سورة النساء
[ من الآية (94) إلى الآية (96) ]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (94) لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (95) دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (96)}
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (94)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (31 - وَاخْتلفُوا فِي التَّاء والثاء وَالْيَاء وَالنُّون من قَوْله {فَتَبَيَّنُوا} 94
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَعَاصِم {فَتَبَيَّنُوا} بِالْيَاءِ وَالنُّون
وَكَذَلِكَ فِي الحجرات 6
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي (فتثبتوا) بالثاء وَالتَّاء
وَكَذَلِكَ فِي الحجرات). [السبعة في القراءات: 236]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (32 - وَاخْتلفُوا فِي إِدْخَال الْألف وإخراجها من قَوْله {ألْقى إِلَيْكُم السَّلَام} 94
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَالْكسَائِيّ وَعَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر وَحَفْص {السّلم} بِالْألف
وروى علي بن نصر عَن أبان عَن عَاصِم {السّلم} بِأَلف
وَحدثنَا الأشناني قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن صَالح قَالَ حَدثنَا حرمي عَن أبان
وحدثني مُوسَى بن هرون عَن شَيبَان عَن أبان عَن عَاصِم (ألْقى إِلَيْكُم السّلم) بِكَسْر السِّين وتسكين اللَّام
وروى الْمفضل عَن عَاصِم {السّلم} بِغَيْر ألف مثل حَمْزَة
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر وَحَمْزَة {السّلم} بِفَتْح اللَّام بِغَيْر ألف
وروى قنبل والبزي ومطرف عَن ابْن كثير وَحَكِيم عَن شبْل عَن ابْن كثير {السّلم} بِأَلف
وروى عَن شبْل عَن ابْن كثير {السّلم} بِغَيْر ألف
وروى عبيد عَن شبْل عَن ابْن كثير (ألْقى إِلَيْكُم السّلم) بِغَيْر ألف قَالَ عبيد وهم يقرءُون كل شيء فِي الْقُرْآن من الاستسلام بِغَيْر ألف). [السبعة في القراءات: 236]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({فتثبتوا} وفي الحجرات بالثاء كوفي –غير عاصم-). [الغاية في القراءات العشر: 228]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({إليكم السلم} مدني، شامي، وحمزة، وخلف وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 228]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({إليكم السلم} [94]: بغير ألف شامي، مدني، وحمزة، وخلف، وأيوب، وسهل، والمفضل.
[المنتهى: 2/655]
{لست مؤمنًا} [94]: بالوجهين العمري). [المنتهى: 2/656]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({فتثبتوا} [94]، وفي الحجرات [6]: بالثاء هما، وخلف). [المنتهى: 2/656]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (فتثبتوا) بالتاء والثاء من التثبت، هنا موضعان، وفي الحجرات موضع، وقرأهن الباقون بالتاء والياء من البيان). [التبصرة: 193]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر وحمزة (إليكم السلم لست مؤمنا) بغير ألف، وقرأ الباقون (السلم) بألف، ولا اختلا في غيره). [التبصرة: 193]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {فتثبتوا} (94) في الموضعين، هنا، وفي الحجرات: بالتاء، والثاء، والباء: من (التثبت).
والباقون: بالباء، والياء، والنون: من (البيان) ). [التيسير في القراءات السبع: 265]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر، وحمزة، والكسائي: {إليكم السلم لست مؤمنا} (94)، وهو الأخير: بغير ألف.
والباقون: بالألف). [التيسير في القراءات السبع: 265]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وابن عامر وأبو جعفر [وحمزة وخلف] (السّلام لست
[تحبير التيسير: 341]
مؤمنا) وهو الأخير بغير ألف، والباقون بالألف.
قلت: [ابن وردان] : (لست مومنا) بفتح الميم الثّانية. والباقون بكسرها [وكل منهم] على أصله في الإبدال [والتّحقيق] والله الموفق.
حمزة والكسائيّ وخلف: (فتثبتوا) في الموضعين هنا وفي الحجرات بالتّاء والثاء من التثبت والباقون بالياء والنّون من التبين). [تحبير التيسير: 342]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَتَبَيَّنُوا) موضعان، وفي الحجرات بالثاء من الثبات الحسن في رواية عباد، وقَتَادَة وكوفي غير عَاصِم وقاسم، الباقون من البيان وهو الاختيار أكثر القراء، والقصة تدل عليه وهي قصة أسامة بن زيد مع الكافر الذي أظهر الإيمان فقتله أسامة [الكامل في القراءات العشر: 529]
فعاتبه فيه رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فقال أسامة: إنما قالها توقيًا لنفسه يا رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول اللَّه: هل شققت عن قلبه .. القصة، (السَّلَامَ) بغير ألف مدني شامي، وحَمْزَة، وأيوب، وسهل، والمفضل، والْأَعْمَش، وطَلْحَة، الباقون بألف، وهو الاختيار لأن الاستسلام أولى بالقصة، وروى أبان " السِّلم " بكسر السين، وروى الْجَحْدَرِيّ " السلم " بجر اللام ونصب السين، وهكذا جرير عن الْأَعْمَش (لَسْتَ مُؤْمِنًا) بفتح الميم الثاني الهاشمي عن أبي جعفر، وشيبة، والْعُمَرِيّ في قول الْخُزَاعِيّ وهو قول أبو حيوة، الباقون بكسر الميم، وهو الاختيار؛ لأنه من الإيمان لا من الأمان). [الكامل في القراءات العشر: 530]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([94]- {فَتَبَيَّنُوا}، وفي [الحجرات: 6] بالثاء والتاء: حمزة والكسائي.
[94]- {إِلَيْكُمُ السَّلامَ} بغير ألف: نافع وابن عامر وحمزة). [الإقناع: 2/631]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (604 - وَفِيهَا وَتَحْتَ الْفَتْحِ قُلْ فَتَثَبَّتُوا = مِنَ الثَّبْتِ وَالْغَيْرُ الْبَيَانِ تَبَدَّلاَ
605 - وَ عَمَّ فَتًى قَصْرُ السَّلاَمَ مُؤَخَّراً = .... .... .... ....). [الشاطبية: 48]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([604] وفيها وتحت الفتح قل فتثبتوا = من الثبت والغير البيان تبدلا
قوله: (من الثبت)- ولم يقل من التثبت، كما قال مكي وغيره، يشير إلى أن معنى القراءة طلب التثبت؛ فهو: تفعلوا، بمعنی استفعلوا من طلب بيان الأمر.
والقراءة الأخرى كذلك، أمر بطلب بيان الأمر.
[فتح الوصيد: 2/840]
[605] و (عم) (فـ)تى قصرُ السلام مؤخرًا = وغير أولي بالرفع (فـ)ي (حق) (نـ)هشلا
(فتى)، أي سخيًّا: منصوب على الحال، وصاحبها (قصر السلام)، و(مؤخرًا): حال.
يقال: ألقى السلم والسلام، إذا استسلم وانقاد.
وقيل: السلام هنا التسليم). [فتح الوصيد: 2/841]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [604] وفيها وتحت الفتح قل فتثبتوا = من الثبت والغير البيان تبدلا
ح: (فيها): ظرف (فتثبتوا)، والهاء: للسورة، و (تحت): عطف عليه، و (فتثبتوا): مفعول (قل)، (من الثبت): حال، (الغير): مبتدأ، (تبدلا): خبر، (البيان): مفعول، أي: أبدل البيان بالثبت.
[كنز المعاني: 2/158]
ص: قرأ حمزة والكسائي: (إذا ضربتم في سبيل الله فتثبتوا)، و(فمن الله عليكم فتثبتوا) ههنا [94]، وفي سورة الحجرات – تحت الفتح -: (إن جاءكم فاسقٌ بنبإ فتثبتوا) [6] بالثاء المثلثة من الثبوت، أي: لا تعجلوا بل تثبتوا.
والباقون أبدلوا البيان بالثبت، أي: قرءوا: {فتبينوا} بالباء المعجمة أسفل، يعني: لا تقبلوا من لم تعرفوا حاله، بل تبينوا أمره.
[605] وعم فتًى قصر السلام مؤخرًا = وغير أولي بالرفع فى حق نهشلا
ب: (نهشل): سم قبيلة، واشتقاقه من (نهشل الرجل): إذا كبر واضطرب.
ح: (قصر): فاعل (عم)، (فتًى): مفعوله، (مؤخرًا): حال من (السلام)، (غير أولي): مبتدأ، (بالرفع): حال، (في حق): خبر، و (نهشلا): مجرور على الإضافة فتح لكونه غير منصرف للعلمية ووزن الفعل.
ص: قرأ نافع وابن عامر وحمزة: {لمن ألقى إليكم السلم} [94] بالقصر، والباقون بالمد، وهما لغتان بمعنى: الاستسلام والانقياد، أو التحية.
[كنز المعاني: 2/159]
وقال: (مؤخرًا) ليخرج موضعان قبله لا خلاف في قصرهما: {وألقوا إليكم السلم} [90]، وبعده: {ويلقوا إليكم السلم} [91].
ولا خلاف في قصر الذي في النحل أيضًا، وهو: {وألقوا إلى الله يومئذٍ السلم} [87].
وقرأ حمزة وأبو عمرو وابن كثير وعاصم: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غيرُ أولي الضرر} [95] برفع {غير} على أنه صفة: {القاعدون}، نحو: {غير المغضوب} [الفاتحة: 7] في تعريف (الغير)، والباقون بالنصب على الاستثناء أو الحال.
وأشار بقوله: (في حق نهشلا) إلى أنه في بيان أولي الضرر، بدلالة الاشتقاق على الاضطراب). [كنز المعاني: 2/159]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (604- وَفِيهَا وَتَحْتَ الفَتْحِ قُلْ فَتَثَبَّتُوا،.. مِنَ الثَّبْتِ وَالغَيْرُ البَيَانِ تَبَدَّلا
يعني: {إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا}، {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا}، وفي الحجرات: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا}.
قرأها حمزة والكسائي من الثبات في الأمر والثبت هو خلاف الإقدام والمراد: التأني وخلاف العجلة ومنه قوله تعالى: {وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا}، أي وأشد وفقا لهم عما وعظوا بأن لا يقدموا عليه وقرأها الباقون من بيان الأمر وهو ثمر التثبت فيه فيستعمل في موضعه قال الأعشى:
كما راشد تجدن أمرا تبين ... ثم ارعوى أو قدم
قدم؛ أي: أقدم قال أبو علي: فاستعمل التبيين في الموضع الذي يقف فيه ناظرا في الشيء حتى يقدم عليه أو يرتدع عنه، وقال في موضع: الزجر النهي والتوقف:
أزيد مناةَ توعِدُ يا ابن تيم،.. تبيَّن أين تاه بك الوعيد
وقال الفراء: هما متقاربان في المعنى، يقول ذلك للرجل: لا تعجل بإقامة الحد حتى يتبين ويتثبت، وقول الناظم: من الثبت؛ أي: اشتقاقه من
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/77]
كلمة الثبت، يقال رجل ثبت؛ أي: ثابت القلب واستعمله العلماء الحائزون أحوال الرواة ونقلة الأحاديث في الحافظ الذاكر لما حدث به الضابط له الذي لا تدخله شبهة في ذلك ولا تشكك فيه فيقولون هو: ثقة ثبت وهو من ذلك، وعسر على الناظم أن يقول: من التثبت أو التثبيت وكان هو وجه الكلام كما قال غيره: فعدل إلى كلمة فيها الحروف الأصول التي مرجع جميع ما اشتق من ذلك إليها، وقال الشيخ: أشار إلى أن معنى القراءة طلب الثبت، وهو تفعلوا بمعنى استفعلوا من طلب ثبات الأمر، والقراءة الأخرى أمر بطلب بيان الأمر، ثم قال الناظم والغير تبدل من الثبت البيان؛ أي: جعله مشتقا من البيان لا من الثبت ولم يذكر للقراءة من الثبت رمزا اعتمادا على ارمز السابق في إشمام "أصدق" وبابه؛ لأنه أول رمز يليه.
فإن قلت: فلقائل أن يقول: ينبغي أن يؤخذ لها ما يرمز به في المسألة التي بعدها كما أنه جمع بين مسألتين لرمز واحد فيما مضى في البقرة، وهما: {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا}، و{كُنْ فَيَكُونُ}، وجمع بين ثلاث مسائل لرمز واحد في آل عمران في البيت الذي أوله: "سنكتب".
قلت: اهتمامه ببيان قراءة الغير في هذا البيت قطع ذلك الاحتمال؛ لأنه يعلم أنه ما شرع في بيان قراءة الغير إلا وقد تم بيانه للقراءة الأخرى قيدا ورمزا، فتعين اعتبار الرمز السابق؛ إذ ليس غيره فكأنه قال: اشما، وقرءا، فتثبتوا من الثبت، وكان النظم يحتمل زيادة بيان، فيقال في الثبت السابق:
كأصدق زايا شاع والتثبت شمللا
إليها، وتحت الفتح في "فتثبتوا" ... وغيرهما لفظ الثبات تبدلا
أي: أسرع الثبت إلى هذه السورة وإلى الحجرات في لفظ: "فتثبتوا"، وغير حمزة والكسائي يبدل عن ذلك لفظ البيان والله أعلم.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/78]
605- وَ "عَمَّ فَـ"ـتًى قَصْرُ السَّلامَ مُؤَخَّرًا،.. وَغَيْرُ أُولِى بِالرَّفْعِ "فِـ"ـى "حَقِّ نَـ"ـهْشَلا
فتى مفعول عم؛ أي: عم قصر السلام قارئا ذا فتوة أو سخيا بعلمه أو قويا في العلم؛ لأن الفتى يكنى به عن الشاب، والشاب مظنة القوة فهو كما سبق شرحه في قوله: وكم من فتى كالمهدوي، وقال الشيخ: فتى حال من قصر السلام، ومؤخرا حال من السلام يريد قوله سبحانه وتعالى: {لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ}؛ احترازا من اللتين قبله ولا خلاف في قصرهما: {وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ}، وبعده: {وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ}.
وكذا لا خلاف في قصر التي في النحل: {وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ}.
فلعله أشار بالعموم إلى هذا؛ إذ سخا القصر في الجميع يقال: ألقى السلام والسلم إذا استسلم وانقاد، وقيل السلام هنا التسليم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/79]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (604 - وفيها وتحت الفتح قل فتثبّتوا = من الثّبت والغير البيان تبدّلا
قرأ حمزة والكسائي المشار إليهما في البيت السابق ب (شاع)، إذا ضربتم فى سبيل الله فتثبّتوا، فمنّ الله عليكم فتثبّتوا والموضوعان في هذه السورة، إن جاءكم فاسق بنبإ فتثبّتوا، في السورة التي تحت الفتح وهى الحجرات بثاء مثلثة مفتوحة وبعدها باء
[الوافي في شرح الشاطبية: 247]
موحدة مفتوحة مشددة وبعدها تاء مضمومة، وقرأ الباقون فَتَبَيَّنُوا* بياء موحدة مفتوحة وبعدها ياء مثناة مفتوحة مشددة، وبعدها نون مضمومة، وقراءة حمزة والكسائي مأخوذة من الثبت بمعنى التثبت وعدم العجلة، وقراءة الباقين مأخوذة من البيان أي التبين والمعنيان متقاربان. ومعنى قوله (والغير البيان تبدلا) أن باقي القراء تبدلوا البيان بالتثبت أي البيان مكان التثبت فقرءوا: فَتَبَيَّنُوا*.
605 - وعمّ فتى قصر السّلام مؤخّرا = وغير أولي بالرّفع في حقّ نهشلا
قرأ نافع وابن عامر وحمزة ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السّلم لست مؤمنا، وهو الموضع الأخير في السورة بالقصر أي بحذف الألف بعد اللام. وقرأ الباقون بالمد أي بإثبات الألف بعد اللام واحترز بقوله: (مؤخرا) عن الموضعين السابقين عليه وهما وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ، وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فلا خلاف بين القراء في حذف ألفهما.
وأيضا لا خلاف بينهم في حذف ألف وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ في سورة النحل). [الوافي في شرح الشاطبية: 248]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (96- .... .... .... .... .... = .... .... وَأُخْرَى مُؤْمِنًا فَتْحُهُ بَلَا). [الدرة المضية: 26] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: وأخرى مؤمنًا فتحه بلا أي روى مرموز (با) بلا وهو ابن وردان {لست مؤمنًا} [94] بفتح الميم الأخيرة منه واحترز بالأخرى عن
[شرح الدرة المضيئة: 116]
الأولى وهي {ومن يقتل مؤمنًا} [93] لأنه متفق عليه بالكسر على أنه اسم مفعول وعلم من انفراده للآخرين وابن جماز بكسر الميم كالجماعة على أنه اسم فاعل). [شرح الدرة المضيئة: 117] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَتَبَيَّنُوا الْمَوْضِعَيْنِ هُنَا، وَفِي الْحُجُرَاتِ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ فِي الثَّلَاثَةِ فَتَثَبَّتُوا مِنَ التَّثَبُّتِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ فِي الثَّلَاثَةِ مِنَ التَّبَيُّنِ). [النشر في القراءات العشر: 2/251]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ حَمْزَةُ وَخَلَفٌ بِحَذْفِ أَلِفِ السَّلَامَ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِثْبَاتِهَا فِي لَسْتَ مُؤْمِنًا، فَرَوَى النَّهْرَوَانِيُّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنِ ابْنِ شَبِيبٍ وَابْنِ هَارُونَ كِلَاهُمَا عَنِ الْفَضْلِ وَالْحَنْبَلِيِّ عَنْ هِبَةِ اللَّهِ كِلَاهُمَا عَنْ عِيسَى بْنِ وَرْدَانَ فَتْحَ الْمِيمِ الَّتِي بَعْدَ الْوَاوِ كَذَلِكَ رَوَى الْجَوْهَرِيُّ وَالْمَغَازِلِيُّ عَنِ الْهَاشِمِيِّ فِي رِوَايَةِ ابْنِ جَمَّازٍ وَكَسَرَهَا سَائِرُ أَصْحَابِ أَبِي جَعْفَرٍ، وَكَذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ). [النشر في القراءات العشر: 2/251]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {فتبينوا} في الحرفين هنا [94]، وفي الحجرات [6] من التثبت، والباقون من التبين في الثلاثة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 496]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن عامر وحمزة وخلف {السلام لست} [94] بغير ألف بعد اللام، والباقون بالألف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 496]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر بخلاف عنه {لست مؤمنًا} [94] بفتح الميم الثانية، والباقون بكسرها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 496]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (567- .... .... .... .... = تثبّتوا شفا من الثّبت معا
[طيبة النشر: 70]
568 - مع حجراتٍ ومن البيان عن = سواهم السّلام لست فاقصرن
569 - عمّ فتىً وبعد مؤمنًا فتح = ثالثه بالخلف ثابتًا وضح). [طيبة النشر: 71]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (تبينوا) يعني قوله تعالى «في سبيل الله فتبينوا، فمن الله عليكم فتبينوا» من التثبت في الموضعين حمزة والكسائي وخلف وكذا في الحجرات كما سيأتي:
مع حجرات ومن البيان عن = سواهم السّلام لست فاقصرن
يريد قوله تعالى «إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا» وقرأ «السلام لست مؤمنا» بالقصر يعني بحذف الألف نافع وأبو جعفر وابن عامر وحمزة وخلف كما سيأتي، واحترز بقوله «لست مؤمنا» من قوله تعالى قبل ذلك «وألقوا إليكم السلم» فإنه لا خلاف في قصره وكذا الذي في النحل وهو «وألقوا إلى الله يومئذ السلم».
(عمّ) (فتى) وبعد مؤمنا فتح = ثالثه بالخلف (ث) ابتا وضح
والباقون بالمد وهو إثبات الألف بعد اللام وأحسن في قوله عم، لأن القصر عم في المواضع الأربعة (قوله وبعد) أي وبعد «السلام لست» فتح ميم «مؤمنا» التي وقعت ثالثة منه لأنها بعد الهمزة الساكنة أبو جعفر بخلاف عنه، واحترز بذلك عن الميم أوله، والباقون بالكسر قوله: (فتح) أي القارئ وهو أبو جعفر كما سبق). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 216]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ (شفا)، حمزة والكسائي وخلف إذا ضربتم في سبيل الله فتثبتوا [النساء: 94]، [و] فمن الله عليكم فتثبتوا [النساء: 94]، وهو معنى قوله تعالى: إن جاءكم فاسق بنبأ فتثبتوا بالحجرات [الآية: 6] بثاء مثلثة ثانية، وباء موحدة، وتاء مثناة [فوق:] والباقون بباء موحدة وياء مثناة تحت ونون.
تنبيه:
لما اتزن البيت بهما قيد قراءة المذكور بفعل مشتق من التثبت المدلول عليه بـ (الثبت)؛ لأنه أصله، والمسكوت عنه بفعل مشتق من التبين المدلول عليه بالثبات.
والتثبت: الوقوف، نحو: وأشدّ تثبيتا [النساء: 66] خلاف الإقدام والسرعة.
والبيان: الظهور.
ووجه التثبيت: الاحتياط من زلل السرعة.
أي: إذا عرفتم فتبينوا، ولا تعجلوا بالحرب.
الرأي قبل شجاعة الشجعان = ... ... ... ...
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/274]
ولا تعجلوا بقتل من ألقى سلمه، فربما كان قتله حراما، ولا بتصديق كل مخبر؛ لاحتمال كذبه.
ووجه التبين: الأمن من الخطأ في المذكورات.
ثم كمل (السلام) فقال:
ص:
(عمّ) (فتى) وبعد مؤمنا فتح = ثالثه بالخلف (ث) ابتا وضح
ش: أي: قرأ مدلول (عم) المدنيان وابن عامر و(فتى) حمزة وخلف ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السّلم [النساء: 94] بحذف الألف، والباقون بإثباتها.
واختلف عن ذي ثاء (ثبت) أبو جعفر في لست مؤمنا [النساء: 94]:
فروى النهرواني عن أصحابه عن ابن شبيب، وابن هارون، كلاهما عن الفضل، والحنبلي عن هبة الله، كلاهما عن ابن وردان- (فتح) الميم من «الأمان».
وكذلك روى الجوهري، والمغازلي عن الهاشمي في رواية ابن جماز، وكسرها سائر أصحاب أبي جعفر كالباقين من «الإيمان».
تنبيه:
خرج بالترتيب وألقوا إليكم السّلم [النساء: 90]، وو يلقوا إليكم السّلم [النساء: 91]؛ فإنهما متفقا القصر.
وجه القصر: أن معناه: الاستسلام؛ روى أن رجلا قال لعمر: «إني مسلم، [وتشهد]، فلم يصدقوه وقتلوه»، وهو المختار؛ لنصه على المعنى الحاقن الدم.
ووجه المد: أنه ظاهر في التحية؛ روى عن ابن عباس: «أن الرجل سلم عليهم
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/275]
فقتلوه» ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/276]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في فتبينوا في الموضعين هنا وفي الحجرات [الآية: 94، 60] فحمزة والكسائي وخلف بثاء مثلثة بعدها باء موحدة بعدها تاء مثناة فوقية من الثبت، أو التثبت وافقهم الحسن والأعمش، والباقون بباء موحدة وياء مثناة تحت ونون من التبين وهما متقاربان يقال تثبت في الشيء تبينه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/518] قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "ألقى" حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه، وكذا ألقاها وألقيه وتوفيهم وكذا الدنيا، وبوجهي الأزرق قرأ أبو عمرو فيها، وجاء عن الدوري عنه فيها الإمالة المحضة أيضا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/518]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "إليكم السلم لست" [الآية: 94] فنافع وابن عامر وحمزة وأبو جعفر وخلف بفتح اللام من غير ألف بعدها من الانقياد فقط
[إتحاف فضلاء البشر: 1/518]
والباقون بالألف، والظاهر أنه التحية وقيل الانقياد). [إتحاف فضلاء البشر: 1/519]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لست مؤمنا" [الآية: 94] فأبو جعفر بخلف عنه من روايتيه بفتح الميم الثانية اسم مفعول أي: لا نؤمنك في نفسك والباقون بكسرها اسم فاعل أي: إنما فعلت ذلك متعوذا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/519]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فتبينوا} [94] معًا، قرأ الأخوان بثاء مثلثة، بعدها باء موحدة، بعدها مثناة فوقية، من التثبت، للاحتياط من زلل السرعة والباقون بياء موحدة، وياء مثناة تحتية، ونون، من التبين). [غيث النفع: 523]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {السلم لست} قرأ نافع والشامي وحمزة بحذف الألف بعد اللام، والباقون بإثباته، وقيدنا بــ{لست} احترازًا مما قبله، وهو {وألقوا إليكم السلم} [90] و{ويلقوا
[غيث النفع: 523]
إليكم السلم} [91] ومن الذي في النحل {وألقوا إلى الله يومئذ السلم} [87] فلا خلاف أنها بحذف الألف). [غيث النفع: 524]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنًا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرًا}
{فتبينوا... فتبينوا}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب {فتبينوا} في الموضعين، وهو اختيار أبي عبيد وأبي حاتم.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والحسن والأعمش وابن مسعود وابن وثاب وطلحة وعيسى (فتثبتوا) بالثاء في الموضعين، والقراءتان عند الطبري سواء.
وقال قوم: تبينوا أبلغ وأشد من تثبتوا؛ لأن المتثبت قد لا يتبين.
{ألقى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
[معجم القراءات: 2/131]
{السلام}
- قرأ أبو عمرو والكسائي وعاصم وحفص وأبو بكر وعلي بن نصر وأبان وابن عباس وابن جبير وابن هرمز وقتادة والجحدري وابن سيرين وقنبل والبزي ومطرف وحكيم عن شبل عن ابن كثير، ويعقوب وأبو عبد الرحمن {السلام} بألف، والمراد به الاستسلام وإلقاء المقادة إلى إرادة المسلمين، ويجوز أن يكون من التسليم وهو التحية.
- وقرأ نافع وابن عامر وحمزة وابن كثير من رواية عبيد عن شبل عنه وجبلة عن المفضل عن عاصم، وخلف وأبو جعفر وابن عباس (السلم) بفتح السين واللام من غير ألف، وهو الانقياد والاستسلام.
- وقرأ الجحدري (السلم) بفتح السين وسكون اللام.
- وقرأ أبان بن زید عن عاصم، وأبو رجاء (السلم) بكسر السين، وإسكان اللام، وهو الانقياد والطاعة.
- قال ابن عطية: «وهو الصلح».
[معجم القراءات: 2/132]
{مؤمنًا}
- قراءة الجمهور {مؤمنًا} بالهمز وكسر الميم الثانية، اسم فاعل، من الإيمان. وهي قراءة أبي جعفر بخلاف عنه.
- وقرأ أبو جعفر من طريق النهرواني، والحنبلي والشنبوذي وعلي وابن عباس وعكرمة وأبو العالية ويحيى بن يعمر وابن مسعود ومحمد علي الباقر وابن وردان وأبو حمزة واليماني وعلي وأبو بكر عن عاصم (مؤمنًا) بالهمز وفتح الميم الثانية، اسم مفعول، أي لا نؤمنك في نفسك، فهو من الأمان.
- وقرأ أبو جعفر وورش والأزرق والسوسي وأبو عمرو بخلاف عنه (مومنًا) بإبدال الهمزة الساكنة واوًا في الوقف والوصل.
- وقرأ الحلواني عن أبي جعفر (مومنًا) بفتح الميم الثانية مع إبدال الهمز.
- وهي قراءة حمزة في الوقف.
{الدنيا}
- تقدمت الإمالة فيه، وانظر الآيتين/ 85 و114 من سورة البقرة.
{كثيرةٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{كذلك كنتم}
- أدغم الكاف في الكاف أبو عمرو ويعقوب.
{إن الله}
- قراءة الجمهور {إن الله...} بكسر الهمزة على الاستئناف.
- وقرئ (أن الله...) بفتح الهمزة على أنها وما بعدها معمولة للفعل
[معجم القراءات: 2/133]
{فتبينوا}، أو على حذف لام التعليل.
{خبيرًا}
- تقدم ترقيق الراء وتفخيمها في الآية/ 35 من هذه السورة). [معجم القراءات: 2/134]
قوله تعالى: {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (95)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (33 - وَاخْتلفُوا فِي رفع الرَّاء ونصبها من قَوْله {غير أولي الضَّرَر} 95
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَحَمْزَة {غير أولي الضَّرَر} بِرَفْع الرَّاء
وَقَرَأَ نَافِع وَالْكسَائِيّ وَابْن عَامر {غير أولي الضَّرَر} نصبا
حَدثنِي الصُّوفِي حُسَيْن بن بشر قَالَ حَدثنَا روح قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن صَالح عَن شبْل عَن ابْن كثير أَنه قَرَأَ {غير أولي الضَّرَر} نصبا). [السبعة في القراءات: 237]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({غير
[الغاية في القراءات العشر: 228]
أولي} نصب مدني، شامي، والكسائي وخلف). [الغاية في القراءات العشر: 229]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({غير أولي} [95]: بفتح الراء مدني، دمشقي، وعلي، وقاسم، وخلف، وأيوب). [المنتهى: 2/656]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع والكسائي وابن عامر (غير أولي الضرر) بالنصب، وقرأ الباقون بالرفع). [التبصرة: 194]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر، والكسائي: {غير أولي الضرر} (95): بنصب الراء.
والباقون: برفعها). [التيسير في القراءات السبع: 265]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وابن عامر والكسائيّ وأبو جعفر وخلف (غير أولى الضّرر) بنصب الرّاء والباقون برفعها). [تحبير التيسير: 342]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (قال أبو الحسن الهاشمي: (غَيْرُ أُولِي) بنصب الراء مدني دمشقي غير ابن مسلم، وأيوب، وخلف والكسائي، والزَّعْفَرَانِيّ، وهو الاختيار على الاستثناء أوعلى الحال، الباقون رفع الراء وهو أبي نصر بن علي عن ابن مُحَيْصِن بالجر). [الكامل في القراءات العشر: 530] قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([95]- {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} نصب: نافع وابن عامر والكسائي). [الإقناع: 2/631]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (605- .... .... .... .... = وَغَيْرُ أُولِى بِالرَّفْعِ فِى حَقِّ نَهْشَلاَ). [الشاطبية: 48]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و(نهشل)، أراد به القبيلة، جعله اسمًا لطائفة الضعفاء وأولي العذر، فلم يصرفه.
وإذا أريد به الأب، صرف كما قال:
إنا بني نهشلٍ لا نُدعى لأب = منه ولا هو بالأبناء يشرينا
قال سيبويه: هو فعلل كجعفر، ونرجس: نفعلٌ، لأنه لا فعللٌ في الكلام.
وفائدة قوله: (في حق نهشلا)، الإشارة باشتقاقه على طريق الكناية إلى أولي الضرر، لأنه من نهشل الرجل، إذا أسن واضطرب، وكذلك خنشل، إذا كان الرفع صفة لـ{القاعدون}، وبه خرج (أولو الضرر)، من جملة القاعدين المفضل عليهم.
[فتح الوصيد: 2/841]
جاء في الحديث: «لقد خلفتم في المدينة أقوامًا، ما سرتم مسيرًا ولا قطعتم واديا، إلا كانوا معكم حبسهم العذر».
ووصف القاعدون، وهو معرفة، بغير الذي لا يتعرف بالإضافة، لأن (القاعدون) عام شائعٌ، فهو نكرة في المعنى كما قال:
ولقد أمر على اللئيم يسبني
وعن المبرد، هو بدلٌ من (القاعدون).
وأما النصب، فعل الحال من (القاعدون)، أو على الاستثناء منهم.
فإن قيل: قد قضيتم بكونه نكرة حتي وصفتموه بـ(غير)، فكيف تصح الحال منه؟
قلنا: هو وإن كان معناه العموم والشياع، معرفةٌ في اللفظ). [فتح الوصيد: 2/842]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [605] وعم فتًى قصر السلام مؤخرًا = وغير أولي بالرفع في حق نهشلا
ب: (نهشل): سم قبيلة، واشتقاقه من (نهشل الرجل): إذا كبر واضطرب.
ح: (قصر): فاعل (عم)، (فتًى): مفعوله، (مؤخرًا): حال من (السلام)، (غير أولي): مبتدأ، (بالرفع): حال، (في حق): خبر، و (نهشلا): مجرور على الإضافة فتح لكونه غير منصرف للعلمية ووزن الفعل.
ص: قرأ نافع وابن عامر وحمزة: {لمن ألقى إليكم السلم} [94] بالقصر، والباقون بالمد، وهما لغتان بمعنى: الاستسلام والانقياد، أو التحية.
[كنز المعاني: 2/159]
وقال: (مؤخرًا) ليخرج موضعان قبله لا خلاف في قصرهما: {وألقوا إليكم السلم} [90]، وبعده: {ويلقوا إليكم السلم} [91].
ولا خلاف في قصر الذي في النحل أيضًا، وهو: {وألقوا إلى الله يومئذٍ السلم} [87].
وقرأ حمزة وأبو عمرو وابن كثير وعاصم: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غيرُ أولي الضرر} [95] برفع {غير} على أنه صفة: {القاعدون}، نحو: {غير المغضوب} [الفاتحة: 7] في تعريف (الغير)، والباقون بالنصب على الاستثناء أو الحال.
وأشار بقوله: (في حق نهشلا) إلى أنه في بيان أولي الضرر، بدلالة الاشتقاق على الاضطراب). [كنز المعاني: 2/160] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): ({غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}، بالرفع صفة للقاعدين كقوله: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ}؛ لأن القاعدين كانوا نوعين: أولي الضرر وأصحاء، فمعناه غير أولي الضرر منهم، فحصل الحصر بين القسمين أو يكون بدلا من القاعدين؛ لأنه استثناء من المنفي، فيجوز فيه البدل والنصب، وقراءة النصب على الحال من القاعدين أو على الاستثناء وقرئ شاذا بالجر على أنه صفة
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/79]
للمؤمنين، ونهشل اسم قبيلة فلهذا لم يصرفه، وأشار باشتقاقه إلى أولي الضرر؛ لأنه من قولهم: نهشل الرجل: إذا أسن واضطرب أو يكون قوله: نهشلا فعلا ماضيا على حذف الموصوف؛ أي: في حق الذي نهشل؛ أي: جاء غير أولى بالرفع في حق هؤلاء المعذورين؛ لأنه وصف القاعدون بلك؛ ليخرج منهم أولي الضرر والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/80]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (605 - .... .... .... .... .... = وغير أولي بالرّفع في حقّ نهشلا
....
وقرأ حمزة وابن كثير وأبو عمرو وعاصم غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ برفع راء غَيْرُ: وقرأ الباقون وهم نافع وابن عامر والكسائي بنصبها. و(نهشل): اسم قبيلة). [الوافي في شرح الشاطبية: 248]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (97 - وَغَيْرُ انْصِبًا فُزْ .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 26]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ص - وغير انصبًا (فـ)ـز نون يوتيه (حـ)ـط ويد = خلوا سم (طـ)ـب جهل كطول وكاف (أ)لا
وفاطر مع نزل وتلويه سم (حـ)ـم = وتلووا (فـ)ـدًا تعد و(ا)تل سكن مثقلا
ش - أي قرأ مرموز (فاء) فز وهو خلف بنصب راء {غير} [95] الاستثناء أو الحال وعلم من الوفاق أنه لأبي جعفر كذلك وأنه ليعقوب بالرفع على أنه صفة للقاعدين). [شرح الدرة المضيئة: 117]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي " غَيْرُ أُولِي " فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ وَابْنُ عَامِرٍ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِنَصْبِ الرَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِرَفْعِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/251]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن عامر والكسائي وخلف {غير أولي} [95] بنصب الراء، والباقون بالرفع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 496]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (570 - غير ارفعوا في حقّ نل .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 71]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(غير ارفعوا (ف) ى (حقّ) (ن) ل نوتيه يا = (فتى) (ح) لا ويدخلون ضمّ يا
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 216]
يعني «غير أولي الضرر» بالرفع حمزة وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وعاصم والباقون بالنصب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 217]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
غير ارفعوا (ف) ى (حقّ) (ن) لـ نؤتيه يا = (فتى) (ح) لا ويدخلون ضمّ يا
وفتح ضمّ (ص) ف (ث) نا (حبر) (ش) في = وكاف أولى الطّول (ث) بـ (حقّ) (ص) فى
والثّان (د) ع (ث) طا (ص) با خلفا (غ) دا = وفاطر (ح) ز يصلحا (كوف) لدا
ش: أي: قرأ ذو فاء (فى) حمزة، و(حق) البصريان، وابن كثير، ونون (نل) عاصم [غير أولي الضّرر [النساء: 95] برفع الراء، والباقون بنصبها.
وقرأ مدلول (فتى)] حمزة وخلف وحاء (حلا) أبو عمرو فسوف يؤتيه أجرا [النساء: 74] (بالياء)، والباقون بالنون.
وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر وثاء (ثنا) أبو جعفر، ومدلول (حبر) ابن كثير، وأبو عمرو، وذو شين (شفا) روح- يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا [النساء: 124] (بضم الياء) و(فتح) الخاء.
وكذلك قرأ ذو ثاء (ثب) و(حق) وصاد (صفى) يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا بكهيعص [مريم: 60]، [و] فأولئك يدخلون الجنة يرزقون أول الطول [غافر: 40].
وكذلك قرأ ذو دال (دع) ابن كثير وثاء (ثطع) أبو جعفر وغين (غدا) رويس سيدخلون جهنم داخرين [غافر: 60] ثاني الطول.
واختلف فيه عن ذي صاد (صبا) أبو بكر.
فروى العليمي عنه من طرق العراقيين قاطبة فتح الياء وضم الخاء، وهو المأخوذ به من
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/276]
جميع طرقه.
واختلف عن يحيى بن آدم عنه.
فروى سبط الخياط عن الصريفيني عنه كذلك، وجعل له من طريق الشنبوذي عن أبي عون عنه الوجهين، وعلى ضم الياء، وفتح الخاء سائر الرواة عن يحيى.
وكذلك قرأ ذو حاء (حز) أبو عمرو جنات عدن يدخلونها بفاطر [الآية: 33] والباقون [بفتح الياء وضم الخاء] في الجميع.
وقرأ الكوفيون يصلحا بينهما [النساء: 128] بضم الياء وسكون الصاد وكسر اللام، والباقون بفتح الياء وتشديد الصاد وألف بعدها وفتح اللام، واستغنى بلفظ القراءتين.
تنبيه:
لا خلاف في غير ما ذكر، وقيد الفتح للضد وعلمت تراجم الثلاث من عطفها على الأولى.
وجه رفع غير [النساء: 95]: أنه صفة القاعدين، وهي معرفة؛ لأنه لم يقصد قوما بأعيانهم فشاعت على حد:
ولقد أمرّ على اللّئيم يسبّني = ... ... ... ....
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/277]
إذ لا يوصف بالجمل إلا النكرة.
أو اللام بمعنى «الذى».
أو على جهة الاستثناء، أي: لا يستوى القاعدون، والمجاهدون إلا أولو الضرر.
ووجه نصبها: استثناء من القاعدون أو من المؤمنين أو حال القاعدون، والمختار النصب على الاستثناء.
ووجه (ياء) يؤتيه [النساء: 114]: إسناده إلى الحق تعالى على وجه الغيبية مناسبة لقوله تعالى: ومن يفعل ذلك ابتغآء مرضات الله [النساء: 114].
ووجه النون: إسناده إليه على جهة التعظيم مناسبة لقوله: نولّه، وو نصله [النساء: 115] وهو المختار مراعاة لمناسبة التقسيم.
ووجه (ضم) يدخلون [النساء: 124]: بناؤه للمفعول على حد: وأدخل الّذين [إبراهيم: 23]، وأصله: يدخلهم الله إياها.
ووجه (الفتح): بناؤه للفاعل على حد: ادخلوا الجنّة [الأعراف: 49، والزخرف: 70].
ووجه التفريق: الجمع.
[وفتح أبو عمرو فاطر [الآية: 33] لعدم المناسب].
ووجه قصر يصلحا [النساء: 128]: أنه مضارع «أصلح» متعد إلى واحد ومفعوله صلحا [النساء: 128]، وهو اسم المصدر كالعطاء.
ووجه المد: أنه مضارع «صالح» وأصله «يتصالحا» فأدغمت التاء في الصاد، وحذفت النون للنصب). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/278] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "غير أولي الضرر" [الآية: 95] فابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب برفع الراء على البدل من القاعدون أو الصفة له، وافقهم اليزيدي والحسن والأعمش، والباقون بنصبها على الاستثناء أو الحال من القاعدون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/519] قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {غير أولي الضرر} [95] قرأ نافع وشامي وعلي بنصب الراء، حال من {القاعدون} والباقون بالرفع بدل منه). [غيث النفع: 524]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلًا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرًا عظيمًا}
{من المؤمنين}
- تقدمت القراءة بإبدال الهمزة الساكنة واوًا. انظر الآية/ 223 من سورة البقرة.
{غير أولي الضرر}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة وعاصم ويعقوب واليزيدي والحسن والأعمش {غير...} بالرفع على البدل من {القاعدون} أو الصفة له.
- وقرأ نافع وابن عامر والكسائي وشبل عن ابن كثير وجبلة عن المفضل عن عاصم، وخلف وأبو حاتم وزيد بن ثابت وأبو جعفر وشيبة وأبو الزناد وابن الهادي وابن محيصن (غير...) بالنصب على الاستثناء، أو الحال، والنصب اختيار أبي عبيد وأبي طاهر والطبري وابن خالويه.
[معجم القراءات: 2/134]
- وقرأ الأعمش وأبو حيوة وأبو موسى والكاهلي كلاهما عن حمزة (غير...) بالجر، وهو بدل من {المؤمنين}، أو وصف لهم.
- وروي عن ابن محيصن الأوجه الثلاثة: الضم والفتح والكسر.
{الضرر}
- كذا قراءة الجماعة {الضرر}.
- وعن النبي صلي الله عليه وسلم وابن مسعود (الضرير).
{بأموالهم}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياء مفتوحة.
{وكلًّا وعد الله الحسنى}
- قراءة الجمهور {وكلا...} بالنصب، وهو المفعول الأول للفعل {وعد}، والمفعول الثاني هو {الحسنى}.
- وقرأ الحسن وابن عباس (وكل...) بالرفع على الابتداء وحذف العائد، أي: وكلهم وعد الله.
قال الشهاب: «إن قلت: لم نصبه السبعة هنا إذ لم يرفعه إلا الحسن في قراءة شاذة، وقرأ ابن عامر في الحديد {وكل وعد الله} بالرفع من أن حذف العائد في نحو: «زيد ضرب» مخصوص
[معجم القراءات: 2/135]
بالشعر عند ابن الشجري.
قلت: أجابوا عنه بأن قبله فعلية هنا، وهي قوله: {فضل الله} إلخ، بخلاف ما في الحديد [أية/ 10] فلذا رفعه ابن عامر، ونصب هنا كما في أمالي ابن الشجري...».
وقال ابن هشام: «... ومنصوبا كقراءة ابن عامر في سورة الحديد {وكل وعد الله الحسنى}، ولم يقرأ بذلك في سورة النساء، بل قرأ بنصب {كل} كالجماعة؛ لأن قبله جملة فعلية...».
وقال ابن الشجري: «على أن الروايات قد تظاهرت عن ابن عامر بأنه قرأ {كل وعد الله الحسنى} في سورة الحديد [آية/ 10]».
وقد تعجب من إطالة النقل هنا، والحديث عن آية سورة الحديد، في معرض حديثي عن آية سورة النساء، ويزول عجبك إذا علمت أن بعض المحققين ألتبس عليهم الأمر في الآيتين، فذكروا قراءة الرفع عن ابن عامر في «آية سورة النساء»، وقد رأيت مما سبق أن الرواية عنه فيها بالنصب كالجماعة، وأن رواية الرفع عنه في سورة الحديد وحدها.
أما المرجع الأول فهو «همع الهوامع».
قال السيوطي: «كقراءة ابن عامر: {وكل وعد الله الحسنى} أي وعده...» فوضع المحقق لهذه الآية الرقم/ 95 من سورة النساء، وهذا ليس بالصواب كما رأيت، بل هي الآية/ 10 من سورة الحديد، فعليه أن يسلك هذه الآية في الفهرس مع آيات سورة الحديد،
[معجم القراءات: 2/136]
ويحذفها من مجموع آيات سورة النساء.
- والمرجع الثاني هو: إعراب القرآن المنسوب إلى الزجاج قال:
{وكل وعد الله الحسنى} أي وعده في قراءة ابن عامر حيث رفع»، ووضع المحقق للآية/ الرقم/ 95 وذكرها مع آيات سورة النساء، وليس هذا بالصواب! فتأمل يرحمك ويرحمني الله!!
- والمرجع الثالث هو: شرح الكافية الشافية لابن مالك، فقد وقع المحقق في تعليقاته عليه في الخطأ الذي وقع فيه غيره، فذكر الآية في سورة النساء.
- على أن هذا الذي وقع فيه هؤلاء المحققون تنبه له الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد في «أوضح المسالك»، وذكر الآية على أنها في سورة الحديد، لا في سورة النساء.
{الحسنى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح). [معجم القراءات: 2/137]
قوله تعالى: {دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (96)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {درجات منه ومغفرةً ورحمةً وكان الله غفورًا رحيمًا}
{مغفرةً}
- رقق الأزرق وورش الراء). [معجم القراءات: 2/137]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين