النفع: 642]
فنافع {تغفر} بالتاء والبناء لما لم يسم فاعله {خطيئاتكم} بجمع السلامة مع ضم التاء.
والشامي كذلك لكن بإفراد {خطيئاتكم}.
والبصري { نغفر} و{خطاياكم} بوزن (عطاياكم).
والباقون بالنون {خطيئاتكم} بجمع التصحيح، مع كسر التاء). [غيث النفع: 643]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (161)}
{قِيلَ}
- إشمام القاف الضم عن هشام والكسائي ورويس والحسن والشنبوذي (قيل)، وهي لغة قيس وعقيل.
{قِيلَ لَهُمُ}
- وإدغام اللام في اللام عن أبي عمرو ويعقوب.
{حَيْثُ شِئْتُمْ}
- أدغم الثاء في الشين أبو عمرو ويعقوب، بخلاف عنهما.
- والباقون على الإظهار.
وانظر الآية/19 من هذه السورة (حيث شئتما).
{شِئْتُمْ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني عن ورش (شيتم) بإبدال الهمزة ياءً.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون على القراءة بالهمز (شئتم).
[معجم القراءات: 3/189]
{حِطَّةٌ}
- قراءة الجماعة (حطة) بالرفع خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: سؤالنا حطة، أو مسألتنا حطة، ومعناه: حط عنا ذنوبنا.
- وقرأ الحسن وقتادة (حطة) بالنصب على المصدر، أي: حط عنا ذنوبنا حطةً.
ويجوز أن ينتصب بـ(قولوا) على حذف، والتقدير: وقولوا قولًا حطة، أي حطة، فحذف (ذا)، وصار (حطة) وصفًا للمصدر المحذوف.
وتقدم مثل هذا في الآية/58 من سورة البقرة في الجزء الأول، عن ابن أبي عبلة والأخفش وطاوس.
{نَغْفِرْ لَكُمْ}
- أدغم أبو عمرو الراء في اللام من رواية السوسي، واختلف عنه من رواية الدوري ووافقه ابن محيصن واليزيدي.
{نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ}
- قرأ عاصم وحمزة والكسائي وابن كثير وخلف (نغفر لكم خطيئاتكم) نغفر: بنون العظمة، خطيئاتكم: جمع السلامة،
[معجم القراءات: 3/190]
وهو الاختيار عند مكي.
- وقرأ نافع ويعقوب ومحبوب عن أبي عمرو وأبو جعفر وسهل والمفضل عن عاصم (تغفر لكم خطيئاتكم) تغفر: بالتاء، مبنيًا للمفعول، وخطيئاتكم: جمع السلامة نائب عن الفاعل.
وتقدمت هاتان القراءتان وغيرهما في الآية/58 من سورة البقرة.
- وقرأ ابن عامر (تغفر لكم خطيئتكم) الفعل بالتاء، مبنيًا للمفعول خطيئتكم: مفرد نائب عم الفاعل.
- وقرأ ابن هرمز (تغفر لكم خطيئاتكم).
تغفر: بالتاء مبنيًا للفاعل، وهو الحطة على معني: أن الحطة تغفر؛ إذ هي سبب الغفران.
خطيئاتكم: بجمع السلامة.
- وقرأ أبو عمرو واليزيدي وابن محيصن بخلاف عنه والحسن والأعمش (نغفر لكم خطاياكم).
نغفر: بنون العظمة.
[معجم القراءات: 3/191]
خطاياكم: جمع التكسير، مفعول (نغفر).
- وقرأ الحسن (تغفر لكم خطاياكم).
تغفر: بالتاء المثناة من فوق، مبنيًا للمفعول.
خطاياكم: جمع تكسير.
وقرأ الحسن (نغفر لكم خطياتكم).
- وقرأ أبو زيد عن المفضل عن عاصم (تغفر لكم خطيئاتكم).
تغفر: بنون العظمة.
خطياتكم: جمع السلامة، وبإبدال الهمزة ياء وإدغامها بالياء.
- وقرأ أبو حيوة: (تغفر لكم خطياتكم).
تغفر: بالمثناة من فوق، والفعل مبني للمفعول.
خطياتكم: بإبدال الهمزة كالقراءة السابقة.
- وذكر ابن خالويه عن الحسن أنه قرأ (يغفر لكم...) كذا بالياء، ولم يضبط الفعل بقيد البناء للفاعل أو المفعول، غير أن الزمخشري ضبطه بالبناء للمفعول، وساق القراءة على جمع السلامة (يغفر لكم خطيئاتكم).
- وقرأ الأهوازي عن أبي جعفر (تغفر لكم خطيتكم) بالتشديد ورفع الفاء (خطيتكم).
{خَطِيئَاتِكُمْ}
- إذا وقف حمزة عليه، أبدل الهمزة ياء وأدغمها في الياء التي قبلها
[معجم القراءات: 3/192]
(خطياتكم)، وهي كقراءة الحسن وأبي حيوة). [معجم القراءات: 3/193]

قوله تعالى: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ (162)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وغلظ" لام "ظلموا" الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/66]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قيل} [161 162] معًا لا يخفى). [غيث النفع: 642] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ (162)}
{ظَلَمُوا}
- تقدم تغليظ اللام في الآية/160 (ظلمونا).
{قَوْلًا غَيْرَ}
- أخفى أبو جعفر التنوين عند الغين.
{قِيلَ}
- تقدم إشمام القاف الضم في الآية السابقة.
{قِيلَ لَهُمْ}
- تقدم في الآية السابقة إدغام اللام في اللام.
{عَلَيْهِمْ}
- سبق مذهب يعقوب في الهاء في سورة الفاتحة، الآية/7.
{يَظْلِمُونَ}
- تقدم في الآية السابقة/160 تغليظ اللام). [معجم القراءات: 3/193]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #34  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:02 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (163) إلى الآية (167) ]

{وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (163) وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165) فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (167)}

قوله تعالى: {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (163)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لا يسبتون) [163]: بضم الياء المفضل). [المنتهى: 2/712]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَسْبِتُونَ) بضم الباء من أسبت الْأَعْمَش، والزَّعْفَرَانِيّ، وأَبُو حَاتِمٍ والقطعي عن المفضل، الباقون عن المفضل، وأبان بضم الباء من سبت يسبت، وهو الاختيار كما قلنا في (يَعكفُونَ)، و(يَعرِشُونَ)،
[الكامل في القراءات العشر: 556]
الباقون بكسر الباء). [الكامل في القراءات العشر: 557]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "واسئلهم" بنقل حركة الهمزة إلى السين ابن كثير والكسائي وخلف في اختياره، وكذا يقف حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/66]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم ذال "إذ تأتيهم" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف "وضم" هاء تأتيهم يعقوب وكذا "لا تأتيهم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/66]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "لا يسبتون" بضم الياء وكسر الباء، وعن المطوعي بفتح الياء وضم الموحدة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/66]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وتقدم" قريبا إدغام إذ في التاء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/67]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وسئلهم} [163] قرأ المكي وعلي بنقل حركة الهمزة وهي الفتحة إلى السين، وحذف الهمزة، والباقون بإسكان السين، وبعدها همزة مفتوحة). [غيث النفع: 643]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (163)}
{وَاسْأَلْهُمْ}
- قراءة الجماعة (واسألهم) بسكون السين وهمزة مفتوحة بعدها.
- وقرأ ابن كثير والكسائي وخلف في اختياره وابن محيصن (وسلهم) بنقل حركة الهمزة إلى السين مع حذف الهمزة، ثم حذف همزة الوصل بعد الواو؛ إذ لا ضرورة لها بعد تحريك السين بالفتح.
[معجم القراءات: 3/193]
- وبهذا الوجه قرأ حمزة في الوقف (وسلهم).
{حَاضِرَةَ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{يَعْدُونَ}
- قراءة الجماعة (يعدون) من عدا يعدو، أي يجاوزون أمر الله في العمل في يوم السبت، وقد تقدم النهي عن ذلك من الله تعالى.
- وقرأ أبو نهيك (يعدون) من الإعداد، فقد كانوا يعدون آلات الصيد يوم السبت، وهم مأمورون بألا يشتغلوا فيه بغير العبادة.
- وقرأ شهر بن حوشب وأبو نهيك وابن جبير عن أصحابه عن نافع (يعدون) بفتح العين، وتشديد الدال، وأصله: يعتدون، فأدغمت التاء في الدال، ونقلت حركة التاء إلى العين قبلها.
قال ابن جني: (فأسكن التاء ليدغمها في الدال، ونقل فتحتها إلى العين، فصار يعدون...).
{فِي السَّبْتِ}
- قرأ ابن السميفع (في الأسبات) جمع (سبت).
- وقراءة الجماعة (في السبت) على الإفراد.
{إِذْ تَأْتِيهِمْ}
وفيهما قراءات:
الأولى: الإدغام:
- أدغم الذال في التاء أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام وخلف
[معجم القراءات: 3/194]
واليزيدي وابن محيصن.
- وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب بإظهار الذال.
الثانية: الهمزة:
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصفهاني وورش والأزرق (إذ تاتيهم) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون على القراءة بالهمز.
الثالثة: الهاء:
- قرأ يعقوب (تأتيهم) بضم الهاء على الأصل، وهو مذهبه فيها.
- وقراءة الجماعة (تأتيهم) بكسر الهاء لمجاورة الياء.
{يَوْمَ سَبْتِهِمْ}
- قرأ عمر بن عبد العزيز (يوم إسباتهم). قال الرازي في كتاب اللوامح بعد ذكر هذه القراءة: (وهو مصدر من أسبت الرجل إذا دخل في السبت).
وقال الشهاب:
(وأسبت بمعنى دخل في السبت كأصبح، وقوله: [أي البيضاوي] لا يدخلون في السبت بالبناء للمجهول إشارة إلى أن الهمزة للتعدية فيه، وما قيل: إنه لم يثبت أسبته بمعنى أدخله في السبت، لا وجه له مع القراءة به).
[معجم القراءات: 3/195]
وجاءت هذه القراءة في بعض المراجع (يوم أسباتهم) كذا بفتح الهمزة على الجمع، وهي كذلك مضبوطة في القرطبي، ويبدو أنها كذلك في بعض نسخ مختصر ابن خالويه، وما جاء في القرطبي خطأ من المحقق أو تصحيف، وليس هو الصواب.
{وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ}
- قراءة الجماعة (.. لا يسبتون) بفتح أوله وكسر الباء، من باب (ضرب).
- وقرأ عاصم بخلاف عنه وهي قراءة جبلة عن المفضل عنه وعيسى ابن عمر والمطوعي والحسن (.. لا يسبتون) بضم الباء من باب (نصر).
- وقرأ علي والحسن البصري والجعفي عن عاصم، وكذلك أبان، والمفضل وأبو بكر عن عاصم، والأعمش (.. لا يسبتون) بضم أوله، من (أسبت)، إذا دخل في السبت، ويشهد لهذه القراءة قراءة عمر (يوم إسباتهم)، وقد تقدمت.
وذكر الزمخشري أن الحسن قرأ (.. لا يسبتون) بضم أوله وفتح الباء على البناء للمفعول.
[معجم القراءات: 3/196]
أي لا يدار عليهم السبت، ولا يؤمرون بأن يسبتوا.
قال البيضاوي:
(من أسبت ولا يسبتون) على البناء للمفعول بمعنى لا يدخلون في السبت).
وقال الشهاب:
(وما قيل: إنه لم يثبت أسبته بمعنى أدخله في السبت، لا وجه له مع القراءة به).
- وذكر ابن خالويه أن عيسى بن سليمان الحجازي قرأ (.. لا يسبتون) مضعفًا من (سبت).
{لَا تَأْتِيهِمْ}
- تقدم قبل قليل في هذه الآية، حكم الهمز، والهاء.
- وقرأ اليماني: (لا يأتيهم) بالياء، لأن تأنيثه غير حقيقي). [معجم القراءات: 3/197]

قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) }
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (41 - وَاخْتلفُوا في الرّفْع وَالنّصب من قَوْله {معذرة إِلَى ربكُم} 164
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {معذرة} بِالرَّفْع
وَاخْتلف عَن عَاصِم فروى أَبُو بكر في رِوَايَة يحيى بن آدم عَنهُ وَغَيره {معذرة} رفعا مثل حَمْزَة
وروى حُسَيْن الجعفي عَن أَبي بكر وَحَفْص عَن عَاصِم {معذرة} نصبا). [السبعة في القراءات: 296]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (معذرة) نصب حفص). [الغاية في القراءات العشر: 260]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (معذرة) [164]: نصب: حفص، وبه قرأت عن اختيار اليزيدي). [المنتهى: 2/712]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص (معذرة) بالنصب، ورفع الباقون، وكان اليزيدي يختار النصب). [التبصرة: 219]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص: {قالوا معذرة} (164): بالنصب.
والباقون: بالرفع). [التيسير في القراءات السبع: 294]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص: (قالوا معذرة) بالنّصب، والباقون بالرّفع). [تحبير التيسير: 380]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مَعذِرة) نصب حفص، وطَلْحَة، واختيار الْيَزِيدِيّ، والزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ، والجعفي وعبد اللَّه بن عمر عن أبي بكر، ويونس، والمنقري عن أَبِي عَمْرٍو، وهو الاختيار؛ لأن معناه نعتذر معذرة، الباقون بالرفع). [الكامل في القراءات العشر: 557]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([164]- {مَعْذِرَةً} نصب: حفص). [الإقناع: 2/650]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (703- .... .... .... .... = وَمَعْذِرَةً رَفْعٌ سِوى حَفْصِهمْ تَلاَ). [الشاطبية: 56]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و{معذرةً} بالنصب: مفعول من أجله؛ أي نعظهم اعتذارًا إلى الله تعالى وخروجًا مما وجب علينا؛ أو اعتذرنا إلى الله تعالى بذلك معذرةً، فيكون منصوبًا على المصدر.
والرفع، بتقدير: موعظتنا معذرةٌ عند سيبويه.
وقال أبو عبيد: «تقديره: هذه معذرة» ). [فتح الوصيد: 2/939]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [703] ولكن خطايا حج فيها ونوحها = ومعذرةٌ رفعٌ سوى حفصهم تلا
ب: (تلا): من التلو، أي من الإتباع، أو من التلاوة.
[كنز المعاني: 2/260]
ح: (خطايا): مبتدأ، (حج): خبره، (نوحها): عطف على الضمير المجرور في (فيها)، والضمير الأول: للسورة، والثاني: لسور القرآن، أضاف نوحًا إليها لأنه من جملتها، (معذرةٌ): مبتدأ (رفعٌ): خبره، (سوى): فاعل (رفعٌ)، نحو:
ولم يبق سوى العدوا = ن ..............
أو استثناء منصوب، أي: رفع للكل سوى حفصهم، (تلا): خبر بعد خبر.
ص: لما ذكر أن الباقين جمعوا، فنافع رفع، والباقون كسروا: استدرك فاستثنى أبا عمرو منهم، بأنه قرأ (خطايا) على وزن (مطايا) هنا [161] وفي نوح [25]، كما أجمعوا عليها في البقرة.
ثم قال: رفع غير حفصٍ: (قالوا معذرةٌ) [164] على خبر مبتدأ محذوف، أي: هذه معذرةٌ، أو موعظتنا معذرةٌ، وحفص بالنصب على المصدر أو المفعول له). [كنز المعاني: 2/261] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما "مَعْذِرَةٌ إِلَى رَبِّكُمْ"، فهو بالرفع: خبر مبتدأ محذوف وبالنصب مصدر أو مفعول له، وقال سيبويه بعد قوله:
فقالت حنان ما أتى بك ههنا
ومثله في أنه على الابتداء وليس على فعل قوله تعالى: {قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ} لم يريدوا أن يعتذروا اعتذارا مستأنفا من أمر ليسوا عليه ولكنهم قيل لهم {لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا} فقالوا: "مَعْذِرَةً"؛ أي: موعظتنا معذرة إلى ربكم قال ولو قال رجل لرجل: معذرة إلى الله وإليك من كذا وكذا لنصب والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/186]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (703 - .... .... .... .... .... = ومعذرة رفع سوى حفصهم تلا
....
وقرأ السبعة إلا حفصا: قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ برفع التاء، وقرأ حفص بنصبها). [الوافي في شرح الشاطبية: 276]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي مَعْذِرَةً، فَرَوَى حَفْصٌ بِالنَّصْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ). [النشر في القراءات العشر: 2/272]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى حفص {معذرةً} [164] بالنصب، والباقون بالرفع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 525]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (647- .... .... .... .... .... = .... وارفع نصب حفصٍ معذره). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وارفع) أي روى حفص «قالوا معذرة إلى» بالنصب على المصدر أو مفعول له، والباقون بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، والمعنى ارفع «معذرة» التي نصبها لحفص). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 239]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
(ك) م (صحبة) معا وآصار اجمع = واعكس خطيئات (ك) ما الكسر ارفع
(عمّ) (ظ) بى وقل خطايا (ح) صره = مع نوح وارفع نصب حفص معذره
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، و(صحبة) حمزة، والكسائي، [وأبو بكر، وخلف]: قال ابن أمّ إن القوم هنا [الآية: 150]، [و] قال يابن أمّ لا تأخذ في طه [الآية: 94] بكسر الميم، والباقون بفتحها.
وقرأ ذو كاف (كما) ابن عامر وضع عنهم آصارهم [الأعراف: 157] بفتح الهمزة
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/339]
وفتح الصاد [بين ألفين على الجمع] [وقرأ] الباقون بكسر الهمزة وإسكان الصاد وحذف الألفين.
وقرأ ذو كاف (كما) ابن عامر أيضا: خطيئتكم [الأعراف: 161] بعكس آصارهم، أي: قرأها بالإفراد، والباقون بالجمع.
ورفع التاء منه مدلول (عم) المدنيان، [وابن عامر]، وظاء (ظبا) يعقوب؛ والباقون بكسرها.
وقرأ ذو حاء (حصرة) أبو عمرو خطاياكم بوزن «مطاياكم» على التكسير هنا [الآية: 161]، وفي نوح مما خطاياهم [الآية: 25]، والباقون خطيئاتكم على التصحيح.
وقرأ حفص قالوا معذرة [الأعراف: 164] بنصب التاء؛ فلذا أمر برفع نصب حفص، أي: النصب الذي ثبت لحفص، ورفعه للباقين.
تفريع:
تقدم في البقرة أن المدنيين، ويعقوب، وابن عامر يقرءون: تغفر بتاء التأنيث؛ فصار المدنيان ويعقوب بتأنيث تغفر، وخطيئاتكم بجمع التصحيح والرفع، وابن
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/340]
عامر كذلك، لكن بإفراد خطيئتكم، وأبو عمرو نّغفر بالنون وخطاياكم بوزن «مطاياكم»، والباقون بالنون، وخطيئتكم بجمع التصحيح وكسر التاء.
تنبيه:
علمت صيغة قراءة الباقين في (خطيئات) من لفظه.
وعلم من إفراده بنوح: أن ابن عامر يقرأ فيها كالجماعة هنا باعتبار الجمع.
وعلم أنهم فيه بالكسر؛ حملا على الأقرب أو النظير، ولا يتطرق إلى نوح إفراده؛ لأنه لم يندرج في الأول.
وقال في ميم (ابن أم) كسر، لا جر؛ وإن كان مجرورا؛ تنبيها على [أن] الكسرة حركة إتباع لا إعراب.
ولما كان الكسر [المطلق] يحمل على الأول؛ نص على الميم، وعلم جمع «آصار» من قوله: «اجمع»، وخصوص الوزن من لفظه.
وجه كسر ابن أم: أن المنادى المضاف إلى ياء المتكلم فيه ست لغات، ثم لما كثر استعمال: ابن أمي وابن عمي؛ نزلا منزلة الكلمة الواحدة؛ فجرى المضاف إلى المنادى مجرى المنادى في جواز اللغات؛ فحذفت ياء المتكلم، وبقيت كسرة المجانسة دالة عليها، وكسرة الجر مقدرة على الصحيح.
ووجه الفتح: أنهم قلبوا الياء ألفا تخفيفا؛ فانفتحت الميم، ثم حذفوا الألف، وبقيت الفتحة دالة عليها، ففتحة «ابن» عليهما [فتحة] إعراب.
أو بناء كخمسة عشر؛ بالشبه اللفظي، ففتحة «ابن» بناء.
ووجه جمع آصارهم أنه مصدر «أصره» [أي]: حبسه وأثقله حملا، وإنما يدل على اختلاف أنواعه، وعليه رسم الشامي و[وجه] توحيده: أن لفظ المصدر يدل على الكثرة، وعليه بقية الرسوم.
ووجه [توحيد] خطيئتكم إرادة الجنس، وهو على صريح الرسم.
ووجه الجمع: النص على الإفراد.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/341]
ووجه التصحيح: المحافظة على صيغة الواحد، ووضعه للثلاثة إلى العشرة؛ لكنه استعمل للكثرة كالمسلمين والمسلمات، ويوافق الرسم تقديرا.
ووجه التكسير: النص على الكثرة، ويوافقه تقديرا.
وأصله خطايئ بوزن «فعايل» قلبت الياء همزة؛ فاجتمع همزتان؛ فقلبت الثانية، [وفتحت] الأولى؛ فانقلبت [الياء] ألفا ثم الأولى ياء. [هذا أحد قولي] الخليل وسيبويه.
والآخر تأخير الياء، وتقدم الهمزة ثم كذلك، ووزنه على هذا «فعالى»، وكلاهما لا ينصرفان.
ووجه رفع التاء: أنه نائب، ووجه نصبه أنه مفعول مبنى للفاعل.
ووجه رفع معذرة: جعلها خبر مبتدأ «موعظة» لسيبويه، و«هذه» لأبي عبيد.
ووجه نصبها: مفعول مطلق أوله، أي: يعتذرون اعتذارا، [أو يعظهم للاعتذار] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/342] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ووقف" على "لم" بهاء السكت البزي ويعقوب بخلفهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/66]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "معذرة" [الآية: 164] فحفص بالنصب على المفعول من أجله أي: وعظناهم لأجل المعذرة أو على المصدر أي: تعتذر معذرة أو على المفعول به؛ لأن المعذرة تتضمن كلاما، وحينئذ تنصب بالقول كقلت خطبة، وافقه اليزيدي فخالف أبا عمرو، والباقون بالرفع خبر مبتدأ محذوف أي: موعظتنا أو هذه معذرة والعذر التنصل من الذنب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/66]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {معذرة} [164] قرأ حفص بالنصب، مفعول لأجله، أو مفعول مطلق أي: نعظكم للاعتذار، أو: نعتذر إلى الله معذرة، والباقون بالرفع، خبر مبتدأ محذوف، تقديره عند سيبويه: موعظتنا، وعند أبي عبيد: هذه). [غيث النفع: 643]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164)}
{لِمَ}
- قرأ البزي ويعقوب بخلاف عنهما (لمه) بهاء السكت في الوقف.
- وقراءة الباقين (لم) بلا هاء وقفًا ووصلًا.
[معجم القراءات: 3/197]
والبزي ويعقوب يوافقان الجماعة في الوصل.
{مَعْذِرَةً}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر في رواية يحيى بن آدم عنه عن عاصم (معذرة) بالرفع، وهو خبر مبتدأ، والتقدير: موعظتنا إقامة عذرٍ إلى الله.
- وقرأ حسين الجعفي عن أبي بكر عن عاصم، وكذا حفص عنه، وزيد بن علي واليزيدي وعيسى بن عمر وطلحة بن مصرف (معذرة) بالنصب، وهو مفعول لأجله، أو مفعول مطلق لفعل مقدر، أو مفعول به للقول.
وذكر الفراء أن القراء آثرت رفعها، وهو ما اختاره سيبويه، قال: (لأنهم لم يريدوا أن يعتذروا اعتذارًا مستأنفًا، ولكنهم قيل لهم: لم تعظون؟ قالوا: موعظتنا معذرة).
وذكر مكي في التبصرة أن اليزيدي كان يختار النصب.
- ورقق الراء من (معذرة) ورش والأزرق). [معجم القراءات: 3/198]

قوله تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (42 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {بِعَذَاب بئيس} 165
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي {بئيس} على وزن فعيل
وَقَرَأَ نَافِع (بيس) بِكَسْر الْبَاء من غير همز اَوْ ينون
وروى أَبُو قُرَّة عَن نَافِع {بئيس} على وزن فعيل مثل حَمْزَة
وروى خَارِجَة عَنهُ (بيس) بِفَتْح الْبَاء من غير همز منون سَاكن الْيَاء على وزن فعل
وَقَرَأَ ابْن عَامر {بئس} على وزن فعل مثل نَافِع غير أَنه مَهْمُوز
وروى حَفْص عَن عَاصِم {بئيس} مثل حَمْزَة
وروى حُسَيْن الجعفي عَن أَبي بكر عَن عَاصِم (بيئس) على وزن فيعل بِفَتْح الْهَمْز أخبرني بِهِ مُوسَى بن إِسْحَق القاضي عَن هرون بن حَاتِم عَنهُ وزن فيعل الْهمزَة مَفْتُوحَة بَين الْيَاء وَالسِّين
وحدثني أَبُو البختري عَن يحيى عَن أَبي بكر قَالَ كَانَ حفظي عَن عَاصِم (بيئس) على وزن فيعل قَالَ ثمَّ جاءني مِنْهَا شكّ فَتركت رِوَايَتهَا عَن عَاصِم وأخذتها عَن الْأَعْمَش {بئيس} مثل حَمْزَة
حَدَّثَني بِهِ مُحَمَّد بن الجهم
قَالَ حَدَّثَني ابْن أَبي أُميَّة عَن أَبي بكر قَالَ كَانَ حفظي عَن عَاصِم (بيئس) على وزن فيعل فدخلني مِنْهَا شكّ فَتركت رِوَايَتهَا عَن عَاصِم وأخذتها عَن الْأَعْمَش {بئيس} على وزن فعيل). [السبعة في القراءات: 296 - 297]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (بعذاب بيس) بكسر الباء، غير مهموز، مدني، مهموز، شامي بوزن (فيعل) أبو بكر - غير حماد ). [الغاية في القراءات العشر: 261]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (بئس) [165]: بفتح السين العمري، نحو: {وبئس المصير} [البقرة: 126]. بكسر الباء بلا همز مدني. مثله مهموز: دمشقي. بوزن «فيعل» حمصي.
بوزن «فيعل» أبو بكر طريق الأعشى والبرجمي والاحتياطي، ويحيى غير خلف، والجربي مختلف فيه). [المنتهى: 2/712]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (بعذاب بيس) بغير همز، وقرأ ابن عمر بهمزة ساكنة، وقرأ
[التبصرة: 219]
الباقون بهمزة مكسورة قبل الياء على وزن فعيل، وروي عن أبي بكر بهمزة مفتوحة بعد ياء ساكنة على وزن فيعل، وبالوجهين قرأت لأبي بكر، وكلهم فتحوا الباء إلا نافعًا وابن عامر فإنهما كسراها). [التبصرة: 220]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {بعذاب بيس} (165): بكسر الباء، من غير همز، مثل: (عيس).
وابن عامر: بكسر الباء، وهمزة ساكنة بعدها.
وأبو بكر، بخلاف عنه: {بيئس}: بفتح الباء، وهمزة مفتوحة بعد الياء، مثل: (قيقب).
والباقون: {بئيس}: بفتح الباء، وهمزة مكسورة بعدها ياء، مثل: (رئيس). وقد روي هذا الوجه عن أبي بكر). [التيسير في القراءات السبع: 295]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر: (بعذاب بيس) بكسر الباء من غير همز مثل عيس. وابن عامر بكسر الباء وهمزة ساكنة بعدها [مثل رجس] وأبو بكر بخلاف [عنه] بيئس بفتح الباء وهمزة مفتوحة بعد الياء السكنة مثل قيقب والباقون بئيس بفتح الباء وهمزة مكسورة بعدها ياء [ساكنة] مثل رئيس، وقد روي هذا الوجه عن أبي بكر). [تحبير التيسير: 380]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([165]- {بَئِيسٍ} بكسر الباء من غير همز: نافع.
مثله مهموزا: ابن عامر.
مثل "قَيْقَب": أبو بكر بخلاف عنه.
الباقون: {بَئِيسٍ} مثل: رئيس.
وقد روي كذلك عن أبي بكر، وروي عنه أيضا {بِئْسَ}، ونحو {وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.
[الإقناع: 2/650]
وقال يحيى بن آدم: شك أبو بكر كيف قرأه على عاصم). [الإقناع: 2/651]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (704 - وَبِيسٍ بِيَاءٍ أَمَّ وَالْهَمْزُ كَهْفُهُ = وَمِثْلَ رَئِيس غَيْرُ هذَيْنِ عَوَّلاَ
705 - وَبَيْئَسٍ اسْكِنْ بَيْنَ فَتْحَيْنِ صَادِقاً = بِخُلْفٍ .... .... .... ). [الشاطبية: 56]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([704] وبيس بياء (أ)م والهمز (كـ)هفه = ومثل رئيس غير هذين عولا
[705] وبيئسٍ اسكين بين فتحين (صـ)ادقًا = بخلفٍ وخفف يمسكون (صـ)فا ولا
بیس، أصله: بئس، فقلبت الهمزة ياء تخفيفًا.
وبِئسٌ، أصله: بئس، مثل حِذْرٍ، فأسكنت الهمزة تخفيفًا، ونقلت حركتها إلى الفاء، كما قالوا: كبدٌ في كبدٍ.
وبئيسٌ، بوزن فعيل: شديدٌ؛ يقال: بؤس يبؤس بأسًا، فهو بئيسٌ، إذا اشتد.
وبيأس، مثل فيعل، وهو صفة كالهيكل والضيغم من الشدة). [فتح الوصيد: 2/940]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([704] وبيسٍ بياء أم والهمز كهفه = ومثل رئيسٍ غير هذين عولا
[705] وبيئسٍ اسكن بين فتحين صادقًا = بخلفٍ وخفف يمسكون صفا ولا
ح: (بيسٍ): مبتدأ، (بياءٍ): حال منه، (أم): خبره، بمعنى: قصد، و (الهمز كهفه): مبتدأ وخبر، و (مثل رئيسٍ): مفعول (عولا)، أي: عول على مثل (رئيس)، والجملة خبر (غير هذين)، و(بيئسٍ): مفعول (أسكن)، (صادقًا): حال من فاعله، (بخلفٍ): حال متداخلًا، (صفا): حال، (ولا): تمييز.
ص: قرأ نافع: (بعذابٍ بيسٍ) [165] على وزن (عيسٍ)، وابن عامر: (بئسٍ) بالهمز على وزن (بئرٍ)، والأصل: (بئسٍ) فيهما على وزن (كتفٍ) نقل حركة الهمزة إلى ما قبلها، ثم خفف لنافع (فعلٌ) وصف به كما في قوله: (نعم السير على بئس العير)، أو صدرٌ وصف به للمبالغة، وقرأ غيرهما: {بئيسٍ} على وزن (رئيسٍ)، وأسكن أبو بكر الياء بين فتحي الباء والهمزة (بيئسٍ) على وزن (ضيغمٍ)، لكن بخلفٍ عنه.
[كنز المعاني: 2/262]
فتحصل أربع قراءات فيه، والكل وصف، أي: بعذاب شديد.
وقرأ أبو بكر: _والذين يمسكون بالكتاب) [171] بالتخفيف من الإمساك، والباقون: {يمسكون} بالتشديد من التمسك.
ومعنى (صفا ولا): ذا صفاءٍ ولاؤه، أي: قويًا دليله). [كنز المعاني: 2/263] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (704- وَبِيسٍ بِيَاءٍ "أَ"مَّ وَالهَمْزُ "كَـ"ـهْفُهُ،.. وَمِثْلَ رَئِيس غَيْرُ هذَيْنِ عَوَّلا
أراد: {بِعَذَابٍ بَئِيسٍ}، ومعنى أمَّ: قصد فقرأه نافع بتسهيل قراءة ابن عامر، وقراءة ابن عامر بهمزة ساكنة محققة من بئس كحدر كما يقال كبد في كبد، وقراءة غيرهما على وزن فعيل ظاهرة والكل صفة عذاب ومعناه الشدة من قولهم: بؤس الرجل يبؤس بأسا إذا كان شديد البأس فعذاب
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/186]
بئيس: مثل عذاب شديد، ويجوز أن يكون وصفا بالمصدر من البأاء يقال: بئس يبأس بؤسا وبئسا وبأسا، وقال أبو علي: في قراءة نافع بيس فجعل بئس الذي هو فعل اسما فوصف به مثل: "إن الله ينهى عن قيل وقال".
وقوله: عول ليس برمز؛ لأنه صرح بالقارئ في قوله: غير هذين وعولا: خبر غير هذين؛ أي: عول عليه؛ أي: على مثل رئيس فقرأ به والله أعلم.
705- وَبَيْئَسٍ اسْكِنْ بَيْنَ فَتْحَيْنِ "صَـ"ـادِقًا،.. بِخُلْفٍ وَخَفِّفْ يُمْسِكُونَ "صَـ"ـفَا وِلا
ألفى همزة اسكن على تنوين بئيس فانفتح وحذفت الهمزة؛ أي: أسكن الياء بين فتح الباء وفتح الهمزة، ولو قال: وبيس الياء بين فتحتين كأن الأولى؛ لئلا يقرأ بهمزة ساكنة بين الباء والياء على وزن فعيل، وكان يستفاد سكون الياء من لفظه بالحرف؛ أي: قرأه أبو بكر على وزن فيعل وهو صفة أيضا كضيغم، والوجه الآخر لأبي بكر مثل الجماعة فهم ذلك من قوله: غير هذين). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/187]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (704 - وبيس بياء أمّ والهمز كهفه = ومثل رئيس غير هذين عوّلا
705 - وبيئس اسكن بين فتحين صادقا = بخلف وخفّف يمسكون صفا ولا
قرأ نافع بِعَذابٍ بَئِيسٍ بكسر الباء وياء ساكنة مدية بعدها من غير همز، وقرأ ابن
عامر بكسر الباء وبعدها همزة ساكنة على زنة بئر، وقرأ الباقون بفتح الباء وبعدها همزة مكسورة وبعدها ياء ساكنة على زنة رئيس، لكن شعبة اختلف عنه في هذا اللفظ فروى عنه فيه وجهان: الأول: كقراءة الجماعة، والثاني: بفتح الباء وبعدها ياء ساكنة وبعدها همزة مفتوحة على زنة حيدر). [الوافي في شرح الشاطبية: 276]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: بِعَذَابٍ بَئِيسٍ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ وَزَيْدٌ عَنِ الدَّاجُونِيِّ عَنْ هِشَامٍ بِكَسْرِ الْبَاءِ وَيَاءٍ سَاكِنَةٍ بَعْدَهَا مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ، وَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ إِلَّا زَيْدًا عَنِ الدَّاجُونِيِّ كَذَلِكَ إِلَّا هَمْزَ الْيَاءِ " وَاخْتُلِفَ " عَنْ أَبِي بَكْرٍ، فَرَوَى عَنْهُ الثِّقَاتُ قَالَ: كَانَ حِفْظِي عَنْ عَاصِمٍ بَيْئَسٍ عَلَى مِثَالِ فَيْعَلٍ، ثُمَّ جَاءَنِي مِنْهَا شَكٌّ فَتَرَكْتُ رِوَايَتَهَا عَنْ عَاصِمٍ وَأَخَذْتُهَا عَنِ الْأَعْمَشِ بَئِيسٍ مِثْلَ حَمْزَةَ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الْوَجْهَ الْأَوَّلَ، وَهُوَ فَتْحُ الْبَاءِ، ثُمَّ يَاءٌ سَاكِنَةٌ، ثُمَّ هَمْزَةٌ مَفْتُوحَةٌ أَبُو حَمْدُونَ عَنْ يَحْيَى
[النشر في القراءات العشر: 2/272]
وَنَفْطَوَيْهِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ حَمَّادٍ الْمُتَّقِي كِلَاهُمَا عَنِ الصَّرِيفِينِيِّ عَنْ يَحْيَى عَنْهُ، وَهِيَ رِوَايَةُ الْأَعْشَى وَالْبُرْجِيِّ وَالْكِسَائِيِّ، وَغَيْرِهِمْ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَرَوَى عَنْهُ الْوَجْهَ الثَّانِيَ، وَهُوَ فَتْحُ الْبَاءِ وَكَسْرُ الْهَمْزِ وَيَاءٌ بَعْدَهَا عَلَى وَزْنِ فَعِيلٍ الْعُلَيْمِيُّ وَالْأَصَمُّ عَنِ الصَّرِيفِينِيِّ وَالْحَرْبِيِّ عَنْ أَبِي عَوْنٍ عَنِ الصَّرِيفِينِيِّ، وَرَوَى عَنْهُ الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا الْقَافْلَائِيُّ عَنِ الصَّرِيفِينِيِّ عَنْ يَحْيَى، وَكَذَلِكَ رَوَى خَلَفٌ عَنْ يَحْيَى، وَبِهِمَا قَرَأَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ مِنْ طَرِيقِ الصَّرِيفِينِيِّ، وَبِهَذَا الْوَجْهِ الثَّانِي قَرَأَ الْبَاقُونَ). [النشر في القراءات العشر: 2/273]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر إلا الداجوني عن هشام {بعذابٍ بئيس} [165] بكسر الباء وهمزة ساكنة بعدها، والمدنيان والداجوني كذلك إلا أنهم بإبدال الهمزة ياءً. واختلف عن أبي بكر، فروى الجمهور عن يحيى بن آدم عنه بفتح الباء ثم ياء ساكنة ثم همزة مفتوحة، وروى الآخرون عن يحيى والعليمي عنه بفتح الباء وكسر الهمزة وياء بعدها وزن «فعيل»، وكذا قرأ الباقون). [تقريب النشر في القراءات العشر: 526]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (648 - بيس بياءٍ لاح بالخلف مدا = والهمز كم وبيئسٍ خلفٌ صدا
649 - بئيسٍ الغير .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (بيس بياء (ل) اح بالخلف (مدا) = والهمز (ك) م وييئس خلف (ص) دا
أي قوله «بعذاب بيس» قرأه بالياء على ما لفظ به نافع وأبو جعفر وهشام بخلاف عنه على أن أصله الهمز كما يأتي في قراءة ابن عامر فخففوه قوله: (والهمز كم) أي وقرأه بالهمز: أي بهمز الياء من اللفظ المتقدم وهي ساكنة ابن عامر، والأصل في قراءة هؤلاء الثلاثة بئس كحذر وقلق نقلت حركة الهمزة إلى الباء فبقيت ساكنة أو كسرت الباء اتباعا للهمزة ثم سكنت الهمزة تخفيفا ثم خففها بالإبدال نافع ومن معه قوله: (وييئس خلف صدا) يعني وقرأه «ييئس» على وزن فيعل كضيغم وفيصل وحيدر شعبة بخلاف عنه، ووجهه الآخر كالجماعة.
بئيس الغير و (ص) ف يمسك خف = ذرّيّة اقصر وافتح التّاء (د) نف
أي قرأ الباقون بئيس على وزن فعيل). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 239]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
بيس بياء (لا) ح بالخلف (مدا) = والهمز (ك) م وبيئس خلف (ص) دا
بئيس الغير و(ص) ف يمسك خف = ذرّيّة اقصر وافتح التّاء (د) نف
(كفى) كثان الطّور ياسين لهم = وابن العلا كلا يقولوا الغيب (حم)
ش: أي: قرأ مدلول (مدا) المدنيان بعذاب بيس [الأعراف: 165] بالباء وياء ساكنة، بوزن «عيس»، وذو كاف (كم) ابن عامر كذلك، [لكن] بهمزة عوض الياء.
واختلف عن ذي لام (لاح) هشام: فروى عنه الداجوني كنافع، وروى غيره الهمز كابن عامر.
واختلف عن ذي صاد (صدا) أبو بكر: فروى [عنه] الثقات قال: كان حفظي عن
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/342]
عاصم بيئس بوزن «فيعل»، ثم جاءني منه شك؛ فتركت روايتها عن عاصم، وأخذتها عن الأعمش مثل حمزة.
وقد روى عنه [مثل] «فيعل» أبو حمدون عن يحيى، ونفطويه، وهي رواية الأعمش، والبرجمي وغيرهما عن أبي بكر.
وروى عنه وزن «فعيل» العلمي، والأصم عن الصريفيني، والحربي عن ابن عون عن الصريفيني.
وروى عنه الوجهين القافلاني عن الصيريفيني عن يحيى، وكذلك روى خلف عن يحيى، وبهما قرأ الداني، وقرأ الباقون: (بئيس) ك «رئيس».
وخفف ذو صاد (صف) أبو بكر [سين] والذين يمسكون [الأعراف:
170]، والباقون بالتشديد.
وقرأ ذو دال (دنف) ابن كثير، ومدلول (كفا) الكوفيون: من ظهورهم ذرّيّتهم هنا الأعراف [الآية: 172]، وألحقنا بهم ذرّيّتهم (ثاني الطور) [الآية: 21]، وأنّا حملنا ذرّيّتهم في (يس) [الآية: 41]- بحذف الألف وفتح التاء على التوحيد في الثلاثة، ووافقهم ابن العلاء في (يس) خاصة، وقرأ في الآخرين بإثبات الألف والكسر، وبه قرأ الباقون وسيأتي أول الطور [الآية: 21] والفرقان [الآية: 74] في موضعه.
وقرأ ذو حاء (حم) أبو عمرو: أن يقولوا يوم القيامة [الأعراف: 172]، أو يقولوا إنما أشرك [الأعراف: 173]- بياء (الغيب) [فيهما]، والباقون بتاء الخطاب.
ووجه «بئس» بالهمز: أنه صيغة مبالغة على «فعل» ك «حذر»، فنقلت كسرة الهمزة
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/343]
إلى الياء، وأتبعت، ثم سكنت ك «فخذ» أو وصف بالمصدر مبالغة، أو على تقدير «ذي».
[ووجه] الياء: أن أصله ما تقدم، ثم خففت الهمزة على قياسها؛ إلحاقا وموافقة.
ووجه بئيس: أنه صيغة مبالغة على «فعيل» ك «نفيس»: [وكذا] بيئس، وكذلك بيأس ك «ضيغم» و«حيدر».
ووجه وجهي يمسكون: أنه مضارع «أمسك» أو «مسّك» على حد قوله أمسكن عليكم [المائدة: 4]، وو لا تمسكوهنّ [البقرة: 231]، فازداد لكل ناقل ثانيا، أي:
الذين ألزموا أنفسهم بأحكام الكتاب.
ووجه توحيد «ذرية»: أن ظاهره الدلالة على الكثرة؛ فاكتفى بها تخفيفا.
ووجه الجمع: النصوصية على الأفراد والأنواع، وكثر جنسه في الطور؛ بمناسبة الحرفين.
ووجه مخالفة أول الطور: الجمع بين الأمرين في سورة.
ووجه إفراد يس بالتوحيد: التنبيه على القلة.
ووجه غيب يقولوا معا: أنه إخبار عن الذرية مفعول له، وشهدنا معترض، أي: أشهدهم كراهة، أو لئلا يعتذروا أو يقولوا ما شعرنا أو الذنب لأسلافنا.
ووجه الخطاب: الالتفات، نحو: ألست بربّكم [الأعراف: 172]، فيتحدان.
أو تم كلام الذرية إلى بلى، ثم خاطبتهم الملائكة فقالت: شهدنا عليكم لئلا تقولوا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/344] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "بئيس" [الآية: 165] فنافع وأبو جعفر وزيد عن الداجوني عن هشام بكسر الباء الموحدة وياء ساكنة بعدها من غير همز مثل: عيس وقرأ ابن ذكوان وهشام من طريق زيد عن الداجوني كذلك، إلا أنه
[إتحاف فضلاء البشر: 2/66]
بالهمز الساكن بلا ياء، على أنه صفة على فعل كحذر نقلت كسرة الهمزة إلى الباء، ثم سكنت ووجه قراءة نافع كذلك أي: إن أصله ما ذكر، ثم أبدل الهمزة ياء، واختلف عن أبي بكر فالجمهور عن يحيى بن آدم عنه بباء مفتوحة، ثم ياء ساكنة ثم همزة مفتوحة على وزن ضيغم صفة على فيعل، وهو كثير في الصفات، وروى الجمهور عن العليمي عنه بفتح الباء وكسر الهمزة وياء ساكنة على وزن رئيس وصف على فعيل، كشديد للمبالغة، وبه قرأ الباقون وعن الحسن كسر الباء وهمزة ساكنة وفتح السين بلا تنوين.
ويوقف عليها لحمزة بالتسهيل كالياء وإبدالها ياء ضعيف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/67]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الأعمش "يفسقون" بكسر السين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/67]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بيس} [165] قرأ نافع بكسر الباء موحدة، بعدها ياء ساكنة، من غير همز، والشامي مثله إلا أنه همز الياء، والباقون بفتح الباء، بعدها همزة مكسورة، بعدها ياء ساكنة، بوزن (رئيس)، ولشعبة ايضًا رواية أخرى بفتح الباء، وإسكان الياء، وفتح الهمزة، بوزن (ضيغم) فهذه أربع قراءات، ولا خلاف بين السبعة في كسر السين وتنوينها). [غيث النفع: 643]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165)}
{ذُكِّرُوا بِهِ}
- رقق الراء الأزرق وورش بخلاف عنهما.
{عَنِ السُّوءِ}
- لحمزة وهشام فيه قراءتان في الوقف:
الأولى: نقل حركة الهمزة إلى الواو، ثم حذف الهمزة، فتكون الواو مخففة، وهو القياس المطرد.
الثانية: النقل مع الإدغام، فتكون الواو مشددة (السو).
{ظَلَمُوا}
- غلظ اللام الأزرق وورش.
{بِعَذَابٍ بَئِيسٍ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو قرة عن نافع وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم والأعمش وأبو عبد الرحمن ومجاهد والأعرج والعليمي عن أبي بكر، وحماد وأهل الحجاز وأبو رجاء عن علي ونصر بن عاصم (بئيس) على وزن رئيس.
وصف به العذاب، على وزن فعيل، وهو للمبالغة من بائس على وزن فاعل، أو على أنه مصدر وصف به كالنكير والقدير. وهذه القراءة أولى القراءات بالصواب عند الطبري.
[معجم القراءات: 3/199]
- وقرأ أهل مكة وابن كثير وابن عامر في رواية وشبل (بئيس) الباء مكسورة، ثم همزة مكسورة، وبعدها ياء ساكنة، على زنة: فعيل.
قال أبو حيان: (وهي لغة تميم في (فعيل) حلقي العين يسكرون أوله سواء كان اسمًا أو صفة).
- وروى حسين الجعفي عن أبي بكر عن عاصم، وكذا يحيى عن أبي بكر عنه، وابن عباس والأعمش وطلحة والبرجمي والأعشى (بيأس) على وزن (ضيغم) وحيدر، الهمزة مفتوحة بين الياء والسين، وبفتح السين ممنوعًا من الصرف.
قال الطوسي: (وهذا البناء كثير في الصفة).
- وقرأ عاصم في رواية نصر بن عاصم وأبي بكر وابن عباس وعيسى بن عمر والأعمش بخلاف عنه (بيئس) بكسر الهمزة على وزن (صيقل) اسم امرأة، وهو بكسر القاف.
- وذكر الصفراوي أنها بفتح السين.
قال أبو حيان في هذه القراءة والتي سبقتها:
[معجم القراءات: 3/200]
وهما شاذان؛ لأنه [أي هذا البناء] مختص بالمعتل كسيد وميت)، ومثل هذا عند مكي في مشكل إعراب القرآن، والشهاب في حاشيته، قال: (ويحققها أن المهموز أخو المعتل).
- وقرأ الحسن والأعمش وعصمة ويعقوب القارئ (بِئْيَس) على وزن حديم: وهو القاطع، وعثير، وضعفها أبو حاتم.
- وقرأ السملي (بأيس) كالقراءة السابقة مع فتح الباء، قال العكبري: (وهو بعيد، إذ ليس في الكلام (فعيل)).
- وقرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر وابن ذكوان شبية وأبو عبد الرحمن والحسن وهشام من طريق زيد عن الداجوني (بئسٍ) على وزن بئر، ووجهها أنه فعل سُمي له، كما جاء (أنهاكم عن قيل وقال).
وذكر أبو حيان تخريجات أخرى لهذه القراءة في البحر.
وفي حاشية الجمل: (أصله بئس، كحذر، فخففت عينه بنقل حركتها إلى الفاء كلبد في البد) كذا، وبعب الصواب: كِبْد في كَبِد، ومثله: كِلْمَة في كَلِمَة.
[معجم القراءات: 3/201]
- وقرأ الحسن (بئس) بكسر الباء، وهمزة ساكنة، والسين مفتوحة من غير تنوين.
وضعف أبو خاتم هذه القراءة، وقال: (ولا وجه لها).
قال النحاس: (هذا مردود من كلام أبي حاتم، حكى النحويون: إن فعلت كذا وكذا فبها ونعمت. يريدون: ونعمت الخصلة، والتقدير: بئس العذاب).
قال ابن جني: (وأنكر أبو حاتم قراءة الحسن ...، وقال: ولو كان كذا لما كان بُد معها من (ما) بئسما، كنِعْمَ ما).
- وقرأ عيسى بن عمر وزيد بن علي، وزيد بن ثابت ويعقوب القارئ وأبو العالية وأبو مجلز (بئس) على وزن شهد.
قال ابن جني:
(بئس الرجل على فعل، بآسةً إذا شجع، فكأنه عذابٌ مقدم غير متأخر عنهم.
ويجوز أن يكون مقصوراً من (بئيس) كالقراءة الفاشية، كما قالوا: لبيق في لبق).
- وحكى الزهراوي عن ابن كثير وأهل مكة (بئسٍ) بكسر الباء، الزهراوي عن ابن كثير وأهل مكة (بئسٍ) بكسر الباء، والهمز همزاً خفيفاً.
[معجم القراءات: 3/202]
- وروي عن الأعمش (بئسٍ) بباء مفتوحة وهمزة مشددة مكسورة، والسين مكسورة منونة.
- وقرأ أبو عبد الرحمن وزيد بن ثابت وطلحة بن مصرف ونصر بن عاصم ومعاذ القارئ (بئسٍ) على وزن كَبدِ وحذرٍ الباء مفتوحة، والهمزة مكسورة، والسين مكسورة منونة.
- وقرأن خارجة والأزرق وعدي كلهم عن أبي بكر (بئسٍ) بكسر الباء والهمز على الإتباع مثل فخذ).
- وقرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر وشيبة ونصر بن عاصم في رواية والعمش في رواية أيضاً، والضحاك وعكرمة (بئس) بباء مفتوحة لعدها ياء مشددة من غير همز، على وزن جيد وميت وسيد وريس وقيم، وخُرج على أنه من البوس، ولا أصل له في الهمز، وخُرج أيضاً على أنه خفف الهمزة بإبدالها ياءً ثم أدغمت.
قال العكبري: (وهو ضعيف؛ إذ ليس في الكلام مثله في الهمز).
- وقرأ نافه وابن كثير بخلاف عنه وعاصم وأبو جعفر وشيبة ويحيى والأعمش وعيسى الهمداني والحسن وأبو عبد الرحمن
[معجم القراءات: 3/203]
ونصر بن عاصم وزيد عن الداجوني عن هشام (بيسٍ) على وزن (فِعْلٍ) من غير همز، مثل: ذيب، فهو اسم وصف به العذاب.
- وقرأ خارجة عن نافع وطلحة والزهري والحسن ويونس والأصمعي عن أبي عمرو (بيس) على وزن كيلٍ، فقد أبدلت الهمزة ياءً للتخفيف، وأدغم ثم حذف كميت، كذا قال أبو حيان.
- وقرأ الحسن والعمري وابن جماز كلاهما عن أبي جعفر وخارجة عن نافع وهشام عن ابن عامر، واذن ذكوان (بيس)، على وزن قيل.
- وقرأت فرقة (بيس) بفتح الباء والياء والسين، على وزن فَعَلَ.
- وروى مالك بن دينار عن نصر بن عاصم والرؤاسي عن أبي عمرو (بيسٍ) على مثل جبل وجمل.
- وقرأ أبو رجاء (بيس) على وزن: فعل.
[معجم القراءات: 3/204]
- وقرئ: (بيسٍ) بفتح الباء وكسر الياء، وأصلها همزة مكسورة أبدلت ياءً، وذكرها ابن عطية قراءة عن نصر.
- وذكروا أنه قرئ بياءين: (بييسٍ).
قال العكبري:
(بئس ...، ويقرأ كذلك إلا أنه بتخفيف الهمزة وتقريبها من الياء).
وقال الفراء:
(وبييس: يحركون الياء الأولى إلى الخفض، ولم نجد ذلك في كلامهم، لأن تحريك الياء والواو أثقل من ترك الهمزة؛ فلم يكونوا ليخرجوا من ثِقَلٍ إلى ما هو أثقل منه).
- وقرئ بياءين على فيعال (بيياس) كذا!.
- وقرأ جؤية بن عائذ ونصر بن عاصم في رواية (بأس) بفتح الثلاثة على وزن (ضرب) فعلاً ماضياً.
- وقرأ نصر في رواية مالك بن دينار، وجؤية (بأسٍ) على وزن جبلٍ.
- وقرأ نصر بن عاصم وجؤية بن عائذ ومالك بن دينار والأعمش (بأس) وأصله: بأس، فسكن الهمزة، جعله فعلاً لا يتصرف.
[معجم القراءات: 3/205]
وقرأت فرقة (بأس) بفتح الثلاثة، وهمزة مشددة.
وذكرها أبو عمرو الداني عما حكي يعقوب.
- وروي أن الأعمش ونصر بن عاصم قرأا (بَئّسٍ) بباء مفتوحة، وهمزة مشددة مكسورة، والسين منونة.
- وقرأت فرقة (باس) بفتح الباء وسكون الألف.
- وقرأ ابن عباس وأبو رزين وأيوب وعصمة وابن نبهان عن عاصم، وأبو بكر عنه (بيآس) على وزن فيعال.
- وقرأ أبو رجاء وعلي ومجاهد ونافع، وأبو المتوكل (بائس) على وزن فاعل، مفتوح الباء، أي ذو بأس وشدة.
- وقرأ أهل مكة (بائس) على وزن فاعل مع كسر الباء، وهي لغة تميم في (فعيل) حلقي العين، يكسرون أوله سواء أكان اسماً أو صفة.
- وقراءة حمزة في الوقف بالتسهيل كالياء.
- وذكروا أن إبدالها ياءً ضعيف.
- وقرأ أبو بحرية والقاضي عن حمزة (بيئسٍ) بفتح الباء وسكون الياء وهمزة بعدها مفتوحة وكسر السين وتنوينها.
[معجم القراءات: 3/206]
{يَفْسُقُونَ}
- قرأ الأعمش (يفسقون) بكسر السين، وروى الكسر في هذا الفعل الأخفش.
- وقراءة الجماعة بضمها (يفسقون).
وفي التاج: (فسق كعنصر وضرب وكرم، الثانية عن الأخفش، نقله الجوهري، والثالثة عن اللحياني، رواه عنه الأحمر، ولم يعرف الكسائي الضم) ). [معجم القراءات: 3/207]

قوله تعالى: {فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر ترقيق راء "قردة" للأزرق وإخفاء أبي جعفر تنوينها عند الخاء بعدها بالبقرة، وذكر الأصل أن أبا جعفر أبدل همزة "خاسين" وليس كذلك، وتقدم ما فيه "ويوقف" عليه لحمزة بالتسهيل بين بين وبحذف الهمزة اتباعا للرسم والإبدال ياء ضعيف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/67]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {خاسئين} فيه لحمزة لدى الوقف وجهان: تسهيل الهمزة بين بين، وحذفها، وحكى إبدال الهمزة ياء، وهو ضعيف). [غيث النفع: 644]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166)}
{قِرَدَةً}
- رفق الراء الأزرق وورش.
{قِرَدَةً خَاسِئِينَ}
- أخفى التنوين في الخاء أبو جعفر.
{خَاسِئِينَ}
- أبدل أبو جعفر الهمزة ياءً (خاسيين)، وانفرد الهذلي عن النهرواني عن ابن وردان عن أبي جعفر بحذف الهمزة، واختاره الآخذون بالتخفيف الرسمي (خاسين).
- ووقف حمزة بالتسهيل بَيْنَ بَيْنَ، وعنه الحذف أيضاً.
وانظر الآية/ 65 من سورة البقرة في الجزء الأول من هذا المعجم). [معجم القراءات: 3/207]

قوله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (167)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ تَسْهِيلُ تَأَذَّنَ عَنِ الْأَصْبَهَانِيِّ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/273]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({تأذن} [167] ذكر تسهيله للأصبهاني في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 526]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم تسهيل تأذن [الأعراف: 167] للأصبهاني، أفلا تعقلون بالأنعام [الآية: 32] ويلهث ذلك [الأعراف: 176] في حروف قربت مخارجها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/344] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسهل" الأصبهاني عن ورش همزة "تأذن" بلا خلف واختلف عنه في تأذن ربكم بإبراهيم كما مر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/67]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {سوء} [167] فيه لحمزة وهشام لدى الوقف أربعة أوجه: إسكان الواو مخففة ومشددة، ويجوز مع كل من التخفيف والتشديد الروم، وغير هذا ضعيف). [غيث النفع: 644]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (167)}
{وَإِذْ تَأَذَّنَ}
- قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام واليزيدي وابن محيصن بإدغام الذال في التاء.
- وقرأ نافع وابن عامر وابن كثير وعاصم وابن ذكوان وأبو جعفر ويعقوب بإظهار الذال عند التاء.
{تَأَذَّنَ}
- قرأ الأصبهاني وورش والشموني والحنبلي عن هبة الله في رواية ابن وزردان بتسهيل الهمزة وصلاً ووقفاً.
- وكذا جاءت قراءة حمزة بالتسهيل في الوقف.
{تَأَذَّنَ رَبُّكَ}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب النون في الراء، وعنهما الإظهار.
{عَلَيْهِمْ}
تقدمت قراءتان فيه: بضم الهاء وكسرها، وفُصل القول فيه في الآية/ 7 من سورة الفاتحة). [معجم القراءات: 3/208]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #35  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:03 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (168) إلى الآية (171) ]

{وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (168) فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (169) وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (170) وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171)}

قوله تعالى: {وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (168)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (168)}
{قَطَّعْنَاهُمْ}
- قرأ ابن أبي حماد ويحيى عن أبي بكر عن عاصم {قَطَّعْنَاهُمْ} بتخفيف الطاء.
- وقراءة الجماعة {قَطَّعْنَاهُمْ} بتشديد الطاء). [معجم القراءات: 3/208]

قوله تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (169)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر، وحفص: {أفلا تعقلون} (169): بالتاء.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 295]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (أفلا تعقلون) قد ذكر في الأنعام). [تحبير التيسير: 380]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (خَلْفٌ) بفتح اللام منهما عيسى بن عمر عن الحسن). [الكامل في القراءات العشر: 556]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ) بالتاء الْجَحْدَرِيّ، الباقون بالياء، وهو الاختيار لقوله: (وَدَرَسُوا)). [الكامل في القراءات العشر: 557]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ فِي الْأَنْعَامِ). [النشر في القراءات العشر: 2/273]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أفلا تعقلون} [169] ذكر في الأنعام). [تقريب النشر في القراءات العشر: 526]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم تسهيل تأذن [الأعراف: 167] للأصبهاني، أفلا تعقلون بالأنعام [الآية: 32] ويلهث ذلك [الأعراف: 176] في حروف قربت مخارجها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/344] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "ورثوا" بضم الواو وتشديد الراء مبنيا للمفعول). [إتحاف فضلاء البشر: 2/67]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وضم" رويس هاء "إن يأتهم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/67]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "يعقلون" [الآية: 169] بالخطاب نافع وابن عامر وحفص ويعقوب، والباقون بالغيب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/68]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تعقلون} قرأ نافع والشامي وحفص بالخطاب، على الالتفات من الغيبة إليه، والباقون بياء الغيبة، جريًا على ما قبله). [غيث النفع: 644]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (169)}
{فَخَلَفَ}
قراءة الجماعة {فَخَلَفَ} بسكون اللام.
- وقرأ بعض السلف {فَخَلَفَ} بفتح اللام.
قال الشهاب:
(وأما الخَلَف والخَلْف بالفتح والسكون هل هما بمعنى واحد أو بينهما فرق؟ فقيل: هما بمعنى، وهو من يخلف غيره صالحاً كان أو طالحاً. وقيل ساكن اللازم يختص بالطالح، ومفتوحها بالصالح ...، وقال بعض اللغويين: قد يجئ (خَلْف) بالسكون للصالح و(خَلَف) بالفتح لغيره.
وقال البصريون: يجوز التحريك والسكون في الرديء، وأما الجيد فبالتحريك فقط، ووافقهم أهل اللغة إلا الفراء وأبا عبيد).
{وَرِثُوا}
- قراءة الجماعة {وَرِثُوا} مخففاً مبنياً للمعلوم.
- وقرأ الحسن (وُرِّثُوا) مشدد الراء مبنياً للمفعول.
{يَأْخُذُونَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (ياخذون) بإبدال الهمزة ألفاً.
- وبهذا قرأ حمزة في الوقف.
[معجم القراءات: 3/209]
{الْأَدْنَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف والأعشى.
- وبالتقليل والفتح قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{سَيُغْفَرُ لَنَا}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الراء في اللام، وبالإظهار.
قال النحاس: (ولا يجوز إدغام الراء في اللام، لأن فيها تكريراً).
{وَإِنْ يَأْتِهِمْ}
- قرأ برواية ورش وأبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (ياتهم) بإبدال الهمزة ألفاً.
- وهي قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون بالهمز.
- وقرأ رويس عن يعقوب (يأتهُم) بضم الهاء على الأصل، وبكسرها.
- والجماعة على كسرها (يأتهِم) مراعاة لما قبلها.
{يَأْخُذُوهُ}
- قرأ برواية ورش وأبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (ياخذوه) بإبدال الهمزة ألفاً.
- وهي قراءة حمزة في الوقت.
- والباقون على القراءة بالهمز.
- وقرأ ابن كثير في الوصل (يأخذوهو) بوصل الهاء بواو.
[معجم القراءات: 3/210]
{أَلَمْ يُؤْخَذْ}
- حكم الهمزة فيه حكمها في الفعل السابق (يأخذوه).
{عَلَيْهِمْ}
- تقدمت قراءتان فيه، بضم الهاء وكسرها، وانظر هذا في الآية/ 7 من سورة الفاتحة.
{أَنْ لَا يَقُولُوا}
- قرأ الجحدري (ألا تقولوا) بتاء الخطاب على الالتفات.
- وقراءة الجماعة على الغيبة (ألا يقولوا).
{دَرَسُوا}
- قراءة الجماعة (درسوا) مخففاً من (درس) المجرد.
- وقرأ علي والسلمي (ادارسوا)، وأصله (تدارسوا)، فأبدلت التاء دالاً وأسكنت ليصح إدغامها في الدال بعدها، ثم جيء بهمزة الوصل ليصح النطق بالساكن، وذكر هذه القراءة الكسائي عن أبي عبد الرحمن السلمي.
- وقرأ ابن مسعود وعباس عن الضبي عن الأعشى (ادكروا) وأصله (اذ تكروا)، وتخريجها على منهج القراءة السابقة.
قلت: هذه القراءة موضعها قلق هنا، فلعلها للآية/ 38 من هذه السورة أو للآية/ 171!!
{وَالدَّارُ الْآَخِرَةُ}
- قرأ ابن أنس عن ابن ذكوان عن ابن عامر (ولدار الاخرة) بلام واحدة خفيفة والآخرة جر بالإضافة.
{خَيْرٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
[معجم القراءات: 3/211]
{تَعْقِلُونَ}
- قرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم ويعقوب وأبو جعفر وسهل وابن ذكوان (تعقلون) بتاء الخطاب على الالتفات.
- وقراءة الباقين (يعقلون) بالياء على الغيبة، جرياً على نسق ما سبق في الآية.
وتقدم مثل هذا في الآية/ 32 من سورة الأنعام). [معجم القراءات: 3/212]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (170)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (43 - وَاخْتلفُوا في التَّخْفِيف وَالتَّشْدِيد من قَوْله {وَالَّذين يمسكون} 170
فَقَرَأَ عَاصِم وَحده في رِوَايَة أَبي بكر {يمسكون} خَفِيفَة وَكَذَلِكَ قَرَأَ {وَلَا تمسكوا بعصم الكوافر} الممتحنة 10 خَفِيفَة
وروى حَفْص عَن عَاصِم {يمسكون} مُشَدّدَة {وَلَا تمسكوا} خَفِيفَة
وَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {وَالَّذين يمسكون} مُشَدّدَة {وَلَا تمسكوا} مُخَفّفَة
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو {يمسكون} {وَلَا تمسكوا} مضمومتي الْيَاء وَالتَّاء مشددتين
وَانْفَرَدَ أَبُو عَمْرو بقوله {وَلَا تمسكوا} فقرأها بِالتَّشْدِيدِ وَالْبَاقُونَ يخففون). [السبعة في القراءات: 297]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((يمسكون) خفيف، أبو بكر). [الغاية في القراءات العشر: 261]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يمسكون) [170]: خفيف: أبو بكر، والمفضل). [المنتهى: 2/713]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر (يمسكون) بالتخفيف، وشدد الباقون). [التبصرة: 220]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر: {والذين يمسكون} (170): مخففًا.
والباقون: مشددًا). [التيسير في القراءات السبع: 295]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(وأبو بكر: (والّذين يمسكون بالكتاب) مخففا، والباقون مشددا). [تحبير التيسير: 380]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يُمَسِّكُونَ) خفيف أبو بكر، والمفضل غير أبي حاتم، والزَّعْفَرَانِيّ، الباقون مشدد، وهو الاختيار، يقال: تمسكت به وأمسكته، وقوله: (وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ) بصري غير أيوب، والزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ، وهو الاختيار؛ لما ذكرت، الباقون خفيف). [الكامل في القراءات العشر: 557]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([170]- {يُمَسِّكُونَ} خفيف: أبو بكر). [الإقناع: 2/651]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (705- .... .... .... .... = .... وَخَفِّفْ يُمْسِكُونَ صَفَا وِلاَ). [الشاطبية: 56]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و{يمسكون}، يقال: مَسك يُمسّك بكذا، إذا لزمه.
وأمسَك يُمْسِك، كقوله: {أمْسك عليك زوجك} و {فأمسكوهن} ونحوه.
و(ولاء): متابعة). [فتح الوصيد: 2/940]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([704] وبيسٍ بياء أم والهمز كهفه = ومثل رئيسٍ غير هذين عولا
[705] وبيئسٍ اسكن بين فتحين صادقًا = بخلفٍ وخفف يمسكون صفا ولا
ح: (بيسٍ): مبتدأ، (بياءٍ): حال منه، (أم): خبره، بمعنى: قصد، و (الهمز كهفه): مبتدأ وخبر، و (مثل رئيسٍ): مفعول (عولا)، أي: عول على مثل (رئيس)، والجملة خبر (غير هذين)، و(بيئسٍ): مفعول (أسكن)، (صادقًا): حال من فاعله، (بخلفٍ): حال متداخلًا، (صفا): حال، (ولا): تمييز.
ص: قرأ نافع: (بعذابٍ بيسٍ) [165] على وزن (عيسٍ)، وابن عامر: (بئسٍ) بالهمز على وزن (بئرٍ)، والأصل: (بئسٍ) فيهما على وزن (كتفٍ) نقل حركة الهمزة إلى ما قبلها، ثم خفف لنافع (فعلٌ) وصف به كما في قوله: (نعم السير على بئس العير)، أو صدرٌ وصف به للمبالغة، وقرأ غيرهما: {بئيسٍ} على وزن (رئيسٍ)، وأسكن أبو بكر الياء بين فتحي الباء والهمزة (بيئسٍ) على وزن (ضيغمٍ)، لكن بخلفٍ عنه.
[كنز المعاني: 2/262]
فتحصل أربع قراءات فيه، والكل وصف، أي: بعذاب شديد.
وقرأ أبو بكر: _والذين يمسكون بالكتاب) [171] بالتخفيف من الإمساك، والباقون: {يمسكون} بالتشديد من التمسك.
ومعنى (صفا ولا): ذا صفاءٍ ولاؤه، أي: قويًا دليله). [كنز المعاني: 2/263] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأمسك ومسك: لغتان وصفا بالتنوين؛ أي: قويا وولاء متابعة وهو تمييز من معناه؛ أي: قويا متابعته أو حال بعد حال؛ أي: ذا متابعة، ويجوز أن يكون صفا بلا تنوين فعلا ماضيا، وفي ولا: الوجهان، ويجوز أن يكون صفا بلا تنوين مضافا إلى ولا؛ أي: قوي متابعته، ويجوز أن يكون مقصورا من الممدود والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/187]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (705 - .... .... .... .... .... = .... وخفّف يمسكون صفا ولا
....
وقرأ شعبة بتخفيف سين (يمسكون) ويلزمه سكون الميم فتكون قراءة غيره بتشديد السين ويلزمه فتح الميم). [الوافي في شرح الشاطبية: 276]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يُمَسِّكُونَ، فَرَوَى أَبُو جَعْفَرٍ بِتَخْفِيفِ السِّينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَشْدِيدِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/273]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى أبو بكر {يمسكون} [170] بتخفيف السين، والباقون بالتشديد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 526]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (649- .... .... وصف يمسك خف = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وصف يمسك خف) يعني قوله تعالى. والذين يمسّكون بالكتاب» قرأه شعبة بالتخفيف، والباقون بالتشديد). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 239]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
بيس بياء (لا) ح بالخلف (مدا) = والهمز (ك) م وبيئس خلف (ص) دا
بئيس الغير و(ص) ف يمسك خف = ذرّيّة اقصر وافتح التّاء (د) نف
(كفى) كثان الطّور ياسين لهم = وابن العلا كلا يقولوا الغيب (حم)
ش: أي: قرأ مدلول (مدا) المدنيان بعذاب بيس [الأعراف: 165] بالباء وياء ساكنة، بوزن «عيس»، وذو كاف (كم) ابن عامر كذلك، [لكن] بهمزة عوض الياء.
واختلف عن ذي لام (لاح) هشام: فروى عنه الداجوني كنافع، وروى غيره الهمز كابن عامر.
واختلف عن ذي صاد (صدا) أبو بكر: فروى [عنه] الثقات قال: كان حفظي عن
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/342]
عاصم بيئس بوزن «فيعل»، ثم جاءني منه شك؛ فتركت روايتها عن عاصم، وأخذتها عن الأعمش مثل حمزة.
وقد روى عنه [مثل] «فيعل» أبو حمدون عن يحيى، ونفطويه، وهي رواية الأعمش، والبرجمي وغيرهما عن أبي بكر.
وروى عنه وزن «فعيل» العلمي، والأصم عن الصريفيني، والحربي عن ابن عون عن الصريفيني.
وروى عنه الوجهين القافلاني عن الصيريفيني عن يحيى، وكذلك روى خلف عن يحيى، وبهما قرأ الداني، وقرأ الباقون: (بئيس) ك «رئيس».
وخفف ذو صاد (صف) أبو بكر [سين] والذين يمسكون [الأعراف:
170]، والباقون بالتشديد.
وقرأ ذو دال (دنف) ابن كثير، ومدلول (كفا) الكوفيون: من ظهورهم ذرّيّتهم هنا الأعراف [الآية: 172]، وألحقنا بهم ذرّيّتهم (ثاني الطور) [الآية: 21]، وأنّا حملنا ذرّيّتهم في (يس) [الآية: 41]- بحذف الألف وفتح التاء على التوحيد في الثلاثة، ووافقهم ابن العلاء في (يس) خاصة، وقرأ في الآخرين بإثبات الألف والكسر، وبه قرأ الباقون وسيأتي أول الطور [الآية: 21] والفرقان [الآية: 74] في موضعه.
وقرأ ذو حاء (حم) أبو عمرو: أن يقولوا يوم القيامة [الأعراف: 172]، أو يقولوا إنما أشرك [الأعراف: 173]- بياء (الغيب) [فيهما]، والباقون بتاء الخطاب.
ووجه «بئس» بالهمز: أنه صيغة مبالغة على «فعل» ك «حذر»، فنقلت كسرة الهمزة
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/343]
إلى الياء، وأتبعت، ثم سكنت ك «فخذ» أو وصف بالمصدر مبالغة، أو على تقدير «ذي».
[ووجه] الياء: أن أصله ما تقدم، ثم خففت الهمزة على قياسها؛ إلحاقا وموافقة.
ووجه بئيس: أنه صيغة مبالغة على «فعيل» ك «نفيس»: [وكذا] بيئس، وكذلك بيأس ك «ضيغم» و«حيدر».
ووجه وجهي يمسكون: أنه مضارع «أمسك» أو «مسّك» على حد قوله أمسكن عليكم [المائدة: 4]، وو لا تمسكوهنّ [البقرة: 231]، فازداد لكل ناقل ثانيا، أي:
الذين ألزموا أنفسهم بأحكام الكتاب.
ووجه توحيد «ذرية»: أن ظاهره الدلالة على الكثرة؛ فاكتفى بها تخفيفا.
ووجه الجمع: النصوصية على الأفراد والأنواع، وكثر جنسه في الطور؛ بمناسبة الحرفين.
ووجه مخالفة أول الطور: الجمع بين الأمرين في سورة.
ووجه إفراد يس بالتوحيد: التنبيه على القلة.
ووجه غيب يقولوا معا: أنه إخبار عن الذرية مفعول له، وشهدنا معترض، أي: أشهدهم كراهة، أو لئلا يعتذروا أو يقولوا ما شعرنا أو الذنب لأسلافنا.
ووجه الخطاب: الالتفات، نحو: ألست بربّكم [الأعراف: 172]، فيتحدان.
أو تم كلام الذرية إلى بلى، ثم خاطبتهم الملائكة فقالت: شهدنا عليكم لئلا تقولوا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/344] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يُمسَّكون" [الآية: 170] فأبو بكر بسكون الميم وتخفيف السين من أمسك وهو متعد، فالمفعول محذوف أي: دينهم أو أعمالهم بالكتاب والباء للحال أو الآلة، والباقون بالفتح والتشديد من مسك بمعنى نمسك، فالباء للآلة كهي في تمسكت بالحبل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/68]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يمسكون} [170] قرأ شعبة بسكون الميم، وتخفيف السين، من (أمسك)، والباقون بفتح الميم، وتشديد السين، من (مسك)، بمعنى: تمسك). [غيث النفع: 644]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {المصلحين} تام، وفاصلة، ومنتهى الحزب السابع عشر، بإجماع). [غيث النفع: 644]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (170)}
{وَالَّذِينَ}
- قراءة الجمهور (والذين) بالواو.
- وفي مصحف ابن مسعود (إن الذين) إن بدل الواو.
{يُمَسِّكُونَ}
- قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وأبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب (يمسكون) بتشديد السين من (مسك).
قال أبو حيان: (ومسك مشدد بمعنى تمسك، وفعل تأتي بمعنى تفعل، نص عليه التصريفيون).
[معجم القراءات: 3/212]
- وقرأ عمر بن الخطاب وأبو بكر عن عاصم وأبو العالية وحماد (يمسكون) خفيفة السين من (أمسك).
قال القرطبي: (والقراءة الأولى أولى: لأن فيها معنى التكرير والتكثير للتمسك بكتاب الله تعالى وبدينه، فبذلك يمدحون، فالتمسك بكتاب الله والدين يحتاج إلى الملازمة والتكرير لفعل ذلك ...".
- وقرأ عبد الله بن مسعود والأعمش (استمسكوا)، وعلى هذا تكون صورة قراءة عبد الله بن مسعود (إن الذين استميكوا) وهي كذلك في مصحفه.
- وفي حرف أبي (تمسكوا).
- وقرأ أبي أيضاً (مسكوا).
واحتج الزمخشري بقراءة أبي هذه لقراءة الجماعة، قال: (وقرئ: يمسكون) بالتشديد، وتنصره قراءة أبي (والذين مسكوا بالكتاب).
وقال الطوسي:
(ويقوي التشديد [أي في قراءة الجماعة] ما روي عن أبي أنه قرأ (مسكوا بالكتاب).
[معجم القراءات: 3/213]
{الصَّلَاةَ}
- تغليظ اللام عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 3/214]

قوله تعالى: {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171)}
{ظُلَّةٌ}
- قراءة الجماعة (ظلة) بالظاء، والظلة: كل ما أظلك من سقيفة أو سحاب.
- وقرئ (طلة) بالطاء، من (أطل عليه إذا أشرف).
{وَاذْكُرُوا}
- قراءة الجماعة (واذكروا) بذال خفيفة ساكنة، أمراً من ذكر.
- وقرأ الأعمش (واذكروا) بالتشديد من الأذكار.
- وقرأ ابن مسعود (ويذكروا ما فيه).
- وقرأ ابن مسعود أيضاً (وتذكروا) بالتاء.
- وقرئ (وتذكروا) بتشديد الكاف والتاء في أوله، ونسبها السمين إلى ابن مسعود.
وقال ابن عطية: (وقرأ الأعمش فيما حكى أبو الفتح عنه: واذكروا) كذا جاء الضبط فيه، ولم أهتد إلى موضعها عند ابن جني.
وجاءت عند السمين بتخفيف الكاف (واذكروا).
- وقرئ (تذكروا) بتشديد الذال والكاف، والأصل لتتذكروا،
[معجم القراءات: 3/214]
فأدغمت التاء في الذال وحذفت لام الجم كقوله:
محمد تفد نفسك كل نفس = .... .... .... .... .... ). [معجم القراءات: 3/215]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #36  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:04 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (172) إلى الآية (174) ]

{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174)}

قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (44 - وَاخْتلفُوا في الْجمع والتوحيد من قَوْله {من ظُهُورهمْ ذُرِّيتهمْ} 172
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {من ظُهُورهمْ ذُرِّيتهمْ} وَاحِدَة
وَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {من ظُهُورهمْ ذُرِّيتهمْ} جمَاعَة). [السبعة في القراءات: 297 - 298]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (45 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {أَن تَقولُوا يَوْم الْقِيَامَة} . . {أَو تَقولُوا} 172 173
فَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحده (أَن يَقُولُوا. . أَو يقولوآ) بِالْيَاءِ جَمِيعًا
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ جَمِيعًا). [السبعة في القراءات: 298]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ذريتهم) مكي، كوفي - غير عاصم ). [الغاية في القراءات العشر: 261]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (أن يقولوا ..... أو
[الغاية في القراءات العشر: 261]
يقولوا) بالياء، أبو عمرو). [الغاية في القراءات العشر: 262] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ذريتهم) [172]: بلا ألف مكي، وحمصي، وكوفي، إلا المفضل). [المنتهى: 2/713]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أن يقولوا) [172]، (أو يقولوا) [173]: بالياء أبو عمرو، وأبو عبيد). [المنتهى: 2/713] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون وابن كثير (ذريتهم) بالتوحيد والتاء مفتوحة، وقرأ الباقون بالجمع والتاء مكسورة). [التبصرة: 220]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو (أن يقولوا) و(يقولوا) بالياء فيهما، وقرأهما الباقون بالتاء). [التبصرة: 220]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وأبو عمرو، وابن عامر: {ذرياتهم} (172): بالجمع، وكسر التاء.
والباقون: بالتوحيد، ونصب التاء). [التيسير في القراءات السبع: 295]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {أن يقولوا} (172)، و: {أو يقولوا} (173): بالياء فيهما.
[التيسير في القراءات السبع: 295]
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 296] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر وأبو عمر ويعقوب وابن عامر: (ذرياتهم) بالجمع وكسر التّاء، والباقون بالتّوحيد ونصب التّاء.
أبو عمرو (أن يقولوا، أو يقولوا) بالياء فيهما، والباقون بالتاء فيهما). [تحبير التيسير: 381]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([172]- {ذُرِّيَّتَهُمْ} موحد: الكوفيون وابن كثير.
[172]- {أَنْ تَقُولُوا} {أَوْ تَقُولُوا} [173] بالياء: أبو عمرو). [الإقناع: 2/651] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (706 - وَيَقْصُرُ ذُرِّيَّاتِ مَعْ فَتْحِ تَائِهِ = وَفِي الطُّورِ فِي الثَّانِي ظَهِيرٌ تَحَمَّلاَ
707 - وَيَاسِينَ دُمْ غُصْناً وَيُكْسَرُ رَفْعُ أَوْ = وَلِ الطُّورِ لِلْبَصْرِي وَبِالْمَدِّ كَمْ حَلاَ). [الشاطبية: 56]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (708 - يَقُولُوا مَعاً غَيْبٌ حَمِيدٌ .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 56] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([706] ويقصر ذريات مع فتح تائه = وفي الطور في الثاني (ظـ)يرٌ تحملا
[707] وياسين (د)م (غـ)صنًا ويكسر رفع أو = ول الطور لـ (لبصري) وبالمد (كـ)م (حـ)لا
معنى قراءة التوحيد والجمع واحدٌ، لأن لفظ الواحد في الجنس، مثل الجمع في الدلالة على الكثرة.
ولما كانت الذرية قد تقع على الواحد، كقوله: {هب لي من لدنك ذرية طيبة}، وإنما سأل ولدًا، كما قال: {فهب لي من لدنك وليًا}، جاءت القراءة الأخرى بلفظ الجمع، منبهةً على أن المراد بقراءة التوحيد الجنس، كما قال: {من ذرية ءادم}، وكما قال: {وكنا ذرية من بعدهم}.
قال المتكلمون: ومعنى أخذ الذرية من الظهور، إخراجهم من الأصلاب شيئا بعد شيء.
{وأشهدهم على أنفسهم}، لأنه ركب فيهم العقل، ونصب الدلائل الدالة على ربوبيته؛ فكأنه يقول: ألست بربكم قالوا: بلى، لأن العقل عند تدبره ونظره في الدلائل، كالناطق المقر بالربوبية؛ قطع بذلك عذرهم، لئلا يقولوا يوم القيامة: إنا كنا عن هذا غافلين على تقدير: ألا دلالة ولا أمارة.
وأصحابنا يقولون: إنه خاطبهم بذلك في الأصلاب.
[فتح الوصيد: 2/941]
ووزن ذرية، إن قلنا: إنه من: ذرأ الله الخلق، وأن أصلها ذرئة بالهمز، فألزمت همزتها التخفيف فعيلة، فيكون ذلك حجة لقوله: كوكب درئ؛ إذ قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: دري منسوب إلى الدر، علی: فُعلي، ولم يهمز، لأنه ليس في الكلام اسم على: فعيل.
وقد حكى سيبويه خلاف ما قال.
قال: «قد جاء في الكلام فعيل، وهو قولهم: مريق للعصفر وكوكب دريء».
فذرية على ما ذكرته، بمنزلة مريقة.
وإن قلنا: إن الذرية من الذر، فوزنها فعيلة، أو يكون الأصل: ذورة ثم قلبت الراء الأخيرة ياء، كما قالوا: دهدية، والأصل: دهدوهة، ودهديته أنا أدهديه، والأصل: دهدهته، ثم قلبت الواو ياء، وأدغمت في الياء، وكسر ما قبل الياء، فصار ذرية، فتكون على هذا فعلولة.
وقال أبو عمرو بن العلاء رحمه الله: «الذرية، ما كان في الحجور».
ولهذا قرأ في الفرقان بالتوحيد، لقوله: {قرة أعين}، لأن الإنسان لا تقر عينه بما كان بعده.
وقال: «الذريات: الأعقاب والأنسال».
وكذلك أفرد التي في يس، وقرأ {ذريتهم في الفلك المشحون}.
[فتح الوصيد: 2/942]
كما قال تعالى: {ذرية من حملنا مع نوح}.
والظهير: الناصر هنا، وهو في الأصل: المعين.
و(دم غصنًا)، أي مشبهًا غُصنًا.
(وبالمد كم حلا)، للمعنى الذي ذكرته في تفرقة أبي عمرو). [فتح الوصيد: 2/943]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([708] يقولوا معًا غيبٌ (حـ)ميدٌ وحيث يُلـ = حدون بفتح الضم والكسر (فـ)صلا
[709] وفي النحل والاه (الكسائي) وجزمهم = يذرهم (شـ)رفا والياء (غـ)صنٌ تهدلا
أي أحد من بني آدم لئلا يقولوا.
و{لئلا تقولوا}، على الالتفات). [فتح الوصيد: 2/943] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([706] ويقصر ذريات مع فتح تائه = وفي الطور في الثاني ظهيرٌ تحملا
ب: (الظهير): المعين.
ح: (ظهيرٌ): فاعل (يقصر)، (ذريات): مفعوله، (مع فتح): حال منه، و(في الطور): عطف على محذوف، أي: هنا وفي الطور، و(في الثاني): بيان له.
[كنز المعاني: 2/263]
ص: يعني: قصر الكوفيون وابن كثير {من ظهورهم ذريتهم} [172]، أي: حذفوا ألفه، وفتحوا تاءه، فيكون {ذريتهم} نصبًا على المفعول هنا، وفي ثاني الطور: {ألحقنا بهم ذريتهم} [21]، والباقون: بالألف وكسر التاء، والمعنيان متقاربان؛ لأن الذرية اسم الجنس يطلق على الواحد والجمع.
[707] وياسين دم غصنًا ويكسر رفع أو = ول الطور للبصري وبالمد كم حلا
ح: (ويس): عطف على (في الطور): (دم): جملة مستأنفة، (غصنًا): حال من فاعله، أي: مشبهًا غصنًا في الانتفاع بظله وثمره، (بالمد): متعلق (حلا)، ومميز (كم) محذوف، أي: كم مرةً.
ص: أي: وافق المذكورين أبو عمرو في يس: {أنا حملنا ذريتهم} [41] فقصروه وفتحوا تاءه.
وأما أول حرفي الطور: (وأتبعناهم ذرياتهم) [21] فأبو عمرو يكسر تاءه المرفوعة، وهو وابن عامر يمدانه جميعًا.
فحصل فيه لأبي عمرو: الكسر والمد لأنه يقرأ: (وأتبعناهم) فيكون مفعولًا به، حمل النصب على الجر، ولابن عامر: الرفع والمد،
[كنز المعاني: 2/264]
وللباقين: الرفع والقصر؛ لأنهم قرءوا {واتبعتهم}، فيكون فاعلًا). [كنز المعاني: 2/265]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([708] يقولوا معا غيبٌ حميدٌ وحيث يُلـ = ـحدون بفتح الضم والكسر فصلا
ح: (يقولوا): مبتدأ، (غيبٌ): خبره، (حميدٌ): صفته، (معًا): حال من المبتدأ، (يُلحدون): مبتدأ، خبره محذوف، أي: موجود، والجملة: مضاف إليها (حيث)، (بفتح): متعلق (فصلا) .
ص: يعني: قرأ أبو عمرو: (شهدنا أن يقولوا يوم القيامة) [172] مع: (أو يقولوا إنما أشرك) [173] بعده بياء الغيبة، أي: شهدنا لئلا يقولوا هؤلاء، والباقون: بالخطاب على الالتفات.
وحيث جاء {يلحدون}: قرأ حمزة، بفتح الياء والحاء من (لحد يلحد)، والباقون: بضم الياء وكسر الحاء من (ألحد يُلحد)، وهما لغتان). [كنز المعاني: 2/265] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (706- وَيَقْصُرُ ذُرِّيَّاتِ مَعْ فَتْحِ تَائِهِ،.. وَفِي الطُّورِ فِي الثَّانِي "ظَـ"ـهِيرٌ تَحَمَّلا
يريد: "وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم".
قصره الكوفيون وابن كثير؛ أي: حذفوا ألفه فصار مفردا بعد أن كان جمعا، فلزم فتح الياء؛ لأنه مفعول به، وإنما كانت مكسورة في قراءة الباقين بالجمع؛ لأن الكسر هو علامة النصب في جمع المؤنث السالم، وقال: فتح تائه، ولم يقل نصب لما سبق تقريره في رسالته في سورة المائدة، والثاني في الطور هو: "ألحقنا بهم ذرياتهم".
الخلاف في الموضعين واحد، وكلتا القراءتين ظاهرة، ثم قال:
707- وَيَاسِينَ "دُ"مْ "غُـ"ـصْنًا وَيُكْسَرُ رَفْعُ أَوَّ،.. لِ الطُّورِ لِلْبَصْرِي وَبِالْمَدِّ "كَـ"ـمْ "حَـ"ـلا
زاد معهم أبو عمرو في إفراد الذي في يس، وهو: "أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ".
ومعنى: دم غصنا؛ أي: مشبها غصنا في الانتفاع بظله وثمره، وكنى بذلك عن تعليم العلم، وأول الطور هو: {وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ}، قصره أيضا ابن كثير والكوفيون كما فعلوا بالثاني، لكن تاء الأول مرفوعة؛ لأنه فاعل، وأبو عمرو وابن عامر: جمعاهما وهو معنى قوله: وبالمد كم حلا؛ فتاء الثاني مكسورة لهما؛ لأنه مفعول وتاء الأول مضمومة لابن عامر؛ لأنه فاعل ومكسورة لأبي عمرو؛ لأنه مفعول؛ لأنه يقرأ: "وأتبعناهم ذرياتهم"، مع ما يأتي في سورته.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/188]
فإن قلت: لم قال: وبكسر، ولم يقل: وبخفض وهي حركة إعراب؟
قلت: لأنه نصب علامته الكسرة.
فإن قلت: هلا قال: وبنصب؟
قلت: لما كان المألوف من علامة النصب إنما هو الفتحة خافَ على من لا يعرف النحو أن يفتح التاء في جمع المؤنث السالم، فعدل إلى التعبير بعلامة النصب هنا وهي الكسرة لهذا المعنى وهو حسن). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/189]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (708- يَقُولُوا مَعًا غَيْبٌ "حَـ"ـمِيدٌ وَحُيْثُ يُلْـ،.. ـحِدُونَ بِفَتْحِ الضمِّ وَالكَسْرِ "فُـ"ـصِّلا
يريد: {شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا} وبعده: {أو تقولوا} الغيب حميد؛ لأنه قبله ما يرجع إليه، والخطاب على الالتفات). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/189] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (706 - ويقصر ذرّيّات مع فتح تائه = وفي الطّور في الثّاني ظهير تحمّلا
707 - وياسين دم غصنا ويكسر رفع أو = ول الطّور للبصري وبالمدّ كم حلا
قرأ ابن كثير والكوفيون: مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ هنا، أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وهو الموضع الثاني في سورة والطور بالقصر. والمراد به حذف الألف بعد الياء، وبفتح التاء في الموضعين فتكون قراءة نافع والبصري والشامي بالمد أي إثبات الألف بعد الياء وبكسر التاء في الموضعين. وقرأ المكي والبصري والكوفيون: أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ في سورة يس. بالقصر وفتح التاء، فتكون قراءة نافع وابن عامر بالمد وكسر التاء. وأما الموضع الأول في سورة الطور وهو: وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ فقرأه أبو عمرو البصري بكسر رفع التاء، وقرأه بالمد الشامي والبصري فتكون قراءة البصري بالمد مع كسر التاء وقراءة الشامي بالمد مع رفع التاء، وقراءة الباقين بالقصر مع رفع التاء). [الوافي في شرح الشاطبية: 276]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (708 - تقولوا معا غيب حميد وحيث يل = حدن بفتح الضّمّ والكسر فصّلا
709 - وفي النّحل والاه الكسائي وجزمهم = يذرهم شفا والياء غصن تهدّلا
[الوافي في شرح الشاطبية: 276]
قرأ أبو عمرو: أن يقولوا يوم القيامة إنّا كنّا عن هذا غافلين، أو يقولوا إنّما أشرك بياء الغيب في الفعلين. وقرا الباقون بتاء الخطاب فيهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 277] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (117- .... يَقُولُوا خَاطِبَنْ حُمْ .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 28] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: يقولوا خاطبًا حم، أي قرأ مرموز (حا) حم وهو يعقوب بخطاب {يقولوا} [172، 173] في الموضعين على الالتفات كالآخرينواتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 134] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: ذُرِّيَّتَهُمْ هُنَا وَالْمَوْضِعِ الثَّانِي مِنَ الطُّورِ، وَهُوَ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ، وَفِي يس وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ، وَالْكُوفِيُّونَ بِغَيْرِ أَلِفٍ عَلَى التَّوْحِيدِ فِي الثَّلَاثَةِ مَعَ فَتْحِ التَّاءِ وَافَقَهُمْ أَبُو عَمْرٍو عَلَى حَرْفِ يس، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْأَلِفِ عَلَى الْجَمْعِ مَعَ كَسْرِ التَّاءِ فِي الْمَوَاضِعِ الثَّلَاثَةِ وَنَذْكُرُ مِنِ اخْتِلَافِهِمْ فِي الْأَوَّلِ مِنَ الطُّورِ فِي مَوْضِعِهِ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/273]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَنْ يَقُولُوا، أَوْ تَقُولُوا فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو بِالْغَيْبِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ). [النشر في القراءات العشر: 2/273] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير والكوفيون {ذريتهم} هنا [172] والثاني من الطور [21]، وفي يس [41] بغير ألف وفتح التاء إفرادًا، وافقهم أبو عمرو في يس، والباقون بالألف وكسر التاء جمعًا في الثلاثة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 526]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو عمرو {أن تقولوا} [172]، {أو تقولوا} [173] بالغيب فيهما، والباقون بالخطاب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 527] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (649- .... .... .... .... .... = ذرّيّة اقصر وافتح التّاء دنف
650 - كفى كثان الطّور ياسين لهم = وابن العلا كلا تقول الغيب حم). [طيبة النشر: 76] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ذرية) يريد قوله تعالى «وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم» قرأه بالقصر وهو حذف الألف مع فتح التاء وهو النصب ابن كثير، والكوفيون كما سيأتي، والباقون بالألف وكسر التاء.
(كفى) كثان الطّور ياسين لهم = وابن العلا كلا يقول الغيب (ح) م
أي اختلافهم في ذرياتهم هنا كاختلافهم في الحرف الثاني من الطور وهو قوله «ألحقنا بهم ذرياتهم» قوله: (يس لهم) أي الموضع الذي في سورة يس وهو
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 239]
قوله تعالى «وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك» قرأه بحذف الألف لهم: أي للمذكورين قبل وهم ابن كثير والكوفيون وابن العلا، وهو أبو عمرو). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 240]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وقوله كلا: يعني حرف يقولوا في هذه السورة وهو «أن تقولوا يوم القيامة، أو يقولوا» بالغيب فيهما أبو عمرو حملا على ما قبلهما من قوله «من ظهورهم ذرياتهم» والباقون بالخطاب على الالتفات). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 240] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
بيس بياء (لا) ح بالخلف (مدا) = والهمز (ك) م وبيئس خلف (ص) دا
بئيس الغير و(ص) ف يمسك خف = ذرّيّة اقصر وافتح التّاء (د) نف
(كفى) كثان الطّور ياسين لهم = وابن العلا كلا يقولوا الغيب (حم)
ش: أي: قرأ مدلول (مدا) المدنيان بعذاب بيس [الأعراف: 165] بالباء وياء ساكنة، بوزن «عيس»، وذو كاف (كم) ابن عامر كذلك، [لكن] بهمزة عوض الياء.
واختلف عن ذي لام (لاح) هشام: فروى عنه الداجوني كنافع، وروى غيره الهمز كابن عامر.
واختلف عن ذي صاد (صدا) أبو بكر: فروى [عنه] الثقات قال: كان حفظي عن
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/342]
عاصم بيئس بوزن «فيعل»، ثم جاءني منه شك؛ فتركت روايتها عن عاصم، وأخذتها عن الأعمش مثل حمزة.
وقد روى عنه [مثل] «فيعل» أبو حمدون عن يحيى، ونفطويه، وهي رواية الأعمش، والبرجمي وغيرهما عن أبي بكر.
وروى عنه وزن «فعيل» العلمي، والأصم عن الصريفيني، والحربي عن ابن عون عن الصريفيني.
وروى عنه الوجهين القافلاني عن الصيريفيني عن يحيى، وكذلك روى خلف عن يحيى، وبهما قرأ الداني، وقرأ الباقون: (بئيس) ك «رئيس».
وخفف ذو صاد (صف) أبو بكر [سين] والذين يمسكون [الأعراف:
170]، والباقون بالتشديد.
وقرأ ذو دال (دنف) ابن كثير، ومدلول (كفا) الكوفيون: من ظهورهم ذرّيّتهم هنا الأعراف [الآية: 172]، وألحقنا بهم ذرّيّتهم (ثاني الطور) [الآية: 21]، وأنّا حملنا ذرّيّتهم في (يس) [الآية: 41]- بحذف الألف وفتح التاء على التوحيد في الثلاثة، ووافقهم ابن العلاء في (يس) خاصة، وقرأ في الآخرين بإثبات الألف والكسر، وبه قرأ الباقون وسيأتي أول الطور [الآية: 21] والفرقان [الآية: 74] في موضعه.
وقرأ ذو حاء (حم) أبو عمرو: أن يقولوا يوم القيامة [الأعراف: 172]، أو يقولوا إنما أشرك [الأعراف: 173]- بياء (الغيب) [فيهما]، والباقون بتاء الخطاب.
ووجه «بئس» بالهمز: أنه صيغة مبالغة على «فعل» ك «حذر»، فنقلت كسرة الهمزة
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/343]
إلى الياء، وأتبعت، ثم سكنت ك «فخذ» أو وصف بالمصدر مبالغة، أو على تقدير «ذي».
[ووجه] الياء: أن أصله ما تقدم، ثم خففت الهمزة على قياسها؛ إلحاقا وموافقة.
ووجه بئيس: أنه صيغة مبالغة على «فعيل» ك «نفيس»: [وكذا] بيئس، وكذلك بيأس ك «ضيغم» و«حيدر».
ووجه وجهي يمسكون: أنه مضارع «أمسك» أو «مسّك» على حد قوله أمسكن عليكم [المائدة: 4]، وو لا تمسكوهنّ [البقرة: 231]، فازداد لكل ناقل ثانيا، أي:
الذين ألزموا أنفسهم بأحكام الكتاب.
ووجه توحيد «ذرية»: أن ظاهره الدلالة على الكثرة؛ فاكتفى بها تخفيفا.
ووجه الجمع: النصوصية على الأفراد والأنواع، وكثر جنسه في الطور؛ بمناسبة الحرفين.
ووجه مخالفة أول الطور: الجمع بين الأمرين في سورة.
ووجه إفراد يس بالتوحيد: التنبيه على القلة.
ووجه غيب يقولوا معا: أنه إخبار عن الذرية مفعول له، وشهدنا معترض، أي: أشهدهم كراهة، أو لئلا يعتذروا أو يقولوا ما شعرنا أو الذنب لأسلافنا.
ووجه الخطاب: الالتفات، نحو: ألست بربّكم [الأعراف: 172]، فيتحدان.
أو تم كلام الذرية إلى بلى، ثم خاطبتهم الملائكة فقالت: شهدنا عليكم لئلا تقولوا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/344] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ذُرِّيَّتَهُم" [الآية: 172] هنا و[يس الآية: 41] والأول والثاني من [الطور الآية: 21] فابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بالإفراد في الأربعة مع ضم تاء أول الطور وفتحها في الثلاثة، وافقهم ابن محيصن والأعمش، وقرأ نافع وأبو جعفر بإفراد أول الطور والجمع في الثلاثة مع كسر التاء فيها وضمها أول الطور، وقرأ أبو عمرو بالجمع هنا وموضعي الطور مع كسر التاء في الثلاثة، وبالإفراد في يس مع فتح تائه، وافقه اليزيدي، وقرأ ابن عامر ويعقوب بالجمع في الأربعة مع رفع التاء أول الطور وكسرها في الثلاثة، وعن الحسن كأبي عمرو إلا أنه رفع أول الطور فكلهم رفع تاء أول الطور
[إتحاف فضلاء البشر: 2/68]
إلا أبا عمرو واليزيدي، فكسراها وظهر على قراءة التوحيد هنا أن ذريتهم مفعول يأخذ على حذف مضاف أي: ميثاق ذريتهم أما على الجمع فيحتمل أن يكون ذرياتهم بدلا من ضمير ظهورهم، كما أن من ظهورهم بدل من بني آدم بدل بعض ومفعول أخذ محذوف والتقدير وإذ أخذ ربك من ظهور ذريات بني آدم ميثاق التوحيد، قال الجعبري: في الخبر مسح الله ظهر آدم بيده، فاستخرج من هو مولود إلى يوم القيامة كهيئة الذر، فقال: يا آدم هؤلاء ذريتك أخذت عليهم العهد بأن يعبدوني ولا يشركون شيئا، وعلي رزقهم، ثم قال: لهم ألست بربكم، فقالوا: بلى، فقالت الملائكة: شهدنا فقطع عذرهم يوم القيامة ا. هـ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/69]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "بلى" حمزة والكسائي وخلف وشعبة من طريق أبي حمدون عن يحيى، وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو، وصححهما في النشر عنه من روايتيه، لكنه اقتصر في طيبته في ذكر الخلاف على الدوري). [إتحاف فضلاء البشر: 2/69]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أَنْ تَقُولُوا، أو تقولوا" [الآية: 172، 173] فأبو عمرو بالغيب فيهما جريا على ما تقدم أي: أشهدهم لئلا يعتذروا يقولوا ما شعرنا أو الذنب لأسلافنا، وافقه ابن محيصن واليزيدي، والباقون بالخطاب على الالتفات). [إتحاف فضلاء البشر: 2/69] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وإذ نتقنا الجبل}
{ذرياتهم} [172] قرأ نافع والبصري والشامي بإثبات ألف بعد الياء التحتية، مع كسر التاء، على الجمع، والباقون بحذف الألف، ونصب التاء الفوقية، على الإفراد). [غيث النفع: 646]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تقولوا يوم} [172] {تقولوا إنما} [173] قرأ البصري بياء الغيب فيهما، والباقون بتاء الخطاب فيهما). [غيث النفع: 646] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172)}
{ذُرِّيَّتَهُمْ}
- قرأ ابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وخلف والمفضل وابن محيصن والعمش (ذرتيهم) بالإفراد، وفتح التاء، وهو مفعول (أخذ) على حذف مضاف أي: ميثاق ذريتهم.
- وقرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب والحسن (ذرياتهم) بالألف وكسر التاء جمعاً سالماً، وهو بدل من ضمير (ظهورهم) و(ظهورهم) بدل من (بني آدم)، بدل بعض من كل. ومفعول (أخذ) محذوف، والتقدير: وإذ أخذ ربك من ظهور ذريات بني آدم ميثاق التوحيد.
[معجم القراءات: 3/215]
- وقرأ زهير [بن معاوية الجعفي] عن خصيف [بن عبد الرحمن الجزري] (ذريئتهم) واحدة مهموزة.
- وتقدمت قراءة المطوعي بكسر أوله: (ذريتهم).
وانظر هذا في الآية/ 124 من سورة البقرة.
{بَلَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف وشعبة من طرق أبي حمدون عن يحيي.
- وبالفتح والتقليل قرأ أبو عمرو والأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{أَنْ تَقُولُوا}
- قرأ أبو عمرو وابن محيصن واليزيدي وابن عباس وعيسى بن عمر وعاصم الجحدري وسعيد بن جيبر (أن يقولوا) بالياء على الغيبة.
[معجم القراءات: 3/216]
- وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب (أن تقولوا) بتاء الخطاب على الالتفات.
وهما عند الطبري قراءتان صحيحتا المعنى متفقتا التأويل وإن اختلفت ألفاظهما). [معجم القراءات: 3/217]

قوله تعالى: {أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (45 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {أَن تَقولُوا يَوْم الْقِيَامَة} . . {أَو تَقولُوا} 172 173
فَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحده (أَن يَقُولُوا. . أَو يقولوآ) بِالْيَاءِ جَمِيعًا
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ جَمِيعًا). [السبعة في القراءات: 298] (م)
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (أن يقولوا ..... أو
[الغاية في القراءات العشر: 261]
يقولوا) بالياء، أبو عمرو). [الغاية في القراءات العشر: 262] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أن يقولوا) [172]، (أو يقولوا) [173]: بالياء أبو عمرو، وأبو عبيد). [المنتهى: 2/713] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {أن يقولوا} (172)، و: {أو يقولوا} (173): بالياء فيهما.
[التيسير في القراءات السبع: 295]
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 296] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([172]- {ذُرِّيَّتَهُمْ} موحد: الكوفيون وابن كثير.
[172]- {أَنْ تَقُولُوا} {أَوْ تَقُولُوا} [173] بالياء: أبو عمرو). [الإقناع: 2/651] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (708 - يَقُولُوا مَعاً غَيْبٌ حَمِيدٌ .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 56] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([708] يقولوا معًا غيبٌ (حـ)ميدٌ وحيث يُلـ = حدون بفتح الضم والكسر (فـ)صلا
[709] وفي النحل والاه (الكسائي) وجزمهم = يذرهم (شـ)رفا والياء (غـ)صنٌ تهدلا
أي أحد من بني آدم لئلا يقولوا.
و{لئلا تقولوا}، على الالتفات). [فتح الوصيد: 2/943] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([708] يقولوا معا غيبٌ حميدٌ وحيث يُلـ = ـحدون بفتح الضم والكسر فصلا
ح: (يقولوا): مبتدأ، (غيبٌ): خبره، (حميدٌ): صفته، (معًا): حال من المبتدأ، (يُلحدون): مبتدأ، خبره محذوف، أي: موجود، والجملة: مضاف إليها (حيث)، (بفتح): متعلق (فصلا) .
ص: يعني: قرأ أبو عمرو: (شهدنا أن يقولوا يوم القيامة) [172] مع: (أو يقولوا إنما أشرك) [173] بعده بياء الغيبة، أي: شهدنا لئلا يقولوا هؤلاء، والباقون: بالخطاب على الالتفات.
وحيث جاء {يلحدون}: قرأ حمزة، بفتح الياء والحاء من (لحد يلحد)، والباقون: بضم الياء وكسر الحاء من (ألحد يُلحد)، وهما لغتان). [كنز المعاني: 2/265] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (708- يَقُولُوا مَعًا غَيْبٌ "حَـ"ـمِيدٌ وَحُيْثُ يُلْـ،.. ـحِدُونَ بِفَتْحِ الضمِّ وَالكَسْرِ "فُـ"ـصِّلا
يريد: {شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا} وبعده: {أو تقولوا} الغيب حميد؛ لأنه قبله ما يرجع إليه، والخطاب على الالتفات). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/189] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (708 - تقولوا معا غيب حميد وحيث يل = حدن بفتح الضّمّ والكسر فصّلا
709 - وفي النّحل والاه الكسائي وجزمهم = يذرهم شفا والياء غصن تهدّلا
[الوافي في شرح الشاطبية: 276]
قرأ أبو عمرو: أن يقولوا يوم القيامة إنّا كنّا عن هذا غافلين، أو يقولوا إنّما أشرك بياء الغيب في الفعلين. وقرا الباقون بتاء الخطاب فيهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 277] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (117- .... يَقُولُوا خَاطِبَنْ حُمْ .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 28] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: يقولوا خاطبًا حم، أي قرأ مرموز (حا) حم وهو يعقوب بخطاب {يقولوا} [172، 173] في الموضعين على الالتفات كالآخرينواتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 134] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَنْ يَقُولُوا، أَوْ تَقُولُوا فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو بِالْغَيْبِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ). [النشر في القراءات العشر: 2/273] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو عمرو {أن تقولوا} [172]، {أو تقولوا} [173] بالغيب فيهما، والباقون بالخطاب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 527] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (650- .... .... .... .... .... = .... كلا تقول الغيب حم). [طيبة النشر: 76] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وقوله كلا: يعني حرف يقولوا في هذه السورة وهو «أن تقولوا يوم القيامة، أو يقولوا» بالغيب فيهما أبو عمرو حملا على ما قبلهما من قوله «من ظهورهم ذرياتهم» والباقون بالخطاب على الالتفات). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 240] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
بيس بياء (لا) ح بالخلف (مدا) = والهمز (ك) م وبيئس خلف (ص) دا
بئيس الغير و(ص) ف يمسك خف = ذرّيّة اقصر وافتح التّاء (د) نف
(كفى) كثان الطّور ياسين لهم = وابن العلا كلا يقولوا الغيب (حم)
ش: أي: قرأ مدلول (مدا) المدنيان بعذاب بيس [الأعراف: 165] بالباء وياء ساكنة، بوزن «عيس»، وذو كاف (كم) ابن عامر كذلك، [لكن] بهمزة عوض الياء.
واختلف عن ذي لام (لاح) هشام: فروى عنه الداجوني كنافع، وروى غيره الهمز كابن عامر.
واختلف عن ذي صاد (صدا) أبو بكر: فروى [عنه] الثقات قال: كان حفظي عن
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/342]
عاصم بيئس بوزن «فيعل»، ثم جاءني منه شك؛ فتركت روايتها عن عاصم، وأخذتها عن الأعمش مثل حمزة.
وقد روى عنه [مثل] «فيعل» أبو حمدون عن يحيى، ونفطويه، وهي رواية الأعمش، والبرجمي وغيرهما عن أبي بكر.
وروى عنه وزن «فعيل» العلمي، والأصم عن الصريفيني، والحربي عن ابن عون عن الصريفيني.
وروى عنه الوجهين القافلاني عن الصيريفيني عن يحيى، وكذلك روى خلف عن يحيى، وبهما قرأ الداني، وقرأ الباقون: (بئيس) ك «رئيس».
وخفف ذو صاد (صف) أبو بكر [سين] والذين يمسكون [الأعراف:
170]، والباقون بالتشديد.
وقرأ ذو دال (دنف) ابن كثير، ومدلول (كفا) الكوفيون: من ظهورهم ذرّيّتهم هنا الأعراف [الآية: 172]، وألحقنا بهم ذرّيّتهم (ثاني الطور) [الآية: 21]، وأنّا حملنا ذرّيّتهم في (يس) [الآية: 41]- بحذف الألف وفتح التاء على التوحيد في الثلاثة، ووافقهم ابن العلاء في (يس) خاصة، وقرأ في الآخرين بإثبات الألف والكسر، وبه قرأ الباقون وسيأتي أول الطور [الآية: 21] والفرقان [الآية: 74] في موضعه.
وقرأ ذو حاء (حم) أبو عمرو: أن يقولوا يوم القيامة [الأعراف: 172]، أو يقولوا إنما أشرك [الأعراف: 173]- بياء (الغيب) [فيهما]، والباقون بتاء الخطاب.
ووجه «بئس» بالهمز: أنه صيغة مبالغة على «فعل» ك «حذر»، فنقلت كسرة الهمزة
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/343]
إلى الياء، وأتبعت، ثم سكنت ك «فخذ» أو وصف بالمصدر مبالغة، أو على تقدير «ذي».
[ووجه] الياء: أن أصله ما تقدم، ثم خففت الهمزة على قياسها؛ إلحاقا وموافقة.
ووجه بئيس: أنه صيغة مبالغة على «فعيل» ك «نفيس»: [وكذا] بيئس، وكذلك بيأس ك «ضيغم» و«حيدر».
ووجه وجهي يمسكون: أنه مضارع «أمسك» أو «مسّك» على حد قوله أمسكن عليكم [المائدة: 4]، وو لا تمسكوهنّ [البقرة: 231]، فازداد لكل ناقل ثانيا، أي:
الذين ألزموا أنفسهم بأحكام الكتاب.
ووجه توحيد «ذرية»: أن ظاهره الدلالة على الكثرة؛ فاكتفى بها تخفيفا.
ووجه الجمع: النصوصية على الأفراد والأنواع، وكثر جنسه في الطور؛ بمناسبة الحرفين.
ووجه مخالفة أول الطور: الجمع بين الأمرين في سورة.
ووجه إفراد يس بالتوحيد: التنبيه على القلة.
ووجه غيب يقولوا معا: أنه إخبار عن الذرية مفعول له، وشهدنا معترض، أي: أشهدهم كراهة، أو لئلا يعتذروا أو يقولوا ما شعرنا أو الذنب لأسلافنا.
ووجه الخطاب: الالتفات، نحو: ألست بربّكم [الأعراف: 172]، فيتحدان.
أو تم كلام الذرية إلى بلى، ثم خاطبتهم الملائكة فقالت: شهدنا عليكم لئلا تقولوا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/344] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أَنْ تَقُولُوا، أو تقولوا" [الآية: 172، 173] فأبو عمرو بالغيب فيهما جريا على ما تقدم أي: أشهدهم لئلا يعتذروا يقولوا ما شعرنا أو الذنب لأسلافنا، وافقه ابن محيصن واليزيدي، والباقون بالخطاب على الالتفات). [إتحاف فضلاء البشر: 2/69] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تقولوا يوم} [172] {تقولوا إنما} [173] قرأ البصري بياء الغيب فيهما، والباقون بتاء الخطاب فيهما). [غيث النفع: 646] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173)}
{أَوْ تَقُولُوا}
- قرأ أبو عمرو وابن محيصن واليزيدي (أو يقولوا) بالياء على الغيب جرياً على ما سبق.
- وقراءة الباقين (أو تقولوا) بتاء الخطاب على الالتفات). [معجم القراءات: 3/217]

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174)}
{نُفَصِّلُ}
- قراءة الجمهور بنون العظمة (تفصل).
- وفي مختصر ابن خالويه: (كذلك تفضل الآيات) يحيى وإبراهيم.
كذا جاءت من غير ضبط، ولعلها بالتخفيف (تفصل)، إذ لو كانت بالنون والتضعيف (نفصل) لكانت كقراءة الجماعة
[معجم القراءات: 3/217]
- وقرأت فرقة (يفصل) بالياء وتشديد الصاد أي (يفصل) الله الآيات). [معجم القراءات: 3/218]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #37  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:06 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (175) إلى الآية (178) ]

{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178)}

قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175)}
{عَلَيْهِمْ}
- تقدمت القراءة بضم الهاء وكسرها مراراً، وانظر الآية/ 7 من سورة الفاتحة.
{فَأَتْبَعَهُ}
- قرأ طلحة بخلاف عنه والحسن فيما روى عنه هارون والرؤاسي عن أبي عمرو (فاتبعه) مشدداً بمعنى تبعه.
- وقراءة الجمهور (فأتبعه) كذا بصورة الرباعي، أي لحقه وصار معه). [معجم القراءات: 3/218]

قوله تعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يلهث ذلك) [176]: مظهر: إسحاق، وإسماعيل، وورش طريق الأسدي وابن الصلت، ويونس إلا ابن عيسى، وقالو إلا ابن بویان، وقنبل طريق ابن مجاهد وابن الصلت والواسطي، وحمادٌ، ويحيى طريق خلف، وهشام طريق الحلواني، وسلام. وعن بعضهم خلاف). [المنتهى: 2/714]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِدْغَامِ يَلْهَثْ ذَلِكَ مِنْ بَابِ حُرُوفٍ قَرُبَتْ مَخَارِجُهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/273]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({يلهث ذلك} [176] ذكر في حروف قربت مخارجها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 527]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم تسهيل تأذن [الأعراف: 167] للأصبهاني، أفلا تعقلون بالأنعام [الآية: 32] ويلهث ذلك [الأعراف: 176] في حروف قربت مخارجها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/344] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأظهر" ثاء "يلهث" نافع وابن كثير وهشام وعاصم وأبو جعفر بخلف عنهم، والباقون بالإدغام، واختاره للجميع صاحب النشر، وحكى ابن مهران الإجماع عليه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/70]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شئنا} [176] و{ذرأنا} [179] إبدالهما للسوسي لا يخفى). [غيث النفع: 646] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176)}
{شِئْنَا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني عن ورش (شينا) بإبدال الهمزة ياءً.
- وكذا قراءة حمزة في الوقف بالإبدال.
[معجم القراءات: 3/218]
- والجماعة على القراءة بالهمز.
{هَوَاهُ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{عَلَيْهِ يَلْهَثْ}
- استشهد سيبويه بهذا الجزء من الآية على قراءة من اختلس حركة الهاء في (عليه) فلم يصلها بياء، وأشار إلى أن من القراء من يصل مع أن ما قبلها ساكن. ووصل الهاء وإن سكن ما قبلها- بواو، إذا كانت مضمومة، وبياء إذا كانت مكسورة، ما لم تلق ساكناً، مذهب ابن كثير، والباقون يختلسون الضمة والكسرة في الدرج.
{يَلْهَثْ ذَلِكَ}
- أظهر الثاء نافع وابن كثير وعاصم وهشام وأبو جعفر وقالون وإسماعيل وقنبل وورش والبزي.
- وروي عن نافع الإدغام من رواية قالون، وبه قرأ أبو عمرو الداني، وروي إدغامه عن ورش.
واختلف عن ابن كثير في الإظهار والإدغام، ومثله عن حفص عن عاصم، وهاشم.
وممن قرأ بالإدغام ابن عامر وحمزة والكسائي.
قال صاحب النشر:
(ثبت الخلاف في إدغامه وإظهاره عمن ذكرت، وصح الأخذ بهما جميعاً عنهم، وإن كان الأشهر عن بعضهم الإدغام، وعن آخرين الإظهار) ). [معجم القراءات: 3/219]

قوله تعالى: {سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ) برفع اللام مثل، وإضافة (الْقَوْم) إليه الْجَحْدَرِيّ، وجرير عن الْأَعْمَش، الباقون بنصب اللام منون (الْقَوْمُ) رفع، وهو الاختيار على أنه اسم " ساء "). [الكامل في القراءات العشر: 557]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177)}
{سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ}
- قرأ الحسن وعيسى بن عمر والأعمش وعاصم الجحدري بخلاف عنه (ساء مثل القوم) ورفع (مثل) بالفعل (ساء)، والقوم: بالخفض.
- والوجه الثاني عن الجحدري (ساء مثل القوم) بكسر الميم وسكون الثاء وصم اللام.
قال أبو حيان:
(واختلف عن الجحدري، فقيل: كقراءة الأعمش، وقيل: بكسر الميم وسكون الثاء وضم اللام مضافاً إلى القوم)، ثم قال:
(والأحسن في قراءة (المثل) بالرفع أن يكتفى به، ويجعل من باب التعجب نحو: قضوا الرجل، أي: ما أسوأ مثل القوم، ويجوز أن يكون كبئس على حذف التمييز على مذهب من يجيزه. التقدير: ساء مثل القوم، أو على أن يكون المخصوص (الذين كذبوا) على حذف مضاف، أي بئس مثل القوم مثل الذين كذبوا..).
- وقوله هنا على حذف التمييز تعقبه فيه الشهاب، وذكر أنه لا يحتاج إلى تمييز إذا كان الفاعل ظاهراً.
- وقراءة الجماعة (ساء مثلاً القوم).
مثلاً بالنصب تمييز للضمير المستكن في (ساء) فاعلاً، قال الزجاج: (المعنى ساء مثلاً مثل القوم) ). [معجم القراءات: 3/220]

قوله تعالى: {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فهو المهتدي} [178] حكم {فهو} لا يخفى، وأما {المهتدي} فهو من المواضع الخمسة عشر التي اجتمعت المصاحف على إثبات الياء فيها، ونذكر بقيتها تتميمًا للفائدة: {واخشوني ولأتم} [150] بالبقرة.
{فإن الله يأتي بالشمس} [258] بها أيضًا.
{فاتبعوني} [31] بآل عمران.
و {فكيدوني} [55] بهود.
و {ما نبغي} [65] بيوسف.
{ومن اتبعني} [108] بها أيضًا.
{فلا تسئلني} [70] بالكهف.
و {فاتبعوني وأطيعوا} [90] بطه.
و {أن يهديني} [22] بالقصص.
و {يا عبادي الذين ءامنوا} [56] بالعنكبوت.
[غيث النفع: 646]
و {وأن اعبدوني} [61] في يس.
و {يا عبادي الذين أسرفوا} [53] آخر الزمر.
و {أخرتني إلى أجل} [10] بالمنافقين.
و {دعآءى إلا} [6] بنوح.
ولم تختلف القراء في إثبات الياء فيها، إلا في {تسئلني} بالكهف، اختلف فيها عن ابن ذكوان كما سيأتي إن شاء الله تعالى). [غيث النفع: 647]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178)}
{فَهُوَ}
- قرأ قالون وأبو عمرو والكسائي (فهو) بسكون الهاء.
والباقون على ضمها (فهو).
وتقدم هذا في الآيتين/ 29، 85 من سورة البقرة.
{الْمُهْتَدِي}
- أجمع العشرة على إثبات الياء في الوقف والوصل لثبوتها في الرسم.
قال الواحدي: (فهو المهتدي: يجوز إثبات الياء فيه على الأصل، ويجوز حذفها استخفافاً. أهـ).
{الْخَاسِرُونَ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 3/221]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #38  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:07 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (179) إلى الآية (183) ]

{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179) وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180) وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (181) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183)}

قوله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم ذال "ولقد ذرأنا" أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/70]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شئنا} [176] و{ذرأنا} [179] إبدالهما للسوسي لا يخفى). [غيث النفع: 646] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179)}
{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا}
- أظهر الذال نافع وابن كثير وعاصم وأبو جعفر ويعقوب والأعشى وقالون وورش.
- وأدغم الذال في الراء أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف وهشام.
{ذَرَأْنَا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأعشى والأصبهاني عن
[معجم القراءات: 3/221]
ورش (ذرانا) بإبدال الهمزة ألفاً.
- وكذا بالإبدال جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{كَثِيرًا}
- ترقيق الراء عن الأزق وورش.
{لَا يُبْصِرُونَ}
- ترقيق الراء عن الأزرق بوورش بخلاف.
{أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ}
- أدغم الكاف في الكاف أبو عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 3/222]

قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (46 - وَاخْتلفُوا في ضم الْيَاء وَفتحهَا من قَوْله {يلحدون} 180
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَابْن عَامر وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو {يلحدون} بِضَم الْيَاء وَكَذَلِكَ في النَّحْل 103 والسجدة 40
وَقَرَأَ حَمْزَة الثَّلَاثَة الأحرف بِفَتْح الْيَاء والحاء
وَقَرَأَ الكسائي في النَّحْل {الَّذين يلحدون} بِفَتْح الْيَاء والحاء
وَقَرَأَ في الْأَعْرَاف {يلحدون} مثل أَبي عَمْرو وَكَذَلِكَ في السَّجْدَة). [السبعة في القراءات: 298]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يلحدون) بالفتح، حيث كان حمزة، وفي النحل، كوفي - غير عاصم -). [الغاية في القراءات العشر: 262]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يلحدون) [180]، حيث جاء: بفتح الياء والحاء حمزة، وفتح في النحل [103] علي، وخلف). [المنتهى: 2/714]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (يلحدون) بفتح الياء هنا وفي النحل والسجدة، ووافقه الكسائي على ذلك في النحل، وقرأ الباقون بضم الياء وكسر الحاء فيهن). [التبصرة: 220]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة: {يلحدون} (180)، هنا، وفي فصلت (40): بفتح الياء والحاء.
والباقون: بضم الياء، وكسر الحاء). [التيسير في القراءات السبع: 296]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة: (يلحدون) هنا وفي فصلت بفتح الياء والحاء، والباقون بضم الياء وكسر الحاء). [تحبير التيسير: 381]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يُلْحِدُونَ)، وفي النحل والسجدة بفتح الياء والحاء الزَّيَّات، وطَلْحَة، والْأَعْمَش، والهمداني وافق خلف، والكسائي غير قاسم في النحل، الباقون بضم الياء وكسر الحاء وهو الاختيار؛ لأنه أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 557]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([180]- {يُلْحِدُونَ} حيث وقع، بفتح الياء والحاء: حمزة. وافق في [النحل: 103] الكسائي). [الإقناع: 2/651]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (708- .... .... .... وَحُيْثُ يُلْـ = ـحِدُونَ بِفَتْحِ الضمِّ وَالْكَسْرِ فُصِّلاَ
709 - وَفِي النَّحْلِ وَالاَهُ الْكِسَائِي .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 56]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (ولحد وألحد، لغتان بمعنى واحد.
وجملة ذلك ثلاثة مواضع: هنا، وفي النحل، وفصلت.
و(والا)، تابعه على الذي في النحل الكسائي، لأنه جعل يلحدون بالفتح بمعنى يميلون.
[فتح الوصيد: 2/943]
و{يلحدون}، بمعنى يعرضون، وهو قول الفراء؛ فالمعنى: لسان الذي يميلون إليه.
وروى أبو عبيد عن الأصمعي: «لحدت: جُرت ومِلت. وألحدتُ: ماريت وجادلت» ). [فتح الوصيد: 2/944]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([708] يقولوا معا غيبٌ حميدٌ وحيث يُلـ = ـحدون بفتح الضم والكسر فصلا
ح: (يقولوا): مبتدأ، (غيبٌ): خبره، (حميدٌ): صفته، (معًا): حال من المبتدأ، (يُلحدون): مبتدأ، خبره محذوف، أي: موجود، والجملة: مضاف إليها (حيث)، (بفتح): متعلق (فصلا) .
ص: يعني: قرأ أبو عمرو: (شهدنا أن يقولوا يوم القيامة) [172] مع: (أو يقولوا إنما أشرك) [173] بعده بياء الغيبة، أي: شهدنا لئلا يقولوا هؤلاء، والباقون: بالخطاب على الالتفات.
وحيث جاء {يلحدون}: قرأ حمزة، بفتح الياء والحاء من (لحد يلحد)، والباقون: بضم الياء وكسر الحاء من (ألحد يُلحد)، وهما لغتان.
[709] وفي النحل والاه الكسائي وجزمهم = يذرهم شفا والياءُ غصنٌ تهدلا
[كنز المعاني: 2/265]
ب: (تهدل الغصن): إذا استرخى لكثرة ثمره.
ح: (جزمهم): مبتدأ، ضميره: للقراء، (يذرهم): مفعوله، (شفا): خبر، (الياء غصنٌ): مبتدأ وخبر، (تهدلا): صفته.
ص يعني: وافق الكسائي حمزة في حرف النحل: {لسان الذي يلحدون إليه أعجميٌ} [103] بفتح الياء والحاء جمعًا بين القرائتين، أو لأن اللحد بمعنى الميل والإلحاد بمعنى الإعراض، فلما عدي في النحل بـ {إلى} ناسب معنى الإعراض، فجعله من الإلحاد.
وقرأ حمزة والكسائي: (ويذرهم في طغيانهم) [186] بالجزم عطفًا على محل الفاء في: {فلا هادي له} [186] لأنه جواب الشرط، نحو: {فأصدق وأكن} [المنافقون: 10]، والباقون: بالرفع على الاستئناف.
ثم منهم الكوفيون وأبو عمرو يقرءون: {ويذرهم} بياء الغيبة، والضمير: لله تعالى لما مر في: {من يضلل الله} [186]، والباقون:
[كنز المعاني: 2/266]
بالنون على إخبار الله تعالى عن نفسه). [كنز المعاني: 2/267]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (ولحد وألحد لغتان، وهو في ثلاث سور هنا: {وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ}.
وفي النحل: {لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ}.
وفي فصلت: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا}.
ثم ذكر أن الكسائي وافق حمزة في حرف النحل فقال:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/189]
709- وَفِي النَّحْلِ وَالاهُ الْكِسَائِي وَجَزْمُهُمْ،.. يَذَرْهُمْ "شَـ"ـفَا وَاليَاءُ "غُـ"ـصْنٌ تَهَدَّلا
والاه؛ أي: تابع حمزة). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/190]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (708 - .... .... .... وحيث يلـ = ـحدون بفتح الضّمّ والكسر فصّلا
709 - وفي النّحل والاه الكسائي .... = .... .... .... .... ....
....
وقعت كلمة يلحدون في القرآن في ثلاثة مواضع: وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ في هذه السورة، لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ في سورة النحل، إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا في فصلت. فقرأ حمزة بفتح ضم الياء وفتح كسر الحاء في المواضع الثلاثة، ووافقه الكسائي في موضع النحل ووافق الجماعة في موضعي الأعراف وفصلت. وقرأ الباقون بضم الياء وكسر الحاء في المواضع الثلاثة). [الوافي في شرح الشاطبية: 277]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (117- .... .... .... .... وَيَلْحَدُو اضْـ = ـمُمِ اكْسِرْ كَحَا فِدْ .... .... .... ). [الدرة المضية: 28]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ويلحد اضمم اكسر كحا فد أي قرأ مرموز (فا) فد وهو خلف {يلحدون} [180] هنا، وفي فصلت[40] بضم الياء وكسر الحاء كالآخرين، وأما {لسان الذي يلحدون} [103] في النحل، فقرأه كأصله، وقال النويري يريد هنا والنحل وفصلت واغتر بإطلاق الناظم وهو سهو؛لأن الناظم لم يذكره في التحبير وكذا في النشر والشاطبية إلا ما هنا وفيفصلت، وقال هو النحل على أصله). [شرح الدرة المضيئة: 134]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يُلْحِدُونَ هُنَا وَالنَّحْلِ وَحم السَّجْدَةِ فَقَرَأَ حَمْزَةُ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَكَسْرِ الْحَاءِ فِي ثَلَاثِهِنَّ). [النشر في القراءات العشر: 2/273]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة {يلحدون} هنا [180]، والنحل [103]، وفصلت [40] بفتح الياء والحاء، وافقه الكسائي وخلف في النحل، والباقون بضم الياء وكسر الحاء في الثلاثة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 527]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (651 - وضمّ يلحدون والكسر فتح = كفصّلت فشا وفي النّحل رجح
652 - فتىً .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وضمّ يلحدون والكسر انفتح = كفصّلت (ف) شا وفي النّحل (ر) جح
أي الضم الذي في ياء «يلحدون» والكسر الذي في حائه فتحهما حمزة، يريد قوله تعالى «وذروا الذين يلحدون في أسمائه» هنا وفي فصلت «إن الذين يلحدون في آياتنا» والباقون بضم الياء وكسر الحاء وهما لغتان لحد وألحد، يعني يميلون عن الحق، وقوله كفصلت: أي الاختلاف هنا كالاختلاف في فصلت قوله: (وفي النحل) أي وقرأ الموضع الذي في النحل وهو قوله تعالى «لسان الذي يلحدون» بهذه الترجمة: أي بفتح الياء والحاء الكسائي وحمزة وخلف كما سيأتي، والباقون بضم الياء وكسر الحاء، وفرق الكسائي بينهما وبين غيرها بأن قال التي في النحل استقبلت بإلى، والمعنى يركنون وفي غيرهما استقبلت بفى، والمعنى يعرضون، وكأنه رجح أن المعدي بإلى يكون ثلاثيا وبفي يكون رباعيا قوله: (رجح) أي قوى بترجيح الكسائي له كما قدمناه). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 240]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وضمّ يلحدون والكسر انفتح = كفصّلت (ف) شا وفي النّحل (ر) جح
ش: أي: قرأ ذو فاء (فشا) حمزة: وذروا الذين يلحدن في أسمائه هنا [الآية:
180]، إن الذين يلحدون بفصلت [الآية: 40] [بفتح] الياء والحاء.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/344]
وقرأ كذلك ذو راء (رجح) [الكسائي]، ومدلول (فتى) أول التالي حمزة وخلف: لسان الذي يلحدون إليه في النحل [الآية: 103]؛ على أنه مضارع «لحد»، والباقون بضم الياء وكسر الحاء؛ على أنه مضارع «ألحد».
نقل الفراء: لحد [أي:] مال، وألحد [أي:] أعرض.
وقال الأصمعي: «لحد [أي:] مال وألحد [أي:] جادل، أو هما بمعنى مال، ومنه لحد العين» ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/345]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويوقف لحمزة على: ولله الأسماء ونحوه، بالنقل والسكت في الهمزة الأولى، وبالبدل في الثانية مع المد والتوسط والقصر، وفيها الروم بالتسهيل مع المد والقصر، فهي عشرة، ويمتنع عدم السكت والنقل في الأولى لعدم صحته رواية كما مر بالبقرة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/70]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يلحدون" [الآية: 180] هنا و[النحل الآية: 103] و[فصلت الآية: 40] فحمزة بفتح الياء والحاء في الثلاثة من لحد ثلاثيا وافقه الأعمش، وقرأ الكسائي وخلف عن نفسه كذلك في النحل، والباقون بضم الياء وكسر الحاء في الثلاثة من ألحد، وقيل هما بمعنى وهو الميل ومنه لحد القبر؛ لأنه يمال بحفرة إلى جانبه بخلاف الضريح، فإنه يحفر في وسطه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/70]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يلحدون} [180] قرأ حمزة بفتح الياء والحاء مضارع (لحد)، كـــ (فرح) ثلاثي، والباقون بضم الياء، وكسر الحاء، مضارع (ألحد) رباعي، كـــ (أكرم).
ومعناهما واحد، أي: مال، ومنه (لحد القبر)، لأنه يمال بحفره إلى جانب القبر القبلي، وقيل: الثاني بمعنى أعرض). [غيث النفع: 647]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180)}
{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ}
- وقف حمزة على (الأسماء) فيه عشرة أوجه:
الهمزة الأولى: وفيها وجهان:
الأول: تحقيق الهمز مع السكت.
الثاني: النقل (الأسماء).
الهمزة الثانية:
- وفيها: البدل مع المد، والتوسط، والقصر.
- والروم بالتسهيل مع المد والقصر.
{الْحُسْنَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وقرأ أبو عمرو والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
[معجم القراءات: 3/222]
{فَادْعُوهُ}
- قراءة ابن كثير في الوصل (فادعوهو) بوصل الهاء بواو.
{يُلْحِدُونَ}
- قرأ حمزة وابن وثاب والأعمش وطلحة وعيسى (يلحدون) بفتح الياء والحاء، من لحد يلحد، وهي لغة.
- وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وأبو عمرو وعاصم والكسائي وأبو جعفر ويعقوب (يلحدون) بضم الياء وكسر الحاء من (ألحد).
قال الأخفش:
وهما لغتان: ويلحدون أكثر، وبها نقرأ، ويقويها: (ومن يرد فيه بإلحاد بظلمٍ).
وقال الكسائس: (هما لغتان، لحد وألحد) ). [معجم القراءات: 3/223]

قوله تعالى: {وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (181)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (181)}
{مِمَّنْ خَلَقْنَا}
- أخفى أبو جعفر النون في الخاء مع الغنة.
- والباقون على إظهار النون). [معجم القراءات: 3/223]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {حيث لا يعلمون} تام، وفاصلة، بلا خلاف، ومنتهى الربع عند المغاربة، و{يؤمنون} بعده عند المشارقة). [غيث النفع: 647]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182)}
{سَنَسْتَدْرِجُهُمْ}
- قرأ النخعي وابن وثاب (سيستدرجهم) بالياء، على الالتفات من الخطاب إلى الغيبة.
- وقراءة الجماعة بنون العظمة (سنستدرجهم) على نسق ما سبق.
{مِنْ حَيْثُ}
- قراءة الجماعة بالضم (من حيث) على البناء.
- وقرئ (من حيث) بالكسر، وهذا يحتمل الإعراب، ويحتمل لغةّ البناء على الكسر.
وذكر السيوطي في همع الهوامع أن فقعس [حي من أسد] يعربونها، ويجرونها بـ (مِن).
وفي التاج:
(قال الكسائي: .... وسمعت في بني الحارث بن أسد بن الحارث بن ثعلبة وفي بني فقعس كلها يخفضونها في موضع الخفض، وينصبونها في موضع النصب، فيقول: (من حيث لا يعلمون)، وكان ذلك حيث التقيا) ). [معجم القراءات: 3/224]

قوله تعالى: {وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183)}
{وَأُمْلِي لَهُمْ}
- قرأ أبو حيوة (وأملي لهم) بفتح الياء، وهو ماضٍ مبنيٌّ للمفعول، وشبه الجملة نائب عن الفاعل.
[معجم القراءات: 3/224]
- وقراءة الجماعة (وأملي لهم) بسكون التاء، وهو مضارع مبني للفاعل. أي: وأنا أملي لهم.
{إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ}
- قراءة الجماعة (إن كيدي متين) بكسر همزة (إن) وهو على الاستئناف.
- وقرأ عبد الحميد عن ابن عامر وهي رواية ابن جرير عنه وكذا الوليد بن مسلم (أن كيدي متين) بفتح همزة (إن) على التعليل، أي: لأجل أن كيدي متين.
- وقرئ (كيدي) بإسكان الياء وفتحها). [معجم القراءات: 3/225]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #39  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:08 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (184) إلى الآية (186) ]
{أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (184) أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (186)}

قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (184)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (184)}
{جِنَّةٍ}
- أمال الكسائي الهاء وما قبلها في الوقف.
{نَذِيرٌ}
- قرأ الأزق وورش بترقيق الراء بخلاف.
- وقراءة الباقين بالتفخيم). [معجم القراءات: 3/225]

قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "عسى" حمزة والكسائي وخلف، وبالفتح والصغرى الأزرق والدوري عن أبي عمرو). [إتحاف فضلاء البشر: 2/70]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأبدل" الأصبهاني همزة "فبأي" ياء مفتوحة وبه مع التحقيق وقف حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/70]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185)}
{مِنْ شَيْءٍ}
- تقدم حكم الهمز في الوقف في الآيتين/ 20 و106 من سورة البقرة.
{عَسَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
[معجم القراءات: 3/225]
- وقرأه بالفتح والصغرى الأزرق وورش والدوري عن أبي عمرو.
- والباقون على الفتح.
{أَجَلُهُمْ}
- قراءة الجماعة (أجلهم)، وهو مفرد اللفظ، وفيه معنى الجمع.
- وقرأ أبو معين المكي وابن مسعود وأبي بن كعب والجحدري (آجالهم) بالجمع.
{فَبِأَيِّ}
- قرأ الأصبهاني عن ورش بإبدال الهمزة باء مفتوحة، وصورة هذه القراءة (فبيي).
- وذكر النيسابوري في الغرائب أن الأصفهاني قرأ بتليين الهمزة عن ورش.
- وإبدال الهمزة ياء هو قراءة حمزة في الوقف، ونقل عن حمزة التحقيق أيضاً.
{يُؤْمِنُونَ}
- قرأ أبو عمرو عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد وبن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (يومنون) بإبدال الهمزة واواً.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف بالإبدال.
- والباقون على القراءة بالهمزة.
- وتقدم مثلا هذا في الآية/ 88 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/226]

قوله تعالى: {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (186)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (47 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالنُّون وَالرَّفْع والجزم من قَوْله {ويذرهم فِي طغيانهم} 186
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَابْن عَامر {ونذرهم} بالنُّون وَالرَّفْع
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو {ويذرهم} بِالْيَاءِ وَالرَّفْع
وَكَذَلِكَ قَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَحَفْص {ويذرهم} بِالْيَاءِ مَعَ الرّفْع
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {ويذرهم} بِالْيَاءِ مَعَ الْجَزْم
وحدثني الخزاز قَالَ حَدثنَا هُبَيْرَة عَن حَفْص عَن عَاصِم {ويذرهم} مثل حَمْزَة). [السبعة في القراءات: 298 - 299]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ويذرهم) بالياء، عراقي بجزم الراء، كوفي - غير عاصم -). [الغاية في القراءات العشر: 262]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ونذرهم) [186]: بالنون حجازي، دمشقي، وسلام، وأيوب، والمفضل. بجزم الراء كوفي غير عاصم إلا الخزاز). [المنتهى: 2/714]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الحرميان وابن عامر (ونذرهم) بالنون، وقرأ الباقون بالياء، وكلهم قرأوا بالرفع إلا حمزة والكسائي فإنهما جزمًا). [التبصرة: 220]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (عاصم، وأبو عمرو: {ويذرهم} (186): بالياء، ورفع الراء.
وحمزة، والكسائي: بالياء، وجزم الراء.
والباقون: بالنون، ورفع الراء). [التيسير في القراءات السبع: 296]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(عاصم وأبو عمرو ويعقوب: (ويذرهم) بالياء ورفع الرّاء، وحمزة والكسائيّ وخلف بالياء وجزم الرّاء، والباقون بالنّون ورفع [الرّاء] ). [تحبير التيسير: 381]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَنَذَرُهُمْ) بالنون وضم الراء أهل العالية، والمفضل طريق أبي حاتم، والأزرق عن أبي بكر، وأيوب، وسلام، واختيار عباس، وابْن سَعْدَانَ عن أَبِي عَمْرٍو، وجزم رآه ابن مُحَيْصِن، وَحُمَيْد، والزَّعْفَرَانِيّ، وعبد الوارث، ونعيم بن ميسرة، وعبد الوهاب، واللؤلؤي، والجعفي عن أَبِي عَمْرٍو، وكوفي غير عَاصِم إلا الخزاز، الباقون رفع، والاختيار ما عليه نافع؛ لقوله: (مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ) وجاء جواب الشرط في قوله: (فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ) مرفوع على الاستئناف، واختيار الْيَزِيدِيّ نصب الراء على الصرف). [الكامل في القراءات العشر: 557]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([186]- {وَيَذَرُهُمْ} بالياء رفع: عاصم وأبو عمرو.
[الإقناع: 2/651]
وبالياء جزم: حمزة والكسائي.
الباقون بالنون والرفع). [الإقناع: 2/652]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (709- .... .... .... وَجَزْمُهُمْ = يَذَرْهُمْ شَفَا وَالْيَاءُ غُصْنٌ تَهَدَّلاَ). [الشاطبية: 56]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( (وجزمهم يذرهم شفا)، لأنه معطوف على موضع الفاء من: {فلا هادي له}، إذ لو كان موضعها فعلا، لانجزم على جواب الشرط.
(والياء غصن تهدلا)، أي استرخي لكثرة ثمره، لأن قبله: {من يضلل الله}.
وأما النون، فمعناها: ونحن نذرهم). [فتح الوصيد: 2/944]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([709] وفي النحل والاه الكسائي وجزمهم = يذرهم شفا والياءُ غصنٌ تهدلا
[كنز المعاني: 2/265]
ب: (تهدل الغصن): إذا استرخى لكثرة ثمره.
ح: (جزمهم): مبتدأ، ضميره: للقراء، (يذرهم): مفعوله، (شفا): خبر، (الياء غصنٌ): مبتدأ وخبر، (تهدلا): صفته.
ص يعني: وافق الكسائي حمزة في حرف النحل: {لسان الذي يلحدون إليه أعجميٌ} [103] بفتح الياء والحاء جمعًا بين القرائتين، أو لأن اللحد بمعنى الميل والإلحاد بمعنى الإعراض، فلما عدي في النحل بـ {إلى} ناسب معنى الإعراض، فجعله من الإلحاد.
وقرأ حمزة والكسائي: (ويذرهم في طغيانهم) [186] بالجزم عطفًا على محل الفاء في: {فلا هادي له} [186] لأنه جواب الشرط، نحو: {فأصدق وأكن} [المنافقون: 10]، والباقون: بالرفع على الاستئناف.
ثم منهم الكوفيون وأبو عمرو يقرءون: {ويذرهم} بياء الغيبة، والضمير: لله تعالى لما مر في: {من يضلل الله} [186]، والباقون:
[كنز المعاني: 2/266]
بالنون على إخبار الله تعالى عن نفسه). [كنز المعاني: 2/267] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (والجزم والرفع في: {يَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ}.
تقدم مثله في البقرة: {وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ}.
والياء لله والنون للعظمة ويقال: تهدل الغصن؛ أي: استرخى؛ لكثرة ثمرته، فقراءة حمزة والكسائي بالياء والجزم وقراءة عاصم وأبي عمرو بالياء والرفع، والباقون بالنون والرفع). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/190]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (709 - .... .... .... .... وجزمهم = يذرهم شفا والياء غصن تهدّلا
....
وقرأ حمزة والكسائي: وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ بحزم الراء؛ وقرأ غيرهم برفعها. وقرأ أبو عمرو والكوفيون بياء الغيب، وغيرهم بنون العظمة. فيتحصل: أن أبا عمرو وعاصما يقرءان بياء الغيب ورفع الراء، وأن حمزة والكسائي يقرءان بالياء وجزم الراء، وأن نافعا وابن كثير وابن عامر يقرءون بالنون ورفع الراء. ويؤخذ من هذا: أن أحدا من القراء لم يقرأ بالنون وجزم الراء). [الوافي في شرح الشاطبية: 277]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَيَذَرُهُمْ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَابْنُ عَامِرٍ بِالنُّونِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ، وَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِجَزْمِ الرَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِرَفْعِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/273]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن كثير وابن عامر {ويذرهم} [186] بالنون، والباقون بالياء. وحمزة والكسائي وخلف بجزم الراء، والباقون بالرفع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 527]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (652- .... يذرهم اجزموا شفا ويا = كفى حمًا .... .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (فتى) يذرهم اجزموا (شفا) ويا = (كفى) (حما) شركا (مدا) (ص) ليا
يعني قوله تعالى (ويذرهم في طغيانهم» بالجزم والكسائي وخلف، والباقون بالرفع قوله: (ويا) أي وقرأ بالياء الكوفيون وأبو عمرو ويعقوب، والباقون بالنون فيكون فيه ثلاث قراءات: الجزم مع الياء حمزة والكسائي وخلف، والرفع مع الياء عاصم وأبو عمرو ويعقوب، والرفع مع النون نافع وأبو جعفر وابن كثير وابن عامر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 240]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
(فتى) يذرهم اجزموا (شفا) ويا = (كفى) (حما) شركا (مدا) هـ (ص) ليا
ش: أي: قرأ مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف ويذرهم في طغيانهم [الأعراف: 186] بجزم الراء، والباقون برفعها.
[وقرأ [ذو] (كفا) الكوفيون، و(حما) البصريان بالياء، والباقون بالنون]؛ فصار المدنيان وابن كثير وابن عامر بالنون والرفع، والبصريان وعاصم بالياء والرفع، وحمزة وعلى وخلف بالياء والجزم.
وقرأ مدلول (مدا) نافع، وأبو جعفر، وذو صاد (صليا) أبو بكر: جعلا له شركا [الأعراف: 190] بكسر الشين وإسكان الراء والتنوين، والباقون بضم الشين وفتح الراء والكاف وألف بعدها همزة مفتوحة ك: ألحقتم به شركآء [سبأ: 27]؛ على أنه جمع «شريك» ك «خليط» و«خلطاء»، واستغنى بلفظ القراءتين.
ووجه ياء ويذرهم: إسناده لضمير اسم الله تعالى المتقدم في من يضلل الله [الأعراف: 186].
ووجه النون: [إسناده إلى المتكلم العظيم] على الالتفات.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/345]
ووجه جزمه: عطفه على موضع فلا هادي له [الأعراف: 186]؛ لأنه جواب شرط مجزوم، أي: لم يهده أحد، ويذرهم.
ووجه رفعه: الاستئناف مستقلا أو خبرا.
ووجه قصر شركا: جعله شركته، فيقدر لغيره شركاء، أو له ذوي شرك، أو يطلق على الشركاء؛ مبالغة ك «رجال زور» ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/346]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَنَذَرُهُم" [الآية: 186] فنافع وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر بنون العظمة ورفع الراء على الاستئناف، وافقهم ابن محيصن وقرأ أبو عمرو وعاصم ويعقوب بالياء على الغيبة ورفع الراء، وافقهم اليزيدي والحسن،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/70]
وقرأ حمزة والكسائي وخلف بالياء وجزم الراء عطفا على محل قوله تعالى: فلا هادي له، واففهم الأعمش). [إتحاف فضلاء البشر: 2/71]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "طغيانهم" الدوري عن الكسائي وحده). [إتحاف فضلاء البشر: 2/71]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ونذرهم} [186] قرأ الحرميان والشامي بالنون، ورفع الراء، والأخوان بياء، وجزم الراء، والبصري وعاصم بالياء، والرفع). [غيث النفع: 647]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (186)}
{وَيَذَرُهُمْ}
- قرأ أبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر وحفص ويعقوب
[معجم القراءات: 3/226]
والحسن واليزيدي (ويذرهم) بالياء، ورفع الراء على الاستئناف.
- وقرأ حمزة والكسائي وهبيرة عن حفص عن عاصم وأبو عمرو فيما ذكره أبو حاتم عنه وطلحة بن مصرف وعيسى همدان وابن إدريس خلف وإبراهيم النخعي ويحيى بن وثاب وشيبان ومسلمة بن محارب وحسين الجعفي وأبو عبيد والخزاز وعياش والأعمش (ويذرهم) بالياء والجزم.
قال أبو حيان:
(وخرج سكون الراء على وجهين:
أحدهما: أنه سكن لتوالي الحركات كقراءة (وما يشعركم) أو (ينصركم) فهو مرفوع.
- والآخر أنه مجزوم عطفاً على محل (فلا هادي له)؛ فإنه في موضع جزم ...).
[معجم القراءات: 3/227]
وقال الأنباري:
(ومن قرأ (ويذرهم) بالياء والجزم جزمه على النسق على محل الفاء في قوله: (فلا هادي له)؛ لأنها قد حلت في محل الجواب، وجواب الجزاء مجزوم ...، وعلى هذه القراءة لا يحسن الوقف على قوله: (فلا هادي له)؛ لأن الفعل المجزم متعلق بالأول).
- وقرأ نافع وابن عامر وابن كثير والحسن وقتادة وأبو عبد الرحمن والأعرج وشيبة وأبو جعفر وابن محيصن والمفضل عن عاصم (ونذرهم) بالنون ورفع الراء على الاستئناف.
قال الأنباري: (فمن قرأ: (ونذرهم) بالنون والرفع حسن له أن يقف على قوله: (فلا هادي له)، ثم يبتدئ مستأنفاً (ونذرهم)، وكذلك من قرأها بالياء والرفع، إلا أن الاستئناف مع النون أحسن).
- وقرأ خارجة عن نافع وخلف والقطيعي كلاهما عن عبيد عن ابن كثير (ونذرهم) بالنون والجزم، وتخريج سكون الراء هنا على الوجهين السابقين في (يذرهم).
{طُغْيَانِهِمْ}
- أماله الدوري عن الكسائي). [معجم القراءات: 3/228]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #40  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:10 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (187) إلى الآية (188) ]

{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (187) قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188) }

قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (187)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "مرسيها" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه ومثله "تغشيها" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/71]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (187)}
{أَيَّانَ}
- قراءة الجمهور (أيان) بفتح الهمزة.
- وقرأ السلمي أبو عبد الرحمن (إيان) بكسر الهمزة حيث وقعت، وهي لغة سليم.
{مُرْسَاهَا}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{لَا تَأْتِيكُمْ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه والأصبهاني والأزرق وورش وأبو جعفر وعاصم برواية الأعشى عن أبي بكر (لا تاتيكم) بإبدال الهمزة ألفاً.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف على الإبدال.
- والباقون على الهمز.
{بَغْتَةً}
- أمال الكسائي الهاء وما قبلها في الوقف.
- وتقدمت قراءة الحسن بفتح الغين وانظر الآية/ 31 من الأنعام.
{يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الكاف في الكاف، وبالإظهار.
[معجم القراءات: 3/229]
{كَأَنَّكَ حَفِيٌّ}
- قرأ عبد الله بن مسعود وابن عباس (كأنك حفيٌّ بها) بالباء مكان (عن)، أي عالم بها، أو بليغ في العلم بها، وذهب بعضهم إلى أن (عن) في قراءة الجماعة بمعنى الباء.
{النَّاسِ}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيات/ 8، 94، 96 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/230]

قوله تعالى: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (118 - وَقَصْرَ أَنَا مَعْ كَسْرٍ اعْلَمْ .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 29]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): - وقصر أنا مع كسر اعلم ومرد في افـ = ـتحن موهنٌ واقرأ يغشى انصب الولا
(حـ)ـلا يعملوا خاطب (طـ)ـرى حى اظهرن = (فـ)ـتًى (حـ)ـز ويحسب (أ)د وخاطب (فـ)اعتلا
ش- يعني قرأ مرموز (ألف) اعلم وهو أبو جعفر بحذف الألف من
[شرح الدرة المضيئة: 134]
{أنا} وصلًا قولًا واحدًا إذا وقع بعدها همزة مكسورة نحو {إن أنا إلا نذير} [الأعراف: 188] فوافق الآخرين). [شرح الدرة المضيئة: 135]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ الْخِلَافُ عَنْ قَالُونَ فِي إِنْ أَنَا إِلَّا عِنْدَ قَوْلِهِ أَنَا أُحْيِي مِنَ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/273]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أنا إلا} [188] ذكر لقالون في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 527]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "السوء إن" بإبدال الثانية واوا مكسورة بتسهيلها كالياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس، وأما تسهيلها كالواو فتقدم رده). [إتحاف فضلاء البشر: 2/71]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "إن أنا إلا" بالمد قالون بخلف عنه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/71]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قل لا أملك لنفسي}
{السوء إن أنا} [188] قرأ الحرميان وبصري بتسهيل همزة {إ ن} وعنهم أيضًا إ بدالها واوًا خالصة، والباقون بالتحقيق.
وأثبت قالون بخلف عنه ألف {أنا} وصلاً، والباقون بالحذف، وهو الطريق الثاني لقالون، ولا خلاف بينهم في إثباتها وقفًا). [غيث النفع: 649]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188)}
{شَاءَ}
- تقدمت الإمالة فيه لحمزة وابن ذكوان، وانظر الآية/ 20 من سورة البقرة.
{مَسَّنِيَ السُّوءُ}
- قرأ ابن محيص بتسكين الياء (مسني السوء) وكذا كل ياء اتصلت بألف في جميع القرآن.
{السُّوءُ إِنْ}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس بإبدال الهمزة الثانية واواً مسكورة (السوءون).
- وقرأ هؤلاء القراء أيضاً بتسهيل الهمزة الثانية بين الهمزة والياء.
- وقرأوا أيضاً بتسهيلها بين الهمزة والواو.
- ورد هذا الوجه صاحب النشر، وتبعه صاحب الإتحاف.
- وقراءة الباقين بتحقيق الهمزتين.
- والأولى محققة عند الجميع.
[معجم القراءات: 3/230]
{إِنْ أَنَا إِلَّا}
- إن اختلفوا في إثبات الألف من (أنا) وحذفها إذا أتى بعدها همزة مضمومة أو مفتوحة أو مكسورة، فقرأ المدنيان بإثباتها عند المضمومة والمفتوحة: (أنا أحيي)، (أنا آتيك).
- واختلف عن قالون عند المكسورة في نحو (إن أنا إلا..) فروى الشذائي عن ابن بويان عن أبي حسان عن أبي نشيط عنه إثبات الألف (إن أنا إلا)
وكذلك روى ابن شنبوذ وابن مهران، وهي رواية أبي مروان، وأبي الحسن بن ذؤابة القزاز وأبي عون الحلواني.
- وروى الفرضي من طريق المغاربة وابن الحباب عن ابن بويان حذفها (إن أن إلا ...).
وكذلك لواها ابن ذؤابة عن أبي حسان وإسماعيل القاضي وأحمد بن صالح والحلواني، وهي قراءة الداني على شيخه أبي الحسن.
قال ابن الجزري:
(والوجهان صحيحان عن قالون نصاً وأداءً، نأخذ بهما من طريق أبي نشيط، ونأخذ بالحذف من طريق الحلواني).
- وقرأ الباقون بحذف الألف وصلاً وفي الأحوال الثلاثة، ولا خلاف في إثباتها وقفاً.
واختصر صاحب الإتحاف نص النشر ثم قال: (وفيه لغتان: لغة تميم إثباتها وصلاً ووقفاً، وعليه تحمل قراءة نافع وأبي جعفر، والثانية إثباتها وقفاً فقط).
[معجم القراءات: 3/231]
{نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ}
- رقق الراء فيهما الأزرق وورش بخلاف.
{يُؤْمِنُونَ}
- تقدمت القراءات فيه في الآية/ 185 من هذه السورة، والآية/ 88 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/232]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #41  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:11 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (189) إلى الآية (193) ]

{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190) أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191) وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (192) وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ (193)}

قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واتفق الكل على إدغام "أثقلت دعوا الله" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/71]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189)}
{هُوَ}
- تقدم ضم الهاء وإسكانها في الآيتين/ 29 و85 من سورة البقرة.
{خَلَقَكُمْ}
- القراءة بإدغام القاف في الكاف وبالإظهار، لأبي عمرو ويعقوب.
{تَغَشَّاهَا}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وقرأ الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{حَمْلًا}
- قرأ حماد بن سلمة عن ابن كثير من طريق الطرسوسي (حملاً) بكسر الحاء.
- وقراءة الجماعة (حملاً) بفتح الحاء.
{فَمَرَّتْ}
- قراءة الجمهور (فمرت به).
قال الحسن: أي استمرت به.
[معجم القراءات: 3/232]
- وقرأ ابن عباس فيما ذكر النقاش، وأبو العالية ويحيى بن يعمر وأيوب (فمرت به) كذا، خفيفة الراء من المرية، أي: فشكت فيما أصابها، أهو أحمل أو مرض.
وقيل: معناه: استمرت به، لكنهم كرهوا التضعيف فخففوه.
قال أبو حيان: (.. نحو: (وقرن) فيمن فتح [أي القاف] من القرار).
- وقرأ عبد الله بن عمرو بن العاث [وقيل عبد الله بن عمر] وعاصم الجحدري وابن أبي عمار (فمارت به) بألف وتخفيف الراء، أي: جاءت وذهبت وتصرفت به كما تقول: مارت الريح موراً.
- وجاءت القراءة عن عبد الله بن عمر والجحدري (فمارت به) كذا بألف وتشديد الراء.
ونسبت هذه القراءة إلى ابن عباس.
- وقرأ عبد الله بن مسعود (فاستمرت بحملها).
- وقرأ سعد بن أبي وقاص وابن عباس والضحاك وابن مسعود (فاستمرت به).
[معجم القراءات: 3/233]
وفي التاج: (وقال الكلابيون: حملت حملاً خفيفاً فاستمرت به)، أي مرت، ولم يعرفوا: فمرت به).
- وقرأ ألبي بن كعب والجرمي والجوني (فاستمارت به)
قال أبو حيان: (والظاهر رجوعه إلى المرية، بنى منها استفعل كما بنى منها فاعل في قولك: ماريت).
{أَثْقَلَتْ}
- قرأ اليماني (أثقلت) مبنياً للمفعول، والهمزة للتعدية.
- وقراءة الجماعة (أثقلت).
قال الأخفش: (فيقول: صارت ذات ثقل ...) فالهمزة للصيرورة كقولهم: أتمر وألبن أي صار ذا لبن وتمر.
{أَثْقَلَتْ دَعَوَا}
- اتفق الجميع على إدغام التاء في الدال (أثقلت دعوا).
{لَئِنْ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز). [معجم القراءات: 3/234]

قوله تعالى: {فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (48 - وَاخْتلفُوا فِي ضم الشين وَالْمدّ وَكسرهَا وَالْقصر من قَوْله {جعلا لَهُ شُرَكَاء} 190
فَقَرَأَ ابْن كثير وَابْن عَامر وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي {شُرَكَاء} جمع شريك بِضَم الشين وَالْمدّ
وَكَذَلِكَ روى حَفْص عَن عَاصِم
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر (شركا) مَكْسُورَة الشين على الْمصدر لَا على الْجمع). [السبعة في القراءات: 299]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (شركا) بكسر الشين، مدني، وأبو بكر). [الغاية في القراءات العشر: 262]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (شركًا) [190]: بالكسر والتنوين: مدني، وأبو بكر، والمفضل،
[المنتهى: 2/714]
وأبو بشر). [المنتهى: 2/715]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وأبو بكر (شركًا) بكسر الشين والتنوين من غير مد ولا همز على وزن فعل، وقرأ الباقون (شركاء) بالجمع جمع شريك). [التبصرة: 220]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وأبو بكر: {له شركا} (190): بكسر الشين، وإسكان الراء، مع التنوين.
والباقون: بضم الشين، وفتح الراء، والمد، والهمز، من غير تنوين). [التيسير في القراءات السبع: 296]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر وأبو بكر: (له شركا) بكسر الشين وإسكان الرّاء مع التّنوين، والباقون بضم الشين وفتح الرّاء والمدّ والهمز من غير تنوين). [تحبير التيسير: 381]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (شِرَكًا) على المصدر مدني، وأبو بكر، والمفضل، وأبو عمارة عن حفص، وأبان، وعصمة عن عَاصِم، واللؤلؤي عن أَبِي عَمْرٍو، والباقون على الجمع، والاختيار ما عليه مدني؛ لأن معناه نصيبا في قصة فيها طول). [الكامل في القراءات العشر: 557]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([190]- {شُرَكَاءَ} بالكسر والتنوين: نافع وأبو بكر). [الإقناع: 2/652]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (710 - وَحَرِّكْ وَضُمَّ الْكَسْرَ وَامْدُدْهُ هَامِزاً = وَلاَ نُونَ شِرْكاً عَنْ شَذَا نَفَرٍمَلاَ). [الشاطبية: 56]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([710] وحرك وضم الكسر وامدده هامزًا = ولا نون شركًا (عـ)ن (شـ)ذا (نفرٍ) ملا
(شركًا): مفعول حرك؛ والتقدير: حرك شيكا، وضم الكسر فيه وامدده.
و(ملاء) بكسر الميم والمد، جمع مليء.
وشركاء، جمع شريك، مثل خلطاء، جمع خليط.
[فتح الوصيد: 2/944]
وأثنى على هذه القراءة بقوله: (عن شذا نفرٍ ملا)، لظهور المعنى فيها من غير احتياج إلى تقدير محذوف.
وقد قدرت القراءة الأخرى على: جعلا له ذا شرك، لأن الشرك مصدر، وعلى: لغيره شركًا.
ولا يمتنع أن يسمي الشريك شركًا على المبالغة.
قال لبيد:
نظير عدائد الأشراك شفعًا = ووترًا والزعامة للغلام
فأشراك هاهنا، جمع شريك؛ يريد: عدد الشركاء.
وهم الذين يعادونه، وهي ما عد من أنصبائهم في الميراث.
وقد قال أبو محمد مكي رحمه الله: «إن لم تُقدر محذوفًا، آل الأمر إلى المدح، لأنهما إذا جعلا لله شركًا في ما آتاهما، فقد شكراه على ما آتاهما، فهما ممدوحان، والآية تقتضي ذمهما».
والذي قاله غير مستقيم، لأنهما إذا جعلا له شركًا والكل له، فقد كفرا نعمته وجحدا منته). [فتح الوصيد: 2/945]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([710] وحرك وضم الكسر وامدده هامزًا = ولا نون شركًا عن شذا نفرٍ ملا
ب: (الشذا): كسر العود، (الملا) بكسر الميم-: جمع (مليء)، يقال: (ملئ بكذا) إذا كان جديرًا به.
ح: (شركًا): مفعول (حرك)، (ضم الكسر): أي: المكسور، وهو الشين، الهاء في (امدده): لـ (شركًا)، (نون): اسم (لا)، والمراد به التنوين، (عن شذا): متعلق بمحذوف، أي: أخذا عن شذا، كُني به عن علم طائفةٍ ثقات.
ص: قرأ غير نافع وأبي بكر: {جعلا له شركاء} [190] بضم الشين وتحريك الراء بالفتح ومد الكاف وحذف التنوين منه على وزن (كرماء)، جمع (شريك) جمع للمبالغة، وقرءآ هما: (شركًا) بكسر الشين وإسكان الراء وحذف الألف مع التنوين على أنه مصدر، أي: ذا شركٍ). [كنز المعاني: 2/267]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (710- وَحَرِّكْ وَضُمَّ الكَسْرَ وَامْدُدْهُ هَامِزًا،.. وَلا نُونَ شِرْكًا "عَـ"ـنْ "شَـ"ـذَا "نَفَرٍ" مَلا
شركا مفعول وحرك ولا نون: يعني: لا تنوين فيه وضم الكسر يعني: في الشين والتحريك عبارة عن فتح الراء فيصير شركاء جمع شريك على وزن كرماء، وشركا على تقدير ذا شرك، ويجوز أن يكون سمى الشريك شركاء على المبالغة، وقوله: عن شذا متعلق بمحذوف؛ أي: آخذا ذلك، والشذا يجوز أن يكون بمعنى بقية النفس؛ أي: خذه عن بقية نفر ملا؛ أي: ثقات، ويجوز أن يكون عبارة عن الطيب وكنى به عن العلم؛
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/190]
أي: آخذا ذلك عن علم نفر هذه صفتهم، وعبر عن العلم بالشذا؛ لأن العلم طيب العلماء والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/191]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (710 - حرّك وضمّ الكسر وامدده هامزا = ولا نون شركا عن شذا نفر ملا
قرأ حفص وحمزة والكسائي وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر: جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما بتحريك راء شُرَكاءَ بالفتح وضم كسر الشين وإثبات ألف بعد الكاف وزيادة همزة مفتوحة بعد الألف مع حذف النون أي التنوين، فتكون قراءة نافع وشعبة بكسر الشين وسكون الراء وتنوين الكاف من غير مدّ ولا همزة كما نطق به الناظم.
و (ملا) بكسر الميم وقصر للوزن جمع مليء وهو القوي أو الغني صفة لنفر). [الوافي في شرح الشاطبية: 277]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو بَكْرٍ بِكَسْرِ الشِّينِ، وَإِسْكَانِ الرَّاءِ مَعَ التَّنْوِينِ مِنْ غَيْرِ مَدٍّ، وَلَا هَمْزٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الشِّينِ وَفَتْحِ الرَّاءِ وَالْمَدِّ، وَهَمْزَةٍ مَفْتُوحَةٍ مِنْ غَيْرِ تَنْوِينٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/273]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وأبو بكر {جعلا له شركاء} [190] بكسر الشين وإسكان الراء منونًا من غير مد ولا همز، والباقون بضم الشين وفتح الراء والمد وهمزة مفتوحة من غير تنوين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 527]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (652- .... .... .... .... .... = .... .... شركاً مداه صليا
653 - في شركاء .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (شركا) يريد قوله «جعلا له شركا فيما آتاهما» بكسر الشين وإسكان الراء وتنوين الكاف من غير همز ولا مد على ما لفظ به نافع وأبو جعفر وشعبة على حذف مضاف: أي ذا شرك، والباقون شركا بضم الشين وفتح الراء والمد وفتح الهمزة من غير تنوين على جمع شريك كخليل وكليم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 240]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
(فتى) يذرهم اجزموا (شفا) ويا = (كفى) (حما) شركا (مدا) هـ (ص) ليا
ش: أي: قرأ مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف ويذرهم في طغيانهم [الأعراف: 186] بجزم الراء، والباقون برفعها.
[وقرأ [ذو] (كفا) الكوفيون، و(حما) البصريان بالياء، والباقون بالنون]؛ فصار المدنيان وابن كثير وابن عامر بالنون والرفع، والبصريان وعاصم بالياء والرفع، وحمزة وعلى وخلف بالياء والجزم.
وقرأ مدلول (مدا) نافع، وأبو جعفر، وذو صاد (صليا) أبو بكر: جعلا له شركا [الأعراف: 190] بكسر الشين وإسكان الراء والتنوين، والباقون بضم الشين وفتح الراء والكاف وألف بعدها همزة مفتوحة ك: ألحقتم به شركآء [سبأ: 27]؛ على أنه جمع «شريك» ك «خليط» و«خلطاء»، واستغنى بلفظ القراءتين.
ووجه ياء ويذرهم: إسناده لضمير اسم الله تعالى المتقدم في من يضلل الله [الأعراف: 186].
ووجه النون: [إسناده إلى المتكلم العظيم] على الالتفات.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/345]
ووجه جزمه: عطفه على موضع فلا هادي له [الأعراف: 186]؛ لأنه جواب شرط مجزوم، أي: لم يهده أحد، ويذرهم.
ووجه رفعه: الاستئناف مستقلا أو خبرا.
ووجه قصر شركا: جعله شركته، فيقدر لغيره شركاء، أو له ذوي شرك، أو يطلق على الشركاء؛ مبالغة ك «رجال زور» ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/346]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "جعلا له شِرْكا" [الآية: 190] فنافع وأبو بكر وأبو جعفر بكسر الشين وإسكان الراء وتنوين الكاف من غير همز اسم مصدر أي: ذا شرك أي: إشراك، وقيل بمعنى النصب وافقهم ابن محيصن، والباقون بضم الشين وفتح الراء وبالمد والهمز بلا تنوين جمع شريك). [إتحاف فضلاء البشر: 2/71]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شركًا} [190] قرأ نافع وشعبة بكسر الشين، وإسكان الراء، والتنوين، من غير همز، والباقون بضم الشين، وفتح الراء، وبعد الألف همزة مفتوحة ممدودة). [غيث النفع: 649]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190)}
{آَتَاهُمَا... آَتَاهُمَا}
- الإمالة فيهما عن حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ}
- في مصحف أبي "أشركا فيه".
[معجم القراءات: 3/234]
{شُرَكَاءَ}
- قرأ أبو عمرو وابن كثير وابن عامر وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي ويعقوب (شركاء) على الجمع، واختار هذا مكي لقيام المعنى في الذم دون تقدير حذف مضاف.
- وقرأ نافع وأبو بكر عن عاصم وابن عباس وأبو جعفر وشيبة وعكرمة ومجاهد وأبان بن تغلب والأعرج وحماد وابن محيصن (شركا) بالتنوين من غير همز، وهذا على المصدر، وهو على حذف مضاف، أي ذا شرك.
وقال الأخفش: (وقال بعضهم (شركا)؛ لأن الشرك إنما هو الشركة، وكان ينبغي في قول من قال هذا أن يقول: فجعلا لغيره شركاً فيما آتاهما).
ونقل النحاس نص الأخفش، ثم قال: (التأويل لمن قرأ القراءة الأولى
[معجم القراءات: 3/235]
[شركاً]، جعلا له ذا شرك مثل: واسأل القرية) ونقل القرطبي نص النحاس من غير عزوٍ لصاحبه، فقال: (وذكر الأخفش سعيد القراءة الأولى، وهي صحيحة على حذف المضاف، أي جعلا له ذا شرك).
ونقل الزجاج نص الأخفش ولم يعقب عليه بشيء، وذكر مكي أنه لابد من تقدير مضاف، فإن لم يقدر آل الأمر إلى المدح والمقام مقام الذم، فتأمل!!
{فَتَعَالَى}
- أماله في الوقف حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{يُشْرِكُونَ}
- قراءة الجماعة (يشركون) بالياء على الغيبة، على نسق ما تقدم.
- وقرأ السلمي أبو عبد الرحمن (تشركون) بالتاء التفاتاً من الغيبة إلى الخطاب). [معجم القراءات: 3/236]

قوله تعالى: {أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191)}
{أَيُشْرِكُونَ}
- قراءة الجماعة (أيشركون) بياء الغيبة على نسق ما تقدم.
- وقرأ السلمي (أتشركون) بالتاء من فوق على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب، مثل المتقدم في الآية السابقة.
{شَيْئًا}
- تقدمت القراءة فيه، انظر الآية/ 123 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/236]

قوله تعالى: {وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (192)}

قوله تعالى: {وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ (193)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (49 - وَاخْتلفُوا في التَّشْدِيد التَّاء وتخفيفها من قَوْله {لَا يتبعوكم} 193
فَقَرَأَ نَافِع وَحده {لَا يتبعوكم} سَاكِنة التَّاء وبفتح الْبَاء
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {لَا يتبعوكم} مُشَدّدَة التَّاء). [السبعة في القراءات: 299]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (لا يتبعوكم)
[الغاية في القراءات العشر: 262]
](وفي الشعراء) (يتبعهم)[ خفيف، نافع). [الغاية في القراءات العشر: 263]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لا يتبعوكم) [193]: خفيف: نافع). [المنتهى: 2/715]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (لا يتبعوكم) بالتخفيف وفتح الباء هنا، وفي الشعراء (يتبعهم الغاون)، وقرأ الباقون بكسر الباء والتشديد فيهما). [التبصرة: 221]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {يتبعوكم} (193)، هنا، وفي الشعراء (224): {يتبعهم الغاوون}: بإسكان التاء مخففًا، وفتح الباء.
والباقون: بفتح التاء مشددًا، وكسر الباء). [التيسير في القراءات السبع: 296]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع: (لا يتبعوكم) هنا وفي الشّعراء: (يتبعهم الغاوون) بفتح الباء مخففا والباقون [بكسر الباء مشددا] ). [تحبير التيسير: 382]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَتَّبِعُوكُمْ) خفيف نافع غير اختيار ورش، والزَّعْفَرَانِيّ، الباقون مشدد وهو الاختيار لما ذكرنا " عبادًا أمثالكم " نصب الأصمعي عن نافع، والقورسي عن أبي جعفر، الباقون رفع، وهو الاختيار؛ لأنه نعت للعباد). [الكامل في القراءات العشر: 557]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([193]- {لَا يَتَّبِعُوكُمْ} هنا، و{يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} [الشعراء: 224] خفيف: نافع). [الإقناع: 2/652]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (711 - وَلاَ يَتْبَعُوكُمْ خَفَّ مَعْ فَتْحِ بَائِهِ = وَيَتْبَعُهُمْ فِي الظُّلَّةِ احْتَلَّ وَاعْتَلاَ). [الشاطبية: 56]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([711] ولا يتبعوكم خف مع فتح بائه = ويتبعهم في الظلة (ا)حتل واعتلى
تبع واتبع بمعنًى، كما قال تعالى: {وممن تبعك منهم أجمعين}، وقال: {فمن تبعنى فإنه مني}.
وقال تعالى: (واتبع هویه)، {واتبعوا ما تتلوا الشيطين}.
وقيل في التخفيف: لا يقتفوا آثار كم، وفي التشديد: لا يقتدوا بكم.
وإلى هذا أشار بقوله: (في الظلة احتل واعتلى)، لأنه بمعنى: يقتفي أثارهم الغاوون). [فتح الوصيد: 2/946]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([711] ولا يتبعوكم خف مع فتح بائه = ويتبعهم في الظلة احتل واعتلا
ب: (احتل): بمعنى (حل)، (اعتلا): ارتفع.
ح: (لا يتبعوكم): مبتدأ، (خف): خبره، (مع فتح): ظرفه، و(يتبعهم ...
[كنز المعاني: 2/267]
احتل): مبتدأ وخبر، (في الظلة): ظرفه.
ص: قرأ نافع: {وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم} هنا [193] وفي الظلة يعني سورة الشعراء {يتبعهم الغاوون} [224] بتخفيف التاء مع فتح الباء من (تبع يتبعُ)، والباقون: فيهما بالتشديد وكسر الباء من (اتبع يتبع)، وهما لغتان.
ومعنى (يتبعهم ... احتل) أي: يتبعهم بالتخفيف وفتح الباء، حل في الظلة وارتفع). [كنز المعاني: 2/268]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (711- وَلا يَتْبَعُوكُمْ خَفَّ مَعْ فَتْحِ بَائِهِ،.. وَيَتْبَعُهُمْ فِي الظُّلَّةِ "ا"حْتَلَّ وَاعْتَلا
يريد: "وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لا يَتْبَعُوكُمْ"؛ التخفيف من تبع مثل علم والتشديد من اتبع مثل اتسق، والظلة هي سورة الشعراء، في آخرها: "وَالشُّعَرَاءُ يَتْبَعُهُمُ"؛ التخفيف في الموضعين لنافع وحده، وكذلك "ويتبعهم" في الظلة، وقوله: احتل؛ أي: حمل ذلك في هاتين الكلمتين وهو تخفيف التاء بإسكانها وفتح الباء واعتلا: ارتفع والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/191]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (711 - ولا يتبعوكم خفّ مع فتح بائه = ويتبعهم في الظّلّة احتلّ واعتلا
قرأ نافع: وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَتَّبِعُوكُمْ هنا، وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ، في الظلة أي الشعراء بتخفيف التاء أي سكونها مع فتح الباء في الموضعين، وقرأ غيره بتشديد التاء مفتوحة مع كسر الباء في الموضعين). [الوافي في شرح الشاطبية: 277]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَا يَتَّبِعُوكُمْ هُنَا،
[النشر في القراءات العشر: 2/273]
وَفِي الشُّعَرَاءِ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ فَقَرَأَ نَافِعٌ بِإِسْكَانِ التَّاءِ وَفَتْحِ الْبَاءِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ التَّاءِ مُشَدَّدَةً وَكَسْرِ الْبَاءِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ). [النشر في القراءات العشر: 2/274]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع {لا يتبعوكم} [193]، وفي الشعراء {يتبعهم الغاوون} [224] بإسكان التاء وفتح الباء، والباقون بفتح التاء مشددة وكسر الباء فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 527]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (653- .... .... يتبعوا كالظّلّه = بالخفّ والفتح اتل .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (في شركاء يتبعوا كالظّلّة = بالخفّ والفتح (ا) تل يبطش كله
قوله: (يتبعوا كالظلة) يعني الشعراء، يريد قوله تعالى «لا يتبعوكم» وفي الشعراء «يتبعهم الغاوون» بتخفيف التاء وفتح الباء نافع، والباقون بالتشديد والكسر وهما لغتان، فمن الأول فمن تبعني، ومن الثاني قوله تعالى «واتّبع هواه» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 241]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم ذكر ثاني القراءتين فقال:
ص:
في شركاء يتبعوا كالظّلّه = بالخفّ والفتح (ا) تل يبطش كلّه
بضمّ كسر (ث) ق وليّ احذف = بالخلف وافتحه أو اكسره (ي) في
ش: أي: قرأ ذو ألف (اتل) نافع: يتبعوكم سواء هنا [الآية: 193]، ويتبعهم الغاون في الشعراء [الآية: 224]- بتخفيف التاء وإسكانها وفتح الباء على أنه مضارع «تبع» على حد: فمن تبع هداي [البقرة: 38]، والتسعة بتشديد التاء وفتحها وكسر الباء على أنه مضارع «اتبع» على حد: فمن اتّبع هداي [طه: 123].
وقرأ ذو ثاء (ثق) أبو جعفر: يبطش حيث وقع وهو ثلاثة هنا [الآية: 195] والقصص [الآية: 19]، والدخان [الآية: 16] بضم الطاء، والباقون بكسرها، وقيد الضم لأجل المفهوم.
واختلف عن ذي ياء (يفي) السوسي في إنّ وليّ الله [الأعراف: 196]: فروى ابن حبش عنه إثبات ياء واحدة مفتوحة مشددة، وكذا روى الشذائي عن ابن جمهور عن السوسي، وهي رواية شجاع عن أبي عمرو.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/346]
وكذا رواه ابن جبير عن اليزيدي وأبو خلاد عن اليزيدي عن أبي عمرو نصا، وعبد الوارث عن أبي عمرو أداء، والداجوني عن ابن جرير.
وروى الشنبوذي عن ابن جمهور عن السوسي كذلك، [لكن] بكسر [الياء]، وهي قراءة عاصم الجحدري وغيره، فإذا كسرت وجب ترقيق الجلالة، وروى غيرهم كالجماعة.
واختلف في توجيه الأولين، فأما فتح [الياء:] فخرجها الفارسي على حذف لام الفعل من ولى وإدغام ياء «فعيل» في ياء الإضافة، وحذف اللام كثير في كلامهم، وهو مطرد في اللامات في التصغير نحو: «غطى» في تصغير «غطاء»، وهذا أحسن ما قيل في تخريج هذه.
ووجه كسر الياء: أن المحذوف ياء المتكلم؛ لملاقاتها ساكنا كما تحذف ياءات الإضافة عند لقيها لساكن.
وأورد عليه لبعضهم، فقال: فعلى هذا إنما يكون الحذف حالة الوصل فقط، وإذا وقف أعادها، وليس كذلك، بل الرواية الحذف وصلا ووقفا.
والجواب: أنه أجرى الوقف مجرى الوصل؛ كما فعل [في:] واخشون اليوم [المائدة: 3]، ويقصّ الحقّ [الأنعام: 57]، ويحتمل أن تخرج على قراءة حمزة بمصرخيّ [إبراهيم: 22] كما سيجيء.
ووجه وجهي يبطش: أن مضارع «فعل» يأتي بالوجهين كخرج يخرج، وضرب يضرب). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/347] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لا يَتَّبِعُوكُم" [الآية: 193] هنا و"يتبعهم" في [الشعراء الآية: 224] فنافع بسكون التاء وفتح الباء الموحدة فيهما، وافقه الحسن والباقون بفتح التاء مشددة وكسر الموحدة فيهما وهما لغتان). [إتحاف فضلاء البشر: 2/71]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا يتبعوكم} [193] قرأ نافع بإسكان التاء، وفتح الباء، والباقون بفتح التاء مشددة، وكسر الباء). [غيث النفع: 649]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ (193)}
{الْهُدَى}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيتين/ 2 و5 من سورة البقرة.
{لَا يَتَّبِعُوكُمْ}
- قراءة الجمهور (لا يتبعوكم) مشدداً من (اتبع)، معناه: لا يقتدوا بهم.
- وقرأ نافع والحسن (لا يتبعوكم) مخفف التاء من (تبع) الثلاثي، ومعناه: لا يتبعوا آثارهم.
قال الطوسي: (وهما لغتان)، وبالتشديد أكثر).
وقال القرطبي: (وقال بعض أهل المدينة: (أتبعه) مخففاً إذا مضى خلفه ولم يدركه، و(اتبعه) مشدداً- إذا مضى خلفه فأدركه) ). [معجم القراءات: 3/237]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #42  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:12 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (194) إلى الآية (195) ]

{إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (194) أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ (195)}

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (194)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (194)}
{إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ ... عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ}
- قراءة الجماعة (إن الذين تدعون.. عبادٌ أمثالكم).
[معجم القراءات: 3/237]
إن: مشددة حرف ناسخ، واسمه: الذين.
وقوله: (عباد أمثالكم) خبر إن، ونعته.
- وقرأ سعيد بن جبير (إن الذين تدعون ... عباداً أمثالكم) بتخفيف (إن)، ونصب الدال واللام.
واتفق المفسرون على تخريج هذه القراءة على أن (إن) هي النافية، أُعملت عمل (ما) الحجازية، فرفعت (الذين) اسماً لها، ونصبت الخبر (عباداً ...).
قالوا: والمعنى على هذه القراءة تحقير شأن الأصنام، ونفي مماثلتهم للبشر، بل هم أقل وأحقر؛ إذ هي جمادات لا تفهم ولا تعقل.
وإعمال (إن) عمل (ما) الحجازية فيه خلاف، فقد أجازه الكسائي وأكثر الكوفين، وأجازه من البصريين ابن السراج والفارسي وابن جني. ومنع إعماله الفراء وأكثر البصريين.
واختلف النقل عن سيبويه والمبرد، والصحيح أن إعمالها لغة، وقد ثبت هذا في النثر والنظم.
قال أبو جعفر النحاس:
(وهذه القراءة لا ينبغي أن يقرأ بها من ثلاث جهات:
إحداها: أنها مخالفة للسواد.
والثانية: أن سيبويه يختار الرفع في خبر (إن) إذا كانت بمعنى (مت)، فيقول: إن زيدٌ منطلقٌ؛ لأن عمل (ما) ضعيف، و(إن) بمعناها؛ فهي أضعف منها.
والجهة الثالثة: أن الكسائي زعم أن (إن) لا تكاد تأتي في كلام
[معجم القراءات: 3/238]
العرب بمعنى (ما) إلا أن يكون بعدها إيجاب، كما قال عز وجل: (إن الكافرون إلا في غرور) انتهى.
وتعقب أبو حيان أبا جعفر فقال:
(وكلام النحاس هذا هو الذي لا ينبغي؛ لأنها قراءة مروية عن تابعي جليل، ولها وجه في العربية، وأما الثلاث جهات التي ذكرها فلا يقدح شيء منها في هذه القراءة.
أما كونها مخالفة للسواد فهو خلاف يسير جداً لا يضر، ولعله كتب المنصوص على لغة ربيعة في الوقف على المنون المنصوب بغير ألف فلا تكون فيه مخالفة للسواد.
وأما ما حكي عن سيبويه، فقد اختلف الفهم في كلام سيبويه في (إن) وأما ما حكاه على الكسائي فالنقل عن الكسائي أنه حكى إعمالها، وليس بعدها إيجاب.
والذي يظهر لي أن هذا التخريج الذي خرجوه من أن (إن) للنفي ليس بصحيح؛ لأن قراءة الجمهور تدل على إثبات كون الأصنام عباداً أمثال عابديها، وهذا التخريج يدل على نفي ذلك، فيؤدي إلى عدم مطابقة أحد الخبرين الآخر، وهو لا يجوز بالنسبة إلى الله تعالى.
وقد خرجت هذه القراءة في (شرح التسهيل) على وجه غير ما ذكروه، وهو أن (إن) هي المخفة من الثقيلة، وأعملها عمل المشددة، وقد ثبت أن (إن) المخففة يجوز إعمالها عمل المشددة في غير المضمر بالقراءة المتواترة (وإن كلا لما)، وبنقل سيبويه عن العرب، لكنه نصب في هذه القراءة خبرها نصب عمر بن أبي ربيعة المخزومي في قوله:
[معجم القراءات: 3/239]
إذا أسود جنح الليل فلتأت ولتكن - خطاك خفافاً إن حراسنا أسداً
وقد ذهب جماعة من النحاة إلى جواز نصب أخبار (إن) وأخواتها، واستدلوا على ذلك بشواهد ظاهرة الدلالة على صحة مذهبهم، وتأولها المخالفون، وهذه القراءة الشاذة تتخرج على هذه اللغة، أو تتأول على تأويل المخالفين لأهل هذا المذهب، وهو أنهم تأولوا المنصوب على إضمار فعل كما قالوا في قوله:
يا ليت أيام الصبا رواجعا
إن تقديره: أقبلت رواجعاً
فكذلك تؤول هذه القراءة على إضمار فعل تقديره: إن الذين تدعون من دون الله تدعون عباداً أمثالكم، وتكون القراءتان قد توافقتا في معنى واحد وهو الإخبار إنهم عباد، ولا يكون تفاوت بينهما وتخالف لا يجوز في حق الله تعالى) انتهى كلام أبي حيان، رحمه الله واسعة، وأسكنه فسيح جنته، وجزاه الله عن المسلمين خير الجزاء على فضل هذا البيان، ومثل هذا في البحر كثير كثير!!
- وقرئ أيضاً:
(إن الذين تدعون ... عباداً أمثالكم) عباداً: حال من الضمير المحذوف العائد من جملة الصلة على (الذين).
وأمثالكم: بالرفع على الخبر.
قال أبو حيان:
(وأمثالكم بالرفع على الخبر، أي أن الذين تدعونهم من دون الله
[معجم القراءات: 3/240]
في حال كونهم عباداً أمثالكم في الخلف أو الملك فلا يمكن أن يكونوا آلهة ...).
- وفي مختصر ابن خالويه، عن سعيد بن جبير أنه قرأ (إن الذين تدعون ... عبادٌ أمثالكم) كذا: عباد: بالرفع أمثالكم: بنصب اللام.
{تَدْعُونَ}
- قراءة الجماعة على الخطاب للكفار (تدعون).
- وقرأ اليماني (يدعون)، بالياء من تحت في أوله، وبالبناء للمفعول.
- وحكى أيضاً (يدعون) بالياء المفتوحة وشد الدال من (ادعى). ولعلها قراءة اليماني أيضاً: فإن سياق النص عند ابن خالويه يوحي بهذا وإن لم يُصرح به.
- وذكر الهمذاني أن الرستمي روى عن نصير عن الكسائي (يدعون) بالياء غيباً، وذكر مثل هذا الصفراوي وزاد أنها قراءة اليزيدي والنيسابوري وابن رستم عن نصير عن الكسائي). [معجم القراءات: 3/241]

قوله تعالى: {أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ (195)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (50 - قَوْله {ثمَّ كيدون} 195
قَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {ثمَّ كيدون} بِغَيْر يَاء في الْوَصْل وَالْوَقْف
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَنَافِع في رِوَايَة ابْن جماز وَإِسْمَاعِيل بن جَعْفَر بِالْيَاءِ في الْوَصْل وَكَذَلِكَ ابْن عَامر
وفي رِوَايَة ورش وقالون والمسيبي بِغَيْر يَاء في الْوَصْل وَالْوَقْف
قَالَ أَبُو بكر وفي كتابي عَن ابْن ذكْوَان بِإِسْنَادِهِ عَن ابْن عَامر {ثمَّ كيدون} بياء وَقَالَ ابْن ذكْوَان في كتابي بِالْيَاءِ وحفظي بِغَيْر يَاء كَذَا حَدَّثَني أَحْمد بن يُوسُف بِإِسْنَادِهِ عَن ابْن ذكْوَان). [السبعة في القراءات: 299 - 300]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يبطشون) وفي القصص، والدخان بضم الطاء يزيد). [الغاية في القراءات العشر: 263]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يبطشون) [195]، وفي القصص [19]، والدخان [16]: بضم الطاء يزيد، وافق أبو بشر إلا هاهنا). [المنتهى: 2/716]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَبْطِشُونَ)، وفي القصص والدخان بضم الطاء أبو جعفر، وشيبة والحسن، والْجَحْدَرِيّ، والعقيلي وافق أبو بشر إلا ها هنا، والْمُعَلَّى عن أبي بكر إلا في الدخان، الباقون بكسر الطاء، والاختيار الأول لما ذكرت في (يَعْكُفُونَ) ). [الكامل في القراءات العشر: 557]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (117- .... .... .... .... .... = .... .... ضُمَّ طَا يَبْطِشُ اسْجِلَا). [الدرة المضية: 28]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ضم طا يبطش اسجلا، أي قرأ مرموز (الف) اسجلا وهوأبو جعفر هنا {أم لهم أيد يبطشون بها} [195]، وفي القصص {أن يبطش بالذي} [19] وفي الدخان {يوم نبطش} [16] بضم الطاء، وعلم من الوفاقللآخرين بكسر الطاء وإلى العموم أشار بقوله اسجلا). [شرح الدرة المضيئة: 134]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَبْطِشُونَ هُنَا وَيَبْطِشَ الَّذِي فِي الْقَصَصِ وَنَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى فِي الدُّخَانِ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِضَمِّ الطَّاءِ فِي الثَّلَاثَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا فِيهِنَّ). [النشر في القراءات العشر: 2/274]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر {يبطشون} [195]، وفي القصص [19] {يبطش بالذي}، و{نبطش البطشة} في الدخان [16] بضم الطاء، والباقون بالكسر في الثلاثة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 527]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (653- .... .... .... .... = .... .... .... يبطش كلّه
654 - بضمّ كسرٍ ثق .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يبطش كله) يعني كلما وقع من لفظ يبطش وهو «يبطشون» هنا «ويبطش بالذي» في القصص «ونبطش البطشة الكبرى» بالدخان بضم الطاء منها كما سيأتي أبو جعفر، والباقون بالكسر وهما لغتان). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 241]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم ذكر ثاني القراءتين فقال:
ص:
في شركاء يتبعوا كالظّلّه = بالخفّ والفتح (ا) تل يبطش كلّه
بضمّ كسر (ث) ق وليّ احذف = بالخلف وافتحه أو اكسره (ي) في
ش: أي: قرأ ذو ألف (اتل) نافع: يتبعوكم سواء هنا [الآية: 193]، ويتبعهم الغاون في الشعراء [الآية: 224]- بتخفيف التاء وإسكانها وفتح الباء على أنه مضارع «تبع» على حد: فمن تبع هداي [البقرة: 38]، والتسعة بتشديد التاء وفتحها وكسر الباء على أنه مضارع «اتبع» على حد: فمن اتّبع هداي [طه: 123].
وقرأ ذو ثاء (ثق) أبو جعفر: يبطش حيث وقع وهو ثلاثة هنا [الآية: 195] والقصص [الآية: 19]، والدخان [الآية: 16] بضم الطاء، والباقون بكسرها، وقيد الضم لأجل المفهوم.
واختلف عن ذي ياء (يفي) السوسي في إنّ وليّ الله [الأعراف: 196]: فروى ابن حبش عنه إثبات ياء واحدة مفتوحة مشددة، وكذا روى الشذائي عن ابن جمهور عن السوسي، وهي رواية شجاع عن أبي عمرو.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/346]
وكذا رواه ابن جبير عن اليزيدي وأبو خلاد عن اليزيدي عن أبي عمرو نصا، وعبد الوارث عن أبي عمرو أداء، والداجوني عن ابن جرير.
وروى الشنبوذي عن ابن جمهور عن السوسي كذلك، [لكن] بكسر [الياء]، وهي قراءة عاصم الجحدري وغيره، فإذا كسرت وجب ترقيق الجلالة، وروى غيرهم كالجماعة.
واختلف في توجيه الأولين، فأما فتح [الياء:] فخرجها الفارسي على حذف لام الفعل من ولى وإدغام ياء «فعيل» في ياء الإضافة، وحذف اللام كثير في كلامهم، وهو مطرد في اللامات في التصغير نحو: «غطى» في تصغير «غطاء»، وهذا أحسن ما قيل في تخريج هذه.
ووجه كسر الياء: أن المحذوف ياء المتكلم؛ لملاقاتها ساكنا كما تحذف ياءات الإضافة عند لقيها لساكن.
وأورد عليه لبعضهم، فقال: فعلى هذا إنما يكون الحذف حالة الوصل فقط، وإذا وقف أعادها، وليس كذلك، بل الرواية الحذف وصلا ووقفا.
والجواب: أنه أجرى الوقف مجرى الوصل؛ كما فعل [في:] واخشون اليوم [المائدة: 3]، ويقصّ الحقّ [الأنعام: 57]، ويحتمل أن تخرج على قراءة حمزة بمصرخيّ [إبراهيم: 22] كما سيجيء.
ووجه وجهي يبطش: أن مضارع «فعل» يأتي بالوجهين كخرج يخرج، وضرب يضرب). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/347] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: أبو جعفر (يبطشون) هنا و(يبطش) في القصص و(يوم نبطش) في الدّخان بضم الطّاء، والباقون بكسرها، والله الموفق). [تحبير التيسير: 382]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يبطشون" [الآية: 195] هنا و"يبطُش" بالذي [بالقصص الآية: 19] و"نبطش" [بالدخان الآية: 16] فأبو جعفر بضم الطاء في الثلاثة وافقه الحسن
[إتحاف فضلاء البشر: 2/71]
والباقون بالكسر فيهن، والبطش الأخذ بالقوة والماضي، بطش بالفتح فيهما كخرج يخرج وضرب يضرب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/72]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وكسر اللام من "قل ادعوا" عاصم وحمزة ويعقوب وضمها الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/72]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأثبت" الياء في "كيدون" وصلا أبو عمرو وهشام من طريق الداجوني وأبو جعفر وفي الحالين قنبل من طريق ابن شنبوذ من طريق الحلواني ويعقوب "وأثبتها" في "فلا تنظرون" في الحالين يعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/72]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قل ادعوا} [195] قرأ عاصم وحمزة في الوصل بكسر لام {قل} والباقون بالضم). [غيث النفع: 649]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كيدون} قرأ البصري بإثبات الياء وصلاً لا وقفًا، وهشام بإثباتها في الحالين، والباقون بحذفها فيهما، وإنما لم نذكر الخلاف الذي ذكره الشاطبي فيها لهشام حيث قال: وكيدون في الأعراف حجج ليحملا = بخلف ...
وتبعه على ذلك كثير، لأنه يبعد أن يكون الخلاف لهشام فيها من طريقه وطريق أصله، بل لم يثبت من طرق النشر إلا في حالة الوقف خاصة.
قال المحقق فيه: «ورى بعضهم عنه أي عن هشام الحذف في الحالين، ولا أعلمه نصًا من طرق كتابنا لأحد من أئمتنا».
[غيث النفع: 649]
ثم قال: «وكلا الوجهين يعني الحذف والإثبات صحيحان عنه أي عن هشام نصًا وأداءً، حالة الوقف، وأما حالة الوصل فلا آخذ بغير الإثبات من طرق كتبانا» اهـ.
فإن قلت: مستنده قول صاحب التيسير فيه لما تكلم على زوائد سورة الأعراف في آخرها: «وفيها محذوفة {ثم كيدون فلا} وأثبتها في الحالين هشام بخلف عنه».
قلت: هذا لا دليل فيه، لأن الداني كثيرًا ما يذكر الخلاف على سبيل الحكاية، وإن كان هو لا يأخذ به، وليس من طرقه، وهذا منه.
ويدل على ذلك قوله في المفردات بعد أن ذكر الخلاف له: «وبالإثبات في الوصل والوقف أخذ».
وقوله في جامع البيان: «وبه قرأت على الشيخين أبي الفتح وأبي الحسن من طريق الحلواني عنه».
بل يدل عليه كلامه في التيسير فإنه قال فيه باب الزوائد: «وأثبت ابن عامر في رواية هشام الياء في الحالين في قوله تعالى {ثم كيدون} في الأعراف».
وجزم بالإثبات، ولم يحك خلافه، ومن الم علوم المقرر: أن العقاء يعتنون بتحقيق المسائل في أبوابها أكثر من اعتنائهم بذلك إذا ذكروها استطرادًا تتميمًا للفائدة، فربما يتساهلون، اتكالاً على ما تقدم أو سيأتي لهم في الباب.
فثبت من هذا أن الخلاف لهشام حالة الوصل عزيز، وإنما الخلاف حالة الوقف، لكن لا ينبغي أن يقرأ به من طريق القصيد وأصله.
وبالإثبات في الحالين قرأت على شيخنا رحمه الله، وقال في مقصورته:
[غيث النفع: 650]
كيدون حلواني روى زيادة = في حالتيه عن هشام وقرا). [غيث النفع: 651]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ (195)}
{يَبْطِشُونَ}
- قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وابن كثير وعاصم وحمزة
[معجم القراءات: 3/241]
والكسائي والحسن والأعرج ويعقوب (يبطسون) بكسر الطاء.
- وقرأ نافع وأبو جعفر وشيبة والحسن والمعلى عن أبي بكر عن عاصم والوليد بن مسلم عن ابن عامر (يبطشون) بضم الطاء.
وهما لغتان: بطش يبطش ويبطش.
وذكرت المراجع نافعاً مع السبعة بكسر الطاء، وذكر أبو حيان عنه الوجهين، فلعله سبق قلم!
{يُبْصِرُونَ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ}
- قرأ عاصم وحمزة ويعقوب وسهل وعياش والمطوعي والحسن (قل ادعوا) بكسر اللام في الوصل لالتقاء الساكنين.
- وقرأ باقي السبعة: ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو ونافع وحمزة والكسائي، وكذلك أبو جعفر (قل ادعوا) بضم اللام في الوصل على الإتباع لحركة العين.
قال مكي: (وحجة من ضم أنه شبه هذه الحروف بألف الوصل لأنه بها يوصل إلى الساكن كما يوصل بألف الوصل، فضمها كما يضم ألف الوصل في الابتداء؛ لانضمام الثالث، وأيضاً فإنه كره الخروج من كسر إلى ضم وليس بينهما غير حرف ساكن،
[معجم القراءات: 3/242]
والساكن غير حائل لضعفه، فلا يعتد به، وألف الوصل لا حظ لها في الوصل، ولا يعتد بها حاجزاً، فلما ثقل ذلك ضم الساكن الأول ليتبع الضم، فيكون أيسر عليه في اللفظ واسهل وهي لغة ...).
{كِيدُونِ}
- قرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وابن ذكوان وورش وقالون والمسيبي (كيدون) بحذف الياء في الوصل والوقف، وعلى هذا جاء رسم مصاحف أهل العراق.
- وقرأ أبو عمرو ونافع في رواية ابن جماز وإسماعيل بن جعفر، وورش وقالون والمسيبي، وابن عامر وهشام من طريق الداجوني وابن ذكوان وأبو جعفر (كيدوني) بإثبات الياء في الوصل.
- وقرأ أبو عمرو وابن شنبوذ عن قنبل ويعقوب وسهل وهشام والحلواني (كيدوني) بإثبات الياء وصلاً ووقفاً.
وعلى هذا جاء رسم مصاحف أهل الشام والحجاز.
{فَلَا تُنْظِرُونِ}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء، بخلاف عنهما.
- وقرأ يعقوب (فلا تنظروني) بإثبات الياء في الوقف والوصل، ووافقه سهل وعياش في الوصل.
- وقراءة الجماعة بنون مكسورة (فلا تنظرون)، وذلك بحذف الياء في الحالين). [معجم القراءات: 3/243]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #43  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:46 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (196) إلى الآية (202) ]

{إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (196) وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (197) وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (198) خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201) وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ (202)}

قوله تعالى: {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (196)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (51 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {إِن وليي الله} 196
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَابْن عَامر وَنَافِع وَحَمْزَة والكسائي (إِن ولي الله) بِثَلَاث ياءات الأولى سَاكِنة وَالثَّانيَِة مَكْسُورَة وَالثَّالِثَة وهي يَاء الْإِضَافَة مَفْتُوحَة
وَقَالَ ابْن اليزيدي عَن أَبِيه عَن أَبي عَمْرو أَنه قَالَ لَام الْكَلِمَة مشتمة كسرا وياء الْإِضَافَة مَنْصُوبَة
وَقَالَ ابْن سَعْدَان عَن اليزيدي عَنهُ أَنه قَرَأَ (ولي الله) يدغم الْيَاء
قَالَ أَبُو بكر التَّرْجَمَة الَّتِي قَالَهَا ابْن سَعْدَان عَن اليزيدي في إدغام الْيَاء لَيست بشيء لِأَن الْيَاء الْوُسْطَى الَّتِي هي لَام الْفِعْل متحركة وَقبلهَا الْيَاء الزَّائِدَة سَاكِنة فَلَا يجوز إسكان لَام الْفِعْل وإدغامها وَقبلهَا سَاكن ولكني أَحْسبهُ أَرَادَ حذف الْيَاء الْوُسْطَى وإدغام الْيَاء الزَّائِدَة في يَاء الْإِضَافَة
وَقَالَ أَبُو زيد عَن أَبي عَمْرو (إِن ولي الله) مدغمة وَإِن شَاءَ بِالْبَيَانِ قَالَ (ولي الله) مثقلة
وَكَذَلِكَ روى عَبَّاس بن الْفضل مثله عَن أَبي عَمْرو). [السبعة في القراءات: 300 - 301]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (إن ولي الله) [196]: مدغم: عبد الوارث، وشجاع طريق الصواف والشونيزي، واليزيدي طريق أبي أيوب والسوسي وابن سعدان وأبي خلاد وعصام وعبيد الضرير). [المنتهى: 2/715]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفَ) عَنْ أَبِي عَمْرٍو فِي: إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ، فَرَوَى ابْنُ حَبَشٍ عَنِ السُّوسِيِّ حَذْفَ الْيَاءِ وَإِثْبَاتَ يَاءٍ وَاحِدَةٍ مَفْتُوحَةٍ مُشَدَّدَةٍ، وَكَذَا رَوَى أَبُو نَصْرٍ الشَّذَائِيُّ عَنِ ابْنِ جُمْهُورٍ عَنِ السُّوسِيِّ، وَهِيَ رِوَايَةُ شُجَاعٍ عَنْ أَبِي عَمْرٍو، وَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ جُبَيْرٍ فِي مُخْتَصَرِهِ عَنِ الْيَزِيدِيِّ، وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو خَلَّادٍ عَنِ الْيَزِيدِيِّ عَنْ أَبِي عَمْرٍو نَصًّا، وَكَذَا رَوَاهُ عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ أَبِي عَمْرٍو أَدَاءً، وَكَذَا رَوَاهُ الدَّاجُونِيُّ عَنِ ابْنِ جَرِيرٍ، وَهَذَا أَصَحُّ الْعِبَارَاتِ عَنْهُ، أَعْنِي الْحَذْفَ، وَبَعْضُهُمْ يُعَبِّرُ عَنْهُ بِالْإِدْغَامِ، وَهُوَ خَطَأٌ إِذِ الْمُشَدَّدُ لَا يُدْغَمُ فِي الْمُخَفَّفِ، وَبَعْضُهُمْ أَدْخَلَهُ فِي الْإِدْغَامِ الْكَبِيرِ، وَلَا يَصِحُّ ذَلِكَ لِخُرُوجِهِ عَنْ أُصُولِهِ، وَلِأَنَّ رَاوِيَهُ يَرْوِيهِ مَعَ عَدَمِ الْإِدْغَامِ الْكَبِيرِ، فَقَدْ نَصَّ عَلَيْهِ صَاحِبُ الرَّوْضَةِ لِابْنِ حَبَشٍ عَنِ السُّوسِيِّ مَعَ أَنَّ الْإِدْغَامَ الْكَبِيرَ لَمْ يَكُنْ فِي الرَّوْضَةِ عَنِ السُّوسِيِّ، وَلَا عَنِ الدُّورِيِّ كَمَا قَدَّمْنَا فِي بَابِهِ، رَوَى الشَّنَبُوذِيُّ عَنِ ابْنِ جُمْهُورٍ عَنِ السُّوسِيِّ بِكَسْرِ الْيَاءِ الْمُشَدَّدَةِ بَعْدَ الْحَذْفِ، وَهِيَ قِرَاءَةُ عَاصِمٍ الْجَحْدَرَيِّ، وَغَيْرِهِ فَإِذَا كُسِرَتْ وَجَبَ تَرْقِيقُ الْجَلَالَةِ بَعْدَهَا كَمَا تَقَدَّمَ، وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي تَوْجِيهِ هَاتَيْنِ الرِّوَايَتَيْنِ، فَأَمَّا فَتْحُ الْيَاءِ فَخَرَّجَهَا الْإِمَامُ أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ عَلَى حَذْفِ لَامِ الْفِعْلِ فِي وَلِيٍّ، وَهِيَ الْيَاءُ الثَّانِيَةُ وَإِدْغَامِ يَاءِ فَعِيلٍ فِي يَاءِ الْإِضَافَةِ، وَقَدْ حُذِفَتِ اللَّامُ فِي كَلَامِهِمْ كَثِيرًا، وَهُوَ مُطَّرِدٌ فِي اللَّامَاتِ فِي التَّحْقِيرِ نَحْوَ غُطَىٍّ فِي تَحْقِيرِ غِطَاءٍ، وَقَدْ قِيلَ فِي تَخْرِيجِهَا غَيْرُ ذَلِكَ، وَهَذَا أَحْسَنُ.
وَأَمَّا كَسْرُ الْيَاءِ فَوَجْهُهَا أَنْ يَكُونَ الْمَحْذُوفُ يَاءَ الْمُتَكَلِّمِ لِمُلَاقَاتِهَا سَاكِنًا كَمَا تُحْذَفُ يَاءَاتُ الْإِضَافَةِ عِنْدَ لُقْيِهَا السَّاكِنَ فَقِيلَ فَعَلَى هَذَا إِنَّمَا يَكُونُ الْحَذْفُ حَالَةَ الْوَصْلِ فَقَطْ، وَإِذَا وَقَفَ أَعَادَهَا، وَلَيْسَ كَذَلِكَ، بَلِ الرِّوَايَةُ الْحَذْفُ وَصْلًا وَوَقْفًا فَعَلَى هَذَا لَا يَحْتَاجُ إِلَى إِعَادَتِهَا وَقْفًا، بَلْ
[النشر في القراءات العشر: 2/274]
أُجْرِيَ الْوَقْفُ مَجْرَى الْوَصْلِ كَمَا فَعَلَ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ، وَيَقُصُّ الْحَقَّ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَخْرُجَ عَلَى قِرَاءَةِ حَمْزَةَ " مُصْرِخِيَّ " كَمَا سَيَجِيءُ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى -، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِيَاءَيْنِ الْأُولَى مُشَدَّدَةٌ مَكْسُورَةٌ وَالثَّانِيَةُ مُخَفَّفَةٌ مَفْتُوحَةٌ، وَقَدْ أَجْمَعَتِ الْمَصَاحِفُ عَلَى رَسْمِهَا بِيَاءٍ وَاحِدَةٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/275]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى السوسي بخلاف عنه {ولى الله} [196] بحذف إحدى الياءين واللفظ بياء واحدة مشددة، واختلف عنه أيضًا في اللفظ بهذا الوجه، فروى جماعة فتح الياء، وروى آخرون كسرها، والوجهان صحيحان عنه وعن أبي عمرو، والجمهور عن بياءين الأولى مشددة مكسورة والثانية خفيفة مفتوحة، وكذا قرأ الباقون). [تقريب النشر في القراءات العشر: 528]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (654- .... .... .... وليّي احذف = بالخلف وافتحه أو اكسره يفي). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (بضمّ كسر (ث) ق وليّي احذف = بالخلف وافتحه أو اكسره (ي) في
يريد قوله تعالى «إن وليّ الله الذي» قرأه بياء واحدة مشددة وحذف الباء الأخرى السوسى بخلاف عنه، وإذا حذف الياء هل يفتح الياء المشددة أو يكسرها على خلاف أيضا بين أهل الأداء عنهم، وقد بين ذلك في النشر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 241]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم ذكر ثاني القراءتين فقال:
ص:
في شركاء يتبعوا كالظّلّه = بالخفّ والفتح (ا) تل يبطش كلّه
بضمّ كسر (ث) ق وليّ احذف = بالخلف وافتحه أو اكسره (ي) في
ش: أي: قرأ ذو ألف (اتل) نافع: يتبعوكم سواء هنا [الآية: 193]، ويتبعهم الغاون في الشعراء [الآية: 224]- بتخفيف التاء وإسكانها وفتح الباء على أنه مضارع «تبع» على حد: فمن تبع هداي [البقرة: 38]، والتسعة بتشديد التاء وفتحها وكسر الباء على أنه مضارع «اتبع» على حد: فمن اتّبع هداي [طه: 123].
وقرأ ذو ثاء (ثق) أبو جعفر: يبطش حيث وقع وهو ثلاثة هنا [الآية: 195] والقصص [الآية: 19]، والدخان [الآية: 16] بضم الطاء، والباقون بكسرها، وقيد الضم لأجل المفهوم.
واختلف عن ذي ياء (يفي) السوسي في إنّ وليّ الله [الأعراف: 196]: فروى ابن حبش عنه إثبات ياء واحدة مفتوحة مشددة، وكذا روى الشذائي عن ابن جمهور عن السوسي، وهي رواية شجاع عن أبي عمرو.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/346]
وكذا رواه ابن جبير عن اليزيدي وأبو خلاد عن اليزيدي عن أبي عمرو نصا، وعبد الوارث عن أبي عمرو أداء، والداجوني عن ابن جرير.
وروى الشنبوذي عن ابن جمهور عن السوسي كذلك، [لكن] بكسر [الياء]، وهي قراءة عاصم الجحدري وغيره، فإذا كسرت وجب ترقيق الجلالة، وروى غيرهم كالجماعة.
واختلف في توجيه الأولين، فأما فتح [الياء:] فخرجها الفارسي على حذف لام الفعل من ولى وإدغام ياء «فعيل» في ياء الإضافة، وحذف اللام كثير في كلامهم، وهو مطرد في اللامات في التصغير نحو: «غطى» في تصغير «غطاء»، وهذا أحسن ما قيل في تخريج هذه.
ووجه كسر الياء: أن المحذوف ياء المتكلم؛ لملاقاتها ساكنا كما تحذف ياءات الإضافة عند لقيها لساكن.
وأورد عليه لبعضهم، فقال: فعلى هذا إنما يكون الحذف حالة الوصل فقط، وإذا وقف أعادها، وليس كذلك، بل الرواية الحذف وصلا ووقفا.
والجواب: أنه أجرى الوقف مجرى الوصل؛ كما فعل [في:] واخشون اليوم [المائدة: 3]، ويقصّ الحقّ [الأنعام: 57]، ويحتمل أن تخرج على قراءة حمزة بمصرخيّ [إبراهيم: 22] كما سيجيء.
ووجه وجهي يبطش: أن مضارع «فعل» يأتي بالوجهين كخرج يخرج، وضرب يضرب). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/347] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "إن ولي الله" [الآية: 196] فابن حبش عن السوسي بياء واحدة مفتوحة مشددة وكذا روى أبو نصر الشذائي عن ابن جمهور عن السوسي، وشجاع عن أبي عمرو وأبو خلاد عن اليزيدي عن أبي عمرو نصا، وعبد الوارث عن أبي عمرو أداء، ووجهت على أن ياء فعيل مدغمة في ياء المتكلم، والياء التي هي لام الكلمة محذوفة، وهذا أحسن ما قيل في تخريجها، أو أن ولي اسم نكرة غير مضاف، والأصل إن وليا لله فوليا اسم إن، والله خبرها، ثم حذف التنوين لالتقاء الساكنين، ولم يبق إلا كون اسمها نكرة والخبر معرفة وهو وارد ومنه: "وإن حراما إن أسب مجاشعا: قال في النشر: وبعضهم يعبر بالإدغام، وهو خطأ إذ المشدد لا يدغم في المخفف، وافقه الحسن بلا خلاف عنه وروى الشنبوذي عن ابن جمهور عن السوسي كسر الياء المشددة بعد الحذف، وهي قراءة عاصم والحجدري وغيره، ويلزم منه ترقيق الجلالة ووجه في النشر ذلك بأن المحذوف ياء المتكلم لملاقاتها ساكنا، كما تحذف آيات الإضافة لذلك، قال: فقيل على هذا إنما يكون هذا الحذف حالة الوصل، فإذا وقف أعادها وليس كذلك بل الرواية الحذف فيهما، وأجرى الوقف مجرى الوصل
[إتحاف فضلاء البشر: 2/72]
كما في اخشون اليوم، ويقض الحق.
ويحتمل أن يخرج على قراءة حمزة في مصرخي الآتي إن شاء الله تعالى، وقرأ الباقون بياءين مشددة مكسورة فمخففة مفتوحة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/73]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (196)}
{إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ}
- قرأ ابن كثير وابن عامر ونافع وعاصم وحمزة والكسائي ورويس والبرجمي ويعقوب بخلاف عنه (إن وليي الله) بثلاث ياءات: الأولى ساكنة، والثانية: مكسورة، والثانية: وهي ياء الإضافة مفتوحة.
- وقرأ ابن حبش عن السوسي وأبو نصر الشذائي عن ابن جمهور عن السوسي وشجاع عن أبي عمرو وأبو خلاد عن اليزيدي عن أبي عمرو نصاً وعبد الوارث عن أبي عمرو أداءً، وعباس بن الفضل وأبو زيد والحسن وشيبة والجحدري وعمرو بن خالد والخزاعي عن عاصم (إن ولي الله) بياءٍ واحدةٍ مشددةٍ مفتوحةٍ.
وتوجيهها على أن ياء (فعيل) مدغمة في ياء المتكلم، والياء التي بعدها وهي لام الكلمة- محذوفة.
قال ابن مجاهد:
(وقال ابن اليزيدي عن أبيه عن أبي عمرو أنه قال: لام الكلمة مشتمة كسراً وياء الإضافة منصوبة.
وقال ابن سعدان: عن اليزيدي عنه إنه قرأ: (ولي الله) يدغم الياء.
قال أبو بكر: الترجمة التي قالها ابن سعدان عن اليزيدي في إدغام
[معجم القراءات: 3/244]
الياء ليست بشيء، لأن الياء الوسطى التي هي لام الفعل متحركة وقبلها الياء الزائدة الساكنة، فلا يجوز إسكان لام الفعل وإدغامها وقبلها ساكن، ولكني أحسبه أراد حذف الياء الوسطى، وإدغام الياء الزائدة في ياء الإضافة).
- وروى الشنبوذي عن ابن جمهور عن السوسي، وهي قراءة الجحدري وغيره، وهي رواية عن أبي عمرو (إن ولي الله) بكسر الياء المشددة.
وتخريج هذه القراءة عند أبي حيان وغيره على حذف ياء المتكلم، لما سكنت التقى ساكنان فحذفت، وعلى هذه القراءة يجب ترقيق لام الجلالة بعدها.
- ونقل أبو عمرو الداني عن عاصم الجحدري أنه قرأ (إن ولي الله) بياء واحدة منصوبة مضافة إلى (الله)
وقال أبو حيان: (وذكرها الأخفش كذا بالكسر والإضافة، وضعفها أبو حاتم).
قلت على ما ذكراه ينبغي أن تكون القراءة (إن ولي الله) كذا بالكسر والإضافة.
وذكر هذا القرطبي فقال:
(وقال الأخفش: (وقرئ: إن ولي الله ..) يعني جبريل)
ونقل عن النحاس أنها قراءة عاصم الجحدري، وذكر مثل هذا ابن عطية في المحرر.
[معجم القراءات: 3/245]
- وقرأ الأصبهاني عن يعقوب (ولييي) بالإظهار، ثم قال: (مختلفاً عنه في رواية رويس).
{الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ}
- قرأ ابن مسعود: (الذي نزل الكتاب بالحق ...).
{وَهُوَ}
- تقدمت القراءتان بضم الهاء وسكونها، تنظر الآيتين/ 29 و85 من سورة البقرة.
{يَتَوَلَّى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح). [معجم القراءات: 3/246]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (197)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (197)}
{لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام النون في النون، وبالإظهار). [معجم القراءات: 3/246]

قوله تعالى: {وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (198)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (198)}
{الْهُدَى}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيتين/ 2 و5 من سورة البقرة.
{تَرَاهُمْ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف وأبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{لَا يُبْصِرُونَ}
- ترقيق الراء بخلاف عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 3/246]

قوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)}
{الْعَفْوَ وَأْمُرْ}
- إدغام الواو في الواو عن أبي عمرو ويعقوب.
- وروي عنهما أيضاً الإظهار، والاختلاس.
{وَأْمُرْ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والشموني والأزرق وورش والسوسي والأصبهاني (وامر) بإبدال الهمزة ألفاً.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون على إثبات الهمز.
{بِالْعُرْفِ}
- قراءة الجماعة (بالعرف) بضم العين وسكون الراء.
- وقرأ عيسى بن عمر (بالعرف) بضم العين والراء.
قال القرطبي: (وهما لغتان).
وفي التاج: (ويضم راؤه كعسرٍ وعسرٍ).
وقال أيضاً: (والعرف بضمتين: الجود، لغة في العرف، بالضم..) ). [معجم القراءات: 3/247]

قوله تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200)}
{يَنْزَغَنَّكَ}
- قرأ الحجازي ويعقوب الحضرمي (ينزغنك) بنون خفيفة.
- وقراءة الجماعة (ينزغنك) بالنون الثقيلة.
[معجم القراءات: 3/247]
{مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ}
- إدغام النون في النون والإظهار عن أبي عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 3/248]

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (52 - وَاخْتلفُوا في إِثْبَات الْألف وإسقاطها من قَوْله {طائف} 201
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو والكسائي (طيف) بِغَيْر ألف
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة {طائف} بِأَلف وهمز). [السبعة في القراءات: 301]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (طيف) مكي، بصري، والكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 263]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (طيفٌ) [201]: مكي، وبصري غير أيوب، وعلي غير عيسى). [المنتهى: 2/716]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي (طيف) مثل ضيف، وقرأ الباقون (طئف) مثل قائم). [التبصرة: 221]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي: {طيف} (201): بغير همز، ولا ألف.
والباقون: بالألف، والهمز). [التيسير في القراءات السبع: 296]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو والكسائيّ ويعقوب: (طيف) بغير همز ولا ألف والباقون بالألف والهمز). [تحبير التيسير: 382]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([201]- {طَائِفٌ} بلا ألف: ابن كثير وأبو عمرو والكسائي). [الإقناع: 2/652]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (712 - وَقُلْ طَائِفٌ طَيْفٌ رِضىً حَقُّهُ .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 56]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([712] وقل طائفٌ طيفٌ (ر)ضى (حقـ)ـه ويا = يمدون فاضمم واكسر الضم (أ)عدلا
طيف، مصدرٌ من: طاف به الخيال، يطيف طيفًا.
قال الشاعر:
أني ألم بك الخيال يطيف.
[فتح الوصيد: 2/946]
أو هو تخفيف طيف من هذا، كلين، أو من يطوف كهين.
وطائف أيضًا، أن يكون من الياء والواو، والمراد بذلك وسوسة الشيطان وإلمامه.
وإنما قال: (رضى حقه)، لأن قومًا أنكروا ذلك وقالوا: طيفٌ إنما يكون في المنام). [فتح الوصيد: 2/947]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([712] وقل: طائفٌ طيفٌ رضى حقه ويا = يمدون فاضمم واكسر الضم أعدلا
ح: (طائفٌ طيفٌ): مبتدأ وخبر منصوب المحل على مفعول (قل)، (رضى حقه): جملة من مبتدأ وخبر منصوبة المحل على الحال، (يا): مفعول (اضمم) قصرت ضرورة، (أعدلا): حال من فاعل (اكسر) .
ص: يعني: اقرأ عن الكسائي وأبي عمرو وابن كثير: (طيفٌ) في موضع قوله تعالى: {إذا مسهم طائفٌ} [201]، والباقون: {طائفٌ} بألف وهمزة مكسورة، وهما لغتان، كـ (الميت) و(المائت)، أو (الطيف): مصدر بمعنى الوسوسة، و(الطائف): فاعل بمعنى الخاطر، ووصف القراءة بأنها مرضيٌّ حقيقتها وصحتها.
[كنز المعاني: 2/268]
ثم قال: اضمم ياء (يمدونهم في الغي) [202] واكسر ضم الميم عن نافع، من (أمد يمد)، وللباقين: {يمدونهم} بفتح الياء وضم الميم، من (مد يمد)، وهما لغتان، وقيل: إن (أمد) يستعمل في الخير، نحو: {وأمددناهم بفاكهةٍ} [الطور: 22]، {ويمددكم بأموالٍ وبنين} [نوح: 12]، {{ممدكم بألفٍ من الملائكة} [الأنفال: 9] و(مد) في خلافه، نحو: {ونمد له من العذاب مدًا} [مريم: 79]، {ويمدهم في طغيانهم يعمهون} [البقرة: 15] فعلى هذا يكون الإمداد ههنا من باب: {فبشرهم بعذابٍ أليم} [آل عمران: 21].
وصوب قراءة نافع بقوله: (أعدلا) اسم تفصيل من العدل). [كنز المعاني: 2/269] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (712- وَقُلْ طَائِفٌ طَيْفٌ "رِ"ضىً "حَقُّـ"ـهُ وَيَا،.. يَمُدُّونَ فَاضْمُمْ وَاكْسِرِ الضَّمَّ "أَ"عْدَلا
قل هنا بمعنى: اقرأ؛ أي: اقرأ هذه الكلمة التي هي "طائف" اقرأها "طيف" للكسائي وأبي عمرو وابن كثير يريد قوله تعالى: {إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ}.
قال أبو عبيدة "طيف من الشيطان"؛ أي: يلم به لما قال أبو زيد: طاف الخيال يطيف طيفا وطاف الرجل يطوف طوفا إذا أقبل وأدبر فمن قرأ "طايف" كان اسم فاعل من أحد هذين، ومن قرأ "طيف" فهو
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/191]
مصدر أو تخفيف "طيِّف" كـ "ميِّت" ويكون طيف بمعنى: طايف يحتمل الوجهين، وقال أبو علي: الطيف مصدر فكان المعنى: إذا مسهم وخطر لهم خطرة من الشيطان تذكروا، قال: ويكون طايف بمعناه مثل العاقبة والعافية، ويجوز ذلك مما جاء المصدر فيه على فاعل وفاعلة والطيف أكثر؛ لأن المصدر على هذا الوزن أكثر منه على وزن فاعل فالطيف كالخطرة والطائف كالخاطر، وقوله: رضى حقه؛ أي: حقه رضى؛ أي: مرضي). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/192]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (712 - وقل طائف طيف رضى حقّه ويا = يمدّون فاضمم واكسر الضّمّ أعدلا
[الوافي في شرح الشاطبية: 277]
قرأ الكسائي وابن كثير وأبو عمرو: إذا مسّهم طيف بحذف الألف بعد الطاء وبعدها ياء ساكنة كما لفظ به. وقرأ غيرهم طائِفٌ بإثبات ألف بعد الطاء وبعدها همزة مكسورة كما لفظ به أيضا). [الوافي في شرح الشاطبية: 278]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مَسَّهُمْ طَائِفٌ فَقَرَأَ الْبَصْرِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَالْكِسَائِيُّ، (طَيْفٌ) بِيَاءٍ سَاكِنَةٍ بَيْنَ الطَّاءِ وَالْفَاءِ مِنْ غَيْرِ هَمْزَةٍ، وَلَا أَلِفٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِأَلِفٍ بَعْدَ الطَّاءِ، وَهَمْزَةٍ مَكْسُورَةٍ بَعْدَهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/275]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ البصريان وابن كثير والكسائي {طائف} [201] بياء ساكنة بين الفاء والطاء من غير همز ولا ألف، والباقون بألف بعد الطاء وهمزة مكسورة بعدها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 528]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (655 - وطائفٌ طيفٌ رعى حقًّا .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 77]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وطائف طيف (ر) عى (حقّا) وضم = واكسر يمدّون لضمّ (ث) دى (أ) م
أي وقرأ «طيف» موضع طائف الكسائي وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب، والباقون طائف وقد لفظ بهما جميعا). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 241]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وطائف طيف (ر) عى (حقّا) وضمّ = واكسر يمدّون لضمّ (ث) دى (أ) م
ش: أي: قرأ ذو راء (رعا) الكسائي، و(حق) البصريان، وابن كثير: إذا مسهم طيف [الأعراف: 201] بياء ساكنة بعد الطاء [بلا ألف] ك «ضيف»، والباقون بألف
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/347]
بعد الطاء، والهمزة مكسورة ك «خائف».
وقرأ ذو ثاء (ثدى) أبو جعفر وهمزة (أم) نافع وإخوانهم يمدّونهم [الأعراف: 202] بضم الياء وكسر الميم؛ [مضارع] «أمد»، والباقون بفتح الياء وضم الميم؛ مضارع «مد».
ومعنى قوله: (لضم) أي: كسر كائن بعد ضم، واستغنى بلفظ طيف عن القيد.
وجه قصر طيف جعله مصدر: طاف الخيال به يطيف، أو صفة مخفف «طيف» ك «لين»، وهو: وسوسته ومسه.
ووجه مده: جعله اسم فاعل من أحدهما، ويضعف جعله مصدرا؛ لقلته). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/348] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "طيف" [الآية: 201] فابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب بياء ساكنة من غير ألف ولا همز على وزن ضيف، مصدر من طاف يطيف كباع يبيع، وافقهم اليزيدي والشنبوذي، والباقون بألف وهمزة مكسورة من غير ياء اسم فاعل من طاف يطوف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/73]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {طائف} [201] قرأ المكي والبصري وعلي بياء ساكنة بين الطاء والفاء، من غير ألف ولا همزة، والباقون بالألف بعد الطاء، وهمزة مكسورة ممدودة بعدها). [غيث النفع: 651]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201)}
{إِذَا مَسَّهُمْ}
- قراءة أبي ومصحفه (إذا طاف ...).
{طَائِفٌ}
- قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر (طائف) اسم فاعل من (طاف).
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي والنخعي والأسود بن يزيد وسهل ويعقوب واليزيدي والشنبوذي وأبو حاتم، وهي رواية الأصمعي عن أبي عمرو (طيف) على وزن (ضيف)، فاحتمل أن يكون مصدراً من: طاف يطيف طيفاً، واحتمل أن يكون مخففاً من (طيف) مثل: ميت وميت.
وقال الأخفش:
(والطيف أكثر في كلام العرب..، ونقرأها (طائف)؛ لأن عامة القراء عليها).
[معجم القراءات: 3/248]
ونقل الزبيدي عن الفراء قال (قال الفراء: الطائف والطيف [كذا] سواء وهو ما كان كالخيال والشيء يلم بك).
ولم أجد هذا في معاني الفراء في تفسير هذه الآية، فلعله ساقه في مناسبة من غير هذه.
وقال أبو جعفر النحاس:
(كلام العرب في مثل هذا طيف بالتخفيف على أنه مصدر من طاف يطيف.
وقال الكسائي: (هو مخفف من طيف ...)، وهو كذلك عند العكبري.
- وقرأ سعيد بن جبير وابن عباس وابن مسعود والجحدري والضحاك (طيف) بتشديد الياء.
وقال أبو حاتم (سألت الأصمعي عن (طيف فقال: ليس في المصادر: فيعل).
قال أبو جعفر: (ليس هذا بمصدر، ولكن يكون بمعنى طائف).
وقال أبو زرعة: (... مثل هين وهين: بالتشديد والتخفيف).
{تَذَكَّرُوا}
- قراءة الجمهور (تذكروا) بتخفيف الذال وفتحها من التذكر.
- وقرأ مجاهد وسعيد بن جبير (تذكروا) بتشديد الذال والكاف.
قال القرطبي: (ولا وجه له في العربية) ذكره النحاس.
- وقرأ ابن الزبير وأبي (تأملوا).
[معجم القراءات: 3/249]
- وعلى هذا تكون قراءة أبي بن كعب (إذا طاف من الشيطان تأملوا).
قال أبو حيان:
(وينبغي أن يحمل هذا وقراءة ابن الزبير على أن ذلك من باب التفسير، لا على أنه قرآن؛ لمخالفته سواء ما أجمع عليه المسلمون من ألفاظ القرآن).
{مُبْصِرُونَ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 3/250]

قوله تعالى: {وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ (202)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (53 - وَاخْتلفُوا في فتح الْيَاء وَضمّهَا من قَوْله {يمدونهم فِي الغي} 202
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {يمدونهم} بِفَتْح الْيَاء وَضم الْمِيم
وَقَرَأَ نَافِع وَحده {يمدونهم} بِضَم الْيَاء وَكسر الْمِيم). [السبعة في القراءات: 301]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((يمدونهم) بضم الياء، مدني). [الغاية في القراءات العشر: 263]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يمدونهم) [202]: بضم الياء مدني، وأبو بشر). [المنتهى: 2/717]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (يمدونهم) بضم الياء وكسر الميم، وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الميم، وأجمع القراء على ترك السجدة إذا عرض القارئ عليهم القرآن إلا ما ذكر عن سليم أنه كان يأمر القارش أن يحذف موضع السجود، فإذا ختم أخذ سليم بيد القارئ ودخل معه المسجد فيقرأ القارئ السجدة بعد السجدة وسليم يسجد حتى يأتي على آخر السجود، والذي قرأنا به بترك ذلك في القراءة). [التبصرة: 221]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {يمدونهم} (202): بضم الياء، وكسر الميم.
[التيسير في القراءات السبع: 296]
والباقون: بفتح الياء، وضم الميم). [التيسير في القراءات السبع: 297]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر [يمدونهم] بضم الياء وكسر الميم، والباقون بفتح الياء وضم الميم). [تحبير التيسير: 382]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَمُدُّونَهُمْ) بضم الياء ابن مُحَيْصِن، وحميد
[الكامل في القراءات العشر: 557]
ومدني، وأبو بسمر، الباقون بفتح الياء، وهو الاختيار بمعنى: يجرونهم (يُقَصِّرُونَ) مشدد ابْن مِقْسَمٍ، وابن أبي عبلة، الباقون (يُقْصِرُونَ) بإسكان القاف، وهو الاختيار؛ لأنه أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 558]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([202]- {يَمُدُّونَهُمْ} بضم الياء: نافع). [الإقناع: 2/652]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (712- .... .... .... وَيَا = يَمُدُّونَ فَاضْمُمْ وَاكْسِرِ الضَّمَّ أَعْدَلاَ). [الشاطبية: 56]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وأمددت الجيش: أعنتهم بمدد. ومددتهم: صرت مددًا لهم؛ قال الله تعالى: {ويمددكم بأموال وبنين}.
ويقال: مد النهر ومده نهر آخر يمده.
قال الشاعر:
سيل أتي مده أتي
فهما لغتان بمعنى واحد.
و(أعدلا)، منصوب على الحال، أي عادلًا؛ لأن قومًا قالوا: أمد إنما يكون في الخير، ومد في الشر كقوله: {ويمدهم في طغينهم} ). [فتح الوصيد: 2/947]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([712] وقل: طائفٌ طيفٌ رضى حقه ويا = يمدون فاضمم واكسر الضم أعدلا
ح: (طائفٌ طيفٌ): مبتدأ وخبر منصوب المحل على مفعول (قل)، (رضى حقه): جملة من مبتدأ وخبر منصوبة المحل على الحال، (يا): مفعول (اضمم) قصرت ضرورة، (أعدلا): حال من فاعل (اكسر) .
ص: يعني: اقرأ عن الكسائي وأبي عمرو وابن كثير: (طيفٌ) في موضع قوله تعالى: {إذا مسهم طائفٌ} [201]، والباقون: {طائفٌ} بألف وهمزة مكسورة، وهما لغتان، كـ (الميت) و(المائت)، أو (الطيف): مصدر بمعنى الوسوسة، و(الطائف): فاعل بمعنى الخاطر، ووصف القراءة بأنها مرضيٌّ حقيقتها وصحتها.
[كنز المعاني: 2/268]
ثم قال: اضمم ياء (يمدونهم في الغي) [202] واكسر ضم الميم عن نافع، من (أمد يمد)، وللباقين: {يمدونهم} بفتح الياء وضم الميم، من (مد يمد)، وهما لغتان، وقيل: إن (أمد) يستعمل في الخير، نحو: {وأمددناهم بفاكهةٍ} [الطور: 22]، {ويمددكم بأموالٍ وبنين} [نوح: 12]، {{ممدكم بألفٍ من الملائكة} [الأنفال: 9] و(مد) في خلافه، نحو: {ونمد له من العذاب مدًا} [مريم: 79]، {ويمدهم في طغيانهم يعمهون} [البقرة: 15] فعلى هذا يكون الإمداد ههنا من باب: {فبشرهم بعذابٍ أليم} [آل عمران: 21].
وصوب قراءة نافع بقوله: (أعدلا) اسم تفصيل من العدل). [كنز المعاني: 2/269] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: {وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ}، فقراءة الجماعة من مد مثل شد؛ لأنه هو المستعمل في المكروه نحو: {وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ}، {وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا}، وقراءة نافع وحده من أمد مثل أعد وهو أكثر ما يستعمل في المحبوب نحو: {وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ}، {أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ}، {وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ}، {أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ}، {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ}.
قال أبو علي: فوجهه ههنا أنه بمنزلة قوله تعالى: {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}، وقوله: {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}، وقيل مد وأمد لغتان يقال مد النهر وأمده بحر آخر وأمددت الجيش بمد: إذا أعنتهم ومددتهم صرت لهم مددا، وقال:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/192]
سيل أبي مده أتي
وأعدلا حال؛ أي: عادلا في بيان وجه ذلك). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/193]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (712 - .... .... .... .... ويا = يمدّون فاضمم واكسر الضّمّ أعدلا
....
وقرأ نافع: وَإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ بضم الياء وكسر ضم الميم، فتكون قراءة غيره بفتح الياء وضم الميم). [الوافي في شرح الشاطبية: 278]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَمُدُّونَهُمْ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الْمِيمِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّ الْمِيمِ). [النشر في القراءات العشر: 2/275]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان {يمدونهم} [202] بضم الياء وكسر الميم، والباقون بفتح الياء وضم الميم). [تقريب النشر في القراءات العشر: 528]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (655- .... .... .... .... وضم = واكسر يمدّون لضمٍّ ثدي أم). [طيبة النشر: 77]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وضم) يعني قوله «وإخوانهم يمدونهم في الغي» بضم الياء وكسر الميم، من أمدّ أبو جعفر ونافع، والباقون بفتح الياء وضم الميم فيقال هما لغتان). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 241]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وطائف طيف (ر) عى (حقّا) وضمّ = واكسر يمدّون لضمّ (ث) دى (أ) م
ش: أي: قرأ ذو راء (رعا) الكسائي، و(حق) البصريان، وابن كثير: إذا مسهم طيف [الأعراف: 201] بياء ساكنة بعد الطاء [بلا ألف] ك «ضيف»، والباقون بألف
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/347]
بعد الطاء، والهمزة مكسورة ك «خائف».
وقرأ ذو ثاء (ثدى) أبو جعفر وهمزة (أم) نافع وإخوانهم يمدّونهم [الأعراف: 202] بضم الياء وكسر الميم؛ [مضارع] «أمد»، والباقون بفتح الياء وضم الميم؛ مضارع «مد».
ومعنى قوله: (لضم) أي: كسر كائن بعد ضم، واستغنى بلفظ طيف عن القيد.
وجه قصر طيف جعله مصدر: طاف الخيال به يطيف، أو صفة مخفف «طيف» ك «لين»، وهو: وسوسته ومسه.
ووجه مده: جعله اسم فاعل من أحدهما، ويضعف جعله مصدرا؛ لقلته). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/348] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يُمدُّونهم" [الآية: 202] فنافع وأبو جعفر بضم الياء وكسر الميم من أمد، وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الميم من مد). [إتحاف فضلاء البشر: 2/73]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يمدونهم} [202] قرأ نافع بضم الياء، وكسر الميم، والباقون بفتح الياء، وضم الميم). [غيث النفع: 651]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ (202)}
{يَمُدُّونَهُمْ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب (يمدونهم) بفتح الياء وضم الميم من (مد) الثلاثي.
- وقرأ نافع وأبو جعفر (يمدونهم) بضم الياء وكسر الميم من (أمد) الرباعي، وهما لغتان: مد وأمد، والأولى أكثر.
قال النحاس: (وجماعة من أهل اللغة ينكرون هذه القراءة، منهم أبو حاتم وأبو عبيد، قال أبو حاتم: لا أعرف لها وجهاً إلا أن يكون المعنى يزيدونهم من الغي ...).
[معجم القراءات: 3/250]
- وقرأ عاصم الجحدري (يمادونهم) من (ماد) على وزن (فاعل).
قاب ابن جني: (هو يفاعلونهم من أمددته بكذا، فكأنه قال يعاونونهم).
{لَا يُقْصِرُونَ}
- قرأ الجمهور (ثم لا يقصرون) من (أقصر) أي كف.
- وقرأ ابن أبي عبلة وعيسى بن عمر (ثم ا يقصرون) من (قصر)، أي: ثم لا ينقصون من إمدادهم وغوايتهم.
قال الفراء:
(والعرب تقول: قد قصر عن الشيء وأقصر عنه، فلو قرئت: (يقصرون) لكان صواباً).
- وذكر ابن خالويه أن قراءة عيسى (يقصرون) بفتح الياء، وكسر الصاد.
- وقرأ الزهري ويحيى بن وثاب وإبراهيم النخعي وابن أبي عبلة (يقصرون) بضم الياء وشد الصاد وكسرها، من (قصر) المضعف.
- ورقق الأزرق وورش الراء من (يقصرون)، وعنهما التفخيم كالجماعة). [معجم القراءات: 3/251]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #44  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:47 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (203) إلى الآية (206) ]

{ وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآَيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203) وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204) وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (205) إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (206)}

قوله تعالى: {وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآَيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآَيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203)}
{إِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ}
- قراءة الجماعة بتاء الخطاب (... تأتهم).
- وقرأ يحيى وإبراهيم (... يأتهم) بياء الغيبة.
- وقرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني وعاصم برواية الأعشى عن أبي بكر (.. تاتهم) بإبدال الهمزة ألفاً.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقرأ رويس عن يعقوب (تأتهم) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة بكسرها (تأتهم).
{بِآَيَةٍ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياءً مفتوحة.
{يُوحَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{إِلَيَّ}
- قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت، وبدونها (إليه).
[معجم القراءات: 3/252]
{بَصَائِرُ}
- ترقيق الراء بخلاف عن الأزرق وورش.
{هُدًى}
- تقدمت الإمالة فيه في الوقف، انظر الآيتين/ 2 و5 من سورة البقرة.
{رَحْمَةٌ}
- أمال الكسائي الهاء وما قبلها في الوقف.
{يُؤْمِنُونَ}
- تقدمت قراءة (يؤمنون) بالواو في الآية/ 185 من هذه السورة، وانظر الآية/ 88 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/253]

قوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ إِبْدَالُ قُرِئَ لِأَبِي جَعْفَرٍ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/275]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ نَقْلُ الْقُرْآنُ لِابْنِ كَثِيرٍ فِي بَابِ النَّقْلِ). [النشر في القراءات العشر: 2/275]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({قرئ} [204] ذكر لأبي جعفر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 528]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({القرآن} [204] ذكر لابن كثير). [تقريب النشر في القراءات العشر: 528]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل همزة "قرئ" ياء مفتوحة أبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/73]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ونقل همز "قرآن" ابن كثير). [إتحاف فضلاء البشر: 2/73]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {القرءان} [204] قرأ المكي بنقل حركة الهمزة إلى الراء، وحذفها، والباقون بإسكان الراء والهمز). [غيث النفع: 651]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204)}
{قُرِئَ}
- قرأ أبو جعفر الفري بإبدال الهمزة ياءً مفتوحة في الموصل.
- وقرأ أبو جعفر وحمزة وهشام في الوقف (قري) بياء ساكنة.
- وقراءة الجماعة (قرئ) بالهمز.
{الْقُرْآَنُ}
- قرأ ابن كثير وابن محيصن (القران) بنقل فتحة الهمزة إلى الراء، وحذف الهمزة.
- وقراءة الباقين (القرآن) بإثبات الهمزة من غير نقل.
وتقدم هذا في الآية/ 185 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/253]

قوله تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (205)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (205)}
{خِيفَةً}
- قرء (خفية) بتقديم الفاء على الياء، وهو ضد الجهر، وانظر
[معجم القراءات: 3/253]
الآية/55 من هذه السورة.
{الْآَصَالِ}
- قرأ أبو مجلز لاحق بن حميد السدوسي البصري [تابعي] وأبو الدرداء (الإيصال).
وذكر ابن خالويه أنها كذلك في مصحف ابن الشميط.
والإيصال: مصدر، لقولهم: آصلت أي دخلت في وقت الأصيل.
وقال ابن عطية: (مصدراً كالإصباح والإمساء، ومعناه إذا دخلت في الأصيل).
- وقراءة الجماعة (الآصال)، جمع أصل، وأصل جمع أصيل، فهو جمع الجمع، وذهب الأخفش إلى أن الآصال جمع، واحدها أصيل، مثل الأشرار واحدها الشرير، والأيمان واحدتها اليمين). [معجم القراءات: 3/254]

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (206)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يسجدون} تام، وفاصلة، بلا خلاف، ومنتهى نصف الحزب على المشهور، وقيل {كريم} في سورة الأنفال). [غيث النفع: 651]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (206)}
{لَا يَسْتَكْبِرُونَ}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء. وعنهما التفخيم كالجماعة). [معجم القراءات: 3/254]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة