العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > التفسير اللغوي > التفاسير اللغوية المجموعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 4 شوال 1433هـ/21-08-2012م, 03:18 PM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي تنبيهات مهمة في التفاسير اللغوية المجموعة

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد:
فإن استخلاص المسائل المتعلقة بالتفسير من كتب علماء اللغة لم يكن بالعمل الهيّن ، فكان لا بد من تقسيم العمل إلى مراحل ليسير العمل فيه بانتظام إلى أن يصل الغاية المنشودة بعون الله تعالى، وقد اعترض العمل من الصعوبات ما اعترضه، وصرنا بين خيارين:
أحدهما: التدقيق والتمحيص الذي قد يطول أمده ثم قد تعترضه صعوبات أخرى ربما ينقطع العمل بسببها.
والآخر: محاولة تسيير العمل بطريقة يحصل بها النفع لطلاب العلم والباحثين مع التنبيه إلى ما ينبغي التنبيه عليه إلى أن نصل إلى ما نحب من المراجعة الحسنة والتدقيق، وهذا هو ما فضلناه.

ولذلك فإن هذا الموضوع مخصص لبيان التنبيهات التي يحتاجها القارئ في هذا القسم ، وأجمل هذه التنبيهات في أمور:
1: إن استخلاص أقوال علماء اللغة كان باستقراء كتبهم مباشرة ، ولم نعتمد النقل مما جمع من كتب بعضهم خشية أن يفوتنا ما فات جامعيها، وستكون مرحلة العرض على تلك الكتب لإضافة ما فاتنا في وقت لاحق بإذن الله.
2: إن كلام أولئك الأئمة في كتبهم اللغوية التي يعرضون فيها لمسائل تتعلق ببعض الآيات تفسيراً وإعراباً وبلاغة وغير ذلك : إنما يجر إليه في الغالب قصد التمثيل والتوضيح لما أرادوا بيانه من تلك المسائل اللغوية التي هي مقصودهم في الأصل، فقد يظن القارئ فيما اقتبس من كلامهم نوع اجتزاء بسبب عرضه في سياق تفسير الآية، وهو في حقيقة الأمر تام غير مجتزأ ؛ لكنه كان لغرض بيان مسألة لغوية عرض فيها للآية من باب التمثيل لا لقصد الحديث عن تفسير تلك الآية.
وتبيّن هذا الأمر يزيل إشكالات كثيرة قد تعرض للقارئ في هذا القسم ، فيستفيد من كلام أؤلئك الأئمة بحسب ما تيسر جمعه.

3: التنبيه إلى اختلاف طرق تدوين كتب اللغة وما يتبع ذلك من إشكال في استخلاص الأقوال من بعضها؛ فمنها ما يكون تصنيفاً من المؤلف بكتابته إياه ثم يتداوله الطلاب والنساخ ، ومنها ما يكون إملاء من الشيخ على طلابه، فربما أضاف راوي الكتاب من قوله لغرض الحكاية أو التوضيح ما لا يصح أن يكون من قول المؤلف، ومنها ما يكون سؤالات من أصحاب أؤلئك العلماء، فيظهر تصرف راوي الكتاب في حكاية قول العالم.
وهذه التصرفات لها أنواع لا يحسن اعتماد طريقة موحدة لمعالجتها، والأمر فيها يستدعي مراجعة عامة للأقوال التي جمعت وهي لو طبعت لقدَّرت أن تبلغ نحو عشر مجلدات كبار .

وهذا مثال لنوع من تلك الأنواع:

اقتباس:
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وسئل أبو العباس عن {الْحَمْدُ لِلَّهِ} ما معناه؛ وقد يقال للرجل الحمد؟ فقال: كل الحمد لله، وكل حمد ذكر للأدميين فهو جزء منه، أي كل ذلك لله). [مجالس ثعلب: 86]
فأبو العباس هو ثعلب ، وهو لم يقل: سئل أبو العباس، وإنما الذي قال ذلك راوي الكتاب، وتصحيح هذا ونظائره يضطرنا إلى التصرف في النقل، وهو أمر غير مرغوب فيه؛ ولا يمكن التصحيح بطريقة موحدة لاختلاف الأمثلة، فرأينا الاكتفاء في هذه المرحلة بتنبيه القارئ إلى هذا الأمر ليدرك أنا تركناه عن عمد في نظائره لئلا نتصرف في النقل.
وسننظر بإذن الله في الطريقة المثلى لمعالجة هذا الأمر بحيث ينتقى لكل نقل ما يناسب في حكايته دون التصرف في كلام العالم.
لكن هذا سيكون في مرحلة لاحقة إن شاء الله تعالى لما أسلفت من كبر حجم العمل وعدم رغبتنا في تعطيل الانتفاع به بحجبه عن القراء إلى أن يتم هذا التصحيح ففي ذلك تفويت لحاجة كثير من الطلاب والباحثين.
وأعمال الإضافات والتحسين بحر لا ساحل له ، والله يوفق من يشاء وهو يهدي السبيل.
هذا ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة