سورة يونس
[ من الآية (90) إلى الآية (92) ]
{ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آَلْآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92) }
قوله تعالى: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (23 - وَاخْتلفُوا في فتح الْألف وَكسرهَا من قَوْله {آمَنت أَنه} 90
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {أَنه} بِفَتْح الْألف
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {أَنه} بِكَسْر الْألف). [السبعة في القراءات: 330]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (آمنت إنه) بكسر "الألف" كوفي - غير عاصم –). [الغاية في القراءات العشر: 278]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (إنه) [90]: بكسر الألف هما، وخلف). [المنتهى: 2/744]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (امنت أنه) بكسر الهمزة، وفتحها الباقون). [التبصرة: 233]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {آمنت إنه} (90): بكسر الهمزة.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 312]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف: (آمنت إنّه) بكسر الهمزة، والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 402]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([90]- {أَنَّهُ} بالكسر: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/662] قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (753 - وَفِي أَنَّهُ اكْسِرْ شَافِياً .... = .... .... .... ....). [الشاطبية: 60]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([753] وفي أنه اكسر (شـ)افيًا وبنونه = ونجعل (صـ)ف والخف ننج (ر)ضى (عـ)لا
[754] وذاك هو الثاني ونفسي ياؤها = وربي مع أجري وإني ولي حُلا
إنما قال: (شافيًا)، لأنه استئناف إخبار، وهو بدلٌ من {ءامنت}.
والفتح، على حذف الباء التي هي صلة الإيمان.
وقيل في الكسر: إن (ءامنت) في معنى قلت). [فتح الوصيد: 2/982]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([753] وفي أنه اكسر شافيًا وبنونه = ونجعل صفو الخف ننج رضًى علا
ح: مفعول (اكسر): محذوف، أي: الهمز، (في أنه): ظرفه، (شافيًا): حال من فاعله، و(يجعل): مبتدأ، والواو: لفظ القرآن، (بنونه): خبر، والضمير لـ (يجعل)، أو (ويجعل): مفعول (صف)، (بنونه): مفعل ثانٍ، (الخف): مبتدأ، (ننج): مفعول: (آمنت إنه لا إله) [90] بكسر الهمزة على الاستئناف، أو إضمار القول، والباقون: بالفتح على حذف الباء، أو إعمال {آمنت} فيه.
وقرأ أبو بكر: (ونجعل الرجس) [100] بالنون على إخبار الله
[كنز المعاني: 2/308]
تعالى عن نفسه بالتعظيم، والباقون: بالياء، والضمير: لله تعالى، لأن قبله: {إلا بإذن الله}.
وخفف الكسائي وحفص (ننج المؤمنين) [103] من (أنجى)، والباقون: {ننج المؤمنين} بالتشديد من (نجى)، وهما لغتان). [كنز المعاني: 2/309] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (753- وَفِي أَنَّهُ اكْسِرْ "شَـ"ـافِيًا وَبِنُونِهِ،.. وَنَجْعَلُ "صِفْ" وَالخِفُّ نُنْجِ "رِ"ضىً "عَـ"ـلا
يريد قوله تعالى: {آمَنْتُ أَنَّهُ}، الكسر فيه للاستئناف أو على إضمار القول والقول هنا هو المعبر عنه بالإيمان أو ضمن "آمنت" معنى قلت، والفتح على حذف الباء؛ أي: آمنت بأنه كذا، نحو: يؤمنون بالغيب، أو هو مفعول به من غير تقدير حرف جر؛ أي: صدقت أنه كذا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/229]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (753 - وفي أنّه اكسر شافيا وبنونه = ونجعل صف والخفّ ننج رضى علا
754 - وذاك هو الثّاني ونفسي ياؤها = وربّي مع أجري وإنّي ولي حلا
قرأ حمزة والكسائي: قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ بكسر همزة أنه، فتكون قراءة غيرهما بفتحها). [الوافي في شرح الشاطبية: 289]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: آمَنْتُ أَنَّهُ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ، أَنَّهُ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/287]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {أنه لا} [90] بكسر الهمزة، والباقون بفتحها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 544]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (686- .... .... .... .... وأنّه شفا = فاكسر .... .... .... ). [طيبة النشر: 78]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: («وأنه») يريد قوله تعالى: آمنت أنه بكسر الهمزة حمزة والكسائي وخلف على الاستئناف أو على آمنت، والباقون بالفتح بتقدير باء يتعلق بآمنت). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 250]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يكون (ص) ف خلفا وأنّه (شفا) = فاكسر ويجعل بنون (صرّفا)
ش: أي: اختلف عن ذي صاد (صفا) أبو بكر [في]: وتكون لكما الكبرياء [78]؛ [فروى عنه العليمي] بالياء على التذكير، وهي طريق ابن عصاية عن شعيب، وكذا روى الهذلي عن أصحابه عن نفطويه.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/375]
وروى سائر أصحاب يحيى بن آدم عنه، وأكثر أصحاب أبي بكر بتاء التأنيث.
وقرأ مدلول [ذو] (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: آمنت إنه [90]، بكسر الهمزة: إما استئنافا، أو بدل «آمنت» أو تضمنت معنى القول، أو تقديره بعده، والباقون بفتحه بتقدير ما يتعلق بـ «آمنت»، نحو: يؤمنون بالغيب [البقرة: 3] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/376] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسهل" أبو جعفر همز "إسرائيل" مع المد والقصر واختلف في مدها عن الأزرق كما مر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/120] قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الحسن "وجوزنا" بالقصر والتشديد من فعل المرادف لفاعل، وعنه أيضا "فاتبعهم" بالوصل وتشديد التاء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/120]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "آمَنْتُ أَنَّه" [الآية: 90] فحمزة والكسائي وخلف بكسر همزة إنه على الاستئناف، وافقهم الأعمش والباقون بفتحها على أن محلها نصب مفعولا به لآمنت؛ لأنه بمعنى صدقت أو بإسقاط الباء أي: بأنه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/120]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ءامنت أنه} [90] قرأ الأخوان {إنه} بكسر الهمزة، والباقون بالفتح). [غيث النفع: 705]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90)}
{وَجَاوَزْنَا}
- قرأ الحسن والمازني عن يعقوب (وجوزنا) بتشديد الواو من (فعل) المرادف لـ(فاعل)، وليس التضعيف للتعدية.
- وقراءة الجماعة (وجاوزنا) بألف رباعيًا.
قال القرطبي وغيره: (وهما لغتان).
{بِبَنِي إِسْرَائِيلَ}
- قرأ أبو جعفر والمطوعي عن الأعمش بتسهيل الهمزة من (إسرائيل) مع المد والقصر في الحالين.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقرأ الأزرق بتثليث مد البدل بخلاف عنه.
- وقراءة الجماعة بالهمز في الحالين.
وتقدم هذا مفصلًا في الآية/40 من سورة البقرة والآية/12 من
[معجم القراءات: 3/616]
سورة المائدة.
{فَأَتْبَعَهُمْ}
- قراءة الجمهور (فأتبعهم) بقطع الألف، رباعيًا.
- وقرأ الحسن وقتادة (فاتبعهم) بتشديد التاء ووصل الألف، خماسيًا.
قال القرطبي: (يقال تبع وأتبع بمعنى واحد إذا لحقه وأدركه، واتبع (بالتشديد) إذا سار خلفه...
وقيل: اتبعه، (بوصل الألف) في الأمر اقتدى به، وأتبعه -بقطع الألف- خيرًا أو شرًا، هذا قول أبي عمرو، وقد قيل هما بمعنى واحد).
وقال الأخفش: (تبعه وأتبعه بمعنى، مثل ردفه وأردفه).
{فِرْعَوْنُ}
- عن الأزرق وورش ترقيق الراء.
وقد تقدم في هذه السورة في الآية/79.
{بَغْيًا وَعَدْوًا}
- قراءة الجمهور (... وعدوًا) بسكون الدال وتخفيف الواو، أي: ظلمًا، من عدا يعدو عدوًا.
- وقرأ الحسن وقتادة وأبو رجاء وعكرمة وسلام ويعقوب وعبد الله بن يزيد (عدوًا) بضم العين والدال وتشديد الواو، على وزن (علو).
قال ابن جني: (العدو والعدو جميعًا: الظلم والتعدي للحق).
وتقدمت هذه القراءة في الآية/108 من سورة الأنعام في قوله تعالى: (فيسبوا الله عدوًا)، فارجع إليها -إن شئت- في موضعها من هذا المعجم.
[معجم القراءات: 3/617]
{الْغَرَقُ قَالَ}
- عن أبي عمرو ويعقوب إدغام القاف في القاف، وعنهما الإظهار.
{آمَنْتُ أَنَّهُ}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وشيبة (آمنت أنه) بفتح الهمزة على حذف الباء، والأصل: آمنت بأنه.
أو على أنها مفعول به لـ (آمنت)؛ لأنه بمعنى صدقت.
قال ابن خالويه:
(والحجة لمن فتح أنه وصل آخر الكلام بأوله وهو يريد: آمنت بأنه، فلما أسقط الباء وصل الفعل إلى (أن)؛ فعمل فيها).
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش وعبد الله بن مسعود ويحيى بن وثاب (آمنت إنه) بكسر الهمزة على الاستئناف، فقد انتهى الكلام عند (آمنت)، ثم استأنف: إنه...
- وذهب أبو حاتم إلى أنه كسر على تقدير قول محذوف أي: آمنت فقلت إنه...
قلت: وعلى تقدير أبي حاتم وغيره فهو استئناف أيضًا.
وقال الأنباري:
(... فمن قرأ أنه بالفتح لم يقف على (آمنت)؛ لأنه عامل في (أن).
[معجم القراءات: 3/618]
ومن قرأ: (إنه) بالكسر كان له مذهبان:
- أحدهما: أن يقف على (آمنت، ويبتدئ (إنه) بالكسر.
والوجه الآخر: أن يقول: إنما كسرت (إن) لأن تأويل (آمنت) قلت، كأني قلت: (إنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل).
فعلى هذا المذهب لا يحسن الوقف على (أمنت) لأن (إنه) مع ما بعدها حكاية).
وقال مكي:
(والفتح هو الاختيار؛ لأن أكثر القراء عليه) ). [معجم القراءات: 3/619]
قوله تعالى: {آَلْآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (15 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {آلآن وَقد كُنْتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُون} 51 و{آلآن وَقد عصيت قبل} 91
فروى المسيبي وقالون عَن نَافِع (ءآلن) مستفهمة بِهَمْزَة وَاحِدَة
وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن أَبي أويس عَن نَافِع بِهَمْزَة وَاحِدَة
وَقَالَ ورش أَيْضا إِنَّه كَانَ يقْرَأ (ءآلن) بِفَتْح اللَّام وَمد الْهمزَة الأولى وَلَا يهمز بعد اللَّام
وَالْبَاقُونَ يهمزون بعد اللَّام وَاللَّام سَاكِنة (ءآلئن)
وَقَالَ أَحْمد بن صَالح عَن قالون بِهَمْزَة وَاحِدَة بعْدهَا مُدَّة (ءآلن) وَقَالَ أَبُو خُلَيْد عَن نَافِع (ءآلن) لَيْسَ بعد اللَّام همزَة
وأصل قَول ورش عَن نَافِع أَنه إِذا كَانَت الْهمزَة قبلهَا سَاكن ألْقى حَرَكَة الْهمزَة على السَّاكِن وَترك الْهمزَة مثل الأَرْض بِفَتْح اللَّام الا سمآء بِفَتْح اللَّام بحركة الْهمزَة
ف (ءآلن) لَا يهمز بعد اللَّام وَيفتح اللَّام بحركة الْهمزَة
وَقَالَ ابْن جُبَير عَن الكسائي عَن إِسْمَاعِيل عَن نَافِع وَعَن حجاج الْأَعْوَر عَن ابْن أَبي الزِّنَاد عَن نَافِع (ءآلن) لَا يهمز بعد اللَّام). [السبعة في القراءات: 327] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {به الآن} (51)، و: {الآن وقد عصيت} (91): بفتح اللام، من غير همز.
والباقون: بإسكان اللام، وهمزة بعدها.
وكلهم سهل همزة الوصل التي بعد همزة الاستفهام في ذلك، وشبهه، نحو قوله تعالى: {قل آلذكرين} (الأنعام: 143، 144)، و: {قل آلله أذن لكم} (59)، و: {آلله خير} (النمل: 59).
ولم يحققها أحد منهم، ولا فصل بينها وبين التي قبلها بألف؛ لضعفها؛ ولأن البدل في قول أكثر القراء والنحويين يلزمها). [التيسير في القراءات السبع: 310] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع وابن وردان (به الآن وقد كنتم، والآن وقد عصيت) بفتح اللّام من غير همز، والباقون بإسكان اللّام وهمزة بعدها، وكلهم سهل همزة الوصل الّتي بعد همزة الاستفهام في ذلك وشبهه نحو قوله تعالى: (قل آلذكرين) و(قل اللّه أذن لكم) و(آللّه خير) ولم يحققها أحد منهم ولا فصل بينها وبين الّتي قبلها بألف، لضعفها لأن البدل في قول أكثر القرّاء والنحويين يلزمها). [تحبير التيسير: 400] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ ذِكْرُ الْآنَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ فِي بَابِ الْمَدِّ وَبَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ وَبَابِ النَّقْلِ). [النشر في القراءات العشر: 2/284] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({الآن} [91] ذكر في الهمزتين من كلمة والنقل والمد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 544]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
[تقدم] ولكنّ النّاس [يونس: 44] عند ولكنّ الشّياطين [البقرة: 102]، ويحشرهم لحفص بالأنعام [128]، وءالئن [يونس: 51، 91] معا في المد ويستنبونك [53] لأبي جعفر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/373] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم "آلآن" [الآية: 91]
وكذا تخفيف "نُنْجِيك" [الآية: 92]
و"ثم نُنْجي" ليعقوب بالأنعام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/120] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ءآلان وقد} [91] تقدم). [غيث النفع: 705]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91)}
{آلْآنَ}
- تقدم في الآية/51 من هذه السورة (آلآن وقد كنتم به تستعجلون).
- قراءة الجماعة بالمد على الاستفهام (آلآن).
- وقرأ أبو جعفر من طريق النهرواني ونافع وأحمد بن صالح عن قالون والحلواني عنه أيضًا بإلقاء حركة الهمزة على اللام ثم حذف الهمزة (آلان).
- وقرئ بتليين الهمزة الثانية بين بين.
- وقرأ بهمزة واحدة وهب بن زمعة عن ابن كثير (الآن) ). [معجم القراءات: 3/619]
قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ننجيك) خفيف، يعقوب، وسهل
[الغاية في القراءات العشر: 278]
وقتيبة). [الغاية في القراءات العشر: 279]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ننجيك) [92]، و(ننج) [103]، وفي مريم [72]، والزمر [61]: خفاف: يعقوب، وافق حمصي، وعلي، وسلام، وأبو بكر طريق علي، وحفصٌ،
[المنتهى: 2/744]
وأبو بشر في (ننج المؤمنين)، زاد علي في مريم، وزاد قتيبة إلا الثقفي (ننجيك) ). [المنتهى: 2/745] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ) بالحاء " بإبدانك " جمع أبو حنيفة، الباقون بالجيم، (بِبَدَنِكَ) على التوحيد، وهو الاختيار لموافقة المصحف). [الكامل في القراءات العشر: 569]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ننجيك وننجي رسلنا) قد ذكر في الأنعام). [تحبير التيسير: 402] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ تَخْفِيفُ نُنَجِّيكَ لِيَعْقُوبَ فِي الْأَنْعَامِ). [النشر في القراءات العشر: 2/287]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ننجيك} [92] ذكر في الأنعام). [تقريب النشر في القراءات العشر: 544]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم أفأنت [يونس: 99] في الهمز المفرد، وننجّيك وننجّي رسلنا وننج المؤمنين ثلاثتها بيونس [92، 103] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/376] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم "آلآن" [الآية: 91] وكذا تخفيف "نُنْجِيك" [الآية: 92] و"ثم نُنْجي" ليعقوب بالأنعام و"نُنِجي المؤمنين" لحفص والكسائي ويعقوب، كذلك ووقف يعقوب على ننج المؤمنين بالياء، والباقون بغير ياء للرسم، وقيل لا يوقف عليه لمخالفة الأصل أو الرسم، ولا خلاف في ثبوت ياء "ننجي رسلنا" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/120] (م) قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم "آلآن" [الآية: 91]
وكذا تخفيف "نُنْجِيك" [الآية: 92]
و"ثم نُنْجي" ليعقوب بالأنعام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/120] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لغافلون} تام وقيل كاف، وفاصلة بلا خلاف، ومنتهى الربع عند جميع المغاربة، و{لا يعلمون} قبله عند جميع المشارقة). [غيث النفع: 705]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92)}
{نُنَجِّيكَ}
- قراءة الجماعة (ننجيك) من (نجى) المضعف، أي نلقيك على نجوة من الأرض؛ ليراه بنو إسرائيل.
- وقرأ يعقوب والكسائي في رواية قتيبة، وسهل (ننجيك) مخففًا، مضارع (أنجى) وهي بمعنى القراءة الأولى.
وتقدم مثل هذا في الآية/64 من سورة الأنعام في (ينجيكم).
وقرأ أبي بن كعب ومحمد بن السميفع ويزيد البربري وعلقمة عن عبد الله بن مسعود، وإسماعيل المكي وأبو السمال واليزيدي وابن شنبوذ (ننحيك) بالحاء المهملة، من التنحية، أي نلقيك بناحية مما يلي البحر:
وقال ابن الجزري في النشر:
(القسم الثالث: مما نقله غير ثقة كثير مما في كتب الشواذ مما غالب إسناده ضعيف كقراءة ابن السميفع وأبي السمال وغيرهما في (ننجيك ببدنك) (ننحيك) بالحاء المهملة..).
[معجم القراءات: 3/620]
ونقل هذا النص مختصرًا الشهاب الخفاجي في حاشيته.
{بِبَدَنِكَ}
- قراءة الجماعة (ببدنك) مفردًا.
- وقرأ أبو حنيفة وابن مسعود (بأبدانك) أي بدروعك.
أو على جعل كل جزء من البدن بدنًا كقولهم: شابت مفارقه.
- وروي عن ابن شنبوذ أنه قرأ (... ببدانك) كذا مفردًا، وبألف بعد الدال.
- وقرأ ابن السميفع، وعلقمة عن عبد الله بن مسعود وابن محيصن بخلاف عنه (بندائك) من النداء، أي بدعائك، وهي شاذة بعيدة، ومخالفة لخط المصحف.
قال أبو بكر الأنباري:
(وليس بمخالف لهجاء مصحفنا؛ إذ سبيله أن يكتب بياء وكاف بعد الدال؛ لأن الألف تسقط من (ندائك) في ترتيب خط المصحف كما سقطت من الظلمات والسموات، فإذا وقع بها الحذف استوى هجاء بدنك وندائك، على أن هذه القراءة مرغوب عنها لشذوذها وخلافها ما عليه عامة المسلمين، والقراءة سنة يأخذها آخر عن أول، وفي معناها نقص عن تأويل قراءتنا...).
وكلام الأنباري وقياسه على السماوات غير مستقيم، وهو قياس بعيد.
[معجم القراءات: 3/621]
وذهب غبر الأنباري إلى أن هذا القراءة الشاذة يرجع معناها إلى معنى قراءة الجماعة.
{لِمَنْ خَلْفَكَ}
- قراءة أبي جعفر بإخفاء النون في الخاء بخلاف عنه.
- والجماعة على الإظهار.
{خَلْفَكَ}
- قراءة الجماعة (خلفك) بفتح فسكون، أي لبني إسرائيل، ولمن بقي من قوم فرعون ممن لم يدركه الغرق، ولم ينته إليه هذا الخبر.
- وقرأ إسماعيل المكي ومحمد بن السميفع وأبو السمال (خلفك) بفتح اللام، أي من الجبابرة والفراعنة، الذين بقوا بعدك يخلفونك في أرضك.
وذهب صاحب النشر إلى أن إسناد هذه القراءة ضعيف، وذكرته قبل قليل عند قراءة (ننحيك) فارجع إليه.
- وقرأ علي بن أبي طالب وأبو السمال وابن السميفع وأبو المتوكل وأبو الجوزاء (خلقك) بالقاف، من الخلق أي تكون آية لخالقك في عباده.
{وَإِنَّ كَثِيرًا}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء وقفًا وتفخيمها وصلًا.
[معجم القراءات: 3/622]
- والجماعة على التفخيم في الحالين.
{مِنَ النَّاسِ}
- تقدمت الإمالة فيه مرارًا، انظر الآيات/8، 94، 96 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/623]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين