سورة البقرة
[من الآية (124) إلى الآية (126) ]
{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124) وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126)}
قوله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (44 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {إِبْرَاهِيم} 124 فِي الْألف وَالْيَاء
فَقَرَأَ ابْن عَامر (إبرهم) فِي جَمِيع سُورَة الْبَقَرَة بِغَيْر يَاء وَطلب الْألف
وَقَرَأَ الْقُرَّاء جَمِيعًا بياء {إِبْرَهِيمُ} وَقَالَ الْأَخْفَش الدِّمَشْقِي عَن ابْن ذكْوَان عَن ابْن عَامر (إبرهام) بِأَلف بعد الْهَاء). [السبعة في القراءات: 169]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (إبراهام) إلا قوله {فقد آتينا آل إبراهيم} وفي الأنعام {ملة إبراهيم} وفي الممتحنة {إلا قول إبراهيم} وفي إبراهيم {وإذ قال إبراهيم} وفي النحل ومريم وعسق وإبراهام وفي
[الغاية في القراءات العشر: 185]
العنكبوت {ولما جاءت رسلنا إبراهام} وفي المفصل كلها {إبراهام} إلا في الأعلى والمودة {قول إبراهيم} شامي و{صحف إبراهيم} وفي النجم {وإبراهيم} وهشام مختلف). [الغاية في القراءات العشر: 186]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): (ذكر {إبراهيم} عليه السلام.
{إبراهيم}: بألف في البقرة: [124، 125]، والنساء [125، 163] إلا {فقد آتينا آل إبراهيم} [54]، وفي الأنعام {ملة إبراهيم} [161]، وفي جميع براءة [114] إلا {وقوم إبراهيم} [70]، وفي إبراهيم {وإذ قال إبراهيم} [35]، وفي النحل [120، 123]، ومريم [41، 46، 58]، والعنكبوت {ولما جاءت رسلنا إبراهيم} [31] خاصة، وفي عسق [13]، وجميع المفصل إلا قوله في المودة: {إلا قول إبراهيم} [4]،
[المنتهى: 2/582]
وفي الأعلى {صحف إبراهيم} [19]: هشام وابن ذكوان إلا الأخفش طريق أبي الفضل وابن الأخرم. في البقرة: بألف فقط ابن حبيب).[المنتهى: 2/583]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (واختلفوا في اللفظ (يإبراهيم) عليه السلام في ثلاثة وثلاثين موضعًا: في البقرة خمسة عشر موضعًا، وهو جميع ما فيها من اسم (إبراهيم) وفي بقية النصف تسعة مواضع: في النساء ثلاثة مواضع وهي الأخيرة (إبراهيم حنيفًا) و(إبراهيم خليلا) و(أوحينا إلى إبراهيم)، وفي الأنعام موضع وهو الأخير منها قوله تعالى (ملة إبراهيم حنيفا) وفي التوبة موضعان وهما الأخيران منها (وما كان استغفار إبراهيم لأبيه) و(إن إبراهيم لأواه حليم) وفي إبراهيم موضع قوله (وإذا قال إبراهيم) وفي النحل موضعان وهما (إن إبراهيم كان أمة قانتا) و(ملة إبراهيم) وفي النصف الثاني تسعة مواضع: أولها في مريم ثلاثة مواضع وهن كل ما فيها، وفي العنكبوت موضع وهو الأخير قوله: (ولما جاءت رسلنا إبراهيم) وفي الشورى موضع وهو (وما وصينا به إبراهيم) وفي الذاريات: (ضيف إبراهيم) وفي النجم (وإبراهيم الذي وفى) وفي الحديد (نوحا وإبراهيم) وفي الممتحنة حرف وهو الأول، قوله تعالى (أسوة حسنة في إبراهيم)، فقرأ هشام جميع ما ذكرنا بألف بعد الهاء في موضع الياء، واختلف عنه في النجم والمشهور عنه أنه قرأ بألف، وقرأ الباقون بالياء في جميع ذلك.
وقد روي عن ابن ذكوان أنه قرأ بألف في سورة البقرة دون غيرها، وروي عنه
[التبصرة: 160]
أنه قرأ بالياء، وقد قرأت له بالوجهين في سورة البقرة خاصة، أعني لابن ذكوان، وقد ذكر عنه أنه مثل هشام يقرأ، والذي عليه العمل ما ذكرت لك أولاً). [التبصرة: 161]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ) برفع الميم ونصب الباء أبو حنيفة يعني: اختبره هل يستجيب له دعاءه ويتخذه خليلا أم لا، الباقون بنصب الميم ورفع الباء وهو الاختيار لموافقة الجماعة والقصة ابتلاه بعشر خلال دليله (فَأَتَمَّهُنَّ) ). [الكامل في القراءات العشر: 491]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (ذكر إبراهيم -عليه السلام:
روى هشام "إِبْراهام" بالألف جميع ما في البقرة، وفي النساء ثلاثة أحرف، وهي الأخيرة: [125، 163] وفي الأنعام الحرف الأخير [161] وفي التوبة الحرفان الأخيران [114] وفي إبراهيم حرف [35] وفي النحل حرفان [120، 123]، وفي مريم ثلاثة أحرف [41، 46، 58] وفي العنكبوت الحرف الأخير [31] وفي عسق حرف [13] وفي الذاريات
[الإقناع: 2/602]
حرف [24] وفي النجم حرف [37] وفي الحديد حرف [26] وفي الممتحنة الحرف الأول [4] فذلك ثلاثة وثلاثون حرفا.
وروى الحسن بن حبيب عن ابن ذكوان بألف في البقرة فقط.
وروى عنه الأخفش بالياء في جميعها كالباقين.
وخير عنه ابن الأخرم من طريق ابن غلبون في البقرة.
وقال البلخي عن الأخفش، وابن أشتة عن النقاش عن الأخفش، بالألف في جميعها كهشام، وهي رواية الصوري وغيره عن ابن ذكوان.
وقال الأهوازي: قرأت على السلمي عن أبيه عن الأخفش عن ابن ذكوان "إبراهام" بألف موضعين لا غير، في [إبراهيم: 35، والأعلى: 19] فقط، وسائر القرآن بالياء.
قال: وحدثني أبو بكر السلمي بدمشق قال: قال لي أبو الحسن بن الأخرم: كان الأخفش يقرأ مواضع "إبراهام" بألف، ومواضع بالياء، ثم ترك القراءة بالألف.
قال: وقال لي السلمي: قال لي أبي: كان أهل الشام يقرءون:
[الإقناع: 2/603]
"إبراهام" بألف في مواضع دون مواضع، ثم تركوا القراءة بالألف، وقرءوا جميع ما في القرآن بالياء.
وحكى أبو عمرو أن الحلواني قرأ في "مجرده" عن هشام في "النجم" {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} [37] بالياء. وقال في "جامعه" عنه بألف.
قال: وهو الصحيح.
وجملة ما في القرآن من ذكره -عليه السلام- تسعة وستون موضعا، واختلف منها في ثلاثة وثلاثين موضعا؛ وستة وثلاثون لا خلاف فيها إلا ما ذكر السلمي في [الأعلى: 19]). [الإقناع: 2/604]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: إِبْرَاهِيمَ فِي ثَلَاثَةٍ وَثَلَاثِينَ مَوْضِعًا: مِنْ ذَلِكَ خَمْسَةَ عَشَرَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ، وَفِي النِّسَاءِ ثَلَاثَةُ مَوَاضِعَ، وَهِيَ الْأَخِيرَةُ. مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا، وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا، وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ، وَفِي الْأَنْعَامِ مَوْضِعٌ، وَهُوَ الْأَخِيرُ. مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا، وَفِي التَّوْبَةِ مَوْضِعَانِ، وَهُمَا الْأَخِيرَانِ. وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ، وَإِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ، وَفِي إِبْرَاهِيمَ مَوْضِعٌ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ، وَفِي النَّحْلِ مَوْضِعَانِ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً، وَمِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا، وَفِي مَرْيَمَ ثَلَاثُ مَوَاضِعَ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ، وَعَنْ آلِهَتِي يَاإِبْرَاهِيمُ، وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ، وَفِي الْعَنْكَبُوتِ مَوْضِعٌ، وَهُوَ الْأَخِيرُ وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ، وَفِي الشُّورَى مَوْضِعٌ. وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ، وَفِي الذَّارِيَاتِ مَوْضِعٌ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ، وَفِي النَّجْمِ مَوْضِعٌ وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى، وَفِي الْحَدِيدِ مَوْضِعٌ نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ، وَفِي الْمُمْتَحَنَةِ مَوْضِعٌ، وَهُوَ الْأَوَّلُ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ.
فَرَوَى هِشَامٌ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ إِبْرَاهَامَ بِأَلِفٍ فِي الْمَوَاضِعِ الْمَذْكُورَةِ، وَاخْتُلِفَ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ، فَرَوَى النَّقَّاشُ عَنِ الْأَخْفَشِ عَنْهُ بِالْيَاءِ كَالْجَمَاعَةِ، وَبِهِ قَرَأَ الدَّانِيُّ عَلَى شَيْخِهِ أَبِي الْقَاسِمِ الْفَارِسِيِّ عَنْهُ فَعَنْهُ، وَعَلَى أَبِي الْفَتْحِ فَارِسٍ عَنْ قِرَاءَتِهِ فِي جَمِيعِ الطُّرُقِ عَنِ الْأَخْفَشِ، وَكَذَلِكَ رَوَى الْمُطَّوِّعِيُّ عَنِ الصُّورِيِّ عَنْهُ، وَرَوَى الرَّمْلِيُّ عَنِ الصُّورِيِّ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ بِالْأَلِفِ فِيهَا كَهِشَامٍ. وَكَذَلِكَ رَوَى أَكْثَرُ الْعِرَاقِيِّينَ عَنْ غَيْرِ النَّقَّاشِ عَنِ الْأَخْفَشِ. وَفَصَّلَ بَعْضُهُمْ عَنْهُ، فَرَوَى الْأَلِفَ فِي الْبَقَرَةِ خَاصَّةً وَالْيَاءَ فِي غَيْرِهَا، وَهِيَ رِوَايَةُ الْمَغَارِبَةِ قَاطِبَةً وَبَعْضِ الْمَشَارِقَةِ عَنِ ابْنِ الْأَخْرَمِ عَنِ الْأَخْفَشِ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الدَّانِيُّ عَلَى شَيْخِنَا أَبِي الْحَسَنِ فِي أَحَدِ الْوَجْهَيْنِ عَنِ ابْنِ الْأَخْرَمِ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَذْكُرِ الْأُسْتَاذُ أَبُو الْعَبَّاسِ الْمَهْدَوِيُّ فِي هِدَايَتِهِ غَيْرَهُ.
وَوَجْهُ خُصُوصِيَّةِ هَذِهِ الْمَوَاضِعِ أَنَّهَا كُتِبَتْ فِي الْمَصَاحِفِ الشَّامِيَّةِ بِحَذْفِ الْيَاءِ مِنْهَا خَاصَّةً، وَكَذَلِكَ رَأَيْتُهَا
[النشر في القراءات العشر: 2/221]
فِي الْمُصْحَفِ الْمَدَنِيِّ وَكُتِبَتْ فِي بَعْضِهَا فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ خَاصَّةً، وَهُوَ لُغَةٌ فَاشِيَةٌ لِلْعَرَبِ، وَفِيهِ لُغَاتٌ أُخْرَى قُرِئَ بِبَعْضِهَا، وَبِهَا قَرَأَ عَاصِمٌ الْجَحْدَرِيُّ، وَغَيْرُهُ، وَرَوَى عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَغَيْرُهُ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ الْأَلِفَ فِي جَمِيعِ الْقُرْآنِ، وَانْفَرَدَ ابْنُ مِهْرَانَ فَزَادَ عَلَى هَذِهِ الثَّلَاثَةِ وَالثَّلَاثِينَ مَوْضِعًا مَا فِي سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ الْأَعْلَى فَوَهِمَ فِي ذَلِكَ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/222]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر سوى النقاش عن الأخفش {إبراهيم} بالألف في ثلاثة وثلاثين موضعًا: خمسة عشر في هذه السورة، وفي النساء ثلاثة وهي الأخيرة: {ملة إبراهيم حنيفًا} [125]، {واتخذ الله إبراهيم خليلًا} [125]، {وأوحينا إلى إبراهيم} [163]، وفي الأنعام موضع وهو الأخير {ملة إبراهيم} [161]، وفي التوبة موضعان وهما الأخيران: {وما كان استغفار إبراهيم} [114]، و{إن إبراهيم لأواهٌ حليم} [114]، وفي إبراهيم [35]، {وإذ قال إبراهيم}، وفي النحل موضعان: {إن إبراهيم كان أمةً} [120]، و{ملة إبراهيم} [123]، وفي مريم ثلاثة: {في الكتاب إبراهيم} [41]، و{عن آلهتي يا إبراهيم} [46]، {ومن ذرية إبراهيم} [58]، وفي العنكبوت موضع وهو الأخير {ولما جاءت رسلنا إبراهيم} [31]،
[تقريب النشر في القراءات العشر: 461]
وفي الشورى [13] {وما وصينا به إبراهيم}، وفي الذاريات [24] {حديث ضيف إبراهيم}، وفي النجم [37] {وإبراهيم الذي وفى} وفي الحديد [26] {نوحًا وإبراهيم}، وفي الممتحنة موضع وهو الأول {أسوةٌ حسنةٌ في إبراهيم} [4]. وروى جماعة المغاربة عن ابن الأخرم عن الأخفش عن ابن ذكوان بالألف في البقرة خاصة، وبه قرأ الداني على أبي الحسن في أحد وجهيه، وروى النقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان بالياء في الجميع، وكذلك الباقون). [تقريب النشر في القراءات العشر: 462]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(471 - ويقرا إبراهيم ذي مع سورته = مع مريم النّحل أخيرا توبته
472 - آخر الانعام وعنكبوت مع = أواخر النّسا ثلاثةٌ تبع
473 - والذّرو والشّورى امتحانٍ أوّلا = والنّجم والحديد ماز الخلف لا). [طيبة النشر: 64]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ويقرأ إبراهيم ذي مع سورته = مع مريم النّحل أخيرا توبته
يعني يقرأ ابن عامر بخلاف عن ابن ذكوان إبراهام بالألف في ثلاثة وثلاثين موضعا: خمسة عشر في هذه السورة، وثلاثة في النسا، وموضع إبراهيم، واثنان في النحل، وثلاثة في مريم، والآخر في الأنعام والعنكبوت، وموضع الشورى والذاريات والنجم والحديد، والأول من الممتحنة كما ذكرناها فيما يأتي، والباقون بالياء أخواتها، ولذلك لم يحتج إلى بيانه لظهوره وكلاهما لغتان، وفيه لغات أخرى، والألف في هذه المواضع ثابتة في المصحف الشامي وغيره قوله: (إبراهيم ذي) مضاف إليه: أي إبراهيم هذه السورة، يعني كلما وقع فيها وهو خمسة عشر موضعا «وإذ ابتلى إبراهيم، من مقام إبراهيم، وعهدنا إلى إبراهيم، وإذ قال إبراهيم، وإذ يرفع إبراهيم، ومن يرغب عن ملة إبراهيم، وأوصى بها إبراهيم، وإله آبائك إبراهيم، قل بل ملة إبراهيم، وما أنزل إلى إبراهيم، أم يقولون إن إبراهيم، ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم، إذ قال إبراهيم، قال إبراهيم، وإذ قال إبراهيم» قوله: (مع سورته) أي مع الذي في سورة إبراهيم وهو «وإذ قال إبراهيم» وفي قول الناظم: مع سورته استخدام لطيف قوله: (مع مريم) يعني مع الذي في مريم، وهو ثلاثة: «وإذكر في الكتاب إبراهيم، عن آلهتي يا إبراهيم، ومن ذرية إبراهيم» قوله: (النحل) أي قوله تعالى: في النحل إن إبراهيم كان أمة، أن اتبع ملة إبراهيم قوله: (أخيرا توبته) أي الموضعان الأخيران من التوبة وحذفت النون للإضافة، وهما قوله تعالى: وما كان استغفار إبراهيم، إن إبراهيم لأواه واحترز بذلك عن الأول وهو «وقوم إبراهيم» فإنه لا خلاف فيه قوله: (توبته) أي توبة القرآن يعني سورة براءة، ويقال لها أيضا سورة التوبة.
آخر الانعام وعنكبوت مع = أواخر النّسا ثلاثة تبع
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 184]
يعني قوله تعالى: ملة إبراهيم الذي في آخرها، واحترز بذلك عما وقع فيها قبل ذلك، وهو ثلاثة «وإذ قال إبراهيم لأبيه، ونرى إبراهيم، وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم» فإنه لا خلاف فيها قوله: (وعنكبوت) معطوف على الأنعام، والآخر من العنكبوت هو قوله تعالى «ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى» واحترز بذلك عن قوله تعالى: «وإبراهيم إذ قال لقومه» فإنه لا خلاف فيه قوله: (مع أواخر النسا) يعني الثلاثة الأواخر من النساء، وهو «ملة إبراهيم حنيفا، واتخذ الله إبراهيم خليلا، وأوحينا إلى إبراهيم» واحترز عن قوله فيها «فقد آتينا آل إبراهيم» فإنه لا خلاف فيه قوله: (تبع) أي يتلو بعضها بعضا.
والذّرو والشّورى امتحان أوّلا = والنّجم والحديد (م) از الخلف (ل) ا
يعني الذي في الذاريات وهو «ضيف إبراهيم» قوله: (والشورى) يريد قوله تعالى: فيها وما وصينا به إبراهيم قوله: (امتحان أولا) أي الأول من الامتحان وهو «أسوة حسنة في إبراهيم» واحترز عن الذي بعده وهو «إلا قول إبراهيم لأبيه» فإنه لا خلاف فيه قوله: (والنجم) أي والذي في النجم «وإبراهيم الذي وفى» قوله: (والحديد) أي والذي في الحديد «نوحا وإبراهيم وجعلنا» قوله: (ماز) أي فرق). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 185]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ويقرأ إبراهام ذي مع سورته = مع مريم النّحل أخيرا توبته
آخر الأنعام وعنكبوت مع = أواخر النّسا ثلاثة تبع
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/180]
ص:
والذّرو والشّورى امتحان أوّلا = والنّجم والحديد (م) از الخلف (لا)
ش: أي: قرأ ذو ميم (ماز) ابن ذكوان بخلف عنه ولام (لا) هشام باتفاق:
إبراهام من قوله: وإذ ابتلى إبراهيم [124] بألف بعد الهاء مع بقية ما في البقرة، وهو [أربعة عشر] موضعا [من مقام إبراهيم] [125] وعهدنآ إلى إبراهيم [125] وإذ قال إبراهيم [126] وإذ يرفع إبراهيم [127] ومن يرغب عن ملّة إبراهيم [130] ووصّى بهآ إبراهيم بنيه [132] وإله ءابآئك إبراهيم [133] بل ملّة إبراهيم [135] ومآ أنزل إلى إبراهيم [البقرة: 136] أم تقولون إنّ إبراهيم [140] الذي حآجّ إبراهيم [258] إذ قال إبراهيم [258] قال إبراهيم [258] وإذ قال إبراهيم [260] وأضاف إليها تكملة ثلاثة وثلاثين.
وهي: ثلاثة بمريم واذكر في الكتب إبراهيم [41] يا إبراهيم لئن لّم [46] ومن ذرّيّة إبراهيم [58].
وموضعان بالنحل إنّ إبراهيم [120] أن اتّبع ملّة إبراهيم [123] بالتوبة موضعان، وهم الأخيران وما كان استغفار إبراهيم [114] إنّ إبراهيم [114].
وبآخر الأنعام موضع مّلّة إبراهيم حنيفا [161].
وبآخر العنكبوت موضع رسلنا إبراهيم [31].
وبآخر النساء ثلاثة: واتّبع ملّة إبراهيم حنيفا واتّخذ الله إبراهيم خليلا [125] وأوحينا إلى إبراهيم [163]، وبالذاريات موضع هل أتيك حديث ضيف إبراهيم [24] وبالشورى موضع وما وصّينا به إبراهيم [13] وبأول الممتحنة موضع أسوة حسنة في إبراهيم [4] وبالنجم موضع في صحف موسى وإبراهيم [36، 37] وبالحديد [موضع] ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم [26].
تنبيه:
علمت قراءة ابن عامر من اللفظ؛ لدورانه بين [الألف] والياء، وقد علم من اصطلاحه المتقدم: أن المختلف إذا كان له نظير متفق [عليه]، ذكر الوجه المخالف، وهو الألف [هنا،] ويحيل الآخر على محل الإجماع وهو الياء.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/181]
وقيد «النساء»، و«الأنعام»، و«التوبة» و[«العنكبوت»] و«الامتحان» [أي: الممتحنة]؛ ليخرج فقد ءاتينآ ءال إبراهيم [النساء: 54] ثم وإذ قال إبراهيم لأبيه [الأنعام: 74] وو تلك حجّتنآ ءاتينهآ إبراهيم [الأنعام: 83] ثم وثمود وقوم إبراهيم [التوبة: 70] ثم وإبراهيم إذ قال لقومه [العنكبوت: 16] [و] إلّا قول إبراهيم [الممتحنة: 4].
وإبراهيم: [عبراني] لا ينصرف للعلمية، والعجمة.
وأما خلف ابن ذكوان؛ فروى النقاش عن الأخفش عنه بالياء.
وبه قرأ الداني على الفارسي، وعلى فارس عن قراءته في جميع الطرق عن الأخفش.
وكذلك روى المطوعي عن الصوري عنه.
وروى الرملي عن الصوري عن ابن ذكوان بالألف فيها كهشام.
وكذلك أكثر العراقيين عن غير النقاش عن الأخفش.
[وروى بعضهم عنه الألف في البقرة والياء في غيرها، وهي رواية المغاربة قاطبة، وبعض المشارقة عن ابن الأخرم عن الأخفش]، وبذلك قرأ الداني على ابن الحسن أحد الوجهين عن ابن الأخرم، وروى عياش وغيره عن ابن عامر الألف في جميع القرآن.
وفي «إبراهيم» ست لغات: الألف وهي الأصلية، والياء والواو المديات، وحذف الثلاثة، ويتفرع على الألف إمالتها فقط وإمالة الألفين.
قال الأهوازي: وهو في المصحف الشامي بألف بعد الهاء في الثلاثة والثلاثين فقط، وفي الستة والثلاثين الباقية بالياء.
قال المصنف: وكذلك رأيتها في المدني.
وقيل: الكل على ذلك.
وقال ابن مهران: في غيره بالياء إلا في «البقرة» فإنه بغير ياء.
وجه الألف أنه الأصل.
ووجه الخلف، والتخصيص: الجمع باعتبار الأمرين، وقوة الاحتمال.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/182]
ووجه المبالغة: التعريب ك «إسماعيل»، وهي أخف من الواو). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/183]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "ترضى" [الآية: 120] حمزة والكسائي وكذا خلف والأعمش، وبالفتح والتقليل الأزرق وكذا "ابتلى" [الآية: 124] هنا وابتلاه موضعي الفجر وكذا "الهدى" [الآية: 120] ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/415] (م) قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف: في "إبراهيم" [الآية: 124] في ثلاثة وثلاثين موضعا، وهو كل ما في هذه السورة وهو خمسة عشر، والثلاثة الأخيرة في النساء وهي "واتبع ملة إبراهيم، واتخذ الله إبراهيم، وأوحينا إلى إبراهيم" [النساء الآية: 125، 163] والأخير من الأنعام "قيما ملة إبراهيم" [الأنعام الآية: 161] والأخيران من التوبة "استغفار إبراهيم، وإن إبراهيم" [التوبة الآية: 114] وموضع في سورته "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيم" [الآية: 35] وموضعان في النحل "إبراهيم، وملة إبراهيم" [النحل الآية: 120، 123] وثلاثة
[إتحاف فضلاء البشر: 1/415]
بمريم "في الكتاب إبراهيم، عن آلهتي يا إبراهيم، ذرية إبراهيم" [بمريم الآية: 31، 46، 58] والموضع الأخير من العنكبوت "رسلنا إبراهيم" [العنكبوت الآية: 31] وفي الشورى "به إبراهيم" [الشورى الآية: 13] وفي الذاريات "ضيف إبراهيم" [الذاريات الآية: 24] وفي النجم "وإبراهيم الذي وفى" [النجم الآية: 37] والحديد "ونوحا وإبراهيم" والحديث [الآية: 26] والأول من الممتحنة "أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيم" [الممتحنة الآية: 4] فابن عامر سوى النقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان بألف بدل الياء والباقون بالياء وبه قرأ النقاش عن الأخفش، وكذا المطوعي عن الصوري وفصل بعضهم فروى الألف في البقرة خاصة، وهي رواية كثير عن ابن الأخرم عن الأخفش، وهما لغتان ووجه خصوصية هذه المواضع أنها كتبت في المصاحف الشامية بحذف الياء منها خاصة، وأما زيادة موضع آل عمران والأعلى على ما ذكر فهو وهم، كما نبه عليه في النشر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/416]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأسكن" ياء "عَهْدِي الظَّالِمِين" [الآية: 124] حمزة وحفص). [إتحاف فضلاء البشر: 1/416]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم إمالة "للناس" عن الدوري بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/416]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" المطوعي "ذريتي" حيث جاء بكسر الذال لغة فيها). [إتحاف فضلاء البشر: 1/416]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({وإذ ابتلى إبراهم ربه}
{إبراهم} قرأ هشام جميع ما في هذه السورة بألف بعد الهاء، واختلف عن ابن ذكوان، فقرأ بألف كهشام، وقرأ بالياء، وهي قراءة الباقين.
{فأتمهن} [124] ما فيه من التحقيق والتسهيل لحمزة إذا وقف لا يخفى.
{عهدي الظالمين} قرأ حفص وحمزة بإسكان الياء، وتحذف لفظًا لالتقاء الساكنين، وفتحها الباقون). [غيث النفع: 404]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين (124)}
{ابتلى}
- قراءة بالإمالة حمزة والكسائي وخلف والأعمش.
- وقراءة ورش والأزرق بالفتح والتقليل.
{إبراهيم}
قراءة الجمهور "إبراهيم" بالألف والياء.
[معجم القراءات: 1/186]
- وقرأ ابن عامر وابن ذكوان والأخفش وابن الأخرم وكثير وابن الزبير وهشام والداني "إبراهام" بألفين، وروي عن ابن عامر قراءة جميع ما في القرآن كذلك.
قال الأصبهاني في المبسوط:
"وروي لنا عن عباس ابن الوليد البيروتي عن أهل الشام "إبراهام" في جميع القرآن، وروي عنه هذا في سورة البقرة، رواه لي شيخ بعلبك، والصحيح ما قدمت ذكره، وعليه مصاحفهم، والله أعلم".
- وقرأ أبو بكرة "إبراهم" بألف، وحذف الياء وكسر الهاء.
جاء في النشر: "وفيه لغات أخرى قُرئ ببعضها، وبها قرأ عاصم الجحدري وغيره".
ولم يذكر صاحب النشر هذه اللغات، وساقها أبو حيان في البحر، قال: وفيه لغي سِت: إبراهيم، وهي الشهيرة المتداولة، وإبراهام، وإبراهم، بكسر الهاء، وإبراهَم، وإبراهُم، وإبرَهَم".
{إبراهيم ربَّه}
- قراءة الجمهور "إبراهيم ربه" بنصب "إبراهيم"، ورفع "ربه".
- وقرأ ابن عباس وأبو الشعثاء وأبو حنيفة وجابر بن زيد وأبو حيوة "إبراهيم ربه" برفع الأول ونصب الثاني.
قال ابن الجوزي: "على معنى: اختبر ربه هل يستجيب دعاءه، ويتخذه خليلاً أم لا".
[معجم القراءات: 1/187]
{فأتمَّهن}
- الوقف عليه لحمزة بالتحقيق والتسهيل في الهمز.
- وقرأ يعقوب في الوقف بهاء السكت "فأتمهنّه"، وذلك لبيان حركة الحرف الموقوف عليه.
{للناس}
- سبقت الإمالة فيه، وانظر الآيات: 8، 94، 96.
{ذريَّتي}
- قرأ زيد بن ثابت والمطوعي "ذِرّيتي" بكسر الذال، وهي قراءة المطوعي حيث جاءت، وهي لغة.
- وقرأ أبو جعفر وزيد بن ثابت "ذريتي" بفتح الذال.
- وقراءة الجمهور "ذريتي" بضم الذال.
وذهب أبو حيان إلى أن هذه القراءات لغات في هذا اللفظ.
- وقرئ "ذريتي" على فُعْلَة.
- وقرئ "ذرئتي" بالهمز.
{قال لا}
- الإدغام والإظهار عن أبي عمرو ويعقوب.
{عهدي}
- أسكن الياء حمزة وحفص وعاصم وابن محيصن والحسن والمطوعي "عهدي".
- وفتح الياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم والكسائي "عهدي".
[معجم القراءات: 1/188]
{الظالمين}
- قرأ أبو رجاء وقتادة والأعمش وابن مسعود وطلحة بن مصرف "الظالمون" بالرفع؛ لأن العهد لا يُنال، أي عهدي لا يصل إلى الظالمين أو لا يصل إليه الظالمون.
قال الزجاج: "قراءة جيدة بالغة إلا أني لا أقرأ بها، ولا ينبغي أن يُقرأ بها لأنها خلاف المصحف".
- وقرأ الجماعة بالنصب "الظالمين"). [معجم القراءات: 1/189]
قوله تعالى: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (45 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {وَاتَّخذُوا من مقَام إِبْرَاهِيم مصلى} 125 فِي فتح الْخَاء وَكسرهَا
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {وَاتَّخذُوا} مَكْسُورَة الْخَاء
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر {وَاتَّخذُوا} مَفْتُوحَة الْحَاء على الْخَبَر). [السبعة في القراءات: 169]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({واتخذوا} بالفتح شامي ونافع في البقرة، والنساء). [الغاية في القراءات العشر: 185]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({واتخذوا} [125]: بالفتح دمشقي، ونافع، والبخاري).[المنتهى: 2/583]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر (واتخذوا) بفتح الخاء، وكسر الباقون). [التبصرة: 161]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر: {واتخذوا} (125): بفتح الخاء.
والباقون: بكسرها). [التيسير في القراءات السبع: 232]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وابن عامر: (واتّخذوا) بفتح الخاء والباقون بكسرها). [تحبير التيسير: 294]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" مثابات " بالألف على الجمع، مع كسر التاء الْأَعْمَش، الباقون بغير ألف ونصب التاء، وهو الاختيار لقوله: (وَأَمْنًا) ولموافقة الجماعة). [الكامل في القراءات العشر: 491] قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَاتَّخَذُوا) بفتح الخاء الحسن، وقَتَادَة، ونافع، وشيبة، ودمشقي، والبخاري عن يَعْقُوب وميمونة عن أبيها، الباقون بكسر الخاء، وهو الاختيار لحديث عمر رضي اللَّه عنه ولموافقة الأكثر قرأ عَاصِم الْجَحْدَرِيّ (إِبْرَاهِيمَ) بغير يائين الهاء والميم وبنصب الهاء في البقرة، وروى عبد اللَّه بن عبد الحكم، وعباس بن الوليد البيروتي، والْأَخْفَش عن أبي عامر جميع ما في القرآن بالألف، وهي تسعة وستون موضعًا قال ابن حبيب عن الْأَخْفَش بل جميع ما في البقرة بالألف وما سواه بالياء والأصل الممهد عن ابْن ذَكْوَانَ، وهشام غير أبي الفضل، وابن الأخرم عن الْأَخْفَش أن ثلاثًا وثلاثين موضعًا بالألف في البقرة خمسة وعشر موضعًا وجميع ما في النساء إلا قوله (فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ)، وهي ثلاثة [بَعْدِ]، وفي الأنعام (ملة إبراهام)، وفي التوبة (وما كان استغفار إبراهام) (إن إبراهام لأواه حليم "، وفي سورة إبراهيم، وفي النحل موضعان، وفي مريم ثلاثة، وفي العنكبوت (رسلنا إبراهام)، وفي عسق " ما وصينا به إبراهام "، وجميع ما في المفصل، وهي أربع مواضع (إلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ)، و(صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ) قال أبو الحسين الحلواني عن هشام الكل بالياء، وقال أيضًا الدَّاجُونِيّ عن صاحبيه في الأحزاب بالألف وقال ابن مهران والعراقي " وإبراهام الذي " " ورسلنا إبراهام " في العنكبوت هشام وحده بالألف، الباقون (إِبْرَاهِيم) بالياء في كل القرآن وهو الاختيار لموافقة أهل الحرمين ولأنهم أجمعوا على أن ما خلاف الثلاث والثلاثين بالياء إلا من شذ منهم في غير المتلو). [الكامل في القراءات العشر: 492]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([125]- {وَاتَّخَذُوا} بالفتح: نافع وابن عامر). [الإقناع: 2/602]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (480 - وَفيهاَ وَفي نَصِّ النِّساَءِ ثَلاَثَةٌ = أَوَاخِرُ إَبْرَاهَامَ لَلاحَ وَجَمَّلاَ
481 - وَمَعْ آخِرِ الأَنْعَامِ حَرْفَا بَرَاءَةٍ = أَخِيراً وَتَحْتَ الرَّعْدِ حَرْفٌ تَنَزَّلاَ
482 - وَفي مَرْيَمٍ وَالنَّحْلِ خَمْسَةُ أَحْرُفٍ = وَآخِرُ مَا فِي الْعَنْكَبُوتِ مُنَزَّلاَ
483 - وَفي النَّجْمَ وَالشُّورى وَفي الذَّارِيَاتِ وَالْـ = ـحَدِيدِ وَيُرْوِي في امْتِحَانِهِ الأَوَّلاَ
484 - وَوَجْهَانِ فِيهِ لاِبْنِ ذَكْوَانَ ههُنَا = وَوَاتَّخِذُوا بِالْفَتْحِ عَمَّ وَأَوْغَلاَ). [الشاطبية: 39]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([480] وفيها وفي نص النساء ثلاثةٌ = أواخر إبراهام (لـ)اح وجملا
(أواخر): صفة لثلاثة.و(إبراهام): عطف بيان.
وقوله: (وفيها)، يعني في البقرة.
و{إبرهيم} في البقرة في خمسة عشر موضعًا:
(وفي نص النساء ثلاثة أواخر)، وذلك قوله تعالى: {واتبع ملة إبرهيم حنيفة}، وبعده: {واتخذ الله إبرهيم خليلًا}، وبعده: {وأوحينا إلى إبرهيم}.
[فتح الوصيد: 2/669]
[481] ومع آخر الأنعام حرفا براءةٍ = أخيرًا وتحت الرعد حرفٌ تنزلا
الحرف المؤخر في الأنعام: {دينًا قيمًا ملة إبرهيم}، والأخيران في براءة، قوله تعالى: {وما كان استغفار إبرهيم}، وبعده: {إن إبرهيم لأواهٌ}.
(وتحت الرعد)، يعني في سورة إبراهيم قوله: {وإذ قال إبرهيم رب اجعل هذا البلد آمنًا}.
[482] وفي مريم والنحل خمسةُ أحرفٍ = وآخر ما في العنكبوت منزلا
في النحل: موضعان من الخمسة، وهما: قوله تعالى: {إن إبرهيم كان أمة}، وبعده: {أن اتبع ملة إبرهيم}.
وفي مريم ثلاثة: {واذكر في الكتب إبرهيم}، و{أراغب أنت عن آلهتي ياإبرهيم}، و{ممن حلمنا مع نوح ومن ذرية إبرهيم}.
وآخر ما في العنكبوت قوله تعالى: {ولما جائت رسلنا إبرهيم}.
[فتح الوصيد: 2/670]
[483] وفي النجم والشورى وفي الذاريات والـ = ــحديد ويروى في امتحانه الاولا
وفي الشوری: {وما وصينا به إبرهيم}، وفي والذاريات: {حديث ضيف إبرهيم}، وفي والنجم: {وإبرهيم الذي وفى}، وفي الحديد: {ولقد أرسلنا نوح وإبرهيم}، والأول في الامتحان: {أسوةٌ حسنة في إبرهيم}.
والهاء في قوله: (في امتحانه)، تعود إلى لفظ إبراهيم، لأنه مذكور فيها، أو إلى القرآن، لأنه معروف. فهو كالمذكور وإن لم يجز اللفظ بذكره.
فهذه ثلاثة وثلاثون موضعًا.
[484] ووجهان فيه لـ(ابن ذكوان) هاهنا = وواتخذوا بالفتح (عم) وأوغلا
(هاهنا)، يعني في البقرة.
قال الحافظ أبو عمرو: «قرأت لابن ذكوان في البقرة خاصة بالوجهين».
[فتح الوصيد: 2/671]
قال أبو الحسن بن غلبون: «قرأت على أبي لابن ذكوان في سورة البقرة بالألف والياء جميعًا، وفي ما بقي من القرآن بالياء. وأنا آخذ بهما جميعًا».
واعلم أن ابن عامر إنما اتبع في هذه القراءة الأثر.
ألا تراه قرأ بذلك في مواضع مخصوصة، حتى قرأ في السورة الواحدة بالياء في موضع، وبالألف في موضع؟
وإبراهيم: لفظ أعجمي؛ وأصله بالعبرانية: إبراهام.فين العرب من تركه على حاله ولم يعربه، ومنهم من قال: إبراهيم، لأنه ليس في العربية إفعلال.
وأما قوله تعالى: {واتخذوا من مقام إبرهيم مصلی}، فمعنى قراءة الفتح، أن الناس المذكورين اتخذوا من مقام إبراهيم مصلى، فهي عامة فينا وفي من قبلنا.
فلذلك قال: (عم وأوغلا)؛ يقال: أوغل في الشيء، إذا أمعن فيه؛ ومنه: الإيغال في السير.
ومعين (واتخذوا)، الأمر.
روي أن عمر قال يا رسول الله «أفلا نتخذه مصلی»، فأنزل الله تعالى: {واتخذوا من مقام إبرهيم مصلی}، فكان ذلك سبب النزول.
[فتح الوصيد: 2/672]
والذي رواه مالك، يمنع أن يكون هذا سبب النزول، لأنه روى عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم أتی مقام إبراهيم فسبقه إليه عمر، فقال يا رسول الله: هذا مقام أبيك إبراهيم الذي قال الله: {واتخذوا من مقام إبرهيم مصلی}، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «نعم هذا مقام أبينا إبراهيم الذي قال الله: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلی}».
فهذا يدل على أن الآية نزلت قبل ذلك، إلا أن مالكا قال: «إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {واتخذوا} بكسر الخاء؛ فهو حجة لقراءة الكسر.
والقراءتان ثابتتان). [فتح الوصيد: 2/673]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [480] وفيها وفي نص النساء ثلاثةٌ = أواخرُ إبراهام لام وجملا
[481] ومع آخر الأنعام حرفا براءة = أخيرًا وتحت الرعد حرفٌ تنزلا
[كنز المعاني: 2/33]
[482] وفي مريم والنحل خمسةُ أحرفٍ = وآخر ما في العنكبوت منزلا
[483] وفي النجم والشورى وفي الذاريات والـ = ـــحديد ويروي في امتحانه الأولا
ح: الهاء في (فيها): راجع إلى البقرة، (إبراهام): مبتدأ، (لاح): خبره، (فيها): متعلق ب، و(في نص): عطف على (فيها)، أي: ما نص على ذكره في النساء، أي: المنصوص عليه في النساء، وأدخل النص ليستقيم الوزن، (أواخر): صفة (ثلاثةٌ)، (حرفا): مبتدأ، (مع آخر الأنعام): خبره، (حرفٌ تنزلا): عطف على المبتدأ، وكذلك (خمسةُ أحرفٍ وآخرُ ما في العنكبوت)، (منزلا): حال من (ما)، (في النجم): ظرف محذوف، أي: إبراهام فيها، و(إبراهام): عطف على المبتدأ، وفاعل (يروي): هشام، (الأولا): مفعوله، ضمير (امتحانه): للقرآن، وإن لم يذكر للعلم به، أو لإبراهيم لملابسة المصاحبة.
ص: في المواضع المذكور الثلاثة والثلاثين أبدل هشام الياء من {إبراهيم} بألف، وهما لغتان، وخصص تلك المواضع لما أثبتوها في مصاحب الشام بالألف دون غيرها.
وتلك المواضع: في البقرة خمسة عشر، وهي جميع ما فيها، وفي النساء ثلاثة أواخر: {واتبع ملة إبراهيم} [125]، {واتخذ الله إبراهيم} [125]، {وأوحينا إلى إبراهيم} [163] بخلاف الذي في الأول،
[كنز المعاني: 2/34]
وهو: {آتينا إلى إبراهيم}، إذ لا خلاف فيه.
وفي آخر الأنعام: {دينًا قيمًا ملة إبراهيم} [161]، وحرفان في براءة: {وما كان استغفار إبراهيم لأبيه} [114]، و{إن إبراهيم لأواه} [114]، وقال: (أخيرًا)، أي وقعا أخيرًا، بخلاف الأول منها.
وفي تحت الرعد سورة إبراهيم: {وإذ قال إبراهيم رب اجعل} [35]، وخمسة أحرف في سورتي مريم والنحل: اثنان من النحل: {إن إبراهيم كان أمة} [120]، {أن اتبع ملة إبراهيم} [123]، وفي مريم ثلاثة: {واذكر في الكتاب إبراهيم} [41]، {أراغبٌ أنت عن آلهتي يا إبراهيم} [46]، {ومن ذرية إبراهيم} [58]، وآخر ما في العنكبوت: {ولما جاءت رسلنا إبراهيم} [31] فيخرج ما قبله، وهو: {وإبراهيم إذ قال لقومه} [16].
وفي النجم: {وإبراهيم الذي وفى} [37]، وفي الشورى: {وما وصينا به إبراهيم} [13]، وفي الذاريات: {حديث ضيف إبراهيم} [24]، وفي الحديد: {ولقد أرسلنا نوحًا وإبراهيم} [26]، وفي أول الامتحان: أي: سورة الممتحنة: {أسوٌ حسنةٌ في إبراهيم} [4] فيخرج ما بعده: {إلا قول إبراهيم} [4].
[484] ووجهان فيه لابن ذكوان ههنا = وواتخذوا بالفتح عم وأوغلا
[كنز المعاني: 2/35]
ب: (الإيغال): السير السريع والإمعان.
ح: (وجهان): مبتدأ، (فيه): صفته، والضمير: لـ (إبراهيم)، (لابن ذكوان): متعلق الخبر، أي: حصلا، (ههنا): ظرف الحصول، والمشار إليه سورة البقرة، و (واتخذوا): مبتدأ، والواو الأولى: لعطف الجملة، والثانية: لفظ القرآن، (بالفتح): حال، (عم): خبر، و (أوغلا): عطف.
ص: أي: نُقل عن ابن ذكوان في {إبراهيم} في سورة البقرة خاصة الوجهان، أعني: الياء والألف، وتخصيصه بها لأن أبا عبيد تتبع رسم
[كنز المعاني: 2/36]
المصاحف فوجده في البقرة مكتوبًا بغير ياء، فأوهم أن الألف محذوفة، إذ هي المعتادة.
ثم قال: (واتخذوا بالفتح عم)، أي: قرأ نافع وابن عامر: {واتخذوا من مقام إبراهيم} [125] بفتح الخاء على الإخبار، فيكون إسناد الفعل إلى الأمم قبلنا، فصار إلينا بطريق الاتباع، ولهذا قال: (عم).
والباقون بكسر الخاء على الأمر، فيختص بالمأمورين). [كنز المعاني: 2/37]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (478- وَفيهاَ وَفي نَصِّ النِّساَءِ ثَلاَثَةٌ،.. أَوَاخِرُ إَبْرَاهَامَ "لَ"احَ وَجَمَّلا
وفيها يعني في سورة البقرة، وفي نص النساء أي وفيها نص الله سبحانه عليه في سورة النساء كما تقول في نص الشافعي كذا أي في منصوصه الذي نص عليه، ثم نضيف النص إلى محله فنقول في نص الأم كذا أي فيهما نص عليه الشافعي في كتاب الأم كذا، ولو قال: وفي آي النساء لكان أحسن وأظهر، وقوله: أواخر صفة لثلاثة وإبراهام مبتدأ وفيها متعلق بالخبر أي إبراهام لاح في سورة البقرة في جميع ما فيها من لفظ إبراهيم يقرؤه هشام إبراهام بالألف، وفي النساء ثلاثة مواضع كذا وهي
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/322]
أواخر ما فيها يعني: {وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا}، {وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ}؛ احترازا من الأول وهو: {فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ}؛ فقرأه هشام بالياء، وجعل بعضهم إبراهام بدلا من ثلاثة أواخر على حذف مضاف أي كلمات إبراهام، وجعل قوله وفيها خبر المبتدأ الذي هو قوله: ثلاثة أواخر إبراهام، وفي نص النساء عطف على الخبر، ويلزم من هذا الإعراب أن تكون الثلاثة الأواخر في البقرة وهو خطأ، والصواب في الإعراب ما قدمته والله أعلم.
ولا يفهم من القصيدة قراءة الجماعة؛ لأنه ليس في اصطلاحه أن ضد الألف الياء وإنما القراءة المشهورة أظهر من ذلك، وكان طريقه المعلومة من عادته في مثل ذلك أن يلفظ بالقراءتين معا، كقوله: وحمزة أسرى في أسارى سكارى معًا سكرى، وعالم قل علام، وليس ذلك من باب استغنائه باللفظ عن القيد؛ لأن الوزن يستقيم له على القراءتين ولو قال:
وفي ياء إبراهيم جا ألف وفي،.. ثلاث النساء آخرا لاح وانجلا
لحصل الغرض.
479- وَمَعْ آخِرِ الأَنْعَامِ حَرْفَا بَرَاءَةٍ،.. أَخِيرًا وَتَحْتَ الرَّعْدِ حَرْفٌ تَنَزَّلا
وفي الأنعام لفظ إبراهيم في مواضع وقع الخلاف في آخرها، وهو قوله تعالى: {دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ}.
وفي براءة أيضا مواضع الخلاف منها في حرفين من آخرها وهما: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/323]
إِبْرَاهِيمَ لِأبِيهِ} و{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ}.
وتحت الرعد: يعني سورة إبراهيم فيها: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ}.
وأخيرا ظرف أي وقفا أخيرا والله أعلم.
480- وَفي مَرْيَمٍ وَالنَّحْلِ خَمْسَةُ أَحْرُفٍ،.. وَآخِرُ مَا فِي العَنْكَبُوتِ مُنَزَّلا
أي في مجموعهما خمسة؛ اثنان في النحل: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً}، {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ}، وفي مريم ثلاثة: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ}، {أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ}، {وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ}. وآخر ما في العنكبوت هو قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ}؛ احترازا مما قبله وهو: {وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ}.
ومنزلا حال من ما وهي بمعنى الذي.
481- وَفي النَّجْمَ وَالشُّورى وَفي الذَّارِيَاتِ وَالـ،.. ـحَدِيدِ وَيُرْوِي في امْتِحَانِهِ الأَوَّلا
يريد: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى}، {وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ}، {حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ}، {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ} وفاعل يروي هو: هشام، والهاء في امتحانه تعود إلى القرآن للعلم به أو إلى لفظ إبراهيم؛ لأنه مذكور فيها، والأول مفعول يروي أي يروي الأول في سورة الممتحنة كذلك بالألف يعني: {أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ}؛
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/324]
احترازا من قوله بعده: {إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ}، فجملة ما وقع فيه الخلاف ثلاثة وثلاثون موضعا منها خمسة عشر في البقرة، وإبراهيم لفظ أعجمي هو بالعبرانية بالألف، وتصرفت العرب فيه، فقالته بالياء، وجاء في أشعارهم إبراهيم ليس بين الهاء والميم حرف، وجاء أيضا إبراهيم بحذف الألف التي بين الراء والهاء، وحكى أبو علي الأهوازي عن الفراء فيه ست لغات: بالياء والألف والواو إبراهيم إبراهام إبراهوم، وبحذف كل واحد من هذه الحروف الثلاثة وإبقاء الحركة التي قبلها: "إبراهِم" "إبراهَم" "إبراهُم".
قال: وجملة ما في القرآن من لفظ إبراهيم تسعة وستون موضعا رواها كلها إبراهام بألف من غير استثناء شيء منها العباس بن الوليد عن عبد الحميد ابن بكار عن ابن عامر، وقرأتها كلها كذلك عن النوفل عن عبد الحميد عنه، ولم أقرأ عن العباس بن الوليد عنه كل ذلك إلا بالياء ثم ذكر في بعض الطرق الألف في الأحزاب والزخرف والأعلى قال: والمشهور عن أصحاب ابن عامر إثبات الألف في ثلاثة وثلاثين موضعا يعني ما تقدم نظمه، قال: وهو مكتوب في مصاحف الشام في ثلاثة وثلاثين موضعا بألف، وهو الذي قدمنا ذكره، وفي ستة وثلاثين موضعا بالياء، قال: ورأيت من يقول: بل مصاحف الأمصار الخمسة على ذلك، قال: وحدثني أبو بكر محمد ابن أحمد السلمي قال: قال لي أبو الحسن
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/325]
محمد بن النضر بن الأخرم: كان الأخفش يقرأ مواضع إبراهام بالألف، ومواضع إبراهيم بالياء، ثم ترك القراءة بالألف، وقال لي أبو بكر السلمي أيضا: قال لي أبو الحسن السلمي: كان أهل الشام يقرءون إبراهام بألف في مواضع دون مواضع، ثم تركوا القراءة بالألف وقرءوا جميع القرآن بالياء، قال أبو علي: وهي لغة أهل الشام قديما، كان قائلهم إذا لفظ إبراهيم في القرآن وغيره قال: أبراهام بألف، وقال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي: دخلت بعض قرى الشام، فرأيت بعضهم يقول لبعض: يا إبراهام فاعتبرت ذلك فوجدتهم ما يعرفون غيره، قال أبو زرعة الدمشقي: حدثنا محمد بن أسامة الحلبي -وكان كيسا حافظا- قال: حدثنا ضمرة عن علي عن أبي جميل عن يحيى بن راشد قال: صليت خلف ابن الزبير صلاة الفجر فقرأ: "صحف إبراهام وموسى"، قال أبو زرعة: وسمعت عبد الله بن ذكوان بحضرة المشايخ وتلك الطبقة العالية قال: سمعت أبا خليد القارئ يقول: في القرآن ستة وثلاثون موضعا إبراهام، قال أبو خليد: فذكرت ذلك لمالك بن أنس فقال: عندنا مصحف قديم فنظر فيه ثم أعلمني أنه وجدها فيه كذلك، وقال أبو بكر بن مهران: روي عن مالك بن أنس أنه قيل له: إن أهل دمشق يقرءون إبراهام، فقال: أهل دمشق تأكل البطيخ أبصر منهم بالقراءة، فقيل: إنهم
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/326]
يدعون قراءة عثمان -رضي الله عنه- فقال مالك ها مصحف عثمان عندي، ثم دعا به فإذا فيه كما قرأ أهل دمشق، قال أبو بكر: وكذلك رأيت أنا في مصاحفهم وكذلك هو إلى وقتنا هذا قال: وفي سائر المصاحف: {إِبْرَاهِيمَ} مكتوب بالياء في جميع القرآن إلا في البقرة فإن فيها بغير ياء، وقال مكي الألف لغة شامية قليلة، قال أبو الحسن محمد بن الفيض: سمعت أبي يقول: صلى بنا عبد الله ابن كثير القارئ الطويل فقرأ: "وإذ قال إبراهام لأبيه"، فبعث إليه نصر بن حمزة -وكان الوالي بدمشق إذ ذاك- فخفقه بالدرة خفقات ونحاه عن الصلاة، قال الأهوازي: لعله جعل ذلك سببا لشيء كان في نفسه عليه والله أعلم وأحكم.
قلت: ويحتمل أنه فعل به ذلك؛ لكون هذا الموضع ليس من المواضع المذكورة المعدودة ثلاثة وثلاثون أو لأنه لما ترك أهل الشام ذلك استغرب منه ما قرأ وخاف من تجرؤ الناس على قراءة ما ليس بمشهور في الصلاة، فأدبه على ذلك والله أعلم.
482- وَوَجْهَانِ فِيهِ لاِبْنِ ذَكْوَانَ ههُنَا،.. وَوَاتَّخِذُوا بِالفَتْحِ عَمَّ وَأَوْغَلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/327]
ههنا يعني في سورة البقرة ووجه تخصيصها بذلك اتباع الخط قال أبو عمرو الداني قال أبو عبد الله محمد بن عيسى عن نصير في سورة البقرة إلى آخرها في بعض المصاحف "إبراهم" بغير ياء وفي بعضها بالياء قال أبو عمرو: ولم أجد ذلك كذلك في مصاحف العراق إلا في البقرة خاصة قال: وكذلك رسم في مصاحف أهل الشام، وقال أبو عبيد: تتبعت رسمه في المصاحف فوجدته كتب في البقرة خاصة بغير ياء، قلت لم يكتب في شيء من المصاحف الألف على وفق قراءة هشام، وإنما لما كتب بغير ياء أوهم أن الألف محذوفة؛ لأنها هي المعتاد حذفها كالألف التي بعد الراء في هذا الاسم، وفي "إسحاق" وفي "إسماعيل" وغير ذلك، ومن قرأ بالياء قال: كتابتها في أكثر المواضع بالياء دليل على أنها المحذوفة، وفي ذلك موافقة للغة الفاشية الصحيحة فهذا وجه الخلاف.
وقوله تعالى: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً} يقرأ بكسر الخاء وفتحها، فهو بالكسر أمر وبالفتح خبر، وإنما جعل الفتح أعم؛ لأن الضمير يرجع إلى عموم الناس فيكون الفعل موجها إلى الأمم قبلنا نصا،
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/328]
وإلينا بطريق الاتباع لهم؛ لأن شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد ناسخ وأما قراءة الكسر فتختص بالمأمورين، ويجوز أن يكون التقدير: وقلنا لهم: "اتخِذوا"، فيتحد العموم في القراءتين وهذا الوجه أولى وقوله: وأوغلا أي أمعن من الإيغال وهو السير السريع والإمعان فيه). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/329]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (480 - وفيها وفي نصّ النّساء ثلاثة ... أواخر إبراهام لاح وجمّلا
481 - ومع آخر الأنعام حرفا براءة ... أخيرا وتحت الرّعد حرف تنزّلا
482 - وفي مريم والنّحل خمسة أحرف ... وآخر ما في العنكبوت منزّلا
483 - وفي النّجم والشّورى وفي الذّاريات وال ... حديد ويروي في امتحانه الاوّلا
484 - ووجهان فيه لابن ذكوان هاهنا ... وو اتّخذوا بالفتح عمّ وأوغلا
[الوافي في شرح الشاطبية: 209]
ضمير فيها يعود على السورة التي يتحدث عن اختلاف القراء في مواضع الاختلاف فيها، وهي سورة البقرة، يعني أن المرموز له باللام وهو هشام قرأ لفظ إِبْراهِيمَ* بفتح الهاء وألف بعدها في جميع المواضع في سورة البقرة كما يدل على ذلك إطلاق كلامه وكذلك قرأ بفتح الهاء وألف بعدها في المواضع الثلاثة الأخيرة في سورة النساء
وهي: وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً، وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلًا، وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ واحترز بالمواضع الأخيرة عن الموضع الأول منها وهو: فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ فإن هشاما يقرؤه كالجماعة. وقرأ أيضا بفتح الهاء وألف بعدها في الموضع الأخير من سورة الأنعام وهو مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً، والتقييد بالآخر احتراز عن جميع ما فيها من لفظ إبراهيم فإن هشاما يقرؤه كالجماعة وأيضا حرفا براءة أخيرا وهما:
وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ، إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ واحترز بآخر السورة عن كل ما فيها وكذا قوله تعالى وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ في سورة إبراهيم، وقوله إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً، أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ، والموضعان في النحل وقوله تعالى: وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ، أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يا إِبْراهِيمُ، وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ والثلاثة في مريم. وقوله تعالى: وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ في العنكبوت، وهو آخر ما فيها. واحترز بالآخر عن قوله تعالى فيها وَإِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ، وقوله تعالى: وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى في النجم، وقوله: وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ في الشورى، وقوله سبحانه: هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ في الذاريات، وقوله تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَإِبْراهِيمَ في الحديد، وقوله تعالى:
قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ في سورة الممتحنة وهي الامتحان، وهو الموضع الأول فيها واحترز به عن الموضع الثاني وهو: إِلَّا قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ. فهذه ثلاثة وثلاثون موضعا قرأها هشام بفتح الهاء وألف بعدها، وقرأ غيرها بكسر الهاء وياء ساكنة بعدها كالجماعة. وقوله (ووجهان فيه لابن ذكوان هاهنا) معناه أن ابن ذكوان قرأ جميع ما في البقرة من لفظ إبراهيم بوجهين: الأول كهشام، والثاني كالجماعة، ويفهم من هذا أن ابن ذكوان يقرأ غير ما في البقرة من سائر المواضع كالجماعة، وعلمت قراءة هشام بفتح الهاء والألف من تلفظه بها، وأما قراءة الجماعة فتعلم من جهة أن هشاما لما قرأ بالفتح وبالألف وضد الفتح الكسر ويلزم من الكسر قبل الألف قبلها ياء علم أن
[الوافي في شرح الشاطبية: 210]
قراءة الجماعة بكسر الهاء وياء بعدها، هكذا قرر بعض الشراح. وقال العلامة الجعبري: قد علم من اصطلاحه الذي قررناه سابقا أن اللفظ المختلف فيه إذا كان له نظير متفق عليه ذكر الوجه المخالف كالألف هنا ثم يحيل الآخر على محل الإجماع وهو الياء .. انتهى. ثم ذكر أن المشار إليهما بكلمة (عمّ) وهما نافع والشامي قرآ وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ بفتح الخاء فتكون قراءة غيرهما بكسرها). [الوافي في شرح الشاطبية: 211]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (69 - وَكَسْرَ اتَّخِذْ أُْد سَكِّنَ اَرْنَا وَأَرْنِ حُزْ = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 23] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال:
ص – وكسر اتخذ (أ)د سكن ارنا وأرن (حـ)ـز = خطاب يقولوا (طـ)ـب وقبل ومن (حـ)ـلا
وقبل (يـ)ـعي (ا)دغب (فـ)ـتًى ويرى (ا)تل خا = طبًا (حـ)ـز وأن اكسر معًا (حـ)ـائز (ا)لعلا
ش - أي قرأ المشار إليه (بألف) أد وهو أبو جعفر {واتخذوا من مقام إبراهيم} [125] بكسر الخاء على الأمر وعلم من الوفاق للآخرين كذلك فاتفقوا.
ثم استأنف وقال: سكن ارنا وأرن حز أي قرأ المشار إليه (بحا) حز وهو يعقوب بإسكان الراء في {أرنا} و{أرني} حيث وقعا فذكر هذا باعتبار مخالفة يعقوب لإحدى روايتي الأصل). [شرح الدرة المضيئة: 93] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَاتَّخِذُوا فَقَرَأَ نَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ بِفَتْحِ الْخَاءِ عَلَى الْخَبَرِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا عَلَى الْأَمْرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/222]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع وابن عامر {واتخذوا} [125] بفتح الخاء، والباقون بكسرها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 462]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (474 - واتّخذوا بالفتح كم أصلٍ .... = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 64]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (واتّخذوا بالفتح (ك) م (أ) صل وخف = أمتعه (ك) م أرنا أرني اختلف
يعني قوله تعالى: واتخذوا من مقام إبراهيم قرأه بفتح الخاء ابن عامر ونافع على الخبر حملا على ما قبله، والباقون بالكسر على الأمر كما ثبت في الحديث قوله: (كم أصل) أي لهذه القراءة أصول كثيرة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 185]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
واتّخذوا بالفتح (ك) م (أ) صل وخف = أمتعه (ك) م أرنا أرني اختلف
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر وألف (أصل) نافع واتخذوا من مقام إبراهيم [البقرة: 125] بفتح الخاء، والباقون بكسرها.
وخفف ذو كاف (كم) ابن عامر التاء من فأمتعه قليلا [البقرة: 126] وشددها الباقون.
وعلم سكون ميم «أمتعه» لابن عامر من لفظه، وفتحه للباقين من إجماع يمتّعكم مّتعا حسنا [هود: 3].
وجه فتح الخاء: جعله فعلا ماضيا مناسبة لطرفيه، تقديره: واذكر يا محمد إذ جعلنا البيت مثابة [للناس وأمنا]، وإذ اتخذوا، وإذ عهدنا.
ووجه الكسر: أنه أمر لنا، [أو من كلمات الابتلاء،] [أي: إنّي جاعلك] [البقرة: 124] واتخذوا.
وروى مالك عن جابر أن النبي صلّى الله عليه وسلّم أتى مقام إبراهيم فسبقه عمر فقال: يا رسول الله، هذا مقام إبراهيم أبيك الذي قال الله تعالى: واتّخذوا من مّقام إبراهيم مصلّى [البقرة: 125] فقال: «نعم»، وقرأ بالكسر.
ووجه تخفيف «أمتعه»: أنه مضارع «أمتع» المعدى بالهمزة.
ووجه التشديد: أنه مضارع «متع» المعدى بالتضعيف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/183] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" المطوعي "مثابات" بالجمع وكسر التاء). [إتحاف فضلاء البشر: 1/417] قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ: أبو عمرو وهشام بإدغام ذال "إذ" في جيم "جعلنا"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/417]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "واتخذوا" [الآية: 125] فنافع وابن عامر بفتح الخاء على الخبر عطفا على ما قبله إما على مجموع إذ جعلنا فتضمر إذ، وإما على نفس جعلنا فلا إضمار، وافقهم الحسن والباقون بكسرها على الأمر والمأمور بذلك، قيل إبراهيم وذريته وقيل نبينا صلى الله عليهما، وأمته وعليهما فيكون معمولا لقول محذوف أي: وقال الله لإبراهيم على الأول، وقلنا اتخذوا على الثاني). [إتحاف فضلاء البشر: 1/417]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وغلظ" الأزرق لام "مصلى" وصلا فإن وقف غلظها مع الفتح ورققها فقط مع التقليل، وأمالها حمزة والكسائي وخلف والأعمش وقفا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/417]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ورقق الأزرق راء "طهرا بيتي" بخلف عنه، ومن فخمها عنه راعى ألف التثنية وهما في جامع البيان). [إتحاف فضلاء البشر: 1/417]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" بيتي "للطائفين" نافع وهشام وحفص وكذا أبو جعفر "وعن" ابن محيصن ضم باء "رب" المنادى المضاف إلى ياء المتكلم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/417]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {واتخذوا} قرأ نافع والشامي بفتح الخاء، فعلاً ماضيًا، والباقون بكسر الخاء، على الأمر). [غيث النفع: 404]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {طهرا} [125] ورش فيه على أصله من ترقيق الراء لأجل الكسر، وبعض أهل الأداء يفخمه من أجل ألف التثنية، وبه قرأ الداني على أبي الحسن ابن غلبون، والمأخوذ به عند من قرأ بما في التيسير ونظمه الأول، ومثله {سحران} [القصص: 48] و{تنتصران} [الرحمن} ). [غيث النفع: 404]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بيتي} قرأ نافع وهشام وحفص بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 404]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({السجود} تام وقيل كاف، وتجوز فيه الثلاثة مع السكون، والروم مع القصر. والدال من حروف القلقلة، وهي على مذهب الجمهور خمسة أحرف جمعها قولك (قطب جد) وقال مكي: «إنما سميت بذلك لظهور صوت يشبه النبرة عند الوقف».
وقال أبو عبد الله الفاسي: «وإنما وصفت بذلك لأنها إذا وقف عليها تقلقل اللسان بها حتى يسمع له نبرة قوية».
وقال المحقق: «وإنما سميت بذلك لأنها إذا سكنت ضعفت، فاشتبهت بغيرها، فيحتاج إلى ظهور صوت يشبه النبرة حال سكونها في الوقف وغيره».
وقال شيخ شيخنا في الأجوبة: «وسميت حروف القلقلة بذلك لأن صوتها لا يكاد يتبين به سكونها، ما لم يخرج إلى شبه التحريك، لشدة أمرها، من قولهم: قلقله إذا حركه، وإنما حصل لها ذلك لاتفاق كونها شديدة مجهورة، والجهر يمنع النفس أن يخرج معها، والشدة تمنع أن يجري معها صوتها، فلما اجتمع هذان الوصفان امتناع النفس معها وامتناع جرى صوتها احتاجت إلى التكلف في بيانها، ولذلك يحصل ما يحصل من الضغط للمتكلم عند النطق بها ساكنة، حتى يكاد يخرج إلى شبه تحريكها لقصد بيانها، إذ لولا ذلك لم تتبين، لأنه إذا امتنع النفس والصوت تعذر بيانها، ما لم تتكلف بإظهار أمرها على الوجه المذكور» انتهى.
[غيث النفع: 405]
فإذًا هي صوت حادث عند خروج حروفها، ساكنة لشدة لزومها لمواضعها وضغطها فيها، ولا يستطاع إ ظهارها بدون ذلك الصوت، والقاف أبينها صوتًا.
والقلقلة في المسكن في الوقف أقوى من الساكن في الوسط نحو {خلقنا} [الأعراف: 181] و{أطوارًا} [نوح] و{أبوابًا} و{النجدين} [البلد] و{مددناها} [الحجر: 19].
ويقع الخطأ فيها كثيرًا إما بتحريكها، أو الإتيان بها في حروفها، أو على غير وجهها، وما ذكرناه لك هو الحق، وهو الذي قرأنا به على شيوخنا المحققين، وهم على شيوخهم، وهلم جرا، فأمسك يدك عليه، وانبذ ما سواه من الأقوال الفاسدة التي هي محض تفقه لا مستند لها، كما رأينا ذلك من بعض الواردين علينا، والله يتولى حفظنا بفضله آمين). [غيث النفع: 406]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود (125)}
{إذ جعلنا}
- أدغم أبو عمرو وهشام الذال في الجيم.
- وقراءة الباقين بالإظهار.
{مثابةً}
- قرأ الأعمش وطلحة والمطوعي "مثاباتٍ" على الجمع وكسر التاء.
- وقراءة الجماعة على الإفراد "مثابة".
{للناس}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيات: 8، 94، 96.
{واتخذوا}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وابن محيصن ويعقوب وشبل والأعرج وطلحة والأعمش والجحدري وابن وثاب
[معجم القراءات: 1/189]
وأصحاب ابن مسعود "واتخذوا" بكسر الخاء على الأمر.
- وقرأ نافع وابن عامر والحسن "واتخذوا" بفتح الخاء، جعلوه فعلاً ماضياً.
{إبراهيم}
- تقدمت القراءة فيه في الآية/124.
{إبراهيم مصلى}
- إدغام الميم في الميم وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{مصلى}
غلظ الأزرق وورش اللام في الوصل.
- وفي الوقف عنهما التغليظ مع الفتح، والترقيق مع التقليل، والأول أرجح.
- وقراءة الإمالة فيه عن حمزة والكسائي وخلف والأعمش وقفاً.
- - وقراءة ورش والأزرق بالفتح وبين اللفظين.
- وفي الوقف أمال ورقق اللام، وإذا وقف بالفتح غلّظها.
{طَهِّرا}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء.
- والباقون على التفخيم.
[معجم القراءات: 1/190]
{بيتي للطائفين}
- قرأ الحسن وابن أبي إسحاق وأهل المدينة والشام وعاصم برواية حفص ونافع وهشام "بيتي للطائفين" بفتح الياء.
- وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي "بيتي للطائفين" بسكون الياء). [معجم القراءات: 1/191]
قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (46 - وَاخْتلفُوا فِي تسكين الْمِيم وَكسر التَّاء وتحريك الْمِيم وَتَشْديد التَّاء فِي قَوْله تَعَالَى {فأمتعه قَلِيلا} 126
فَقَرَأَ ابْن عَامر وَحده {فأمتعه} خَفِيفَة من أمتعت
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {فأمتعه} مُشَدّدَة التَّاء من متعت). [السبعة في القراءات: 170]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({فأمتعه} خفيف شامي). [الغاية في القراءات العشر: 186]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({فأمتعه} [126]: خفيف: دمشقي). [المنتهى: 2/583]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (فأمتعه) بالتخفيف، وشدد الباقون). [التبصرة: 161]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {فأمتعه} (126): مخففًا.
والباقون: مشددًا). [التيسير في القراءات السبع: 232]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر (فأمتعه) مخففا والباقون مشددا). [تحبير التيسير: 294]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([126]- {فَأُمَتِّعُهُ} خفيف: ابن عامر). [الإقناع: 2/602] قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (486 - ... .... وَخِفُّ ابْنِ عَامِرٍ = فَأُمَتِّعُهُ أَوْصَى بِوَصّى كَمَا اعْتَلاَ). [الشاطبية: 39] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( (طلقٌ وخفُّ ابن عامرٍ).
[فتح الوصيد: 2/674]
(فأمتعه)، أي في {فأمتعه}. وأمتع ومتع بمعنى واحد، وهما لغتان جيدتان.
وليس لأحد أن يقول هذا أولى من هذا.
وقد أخذ قوم في ترجيح {فأمتعه}، لأن التشديد كثير في القرآن، كقوله: {فمتعنهم إلى حين}، وقالوا: هو أولى لما فيه من التكرير.
وما أدري ما وجه هذا الترجيح في كتاب الله المنزل.
وأيضًا فما ذكروه لا يستقيم، لأنه يجوز أن يقع أفعل وفعل بمعنًى واحد، كأكرم وكرم؛ وهو الظاهر هاهنا في قراءة التشديد، أما معنى التخفيف، لأنه لم يقصد المبالغة، وإنما قصد تقليل المدة وتحقيرها لقوله: {قليلًا}.
وكذلك القول في: (أوصى) و(وصی).
والدليل على ذلك قوله: {فلا يستطيعون توصية}، أي إيصاء، و{أم كنتم شهداء إذ وصيكم الله بهذا}.
[فتح الوصيد: 2/675]
وعلى قراءة نافع وابن عامر، رسم في مصاحف المدينة والشام بألف، وسقطت الألف في باقي المصاحف.
ومعنى قوله (كما اعتلا)، أي أقرأه كما اعتلا.واعتلاؤه بالرسم، الشاهد له). [فتح الوصيد: 2/676] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [486] وأخفاهما طلقٌ وخف ابن عامر = فأمتعه أوصى بوصى كما اعتلى
ب: (الإخفاء): الاختلاس، (الطلق): السمح.
ح: (طلق): فاعل (أخفى)، (هما): مفعوله راجع إلى {أرنا} و {أرني}، و(خف ابن عامر): مبتدأ، (فأمتعه): خبر، أي: مخفف ابن عامر فأمتعه، (أوصى): مبتدأ، (بوصى): خبر، أي: في موضع (وصى)، (كما اعتلى): ظرف، أي: كما تقدم، وهو قوله: (امتعه)، أي: شابه (أوصى) (فأمتعه) في التخفيف.
ص: أي: اختلس الحركة من {أرنا} [128]، و{أرني} [260] الدوري.
[كنز المعاني: 2/38]
ثم قال: وخفف ابن عامر: {فأمتعه قليلًا} [126]، وثقل الباقون، من الإمتاع أو التمتع، وكلاهما لغتان.
وقرأ ابن عامر ونافع: {وأوصى بها إبراهيم} [132] والباقون: {ووصى} من الإيصاء أو التوصية، وهما لغتان). [كنز المعاني: 2/39] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وخف ابن عامر مبتدأ، والخبر فأمتعه، أي المخفف لابن عامر قوله تعالى: "فَأُمْتِعُهُ"، وقوله: أوصى بوصي أي يقرأ في موضع: "وصى" "أوصى".
ومتع وأوصى ووصى: لغات كأنزل ونزل، وحسن تخفيف فأمتعه قوله بعده قليلا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/330] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (486 - ... .... وخفّ ابن عامر ... فأمتعه أوصى بوصّى كما اعتلا
...
وقرأ ابن عامر فَأُمَتِّعُهُ بتخفيف التاء ويلزم منه سكون الميم وقرأ غيره بفتح الميم وتشديد التاء؛ لأنه ضد التخفيف ويلزمه فتح الميم وقرأ ابن عامر ونافع وأوصى بها، بزيادة ألف بين الواوين مع سكون الواو الثانية وتخفيف الصاد. وقرأ الباقون بحذف الألف مع فتح الواو الثانية وتشديد الصاد وقد لفظ الناظم بالقراءتين معا). [الوافي في شرح الشاطبية: 211] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِتَخْفِيفِ التَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّشْدِيدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/222]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {فأمتعه} [126] بتخفيف التاء، والباقون بتشديدها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 462]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(474- .... .... .... .... وخف = أمتعه كم .... .... ....). [طيبة النشر: 64]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وقوله خف: أي قرأ «فأمتعه» بتخفيف التاء ابن عامر والباقون بالتشديد وهما لغتان كأنزل ونزل). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 185]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
واتّخذوا بالفتح (ك) م (أ) صل وخف = أمتعه (ك) م أرنا أرني اختلف
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر وألف (أصل) نافع واتخذوا من مقام إبراهيم [البقرة: 125] بفتح الخاء، والباقون بكسرها.
وخفف ذو كاف (كم) ابن عامر التاء من فأمتعه قليلا [البقرة: 126] وشددها الباقون.
وعلم سكون ميم «أمتعه» لابن عامر من لفظه، وفتحه للباقين من إجماع يمتّعكم مّتعا حسنا [هود: 3].
وجه فتح الخاء: جعله فعلا ماضيا مناسبة لطرفيه، تقديره: واذكر يا محمد إذ جعلنا البيت مثابة [للناس وأمنا]، وإذ اتخذوا، وإذ عهدنا.
ووجه الكسر: أنه أمر لنا، [أو من كلمات الابتلاء،] [أي: إنّي جاعلك] [البقرة: 124] واتخذوا.
وروى مالك عن جابر أن النبي صلّى الله عليه وسلّم أتى مقام إبراهيم فسبقه عمر فقال: يا رسول الله، هذا مقام إبراهيم أبيك الذي قال الله تعالى: واتّخذوا من مّقام إبراهيم مصلّى [البقرة: 125] فقال: «نعم»، وقرأ بالكسر.
ووجه تخفيف «أمتعه»: أنه مضارع «أمتع» المعدى بالهمزة.
ووجه التشديد: أنه مضارع «متع» المعدى بالتضعيف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/183] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا" [الآية: 126] فابن عامر بإسكان الميم، وتخفيف التاء مضارع: أمتع المتعدي بالهمزة وافقه المطوعي، والباقون بالفتح والتشديد مضارع متع المعدى بالتضعيف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/417] قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "ثُمَّ أَضْطَرُّه" بوصل الهمزة وفتح الراء). [إتحاف فضلاء البشر: 1/417]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن إدغام ضاد اضطر في طائه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/418]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم إبدال همزة بئس لورش ومن معه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/418]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الآخر} [126] أما ما لحمزة فيه إذا وقف فقد تقدم، وأما ورش فما له فيه حالة وصله بما قبله فظاهر، وأما حالة الابتداء به فسيأتي في موضع يصح الابتداء به، وأما هذا فيجري فيه ما في {ءامنا} قبله لأنهما من باب واحد). [غيث النفع: 406]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فأمتعه} قرأ الشامي بإسكان الميم، وتخفيف التاء، والباقون بفتح الميم، وتشديد التاء). [غيث النفع: 407]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلداً آمنا وارزق أهله من الثمرات من ءامن منهم بالله واليوم الأخر قال ومن كفر فأمتعه قليلاً ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير (126)}
{إبراهيم}
تقدمت القراءة فيه قبل قليل في الآية/124.
{ربِّ}
- قرأ ابن محيصن وأبو جعفر بخلاف عنه "رب" بضم الباء في المنادى المضاف إلى ياء المتكلم، وكأنه صرف النظر عنها، فأنزله منزلة المجرد منها.
- وقراءة الجماعة بالكسر "رب" على مراعاة ياء المتكلم المحذوفة.
{فأمتعه}
- قرأ الجمهور من السبعة "فأمتعه" مشدداً على الخبر، وهي قراءة السلمي والأعرج وأبي جعفر يزيد، وشيبة وأبي والحسن ومجاهد وأبي رجاء والجحدري وعيسى بن عمر، وهي اختيار أبي عبيد وأبي حاتم.
- وقرأ ابن عامر والمطوعي "فأمتعه" مخففاً على الخبر.
[معجم القراءات: 1/191]
- وقرأ ابن عباس ومجاهد وقتادة والحارث بن أبي ربيعة "فأمتعه" على الأمر، وهو من تمام الحكاية عن إبراهيم.
- وقرأ أبي بن كعب "فنمتعه" بنون العظمة.
- وقرأ يحيى بن وثاب "فإمتعه" بكسر الهمزة وضم العين على الخبر.
{ثم أضطره}
- قرأ الجمهور "ثم أضطره" بالرفع على الخبر.
- وقرأ يحيى بن وثاب "ثم اضطره" بكسر الهمزة، وهو خبر.
وذكرها ابن عطية لابن عامر أيضاً، وقال: "هي على لغة قريش في قولهم: لا إخال" وقد رد هذا أبو حيان.
- وقرأ ابن محيصن "ثم أطره" بإدغام الضاد في الطاء على الخبر، وذهب الزمخشري وغيره إلى أنها لغة مرذوله، ورد هذا عليه أبو حيان.
- وقرأ يزيد بن حبيب "ثم أضطره" بضم الطاء وهو خبر.
[معجم القراءات: 1/192]
- وقرأ أبي بن كعب "ثم نضطره" بالنون.
- وقرأ ابن عباس ومجاهد وقتادة والمطوعي "ثم اضطره" بوصل الهمزة وفتح الراء على صيغة الأمر، وهي عند الزجاج على الدعاء.
- وقرأ الأعمش وجماعة "ثم اضطره" فعل ماضً.
{النار}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/39.
{وبئس}
- تقدمت القراءة فيه "بيس" في "بئسما" في الآية/90، وكذا الآية/93). [معجم القراءات: 1/193]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين