قوله تعالى: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (88) وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء حَتَّىَ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتَّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا (89) إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىَ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ أَوْ جَآؤُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُواْ قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً (90) سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُواْ قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوَاْ إِلَى الْفِتْنِةِ أُرْكِسُواْ فِيِهَا فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُواْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوَاْ أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثِقِفْتُمُوهُمْ وَأُوْلَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا (91)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((فما لكم في المنافقين فئتين) [88] حسن غير تام لأن المعنى في قوله: (والله أركسهم) وذلك أن هذه الآية نزلت في قوم هاجروا من مكة إلى المدينة سرا فاستثقلوها فرجعوا سرًا إلى مكة فقال بعض المسلمين: «إن لقيناهم قتلناهم وسلبناهم لأنهم قد ارتدوا» وقال قوم: «أتقتلون قوما على دينكم من أجل أنهم استثقلوا المدينة فخرجوا عنها» فبين الله نفاقهم فقال: {فما لكم في المنافقين فئتين} أي مختلفين. (والله أركسهم بما كسبوا) أي ردهم إلى الكفر. (والله أركسهم بما كسبوا) وقف حسن. ومثله: (أن تهدوا من أضل الله).
(فتكونون سواء)، (حيث وجدتموهم)، (ولا نصيرا) غير تام لأن قوله: (إلا الذين يصلون) [90] مستثنى من الهاء والميم.
(فلقاتلوكم) حسن غير تام.)ومثله: (أركسوا فيها) [91]، (لكم عليهم سلطانا مبينا) تام.)[إيضاح الوقف والابتداء: 2/601-602]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({بما كسبوا} كاف. ومثله {من أضل الله}. ومثله {فتكونون سواءً}. ومثله {حيث وجدتموهم} ومثله {فلقاتلوكم}. ومثله {أركسوا فيها}.
{أو جاءوكم} كاف على قول محمد بن يزيد لأنه زعم أن معنى (حصرت صدورهم) الدعاء. {مبينًا} تام.)[المكتفى: 223]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ([{فئتين- 88- ط}]. {بما كسبوا – 88- ط}. {من أضل الله – 88- ط}. لانتهاء الاستفهام إلى الشرط. {في سبيل الله – 89- ط}. {وجدتموهم – 89- ط}.. {نصيرًا– 89- لا}. للاستثناء. {أو يقاتلوا قومهم – 90- ط}. {فلقاتلوكم – 90- ج}. {السلم – 90- لا}. لأن ما بعده جواب {فإن}.
{ويأمنوا قومهم – 91- ط}. {أركسوا فيها – 91- ج}. {ثقفتموهم – 91- ط}.)[علل الوقوف: 2/429-430]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (فئتين (جائز) عند أبي حاتم قاله الهمداني وقال النكزاوي ليس بوقف لأنَّ قوله والله أركسهم بما كسبوا من تمام المعنى لأنَّ هذه الآية نزلت في قوم هاجروا من مكة إلى المدينة سرًا فاستثقلوها فرجعوا إلى مكة سرًا فقال بعض المسلمين إن لقيناهم قتلناهم وصلبناهم لأنهم قد ارتدوا وقال قوم أتقتلون قومًا على دينكم من أجل أنهم استثقلوا المدينة فخرجوا عنها فبين الله نفاقهم فقال فما لكم في المنافقين فئتين أي مختلفين والله أركسهم بما كسبوا أي ردهم إلى الكفر فعتب الله على كونهم انقسموا فيهم فرقتين وفئتين حال من الضمير المتصل بحرف الجر.
من أضل الله (كاف) لانتهاء الاستفهام.
سبيلا (أكفى) مما قبله.
سواء (حسن)
في سبيل الله (حسن) مما قبله للابتداء بالشرط.
وجدتموهم (كاف)
وليًا ولا نصيرًا تقدم ما يغني عن إعادته فلا وقف من قوله ولا تتخذوا منهم وليًا إلى أو يقاتلوا قومهم فلا يوقف على نصيرًا ولا على ميثاق ولا على صدورهم لاتصال الكلام بعضه ببعض.
أو يقاتلوا قومهم (كاف) ومثله فلقاتلوكم للابتداء بالشرط مع الفاء.
السلم ليس بوقف لأنَّ جواب فإن لم يأت بعد.
سبيلا (كاف)
قومهم (جائز)
أركسوا فيها (حسن) تقدم أنَّ كلما أنواع ثلاثة ما هو مقطوع اتفاقًا وهو قوله من كل ما سألتموه في إبراهيم ونوع مختلف فيه وهو كلما ردوا إلى الفتنة وكلما دخلت أمة وكلما جاء أمة وكلما ألقي فيها فوج والباقي موصول اتفاقًا.
حيث ثقفتموهم (صالح)
مبينا (تام))[منار الهدى: 105]
- التفسير