قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (101) لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ (102) لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (103) يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104) }
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((كما بدأنا أول خلق نعيده) [104] حسن. (وعدًا علينا) حسن. (إنا كنا فاعلين) تام).[إيضاح الوقف والابتداء: 2/779]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({أبصار الذين كفروا} كاف. ومثله {وتتلقاهم الملائكة} ومثله {أول خلقٍ نعيده}. ومثله {وعدًا علينا}. {فاعلين} تام. وكذا الفواصل إلى {العالمين}.).[المكتفى: 389]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({الحسنى- 101- لا} لأن «أولئك» خبر «إن». {مبعدون- 101- لا} لأن الجملة بعدها صفتهم. {حسيسها- 102- ج} لاحتمال الواو الحال والاستئناف. {خالدون- 102- ج} لاحتمال الجملة كونها صفة واستئنافًا. {الملائكة- 103- ط} لأن التقدير: قائلين هذا يومكم.
{للكتب- 104- ط} لأن التقدير: نعيده كما بدأنا أول خلق، على التقديم. {نعيده- 104- ط} أي: وعدنا وعدا. {علينا- 104- ط}). [علل الوقوف: 2/712-713]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (الحسنى ليس بوقف لأنَّ أولئك خبر إن
مبعدون (كاف)
حسيسها (حسن) لأنَّ بعده مبتدأ خبره خالدون والمبتدأ في حكم الانفصال عما قبله
خالدون (كاف)
الأكبر (جائز) قيل الفزع الأكبر ذبح الموت بين الجنة والنار وينادى يا أهل الجنة خلود بلا موت ويا أهل النار خلود بلا موت
الملائكة (حسن) على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل هذا يومكم معه إضمار قول أي قائلين لكم هذا يومكم
توعدون (كاف) إن نصب يوم بفعل مضمر وليس بوقف إن نصب بما قبله والتقدير وتتلقاهم الملائكة يوم نطوي السماء وحينئذ فلا يوقف على الملائكة ولا على توعدون
للكتاب (كاف) والسجل الصحيفة وقيل السجل كاتب كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم والأوّل أولى لتعدد كتابه صلى الله عليه وسلم فالكاتب لا يعرف ولا يحمل كتاب الله على ما لا يعرف وقيل السجل اسم ملك يطوي السماء كطي الملك لكتاب الصحيفة التي يكتب فيها أعمال العباد فهو مصدر مضاف لفاعله وقرأ الأخوان وحفص للكتب جمعًا والباقون للكتاب بالأفراد
نعيده (كاف) إن نصب وعدًا بفعل مقدر وليس بوقف إن نصب بنعيده
علينا (كاف)
فاعلين (تام)).[منار الهدى: 253]
- أقوال المفسرين