العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > الناسخ والمنسوخ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #2  
قديم 13 ذو القعدة 1433هـ/28-09-2012م, 02:20 PM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي مقدمات

عدد الآيات المنسوخة في سورة الفرقان

قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (سورة الفرقان. مكية وفيها من المنسوخ آيتان
أولاهما قوله تعالى: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر..} إلى قوله: {ويخلد فيه مهانا}...
الآية الثانية: قوله تعالى: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما..}).[الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 48-49]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (سورة الفرقان
حدّثنا يموت بإسناده عن ابن عبّاسٍ، قال: (وسورة الفرقان نزلت بمكّة فهي مكّيّةٌ)

قال جلّ وعزّ: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا} [الفرقان: 63]
من العلماء من قال هذا منسوخٌ...

وقد ذكرنا قوله عزّ وجلّ {والّذين لا يدعون مع اللّه إلهًا آخر} [الفرقان: 68] إلى قوله عزّ وجلّ {إلّا من تاب} [مريم: 60] وقول من قال هو منسوخٌ بقوله تعالى {ومن يقتل مؤمنًا متعمّدًا فجزاؤه جهنّم خالدًا فيها} [النساء: 93] في سورة النّساء ). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/568-570]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (سورة الفرقان. نزلت بمكّة وفيها من المنسوخ آيتان متلاصقتان وهما قوله تعالى {والّذين لا يدعون مع الله إلهًا آخر ولا يقتلون النّفس الّتي حرم الله إلّا بالحقّ} إلى قوله تعالى {مهانا}). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 136-137]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) :
(
سورة الفرقان (مكية)
قوله تعالى: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا}:
أكثر الناس على أن هذا منسوخ بالأمر بالقتال والقتل...

قال أبو محمد: وقد تقدّم القول في ذلك في قوله تعالى: {إلاّ من تاب وآمن}، وذكرنا قول من قال: إنه منسوخٌ بقوله تعالى: {ومن يقتل مؤمنًا متعمّدًا} الآية وقول من قال: إنه محكم، وبيّنا ذلك كلّه في سورة النساء، عند قوله: {ومن يقتل مؤمنًا متعمّدًا}. الآية -). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 371-372]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (باب: ذكر الآيات اللّواتي ادّعي عليهنّ النّسخ في سورة الفرقان
ذكر الآية الأولى: قوله تعالى: {أفأنت تكون عليه وكيلاً}...
ذكر الآية الثّانية: قوله تعالى: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً}...
ذكر الآية الثّالثة: قوله تعالى: {ولا يقتلون النّفس الّتي حرّم اللّه إلاّ بالحقّ} - إلى قوله - {إلاّ من تاب})[نواسخ القرآن: 414-416]
قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (سورة الفرقان
{أفأنت تكون عليه وكيلاً} قيل نسختها آية السيف وليس بصحيح لأن معناها أفأنت تكون عليهم حفيظا تحفظ من اتبع هواه فليس للنسخ وجه).[المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ: 46]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (سورة الفرقان: ليس فيها نسخ
وقالوا في قوله عز وجل: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما} الآية [الفرقان: 63]، قال أبو العالية: قوله: {قالوا سلاما} منسوخ بآية السيف...
وقالوا في قوله عز وجل: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر..} إلى قوله عز وجل: {..ويخلد فيه مهانا} الآية [الفرقان: 68-69] ذلك منسوخ بالاستثناء، وهو قوله عز وجل:
{إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} الآية [الفرقان: 70] وهذا ظاهر البطلان، وقد تقدم القول في مثله). [جمال القراء:1/342-345]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13 ذو القعدة 1433هـ/28-09-2012م, 02:27 PM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي

قوله تعالى: {أفأنت تكون عليه وكيلاً (43)}


قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (ذكر الآية الأولى: قوله تعالى: {أفأنت تكون عليه وكيلاً}.
زعم الكلبي أنه منسوخةٌ بآية السّيف، وليس بصحيحٍ؛ لأنّ المعنى: أفأنت تكون حفيظًا عليه تحفظه من اتّباع هواه؛ فليس للنّسخ وجهٌ).[نواسخ القرآن: 414]
قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (سورة الفرقان
{أفأنت تكون عليه وكيلاً} قيل: نسختها آية السيف وليس بصحيح؛ لأن معناها أفأنت تكون عليهم حفيظا تحفظ من اتبع هواه فليس للنسخ وجه).[المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ: 46]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 13 ذو القعدة 1433هـ/28-09-2012م, 02:35 PM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي

قال جلّ وعزّ: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا (63)}

قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ):
(
الآية الثانية:
قوله تعالى: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما...} الآية [63 / الفرقان / 25] منسوخة في حق الكفار بآية السيف، وبعض معناها محكم في حق المؤمنين).
[الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 49]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (قال جلّ وعزّ: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا} [الفرقان: 63]
من العلماء من قال هذا منسوخٌ وإنّما كان هذا قبل أن يؤمر المسلمون بحرب المشركين وليس سلامًا من التّسليم، وإنّما هو من التّسلّم تقول العرب سلامًا أي تسلّمًا منك وهو منصوبٌ على أحد أمرين:
يجوز أن يكون منصوبًا بقالوا
ويجوز أن يكون مصدرًا وهذا قول سيبويه وكلامه يدلّ
على أنّ الآية عنده منسوخةٌ
قال أبو جعفرٍ: ولا نعلم لسيبويه كلامًا في معنى النّاسخ والمنسوخ إلّا في هذه الآية قال سيبويه: وزعم أبو الخطّاب أنّ مثله يعني مثل قولك الحمد للّه ممّا ينتصب على المصدر، قولك للرّجل سلامًا يريد تسلّمًا منك كما قلت براءةٌ منك أي لا أتلبّس بشيءٍ من أمرك قال: وزعم أنّ أبا ربيعة كان يقول إذا لقيت فلانًا فقل سلامًا فسأله ففسّر له معنى براءةٌ منك، قال: وزعم أنّ هذه الآية {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا} [الفرقان: 63] بمنزلة ذلك لأنّ الآية فيما زعم مكّيّةٌ فلم يؤمر المسلمون يومئذٍ أن يسلموا على المشركين ولكنّه على قوله لا خير بيننا ولا شرّ
قال أبو جعفرٍ: وزعم محمّد بن يزيد أنّ سيبويه أخطأ في هذا وأساء العبارة لأنّه لا معنى لقوله ولم يؤمر المسلمون يومئذٍ أن يسلّموا على
المشركين وإنّما كان ينبغي أن يقول ولم يؤمر المسلمون يومئذٍ أن يحاربوا المشركين ثمّ أمروا بحربهم
قال أبو جعفرٍ: كلام محمّد بن يزيد يدلّ على أنّ الآية أيضًا عنده منسوخةٌ وإنّما جاز فيها أن تكون منسوخةً لأنّ معناها معنى الأمر أي إذا خاطبكم الجاهلون فقولوا سلامًا فعلى هذا يكون النّسخ فيها فأمّا كلام سيبويه فيحتمل أن يكون معناه لم يؤمر المسلمون يومئذٍ أن يسلّموا على المشركين ولكنّهم أمروا أن يتسلّموا منهم ويتبرّءوا ثمّ نسخ ذلك بالأمر بالحرب ). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/568-569]

قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (سورة الفرقان (مكية)
قوله تعالى: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا}:
أكثر الناس على أن هذا منسوخ بالأمر بالقتال والقتل، وكان هذا بمكة قبل أن يؤمروا بالقتال. وليس قولهم: سلامًا، من السلام الذي هو التحية، إنما هو من السلام الذي هو التّبرّأ، فالمعنى أنهم كانوا إذا خاطبهم الكفار قالوا: سلامًا منكم، أي: براءةً منكم.
فإن قيل: إن لفظ هذا خبر فكيف أجزت فيه النسخ؟
فالجواب: أن هذا ليس من الخبر الذي لا يجوز نسخه، لأنه ليس فيه خبرٌ من الله لنا عن شيء يكون أو شيء كان فنسخ بأنه لا يكون، أو بأنه لم يكن - هذا الذي لا يجوز فيه النسخ - وإنما هذا خبرٌ من الله لنا أن هذا الأمر
كان من فعل هؤلاء الذين هم عباد الرّحمن قبل أن يؤمروا بالقتال، وأعلمنا في موضعٍ آخر نزل بعد فعلهم ذلك، أنه أمر بقتالهم وقتلهم فنسخ الله ما كانوا عليه، ولو أعلمنا الله في موضع آخر عن عباد الله أنهم لم يكونوا يقولون للجاهلين سلامًا، لكان ذلك نسخًا للخبر الأول، وهذا لا يجوز وهو نسخ الخبر بعينه، والله يتعالى عن ذلك. فإذا كان الخبر بعينه حكايةً عن فعل قومٍ جاز نسخ ذلك الفعل الذي أخبرنا الله تعالى به عنهم بأن يأمرنا أن لا نفعله، ولا يجوز نسخ الخبر والحكاية بعينها، بأنها لم تكن أو كانت على خلاف ما أخبرنا به أولاً، فاعرف الفرق في ذلك). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 371-372]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (ذكر الآية الثّانية: قوله تعالى: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً}.
قال الحسن في تفسيرها: "لا يجهلون على أحدٍ وإن جهل عليهم حلموا". وهذه الآية محكمةٌ
عند الجمهور.
وقد زعم قومٌ: أنّ المراد بها أنّهم يقولون للكفّار، ليس بيننا وبينكم غير السّلام، وليس المراد السّلام الّذي هو التّحيّة، وإنما المراد بالسلام التسلّم، أي: تسلّمًا منكم ومتاركةً لكم، كما يقول: براءةٌ (منك) أي: لا ألتبس بشيءٍ من أمرك ثمّ نسخت بآية السّيف.
وهذا باطلٌ، لأنّ اسم الجاهل يعمّ المشرك وغيره، فإذا خاطبهم مشركٌ، قالوا: السّداد والصّواب في الرّدّ عليه. وحسن (المحاورة) في الخطّاب لا ينافي القتال. فلا وجه للنّسخ).[نواسخ القرآن: 415]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (سورة الفرقان: ليس فيها نسخ، وقالوا في قوله عز وجل: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما} الآية [الفرقان: 63]، قال أبو العالية: قوله: {قالوا سلاما} منسوخ بآية السيف، وتكلم في ذلك سيبويه ولم يتكلم في شيء من الناسخ والمنسوخ إلا في هذه، قال: ولم يؤمر المسلمون يومئذ أن يسلموا على المشركين، قال: ولكنه على قولك: لا خير بيننا ولا شر، يعني أن قوله: {قالوا سلاما} معناه: تسلما منكم ومتاركة لانجاهلكم، لا خير بيننا ولا شر، أي: نتسلم عنكم تسلما، فأقيم السلام مقام التسلم، وهذا التأويل يحتاج فيه إلى إثبات أن الجاهلين هم المشركون، وأيضا فإن الله عز وجل وصف المؤمنين وأثنى عليهم بصفات منها الحلم عند جهل الجاهل، والمراد بالجاهلين: السفهاء، وهذه صفة محمودة باقية إلى يوم القيامة، وما زال الإغضاء عن السفهاء والترفع عن مقابلة ما قالوه بمثله من أخلاق الفضلاء، وبذلك يقضي الورع والشرع والأدب والمروءة، ثم وأي حاجة إلى القول بأن ذلك منسوخ.
وقال زيد بن أسلم: التمست تفسير هذه الآية فلم أجده عند أحد، فأتيت في النوم، فقيل لي: هم الذين لا يريدون فسادا في الأرض.
وقال ابن زيد: هم الذين لا يتكبرون في الأرض ولا يتجبرون ولا يفسدون، وهو قوله عز وجل: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا} الآية [القصص: 83]، وقال الحسن: يمشون حلماء علماء لا يجهلون، وإن جهل عليهم لم يجهلوا {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما} الآية [الفرقان: 63]، أي: إذا خاطبهم الجاهلون بما يكرهون من القول أجابوهم بالمعروف والسداد من الخطاب: قالوا: تسلما منكم وبراءة بيننا وبينكم، ذلت- والله – منهم الأسماع والأبصار والجوارح، حتى يحسبهم الجاهل مرضى وما بالقوم من مرض، وإنهم لأصحاء القلوب ولكنهم دخلهم من الخوف ما لم يدخل غيرهم، ومنعهم من الدنيا علمهم بالآخرة، فلما وصلوا إلى بغيتهم قالوا: {الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن} الآية [فاطر: 34] والله ما حزنتهم الدنيا ولا تعاظم في أنفسهم ما طلبوا به الجنة، أبكاهم الخوف من النار، وإنه من لم يعتز بعز الله يقطع نفسه حسرات.
وكلام الحسن وما ذكرته من كلام غيره يدل على أن الآية محكمة.
وقول سيبويه الذي قاله فيه نظر؛ لأنه قال: لم يؤمر المسلمون إن يسلموا على المشركين، وهذا ليس بأمر، إنما هو شيء حكاه الله عز وجل، وأثنى عليهم به، فإن قيل: أراد سيبويه رحمه الله: لم يؤمروا أن يسلموا عليهم فكيف يسلمون عليهم؟.
قلت: لا يفتقرون في ذلك إلى أمر من الله عز وجل، فقد كانوا يسلمون عليهم: وإن كان "سلام عليكم" أصله الدعاء إلا أنه قد يقوله من لا يريد الدعاء إنما يريد الإحسان والإجمال في المخاطبة، فإن أراد سيبويه هذا فهو حسن، وإن أراد أنهم لم يأتوا بالتسليم مريدين به التبرؤ، فإن ذلك يبطل بقوله عز وجل في سورة القصص حين أثنى على قوم من أهل الكتاب أسلموا: {وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين} الآية [القصص: 55] وهذه الآية أخت تلك، وقد عيب عليه قوله: لا خير بيننا ولا شر.
وقال مكي في هذه الآية: إن هذا وإن كان خبرا فهو من الخبر الذي يجوز نسخه، قال: لأنه ليس فيه خبر من الله عز وجل عن شيء يكون أو شيء كان فينسخ بآية لا يكون، أو بآية لم يكن، هذا الذي لا يجوز فيه النسخ، وإنما هذا خبر من الله عز وجل لنا أن هذا الأمر كان من فعل هؤلاء الذين هم عباد الرحمن قبل أن يؤمروا بالقتال، وأعلمنا في موضع آخر نزل بعد فعلهم ذلك أنه أمر بقتالهم وقتلهم، فنسخ ما كانوا عليه، قال: ولو أعلمنا في موضع آخر أنهم لم يكونوا يقولون للجاهلين سلاما لكان هذا نسخا للخبر الأول، وهذا لا يجوز، وهو نسخ الخبر بعينه، والله عز وجل يتعالى عن ذلك.
قال: فإذا كان الخبر حكاية عن فعل قوم جاز نسخ ذلك الفعل الذي أخبرنا به عنهم بأن يأمر بألا تفعلوه، ولا يجوز نسخ ذلك الخبر والحكاية بعينها بأنها لم تكن أو كانت على خلاف ما أخبر به أولا فاعرف الفرق في ذلك.
وقوله هذا لو فرضنا أن تأويل الآية أن الجاهليين هم المشركون لا يصح به نسخ الآية؛ لأن الله عز وجل إن كان نهاهم من بعده أو أمرهم ألا يفعلوه بآية السيف، فإن هذا الخلق الذي أخبر به عنهم، وهو قولهم سلاما، لم يكن بأمر من الله عز وجل، وإنما كان من عند أنفسهم حلما وتبرؤا من المشركين كما زعم من قال ذلك، فإذا نزلت آية السيف ناسخة لذلك كانت ناسخة عادة كانوا يفعلونها ولم تكن ناسخة قرآنا، وهذه الآية مخبرة بما كانوا يفعلونه فكيف تنسخها آية السيف، وهذا واضح). [جمال القراء:1/342-344]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 ذو القعدة 1433هـ/28-09-2012م, 04:57 PM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي

قوله عزّ وجلّ {والّذين لا يدعون مع اللّه إلهًا آخر (68)}

قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ):
(
أولاهما
قوله تعالى: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر...} إلى قوله: {ويخلد فيه مهانا} [68، 69 / الفرقان / 25] الآية نسخها بقوله: {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا...} الآية [70 / الفرقان / 25].).[الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 48-49]

قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (وقد ذكرنا قوله عزّ وجلّ {والّذين لا يدعون مع اللّه إلهًا آخر} [الفرقان: 68] إلى قوله عزّ وجلّ {إلّا من تاب} [مريم: 60] وقول من قال هو منسوخٌ بقوله تعالى {ومن يقتل مؤمنًا متعمّدًا فجزاؤه جهنّم خالدًا فيها} [النساء: 93] في سورة النّساء ). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/570]

قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (سورة الفرقان
نزلت بمكّة وفيها من المنسوخ آيتان متلاصقتان وهما قوله تعالى {والّذين لا يدعون مع الله إلهًا آخر ولا يقتلون النّفس الّتي حرم الله إلّا بالحقّ} إلى قوله تعالى {مهانا} ثمّ نسخها الله تعالى بالاستثناء وقال {إلّا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} وأكد الآية الثّانية من جميع الآيتين واختلف المفسّرون في التبديل أين يقع في الدّنيا أم في الآخرة فقالت طائفة التبديل في الدّنيا يصير مكان الإصرار على الذّنب الإقلاع ومكان المعصية التّوبة ومكان الإقامة على الذّنب الاعتذار منه وقال آخرون التبديل يقع في الآخرة وهو قول عليّ بن الحسين وجماعة معه وقد روي عن محمّد بن واسع أنه قال ما يسوؤني أن ألقى الله عز وجل بقراب الأرض خطايا قراب الأرض ما يقارب مثلها ألا أكون مثابا على مثلها مغفرة لي ثمّ تلا هذه الآية {إلّا من تاب} ). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 136-137]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (قال أبو محمد: وقد تقدّم القول في ذلك في قوله تعالى: {إلاّ من تاب وآمن}، وذكرنا قول من قال: إنه منسوخٌ بقوله تعالى: {ومن يقتل مؤمنًا متعمّدًا} الآية وقول من قال: إنه محكم، وبيّنا ذلك كلّه في سورة النساء، عند قوله: {ومن يقتل مؤمنًا متعمّدًا}. الآية -). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 372]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (ذكر الآية الثّالثة: قوله تعالى: {ولا يقتلون النّفس الّتي حرّم اللّه إلاّ بالحقّ} - إلى قوله - {إلاّ من تاب}.
للعلماء فيها قولان:
أحدهما: أنّها منسوخةٌ، ولهؤلاء في ناسخها ثلاثة أقوال:
أحدها: أنّه قوله {ومن يقتل مؤمناً متعمّداً}، قاله ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما والأكثرون على خلافه في أن القتل لا يوجب
الخلود. وقال أبو جعفرٍ النّحّاس، من قال: إنّ قوله: {ولا يقتلون النّفس} الآيات نسخها قوله {ومن يقتل مؤمناً متعمّداً} فمعناه نزل بنسختها. والآيتان واحدٌ، لأنّ هذا لا يقع فيه ناسخٌ ولا منسوخٌ، لأنّه خبرٌ.
والثّاني: قوله {إنّ اللّه لا يغفر أن يشرك به}. الآية (وهذا لا يصحّ، لأنّ الشّرك لا يغفر إذا مات المشرك عليه).
والثّالث: أنّه نسخت بالاستثناء في قوله: {إلاّ من تاب} وهذا باطلٌ، لأنّ الاستثناء ليس بنسخٍ.
والقول الثّاني: أنّها محكمةٌ، والخلود إنّما كان لانضمام الشّرك إلى القتل والزنا).[نواسخ القرآن: 416]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وقالوا في قوله عز وجل: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر..} إلى قوله عز وجل: {..ويخلد فيه مهانا} الآية [الفرقان: 68-69] ذلك منسوخ بالاستثناء، وهو قوله عز وجل: {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} الآية [الفرقان: 70] وهذا ظاهر البطلان، وقد تقدم القول في مثله). [جمال القراء:1/345]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 ذو القعدة 1433هـ/28-09-2012م, 05:05 PM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي

أثر حميد بن عبد الرحمن بن عوف
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج ابن الانباري في "المصاحف" عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الصبح فقرأ سورة الفرقان فاسقط آية فلما سلم، قال: ((هل في القوم أبي؟)) فقال أبي: ها أنا يا رسول الله، فقال: ((ألم أسقط آية؟)) قال: بلى، قال: ((فلم لم تفتحها علي؟)) قال: حسبتها آية نسخت، قال: ((لا، ولكني أسقطتها))). [الدر المنثور: 11/134]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:37 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة