العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > التفسير اللغوي > جمهرة التفسير اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 شعبان 1431هـ/18-07-2010م, 03:25 PM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي التفسير اللغوي لسورة الصافات

التفسير اللغوي لسورة الصافات

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 ذو القعدة 1431هـ/24-10-2010م, 11:12 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى 10]

{وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (2) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا (3) إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ (4) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5) إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10)}

تفسير قوله تعالى: {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (2) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا (3)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {والصّافّات صفًّا} [الصافات: 1]، يعني: صفوف الملائكة في الصّلاة وهو تفسير السّدّيّ.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: الملائكة.
الفرات بن سلمان، عن عبد الكريم الجزريّ، عن عطاءٍ، قال: ليس في السّموات السّبع موضع شبرٍ إلا عليه ملكٌ قائمٌ أو راكعٌ أو ساجدٌ.
- إبراهيم بن محمّدٍ، عن محمّد بن المنكدر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أطّت السّماء وحقّ لها أن تئطّ ليس فيها موضع شبرٍ إلا وعليه ملكٌ قائمٌ أو راكعٌ أو ساجدٌ»). [تفسير القرآن العظيم: 2/822]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فالزّاجرات زجرًا} [الصافات: 2] الملائكة، والرّعد ملكٌ يزجر السّحاب وقد قال في آيةٍ أخرى: {فإنّما هي زجرةٌ واحدةٌ} [الصافات: 19] وهي النّفخة الآخرة ينفخ فيه صاحب الصّور). [تفسير القرآن العظيم: 2/822]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فالتّاليات} [الصافات: 3]، يعني: الملائكة.
{ذكرًا} [الصافات: 3]، يعني: الوحي، وهو تفسير السّدّيّ، تتلو القرآن، الوحي الّذي تأتي به الأنبياء.
[تفسير القرآن العظيم: 2/822]
عاصم بن حكيمٍ أنّ مجاهدًا قال: هذا كلّه الملائكة، أقسم بهذا كلّه.
{إنّ إلهكم لواحدٌ {4} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/823]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {والصّافّات...}

تخفض التاء من {الصافات} , ومن : {التاليات} : لأنه قسمٌ.
وكان ابن مسعودٍ يدغم : {والصّافّات صفّا} , وكذلك : {والتاليات} , {والزاجرات} : يدغم التاء منهن , والتبيان أجود؛ لأن القراءة بنيت على التفصيل والبيان.
, وهذه الأحرف - فيما ذكروا -: الملائكة). [معاني القرآن: 2/382]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ) : (قوله {والصّافّات}:كل شيء بين السماء والأرض لم يضم , قتريه , فهو صاف.). [مجاز القرآن: 2/166]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ) : ({ فالتّاليات ذكراً}: أي: القارئات , والتالي القارئ, " ذكراً ": كتاباً ؛ والتالي المتبع في موضع آخر.). [مجاز القرآن: 2/166]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({الصافات}: المصطفة). [غريب القرآن وتفسيره: 314]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({والزاجرات}{والتاليات}: الملائكة والتالي القارئ). [غريب القرآن وتفسيره: 314]


قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قال ابن مسعود:
{الصّافّات صفًّا}، {فالزّاجرات زجراً}، {فالتّاليات ذكراً}: (هم الملائكة).). [تفسير غريب القرآن: 369]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله عزّ وجلّ:{والصّافّات صفّا (1)}

أكثر القراءة : تبيين التاء، وقد قرئت على إدغام: التاء في الصاد, وكذلك: {فالزّاجرات زجرا (2)}
فإن شئت : أدغمت التاء في الزاي، وإن شئت بيّنت، وكذلك: {فالتّاليات ذكرا (3)}
{إنّ إلهكم لواحد (4)}: أقسم بهذه الأشياء - عزّ وجلّ - أنّه واحد.
وقيل معناه : وربّ هذه الأشياء , إنه واحد.
وتفسير الصافات: أنها الملائكة، أي: هم مطيعون في السماء يسبحون اللّه عزّ وجلّ .
فالزاجرات، روي : أن الملائكة تزجر السحاب، وقيل:{فالزّاجرات زجرا}:كل ما زجر عن معصية اللّه.
{فالتّاليات ذكرا}: قيل : الملائكة، وجائز أن يكون الملائكة , وغيرهم أيضا ممن يتلون ذكر اللّه.). [معاني القرآن: 4/297]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( من ذلك قوله جل وعز: {والصافات صفا (1) فالزاجرات زجرا (2) فالتاليات تذكرا}
روى مسروق , عن عبد الله بن مسعود , وعكرمة , عن ابن عباس قالا في قوله تعالى: {والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا}: (هذه كلها الملائكة) .
قال أبو جعفر : الصافات : جمع صافة , كأنه جماعة .
صافة: أي : مصطفة , تذكر الله جل وعز , وتسبحه .
والزاجرات : جمع زاجرة , أي: التي تزجر السحاب على ما مضى .
وقال قتادة : (الزاجرات كل ما زجر عنه , كأنه يريد ذوات الزجر) .
ويجوز أن تكون الزاجرات : كل ما يزجر عن معاصي الله جل وعز , وأن تكون التاليات: كل ما يتلو ذكر الله جل وعز وكتبه.). [معاني القرآن: 6/7-8]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَالصَّافَّاتِ}, {الزَّاجِرَاتِ}, {التَّالِيَاتِ}: الملائكة.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 205]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({والصَّافَّاتِ}: الملائكة). [العمدة في غريب القرآن: 253]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الزَّاجِرَاتِ}: الملائكة). [العمدة في غريب القرآن: 253]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({التَّالِيَاتِ}: ......... ). [العمدة في غريب القرآن: 253]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ (4) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {والصّافّات صفّا (1)}
أكثر القراءة تبيين التاء، وقد قرئت على إدغام التاء في الصاد , وكذلك : {فالزّاجرات زجرا (2)}
فإن شئت أدغمت التاء في الزاي، وإن شئت بيّنت، وكذلك: {فالتّاليات ذكرا (3)}
{إنّ إلهكم لواحد (4)}: أقسم بهذه الأشياء - عزّ وجلّ - أنّه واحد.
وقيل : معناه : وربّ هذه الأشياء , إنه واحد.). [معاني القرآن: 4/297] (م)

تفسير قوله تعالى: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ربّ السّموات والأرض وما بينهما وربّ المشارق {5}} [الصافات: 5] سعيدٌ، عن قتادة، قال: لها ثلاث مائةٍ وستّون مشرقًا وثلاث مائةٍ وستّون مغربًا.
وسمعت غير سعيدٍ يقول: هي ثمانون ومائة منزلةٍ، تطلع كلّ يومٍ في منزلةٍ حتّى تنتهي إلى آخرها، ثمّ ترجع في الثّمانين ومائةٍ، فتكون ثلاث مائةٍ وستّين، فهي كلّ يومٍ في منزلةٍ.
قال سعيدٌ: وقال قتادة: {ربّ المشرقين وربّ المغربين} [الرحمن: 17] قال: لها مشرقٌ في الشّتاء، ومشرقٌ في الصّيف، ومغربٌ في الشّتاء، ومغربٌ في الصّيف.
وقوله عزّ وجلّ: {ربّ المشرق والمغرب} [الشعراء: 28] المشرق كلّه والمغرب كلّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/823]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ)
: ({رّبّ السّماوات والأرض وما بينهما وربّ المشارق}

قال: {رّبّ السّماوات والأرض} , على "أنّ ألهكم ربّ" , ونصب بعضهم: {ربّ السّماوات} , {وربّ المشارق} : فجعله صفة للاسم الذي وقعت عليه "إنّ" , والأول أجود ؛ لأن الأول في هذا المعنى , وهو متناول بعيد في التفسير.). [معاني القرآن: 3/38]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ربّ السّماوات والأرض وما بينهما وربّ المشارق (5)}
قيل: المشارق : ثلاثمائة وستون مشرقا، ومثلها: من المغارب.).[معاني القرآن: 4/298]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {رب السموات والأرض وما بينهما ورب المشارق}
روى أبو ظيبان , عن ابن عباس , قال: (للشمس كل يوم مشرق , وكل يوم مغرب , فتلك المشارق والمغارب).
وللصيف مشرق ومغرب , وللشتاء مشرق ومغرب , فذلك قوله جل وعز: {رب المشرقين ورب المغربين} .). [معاني القرآن: 6/9]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله: {إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بزينةٍ الكواكب...}
تضاف الزينة إلى الكواكب, وهي قراءة العامّة...
- وحدثني قيس وأبو معاوية , عن الأعمش, عن أبي الضحى , عن مسروق أنه قرأ {بزينةٍ الكواكب} يخفض الكواكب بالتكرير , فيردّ معرفة على نكرة، كما قال :{لنسفعاً بالناصية ناصيةٍ كاذبةٍ خاطئةٍ} , فردّ نكرة على معرفةٍ.
ولو نصبت {الكواكب} إذا نوّنت في الزينة كان وجهاً صواباً, تريد: بتزييننا الكواكب, ولو رفعت {الكواكب} تريد: زيّناها بتزيينها الكواكب , تجعل الكواكب هي التي زيّنت السّماء.). [معاني القرآن: 2/382]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وحفظاً من كلّ شيطانٍ ماردٍ }: لم تعمل الباء فيها التي هي في : {بزينةٍ الكواكب}: فمجازها: وحفظناها , قال كعب بن زهير:
يسعى الوشاة جنابيها وقيلهم= إنك يابن أبي سلمى لمقتول
قيلهم بالنصب: ويقولون.). [مجاز القرآن: 2/166] (م)
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بزينةٍ الكواكب}
وقال: {زيّنّا السّماء الدّنيا بزينةٍ الكواكب} , فجعل {الكواكب} بدلا من{الزينة}, وبعضهم يقول {بزينة الكواكب} , وليس يعني بعضها , ولكن زينتها حسنها.). [معاني القرآن: 3/38]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بزينة الكواكب (6)}
{بزينة الكواكب}: على إضافة الزينة إلى الكواكب، وعلى هذا أكثر القراءة، وقد قرئت بالتنوين وخفض الكواكب، والمعنى : أن الكواكب بدل من الزينة.
المعنى : إنا زينا السماء الدنيا بالكواكب، ويجوز بزينة الكواكب.
وهي: أقل ما في القراءة على معنى بأن زينا الكواكب.
ويجوز أن يكون : الكواكب في النصب بدلا من قوله بزينة؛ لأن {بزينة }: في موضع نصب، ويجوز بزينة الكواكب.
ولا أعلم أحدا قرأ بها، فلا تقرأن بها إلا أن ثبتت بها رواية؛ لأن القراءة سنة.


ورفع الكواكب على معنى: أنا زينا السماء الدنيا , بأن زينتها الكواكب, وبأن زيّنت الكواكب). [معاني القرآن: 4/298]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب} على البدل : وبزينة الكواكب .
قال أبو حاتم: أعني الكواكب.
قال أبو جعفر : وأجود مما قال : أن يكون بمعنى بأن زينا الكواكب فيها , ويجوز بزينة الكواكب : بمعنى بأن زينتها الكواكب أو بمعنى هي الكواكب). [معاني القرآن: 6/9-10]

تفسير قوله تعالى:{وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وحفظًا} [الصافات: 7]، أي: وجعلناها، يعني: الكواكب حفظًا للسّماء.
{من كلّ شيطانٍ ماردٍ} [الصافات: 7] مرد على المعصية، أي: اجترأ على المعصية، وهم سراة إبليس). [تفسير القرآن العظيم: 2/823]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({وحفظاً من كلّ شيطانٍ ماردٍ}: لم تعمل الباء فيها التي هي في { بزينةٍ الكواكب } : فمجازها: وحفظناها , قال كعب بن زهير:

يسعى الوشاة جنابيها وقيلهم = إنك يابن أبي سلمى لمقتول
قيلهم بالنصب: ويقولون.). [مجاز القرآن: 2/166]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وحفظاً مّن كلّ شيطان مّاردٍ}
وقال: {وحفظاً} : لأنه بدل من اللفظ بالفعل , كأنه قال: "وحفظناها حفظاً"). [معاني القرآن: 3/39]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({مارد}: خبيث). [غريب القرآن وتفسيره: 314]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وحفظا من كلّ شيطان مارد (7)}


وحفظناها من كل شيطان مارد: على معنى : وحفظناها حفظا من كل شيطان مارد.

يقذفون بها : إذا استرقوا السّمع.). [معاني القرآن: 4/298]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وحفظا من كل شيطان مارد}
أي: وحفظناها حفظا من كل شيطان مارد.). [معاني القرآن: 6/10]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَّارِدٍ}: خبيث.). [العمدة في غريب القرآن: 253]

تفسير قوله تعالى:{لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {لا يسمعون} [الصافات: 8]، أي: لئلا يسمعوا.
{إلى الملإ الأعلى} [الصافات: 8] الملائكة في السّماء، وكانوا يسمعون قبل أن يبعث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أخبارًا من أخبار السّماء، فأمّا الوحي فلم يكونوا يقدرون على أن يسمعوه وكانوا يقعدون منها مقاعد للسّمع، فلمّا بعث اللّه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم منعوا من تلك المقاعد.
[تفسير القرآن العظيم: 2/823]
قال: {لا يسّمّعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون} [الصافات: 8]، أي: يرمّون.
{من كلّ جانبٍ} [الصافات: 8] تفسير ابن مجاهدٍ، عن أبيه: من كلّ مكانٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/824]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {لاّ يسّمّعون...}

قرأها أصحاب عبد الله بالتّشديد على معنى يتسمعّون.
وقرأها الناس {يسمعون} , وكذلك قرأها ابن عباس؛ وقال: (هم يتسمّعون , ولا يسمعون).
ومعنى (لا) كقوله: {كذلك سلكناه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به} , لو كان في موضع (لا) (أن) صلح ذلك، كما قال: {يبيّن الله لكم أن تضلّوا} , وكما قال: {وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم} .
ويصلح في (لا) على هذا المعنى الجزم, العرب تقول: ربطت الفرس لا ينفلت، وأوثقت عبدي لا يفر, وأنشدني بعض بني عقيلٍ:
وحتّى رأينا أحسن الودّ بيننا = مساكتةً لا يقرف الشرّ قارف
وبعضهم يقول: لا يقرف الشّر .
والرفع لغة أهل الحجاز, وبذلك جاء القرآن.) [معاني القرآن: 2/382-383]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لا يسّمّعون}: أي: لا يتسمعون, فأدغمت التاء في السين.
{إلى الملأ الأعلى}: ملائكة اللّه.). [تفسير غريب القرآن: 369]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {لا يسّمّعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كلّ جانب (8)}
{لا يسمعون} : ويقرأ بالتشديد {يسّمّعون} : على معنى : يتسمّعون , {ويقذفون من كلّ جانب (8) } .). [معاني القرآن: 4/298]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {لا يستمعون إلى الملأ الأعلى}:يعني : الملائكة .
قال أبو حاتم : أي: لئلا يسمعوا , ثم حذف أن , فرفع الفعل , كما قال الشاعر:
ألا أيها اللائمي احضر الوغى = وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي). [معاني القرآن: 6/10-11]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ويقذفون} :أي: ويرجمون). [ياقوتة الصراط: 425]

تفسير قوله تعالى: {دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({دحورًا} [الصافات: 9] طردًا، يطردون عن السّماء.
وقال ابن مجاهدٍ، عن أبيه: مدحورين مطرودين.
حدّثنا عبيدٌ الصّيّد، قال: سمعت أبا رجاءٍ العطارديّ يقول: كنّا قبل أن يبعث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ما نرى نجمًا يرمى به، فبينما نحن ذات ليلةٍ إذ النّجوم قد رمي بها، فقلنا: ما هذا؟ إنّ هذا لأمرٌ حدثٌ، فجاءنا أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بعث، وأنزل اللّه هذه الآية في سورة الجنّ {وأنّا كنّا نقعد منها مقاعد للسّمع فمن يستمع الآن يجد له شهابًا رصدًا}
[الجن: 9] قوله عزّ وجلّ: {ولهم عذابٌ واصبٌ} [الصافات: 9] دائمٌ في تفسير مجاهدٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/824]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {من كلّ جانبٍ دحوراً...}

بضمّ الدال, ونصبها أبو عبد الرحمن السلمي. فمن ضمّها جعلها مصدراً؛ كقولك: دحرته دحوراً, ومن فتحها جعلها اسماً؛ كأنه قال: يقذفون بداحرٍ , وبما يدحر, ولست أشتهيها؛ لأنها لو وجّهت على ذلك على صحّةٍ , لكانت فيها الباء, كما تقول: يقذفون بالحجارة، ولا تقول : يقذفون الحجارة, وهو جائز؛ قال الشاعر:
نغالي اللحم للأضياف نيئاً = وترخصه إذا نضج القدور
والكلام: نغالي باللحم.
وقوله: {عذابٌ واصبٌ}, {وله الدّين واصباً}: دائم خالصٌ.). [معاني القرآن: 2/383]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ دحوراً }: مصدر " دحرت " , تقول العرب: ادحر عنك الشيطان: أبعد عنك الشيطان.
{عذابٌ واصبٌ } : أي: دائم , قال أبو الأسود الدؤلي:
لا أشتري الحمد القليل بقاؤه= يوماً بذمّ الدهر أجمع واصبا). [مجاز القرآن: 2/166-167]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({واصب}: دائم وقالوا واجب. يقال وصب يصب وصوبا). [غريب القرآن وتفسيره: 314]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({دحوراً}: يعني : طردا.
يقال: دحرته دحرا ودحورا، أي : دفعته.
{ولهم عذابٌ واصبٌ}: أي :دائم). [تفسير غريب القرآن: 369]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {دحورا} : أي: يدحرون , أي: يباعدون.
{ولهم عذاب واصب (9)} : قيل: دائم , وقيل : موجع.). [معاني القرآن: 4/299]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ويقذفون من كل جانب دحورا}
قال مجاهد : (ويقذفون , أي : يرمون دحورا , أي : مطرودين) .
وقال قتادة : (دحورا , أي: رميا في النار) .
قال أبو جعفر : يقال دحره إذا طرده , وباعده : دحورا ودحرا
ويروى عن أبي عبد الرحمن أنه قرأ : دحورا , بفتح الدال , والمصادر على فعول قليلة .
وقال بعض النحويين : ليس بمصدر , ولكنه : بمعنى بما يدحرهم , ولو كان على ما قال : لكان بدحور , أي : بمباعد .
ثم قال جل وعز: {ولهم عذاب واصب}
قال مجاهد , وقتادة : (أي : دائم)). [معاني القرآن: 6/11-12]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {دحورا}: أي: ذلا, {واصب}: أي: دائم). [ياقوتة الصراط: 425]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({دُحُورًا}: طرداً, {وَاصِبٌ}: دائم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 205]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَاصِبٌ}: دائم). [العمدة في غريب القرآن: 253]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ} [الصافات: 10] رجع إلى أوّل الكلام {وحفظًا من كلّ شيطانٍ ماردٍ {7} لا يسّمّعون إلى الملإ الأعلى} [الصافات: 7-8]...
{إلا من خطف الخطفة} [الصافات: 10] استمع الاستماعة كقوله: {إلا من استرق السّمع فأتبعه شهابٌ مبينٌ} [الحجر: 18].
قال: {فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ} [الصافات: 10]، أي: مضيءٌ.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: ثقوبه: ضوءه.
- يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: إذا رأيتم الكوكب قد رمي به فتوارى فإنّه لا يخطئ، وهو يحرق ما أصاب ولا يقتل.
وتفسير الحسن أنّه يقتله في أسرع من الطّرف.
[تفسير القرآن العظيم: 2/824]
يزيد بن إبراهيم، عن محمّد بن سيرين، عن رجلٍ قال: كنّا مع أبي قتادة على سطحٍ فانقضّ كوكبٌ، فنهانا أبو قتادة أن نتبعه أبصارنا.
أبو سهلٍ، عن عمرٍو قال: سأل حفصٌ الحسن: أأتبع بصري الكوكب؟ فقال: قال اللّه: {وجعلناها رجومًا للشّياطين} [الملك: 5] وقال: {أولم ينظروا في ملكوت السّموات} [الأعراف: 185] كيف نعلم إذا لم ينظر إليه؟ لأتبعنّه بصري). [تفسير القرآن العظيم: 2/825]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({ ثاقبٌ } : الثاقب البين المضيء، يقال: أثقب نارك، وحسب ثاقب : أي كثير مضيء مشهور , وقال أبو الأسود:

أذاع به في الناس حتى كأنه= بعلياء نارٌ أوقدت بثقوب). [مجاز القرآن: 2/167]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({ثاقب}: مضيء يقال أثقب نارك). [غريب القرآن وتفسيره: 315]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فأتبعه} : أي لحقه {شهابٌ ثاقبٌ}: كوكب مضيء بين.


يقال: أثقب نارك، أي أضئها. و«الثقوب»: ما تذكي به النار.). [تفسير غريب القرآن: 369]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إلّا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب (10)}
{إلّا من خطف} :بفتح الطاء وكسرها، يقال خطفت أخطف.
وخطفت أخطف، إذا أخذت الشيء بسرعة، ويجوز إلا من خطّف بتشديد الطاء , وفتح الخاء.
ويجوز خطف بكسر الخاء , وفتح الطاء.
والمعنى : اختطف، فأدغمت التاء في الطاء , وسقطت الألف لحركة الخاء، فمن فتح الخاء ألقى عليها فتحة التاء التي كانت في اختطف.
ومن كسر فلسكونها وسكون الطاء.
فأما من روى خطف الخطفة بكسر الخاء والطاء فلا وجه له إلا وجها ضعيفا جدا يكون على اتباع الطاء كسر الخاء.
{فأتبعه شهاب ثاقب}:يقال : تبعته , وأتبعته، واتّبعته؛ إذا مضيت في أثره.
و{شهاب ثاقب} :كوكب مضيء.). [معاني القرآن: 4/299]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب}
يقال: خطف الشيء إذا أخذه بسرعة , فأتبعه شهاب ثاقب .
قال الحسن , ومجاهد , وقتادة , وأبو مجلز : (ثاقب: أي : مضيء) .
قال أبو جعفر : وهذا مشهور في اللغة كما قال : وزندك أثقب أزنادها.). [معاني القرآن: 6/13]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ثاقب}: أي: مضيء.). [ياقوتة الصراط: 426]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({شِهَابٌ ثَاقِبٌ}: كوكب مضيء نير). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 205]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ثَاقِبٌ}: مضيء.). [العمدة في غريب القرآن: 254]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17 ذو القعدة 1431هـ/24-10-2010م, 11:19 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 11 إلى 38]

{فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ (11) بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12) وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ (13) وَإِذَا رَأَوْا آَيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14) وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (15) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16) أَوَآَبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (17) قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ (18) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ (19) وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24) مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (25) بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (27) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28) قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (30) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ (31) فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ (32) فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (33) إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (34) إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ (36) بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37) إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ (38) وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (39) }


تفسير قوله تعالى:{فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ (11)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فاستفتهم} [الصافات: 11]، يعني: المشركين، أي: فاسألهم في ما حدّثني سعيدٌ، عن قتادة.
وقال الحسن: فحاجّهم.
{أهم أشدّ خلقًا أم من خلقنا} [الصافات: 11]، يعني: السّماء في قول سفيان ومجاهدٍ.
وقال الحسن: أم السّماء والأرض، وقال في آيةٍ أخرى: {أأنتم أشدّ خلقًا أم السّماء بناها {27} رفع سمكها فسوّاها {28}} [النازعات: 27-28] إلى قوله: {والأرض بعد ذلك دحاها} [النازعات: 30].
وقال {لخلق السّموات والأرض أكبر من خلق النّاس} [غافر: 57] يقول: فاسألهم على الاستفهام، يحاجّهم بذلك: أهم {أشدّ خلقًا أم السّماء} [النازعات: 27] في قول مجاهدٍ، وفي قول الحسن أم السّماء والأرض؟، أي: أنّهما أشدّ خلقًا منهم.
وقال السّدّيّ: {أهم أشدّ خلقًا} [الصافات: 11]، يعني: بعثًا في الآخرة {أم من خلقنا} [الصافات: 11].
قال: {إنّا خلقناهم من طينٍ لازبٍ} [الصافات: 11] واللّازب الّذي يلصق باليد في تفسير قتادة.
قال يحيى: يلصق ويلزق واحدٌ، هي لغةٌ، وهي تقال بالسّين يلسق أيضًا.
وقال مجاهدٌ: {لازبٍ} [الصافات: 11] لازمٌ، وهو واحدٌ، وهو الطّين الحرّ في تفسير الحسن.
، يعني: خلق آدم، كان أوّل خلقه ترابًا، ثمّ كان طينًا، قال: من ترابٍ.
وقال: {من صلصالٍ كالفخّار} [الرحمن: 14] وهو التّراب اليابس الّذي يسمع له صلصلةٌ
[تفسير القرآن العظيم: 2/825]
في ما حدّثني عثمان عن قتادة، وقال: {من طينٍ لازبٍ} [الصافات: 11] وقال: {من حمإٍ مسنونٍ} [الحجر: 26]، يعني: الطّين المنتن). [تفسير القرآن العظيم: 2/826]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (قوله: {مّن طينٍ لاّزبٍ...}

اللازب: اللاصق, وقيس تقول: طين لاتب, أنشدني بعضهم:
صداعٌ وتوصيم العظام وفترة = وغثيٌ مع الإشراق في الجوف لاتب
والعرب تقول: ليس هذا بضربة لازب ولازم، يبدلون الباء ميماً؛ لتقارب المخرج). [معاني القرآن: 2/384]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فاستفتهم }: أي: فسلهم.
{من طينٍ لازب} : مجازها مجاز " لازم " , قال نابغة بني ذبيان:
ولا يحسبون الخير لا شرّ بعده= ولا يحسبون الشرّ ضربة لازب
وقال النجاشي:
بنى اللوم بيتاً فاستقرت عماده= عليكم بني النّجّار ضربة لازب). [مجاز القرآن: 2/167]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({لازب}: بمعنى لازم، لزب يلزب لزوبا). [غريب القرآن وتفسيره: 315]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {فاستفتهم} : أي : سلهم.
{من طينٍ لازبٍ} :أي :لاصق لازم, والباء تبدل من الميم لقرب مخرجيهما). [تفسير غريب القرآن: 369]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فاستفتهم أهم أشدّ خلقا أم من خلقنا إنّا خلقناهم من طين لازب (11)}

أي : سلهم سؤال تقرير.
{أهم أشدّ خلقا أم من خلقنا}: من الأمم السالفة قبلهم , وغيرهم من السماوات والأرضين.
{من طين لازب}: ولازم ومعناهما واحد، أي: لازق.). [معاني القرآن: 4/299]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا}
قال مجاهد , والضحاك : (يعني : السموات , والأرض , والبحار) .
قال أبو جعفر : يجب أن يكون داخلا في هذا الملائكة , وغيرها مع السموات , والأرض , والبحار ؛ لأن من لا يقع لما لا يعقل مفردا .
ثم قال جل وعز: {إنا خلقناهم من طين لازب}
قال مجاهد : (أي: لازم) .
وقال قتادة : (أي: لازق).
والفراء : يذهب إلى أن الباء بدل من الميم , وحكي : أنه يقال: لاتب بمعناه, وقال النابغة:
فلا تحسبون الخير لا شر بعده = ولا تحسبون الشر ضربة لازب). [معاني القرآن: 6/13-14-15]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {من طين لازب}: ولا زق واحد). [ياقوتة الصراط: 426]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لَّازِبٍ}: لاصق لازم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 205]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لَّازِبٍ}: لازم.). [العمدة في غريب القرآن: 254]





تفسير قوله تعالى: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {بل عجبت} [الصافات: 12] لقد عجبت، تفسير السّدّيّ.
قال: {ويسخرون} [الصافات: 12] سعيدٌ، عن قتادة، قال: بل عجبت يا محمّد أن أعطيت هذا القرآن.
{ويسخرون} [الصافات: 12] هم، يعني: المشركين). [تفسير القرآن العظيم: 2/826]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)


: (وقوله: {بل عجبت ويسخرون}

قرأها الناس بنصب التاء , ورفعها , والرفع أحبّ إليّ لأنها قراءة عليّ , وابن مسعودٍ , وعبد الله بن عبّاسٍ...
- حدثني مندل بن عليّ العنزيّ , عن الأعمش قال: قال شقيق: قرأت عند شريحٍ :{بل عجبت ويسخرون}, فقال: (إن الله لا يعجب من شيء، إنها يعجب من لا يعلم).
قال: فذكرت ذلك لإبراهيم النخعيّ فقال: (إن شريحاً شاعر يعجبه علمه، وعبد الله أعلم بذلك منه, قرأها: {بل عجبت ويسخرون}).
قال أبو زكريّا: والعجب , وإن أسند إلى الله , فليس معناه من الله ؛ كمعناه من العباد، ألا ترى أنه قال: {فيسخرون منهم سخر الله منهم}, وليس السخري من الله كمعناه :{من العباد} , وكذلك قوله: {الله يستهزئ بهم}: ليس ذلك من الله , كمعناه من العباد, ففي ذابيان لكسر قول شريح، وإن كان جائزاً لأنّ المفسرين قالوا: بل عجبت يا محمد , ويسخرون هم, فهذا وجه النصب.). [معاني القرآن: 2/384]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({بل عجبت ويسخرون} , قال قتادة: بل عجبت من وحي اللّه وكتابه، وهم يسخرون بما جئت به.). [تفسير غريب القرآن: 369]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {بل عجبت ويسخرون (12)}
وتقرأ (عجبت) بضم التاء , ومعناه في الفتح : بل عجبت يا محمد من نزول الوحي عليك , ويسخرون.
ويجوز أن يكون معناه بل عجبت من إنكارهم البعث.
ومن قرأ (عجبت) : فهو إخبار عن اللّه., وقد أنكر قوم هذه القراءة.
وقالوا: اللّه عزّ وجلّ لا يعجب، وإنكارهم هذا غلط؛ لأن القراءة , والرواية كثيرة .
والعجب من اللّه عزّ وجلّ خلافه من الآدميين , كما قال: {ويمكر اللّه}, و{سخر اللّه منهم}, {وهو خادعهم}: والمكر من اللّه , والخداع خلافه من الآدميين.
وأصل العجب في اللغة : أن الإنسان إذا رأى ما ينكره , ويقل مثله قال: عجبت من كذا وكذا، وكذا إذا فعل الآدميون ما ينكره اللّه , جاز أن يقول فيه عجبت .
واللّه قد علم الشيء قبل كونه، ولكن الإنكار إنما يقع , والعجب الذي يلزم به الحجة عند وقوع الشيء.). [معاني القرآن: 4/300]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز:{بل عجبت ويسخرون}
قال قتادة : (بل عجبت من الكتاب والوحي , ويسخرون مما جئت به) .
و قيل المعنى : بل عجبت من إنكارهم البعث .
وأنكر شريح أن تقرأ بل عجبت بضم التاء , وقال: إن الله لا يعجب, إنما يعجب من لا يعلم .
قال أبو جعفر : وهذا الذي قاله لا يلزم , وبضم التاء قرأ علي بن أبي طالب , وابن مسعود , وابن عباس .
ومعنى التعجب في اللغة: أن ينكر الشيء , ويقل في , فيتعجب منه , فالله جل وعز العالم بالأشياء , وبما يكون , ولكنا لا يقع التعجب إلا بعد الكون .
فهو منه جل وعلا خلافة من الآدميين ؛ لأنه قد علمه قبل وبعد , وهو يشبه علم الشهادة , كما قال سبحانه: {لنعلم أي الحزبين}.
ويجوز أن يكون المعنى : قل بل عجبت.). [معاني القرآن: 6/16]





تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ (13) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وإذا ذكّروا} [الصافات: 13] بالقرآن.
{لا يذكرون {13} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/826]


تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا آَيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وإذا رأوا آيةً} [الصافات: 14] إذا تليت عليهم آيةٌ.
{يستسخرون} [الصافات: 14] من السّخرية). [تفسير القرآن العظيم: 2/826]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)


: ({ يستسخرون }, ويسخرون سواء.).
[مجاز القرآن: 2/167]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({يستسخرون}: ويسخرون واحد). [غريب القرآن وتفسيره: 315]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وإذا رأوا آيةً يستسخرون} : أي: يسخرون.



يقال: سخر , واستسخر، كما يقال: قر , واستقر. ومثله: عجب , واستعجب.

قال أوس بن حجر:

ومستعجب مما يرى من أناتنا = ولو زبنته الحرب لم يترمرم
ويجوز أن يكون: يسألون غيرهم - من المشركين - أن يسخروا من النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلّم, كما تقول: استعتبته: سألته العتبى.
واستوهبته: سألته الهبة, واستعفيته: سألته العفو.). [تفسير غريب القرآن: 370]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإذا رأوا آية يستسخرون (14)}
أي : إذا رأوا آية معجزة , استسخروا , واستهزأوا.). [معاني القرآن: 4/300]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإذا رأوا آية يستسخرون}
قال قتادة : (أي : يسخرون) .
وقال مجاهد : (أي: يسخرون , ويستهزئون).
وقيل : (يستسخرون: يستدعون السخري من غيرهم) , وهو قول مجاهد , وقتادة.
ونظيره من كلام العرب : قد وأستقر , وعجب , واستعجب بمعنى واحد.
وقرأ الكوفة : {كأنهم حمر مستنفرة } : أي: نافرة.). [معاني القرآن: 6/17-18]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَسْتَسْخِرُونَ}: يهزؤون). [العمدة في غريب القرآن: 254]





تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (15) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وقالوا إن هذا} [الصافات: 15] يعنون القرآن.
{إلا سحرٌ مبينٌ} [الصافات: 15] بيّنٌ أنّه سحرٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/826]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)


: ({وقالوا إن هذا إلّا سحر مبين (15)}

فجعلوا : ما يدل على التوحيد مما يعجزون عنه سحرا, نحو: انشقاق القمر , وما أشبهه.). [معاني القرآن: 4/300]





تفسير قوله تعالى: {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أوآباؤنا الأوّلون {17}} [الصافات: 17] قالوا هذا الاستفهام، وهذا الاستفهام على إنكارٍ، أي: لا نبعث ولا آباؤنا الأوّلون). [تفسير القرآن العظيم: 2/826]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)


: ( {أإنّا لمبعوثون أو آباؤنا الأوّلون}: الواو متحركة ؛ لأن مجازها: وآباؤنا، فأدخل فيها ألف الاستفهام , وليست بواو التي تنتقل بها من شيء إلى شيء , أو تجري مجرى " أم ").
[مجاز القرآن: 2/168]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أإذا متنا وكنّا ترابا وعظاما أإنّا لمبعوثون (16)}
ويجوز (إنّا)، فمن قرأ (إنّا) : اجتزأ - بألف الاستفهام.
والمعنى في الوجهين : أنبعث إذا كنا ترابا وعظاما، وتفسيره :لمبعوثون,). [معاني القرآن: 4/300]





تفسير قوله تعالى:{أَوَآَبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (17) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أوآباؤنا الأوّلون {17}} [الصافات: 17] قالوا هذا الاستفهام، وهذا الاستفهام على إنكارٍ، أي: لا نبعث ولا آباؤنا الأوّلون). [تفسير القرآن العظيم: 2/826] (م)

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)


: ({أإنّا لمبعوثون أو آباؤنا الأوّلون }: الواو متحركة ؛ لأن مجازها: وآباؤنا، فأدخل فيها ألف الاستفهام , وليست بواو التي تنتقل بها من شيء إلى شيء , أو تجري مجرى " أم "). [مجاز القرآن: 2/168] (م)





تفسير قوله تعالى: {قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ (18) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {قل نعم} [الصافات: 18] تبعثون جميعًا.
{وأنتم داخرون} [الصافات: 18] سعيدٌ، عن قتادة، قال: أي: صاغرون). [تفسير القرآن العظيم: 2/826]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)


: ({وأنتم داخرون}: صاغرون أشد الصغر، صاغر: داخر.).
[مجاز القرآن: 2/168]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({داخرون}: صاغرون). [غريب القرآن وتفسيره: 315]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({قل نعم وأنتم داخرون (18)}


المعنى : قل : نعم تبعثون , وأنتم صاغرون.). [معاني القرآن: 4/300-301]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قل نعم وأنتم داخرون}
المعنى : قل نعم تبعثون , وأنتم داخرون .
قال قتادة : (أي: صاغرون).). [معاني القرآن: 6/18]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {دَاخِرُونَ}: صاغرون). [العمدة في غريب القرآن: 254]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ (19) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فإنّما هي زجرةٌ واحدةٌ} [الصافات: 19] النّفخة الآخرة.
{فإذا هم ينظرون} [الصافات: 19] قد خرجوا من قبورهم ينظرون). [تفسير القرآن العظيم: 2/826]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)

: (ثم فسر أن بعثهم يقع بزجرة واحدة بقوله: {فإنّما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون (19)}

أي: يحيون , ويبعثون بصراء ينظرون). [معاني القرآن: 4/301]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم أخبر أن ذلك يكون زجرة واحدة فقال جل وعز: {فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون}
أي: قد حيوا ينظرون.). [معاني القرآن: 6/18]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدّين} [الصافات: 20] يوم الا...
تفسير السّدّيّ.
[تفسير القرآن العظيم: 2/826]
سعيدٌ، عن قتادة، قال: يومٌ يدين اللّه النّاس فيه بأعمالهم.
وتفسير السّدّيّ: يوم الحساب). [تفسير القرآن العظيم: 2/827]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)

: ( {هذا يوم الدّين }: الثواب والحساب، تقول العرب: كما تدين تدان.).
[مجاز القرآن: 2/168]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدّين (20)}
والويل: كلمة يقولها القائل : وقت الهلكة.
ومعنى: {هذا يوم الدّين}: يوم الجزاء، أي : يوم نجازى فيه بأعمالنا.). [معاني القرآن: 4/301]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين}
قال قتادة : (أي : يوم يدين الله جل وعز العباد بأعمالهم).). [معاني القرآن: 6/19]

تفسير قوله تعالى: {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {هذا يوم الفصل الّذي كنتم به تكذّبون} [الصافات: 21] يوم القضاء، يقضى فيه بين المؤمنين والمشركين، فيدخل المؤمنون الجنّة، ويدخل المشركون النّار). [تفسير القرآن العظيم: 2/827]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)

: ({هذا يوم الفصل الّذي كنتم به تكذّبون }:الفصل قطع القضاء , ثم خرجت { احشروا الّذين }: مخرج المختصر.).
[مجاز القرآن: 2/168]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (فلما قالوا : هذا يوم الدين , قيل لهم : نعم, {هذا يوم الفصل الّذي كنتم به تكذّبون (21)}
أي : هذا يوم يفصل فيه بين المحسن والمسيء، ويجازى كل بعمله، وبما يتفضل اللّه به على المسلم.). [معاني القرآن: 4/301]
أي : يقال لهم : نعم , هذا يوم الفصل , أي: يوم الفصل بين المحسن والمسيء .
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون}
وقال أبو عبيدة : يوم الفصل : يوم القضاء.). [معاني القرآن: 6/19]

تفسير قوله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {احشروا} [الصافات: 22] سوقوا.
{الّذين ظلموا} أشركوا.
وقال السّدّيّ: سوقوا الّذين كفروا وشركاءهم من الشّياطين إلى الحساب.
قال: {وأزواجهم} [الصافات: 22]، أي: وأشكالهم.
وقال السّدّيّ: {وأزواجهم} [الصافات: 22]، يعني: وقرناءهم من الشّياطين.
{وما كانوا يعبدون {22} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/827]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (حمّادٌ، عن سماك بن حربٍ، عن النّعمان بن بشيرٍ، أنّ عمر بن الخطّاب قال في قوله: {وإذا النّفوس زوّجت} [التكوير: 7] قال: يزوّج الرّجل نظيره من أهل الجنّة، ويزوّج الرّجل نظيره من أهل النّار، ثمّ قال: {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون {22} من دون اللّه فاهدوهم إلى صراط الجحيم {23}} [الصافات: 22-23].
تفسير الحسن: أنّ كلّ قومٍ يلحقون بصنفهم، وما كانوا يعبدون من دون اللّه.
في تفسير الحسن: يعني: الشّياطين الّتي دعتهم إلى عبادة الأوثان، فإنّما عبدوا الشّياطين). [تفسير القرآن العظيم: 2/827] (م)
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقال الكلبيّ: {احشروا الّذين ظلموا} [الصافات: 22] الشّياطين {وأزواجهم} [الصافات: 22] من عمل بأعمالهم من بني آدم). [تفسير القرآن العظيم: 2/827]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)

: ( {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم}: أي : أشكالهم.

تقول العرب: زوجت إبلي، إذا قرنت واحدا بآخر.
ويقال: قرناؤهم من الشياطين.). [تفسير غريب القرآن: 370]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قوله سبحانه: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} يعني: قرناءهم. والعرب تقول: زوّجت البعير بالبعير، إذا قرنت أحدهما بالآخر). [تأويل مشكل القرآن: 423]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26) قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}.
السائق هاهنا: قرينها من الشياطين، سمّي سائقا؛ لأنه يتبعها وإن لم يحثّها ويدفعها. وكان رسول الله، صلّى الله عليه وسلم، يسوق أصحابه، أي يكون وراءهم.
والشّهيد: الملك الشاهد عليها بما عملت.
يقول الله تعالى: {لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا} في الدنيا. {فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ}
أي: أريناك ما كان مستورا عنك في الدنيا.
{فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} أي: فأنت ثاقب البصر لمّا كشف عنك الغطاء.
{وَقَالَ قَرِينُهُ} يعني: الملك.
{هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ} يعني: ما كتبه من عمله، حاضر عندي.
{أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ} يقال: هو قول الملك، ويقال: قول الله جل ذكره.
{قَالَ قَرِينُهُ} من الشياطين: {رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ}.
وهذا مثل قوله سبحانه: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} يعني: قرناءهم. والعرب تقول: زوّجت البعير بالبعير، إذا قرنت أحدهما بالآخر.
ومنه قوله: {كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} أي: قرنّاهم بهن.
ثم قال: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (27) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28) قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (30) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ} يعني: نحن وأنتم ذائقون العذاب، وقد تقدم تفسير هذا). [تأويل مشكل القرآن: 422-423] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والزّوج: القرين، قال الله تعالى: {وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} ، وقال: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} أي قرناءهم). [تأويل مشكل القرآن: 498] (م)


قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: ({احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون (22)}

معناه : ونظراءهم , وضرباءهم، تقول: عندي من هذا أزواج، أي: أمثال، وكذلك زوجان من الخفاف، أي : كل واحد نظير صاحبه.
وكذلك الزوج : المرأة , والزوج: الرجل، وقد تناسبا بعقد النكاح.
وكذلك قوله: {وآخر من شكله أزواج (58) }.). [معاني القرآن: 4/301]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وَأَزْوَاجَهُم}: أي: وأشكالهم.). [ياقوتة الصراط: 426]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَزْوَاجَهُمْ}: أشكالهم.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 205]



تفسير قوله تعالى: {مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({من دون اللّه فاهدوهم} [الصافات: 23] فادعوهم.
{إلى صراط} إلى طريق.
{الجحيم}
- حمّادٌ، عن سماك بن حربٍ، عن النّعمان بن بشيرٍ، أنّ عمر بن الخطّاب قال في قوله: {وإذا النّفوس زوّجت} [التكوير: 7] قال: يزوّج الرّجل نظيره من أهل الجنّة، ويزوّج الرّجل نظيره من أهل النّار، ثمّ قال: {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون {22} من دون اللّه فاهدوهم إلى صراط الجحيم {23}} [الصافات: 22-23].
تفسير الحسن: أنّ كلّ قومٍ يلحقون بصنفهم، وما كانوا يعبدون من دون اللّه.
في تفسير الحسن: يعني: الشّياطين الّتي دعتهم إلى عبادة الأوثان، فإنّما عبدوا الشّياطين). [تفسير القرآن العظيم: 2/827]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فاهدوهم} [الصافات: 23] تفسير السّدّيّ: فادعوهم.
{إلى صراط الجحيم} [الصافات: 23] إلى طريق الجحيم.
[تفسير القرآن العظيم: 2/827]
والجحيم اسمٌ من أسماء جهنّم، وهو الباب الخامس، وأسماء أبوابها السّبعة: جهنّم هو الباب الأعلى، ثمّ لظًى، ثمّ الحطمة، ثمّ السّعير، ثمّ الجحيم، ثمّ سقرٌ، ثمّ الهاوية وهي الدّرك الأسفل من النّار، وهي جميعًا النّار وجهنّم اسمٌ جامعٌ لتلك الأبواب.
قال: {فادخلوا أبواب جهنّم} [النحل: 29] وكلّ بابٍ منها هو النّار: الأعلى جهنّم، ثمّ لظى، والنّار كلّها لظى، قال: {فأنذرتكم نارًا تلظّى} [الليل: 14] تأجّج، ثمّ الحطمة، والنّار كلّها حطمةٌ، تحطم عظامهم وتأكل كلّ شيءٍ إلا الفؤاد قال: {كلّا لينبذنّ في الحطمة} [الهمزة: 4] ثمّ السّعير، والنّار كلّها سعيرٌ سعر بهم قال: {وسيصلون سعيرًا} [النساء: 10] ثمّ الجحيم، والنّار كلّها جحيمٌ، قال: {قالوا ابنوا له بنيانًا فألقوه في الجحيم} [الصافات: 97] في النّار، ثمّ سقرٌ، والنّار كلّها سقرٌ قال: {لا تبقي ولا تذر} [المدثر: 28] فكذلك تفعل تلك الأبواب كلّها بهم، لا تبقي أجسادهم حين يدخلونها، ولا تذر حين يجدّد خلقهم حتّى تأكل أجسادهم، وهو قوله: {كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلودًا غيرها} [النساء: 56] ثمّ الهاوية والنّار كلّها هاويةٌ، يهوون فيها: قال: {فأمّه هاويةٌ} [القارعة: 9] غير أنّ هذه الأنواع الّتي وصف بها النّار لكلّ بابٍ من أبوابها اسمٌ من تلك الأنواع سمّيت به ولكلّ قومٍ من أهل النّار منزلٌ من تلك الأبواب الّتي سمّيت بهذه الأسماء). [تفسير القرآن العظيم: 2/828]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)


: ({فاهدوهم إلى صراط الجحيم }, تقول العرب: هديت المرأة إلى زوجها, أي: دللتها , ومنهم من يقول: أهديتها، جعلها من الهدية إله.).
[مجاز القرآن: 2/168]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({فاهدوهم}: يقال هديت المرأة إلى زوجها أي دللتها). [غريب القرآن وتفسيره: 315]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فاهدوهم إلى صراط الجحيم (23)}
يقال: هديت الرجل إذا دللته، وهديت العروس إلى زوجها.
وأهديت الهديّة، وكذلك تقول في العروس: أهديتها إذا جعلتها كالهديّة). [معاني القرآن: 4/301]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم}
أي :يقال هذا .
قال عبد الله بن عباس , والنعمان بن بشير , عن عمر : (وأزواجهم, أي : وأشباههم) .
قال أبو جعفر :يقال :زوجت الناقة بالناقة , أي: قرنتهما , ومنه قيل : للرجل زوج , وللمرأة زوج .
ويقال هديته الطريق أي: دللته عليه.). [معاني القرآن: 6/19-20]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فاهْدُوهُمْ}: دلوهم). [العمدة في غريب القرآن: 254]



تفسير قوله تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وقفوهم} [الصافات: 24]، أي: احبسوهم، وهذا قبل أن يدخلوا النّار.
{إنّهم مسئولون} [الصافات: 24] عن لا إله إلا اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/828]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)


: (وقوله: {وقفوهم إنّهم مسئولون (24)}: أي: احبسوهم.).
[معاني القرآن: 4/302]



تفسير قوله تعالى:{مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (25) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ما لكم لا تناصرون} [الصافات: 25] يقال لهم: {ما لكم لا تناصرون} [الصافات: 25] لا ينصر بعضكم بعضًا.
وقال السّدّيّ: لا يمنع بعضكم بعضًا من دخول النّار). [تفسير القرآن العظيم: 2/828]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)


: ( {ما لكم لا تناصرون (25)}

قوله: {لا تناصرون}:في موضع نصب على الحال، المعنى : ما لكم غير متناصرين.). [معاني القرآن: 4/302]



تفسير قوله تعالى:{بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {بل هم اليوم مستسلمون} [الصافات: 26] استسلموا). [تفسير القرآن العظيم: 2/828]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)


: ({مستسلمون}: المستسلم الذي يعطى بيديه.).
[مجاز القرآن: 2/168]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({مستسلمون}: ملقون بأيديهم).[غريب القرآن وتفسيره: 315]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {ما لكم لا تناصرون بل هم اليوم مستسلمون}
روى سعيد , عن قتادة : {ما لكم لا تناصرون }: (أي: لا يدفع بعضكم عن بعض) ,{بل هم اليوم مستسلمون }, قال: (أي: مستسلمون في العذاب).). [معاني القرآن: 6/20]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مُسْتَسْلِمُونَ}: ألقوا بأيديهم). [العمدة في غريب القرآن: 254]



تفسير قوله تعالى: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (27)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وأقبل بعضهم على بعضٍ يتساءلون} [الصافات: 27] الإنس والشّياطين). [تفسير القرآن العظيم: 2/829]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)


: ( {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون (27)}

أي: يسائل بعضهم بعضًا.). [معاني القرآن: 4/302]



تفسير قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالوا} قالت الإنس للشّياطين.
{قالوا إنّكم كنتم تأتوننا عن اليمين} [الصافات: 28] وقال مجاهدٌ: الكفّار بقوله للشّياطين.
{إنّكم كنتم تأتوننا عن اليمين} [الصافات: 28] وقال مجاهدٌ: الكفّار تقوله للشّياطين.
{إنّكم كنتم تأتوننا عن اليمين} [الصافات: 28] من قبل الدّين فصددتمونا عنه، وزيّنتم لنا الضّلالة في تفسير الكلبيّ.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: {عن اليمين} [الصافات: 28] من قبل الخير فتثبّطوننا عنه.
وتفسيرهما واحدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/829]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)


: (وقوله: {كنتم تأتوننا عن اليمين}

يقول: كنتم تأتوننا من قبل الدّين، أي : تأتوننا تخدعوننا بأقوى الوجوه, واليمين: القدرة والقوّة.
وكذلك قوله: {فراغ عليهم ضرباً باليمين}: أي: بالقوّة , والقدرة.
وقال الشاعر:
إذا ما غاية رفعت لمجدٍ = تلقّاها عرابة باليمين
بالقدرة والقوّة.
وقد جاء في قوله: {فراغ عليهم ضرباً باليمين} , يقول: ضربهم بيمينه التي قالها {وتالله لأكيدنّ أصنامكم}). [معاني القرآن: 2/384-385]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {كنتم تأتوننا عن اليمين} أي : تخدعوننا , وتفتنوننا عن طاعة اللّه, وقد بينت هذا في كتاب «المشكل».). [تفسير غريب القرآن: 370]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (27) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ}.
يقول هذا المشركون يوم القيامة لقرنائهم من الشياطين: إنكم كنتم تأتوننا عن أيماننا، لأن إبليس قال: {لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ} فشياطينهم تأتيهم من كل جهة من هذه الجهات بمعنى من الكيد والإضلال.
وقال المفسرون: فمن أتاه الشيطان من جهة اليمين: أتاه من قبل الدّين فلبّس عليه الحق.
ومن أتاه من جهة الشمال: أتاه من قبل الشّهوات.
ومن أتاه من بين يديه: أتاه من قبل التّكذيب بيوم القيامة والثواب والعقاب.
ومن أتاه من خلفه: خوّفه الفقر على نفسه وعلى من يخلّف بعده، فلم يصل رحما، ولم يؤدّ زكاة. فقال المشركون لقرنائهم: إنكم كنتم تأتوننا في الدنيا من جهة الدّين، فتشبّهون علينا فيه حتى أضللتمونا. فقال لهم قرناؤهم: {بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} أي: لم تكونوا على حق فنشبّهه عليكم ونزيلكم عنه إلى باطل). [تأويل مشكل القرآن: 348-349]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)


: ({قالوا إنّكم كنتم تأتوننا عن اليمين (28)}:هذا قول الكفار للذين أضلوهم, كنتم تخدعوننا بأقوى الأسباب، أي: كنتم تأتوننا من قبل الدّين ؛ فتروننا أن الدّين والحقّ ما تضلوننا به , وتزيّنون لنا ضلالتنا.). [معاني القرآن: 4/302]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين}
روى ابن أبي نجيح , عن مجاهد قال : (هذا قول الكفار للشياطين) .
وروى سعيد , عن قتادة قال : (هذا قول الإنس للجن , قالوا لهم : إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين, أي: من طريق الجنة تثبطوننا عنها , وتصدوننا).
وقيل : هذا قول التابعين للمتبعين
قال أبو جعفر : وهذا يشبه قوله تعالى: {وعن أيمانهم} .
روى علي بن أبي طلحة , عن ابن عباس في قوله تعالى: {وعن أيمانهم} , قال: (أشبه عليهم أمر دينهم) .
قال أبو جعفر : وحقيقة معنى :{إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين }, والله أعلم : إنكم كنتم تأتوننا من الجهة التي هي أقوى الجهات , وهي جهة الدين , فتشككوننا فيه .
وقد قيل هذا في قوله جل وعز: {والسموات مطويات بيمينه} , وهو معروف في كلام العرب , والله أعلم بما أراد .
قال الشاعر:
=تلقاها عرابة باليمين
فردوا عليهم بأنهم كانوا ضالين , فقالوا : بل لم تكونوا مؤمنين , وما كان لنا عليكم من سلطان .
قال السدي: (أي من حجة).). [معاني القرآن: 6/21-23]



تفسير قوله تعالى: {قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالوا} قالت الشّياطين للمشركين من الإنس.
{بل لم تكونوا مؤمنين {29} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/829]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):


({بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} أي: لم تكونوا على حق فنشبّهه عليكم
ونزيلكم عنه إلى باطل). [تأويل مشكل القرآن: 348-349] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)


: ({قالوا بل لم تكونوا مؤمنين (29)}

أي: إنما الكفر من قبلكم.). [معاني القرآن: 4/302]



تفسير قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (30) )

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وما كان لنا عليكم من سلطانٍ} [الصافات: 30] كقوله {فإنّكم} [الصافات: 161] يا بني إبليس {وما تعبدون {161} ما أنتم عليه بفاتنين {162}} [الصافات: 161-162] ليس لكم سلطانٌ {إلا} على {من هو صال الجحيم} [الصافات: 163].
{بل كنتم قومًا طاغين} [الصافات: 30]، يعني: ضالّين، تفسير السّدّيّ، تقوله الشّياطين للمشركين من الإنس.
وقال السّدّيّ: {وما كان لنا عليكم من سلطانٍ} [الصافات: 30] من ملكٍ فنقهركم به على الشّرك {بل كنتم قومًا طاغين} [الصافات: 30] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/829]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):


({وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ}، أي: قدرة فنقهركم ونجبركم {بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ} ). [تأويل مشكل القرآن: 349]



تفسير قوله تعالى: {فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ (31) }


قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فحقّ علينا قول ربّنا} [الصافات: 31] هذا قول الشّياطين، والقول هاهنا هو قوله: {ولكن حقّ القول منّي} [السجدة: 13] صدق القول منّي {لأملأنّ جهنّم من الجنّة والنّاس أجمعين} [السجدة: 13].
قال: {فحقّ علينا قول ربّنا إنّا لذائقون} [الصافات: 31]، أي: العذاب). [تفسير القرآن العظيم: 2/829]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):


({بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (30) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ} نحن وأنتم العذاب).
[تأويل مشكل القرآن: 349]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قال: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (27) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28) قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (30) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ} يعني: نحن وأنتم ذائقون العذاب، وقد تقدم تفسير هذا). [تأويل مشكل القرآن: 423] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)


: ({فحقّ علينا قول ربّنا إنّا لذائقون (31)}: حقت علينا كلمة العذاب.

{إنّا لذائقون}: أي: إن الجماعة، المضل والضال في النار). [معاني القرآن: 4/302]



تفسير قوله تعالى: {فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ (32) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فأغويناكم} [الصافات: 32] تقوله الشّياطين للمشركين، أي: فأضللناكم.
{إنّا كنّا غاوين} [الصافات: 32] ضالّين). [تفسير القرآن العظيم: 2/829]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):


({فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ} يعني بالدعاء والوسوسة.

ومثل هذا قوله سبحانه: {وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي}). [تأويل مشكل القرآن: 349]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)


: ({فأغويناكم إنّا كنّا غاوين (32)}

أي : أضللناكم , إنا كنا غاوين , ضالين.). [معاني القرآن: 4/302-303]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {بل كنتم قوما طاغين أي ضالين فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون أي كلنا في العذاب فأغوينا كم إنا كنا غاوين}
أي: بالوسوسة والاستدعاء.). [معاني القرآن: 6/23]


تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (33) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فإنّهم يومئذٍ في العذاب مشتركون} [الصافات: 33] يقرن كلّ واحدٍ منهم هو وشيطانه
[تفسير القرآن العظيم: 2/829]
في سلسلةٍ واحدةٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/830]



تفسير قوله تعالى:{إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (34) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {إنّا كذلك نفعل بالمجرمين} [الصافات: 34] بالمشركين). [تفسير القرآن العظيم: 2/830]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)


: ({إنّا كذلك نفعل بالمجرمين (34)}

المجرمون: المشركون خاصة.). [معاني القرآن: 4/303]



تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا اللّه يستكبرون} [الصافات: 35] عنها.
ويقولون، يعني: المشركين إذا دعاهم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إلى الإيمان). [تفسير القرآن العظيم: 2/830]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)


: ( {إذا قيل لهم لا إله إلاّ اللّه}: مجازها: إذا قيل لهم: قولوا : لا إله إلا الله.).
[مجاز القرآن: 2/168]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إنّهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلّا اللّه يستكبرون (35)}
يعني : عن توحيد اللّه عزّ وجلّ، وألّا يجعلوا الأصنام آلهة.). [معاني القرآن: 4/303]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون}
أي : عن توحيد الله جل وعز.). [معاني القرآن: 6/23]


تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ (36) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أئنّا لتاركو آلهتنا لشاعرٍ مجنونٍ} [الصافات: 36] يعنون النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، أي: لا نفعل). [تفسير القرآن العظيم: 2/830]


تفسير قوله تعالى: {بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {بل جاء بالحقّ} [الصافات: 37]، يعني: بالتّوحيد، تفسير السّدّيّ.
{وصدّق المرسلين} [الصافات: 37] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/830]


تفسير قوله تعالى: {إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ (38) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إنّكم لذائقو العذاب الأليم} [الصافات: 38] الموجع، يقوله للمشركين، يعني: عذاب جهنّم). [تفسير القرآن العظيم: 2/830]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({إنّكم لذائقو العذاب الأليم، إلاّ عباد اللّه المخلصين }: تقول العرب: إنكم لذاهبون إلا زيداً.).
[مجاز القرآن: 2/168]




تفسير قوله تعالى: {وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (39) }


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17 ذو القعدة 1431هـ/24-10-2010م, 11:28 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 40 إلى 74]

{إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (40) أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ (41) فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ (42) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (43) عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (44) يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (45) بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (46) لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ (47) وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (49) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (50) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (51) يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (52) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ (53) قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (54) فَاطَّلَعَ فَرَآَهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ (55) قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (56) وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (57) أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (58) إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (59) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (60) لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (61) أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (63) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لَآَكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (67) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (68) إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آَبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (69) فَهُمْ عَلَى آَثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70) وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (71) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ (72) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (74)}

تفسير قوله تعالى:{إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (40) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ إنّكم لذائقو العذاب الأليم، إلاّ عباد اللّه المخلصين }
تقول العرب: إنكم لذاهبون إلا زيداً.). [مجاز القرآن: 2/168] (م)

تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ (41) }
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {رزق معلوم}:مقدر لهم يأتيهم في وقته.). [ياقوتة الصراط: 426]

تفسير قوله تعالى:{عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (44)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({على سررٍ متقابلين} : مضموم الأول, والثاني .
وبعض العرب يفتحون الحرف الثاني من أشباه هذا من باب المضاعف.). [مجاز القرآن: 2/169]

تفسير قوله تعالى:{يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (45)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({بكأسٍ مّن مّعينٍ }: الكأس الإناء بما فيه , والمعين : الماء الطاهر الجاري.). [مجاز القرآن: 2/169]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {يطاف عليهم بكأس من معين (45)}
الكأس : الإناء إذا كانت فيه خمر فهو كأس، ويقع الكأس لكل إناء مع شرابه , فإن كان فارغا فليس بكأس.
{من معين}: أي : من خمر تجري كما يجري الماء على وجه الأرض من العيون). [معاني القرآن: 4/303]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {يطاف عليهم بكأس من معين}
قال قتادة : (أي: خمر جارية , بيضاء , لذة للشاربين) .
قال الحسن : (خمر الجنة أشد بياضا من اللبن).). [معاني القرآن: 6/24]

تفسير قوله تعالى: {بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (46) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({بيضاء لذّة للشّاربين (46)}
أي: ذات لذة.). [معاني القرآن: 4/303]

تفسير قوله تعالى:{لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ (47) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لا فيها غولٌ...}
لو قلت: لا غول فيها كان رفعاً ونصباً. فإذا حلت بين لا وبين الغول بلامٍ أو بغيرها من الصفات لم يكن إلا الرفع.
والغول يقول: ليس فيها غيلة , وغائلة , وغول , وغول.
وقوله: {ولا هم عنها ينزفون}, و{ينزفون} : وأصحاب عبد الله يقرءون (ينزفون) , وله معنيان.
يقال: قد أنزف الرجل إذا فنيت خمره, وأنزف إذا ذهب عقله, فهذان وجهان.
ومن قال {ينزفون} : يقال: لا تذهب تقولهم , وهو من نزف الرجل , فهو منزوف.). [معاني القرآن: 2/385]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({لا فيها غولٌ }:مجازها: ليس فيها غول , والغول : أن تغتال عقولهم .
قال الشاعر:
وما زالت الكأس تغتالنا = وتذهب بالأول الأول
{ولا هم عنها ينزفون }: تقول العرب: لا يقطع عنه , وينزف سكراً .
قال الأبيرد الرياحي من بني محجل:
لعمري لئن أنزفتم أو صحوتم= لبئس النّدامى كنتم آل أبجرا
أبجر من بني عجل.). [مجاز القرآن: 2/169]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({لا فيها غول}: لا تغتال عقولهم ولا تغولهم بما يكرهون وقال المفسرون: لا تشتكي بطونهم.
{ولا هم عنها ينزفون}: من ضم الياء وفتح الزاي فالمعنى لا تذهب عقولهم ولا يسكرون.
يقال: شرب فلان حتى نزف أي ذهب عقله من السكر.
ويقال: نزف فلان إذا سكر كما ينزف الدم. ومن رفع الياء وكسر الزاي فالمعنى ينفذون أي لا تفنى خمرهم.
ومن نصب الياء وكسر الزاي يقول: لا ينزفونها هم أي لا يأتون عليها كما ينزفون الركية. وكل وجه).
[غريب القرآن وتفسيره: 315-316]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({لا فيها غولٌ}: أي: لا تغتال عقولهم، فتذهب بها.
يقال: الخمر غول للحلم، والحرب غول للنفوس, وغالني غولا, : و«الغول» البعد.
{ولا هم عنها ينزفون} : أي: لا تذهب خمرهم وتنقطع، ولا تذهب عقولهم.
يقال: نزف الرجل، إذا ذهب عقله، وإذا نفد شرابه.
وتقرأ: {ينزفون}, من «أنزف الرجل»: إذا حان منه النزف، أو وقع النزف. كما يقال: أقطف الكرم، إذا حان قطافه، وأحصد الزرع إذا حان حصاده. ). [تفسير غريب القرآن: 370-371]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون (47)}
لا تغتاله عقولهم: لا تذهب بها، ولا يصيبهم منها وجع.
{ولا هم عنها ينزفون}:
{ينزفون}:بفتح الزاي , وكسرها.
فمن قرأ {ينزفون } : فالمعنى لا تذهب عقولهم بشربها، يقال للسكران: نزيف ومنزوف.
ومن قرأ :و{ينزفون}: فمعناه : لا ينفدون شرابهم، أي: هو دائم أبدا لهم.
ويجوز أن يكون : ينزفون : يسكرون.
قال الشاعر:
لعمري لئن أنزفتم أو صحوتم = لبئس النّدامى كنتم آل أبجرا). [معاني القرآن:4 / 303-304]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون}
روى ابن أبي نجيح , عن مجاهد : (لا فيها غول) , قال: (لا فيها وجع بطن , ولا هم عنها ينزفون : لا تذهب عقولهم) .
وروى معمر , عن قتادة :{ لا فيها غول .ولا هم عنها ينزفون }, قال: (لا تصدع رؤسهم , ولا تذهب عقولهم) .
وروى علي بن أبي طلحة , عن ابن عباس : {لا فيها غول }, قال: (يقول: ليس فيها صداع) , {ولا هم عنها ينزفون}: قال : (لا تذهب عقولهم) .
قال سعيد بن جبير : {لا ينزفون}: (لا تنزف عقولهم , قالوا : والغول : الأذى المكروه) .
قال أبو جعفر : وهذا أجمعها , أو أولادها , يقال: غالته غول , أي : ذهبت به ذاهبة . وقد غاله الشراب واغتاله , أي : ذهب بعقله , أو آذاه .
ومنه: اغتال فلان فلانا.
ومنه: قتله قتل غيلة انقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها .

وأصل نزف : نقص .
والمعنى : لا يلحقهم نقصان بسكر , ولا غيره , فنفى الله جل وعز عنهم السكر لما فيه من الباطل والسفه , وجملته : النقصان.
ويقرأ :{ولا هم عنها ينزفون }: وفي معناه : قولان، أعرفهما :
أنه يقال: أنزف الرجل , إذا نفد شرابه , والمعنى : أنزف شرابه .

والقول الآخر : أنه حكي أنه يقال: أنزف الرجل إذا سكر , وأنشد أبو عبيدة للأبيرد:
لعمري لئن أنزفتم أو صحوتم = لبئس الندامى كنتم آل أبجرا
فأما نزف الرجل إذا ذهب عقله من السكر , فمعروف , مسموع من العرب). [معاني القرآن:6 / 24-26]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لَا فِيهَا غَوْلٌ}: لا تغتال عقولهم , فتذهب بها .
{وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ}: لا ينفذ خمرهم.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 206]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الغَوْلٌ): ذهاب العقل.
{لَا يُنزَفُونَ}: لا تذهب عقولهم , {لا يُنْزِفون}: لا يفنى شرابهم.). [العمدة في غريب القرآن: 254-255]

تفسير قوله تعالى:{وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({قاصرات الطّرف }: راضيات، اقتصر فلان على كذا.
{عينٌ }: العيناء : واسعة العين.). [مجاز القرآن: 2/170]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({وعين}: جمع عيناء. وهي الواسعة العين). [غريب القرآن وتفسيره: 316]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ( {قاصرات الطّرف} : أي: قصرن أبصارهن على الأزواج, ولم يطمعن إلى غيرهم,
وأصل «القصر»: الحبس.
عينٌ : نجل العيون، أي : واسعاتها, جمع «عيناء»). [تفسير غريب القرآن: 371]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وعندهم قاصرات الطّرف عين (48)}
أي : عندهم حور قد قصرن طرفهن , أي: عيونهن على أزواجهن.
{عين}: كبار الأعين حسانها , الواحدة عيناء.).[معاني القرآن: 4 / 304]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وعندهم قاصرات الطرف عين}
قال قتادة : (قصرن طرفهن على أزواجهن).
وروى أبو يحيى , عن مجاهد قال: (قصرن أطرافهن على أزواجهن , فلا ينظرن إلى غيرهم) .
وروى ابن أبي نجيح , عن مجاهد قال : (لا يغرن على أزواجهن).
قال أبو جعفر : والقول الأول هو المعروف, وأصله: من قصرته, أي: حبسته .
وقوله تعالى: {عين} .
قال مجاهد: (أي: حسان العيون) .
وقال السدي : (عين , أي: عظام الأعين) .
وحكى أهل اللغة : أنه يقال رجل أعين , وامرأة عيناء , أي: واسع العين.). [معاني القرآن: 6 / 27-28]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ}: أي قصرت أبصارهن على الأزواج.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 206]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({عِينٌ}: جمع عيناء). [العمدة في غريب القرآن: 255]

تفسير قوله تعالى: {كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (49) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({بيضٍ مّكنونٍ}: أي: مصون كل لؤلؤ , أو أبيض , أو متاع صنته , فهو مكنون .
وكل شيء أضمرته في نفسك فقد أكننته قال أبو دهبل:
وهي زهراء مثل لؤلؤة الغو= اص ميزت من جوهر مكنون). [مجاز القرآن: 2 / 170]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({مكنون}: مصون). [غريب القرآن وتفسيره: 316]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({كأنّهنّ بيضٌ مكنونٌ}
العرب تشبه النساء ببيض النعام, قال امرؤ القيس:
كبكر المقانات البياض بصفرة = غذاها نمير الماء غير محلل
و«المكنون»: المصون, يقال: كننت الشيء، إذا صنته، وأكننته : أخفيته.). [تفسير غريب القرآن: 371]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {كأنّهنّ بيض مكنون (49)}
أي: كأنّ ألوانهن ألوان بيض النعام.
{مكنون}:الذي يكنه رأس النعام.
ويجوز : أن يكون مكنون مصون، يقال: كننت الشيء إذا سترته، وصنته، فهو مكنون، وأكننته : إذا أضمرته في نفسك.). [معاني القرآن: 4/ 304]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {كأنهن بيض مكنون}
قال قتادة: (أي: لم تمر به الأيدي يشبهن بياضه). يعني قتادة : الذي داخل القشر .
قال أبو جعفر : يقال كننت الشيء , أي: صنته .
والعرب تشبه المرأة ببيضة النعامة , كما قال الشاعر:
كبكر المقاناة البياض بصفرة = غذاها نمير الماء غير محلل). [معاني القرآن: 6/ 28]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {كأنهن بيض مكنون}:أي: مستور مصون.). [ياقوتة الصراط: 427]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بَيْضٌ مَّكْنُونٌ}: أي: مصون.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 206]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مَّكْنُونٌ}: مصون.).[العمدة في غريب القرآن: 255]

تفسير قوله تعالى: {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (50) }
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال عز وجل: {فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} : يعني : أهل الجنة.). [معاني القرآن: 6/ 28-29]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (51) }
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({يقول أإنّك لمن المصدّقين}
وقال: {لمن المصدّقين}, وثقل بعضهم , وليس للتثقيل معنى : إنما معنى التثقيل "المتصدّقين" , وليس هذا بذاك المعنى.
إنما معنى هذا من"التّصديق" و ليس من "التصدّق" , و إنما تضعّف هذه , ويخفف ما سواها .
"والصّدقة" تضعّف صادها , وتلك غير هذه.
إنما سئل رجل: من صاحبه؟ فحكى عن قرينه في الدنيا، فقال: {كان لي قرينٌ} يقول: {أإنّك لمن المصدّقين} : أنا لنبعث بعد الموت, أي: أتؤمن بهذا؟ أي: تصدق بهذا.). [معاني القرآن:3/ 39] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({إنّي كان لي قرينٌ}: أي: صاحب.). [تفسير غريب القرآن: 371]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ({قال قائل منهم إني كان لي قرين}
قال عطاء الخراساني : (هذان رجلان أخوان , تصدق أحدهما بماله , فعيره أخوه , وقال له : ما قصا الله جل وعز) .
وقد روي عن ابن عباس : (هو الرجل المشرك له صاحب مؤمن , قال له هذا) .
قال مجاهد : (قرين , أي: شيطان).).[معاني القرآن: 6/ 30]

تفسير قوله تعالى: {يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (52) }
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({يقول أإنّك لمن المصدّقين}
وقال: {لمن المصدّقين} , وثقل بعضهم , وليس للتثقيل معنى , إنما معنى التثقيل "المتصدّقين" , وليس هذا بذاك المعنى, إنما معنى هذا من"التّصديق" و ليس من "التصدّق" , و إنما تضعّف هذه ويخفف ما سواها .
"والصّدقة" تضعّف صادها وتلك غير هذه.
إنما سئل رجل: من صاحبه؟ فحكى عن قرينه في الدنيا، فقال: {كان لي قرينٌ} يقول: {أإنّك لمن المصدّقين} أنا لنبعث بعد الموت, أي: أتؤمن بهذا؟! , أي: تصدق بهذا؟!.). [معاني القرآن: 3/ 39]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({يقول أإنّك لمن المصدّقين (52)}
{المصدّقين}:مخففة من صدّق فهو مصدّق، ولا يجوز ههنا تشديد الصاد، لأن المصّدّقين الذين يعطون الصدقة.
و(المصدّقين) الذين لا يكذبون.
فالمعنى : كان لي قرين يقول أئنك ممن يصدّق بالبعث بعد أن تصير ترابا وعظاما، فأحبّ قرينه المسلم أن يراه بعد أن قيل له: {هل أنتم مطّلعون}.
أي: هل تحبون أن تطلعوا , فتعلموا أين منزلتكم من منزلة أهل النار؟.). [معاني القرآن: 4/ 304]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {يقول أئنك لمن المصدقين}
المعنى : يقول: أئنك لمن المصدقين بأنا مدينون , ثم كسرت إن لمجيء اللام
قال مجاهد: (مدينون , أي : محاسبون).). [معاني القرآن: 6/ 30]

تفسير قوله تعالى: {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ(53)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({أئنّا لمدينون }: أي مجزيون، يقال: دنته أي جزيته بكذا وكذا.
{في سواء الجحيم }: في وسط الجحيم.
قال أبو عبيدة: سمعت عيسى بن عمر يقول: (كنت , وأنا شاب أقعد بالليل , فأكتب حتى ينقطع سوائي، أي: وسطي).). [مجاز القرآن: 2/ 170]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ((مدينون): مجزيون). [غريب القرآن وتفسيره: 316]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({أإنّا لمدينون} : أي : مجزيون بأعمالنا, يقال: دنته بما صنع، أي: جزيته.). [تفسير غريب القرآن: 371]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {يقول أئنك لمن المصدقين}
المعنى : يقول أئنك لمن المصدقين بأنا مدينون, ثم كسرت إن لمجيء اللام
قال مجاهد : (مدينون, أي: محاسبون).). [معاني القرآن: 6/ 30] (م)
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ({لمدينون} : لمجزيون.).[ياقوتة الصراط: 427]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَئِنَّا لَمَدِينُونَ}: أي: مجزيون بأعمالنا.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 206]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لَمَدِينُونَ}: لمجزيون.). [العمدة في غريب القرآن: 255]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (54) فَاطَّلَعَ فَرَآَهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ (55)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {هل أنتم مّطّلعون...}
هذا رجل من أهل الجنّة، قد كان له أخ من أهل الكفر، فأحبّ أن يرى مكانه, فيأذن الله له، فيطّلع في النار ويخاطبه, فإذا رآه قال : {تاللّه إن كدت لتردين} , وفي قراءة عبد الله : (إن كدت لتغوين)
ولولا رحمة ربي {لكنت من المحضرين}: أي : معك في النار محضراً, يقول الله :{لمثل هذا فليعمل العاملون} , وهذا من قول الله.
وقد قرأ بعض القرّاء : {قال هل أنتم مطلعون (54) فاطلع} فكسر النون, وهو شاذّ؛ لأنّ العرب لا تختار على الإضافة إذا أسندوا فاعلاً مجموعاً , أو موحّداً إلى اسم مكنّى عنه.
فمن ذلك أن يقولوا: أنت ضاربي, ويقولون للاثنين: أنتما ضارباي، وللجميع: أنتم ضاربي، ولا يقولوا للاثنين: أنتما ضاربانني ولا للجميع: ضاربوننني, وإنّما تكون هذه النون في فعل ويفعل، مثل (ضربوني ويضربني وضربني). وربما غلط الشاعر فيذهب إلى المعنى، فيقول: أنت ضاربني، يتوهّم أنه أراد: هل تضربني؟, فيكون ذلك على غير صحّة.
قال الشاعر:
هل الله من سرو العلاة مريحني = ولمّا تقسّمني النّبار الكوانس
النّبر: دابّة تشبه القراد.
وقال آخر:
وما أدري وظنّي كلّ ظنٍّ = أمسلمني إلى قومٍ شراح
يريد: شراحيل , ولم يقل: أمسلمي, وهو وجه الكلام.
وقال آخر:
هم القائلون الخير والفاعلونه = إذا ما خشوا من محدث الأمر معظما
ولم يقل: الفاعلوه, وهو وجه الكلام.
وإنما اختاروا الإضافة في الاسم المكنّى لأنه يختلط بما قبله, فيصير الحرفان كالحرف الواحد, فلذلك استحبّوا الإضافة في المكنّى، وقالوا: هما ضاربان زيداً، وضاربا زيدٍ؛ لأن زيدا في ظهوره لا يختلط بما قبله؛ لأنه ليس بحرفٍ واحدٍ والمكنّى حرف.
فأمّا قوله: {فاطلع}, فإنه يكون على جهة فعل ذلك به، كما تقول: دعا فأجيب يا هذا, ويكون: هل أنتم مطلعون , فأطّلع أنا , فيكون منصوباً بجواب الفاء.). [معاني القرآن:2/ 385-387]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({أئنّا لمدينون}: أي : مجزيون.
يقال: دنته أي جزيته بكذا وكذا.
{في سواء الجحيم }: في وسط الجحيم.
قال أبو عبيدة: سمعت عيسى بن عمر يقول: (كنت وأنا شاب أقعد بالليل , فأكتب حتى ينقطع سوائي)، أي :وسطي.). [مجاز القرآن:2 /170] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {سواء الجحيم}: وسطها.). [تفسير غريب القرآن: 371]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (سِوى وسُوى
سوى وسوى: بمعنى غير، وهما جميعا في معنى بدل. وهي مقصورة. وقد جاءت ممدودة مفتوحة الأول، وهي في معنى غير.
قال ذو الرّمّة:
وماءٍ تجافَى الغيثُ عنه فما به = سواء الحمام الحضَّن الخُضْر حاضر
يريد غير الحمام.
وسواء- مفتوحة الأول ممدود- بمعنى: وسط. قال: {فَاطَّلَعَ فَرَآَهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ}، أي في وسطه.
وقد جاءت أيضا بمعنى: وسط، مكسورة الأوّل مقصورة، قال الله تعالى: {مَكَانًا سُوًى}، أي وسطا).
[تأويل مشكل القرآن: 521] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (و{المصدّقين}: الذين لا يكذبون، فالمعنى : كان لي قرين , يقول : أئنك ممن يصدّق بالبعث بعد أن تصير ترابا وعظاما، فأحبّ قرينه المسلم أن يراه بعد أن قيل له: {هل أنتم مطّلعون}
أي: هل تحبون أن تطلعوا , فتعلموا : أين منزلتكم من منزلة أهل النار؟.). [معاني القرآن: 4/304] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فاطّلع فرآه في سواء الجحيم (55)}
فاطلع المسلم , فرأى قرينه الذي كان يكذب بالبعث في سواء الجحيم, أي : في وسط الجحيم، وسواء كل شيء : وسطه.
ويقرأ: هل أنتم مطلعون بفتح النون وكسرها وتخفيف الطاء .
فمن فتح النون مع التخفيف فقال: " مطلعون " , فهو بمعنى : طالعون ومطلعون، يقال: طلعت عليهم , وأطلعت , واطّلعت .
ومن قرأ مطلعون بكسر النون , قرأ " فأطلع " , ومن قرأ بفتح النون " مطلعون " وجب أن يقرأ : "فأطلع", ويجوز " فأطلع " على معنى : هل أنتم مطلعون أحدا.
فأمّا الكسر للنون , فهو شاذ عند البصريين والكوفيين جميعا , وله عند الجماعة وجه ضعيف , وقد جاء مثله في الشعر:
هم القائلون الخير والأمرونه= إذا ما خشوا من محدث الأمر معظما
وأنشدوا:
وما أدري وظني كل ظني= أمسلمني إلى قومي شراح
والذي أنشدنيه محمد بن يزيد: أيسلمني إلى قومي، وإنما الكلام أمسلمي وأيسلمني، وكذلك : هم القائلون الخير والأمروه.
وكل أسماء الفاعلين إذا ذكرت بعدها المضمر لم تذكر النون , ولا التنوين.
تقول: زيد ضاربي , وهما ضارباك , ولا يجوز : وهو ضاربني، ولا هم ضاربونك؟, ولا يجوز هم ضاربونك عندهم إلا في الشعر إلا أنه قد قرئ بالكسر:{هل أنتم مطلعون}: على معنى مطلعوني، فحذفت الياء كما تحذف في رؤوس الآي، وبقيت الكسرة دليلا عليها.
وهو في النحو - أعني كسر النون - على ما أخبرتك، والقراءة قليلة بها، وأجود القراة وأكثرها : مطّلعون بتشديد الطاء وفتح النون , ثم الذي يليه : مطلعون بتخفيف الطاء وفتح النون.). [معاني القرآن: 4/ 304-305]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ({قال هل أنتم مطلعون }: أي: قال الذي في الجنة , هل أنتم مشرفون ؟, {فاطلع فرآه }: أي: فأشرف , فرأى قرينه {في سواء الجحيم} : أي , في وسطها.). [معاني القرآن: 6/ 30-31]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {هل أنتم مطلعون}:أي: اطلعوا، ليس هي استفهاما هاهنا، إنما هي بمعنى الأمر, قال: ومنه : لما نزلت: آية تحريم الخمر , قام عمر رضي الله عنه قائما بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم , ثم رفع رأسه إلى السماء، فقال: (يا رب، بيانا أشفي من هذا في الخمر)، فنزلت: {فهل أنتم منتهون}.
قال: فنادى عمر: (انتهينا يا ربنا , انتهينا).
{طلعها كأنه رؤوس الشياطين}
قال ثعلب: اختلف الناس، فقالت طائفة: كأنة رؤوس الشياطين من الجن وحشة، وقالت طائفة: الشياطين - ها هنا - الحيات.
قال: والعرب تقول إذا فقدوا طعاما: أكله الشياطين، يعنون: الحية.). [ياقوتة الصراط: 427-429]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (56) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ إن كدت لتردين}:أرديته, أهلكته , وردى هو , أي : هلك.). [مجاز القرآن: 2/ 170]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({إن كدت لتردين}: أرديته أهلكته وردي هو ومنه {أرداكم فأصبحتم من الخاسرين}{وما يغني عنه ماله إذا تردى} وردي هو إذا هلك). [غريب القرآن وتفسيره: 317]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ( {إن كدت لتردين}: أي: لتهلكني.
يقال: أرديت فلانا، أي : أهلكته, و«الردي»: الموت والهلاك.). [تفسير غريب القرآن: 371]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (إن الخفيفة: تكون بمعنى (ما)...، وقال المفسرون: وتكون بمعنى لقد، كقوله: {إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا} و{تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} و{تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ} و{فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ}). [تأويل مشكل القرآن: 552] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({قال تاللّه إن كدت لتردين (56)}
(تاللّه) : معناه واللّه، والتاء بدل من الواو، لتردين : أي : لتهلكني، يقال: ردي الرجل, يردى ردى إذا هلك، وأرديته , أهلكته.). [معاني القرآن: 4/ 305-306]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (قال الذي في الجنة : {تالله إن كدت لتردين }:أي : تهلكني .
وفي قراءة عبد الله : (لتغوين).). [معاني القرآن: 6/ 31]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تُرْدِينِ}: تهلكني.). [العمدة في غريب القرآن: 255]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (57)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لكنت من المحضرين} :أي: من المحضرين في النار.). [تفسير غريب القرآن: 371]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ولولا نعمة ربّي لكنت من المحضرين (57)}
أي: أحضر العذاب كما أحضرت.). [معاني القرآن: 4/ 306]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين}
قال قتادة : (أي: لمن المحضرين في النار).). [معاني القرآن: 6/ 31]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (60) }
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين إن هذا لهو الفوز العظيم}
قال قتادة : (هذا آخر كلامه , ثم قال جل وعز: {لمثل هذا فليعمل العاملون}).). [معاني القرآن: 6/ 32]

تفسير قوله تعالى: {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (61)}
تفسير قوله تعالى: {أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ أذلك خيرٌ نزلاً}:النزل , والنزل واحد , وهو الفضل .
يقال: هذا طعام لا نزل , ونزل : أي: ريع.).[مجاز القرآن: 2 /170]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({نزلا}: النزل النزل: الفضل). [غريب القرآن وتفسيره: 317]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({أذلك خيرٌ نزلًا}: أي : رزقا, ومنه «إقامة الإنزال», و«إنزال الجنود»: أرزاقها.). [تفسير غريب القرآن: 371]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : {أذلك خير نزلا أم شجرة الزّقّوم (62)}
المعنى: أنعيم الجنة وطعامها خير نزلا , أم شجرة الزقوم خير نزلا؟.
والنزل: ههنا الرّيع والفضل، تقول: هذا طعام له نزل , ونزل بتسكين الزّاي , وضمها : ونزل.
ويكون ذلك خير نزلا, أي : أذلك خير في باب الإنزال التي تتقوّت , ويمكن معها الإقامة, أم نزل أهل النار.
وإنما قيل لهم فيما يقام للناس من الأنزال : أقمت لهم نزلهم , أي: غذاءهم، وما يصلح معه أن ينزلوا عليه.). [معاني القرآن: 4/ 306]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {أذلك خير نزلا}
أذلك خير نزلا ونزلا , أي: رزقا , والنزل أيضاٍ: الريع والفضل .
ثم قال تعالى: {أم شجرة الزقوم إنا جعلناها فتنة للظالمين}
قال مجاهد : (قال أبو جهل : ما نعرف الزقوم إلا التمر بالزبد , فنتزقم) .
وقال قتادة : (فتنوا بهذا , فقالوا : كيف يكون في النار شجرة , والنار تأكل الشجر ؟!, فقال الله عز وجل: {إنها شجرة تحرج في أصل الجحيم} , أي : غذاؤها من النار, ومنها خلقت).). [معاني القرآن: 6/ 32-33]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {نُّزُلًا}: فضلاً). [العمدة في غريب القرآن: 255]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (63) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إنّا جعلناها فتنةً للظّالمين}: أي: عذابا.). [تفسير غريب القرآن: 372]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ومعنى: {إنّا جعلناها فتنة للظّالمين (63)}: وعبرة للظالمين، أي: خبرة افتتنوا بها، وكذبوا بها , فصارت فتنة لهم.
وذلك أنهم لما سمعوا أنها شجرة تخرج في أصل الجحيم , قالوا: الشجر يحترق بالنار، فكيف ينبت الشجر في النار , فافتتنوا , وكذبوا بذلك.). [معاني القرآن: 4/ 306]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {شجرةٌ تخرج...}
وهي في قراءة عبد الله :{شجرة نابتة في أصل الجحيم}.). [معاني القرآن: 2/ 387]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقال قتادة : (فتنوا بهذا , فقالوا : كيف يكون في النار شجرة , والنار تأكل الشجر , فقال الله عز وجل: {إنها شجرة تحرج في أصل الجحيم} : أي: غذاؤها من النار , ومنها خلقت).).[معاني القرآن: 6/ 33] (م)

تفسير قوله تعالى: {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {كأنّه رءوس الشّياطين}
فإن فيه في العربيّة ثلاثة أوجه:
أحدها: أن تشبّه طلعها في قبحه برءوس الشياطين؛ لأنها موصوفة بالقبح، وإن كانت لا ترى, وأنت قائل للرجل: كأنّه شيطان إذا استقبحته.

والآخر : أن العرب تسمّى بعض الحيّات شيطاناً, وهو حيّة ذو عرف.
قال الشاعر، وهو يذمّ امرأة له:
عنجرد تحلف حين أحلف = كمثل شيطان الحماط أعرف
ويقال: إنه نبت قبيح يسمّى برءوس الشياطين, والأوجه الثلاثة يذهب إلى معنىً واحدٍ في القبح.). [معاني القرآن: 2/ 386-387]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {طلعها}: أي حملها. سمي طلعا ؛ لطلوعه في كل سنة.).[تفسير غريب القرآن: 372]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ}.
طلعها: ثمرها، سمّي طلعا لطلوعه كلّ سنة، ولذلك قيل: طلع النخل، لأوّل ما يخرج من ثمره، فإذا انتقل عن ذلك فصار في حال أخرى، سمى باسم آخر.
والشياطين: حيّات خفيفات الأجسام قبيحات المناظر.
قال الشاعر وذكر ناقة:
تلاعب مثنى حضرميّ كأنّه=تعمّج شيطان بذي خروع قفر
يعني: زماما، شبّه تلوّيه بتلوّي الحيّة.
وقال آخر:
عجيّز تحلف حين أحلف=كمثل شيطان الحماط أعرف
والحماط: شجر. والعرب تقول إذا رأت منظرا قبيحا: كأنه شيطان الحماط.
يريدون حيّة تأوى في الحماط، كما يقولون: أيم الضّال، وذئب الغضى، وأرنب خلّة، وتيس حلّب، وقنفذ برقة.
وذهب بعض المفسرين إلى أنه أراد الشياطين بأعيانها. شبّه ثمر هذه الشجرة في قبحه، برؤوسها، وهي إن لم تر، فإنّها موصوفة بالقبح، معروفة به).
[تأويل مشكل القرآن: 388-390]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {طلعها كأنّه رءوس الشّياطين (65)}
فيه ثلاثة أقوال:
قيل الشياطين: حيات لها رءوس , فشبّه طلعها برءوس تلك الحيات.
وقيل رءوس الشياطين : نبت معروف.

وقيل : وهو القول المعروف : أن الشيء إذا استقبح شبّه بالشيطان.
فقيل: كأنّه وجه شيطان، وكأنه رأس شيطان، والشيطان لا يرى، ولكنه يستشعر أنه أقبح ما يكون من الأشياء، لو رئي لرئي في أقبح صورة.

قال امرؤ القيس:
أيقتلني والمشرفيّ مضاجعي = ومسنونة زرق كأنياب أغوال؟
ولم ير الغول قط , ولا أنيابها , ولكن التمثيل بما يستقبح أبلغ في باب المذكر، يمثل بالشيطان , وفي باب ما يستقبح في المؤنث يشبه بالغول.). [معاني القرآن:4/ 306-307]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {طلعها كأنه رؤوس الشياطين} طلعها أي ثمرها كأنه أول ما يطلع منها ثم قال كأنه رؤوس الشياطين
قال أبو العباس يقال: لم تر الشياطين , فكيف وقع التشبيه بها ؟, و هل يجوز : أن يقال : كأن زيدا فلان , وفلان لا يعرف .
فالجواب: أن المقصود هو ما وقع عليه التعارف من المعاني , فإذا قيل فلان شيطان , فقد علم : أن المعنى فلان قبيح خبيث , ومنه قولهم تشيطن إذا تخبث , كما قال الشاعر:
أيقتلني والمشر في مضاجعي = ومسنونة زرق كأنياب أغوال
ولم تر الغول قط, ولا أنيابها , ولكن العرب إذا قبحت المؤنث شبهته بالغول , وإذا قبحت المذكر شبهته بالشيطان , فهذا جواب صحيح بين .
وقد قيل : هو نبت باليمن قبيح المنظر شبهت به , يقال له: الأستن , والشيطان , وليس ذلك بمعروف عند العرب .
قال أبو جعفر: وقيل الشياطين: ضروب من الحيات قباح.). [معاني القرآن: 6/ 33-35]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ لَآَكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66)}
تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (67)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لشوباً...}
الخلط : يقال: شاب الرجل طعامه يشوبه شوباً.). [معاني القرآن: 2/ 387]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ثمّ إنّ لهم عليها لشوباً من حميمٍ }
تقول العرب: كل شيء خلطته بغيره , فهو مشوب.). [مجاز القرآن: 2/ 170]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({لشوبا من حميم}: الشوب الخلط وكلما خلطته بغيره فقد شبته به).[غريب القرآن وتفسيره: 317]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ( {ثمّ إنّ لهم عليها لشوباً من حميمٍ}: أي: خلطا من الماء الحار يشربونه عليها.). [تفسير غريب القرآن: 372]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ثمّ إنّ لهم عليها لشوبا من حميم (67)}
أي : لخلطا ومزاجا، ويقرأ : (لشوبا من حميم)، الشوب: المصدر، والشوب: الاسم، والخلط: المخلوط). [معاني القرآن:4/ 307]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم}
قال قتادة : (أي : مزاجا).
قال أبو جعفر يقال: شبت الشيء بالشيء , أي: خلطته به
فقيل يراد به ههنا : شرب الحميم.). [معاني القرآن: 6/ 35]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {لشوبا من حميم}:شرابا مختلطا بغيره من العذاب.). [ياقوتة الصراط: 429]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لَشَوْبًا}: خلطاً.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 206]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الشَوْب): الخلط.). [العمدة في غريب القرآن: 255]

تفسير قوله تعالى: {ِنَّهُمْ أَلْفَوْا آَبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (69)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ ألفوا آباءهم ضالّين }: وجدوا.).[مجاز القرآن: 2/ 171]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({إنّهم ألفوا آباءهم ضالّين}: أي: وجدوهم كذلك.). [تفسير غريب القرآن: 372]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَائهم ضَالِّينَ}: أي: صادفوا آباءهم كفاراً , فاتبعوهم.). [ياقوتة الصراط: 429]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَلْفَوْا آبَاءهُمْ}: أي وجدوهم.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 206]

تفسير قوله تعالى: {فَهُمْ عَلَى آَثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فهم على آثارهم يهرعون}
أي: يسرعون بسيرهم, والإهراع: الإسراع فيه، شبيه بالرّعدة .
ويقال: قد أهرع إهراعاً. ).[معاني القرآن: 2/ 387]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({يهرعون }: يستحثون من خلفهم , ويعطف أوائلهم.). [مجاز القرآن: 2/ 171]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({يهرعون}: يستحثون من ورائهم).[غريب القرآن وتفسيره: 317]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({فهم على آثارهم يهرعون}: أي : يسرعون , و«الإهراع»: الإسراع , وفيه شبية بالرّعدة.). [تفسير غريب القرآن: 372]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فهم على آثارهم يهرعون (70)}
أي: هم يتبعون آثارهم اتباعا في سرعة.
ويقال: {يهرعون}:كأنهم يزعجون من الإسراع إلى اتباع آبائهم، يقال: هرع وأهرع في معنى واحد إذا استحثّ , وأسرع.). [معاني القرآن: 4/ 307]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إنهم ألفوا آباءهم ضالين فهم على آثارهم يهرعون}
معنى {ألفوا}: وجدوا.
قال مجاهد: (يهرعون كهيئة الهرولة) , وقال قتادة: (يسرعون) .
وقيل : كأنهم يزعجون من الإسراع.). [معاني القرآن: 6/ 35-36]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ({يُهْرَعُون}:أي: يسرعون إسراعا فيه تحير ودهش.). [ياقوتة الصراط: 430]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يُهْرَعُونَ}: يسرعون.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 206]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يُهْرَعُونَ}: يستحثون من ورائهم.). [العمدة في غريب القرآن: 255]

تفسير قوله تعالى:{فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فانظر كيف كان عاقبة المنذرين إلاّ عباد اللّه المخلصين }: نصبها للاستثناء: من المنذرين.). [مجاز القرآن: 2/ 171]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (74) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فانظر كيف كان عاقبة المنذرين إلاّ عباد اللّه المخلصين}: نصبها للاستثناء، من المنذرين.). [مجاز القرآن: 2/ 171] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إلّا عباد اللّه المخلصين (74)}
المخلصين : الذين أخلصهم اللّه , واصطفاهم لعبادته..
ويقرأ المخلصين , أي: الموحّدين.).[معاني القرآن: 4/ 307]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 ذو القعدة 1431هـ/24-10-2010م, 11:37 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 75 إلى 99]

{وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75) وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (77) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (78) سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الَعالمين(79) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (80) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (81) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ (82) وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83) إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) أَئِفْكًا آَلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86) فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (87) فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89) فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (90) فَرَاغَ إِلَى آَلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91) مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ (92) فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93) فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94) قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96) قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98) وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99)}

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ولقد نادانا نوحٌ} [الصافات: 75]، يعني: حيث دعا على قومه.
{فلنعم المجيبون} [الصافات: 75] له، أجبناه فأهلكناهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/835]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: ( {ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون (75)}

أي : دعانا بأن ننقذه من الغرق، والمعنى : فلنعم المجيبون نحن.). [معاني القرآن: 4/307]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون}
قيل: بمسألته هلاك قومه فقال: {رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا}
وقيل : المعنى دعا بأن ننجيه من الغرق , ونجيناه , وأهله من الكرب العظيم : أي: من الغرق.). [معاني القرآن: 6/36-37]

تفسير قوله تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ونجّيناه وأهله من الكرب العظيم} [الصافات: 76] من الغرق). [تفسير القرآن العظيم: 2/835]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)

: ({ونجّيناه وأهله من الكرب العظيم (76)}

يعني : كرب الغرق, الذي هو عذاب.). [معاني القرآن: 4/307]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وجعلنا ذريته هم الباقين}
روى سعيد , عن قتادة: (الناس كلهم من ذرية نوح صلى الله عليه وسلم).). [معاني القرآن: 6/37]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (77) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وجعلنا ذرّيّته هم الباقين} [الصافات: 77] فالنّاس كلّهم ولد سامٍ، وحامٍ، ويافثٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/835]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)

: ( {وجعلنا ذرّيّته هم الباقين (77)}

لما جاء الطوفان لم يبق ألا نوح , وذرئته، والخلق الباقون من ذرئة نوح.). [معاني القرآن: 4/307-308]

تفسير قوله تعالى: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (78)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وتركنا عليه في الآخرين} [الصافات: 78] ألقينا عليه في الآخرين الثّناء الحسن). [تفسير القرآن العظيم: 2/835]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وتركنا عليه في الآخرين} [الصافات: 78]، أي: وأبقينا عليه في الآخرين الثّناء الحسن). [تفسير القرآن العظيم: 2/840]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)

: (وقوله: {وتركنا عليه في الآخرين...}

يقول: أبقينا له ثناءً حسناً في الآخرين, ويقال: {تركنا عليه في الآخرين (78) سلامٌ على نوحٍ} : أي : تركنا عليه هذه الكلمة؛ كما تقول: قرأت من القرآن .
{الحمد لله ربّ العالمين} : فيكون في الجملة في معنى نصبٍ ترفعها بالكلام, كذلك {سلام على نوح} ترفعه بعلى، وهو في تأويل نصبٍ. ولو كان: تركنا عليه سلاماً , كان صواباً.). [معاني القرآن: 2/387-388]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وتركنا عليه}
أي: أبقينا عليه ذكرا حسنا , {في الآخرين}: أي: في الباقين من الأمم.). [تفسير غريب القرآن: 372]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن الاختصار قوله: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ}. أي: أبقينا له ذكرا حسنا في الآخرين، كأنه قال: تركنا عليه ثناء حسنا، فحذف الثناء الحسن لعلم المخاطب بما أراد). [تأويل مشكل القرآن: 230]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وتركنا عليه في الآخرين (78)}
أي: تركنا عليه الذكر الجميل إلى يوم القيامة، وذلك الذكر قوله: {سلام على نوح في العالمين (79) }.). [معاني القرآن: 4/308]


قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وتركنا عليه في الآخرين}
قال مجاهد , وقتادة : (أي: ثناء) .


وقال محمد بن زيد :{وتركنا عليه في الآخرين}
يقال : {سلام على نوح في العالمين },أي: تركنا عليه هذه الكلمة باقية.). [معاني القرآن: 6/38]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وتركنا عليه في الآخرين}
أخبرنا أبو عمرقال: أخبرنا ثعلب ,عن ابن الأعرابي قال: معناه : تركنا عليه في الآخرين ثناءً حسناً.). [ياقوتة الصراط: 430]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ}: أثنينا عليهم الثناء الحسن.). [العمدة في غريب القرآن: 255]




تفسير قوله تعالى:{سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (79)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({سلامٌ على نوحٍ في العالمين} [الصافات: 79]، يعني: ما كان بعد نوحٍ الثّناء الحسن، يقال لنوحٍ من بعده في النّاس، وهذا تفسير السّدّيّ). [تفسير القرآن العظيم: 2/835]


قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {وتركنا عليه في الآخرين...}
يقول: أبقينا له ثناءً حسناً في الآخرين.


ويقال: {تركنا عليه في الآخرين (78) سلامٌ على نوحٍ} : أي : تركنا عليه هذه الكلمة؛ كما تقول: قرأت من القرآن.
{الحمد لله ربّ العالمين}: فيكون في الجملة في معنى نصبٍ ترفعها بالكلام, كذلك {سلام على نوح} ترفعه بعلى، وهو في تأويل نصبٍ.
ولو كان: تركنا عليه سلاماً : كان صواباً). [معاني القرآن: 2/387-388] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {سلام على نوح في العالمين (79)}
المعنى : تركنا عليه في الآخرين أن يصلى عليه إلى يوم القيامة.). [معاني القرآن: 4/308]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقال محمد بن زيد : المعنى : {وتركنا عليه في الآخرين }



يقال: سلام على نوح في العالمين , أي: تركنا عليه هذه الكلمة باقية.). [معاني القرآن: 6/38] (م)

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (80) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (81) }

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ (82) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ثمّ أغرقنا الآخرين} [الصافات: 82]، يعني: من سوى الّذين كانوا معه في السّفينة). [تفسير القرآن العظيم: 2/835]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وإنّ من شيعته لإبراهيم} [الصافات: 83] يقول إنّ من أهل ملّة نوحٍ لإبراهيم.
هذا تفسير السّدّيّ.
وقال مجاهدٌ: {وإنّ من شيعته لإبراهيم} [الصافات: 83] على منهاجه وسنّته). [تفسير القرآن العظيم: 2/835]


قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {وإنّ من شيعته لإبراهيم...}
يقول: إن من شيعة محمّدٍ لإبراهيم صلى الله عليه وسلم. يقول: على دينه , ومنهاجه، فهو من شيعته، وإن كان إبراهيم سابقاً له.


وهذا مثل قوله: {وآيةٌ لهم أنّا حملنا ذرّيّتهم}: أي ذرّيّة من {هو منهم} , فجعلها ذرّيّتهم , وقد سبقتهم.). [معاني القرآن: 2/388]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإنّ من شيعته لإبراهيم (83)}
أي: من شيعة نوح، من أهل ملّته :يعني :نوحاً.). [معاني القرآن: 4/308]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإن من شيعته لإبراهيم}
قال مجاهد: (أي: على منهاجه وسنته) .
وقال قتادة : (على دينه) .
قال أبو جعفر : المعنى : وإن من شيعة نوح .
قال الفراء: المعنى : وإن من شيعة محمد صلى الله عليه وسلم , والأول أشبه؛ لأن ذكر نوح قد تقدم.). [معاني القرآن: 6/398-39]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ({وإن من شيعته لإبراهيم}: الهاء لمحمد صلى الله عليه وسلم أي: إبراهيم عليه السلام خبر بخبره، فاتبعه , ودعا له.). [ياقوتة الصراط: 431]




تفسير قوله تعالى: {إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إذ جاء ربّه بقلبٍ سليمٍ} [الصافات: 84] حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: من الشّرك). [تفسير القرآن العظيم: 2/835]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):

({إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا}

وما فيها من نجم وقمر وشمس والأرض وما فيها من بحر وجبل وحجر وصنم {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} ومثل هذا: الحواريّ حين ورد على قوم يعبدون (بدّا) لهم فأظهر تعظيمه وترفيله، وأراهم الاجتهاد في دينهم، فأكرموه وفضّلوه وائتمنوه، وصدروا في كثير من الأمور عن رأيه. إلى أن دهمهم عدوّ لهم خافه الملك على مملكته، فشاور الحواريّ في أمره، فقال: الرأي أن ندعو إلهنا- يعني البدّ- حتى يكشف ما قد أظلّنا، فإنا لمثل هذا اليوم كنّا نرشّحه.
فاستكفّوا حوله يتضرّعون إليه ويجأرون، وأمر عدوّهم يستفحل، وشوكته تشتد يوما بعد يوم.


فلما تبين لهم من هذه الجهة أن (بدّهم) لا ينفع ولا يدفع، ولا يبصر ولا يسمع، قال: هاهنا إله آخر، أدعوه فيستجيب، وأستجيره فيجير، فهلموا فلندعه. فدعوا الله جميعا فصرف عنهم ما كانوا يحاذرون، وأسلموا.

ومن الناس من يذهب إلى أن إبراهيم صلّى الله عليه وسلم، كان في تلك الحال على ضلال وحيرة.

وكيف يتوهّم ذلك على من عصمه الله وطهّره في مستقرّه ومستودعه؟
والله سبحانه يقول: {إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}. أي: لم يشرك به قط، كذلك قال المفسرون، أو من قال منهم). [تأويل مشكل القرآن: 337-338] (م)


قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({إذ جاء ربّه بقلب سليم (84)}
جاء في التفسير : سليم من الشرك، وهو سليم من الشرك , ومن كل دنس.). [معاني القرآن: 4/308]



قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وإذ جاء ربه بقلب سليم}
قال قتادة: (أي : سليم من الشرك).

وقال عروة بن الزبير : م يلعن شيئا قط , فقال الله جل وعز: {إذ جاء ربه بقلب سليم}). ). [معاني القرآن: 6/39]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {بقلب سليم}: أي: ليس فيه غش, ولا غل.). [ياقوتة الصراط: 431]





تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) }



تفسير قوله تعالى: {أَئِفْكًا آَلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أئفكًا} [الصافات: 86]، أي: كذبًا.
{آلهةً دون اللّه تريدون} [الصافات: 86] على الاستفهام، أي: قد فعلتم فعبدتموهم دونه). [تفسير القرآن العظيم: 2/835]


قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ)

: ( وقوله جل وعز: {أئفكا آلهة دون الله تريدون}
قال قتادة : (أي: أكذبا).). [معاني القرآن: 6/39]




تفسير قوله تعالى: {فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (87) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فما ظنّكم بربّ العالمين} [الصافات: 87]، أي: أنّه معذّبكم). [تفسير القرآن العظيم: 2/836]


قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)

: ( {فما ظنّكم بربّ العالمين (87)}
قال إبراهيم لقومه , وهم يعبدون الأصنام: أي شيء ظنكم بربّ العالمين , وأنتم تعبدون غيره؟!.

وموضع (ما) رفع بالابتداء، والخبر (ظنّكم) .). [معاني القرآن: 4/308]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {فما ظنكم برب العالمين}
روى سعيد , عن قتادة قال : (أي : {فما ظنكم برب العالمين }, وقد عبدتم غيره إذا لقيتموه؟!).). [معاني القرآن: 6/39-40]






تفسير قوله تعالى: {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فنظر نظرةً في النّجوم} [الصافات: 88]، يعني: في الكواكب، تفسير السّدّيّ). [تفسير القرآن العظيم: 2/836]


قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)

: ({فنظر نظرةً في النّجوم (88) فقال إنّي سقيمٌ} , مفسر في كتاب «تأويل المشكل»).
[تفسير غريب القرآن: 372]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.

كان العصر الذي بعث الله، عز وجل، فيه إبراهيم، صلّى الله عليه وسلم، عصر نجوم وكهانة، وإنما أمر نمروذ بقتل الولدان في السنة التي ولد فيها إبراهيم، صلّى الله عليه وسلم؛ لأن المنجمين والكهّان قالوا: إنه يولد في تلك السنة من يدعو إلى غير دينه، ويرغب عن سنّته.
وكان القوم يعظّمون النجوم، ويقضون بها على غائب الأمور، ولذلك نظر إبراهيم نظرة في النجوم فقال: {إِنِّي سَقِيمٌ} وكان القوم يريدون الخروج إلى مجمع لهم، فأرادوه على أن يغدو معهم، وأراد كيد أصنامهم خلاف مخرجهم، فنظر نظرة في النجوم، يريد علم النجوم، أي في مقياس من مقاييسها، أو سبب من أسبابها، ولم ينظر إلى النجوم أنفسها. يدلك على ذلك قوله: {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88)}
ولم يقل: إلى النجوم. وهذا كما يقال: فلان ينظر في النجوم، إذا كان يعرف حسابها، وفلان ينظر في الفقه والحساب والنحو.
وإنما أراد بالنظر فيها: أن يوهمهم أنه يعلم منها ما يعلمون، ويتعرف في الأمور من حيث يتعرفون، وذلك أبلغ في المحال، وألطف في المكيدة). [تأويل مشكل القرآن: 335-336] (م)


قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {فنظر نظرة في النجوم}
في معناه : ثلاثة أقوال :-



قال الحسن: (أي تفكر فيما يعمل ؛ إذا كلفوه الخروج).
قال أبو جعفر : والمعنى على هذا القول فنظر فيما نجم له من الرأي, أي فيما طلع له , يقال: نجم القرن , والنبت إذا طلعا .

أي: فكر , فعلم أنه لبد لكل حي من أن يسقم {فقال إني سقيم}.
قال الخليل: يقال للرجل إذا فكر في الشيء كيف يدبره : نظر في النجوم. وكذلك قال أبو العباس في معنى هذه الآية.
والقول الثاني : أن يكون المعنى فنظر فيما نجم من الأشياء , فعلم أن لها خالقا ومدبرا , وأنها تتغير , وعلم أن ذلك يلحقه .
فقال : إني سقيم .
والقول الثالث : ما رواه سعيد, عن قتادة : (أن سعيد بن المسيب قال : نظر إلى نجم , فقال:{ إني سقيم }, فكايد عن دينه) .
قال أبو جعفر : والمعنى على هذا القول فعمل ما يعلمون من النظر في النجوم , واستدلالهم بها.
قال سعيد بن جبير , والضحاك , فقال : ({ إني سقيم }: أي: مطعون, وكانوا يهربون من الطاعون) .
قال الله جل وعز: {فتولوا عنه مدبرين} .). [معاني القرآن: 6/42]






تفسير قوله تعالى: {فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فقال إنّي سقيمٌ} [الصافات: 89] تفسير الكلبيّ: أنّهم كانوا بقريةٍ بين البصرة والكوفة يقال لها: هرمزخرّد، وكانوا ينظرون في النّجوم قال: {فنظر نظرةً في النّجوم {88} فقال إنّي سقيمٌ {89}} [الصافات: 88-89].
{فقال إنّي سقيمٌ {89}} [الصافات: 89]، أي: مطعونٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/836]


قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)

: (وقوله: {إنّي سقيمٌ...}
أي : مطعون من الطاعون.

ويقال: إنها كلمة فيها معراض، أي: إنه كلّ من كان في عنقه الموت , فهو سقيم، وإن لم يكن به حين قالها سقم ظاهر, وهو وجه حسن...
- حدثني يحيى بن المهلّب أبو كدينة , عن الحسن بن عمارة , عن المنهال بن عمرو , عن سعيد بن جبيرٍ, عن ابن عبّاس , عن أبيّ بن كعب الأنصاريّ في قوله: {لا تؤاخذني بما نسيت}, قال: (لم ينس , ولكنها من معاريض الكلام) .
وقد قال عمر في قوله: (إنّ في معاريض الكلام لما يغنينا عن الكذب.).). [معاني القرآن: 2/388]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({فنظر نظرةً في النّجوم (88) فقال إنّي سقيمٌ}, مفسر في كتاب «تأويل المشكل».). [تفسير غريب القرآن: 372] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقد جاء في القرآن التعريض...ومنه قول إبراهيم صلّى الله عليه وسلم: {إِنِّي سَقِيمٌ} أي سأسقم؛ لأن من كتب عليه الموت، فلا بد من أن يسقم.
ومنه قوله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} أي: ستموت ويموتون.
فأوهمهم إبراهيم بمعاريض الكلام أنه سقيم عليل، ولم يكن عليلا سقيما، ولا كاذبا). [تأويل مشكل القرآن: 267-268]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} .
كان العصر الذي بعث الله، عز وجل، فيه إبراهيم، صلّى الله عليه وسلم، عصر نجوم وكهانة، وإنما أمر نمروذ بقتل الولدان في السنة التي ولد فيها إبراهيم، صلّى الله عليه وسلم؛ لأن المنجمين والكهّان قالوا: إنه يولد في تلك السنة من يدعو إلى غير دينه، ويرغب عن سنّته.
وكان القوم يعظّمون النجوم، ويقضون بها على غائب الأمور، ولذلك نظر إبراهيم نظرة في النجوم فقال: {إِنِّي سَقِيمٌ} وكان القوم يريدون الخروج إلى مجمع لهم، فأرادوه على أن يغدو معهم، وأراد كيد أصنامهم خلاف مخرجهم، فنظر نظرة في النجوم، يريد علم النجوم، أي في مقياس من مقاييسها، أو سبب من أسبابها، ولم ينظر إلى النجوم أنفسها. يدلك على ذلك قوله: { فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88)}
ولم يقل: إلى النجوم. وهذا كما يقال: فلان ينظر في النجوم، إذا كان يعرف حسابها، وفلان ينظر في الفقه والحساب والنحو.
وإنما أراد بالنظر فيها: أن يوهمهم أنه يعلم منها ما يعلمون، ويتعرف في الأمور من حيث يتعرفون، وذلك أبلغ في المحال، وألطف في المكيدة {فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ} أي سأسقم فلا أقدر على الغدوّ معكم.
هذا الذي أوهمهم بمعاريض الكلام، ونيّته أنه سقيم غدا لا محالة؛ لأن من كانت غايته الموت ومصيره إلى الفناء- فسيسقم. ومثله قوله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} ولم يكن النبي، صلّى الله عليه وسلم، ميّتا في ذلك الوقت، وإنما أراد: أنك ستموت وسيموتون.
{فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى} الزّهرة {قَالَ هَذَا رَبِّي} يريد: أن يستدرجهم بهذا القول، ويعرّفهم خطأهم، وجهلهم في تعظيمهم شأن النجوم، وقضائهم على الأمور بدلالتها. فأراهم أنه معظّم ما عظّموا، وملتمس الهدى من حيث التمسوا. وكلّ من تابعك على هواك وشابعك على أمرك، كنت به أوثق، وإليه أسكن وأركن. فأنسوا واطمأنوا.
فلمّا أفل أراهم النقص الداخل على النجم بالأفول، لأنه ليس ينبغي لإله أن يزول ولا أن يغيب، فقال لا أحبّ الآفلين واعتبر مثل ذلك في الشمس والقمر، حتى تبين للقوم ما أراد، من غير جهة العناد والمبادأة بالتّنقص والعيب.
ثم قال: {إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا} وما فيها من نجم وقمر وشمس والأرض وما فيها من بحر وجبل وحجر وصنم {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} ومثل هذا: الحواريّ حين ورد على قوم يعبدون (بدّا) لهم فأظهر تعظيمه وترفيله، وأراهم الاجتهاد في دينهم، فأكرموه وفضّلوه وائتمنوه، وصدروا في كثير من الأمور عن رأيه. إلى أن دهمهم عدوّ لهم خافه الملك على مملكته، فشاور الحواريّ في أمره، فقال: الرأي أن ندعو إلهنا- يعني البدّ- حتى يكشف ما قد أظلّنا، فإنا لمثل هذا اليوم كنّا نرشّحه. فاستكفّوا حوله يتضرّعون إليه ويجأرون، وأمر عدوّهم يستفحل، وشوكته تشتد يوما بعد يوم. فلما تبين لهم من هذه الجهة أن (بدّهم) لا ينفع ولا يدفع، ولا يبصر ولا يسمع، قال: هاهنا إله آخر، أدعوه فيستجيب، وأستجيره فيجير، فهلموا فلندعه. فدعوا الله جميعا فصرف عنهم ما كانوا يحاذرون، وأسلموا.
ومن الناس من يذهب إلى أن إبراهيم صلّى الله عليه وسلم، كان في تلك الحال على ضلال وحيرة.
وكيف يتوهّم ذلك على من عصمه الله وطهّره في مستقرّه ومستودعه؟
والله سبحانه يقول: {إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}. أي: لم يشرك به قط، كذلك قال المفسرون، أو من قال منهم). [تأويل مشكل القرآن: 335-338] (م)


قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :({فنظر نظرة في النّجوم (88) فقال إنّي سقيم (89)}
قال لقومه : وقد رأى نجما : إني سقيم، فأوهمهم أن الطاعون به). [معاني القرآن: 4/308]



قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فتولّوا عنه مدبرين (90)}
فرارا من أن يعدى إليهم الطاعون، وإنما قال : إني سقيم: لأن كل واحد, وأن كان معافى , فلا بد من أن يسقم ويموت، قال اللّه تعالى:{إنّك ميّت وإنّهم ميّتون (30)}

أي: إنك ستموت فيما يستقبل، وكذلك قوله: {إنّي سقيم}:أي: سأسقم لا محالة.
وقد روي في الحديث: ((لم يكذب إبراهيم إلا في ثلاثة))، وقد فسّرنا ذلك، وأن هذه الثلاث وقعت فيها معارضة في قوله:
{بل فعله كبيرهم هذا}: على معنى: إن كانوا ينطقون فقد فعله كبيرهم .
وقوله: " سارّة أختي "، أي: أختي في الإسلام.
وقوله: {إنّي سقيم}: على ما فسّرنا.). [معاني القرآن: 4/309] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فنظر نظرة في النجوم}
في معناه ثلاثة أقوال :-
قال الحسن: (أي: تفكر فيما يعمل إذا كلفوه الخروج) .
قال أبو جعفر : والمعنى على هذا القول: فنظر فيما نجم له من الرأي, أي: فيما طلع له .
يقال : نجم القرن, والنبت إذا طلعا .
أي: فكر فعلم أنه لبد لكل حي من أن يسقم {فقال إني سقيم}.
قال الخليل : يقال للرجل إذا فكر في الشيء كيف يدبره : نظر في النجوم , وكذلك قال أبو العباس في معنى هذه الآية .
والقول الثاني: أن يكون المعنى: فنظر فيما نجم من الأشياء , فعلم أن لها خالقا ومدبرا , وأنها تتغير , وعلم أن ذلك يلحقه , فقال : إني سقيم .
والقول الثالث: ما رواه سعيد , عن قتادة : أن سعيد بن المسيب , قال: (نظر إلى نجم , فقال: إني سقيم , فكايد عن دينه) .
قال أبو جعفر : والمعنى على هذا القول, فعمل ما يعلمون من النظر في النجوم , واستدلالهم بها .
قال سعيد بن جبير , والضحاك : (فقال إني سقيم , أي: مطعون, وكانوا يهربون من الطاعون , قال الله جل وعز: {فتولوا عنه مدبرين}).). [معاني القرآن: 6/40-42] (م)






تفسير قوله تعالى:{فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (90)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فتولّوا عنه مدبرين} [الصافات: 90] إلى عيدهم، وذلك أنّهم استتبعوه لعيدهم فعصب رأسه وقال: إنّي رأيت اللّيلة في النّجوم إنّي سأطعن غدًا، كراهية الذّهاب معهم، ولمّا أراد أن يفعل بآلهتهم، كادهم بذلك، وهي إحدى الخطايا الثّلاث، قال: {والّذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدّين} [الشعراء: 82] قوله: {إنّي سقيمٌ} [الصافات: 89] وقوله: {بل فعله كبيرهم هذا} [الأنبياء: 63] وقوله
لسارّة: إن سألوك فقولي إنّك أختي). [تفسير القرآن العظيم: 2/836]


قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)

: ( {فتولّوا عنه مدبرين (90)}
فرارا من أن يعدى إليهم الطاعون، وإنما قال: إني سقيم؛ لأن كل واحد , وأن كان معافى , فلا بد من أن يسقم ويموت، قال اللّه تعالى: {إنّك ميّت وإنّهم ميّتون (30)}

أي إنك ستموت فيما يستقبل، وكذلك قوله:{إنّي سقيم}: أي : سأسقم لا محالة.
وقد روي في الحديث: لم يكذب إبراهيم إلا في ثلاثة، وقد فسّرنا ذلك، وأن هذه الثلاث وقعت فيها معارضة في قوله:
{بل فعله كبيرهم هذا}: على معنى: إن كانوا ينطقون , فقد فعله كبيرهم .
وقوله: " سارّة أختي ": أي أختي في الإسلام.
وقوله:{إنّي سقيم}: على ما فسّرنا.). [معاني القرآن: 4/308-309]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فنظر نظرة في النجوم}
في معناه ثلاثة أقوال :-
قال الحسن: (أي تفكر فيما يعمل إذا كلفوه الخروج) .
قال أبو جعفر : والمعنى على هذا القول : فنظر فيما نجم له من الرأي , أي: فيما طلع له .
يقال: نجم القرن , والنبت إذا طلعا .
أي : فكر , فعلم أنه لبد لكل حي من أن يسقم : {فقال إني سقيم}.
قال الخليل : يقال للرجل إذا فكر في الشيء كيف يدبره : نظر في النجوم, وكذلك قال أبو العباس في معنى هذه الآي.ة
والقول الثاني : أن يكون المعنى فنظر فيما نجم من الأشياء , فعلم أن لها خالقا ومدبرا وأنها تتغير , وعلم أن ذلك يلحقه , فقال: إني سقيم .
والقول الثالث : ما رواه سعيد , عن قتادة : أن سعيد بن المسيب قال : (نظر إلى نجم , فقال: إني سقيم , فكايد عن دينه) .
قال أبو جعفر : والمعنى على هذا القول : فعمل ما يعلمون من النظر في النجوم , واستدلالهم بها .
قال سعيد بن جبير , والضحاك : (فقال إني سقيم , أي: مطعون , وكانوا يهربون من الطاعون, قال الله جل وعز: {فتولوا عنه مدبرين}). ). [معاني القرآن: 6/40-42] (م)






تفسير قوله تعالى: {فَرَاغَ إِلَى آَلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91) }



قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({فراغ إلى آلهتهم}: انصرف إليها مستخفيا).[غريب القرآن وتفسيره: 317]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون}

أي: مال وعدل , ومنه الرواغ , ثم قال: {ألا تأكلون}



تعجبا , أي : فقرب إليها الطعام , فقال : ألا تأكلون ؟!, فلما لم يرها تأكل , قال: ألا تنطقون ؟!.
وقال أبو مالك : جاء إلى آلهتهم , وكانوا قد جعلوا بين أيديها طعاما , فلما لم تكلمه , قال : مالكم لا تنطقون , فأخذ فأسا , فضرب به حافتيها , ثم علقه في عنق أكبرها.). [معاني القرآن: 6/43]

قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَرَاغَ}: أحال عليهم). [العمدة في غريب القرآن: 256]






تفسير قوله تعالى:{مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ (92)}

تفسير قوله تعالى:{فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93) }


قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فراغ عليهم} [الصافات: 93] سعيدٌ، عن قتادة، قال: أي: فمال عليهم، على آلهتهم.
{ضربًا باليمين} [الصافات: 93] فكسّرها إلا كبيرهم، وقد فسّرناه في سورة الأنبياء). [تفسير القرآن العظيم: 2/836]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)


: (وقوله: {كنتم تأتوننا عن اليمين...}



يقول: كنتم تأتوننا من قبل الدّين، أي : تأتوننا تخدعوننا بأقوى الوجوه.
واليمين: القدرة والقوّة.

وكذلك قوله: {فراغ عليهم ضرباً باليمين}: أي : بالقوّة والقدرة.
وقال الشاعر:
إذا ما غاية رفعت لمجدٍ = تلقّاها عرابة باليمين
بالقدرة والقوّة, وقد جاء في قوله: {فراغ عليهم ضرباً باليمين}, يقول: ضربهم بيمينه التي قالها : {وتالله لأكيدنّ أصنامكم}.). [معاني القرآن: 2/385] (م)
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فراغ عليهم ضرباً باليمين...}
أي : مال عليهم ضرباً، واغتنم خلوتهم من أهل دينهم.
وفي قراءة عبد الله :{فراغ عليهم صفقا باليمين}, وكأنّ الروغ ها هنا : أنّه اعتلّ روغاً ليفعل بآلهتهم ما فعل.). [معاني القرآن: 2/388]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ فراغ عليهم ضرباً باليمين }: أي: أجال عليهم ضرباً للآلهة.). [مجاز القرآن: 2/171]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فراغ عليهم ضرباً} :أي : مال عليهم يضربهم {باليمين} , و«الرواغ» منه.). [تفسير غريب القرآن: 372]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال تعالى: {فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ} [الصافات: 93] لأن في اليمين القوة وشدّة البطش، فأخبرنا عن شدة ضربه بها.
وقال الشّمّاخ:
إذا ما راية رفعت لِمَجْدٍ = تلقّاها عَرَابَةُ باليمين
أي أخذها بقوة ونشاط). [تأويل مشكل القرآن: 242]




قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فراغ عليهم ضربا باليمين (93)}

معنى راغ عليهم : مال عليهم، وضربا مصدر، المعنى : فمال على الأصنام يضربهم ضربا باليمين، يحتمل وجهين: بيمينه، وبالقوة , والمكانة.



وقال: {عليهم}: وهي الأصنام ؛ لأنهم جعلوها معبودة بمنزلة ما يميز كما قال: {وكلّ في فلك يسبحون}.). [معاني القرآن: 4/309]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فراغ عليهم ضربا باليمين}

قال أبو جعفر : يجوز أن يكون معنى باليمين بالقوة كما تقدم .
ويجوز أن يريد اليد , وقيل بيمينه حين قال : {وتالله لأكيدن أصنامكم}.).[معاني القرآن: 6/43-44]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَرَاغَ عَلَيْهِمْ}: أي: مال.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 206]






تفسير قوله تعالى: {فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فأقبلوا إليه} [الصافات: 94] إلى إبراهيم.
{يزفّون} [الصافات: 94] تفسير الحسن: يبتدرونه.
وقال بعضهم: {يزفّون} [الصافات: 94] يرعدون غضبًا.
وقال ابن مجاهدٍ، عن أبيه: الخيلاء). [تفسير القرآن العظيم: 2/836]


قالَ مُحمدُ بنُ الجَهْمِ السُّمَّرِيُّ (ت: 277هـ):

(وقوله: {فأقبلوا إليه يزفّون...}
قرأها الأعمش {يزفّون}:كأنها من أزففت, ولم نسمعها إلاّ زففت: تقول للرجل: جاءنا يزفّ.

ولعلّ قراءة الأعمش من قول العرب: قد أطردت الرجل , أي: صيّرته طريداً، وطردته إذا أنت قلت له: اذهب عنّا , فيكون {يزفّون}: أي : جاءوا على هذه الهيئة بمنزلة المزفوفة على هذه الحال , فتدخل الألف؛ كما تقول للرجل: هو محمودٌ إذا أظهرت حمده، وهو محمد: إذا رأيت أمره إلى الحمد , ولم تنشر حمده.
قال , وأنشدني المفضّل:
تمنّى حصين أن يسود جذاعه = فأمسى حصين قد أذلّ وأقهرا
فقال: أقهر, أي: صار إلى حال القهر , وإنما هو قهر.
وقرأ الناس بعد {يزفّون} بفتح الياء , وكسر الزاي , وقد قرأ بعض القراء {يزفون} بالتخفيف ؛ كأنها من وزف يزف , وزعم الكسائي أنه لا يعرفها.
وقال الفراء: لا أعرفها أيضاً إلاّ أن تكون لم تقع إلينا.). [معاني القرآن للفراء: 2/389]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فأقبلوا إليه يزفّون } : تقول العرب للنعامة: تزف , وهو أول عدوها , وآخر مشيها , وجاءني الرجل يزف زفيف النعامة , أي: من سرعته.). [مجاز القرآن: 2/171]



قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ((يزفون ويزفون): يسرعون. تقول العرب للنعامة تزف وهو أول عدوها. وجاءني الرجل يزف زفيف النعامة من سرعته. وقرئت يزفون ويزفون وزف يزف). [غريب القرآن وتفسيره: 317-318]



قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فأقبلوا إليه يزفّون} :أي: يسرعون إليه في المشي, يقال: زفت النعامة.). [تفسير غريب القرآن: 372]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فأقبلوا إليه يزفّون (94)}


يعني: قوم إبراهيم.
{يزفّون}: يسرعون إليه, ويقرأ على ثلاثة أوجه:

{يزفّون}: بفتح الياء , ويزفّون بضمها، ويزفون بتخفيف الفاء.
وأعربها كلّها {يزفّون} بفتح الياء , وتشديد الفاء، وأصله : من زفيف النعام، وهو ابتداء عدوها، يقال : زفّ النعام يزفّ.
ويقرأ : {يزفّون }:أي: يصيرون إلى الزفيف.
ومثله قول الشاعر:
تمنّى حصين أن يسود جذاعه = فأمسى حصين قد أذلّ وأقهرا
معنى : أقهر صار إلى القهر, وكذلك يزفون.
فأما يزفون بالتخفيف فهو من وزف يزف، بمعنى: أسرع، ولم يعرفه الفرّاء، ولا الكسائي، وعرفه غيرهما). [معاني القرآن: 4/309]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {فأقبلوا إليه يزفون}
قال قتادة : (أي : يمشون) .
قال أبو جعفر : يقال زف النعام يزف إذا أسرع , وذلك في أول عدوه .
ويقرأ يزفون بضم الياء , وأكثر أهل اللغة لا يعرفه .
وقد يجوز أن يكون أزف صادف الزفيف , فيكون هذا منه
وحكى الكسائي : أنه قرئ {يزفون} بتخفيف الفاء , وأكثر أهل اللغة لا يعرفه أيضاً.
وحكى بعضهم : أنه قال وزف يزف إذا أسرع.). [معاني القرآن: 6/44-45]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَزِفُّونَ}: أي : يسرعون في المشي.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 206]





تفسير قوله تعالى: (قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} لهم إبراهيم.
{أتعبدون ما تنحتون} [الصافات: 95]، يعني: أصنامهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/836]



تفسير قوله تعالى:{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({واللّه خلقكم وما تعملون} [الصافات: 96] بأيديكم، أي: خلقكم وخلق ذلك الّذي
[تفسير القرآن العظيم: 2/836]
تنحتون.
حدّثناه سعيدٌ، عن قتادة). [تفسير القرآن العظيم: 2/837]


قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ)

: ( ثم قال جل وعز: {والله خلقكم وما تعملون}
قال أبو عبيد : أي : وما تعملون منه الأصنام , وتنحتونه , وهو الخشب والحجارة , وغيرهما .

قال قتادة : (وما تعملون بأيديكم) .
ويجوز أن يكون ما نفيا , أي : وما تعملونه , ولكن الله خالقه .
ويجوز : أن يكون بمعنى المصدر , أي: وعملكم .
ويجوز أن يكون استفهاما فيه معنى التوبيخ.). [معاني القرآن: 6/45-46]






تفسير قوله تعالى: {قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ابنوا له بنيانًا} [الصافات: 97] يقوله بعضهم لبعضٍ.
{فألقوه في الجحيم} [الصافات: 97]، أي: في النّار.
قال الحسن: فجمعوا الحطب زمانًا حتّى إنّ الشّيخ الكبير الّذي لم يخرج من بيته قبل ذلك زمانًا كان يجيء بالحطب، فيلقيه يتقرّب به إلى آلهتهم فيما يزعم، ثمّ جاءوا بإبراهيم، فألقوه في تلك النّار.
قال يحيى: بلغني أنّهم رموا به في المنجنيق، فكان ذلك أوّل ما صنع المنجنيق.
فقال اللّه: {يا نار كوني بردًا} [الأنبياء: 69] سفيان، عن الأعمش، عن شيخٍ، عن عليٍّ، قال: فكادت تقتله من البرد، فقيل: {وسلامًا} لا تضرّه.
سعيدٌ، عن قتادة، أنّ كعبًا، قال: ما انتفع بها يومئذٍ أحدٌ من النّاس، وما أحرقت منه يومئذٍ إلا وثاقه.
عمّارٌ، عن أبي هلالٍ، عن بكر بن عبد اللّه المزنيّ أنّ إبراهيم لمّا أرادوا أن يلقوه في النّار جاءت عامّة الخليقة إلى ربّها فقالت: يا ربّ، خليلك يلقى في النّار، فأذن لنا نطفئ عنه، فقال: هو خليلي ليس لي في الأرض خليلٌ غيره، وأنا إلهه ليس له إلهٌ غيري، فإن استغاثكم فأغيثوه وإلا فدعوه.
قال فجاء ملك القطر فقال: يا ربّ خليلك يلقى في النّار، فأذن لي أطفئ عنه بالقطر، قال: هو خليلي ليس لي في الأرض خليلٌ غيره، وأنا إلهه، ليس له إلهٌ غيري، فإن استغاثك فأغثه وإلا فدعه، قال: فألقي في النّار، فقال اللّه: {يا نار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم} [الأنبياء: 69] قال: فبردت على أهل المشرق والمغرب، فما
[تفسير القرآن العظيم: 2/837]
أنضج بها يومئذٍ كراعٌ.
- سعيدٌ أبو أيّوب، عن نافعٍ، عن أمّ سيابة الأنصاريّة، عن عائشة، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حدّثنا، أنّ إبراهيم لمّا ألقي في النّار كانت الدّوابّ كلّها تطفئ عنه النّار غير الوزغة، فإنّها كانت تنفخ عليه، فأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بقتلها). [تفسير القرآن العظيم: 2/838]


قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)

: ( {فألقوه في الجحيم}: أي في النار, و«الجحيم»: الجمر. قال عاصم بن ثابت:
= وضالة مثل الجحيم الموقد =

أراد: سهاما مثل الجمر, ويقال: «رأيت جحمة النار» : أي: تلهبها، و«للنار جاحم» : أي : توقد , وتلهب.). [تفسير غريب القرآن: 372-373]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم (97)}
كل نار بعضها فوق بعض، وهي : جحم.). [معاني القرآن: 4/09-310]






تفسير قوله تعالى:{فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فأرادوا به كيدًا} [الصافات: 98] تحريقهم إيّاه.
{فجعلناهم الأسفلين} [الصافات: 98] في النّار). [تفسير القرآن العظيم: 2/838]


قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ)

: ( وقوله جل وعز: {فأرادوا به كيدا فجعلنا هم الأسفلين}
الأسفلين : الأذلين حجة

قال قتادة : (ما ناظر هم بعد ذلك حتى أهلكهم).).[معاني القرآن: 6/46]






تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وقال إنّي ذاهبٌ إلى ربّي سيهدين} [الصافات: 99] الطّريق، يعني: الهجرة، هاجر من أرض العراق إلى أرض الشّام.
قال قتادة: وكان يقال أنّ الشّام عماد دار الهجرة.
- هشامٌ، عن قتادة، عن شهر بن حوشبٍ، عن عبد اللّه بن عمرٍو، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «ستكون هجرةٌ بعد هجرةٍ، فخيار أهل الأرض على مهاجر إبراهيم حتّى لا يبقى على ظهرها إلا شرار أهلها، تلفظهم أرضوهم وتقذرهم نفس اللّه، وتحشرهم النّار مع القردة والخنازير».
قال: {ربّ هب لي من الصّالحين} [الصافات: 100] قال: {فبشّرناه بغلامٍ حليمٍ {101} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/838]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ)


: (وقوله جل وعز: {وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين} : هاجر إلى الأرض المقدسة). [معاني القرآن: 6/46]





رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 ذو القعدة 1431هـ/24-10-2010م, 11:46 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 100 إلى 138]

{رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (112) وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ (113) وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (114) وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (115) وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (116) وَآَتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ (117) وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (118) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الْآَخِرِينَ (119) سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (120) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (121) إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (122) وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (124) أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125) اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (126) فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (127) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (129) سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (132) وَإِنَّ لُوطًا لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (133) إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (134) إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (135) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآَخَرِينَ (136) وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (137) وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (138) }


تفسير قوله تعالى: {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {هب لي من الصّالحين...}
ولم يقل: صالحاً، فهذا بمنزلة قوله: ادن , فأصب من الطعام، وهو كثير: يجتزأ بمن عن المضمر؛ كما قال الله:{وكانوا فيه من الزّاهدين}, ولم يقل: زاهدين من الزاهدين.). [معاني القرآن: 2/389]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ربّ هب لي من الصّالحين (100)}
يقول: هب لي ولدا صالحا من الصالحين.). [معاني القرآن: 4/310]

تفسير قوله تعالى: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {بغلامٍ حليمٍ...}
يريد: في كبره.). [معاني القرآن: 2/389]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({فبشّرناه بغلام حليم (101)}
وهذه البشارة : تدل على أنه غلام , وأنه يبقى حتى يوصف بالحلم.). [معاني القرآن: 4/310]

تفسير قوله تعالى:{فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فلمّا بلغ معه السّعي} [الصافات: 102] تفسير مجاهدٍ: أدرك سعيه سعي إبراهيم في الشّدّ وشبّ.
وتفسير الحسن: بلغ معه سعي العمل، يعني: قيام الحجّة.
وقال السّدّيّ: يعني: المشي.
{قال يا بنيّ إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء اللّه من الصّابرين} [الصافات: 102] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/838]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {فلمّا بلغ معه السّعي...}


يقول: أطاق أن يعينه على عمله , وسعيه.
وكان إسماعيل يومئذٍ ابن ثلاث عشرة: {فانظر ماذا ترى} , وتقرأ {تري}...
- حدثني هشيم , عن مغيرة, عن إبراهيم : أنه قرأ :{فانظر ماذا تري}
- وحدثني حفص بن غياث, عن الأعمش , عن عمارة بن عمير , عن الأسود أنه قرأها : (ترى) , وأنّ يحيى بن وثّابٍ قرأها : (تري) , وقد رفع : (تري) إلى عبد الله بن مسعود .
- وحدثني قيس عن مغيرة , عن إبراهيم قال : ({فانظر ماذا تري}: تشير، و{ماذا ترى}: تأمر) .
قال أبو زكريا: وأرى - والله أعلم - أنه لم يستشره في أمر الله، ولكنه قال: فانظر ما تريني من صبرك , أو جزعك، فقال:{ستجدني إن شاء اللّه من الصّابرين} , وقد يكون أن يطلع ابنه على ما أمر به لينظر ما رأيه , وهو ماضٍ على ما أمر به). [معاني القرآن: 2/389-390]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ فلمّا بلغ معه السّعي }.
أي: أدرك ما أن يسعى على أهله أدرك , وأعانه.). [مجاز القرآن: 2/171]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({بلغ معه السعي}: أي أدرك السعي معه على أهله).[غريب القرآن وتفسيره: 318]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({فلمّا بلغ معه السّعي}: أي: بلغ أن ينصرف معه ويعينه، {قال يا بنيّ إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك} :أي: سأذبحك.


ولم يرد - فيما يرى أهل النظر - أنه ذبحه في المنام, ولكنه أمر في المنام بذبحه, فقال: إني أرى في المنام أني سأذبحك.


ومثل هذا: رجل رأى في المنام أنه يؤذن - والأذان دليل الحج - , فقال: إني رأيت في المنام أني أحج، أي: سأحج.
وقوله: {يا أبت افعل ما تؤمر}, دليل على أنه أمر بذلك في المنام.). [تفسير غريب القرآن: 373]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والسعي: المشي، قال الله تعالى: {فلمّا بلغ معه السّعي}، يعني المشي، ويقال: المعاونة له على أمره). [تأويل مشكل القرآن: 509]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فلمّا بلغ معه السّعي قال يا بنيّ إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء اللّه من الصّابرين (102)}


أي: أدرك معه العمل، يقال: إنّه قد بلغ في ذلك الوقت، ثلاث عشرة سنة.


{قال يا بنيّ إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك فانظر ماذا ترى} تقرأ غير مماله، و (ترى) ممالة، و (تري) بلا إمالة، وتري بالإمالة .
و(ماذا ترى) ففيها خمسة أوجه:
ترى بالفتح وبالكسر, وكذلك في تري وترى.
وفيها خمسة أوجه أخر , لم يقرأ بشيء منها، فلا تقرأنّ بها، وهو أن تأتي الخمسة التي ذكرناها ممالة , وغير ممالة بغير همز فتهمزها كلها.
فما كان ممالا همز وأمال، وما لم يكن ممالا أمال , ولم يهمز.
ويجوز ماذا ترأى ممال, وماذا ترئي، وماذا ترأى، وماذا ترى , وماذا ترى.
فمعنى ماذا ترأى, وترئي : من الرأي، ومعنى ماذا ترى : ماذا تشير.
وزعم الفراء : أن معناه ماذا تريني من صبرك، ولا أعلم أحدا قال هذا, وفي كل التفسير : ما تري, ما تشير.
قال: {يا أبت افعل ما تومر}
ورؤية الأنبياء في المنام وحي بمنزلة الوحي إليهم في اليقظة.
وقد فسّرنا يا أبه، وإعرابه فيما سلف من الكتاب.
{ستجدني إن شاء اللّه من الصّابرين}:يقول على أمر اللّه.). [معاني القرآن: 4/310-311]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى}
قال مجاهد: (بلغ معه السعي, أي: العمل , أي: شب) .
وقال غيره: بلغ ثلاث عشرة سنة .
{قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى}
أي : إني أرى في المنام أني سأذبحك.
أي : أمرت بهذا في المنام , وجعل علامة إذا رأيت ذلك أن أذبحك
ويقرأ : ماذا تري من الصبر , قال أبو إسحاق: لم يقل هذا أحد غيره , وإنما قال العلماء : المعنى : ماذا تشير .
وقد روي في الذبيح أحاديث , عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقال بعض أهل العلم الدليل على أنه إسماعيل : أن إسماعيل كان بمكة , وكان الذبح بمنى , وهذا لا يلزم , روي عن ابن عباس أنه قال : (كان الذبح بالشام) .
وقال عبيد بن عمير : كان بالشام, وإن كان مجاهد قد قال: (كان بمنى) .
وقال بعضهم في القرآن : ما يدل على أنه إسماعيل صلى الله عليه وسلم , قال الله عز وجل: {فبشرناه بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب}
فدل بهذا على أن إسحاق سيعيش حتى يولد له, فكيف يؤمر بذبحه ؟!.
قال أبو جعفر : وهذا أيضا لا يثبت حجة ؛ لأنه يجوز أن يؤمر بذبحه , وقد علم أنه يولد له ؛ لأنه يجوز أن يحييه الله جل وعز بعد ذلك.).[معاني القرآن: 6/48-50]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ}: بلغ أن ينصرف معه , ويعينه.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 206]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بَلَغَ مَعَهُ}: أدرك.). [العمدة في غريب القرآن: 256]



تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فلمّا أسلما} [الصافات: 103] أسلم إبراهيم نفسه ليذبح ابنه، وأسلم ابنه وجهه للّه ليذبحه أبوه.
[تفسير القرآن العظيم: 2/838]
{وتلّه للجبين} [الصافات: 103] سعيدٌ، عن قتادة، قال: وكبّه للقبلة ليذبحه.
وتفسير الحسن: أضجعه ليذبحه وأخذ الشّفرة.
وقال قتادة: وذلك عند جمرة الوسطى.
- قال يحيى: حدّثني حمّاد بن سلمة، عن أبي عاصمٍ الغنويّ، عن أبي الطّفيل، عن ابن عبّاسٍ، قال: عند الجمرة الوسطى تلّه للجبين، وعلى إسماعيل قميصٌ أبيض، قال: يا أبت، إنّه ليس لي ثوبٌ تكفّنني فيه غير هذا فاخلعه حتّى تكفّنني فيه). [تفسير القرآن العظيم: 2/839]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)



: (وقوله: {فلمّا أسلما وتلّه للجبين...}
يقول: أسلما , أي: فوّضا وأطاعا , وفي قراءة عبد الله : {سلّما}, يقول سلّما من التسليم، كما تقول: إذا أصابتك مصيبةٌ , فسلّم لأمر الله , أي: فأرض به.

وقد قال :{افعل ما تؤمر}, ولم يقل (به) كأنه أراد: افعل الأمر الذي تؤمره, ولو كانت (به) كان وجهاً جيّدا .
وفي قراءة عبد الله: {إني أرى في المنام افعل ما أمرت به}, ويقال أين جواب قوله: {فلمّا أسلما؟}, وجوابها في قوله: {وناديناه}.
والعرب تدخل الواو في جواب فلمّا {وحتّى إذا} وتلقيها, فمن ذلك قوله الله {حتّى إذا جاءوها فتحت} ,وفي موضع آخر {وفتحت} , وكلّ صوابٌ.
وفي قراءة عبد الله :{فلمّا جهّزهم بجهازهم وجعل السّقاية} , وفي قراءتنا بغير واو , وقد فسرناه في الأنبياء.). [معاني القرآن: 2/390]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): { فلمّا أسلما وتلّه للجبين}: أي: صرعه, وللوجه جبينان , والجبهة بينهما , قال ساعدة بني جوءية الهذلي:
= وطلّ تليلاً للجبين) [مجاز القرآن: 2/171]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فلمّا أسلما وتلّه للجبين}
وقال: {وتلّه للجبين} , كما تقول: "أكبّه لوجهه", و"أكببته لوجهه" ؛ لأنه في المعنى شبه "أقصيته"). [معاني القرآن: 3/39]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({وتله للجبين}: صرعه). [غريب القرآن وتفسيره: 318]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({فلمّا أسلما}: أي استسلما لأمر اللّه, و«سلما» مثله .
{وتلّه للجبين}، أي: صرعه على جبينه، فصار أحد جبينيه على الأرض, وهما جبينان , والجبهة بينهما, وهي: ما أصاب الأرض في السجود.). [تفسير غريب القرآن: 373]



قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(واو النّسق) قد تزاد حتى يكون الكلام كأنه لا جواب له، كقوله: {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا}. والمعنى: قال لهم خزنتها. وقوله: {فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ}.
وقوله سبحانه: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ}). [تأويل مشكل القرآن: 252-253] (م)


قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فلمّا أسلما وتلّه للجبين (103)}

أسلما : استسلما لأمر اللّه؛ رضي إبراهيم بأن يذبح ابنه، ورضي ابنه بأن يذبح ؛ تصديقا للرؤيا , وطاعة للّه.

واختلف الناس في الذي أمر بذبحه من كان، فقال قوم: إسحاق, وقال قوم: إسماعيل. فأمّا من قال إنه: (إسحاق)، فعليّ رحمة اللّه عليه , وابن مسعود , وكعب الأحبار، وجماعة من التابعين.

وأما من قال إنه: (إسماعيل), فابن عمر , ومحمد بن كعب القرظي , وسعيد بن المسيب , وجماعة من التابعين.
وحجة من قال إنه إسماعيل قوله: {وبشّرناه بإسحاق نبيّا من الصّالحين (112)}
وحجة من قال إنّه إسحاق، قال: كانت في إسحاق بشارتان الأولى : فبشرناه بغلام حليم.
فلما استسلم للذبح , واستسلم إبراهيم لذبحه : بشر به نبيّا من الصالحين.
والقول فيهما كثير , واللّه أعلم أيهما كان الذبيح.
فأمّا جواب {فلمّا أسلما وتلّه للجبين}: أي : صرعه, فقد اختلف الناس فيه:-
فقال قوم : جوابه :{وناديناه}, والواو زائدة.
وقال قوم : إن الجواب محذوف بأن في الكلام دليلا عليه.
المعنى : فلما فعل ذلك سعد , وأتاه اللّه نبوة ولده , وأجزل له الثواب في الآخرة.). [معاني القرآن: 4/311]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فلما أسلما وتله للجبين}
قال مجاهد : (أي : سلما لأمر الله جل وعز) .
قال أبو جعفر : وفي حرف عبد الله بن مسعود : {فلما سلما} .
يقال : سلم إذا أعطى بيده , ورضي .
ثم قال تعالى: {وتله للجبين}: أي: صرعه , وهما جبينان بين هما الجبهة .
وجواب لما عند البصريين محذوف , كأنه قال سعد , والواو عند الكوفيين زائدة , كأنه قال: {ناديناه}.). [معاني القرآن: 6/50-51]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَتَلَّهُ}: أي: صرعه على جبينه.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 206]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وتَلَّهُ}: صرعه.). [العمدة في غريب القرآن: 256]







تفسير قوله تعالى: {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) }

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فلمّا أسلما وتلّه للجبين...} يقول: أسلما , أي: فوّضا , وأطاعا .
وفي قراءة عبد الله {سلّما}: (يقول سلّما من التسليم، كما تقول: إذا أصابتك مصيبةٌ , فسلّم لأمر الله , أي : فأرض به).
وقد قال: {افعل ما تؤمر}, ولم يقل به كأنه أراد: افعل الأمر الذي تؤمره, ولو كانت (به) كان وجهاً جيّدا .
وفي قراءة عبد الله : {إني أرى في المنام افعل ما أمرت به}
ويقال: أين جواب قوله: {فلمّا أسلما؟}, وجوابها في قوله: {وناديناه} .
والعرب تدخل الواو في جواب فلمّا {وحتّى إذا}, وتلقيها, فمن ذلك قوله الله {حتّى إذا جاءوها فتحت}, وفي موضع آخر {وفتحت}, وكلّ صوابٌ.
وفي قراءة عبد الله : {فلمّا جهّزهم بجهازهم وجعل السّقاية}, وفي قراءتنا بغير واو , وقد فسرناه في الأنبياء.). [معاني القرآن: 2/390] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وناديناه أن يا إبراهيم (104) قد صدّقت الرّؤيا}: أي: حققت الرؤيا , أي صدقت الأمر في الرؤيا , وعملت به.). [تفسير غريب القرآن: 373]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(واو النّسق) قد تزاد حتى يكون الكلام كأنه لا جواب له، كقوله: {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا}. والمعنى: قال لهم خزنتها.
وقوله: {فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ}.
وقوله سبحانه: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ}). [تأويل مشكل القرآن: 252-253] (م)







تفسير قوله تعالى:{قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قد صدّقت الرّؤيا} [الصافات: 105] وهذا وحي مشافهةٍ من الملك، ناداه به الملك من عند اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/839]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)



: ({وناديناه أن يا إبراهيم (104) قد صدّقت الرّؤيا}: أي: حققت الرؤيا .



أي : صدقت الأمر في الرؤيا , وعملت به.). [تفسير غريب القرآن: 373] (م)





تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّ هذا لهو البلاء المبين {106}} [الصافات: 106] النّعمة البيّنة عليك منّ اللّه إذ لم تذبح ابنك). [تفسير القرآن العظيم: 2/839]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)



: ({إنّ هذا لهو البلاء المبين}: أي: الاختبار العظيم.).



[تفسير غريب القرآن: 373]



قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (أصل البلاء: الاختبار، قال الله جل وعلا: {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا} ، أي: اختبروهم.
وقال: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ}، يعني: ما أمر به إبراهيم من ذبح ابنه، صلوات الله عليهما). [تأويل مشكل القرآن: 469] (م)
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ)






: ({الْبَلَاء الْمُبِينُ}: أي: الاختبار العظيم.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 207]




تفسير قوله تعالى: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} [الصافات: 107] سفيان عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ، قال: متقبّلٍ، وهو إسماعيل.
- حمّاد بن سلمة، عن أبي عاصمٍ الغنويّ، عن أبي الطّفيل، عن ابن عبّاسٍ، قال: فالتفت إبراهيم فإذا هو بكبشٍ أبيض، أعين، أقرن، فذبحه.
حمّادٌ، عن المبارك، عن الحسن، عن الأحنف بن قيسٍ قال العبّاس بن عبد المطّلب: أنّ الّذي فدى إسحاق.
- حمّادٌ، عن عبد اللّه بن عثمان بن خثيمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: ابن إبراهيم الّذي أراد ذبحه هو إسحاق.
الخليل بن مرّة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: هو إسحاق.
وقال الحسن: بشّر إبراهيم بإسحاق مرّتين: مرّةً حيث ولد، وبشّر أنّه سيكون نبيًّا، ذكر كيف رأى في المنام أن يذبحه، وكيف كان أراد ذبحه، وكيف فدي، فقصّ قصّته، ثمّ قال: {وبشّرناه بإسحاق نبيًّا} [الصافات: 112]، أي: وبشّرناه به نبيًّا، أي: بأنّه نبيٌّ). [تفسير القرآن العظيم: 2/839]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وتركنا عليه في الآخرين} [الصافات: 78]، أي: وأبقينا عليه في الآخرين الثّناء الحسن.
وقال الحسن: وسنّ يفتدى بها إلى يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 2/840]


قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)



: (وقوله: {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ...}



والذّبح : الكبش , وكلّ ما أعددته للذبح , فهو ذبح.

ويقال: إنه رعى في الجنة أربعين خريفاً , فأعظم به, وقال مجاهد: {عظيمٍ}: متقبل.). [معاني القرآن: 2/390]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" وفديناه بذبحٍ عظيمٍ " الذبح المذبوح والذبح الفعل تقول العرب: قد كان بين بني فلان وبين بني فلان ذبح عظيم فتلى كثيرة). [مجاز القرآن: 2/172]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ((الذبح): المذبوح والذبح الفعل).[غريب القرآن وتفسيره: 318]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وفديناه بذبحٍ عظيمٍ}: أي: بكبش, والذبح: اسم ما ذبح.
والذبح بنصب الذال: مصدر ذبحت.). [تفسير غريب القرآن: 374]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وفديناه بذبح عظيم (107)} الذّبح: بكسر الذال الشيء الذي يذبح، والذّبح المصدر، تقول: ذبحته أذبحه ذبحا.
وقيل : إنه الكبش الذي تقبّل من ابن آدم حين قرّبه، وقيل: إنّه رعا في الجنة أربعين سنة، وقيل : إنه كان وعلا من الأوعال.
والأوعال: التيوس الجبليّة.). [معاني القرآن: 4/311-312]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وفديناه بذبح عظيم}
الذبح المذبوح , والذبح المصدر
روى ورقاء , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد قال : (كبير متقبل) .
قال أبو جعفر عظيم في اللغة يكون : للكبير , والشريف .
وأهل التفسير: على أنه ههنا للشريف , أي: المتقبل.). [معاني القرآن: 6/52]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الذِبْحٍ}:ما يذبح.). [العمدة في غريب القرآن: 256]






تفسير قوله تعالى: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (108) }



تفسير قوله تعالى: {سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) }



تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) }



تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) }



تفسير قوله تعالى: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (112) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقال الحسن: بشّر إبراهيم بإسحاق مرّتين: مرّةً حيث ولد، وبشّر أنّه سيكون نبيًّا، ذكر كيف رأى في المنام أن يذبحه، وكيف كان أراد ذبحه، وكيف فدي، فقصّ قصّته، ثمّ قال: {وبشّرناه بإسحاق نبيًّا} [الصافات: 112]، أي: وبشّرناه به نبيًّا، أي: بأنّه نبيٌّ). [تفسير القرآن العظيم: 2/839]



تفسير قوله تعالى: {وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ (113) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذرّيّتهما محسنٌ} [الصافات: 113] مؤمنٌ.
{وظالمٌ لنفسه مبينٌ} [الصافات: 113] مشركٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/840]



تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (114) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ولقد مننّا على موسى وهارون} [الصافات: 114] بالنّبوّة). [تفسير القرآن العظيم: 2/840]




تفسير قوله تعالى:{وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (115)}



قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ونجّيناهما وقومهما من الكرب العظيم} [الصافات: 115] من فرعون وقومه). [تفسير القرآن العظيم: 2/840]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)



: ( {ونجّيناهما وقومهما من الكرب العظيم (115)}



قيل : من الغرق كما فعل بفرعون , وقومه.).[معاني القرآن: 4/312]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولقد مننا على موسى وهارون ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم}
روى سعيد , عن قتادة قال: (من فرعون).). [معاني القرآن: 6/52]







تفسير قوله تعالى: {وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (116)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ونصرناهم} [الصافات: 116] على آل فرعون.
{فكانوا هم الغالبين} [الصافات: 116] وكانا شريكين في الرّسالة، وكان موسى أفضلهما). [تفسير القرآن العظيم: 2/840]


قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)



: (وقوله: {ونصرناهم فكانوا هم الغالبين...}



فجعلها كالجمع، ثم ذكرهما بعد ذلك اثنين , وهذا من سعة العربيّة: أن يذهب بالرئيس: النبي , والأمير , وشبهه إلى الجمع؛ لجنوده وأتباعه، وإلى التوحيد؛ لأنه واحد في الأصل.

ومثله : {على خوفٍ من فرعون وملئهم}, وفي موضع آخر :{وملأه} .
وربّما ذهبت العرب بالاثنين إلى الجمع؛ كما يذهب بالواحد إلى الجمع؛ ألا ترى أنك تخاطب الرجل فتقول: ما أحسنتم ولا أجملتم، وأنت تريده بعينه.
ويقول الرجل للفتيا يفتي بها: نحن نقول: كذا وكذا وهو يريد نفسه.
ومثل ذلك قوله في سورة ص: {وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوّروا المحراب}, ثم أعاد ذكرهما بالتثنية إذ قال: {خصمان بغى بعضنا على بعضٍ}.). [معاني القرآن: 2/390-391]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ونصرناهم فكانوا هم الغالبين}
ولم يقل : ونصرناهما : لأن الاثنين في الأصل جمع .
ويجوز أن يكون كما يخبر عن الواحد بفعل الجماعة .
وقيل المعنى : ونصرنا موسى وهارون عليهما السلام , وقومهما على فرعون وقومه , وهذا هو الصواب ؛ لأن قبله : ونجيناهما وقومهما.). [معاني القرآن: 6/52-53]







تفسير قوله تعالى: {وَآَتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ (117)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وآتيناهما الكتاب المستبين} [الصافات: 117] التّوراة). [تفسير القرآن العظيم: 2/840]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ)



: ( ثم قال جل وعز: {وآتينهاهما الكتاب المستبين}



روى سعيد , عن قتادة قال: (التوراة) .

قال:{وهديناهما الصراط المستقيم}:الإسلام.).[معاني القرآن: 6/53]






تفسير قوله تعالى: (وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (118) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وهديناهما الصّراط المستقيم} [الصافات: 118] الإسلام، الطّريق إلى الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 2/840]




تفسير قوله تعالى: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الْآَخِرِينَ (119) }



قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وتركنا عليهما} [الصافات: 119]، أي: وأبقينا عليهما.
{في الآخرين} [الصافات: 119] الثّناء الحسن). [تفسير القرآن العظيم: 2/840]


قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)



: ({ وتركنا عليهما في الآخرين}: حكاية [غريب القرآن وتفسيره: 318] :أي: تركناهم , يقال لهم في الآخرين.).



[مجاز القرآن: 2/172]



قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({وتركنا عليهما في الآخرين}: أبقينا لهما ذكرا حسنا).





تفسير قوله تعالى: {سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (120)}

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({سلامٌ على موسى وهارون }: أي: يقال لهم هذا.). [مجاز القرآن: 2/172]






تفسير قوله تعالى: {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (121) }



تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (122) }




تفسير قوله تعالى:{وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123)}




قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإنّ إلياس لمن المرسلين...} ذكر : أنه نبيّ، وأنّ هذا الاسم اسم من أسماء العبرانيّة؛ كقولهم: إسماعيل , وإسحاق , والألف , واللام منه، ولو جعلته عربيّاً من الأليس فتجعله إفعالاً , مثل : الإخراج , والإدخال لجرى.). [معاني القرآن: 2/391]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإنّ إلياس لمن المرسلين (123)}
جاء في التفسير : أنه إدريس، ورويت عن ابن مسعود أنه قرأ: (وإن إدريس)، ورويت : {سلام على إدراسين}.). [معاني القرآن: 4/312]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإن إلياس لمن المرسلين}
قيل إلياس : هو إدريس , وقيل : هو من ولد هارون صلى الله عليهما وسلم, والله جل وعز أعلم.). [معاني القرآن: 6/53-54]







تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (124)}


تفسير قوله تعالى: {أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125)}



قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أتدعون بعلا} [الصافات: 125] سعيدٌ، عن قتادة، قال: أتدعون ربًّا غير اللّه.
وقال السّدّيّ: أتدعون {أتدعون بعلا} [الصافات: 125]، يعني: ربًّا.
وتفسير الحسن: كان اسم صنمهم بعلا.
{وتذرون أحسن الخالقين} [الصافات: 125] من قرأها بالنّصب {اللّه ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين} [الصافات: 126].
[تفسير القرآن العظيم: 2/840]
يقول: {أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين {125} اللّه ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين {126}} [الصافات: 125-126] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/841]


قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)



: (وقوله: {أتدعون بعلاً...}



ذكروا أنه كان صنماً من ذهب يسمّى بعلاً، فقال: {أتدعون بعلاً}: أي :هذا الصّنم ربّاً. ويقال: أتدعون بعلاً ربّاً سوى الله.
وذكر عن ابن عبّاسٍ : (أن ضالّةٍ أنشدت، فجاء صاحبها فقال: أنا بعلها).
فقال ابن عباسٍ: (هذا قول الله :{أتدعون بعلاً} :أي :ربّاً).). [معاني القرآن: 2/393]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ أتدعون بعلا}: أي: رباً يقال: أنا بعل هذه الدابة , أي: ربها، والبعل : الزوج .
ويقال: لما استبعل , واستغنى بماء السماء من النخل , ولم يكن سقياً : فهو بعل , والبعل : هو العذي أيضاً ما لم يسق.). [مجاز القرآن: 2/172]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({أتدعون بعلا}: ربا قال: وساوم بعضهم ببقرة فقال: من بعل هذه). [غريب القرآن وتفسيره: 319]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أتدعون بعلًا}: أي :رباً.







يقال: أنا بعل هذه الناقة، أي :ربها.

وبعل الدار، أي مالكها. ويقال: بعل: صنم كان لهم.). [تفسير غريب القرآن: 374]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين (125)}
قيل : إن بعلا كانوا يعبدونه، صنما من ذهب، وقيل : إن بعلا تعني:رباً.). [معاني القرآن: 4/312]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {أتدعون بعلا وتذرونا أحسن الخالقين}
قال مجاهد : (أتدعون بعلاً, أي: رباً).
وقال الضحاك: (هو صنم لهم يسمى بعلًا).
قال ابن زيد : كانوا ببعلبك.
وسئل ابن عباس عن هذا , فسكت , فسمع رجلا ينشد ضالة , فقال له آخر: أنا بعلها , أي: ربها , فقال ابن عباس للسائل : (هذا مثل قوله تعالى: {أتدعون بعلاً}: أي: رباً).
وحكى ابن إسحاق: أن بعلا امرأة كانوا يعبدونها .
قال أبو جعفر : يقال هذا بعل الدار , أي : ربها.
فالمعنى : أتدعون ربا اختلقتموه , وتذرون أحسن الخالقين .
وأصل هذا : أنه يقال لكل ما علا , وارتفع : بعل , ومنه قيل : بعل : المرأة , ومنه قيل : لما شرب بماء السماء بعل.). [معاني القرآن: 6/54-55]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {أتدعون بعلاً}
قال ثعلب: اختلف الناس في قوله جل وعز هاهنا: بعلاً, فقالت طائفة البعل هاهنا: الصنم، وقالت طائفه: البعل هاهنا: ملك.). [ياقوتة الصراط: 432]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَتَدْعُونَ بَعْلًا}: أي: رباً , يقال: أنا بعل هذه الناقة , أي: ربها , وقيل: هو اسم صنم كان لهم.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 207]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بَعْلًا}: ربا). [العمدة في غريب القرآن: 256]







تفسير قوله تعالى:{اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (126)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {اللّه ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين...} تقرأ نصباً , ورفاً, قرأها بالنّصب: الربيع بن خيثم.). [معاني القرآن: 2/391]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({اللّه ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين (126)}
وقرئت{اللّه ربّكم}: على صفة أحسن الخالقين اللّه.
وقرئت:{اللّه ربّكم} :على الابثداء والخبر.). [معاني القرآن: 4/312]







تفسير قوله تعالى:{فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (127)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فكذّبوه فإنّهم لمحضرون} [الصافات: 127] في النّار). [تفسير القرآن العظيم: 2/841]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)



: ({ فإنّهم لمحضرون}: مجازها: لمهلكون.).



[مجاز القرآن: 2/172]



قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فكذبوه فإنهم لمحضرون}
قال قتادة : (أي: في العذاب).). [معاني القرآن: 6/55]







تفسير قوله تعالى:{إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إلا عباد اللّه المخلصين} [الصافات: 128] استثنى اللّه من آمن منهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/841]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)



: ({إلاّ عباد اللّه}: استثناء.).



[مجاز القرآن: 2/172]




تفسير قوله تعالى: (وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (129) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وتركنا عليه في الآخرين} [الصافات: 129]، أي: وأبقينا على آل ياسين في الآخرين الثّناء الحسن). [تفسير القرآن العظيم: 2/841]




تفسير قوله تعالى: {سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130)}



قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({سلامٌ على إل ياسين} [الصافات: 130] من قرأها موصولةً يقول هو اسمه الياسين والياس، ومقرأ الحسن: سلامٌ على الياسين قال: يعنيه، أي: ومن آمن من أمّته). [تفسير القرآن العظيم: 2/841]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)



: (وقوله: {سلامٌ على إل ياسين...}



فجعله بالنون, والعجميّ من الأسماء , قد يفعل به هذا العرب.

تقول: ميكال وميكائيل وميكائل وميكائين بالنون.
وهي في بني أسدٍ يقولون: هذا إسماعين قد جاء، بالنون، وسائر العرب باللام.
قال: وأنشدني بعض بني نمير لضب صاده بعضهم:
يقول أهل السوق لما جينا = هذا وربّ البيت إسرائينا
فهذا وجه لقوله: إلياسين. وإن شئت ذهبت بإلياسين إلى أن تجعله جمعا, فتجعل أصحابه داخلين في اسمه، كما تقول للقوم رئيسهم المهلّب: قد جاءتكم المهالبة والمهلّبون.
فيكون بمنزلة قوله: الأشعرين والسّعدين وشبهه, قال الشاعر:
= أنا ابن سعدٍ سيّد السّعدينا
وهو في الاثنين أكثر: أن يضمّ أحدهما إلى صاحبه إذا كان أشهر منه اسماً؛ كقول الشاعر:
جزاني الزّهدمان جزاء سوءٍ = وكنت المرء يجزي بالكرامه
واسم أحدهما زهدم, وقال الآخر:
جزى الله فيها الأعورين ذمامةً = وفروة ثغر الثورة المتضاجم
واسم أحدهما أعور:
وقد قرأ بعضهم {وإنّ اليأس} يجعل اسمه يأساً، أدخل عليه الألف واللام, ثم يقرءون {سلامٌ على آل ياسين} .
جاء التفسير في تفسير الكلبيّ على آل ياسين: على آل محمد صلى الله عليه وسلم.
والأوّل أشبه بالصّواب - والله أعلم - لأنها في قراءة عبد الله {وإنّ إدريس لمن المرسلين}, {سلامٌ على إدراسين}.
وقد يشهد على صواب هذا قوله: {وشجرةً تخرج من طور سيناء} , ثم قال في موضع آخر : {وطور سينين}, وهو معنىً واحدٌ , وموضع واحدٌ , والله أعلم.). [معاني القرآن: 2/392]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({سلامٌ على آل ياسين }:أي: سلام على الياسين , وأهله, وأهل دينه جمعهم بغير إضافة الياء على العدد , فقال : سلام على الياسين, قال الشاعر:
قدني من نصر الخبيبين قدمي= ليس أميري بالشّحيح الملحد
فجعل عبد الله بن الزبير أبا خبيب , ومن كان على رأيه عدداً , ولم يضفهم بالياء , فيقول: الخبيبيون .
قال أبو عبيدة : يعني بالخبيبين: أبا خبيب , ومصعباً أخاه .
وقال أبو عمرو بن العلاء: نادى منادٍ يوم الكلاب: هلك اليزيدون : يعني : يزيد بن عبد المدار , ويزيد بن هوبر , ويزيد بن مخرم.
ويقال جاءتك : الحارثون , والأشعرون , وكذلك يقال في الاثنين , وأسمائهما شتى , قال قيس بن زهير:
جزاني الزّهدمان جزاء سوءٍ= وكنت المرء يجزى بالكرامه
وإنما هما : زهدم , وكردم العبسيان أخوان.
وقيل لعلي بن أبي طالب: (نسلك فينا سنة العمرين, يعنون: أبا بكر , وعمر) .
فإن قيل: كيف بدئ بعمر , قبل أبي بكر , وأبو بكر أفضل منه , وهو قبله ؟ .
فإن العرب تفعل هذا تقول: ربيعة , ومضر , وسليم .
يبدءون بالأخس ,و وقيس , وخندق، ولم يترك قليلاً ولا كثيراً , وزعم أن أهل المدينة يقولون: سلام على آل ياسين : أي: على أهل آل ياسين .
وقال أصحاب سعد بن أبي وقاص , وابن عمر , وأهل الشام : (هم قومه , ومن كان على دينه , واحتجوا بالقرآن :{أدخلوا آل فرعون أشدّ العذاب}).
فقال: هم قومه , ومن كان على دينه.
وقالت الشيعة : آل محمد: أهل بيته , واحتجوا بأنك تصغر " آل ", فتجعله " أهيل ".). [مجاز القرآن: 2/172-174]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({إلياسين}: أراد إلياس: أهله ومن تبعه). [غريب القرآن وتفسيره: 319]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({سلام على إل ياسين (130)}
وقرئت إلياس, فمن قرأ بالوصل , فموضع إلياسين جمع، هو , وأمته المؤمنون.
وكذلك يجمع ما ينسب إلى الشيء بلفظ الشيء، تقول: رأيت المسامعة والمهالبة، تريد : بني المهلّب , وبني مسمع، وكذلك: رأيت المهلبين والمسمعين. وفيها وجه آخر , تكون فيه لغتان : إلياس وإلياسين , كما قال :ميكال وميكائيل.). [معاني القرآن: 4/312]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {سلام على إل ياسين}
قال أبو جعفر : من قرأ :{سلام على إلياسين }, ففي قراءته قولان:
أحدهما: أن يكون إلياسين , وإلياس واحد , كما يقال: سيناء ,وسينين .
والثاني : ويجوز أن يكون جمعه مع أهل دينه , كما يقال : مهالبة.). [معاني القرآن: 6/56]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {إِلْ يَاسِينَ}: إلياس.). [العمدة في غريب القرآن: 256]






تفسير قوله تعالى: {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131) }



تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (132) }



تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ لُوطًا لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (133) }



تفسير قوله تعالى: {إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (134) }




تفسير قوله تعالى: {إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (135)}



قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إلا عجوزًا في الغابرين {135}} [الصافات: 135] غبرت، أي: بقيت في عذاب اللّه، وقد فسّرنا كيف كان هلاكهم في غير هذا موضعٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/841]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إلّا عجوزا في الغابرين (135)}



يعني : في الباقين.). [معاني القرآن: 4/312]



تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآَخَرِينَ (136) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (137) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وإنّكم لتمرّون عليهم} [الصافات: 137] على منازلهم.
{مصبحين} [الصافات: 137]، أي: نهارًا). [تفسير القرآن العظيم: 2/841]

تفسير قوله تعالى: {وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (138) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وباللّيل أفلا تعقلون} [الصافات: 138] يقوله للمشركين يحذّرهم أن ينزل بهم ما نزل بهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/841]


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 ذو القعدة 1431هـ/24-10-2010م, 12:03 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 139 إلى آخر السورة]

{وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (146) وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147) فَآَمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (148) فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (149) أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ (150) أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (151) وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (152) أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ (153) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (154) أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (155) أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ (156) فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (157) وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (158) سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (159) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (160) فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ (161) مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ (162) إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ (163) وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ (164) وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166) وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ (167) لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الْأَوَّلِينَ (168) لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (169) فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (170) وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (174) وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (175) أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (176) فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ (177) وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (178) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (179) سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) }

تفسير قوله تعالى:{إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {الفلك المشحون...}
السّفينة إذا جهزّت , وملئت : وقع عليها هذا الاسم.
والفلك يذكّر , ويؤنّث , ويذهب بها إلى الجمع؛ قال الله : {حتّى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم} , فجعلها جمعاً.
هو بمنزلة الطفل يكون واحداً وجمعاً، والضيف والبشر مثله.). [معاني القرآن: 2/393]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ إذ أبق إلى الفلك المشحون}: فزع إلى الفلك.). [مجاز القرآن: 2/174]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إلى الفلك المشحون}: أي : السفينة المملوءة.). [تفسير غريب القرآن: 374]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقالوا في قوله: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا}: إنه غاضب قومه! استيحاشا من أن يكون مع تأييد الله وعصمته وتوفيقه وتطهيره، يخرج مغاضبّا لربّه. ولم يذهب مغاضبا لربّه ولا لقومه، لأنّه بعث إليهم فدعاهم برهة من الدّهر فلم يستجيبوا، ووعدهم عن الله فلم يرغبوا، وحذّرهم بأسه فلم يرهبوا، وأعلمهم أنّ العذاب نازل عليهم لوقت ذكره لهم، ثم إن اعتزلهم ينتظر هلكتهم. فلما حضر الوقت أو قرب فكّر القوم واعتبروا، فتابوا إلى الله وأنابوا، وخرجوا بالمراضيع وأطفالها يجأرون ويتضرّعون، فكشف الله تعالى عنهم العذاب، ومتّعهم إلى حين.
فإن كان نبي الله، صلّى الله عليه وسلم، ذهب مغاضبا على قومه قبل أن يؤمنوا، فإنما راغم من استحق في الله أن يراغم، وهجر من وجب أن يهجر، واعتزل من علم أن قد حقّت عليه كلمة العذاب. فبأيّ ذنب عوقب بالتهام الحوت، والحبس في الظّلمات، والغمّ الطويل؟.
وما الأمر الذي ألام فيه فنعاه الله عليه إذ يقول: {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ} والمليم: الذي أجرم جرما استوجب به الّلوم.
ولم أخرجه من أولي العزم من الرّسل، حين يقول لنبيه، صلّى الله عليه وسلم: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ}.
وإن كان الغضب عليهم بعد أن آمنوا، فهذا أغلظ مما أنكروا، وأفحش مما استقبحوا، كيف يجوز أن يغضب على قومه حين آمنوا، ولذلك انتخب وبه بعث، وإليه دعا؟!.
وما الفرق بين عدو الله ووليّه إن كان وليّه يغضب من إيمان مائة ألف أو يزيدون؟.
والقول في هذا أنّ المغاضبة: المفاعلة من الغضب، والمفاعلة تكون من اثنين، تقول: غاضبت فلانا مغاضبة وتغاضبنا: إذا غضب كلّ واحد منكما على صاحبه، كما تقول: ضاربته مضاربة، وقاتلته مقاتلة، وتضاربنا وتقاتلنا.
وقد تكون المفاعلة من واحد، فنقول: غاضبت من كذا: أي غضبت، كما تقول:
سافرت وناولت، وعاطيت الرّجل، وشارفت الموضع، وجاوزت، وضاعفت، وظاهرت، وعاقبت.
ومعنى المغاضبة هاهنا: الأنفة؛ لأن الأنف من الشيء يغضب، فتسمّى الأنفة غضبا، والغضب أنفة، إذا كان كل واحد بسبب من الآخر، تقول: غضبت لك من كذا، وأنت تريد أنفت، قال الشاعر:
غضبت لكم أن تساموا اللّفاء=بشجناء من رحم توصل
يروى مرة: (أنفت لكم)، ومرة: (غضبت لكم)؛ لأنّ المعنيين متقاربان.
وكذلك (العبد) أصله: الغضب. ثم قد تسمّى الأنفة عبدا.
وقال الشاعر:
=وأعبد أن تهجى تميم بدارم
يريد: آنف.
وحكى أبو عبيد، عن أبي عمرو، أنه قال في قوله تعالى: {فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ}: هو من الغضب والأنفة. ففسّر الحرف بالمعنيين لتقاربهما.
فكأنّ نبيّ الله، صلّى الله عليه وسلم، لمّا أخبرهم عن الله أنّه منزل العذاب عليهم لأجل، ثم بلغه بعد مضيّ الأجل أنّه لم يأتهم ما وعدهم- خشي أن ينسب إلى الكذب ويعيّر به، ويحقّق عليه، لاسيّما ولم تكن قرية آمنت عند حضور العذاب فنفعها إيمانها غير قومه، فدخلته الأنفة والحميّة، وكان مغيظا بطول ما عاناه من تكذيبهم وهزئهم وأذاهم واستخفافهم بأمر الله، مشتهيا لأن ينزل بأس الله بهم. هذا إلى ضيق صدره، وقلّة صبره على ما صبر على مثله أولوا العزم من الرّسل.
وقد روي في الحديث أنه كان ضيّق الصدر، فلما حمّل أعباء النّبوّة تفسّخ تحتها تفسّخ الرّبع تحت الحمل الثّقيل، فمضى على وجهه مضيّ الآبق النّادّ.
يقول الله سبحانه: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ}.
{فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} أي: لن نضيّق عليه، وأنّا نخلّيه ونهمله.
والعرب تقول: فلان مقدّر عليه في الرزق، ومقتّر عليه، بمعنى واحد، أي مضيّق عليه. ومنه قوله تعالى: {وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ}. وقدر- بالتخفيف والتثقيل-
قال أبو عمرو بن العلاء: قتر وقتّر وقدر وقدّر، بمعنى واحد، أي ضيّق. فعاقبه الله عن حميّته وأنفته وإباقته، وكراهيته العفو عن قومه، وقبول إنابتهم- بالحبس له، والتّضييق عليه في بطن الحوت.
وفي رواية أبي صالح: ((أن ملكا من ملوك بني إسرائيل كان أمره بالمسير إلى نينوى ليدعو أهلها بأمر شعياء النبي صلّى الله عليه وسلم، فأنف من أن يكون ذهابه إليهم بأمر أحد غير الله تعالى، فخرج مغاضبا للملك، فعاقبه الله بالتقام الحوت)).
قال: ((فلما قذفه الحوت بعثه الله إلى قومه فدعاهم. وأقام بينهم حتى آمنوا))). [تأويل مشكل القرآن: 405-409] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إذ أبق إلى الفلك المشحون (140)}
(أبق): هرب إلى الفلك المشحون، والمشحون: المملوء.). [معاني القرآن: 4/312]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإن يونس لمن المرسلين إذ ابق إلى الفلك المشحون}: أي: هرب.
قال طاووس : لما ركب السفينة , ركدت , فقالوا: إن فيها رجلا مشئوما , فقارعوه , فوقعت القرعة عليه ثلاث مرات, فرموا به , فالتقمه الحوت.). [معاني القرآن: 6/56-57]

تفسير قوله تعالى:{فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {المدحضين...}
المغلوبين.
يقال: أدحض الله حجّتك , فدحضت, وهو في الأصل : أن يزلق الرّجل.). [معاني القرآن: 2/393]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ فساهم فكان من المدحضين }
تقول العرب: أدحض الله حجته , أي: أبطلها , والدحض : الماء والزلق , قال ذو الإصبع:
لبئس المرء في شيء= من الأمرار والنقض
غدواً ورواحاً و= هو في مزلقةٍ دحض.). [مجاز القرآن: 2/174]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({المدحضين}: يقال أدحض الله حجته أي أبطلها. والدحض الماء والزلق). [غريب القرآن وتفسيره: 319]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فساهم}: أي: فقارع، {فكان من المدحضين}: أي: من المقروعين. يقال: أدحض اللّه حجته فدحضت، أي أزالها فزالت. وأصل الدحض: الزلق.
وقال ابن عيينة: فساهم: أي قامر.
{فكان من المدحضين} :أي :المقمورين.). [تفسير غريب القرآن: 374]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فساهم فكان من المدحضين (141)}
{فساهم}: قارع، و {المدحضين}: المغلوبين.
لما صار يونس في السفينة , فلم تسر , فقارعه أهل السفينة، ووقعت عليه القرعة , فخرج منها , وألقى نفسه في البحر.). [معاني القرآن: 4/313]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فساهم فكان من المدحضين}
قال مجاهد : (فكان من المدحضين , أي: من المسهومين) .
قال أبو جعفر : أصل أدحضته :أزلقته .
وقال ابن عيينة : أي : من المقمورين.). [معاني القرآن: 6/57]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مِنْ الْمُدْحَضِينَ}: أي : من المقروعين , وقيل: من المقمورين.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 207]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الْمُدْحَضِ): يطلب حجة). [العمدة في غريب القرآن: 256]

تفسير قوله تعالى: {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وهو مليمٌ...}
وهو الذي قد اكتسب اللوم , وإن لم يلم, والملوم : الذي قد ليم باللسان.
وهو مثل قول العرب: أصبحت محمقاً معطشاً , أي: عندك الحمق والعطش, وهو كثير في الكلام.). [معاني القرآن: 2/393]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وهو مليمٌ }
تقول العرب: ألام فلان في أمره وذلك إذا أتى أمراً يلام عليه ,قال لبيد بن ربيعة:
سفهاً عذلت ولمت غير مليم= هداك قبل اليوم غير حكيم.).[مجاز القرآن: 2/174]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({مليم}: تقول العرب ألام فلان في أمره فهو مليم، وذلك إذا أتى أمرا يلام عليه). [غريب القرآن وتفسيره: 319]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وهو مليمٌ}:أي:مذنب. يقال: ألام الرجل، إذا أذنب ذنبا يلام عليه). [تفسير غريب القرآن: 374]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ} والمليم: الذي أجرم جرما استوجب به الّلوم). [تأويل مشكل القرآن: 405] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فالتقمه الحوت وهو مليم (142)}
وهو السمكة، ولما خرج من السفينة,سارت.
{وهو مليم}: قد أتى بما يلام عليه، يقال: قد ألام الرجل فهو مليم، إذا أتى ما يجب أن يلام عليه.).[معاني القرآن: 4/313]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {فالتقمه الحوت وهو مليم}
قال قتادة :(أي مسيء).
قال أبو جعفر :يقال ألام الرجل إذا جاب ما يلام عليه.).[معاني القرآن: 6/57-58]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُلِيمٌ}: مذنب .
يقال: ألام الرجل: إذا أذنب ذنباً يلام عليه.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 207]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مُلِيمٌ}: أي : ما يلام.). [العمدة في غريب القرآن: 256]

تفسير قوله تعالى: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فلولا أنّه كان من المسبّحين}: يقال: من المصلين.). [تفسير غريب القرآن: 374]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (فإذا رأيت للولا جوابا فليست بهذا المعنى، كقوله: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}، فهذه (لولا) التي تكون لأمر لا يقع لوقوع غيره). [تأويل مشكل القرآن: 541]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فلولا أنّه كان من المسبّحين (143)}: من المصلّين.). [معاني القرآن: 4/313]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون}
روى أبو رزين , عن ابن عباس : {من المسبحين }, قال: (من المصلين).). [معاني القرآن: 6/58]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مِنْ الْمُسَبِّحِينَ}: أي: من المصلين.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 207]

تفسير قوله تعالى: {لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {للبث في بطنه إلى يوم يبعثون (144)}
جاء في التفسير : أنه لبث أربعين يوما، وقال الحسن : لم يلبث إلا قليلا , وأخرج من بطنه بعيد الوقت الذي ألتقم فيه.). [معاني القرآن: 4/313]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال: {للبث في بطنه إلى يوم يبعثون}
قال مجاهد : أي: في بطن الحوت.). [معاني القرآن: 6/58]

تفسير قوله تعالى:{فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فنبذناه بالعراء }
تقول العرب: نبذته بالعراء , أي : الأرض الفضاء , قال الخزاعي:
رفّعت رجلاً لا أخاف عثارها= ونبذت بالبلد العراء ثيابي
البلد العراء الذي لا يواره شيء من شجر , ولا من غيره.). [مجاز القرآن: 2/175]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ((نبذناه بالعراء): ألقيناه بالفناء، والساحة أيضا الفناء). [غريب القرآن وتفسيره: 320]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فنبذناه} ألقيناه {بالعراء} , وهي: الأرض التي لا يتواري فيها بشجر , ولا غيره. وكأنه من عرى الشيء.). [تفسير غريب القرآن: 374]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فنبذناه بالعراء وهو سقيم (145)}
يعني بالمكان الخالي، والعراء على وجهين، مقصور وممدود.
فالمقصور الناحية، والعزاء ممدود المكان الخالي.
قال أبو عبيدة وغيره: إنما قيل له العراء لأنه لا شجر فيه، ولا شيء يغطيه، وقيل: إن العراء : وجه الأرض, ومعناه: وجه الأرض الخالي، وأنشدوا:
ورفعت رجلا لا أخاف عثارها= ونبذت بالبلد العراء ثيابي). [معاني القرآن: 4/313]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {فنبذناه بالعراء وهو سقيم}
قال يعقوب بن إسحاق , قال الفراء : العراء: المكان الخالي , ومنه قول الله جل وعز: {فنبذناه بالعراء وهو سقيم}
قال : وقال أبو عبيدة : العراء وجه الأرض , وأنشد لرجل من خزاعة:
رفعت رجلا لا أخاف عثارها = ونبذت بالبلد العراء ثيابي). [معاني القرآن: 6/59]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فنبذناه بالعراء}: أي: تركناه بالصحراء.). [ياقوتة الصراط: 432]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء}: أي: ألقيناه بالأرض.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 207]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَنَبَذْنَاهُ}: ألقيناه {بِالْعَرَاء}: الموضع الواسع.). [العمدة في غريب القرآن: 257]

تفسير قوله تعالى:{وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (146)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {مّن يقطينٍ...}
قيل عند ابن عباسٍ: هو ورق القرع؟, فقال: (وما جعل ورق القرع من بين الشجر يقطيناً! كل ورقةٍ اتسعت , وسترت فهي يقطين).).. [معاني القرآن: 2/393]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({شجرةً مّن يقطينٍ }: كل شجرة لا تقوم على ساق ؛ فهي يقطين نحو: الدبا , والحنظل, والبطييخ.). [مجاز القرآن: 2/175]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({يقطين}: كل شجرة منبطحة لا تقوم على ساق فهي يقطينة، والجمع يقطين نحو الدباء والحنظل والبطيخ). [غريب القرآن وتفسيره: 320]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( و(اليقطين): الشجر الذي لا يقوم على ساق, مثل : القرع , والحنظل, والبطيخ. وهو: يفعيل.). [تفسير غريب القرآن: 375]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وأنبتنا عليه شجرة من يقطين (146)}
كل شجرة لا تنبت على ساق، وإنّما تمتد على وجه الأرض , نحو : القرع , والبطيخ, والحنظل, فهو يقطين.
وأحسب اشتقاقها من قطن بالمكان إذا أقام به، فهذا الشجر كله على وجه الأرض، فلذلك قيل: يقطين.). [معاني القرآن: 4/314]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وأنبتنا عليه شجرة من يقطين}
روى عمرو بن ميمون, عن ابن مسعود قال: (هي القرع).
وقال مجاهد : (هي كل شجرة على وجه الأرض لا ساق لها).
قال أبو جعفر : هذا الذي قاله مجاهد هو الذي تعرفه العرب يقع للقرع , والحنظل , والبطيخ , والكل ما لم يكن على ساق , وكأن اشتقاقه من قطن بالمكان , أي: أقام به , وأنشد سيبويه:
= قواطنا مكة من ورق الحمي= ). [معاني القرآن: 6/59-60]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : (و(اليَقْطِينٍ) يقال: إنه شجرة الدباء، ويقال: إنها شجرة غيرها.). [ياقوتة الصراط: 432-433]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (اليَقْطِين): الشجر الذي لا يقوم على ساق, مثل :القرع , والحنظل , والبطيخ.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 207]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَقْطِينٍ}: كل شجرة لا تقوم علي ساق , وتنبت على وجه الأرض , مثل القرع , والقثاء, والبطيخ.). [العمدة في غريب القرآن: 257]

تفسير قوله تعالى:{وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون...}
أو ها هنا في معنى بل, كذلك في التفسير مع صحّته في العربيّة.). [معاني القرآن: 2/393]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ إلى مائة ألفٍ أو يزيدون }: أو ها هنا ليس بشك , وهي في موضع آخر :{بل يزيدون }, وفي القرآن : {قالوا ساحرٌ أو مجنون}: ليس بشك , وقد قالوهما جميعاً , فهي في موضع الواو التي للموالاة , وقال جرير:
أثعلبة الفوارس أو رياحا= عدلت بهم طهّية والخشابا
والمعنى ثعلبة الفوارس , ورياحا عدلت بهم طهية والخشابا , وقال آخر:
إنّ بها أكتل أو رزاما= خوير بين ينقفان الهاما
ولو كان شكاً, أو اسماً واحداً لما قال " خوير بين ينقفان " إنما هو أكتل , ورزام.). [مجاز القرآن: 2/175]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون}, وقال: {مائة ألفٍ أو يزيدون} : يقول: كانوا كذاك عندكم.). [معاني القرآن: 3/39]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون} أي: ويزيدون, و«أو» معنى «الواو»على ما بينت في «تأويل المشكل».). [تفسير غريب القرآن: 375]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( (أو): تأتي للشك، تقول. رأيت عبد الله أو محمدا.
وتكون للتخيير بين شيئين...، وأما قوله: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ}، فإن بعضهم يذهب إلى أنها بمعنى بل يزيدون، على مذهب التَّدارك لكلام غلطت فيه وكذلك قوله: {وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ} وقوله: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى}.
وليس هذا كما تأوّلوا، وإنما هي بمعنى (الواو) في جميع هذه المواضع: وأرسلناه إلى مائة ألف ويزيدون، وما أمر الساعة إلا كلمح البصر وهو أقرب، و: فكان قاب قوسين وأدنى.
وقال ابن أحمر:
قَرَى عنكُما شَهْرينِ أو نِصْفَ ثالث = إلى ذاكُمَا قَد غَيَّبَتْنِي غِيَابِيَا
وهذا البيت بوضح لك معنى الواو: وأراد: قرى شهرين ونصفا، ولا يجوز أن يكون أراد قرى شهرين بل نصف شهر ثالث.
وقال آخر:
أثعلبةَ الفوارسِ أو رِياحا = عَدَلْتَ بِهِمْ طُهَيَّةُ وَالخِشَابَا
أراد: وعدلت هذين بهذين). [تأويل مشكل القرآن: 543-545]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون (147)}
قال غير واحد : معناه: بل يزيدون.
قال ذلك الفراء , وأبو عبيدة , وقال غيرهما معناه : أو يزيدون في تقديركم أنتم إذا رآهم الرائي , قال: هؤلاء مائة ألف , أو يزيدون على المائة , وهذا على أصل (أو).
وقال قوم: معناها معنى الواو, و (أو) لا تكون بمعنى الواو؛ لأن الواو معناها الاجتماع، وليس فيها دليل أن أحد الشيئين قبل الآخر.
و(أو) معناها إفراد أحد شيئين , أو أشياء.). [معاني القرآن: 4/314]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون}
قال أبو جعفر: في معنى (أو) أربعة أقوال:
- قال أبو عبيدة والفراء : هي بمعنى بل , وهذا خطأ عند أكثر النحويين الحذاق , ولو كان كما قالا لكان , وأرسلناه إلى أكثر من مائة ألف , واستغنى عن (أو).
- وقال القتبي : أو بمعنى الواو , وهذا أيضا خطا لأن فيه بطلان المعاني .
- وقيل: أو للإباحة
- وقال محمد بن يزيد : أو على بابها والمعنى أرسلناه إلى جماعة لو رأيتموهم لقلتم : مائة ألف أو أكثر .
وروي , عن ابن عباس قال : (أرسل إلى مائة ألف وثلاثين ألفا) .
قال أبو مالك : أقام في بطن الحوت أربعين يوما .
قال ابن طاووس : أنبت الله عليه شجرة من يقطين , وهي الدباء , فكانت تظله من الشمس , ويأكل منها فلما سقطت بكى عليها , فأوحى الله جل وعز إليه : أتحزن على شجرة , ولا تحزن على مائة ألف , أو يزيد , وتابوا , فلم يهلكهم .
قال سعيد بن جبير : (أرسل الله جل وعز على الشجرة الأرضة , فقطعت أصولها , فحزن عليها) , وذكر الحديث .
قال مجاهد : (كانت الرسالة قبل أن يلتقمه الحوت) .
قال أبو جعفر حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: حدثنا العباس بن محمد , قال: حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل , قال: حدثنا أبو هلال , قال: حدثنا شهر بن حوشب , عن ابن عباس قال : (إنما كانت رسالة يونس بعد ما نبذه الحوت) وتلا هذه الآية: {وإن يونس لمن المرسلين} حتى بلغ إلى قوله: {وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون})
قال : (كانت الرسالة بعد ذلك).). [معاني القرآن: 6/62-63]

تفسير قوله تعالى: {فَآَمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (148) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فمتّعناهم إلى حينٍ...}
وفي قراءة عبد الله : {فمتّعناهم حتّى حين} , وحتى , وإلى في الغايات مع الأسماء سواء.). [معاني القرآن: 2/393]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (قوله جل وعز: {فآمنوا فمتعناهم إلى حين}
روى معمر , عن قتادة قال: (إلى الموت).). [معاني القرآن: 6/63]

تفسير قوله تعالى:{فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (149)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فاستفتهم...}
أي : سلهم , سل أهل مكّة.
وقوله: {لكاذبون...}. ). [معاني القرآن: 2/393-394]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فاستفتهم}: أي: سلهم.). [تفسير غريب القرآن: 375]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {فاستفتهم ألربّك البنات ولهم البنون (149)}
أي : سلهم مسألة توبيخ وتقرير، لأنهم زعموا أن الملائكة بنات الله تعالى اللّه عن ذلك.). [معاني القرآن: 4/314]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون}
أي : فاسألهم سؤال توبيخ .
وروي عن جماعة من القراء : أنهم قرءوا اصطفى البنات على البنين بوصل الألف , وأنكر أبو حاتم هذه القراءة .
قال أبو جعفر : وهي جائزة على أن يكون مردودا على القول ,وعلى أنه قد يكون التوبيخ بغير ألف استفهام.). [معاني القرآن: 6/64]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ (150)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون (150)}
معناه : بل أخلقنا الملائكة إناثا {وهم شاهدون}.). [معاني القرآن: 4/314]

تفسير قوله تعالى: {أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (151) }
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ({من إفكهم}: أي: من كذببهم.). [ياقوتة الصراط: 433]

تفسير قوله تعالى:{أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ (153) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ({أصطفى...}
استفهام , وفيه توبيخ لهم, وقد تطرح ألف الاستفهام من التوبيخ, ومثله قوله: {أذهبتم طيّباتكم} يستفهم بها ولا يستفهم, ومعناهما جميعاً واحد.
وألف (اصطفى) إذا لم يستفهم بها تذهب في اتّصال الكلام، وتبتدئها بالكسر.). [معاني القرآن: 2/394]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ألا إنّهم من إفكهم ليقولون (151) ولد اللّه وإنّهم لكاذبون (152) أصطفى البنات على البنين (153)}
هذه الألف مفتوحة، هذا الاختيار؛ لأن المعنى : سلهم , هل أصطفى البنات على البنين، فالألف ألف استفهام.
ويجوز اصطفى على أن يكون حكاية عن قولهم ليقولون : اصطفى, وفتح الألف , وقطعها أجود على أأصطفى, ثم تحذف ألف الوصل.). [معاني القرآن: 4/315]

تفسير قوله تعالى:{أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ (156)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ (156)}: أي: حجة بينة.). [تفسير غريب القرآن: 375]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والسلطان: الحجّة، قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ} أي حجة.
وقال: {مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا} أي: حجّة في كتاب الله وقال: {أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ} أي حجّة.
وقال: {أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ}، أي: حجة وعذر). [تأويل مشكل القرآن: 504] (م)


تفسير قوله تعالى: {فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (157)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {أم لكم سلطان مبين فائتوا بكتابكم إن كنتم صادقين}
قال السدي : (سلطان, أي: حجة , فائتوا بكتابكم , قال بحجتكم : أن كتابا جاءكم بهذا).). [معاني القرآن: 6/65]

تفسير قوله تعالى:{وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (158) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وجعلوا بينه وبين الجنّة نسباً...}
يقال: الجنّة ها هنا : الملائكة.
جعلوا بينه وبين خلقه نسباً.
{ولقد علمت الجنّة} أنّ الذين قالوا هذا القول {محضرون} في النار.). [معاني القرآن: 2/394]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :{وجعلوا بينه وبين الجنّة نسباً}: يقول: جعلوا الملائكة بنات اللّه، وجعلوهم من الجن.
{ولقد علمت الجنّة إنّهم}: يريد: الذين جعلوهم بنات اللّه، {لمحضرون} النار{إلّا عباد اللّه المخلصين}.). [تفسير غريب القرآن: 375]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وجعلوا بينه وبين الجنّة نسبا ولقد علمت الجنّة إنّهم لمحضرون (158)}: الجنّة ههنا : الملائكة.
أي: ولقد علمت الجنّة , وهم الملائكة أن الذين قالوا: ولد اللّه, لمحضرون العذاب.). [معاني القرآن: 4/315]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا}
قال الفراء: الجنة ههنا الملائكة , أي: قالوا : الملائكة بنات الله.
وروى ابن أبي نجيح , عن مجاهد قال: (قالوا يعني : كفار قريش : الملائكة بنات الله .
فقال أبو بكر : فمن أمهاتهن ؟!.
قالوا : مخدرات الجن) .
وروى سعيد , عن قتادة قال : (قالوا: صاهر الله جل وعز الجن , فولدت الملائكة) .
وروى جويبر , عن الضحاك في قوله تعالى: {وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا}, قال: (قالوا: إبليس أخو الرحمن جل وعز).
وقوله جل وعز: {ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون}
أي: ولقد علمت الجنة : أن الذين قالوا هذا: لمحضرون العذاب , كذا قال السدي , وهو صحيح , وكذا كلما في السورة من محضرين .
وقال مجاهد: (لمحضرون الحساب , يعني: الجن).). [معاني القرآن: 6/65-67]

تفسير قوله تعالى: {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (159) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({سبحان اللّه عمّا يصفون (159)}
تنزيه اللّه من السوء عن وصفهم.). [معاني القرآن: 4/315]

تفسير قوله تعالى:{إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (160) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( و{وجعلوا بينه وبين الجنّة نسباً}: يقول: جعلوا الملائكة بنات اللّه، وجعلوهم من الجن.
{ولقد علمت الجنّة إنّهم}: يريد: الذين جعلوهم بنات اللّه، {لمحضرون}: النار, {إلّا عباد اللّه المخلصين}.). [تفسير غريب القرآن: 375] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ (161)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فإنّكم وما تعبدون...}
يريد: وآلهتكم التي تعبدون .
{ما أنتم عليه بفاتنين}: بمضلّين.). [معاني القرآن: 2/394]

تفسير قوله تعالى: {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ (162) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ( {ما أنتم عليه بفاتنين} : بمضلّين.). [معاني القرآن: 2/394]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ما أنتم عليه...}
أي: على ذلك الدين بمضلّين.
وقوله: {عليه} و{به} و{له} سواء.
وأهل نجدٍ يقولون: بمفتنين, أهل الحجاز : فتنت الرجل، وأهل نجدٍ يقولون: أفتنته.). [معاني القرآن: 2/394]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({ما أنتم عليه بفاتنين}: بمضلين). [غريب القرآن وتفسيره: 320]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({ما أنتم عليه بفاتنين}: أي : بمضلين.). [تفسير غريب القرآن: 375]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والفتنة: الصدّ والاستزلال. قال الله عز وجل: {وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ}، أي: يصدّوك ويستزلوك. وقال الله تعالى: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ}، وقال: {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ (162) إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ} أي: صادين). [تأويل مشكل القرآن: 473] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فإنّكم وما تعبدون (161) ما أنتم عليه بفاتنين (162)}
أي: ما أنتم بمضلين عليه ألا من أضل اللّه.). [معاني القرآن: 4/315]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فإنكم وما تعبدون ما أنتم عليه بفاتنين}
أي : ما أنتم به مضلين إلا من هو صال الجحيم .
قال ابن عباس : (أي لا تضلون إلا من سبق في قضائي أنه يضل) .
قال الحسن , وإبراهيم , ومحمد بن كعب, والضحاك: (هذا معنى قوله: {ما أنتم عليه بفاتنين} : أي: لن تفتنوا إلا من قضيت عليه بذلك)). [معاني القرآن: 6/67]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بِفَاتِنِينَ}: أي: بمضلين.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 207]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بِفَاتِنِين}: بمضلين.). [العمدة في غريب القرآن: 257]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ (163)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إلاّ من هو صال الجحيم...}
إلاّ من قدّر له أن يصلى الجحيم في السّابق من علم الله, وقرأ الحسن : {إلاّ من هو صال الجحيم} , رفع اللام فيما ذكروا , فإن كان أراد واحداً , فليس بجائز؛ لأنك لا تقول: هذا قاضٌ ولا رامٌ.
وإن يكن عرف فيها لغة مقلوبةً مثل : عاث , وعثا فهو صواب.
قد قالت العرب: جرفٌ هارٌ وهارٍ , وهو شاك السّلاح وشاكي السّلاح , وأنشدني بعضهم:
فلو أنّي رميتك من بعيد = لعاقك عن دعاء الذئب عاقي
يريد: عائق, فهذا ممّا قلب, ومنه : {ولا تعثوا} , ولا تعيثوا : لغتان.
وقد يكون أن تجعل {صالوا} جمعاً؛ كما تقول: من الرجال؟ , من هو إخوتك؟، تذهب بهو إلى الاسم المجهول، وتخرج فعله على الجمع؛ كما قال الشاعر:
إذا ما حاتم وجد ابن عمّي = مجدنا من تكلّم أجمعينا
ولم يقل: تكلّموا, وأجود ذلك في العربيّة إذا أخرجت الكناية أن تخرجها على المعنى والعدد؛ لأنك تنوي تحقيق الاسم.). [معاني القرآن: 2/394-395]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إلّا من هو صال الجحيم}: أي: من قضي عليه أن يصلي الجحيم.). [تفسير غريب القرآن: 375]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إلّا من هو صال الجحيم (163)}
أي : لستم تضلون إلا أهل النّار، وقرأ الحسن : {إلّا من هو صال الجحيم} بضم اللام، والقراءة بكسر اللام، على معنى صالي.
والوقف عليها ينبغي أن يكون بالياء، ولكنها محذوفة في المصحف.
ولقراءة الحسن وجهان:
أحدهما: أن يكون أراد صالون الجحيم , فحذفت النون للإضافة , وحذفت الواو لسكونها, وسكون اللام من الجحيم، ويذهب بـ (من) مذهب الجنس، أي: بالجنس الذين هم صالوا الجحيم.
ويجوز أن يكون صال في معنى صائل: مفعول من صالى، مثل : جرف هار , أي: هائر، والقراءة التي هي الإجماع كسر اللام.). [معاني القرآن: 4/315]

تفسير قوله تعالى:{وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ (164)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وما منّا إلاّ له مقامٌ مّعلومٌ...}
هذا من قول الملائكة إلى قوله: {وإنّا لنحن المسبّحون} , يريد: {المصلّون}.
وفي قراءة عبد الله : {وإن كلّنا لمّا له مقام معلوم}
وفي مريم : {إن كلّ من في السّموات والأرض إلّا آتي الرّحمن عبداً}: ومعنى إن ضربت لزيداً كمعنى قولك: ما ضربت إلا زيداً، لذلك ذكرت هذا). [معاني القرآن: 2/395]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وما منّا إلّا له مقامٌ معلومٌ}: هذا قول الملائكة.). [تفسير غريب القرآن: 375]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وما منّا إلّا له مقام معلوم (164)}
هذا قول الملائكة، وههنا مضمر، المعنى : ما منا ملك إلا له مقام معلوم.). [معاني القرآن: 4/315-316]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وما منا إلا له مقام معلوم}
قال الشعبي : (جاء جبرائيل , أو ملك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : تقوم أدنى من ثلثي الليل , ونصفه , وثلثه , إن الملائكة لتصلي , وتسبح ما في السماء ملك فارغ).). [معاني القرآن: 6/68]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وما منّا إلاّ له مقامٌ مّعلومٌ...}
هذا من قول الملائكة إلى قوله: {وإنّا لنحن المسبّحون}: يريد: {المصلّون}.
وفي قراءة عبد الله : {وإن كلّنا لمّا له مقام معلوم}
وفي مريم : {إن كلّ من في السّموات والأرض إلّا آتي الرّحمن عبداً} , ومعنى : إن ضربت لزيداً كمعنى قولك: ما ضربت إلا زيداً، لذلك ذكرت هذا). [معاني القرآن: 2/395] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإنّا لنحن الصّافّون (165)}
أي : نحن المصلون.). [معاني القرآن: 4/316]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وما منّا إلاّ له مقامٌ مّعلومٌ...}
هذا من قول الملائكة إلى قوله: {وإنّا لنحن المسبّحون} : يريد: {المصلّون}, وفي قراءة عبد الله : {وإن كلّنا لمّا له مقام معلوم}
وفي مريم: {إن كلّ من في السّموات والأرض إلّا آتي الرّحمن عبداً}, ومعنى إن ضربت لزيداً , كمعنى قولك: ما ضربت إلا زيداً، لذلك ذكرت هذا). [معاني القرآن: 2/395] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وإنّا لنحن المسبّحون} أي : المصلون.). [تفسير غريب القرآن: 375]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإنّا لنحن المسبّحون (166)}
الممجّدون للّه: الذين ينزهونه عن السوء.). [معاني القرآن: 4/316]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون}
قال مجاهد , وقتادة : (هذا من قول الملائكة).). [معاني القرآن: 6/68]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ (167)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإن كانوا ليقولون...}
يعني : أهل مكّة.). [معاني القرآن: 2/395]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وإن كانوا ليقولون}: يعني: أهل مكة.). [تفسير غريب القرآن: 375]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({وإن كانوا ليقولون (167) لو أنّ عندنا ذكرا من الأوّلين (168) لكنّا عباد اللّه المخلصين (169)}
كان كفار قريش يقولون : لو جاءنا ذكر كما جاء غيرنا من الأولين ؛ لأخلصنا العبادة للّه عزّ وجل، فلما جاءهم , كفروا به.). [معاني القرآن: 4/316]

تفسير قوله تعالى:{لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الْأَوَّلِينَ (168)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ( {لو أنّ عندنا ذكراً من الأوّلين}: يقول: كتاباً , أو نبوّةً : {لكنّا عباد الله المخلصين}.). [معاني القرآن: 2/395]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإن كانوا ليقولون (167) لو أنّ عندنا ذكرا من الأوّلين (168) لكنّا عباد اللّه المخلصين (169)}
كان كفار قريش يقولون : لو جاءنا ذكر كما جاء غيرنا من الأولين ؛ لأخلصنا العبادة للّه عزّ وجل، فلما جاءهم , كفروا به.). [معاني القرآن: 4/316] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإن كانوا ليقولون لو أن عندنا ذكرا من الأولين}
روي عن الضحاك قال : (هذا قول مشركي مكة: فلما جاءهم ذكر الأولين , وعلم الآخرين , كفروا به , فسوف يعلمون) .
قال أبو إسحاق : كان كفار قريش يقولون لو جاءنا ذكر كما جاء غيرنا من الأولين ؛ لأخلصنا العبادة لله عز وجل , فلما جاءهم كفروا به , فسوف يعلمون مغبة كفرهم , وما ينزل بهم من العذاب , والانتقام منهم في الدنيا والآخرة.). [معاني القرآن: 6/68-96]

تفسير قوله تعالى: {لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (169) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ( {لو أنّ عندنا ذكراً من الأوّلين}: يقول: كتاباً , أو نبوّةً : {لكنّا عباد الله المخلصين}.). [معاني القرآن: 2/395] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإن كانوا ليقولون (167) لو أنّ عندنا ذكرا من الأوّلين (168) لكنّا عباد اللّه المخلصين (169)}
كان كفار قريش يقولون : لو جاءنا ذكر كما جاء غيرنا من الأولين ؛ لأخلصنا العبادة للّه عزّ وجل، فلما جاءهم , كفروا به.). [معاني القرآن: 4/316] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (قال أبو إسحاق: كان كفار قريش يقولون: لو جاءنا ذكر كما جاء غيرنا من الأولين ؛ لأخلصنا العبادة لله عز وجل , فلما جاءهم , كفروا به فسوف يعلمون مغبة كفرهم , وما ينزل بهم من العذاب والانتقام منهم في الدنيا والآخرة.). [معاني القرآن: 6/69] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (170)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قال الله: {فكفروا به...}
والمعنى: وقد أرسل إليهم محّمد بالقرآن، فكفروا به, وهو مضمر لم يذكر؛ لأن معناه معروف؛ مثل قوله: {يريد أن يخرجكم من أرضكم} .
ثم قال: {فماذا تأمرون} , فوصل قول فرعون بقولهم؛ لأنّ المعنى بيّن.). [معاني القرآن: 2/395]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({فكفروا به}: بمحمد صلى اللّه عليه وعلى آله, أي: كذبوا , بأنه مبعوث.). [تفسير غريب القرآن: 375]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فكفروا به فسوف يعلمون (170)}
أي: سوف يعلمون مغبّة كفرهم، وما ينزل بهم من العذاب والانتقام منهم في الدنيا والآخرة.). [معاني القرآن: 4/316]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (قال أبو إسحاق: كان كفار قريش يقولون : لو جاءنا ذكر كما جاء غيرنا من الأولين ؛ لأخلصنا العبادة لله عز وجل , فلما جاءهم كفروا به , فسوف يعلمون مغبة كفرهم , وما ينزل بهم من العذاب والانتقام منهم في الدنيا والآخرة.). [معاني القرآن: 6/69] (م)

تفسير قوله تعالى:{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا...}
التي سبقت لهم السعادة.
وهي في قراءة عبد الله :{ولقد سبقت كلمتنا على عبادنا المرسلين} , وعلى: تصلح في موضع اللام؛ لأنّ معناهما يرجع إلى شيء واحدٍ. وكأن المعنى: حقّت عليهم ولهم، كما قال : {على ملك سليمان}, ومعناه: في ملك سليمان, فكما أوحي بين في , وعلى إذا اتّفق المعنى , فكذلك فعل هذا.). [معاني القرآن: 2/395]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين (171)}
أي: تقدم الوعد لهم بأن اللّه ينصرهم بالحجة , وبالظفر بعدوهم في الدنيا، والانتقام من عدوهم في الآخرة.). [معاني القرآن: 4/316]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( قوله جل وعز: {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين}
أي: سبق منا القول لرسلنا إنهم لهم المنصورون , أي: مضى بهذا من القضاء والحكم.
قال الفراء : أي: سبقت لهم السعادة , وهي في قراءة عبد الله : (ولقد سبقت كلمتنا على عبادنا المرسلين )
وقيل أراد بالكلمة قوله عز وجل: {كتب الله لأغلبن أنا ورسلي} .). [معاني القرآن: 6/69]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({وإنّ جندنا لهم الغالبون (173)}: حزب اللّه لهم الغلبة.). [معاني القرآن: 4/316]

تفسير قوله تعالى:{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (174)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فتولّ عنهم حتّى حين (174)}
حتى تنقضي المدة التي أمهلوا إليها.). [معاني القرآن: 4/316]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ (177)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فإذا نزل بساحتهم}: معناه: بهم.
والعرب: تجتزئ بالسّاحة والعقوة من القوم, ومعناهما واحدٌ: نزل بك العذاب , وبساحتك سواء.
وقوله: {فساء صباح المنذرين}: يريد: بئس صباح.
وهي في قراءة عبد الله : {فبئس صباح المنذرين}, وفي قراءة عبد الله: (آذنتكم بإذانة المرسلين , لتسألنّ عن هذا النبأ العظيم)، قيل له: إنما هي : وأذنت لكم , فقال : (هكذا عندي).). [معاني القرآن: 2/396]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين (177)}
نزل بهم العذاب، وكان عذاب هؤلاء في الدنيا القتل.
وقوله: {فساء صباح المنذرين}
أي : فبئس صباح الذين أنذروا العذاب.). [معاني القرآن: 4/317]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين}
أي: نزل بهم العذاب , ومعنى {بساحتهم}: أي: بدارهم , والساحة في اللغة: فناء الدار الواسع.
{فساء صباح المنذرين }: أي : فبئس صباح الذين أنذروا بالعذاب , وفيه إضمار , أي: فساء الصباح صباحهم , وفي الحديث :((الله أكبر خربت خيبر , إنا إذا أنزلنا بساحة قوم , فساء صباح المنذرين.)).) [معاني القرآن: 6/69-70]

تفسير قوله تعالى: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون (180)}
فيه ثلاثة أوجه:-
فمن نصب , فعلى مدح اللّه عزّ وجلّ.
ومن قرأ بالرفع , فعلى المدح أيضا على معنى : هو ربّ العزّة.
ومن خفض : فعلى قوله : ربّك ربّ العزّة.
وفي النصب أيضا أعني : ربّ العزّة، واذكر : ربّ العزّة.). [معاني القرآن: 4/317]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {سبحانك ربك رب العزة عما يصفون (180) وسلام على المرسلين (181) والحمد لله رب العالمين}
نزه سبحانه نفسه عما أضاف إليه المشركون من الصاحبة , والولد رب العزة على البدل , ويجوز النصب على المدح , والرفع بمعنى : هو رب العزة .
وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن معنى : سبحان الله , فقال: (( هو تنزيه الله عن كل سوء)) ).[معاني القرآن: 6/70]


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 شعبان 1433هـ/7-07-2012م, 07:54 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي تابع [الآيات من 40 إلى 74] لم أتمكن من التعديل على المشاركة الأصلية

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (40) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إلا عباد اللّه المخلصين {40}} [الصافات: 40] استثنى المؤمنين، وهم من كلّ ألفٍ واحدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/830]

تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ (41) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أولئك لهم رزقٌ معلومٌ} [الصافات: 41] الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 2/830]

تفسير قوله تعالى: {فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ (42) }

تفسير قوله تعالى: {فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (43) }

تفسير قوله تعالى: {عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (44) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({على سررٍ متقابلين {44}} [الصافات: 44] والسّرر مرمولةٌ بالذّهب وبقضبان اللّؤلؤ الرّطب.
{متقابلين} [الصافات: 44] لا ينظر بعضهم إلى قفا بعضٍ.
وقال بعضهم: ذلك في الزّيارة إذا تزاوروا). [تفسير القرآن العظيم: 2/830]

تفسير قوله تعالى: {يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (45) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {يطاف عليهم بكأسٍ} [الصافات: 45] وهي الخمر.
{من معينٍ} [الصافات: 45] والمعين الجاري الظّاهر). [تفسير القرآن العظيم: 2/830]

تفسير قوله تعالى: {بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (46) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({بيضاء} [الصافات: 46]، يعني: الخمر.
{لذّةٍ للشّاربين {46} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/830]

تفسير قوله تعالى: {لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ (47) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({لا فيها غولٌ} [الصافات: 47] تفسير مجاهدٍ، ليس فيها وجع بطنٍ.
[تفسير القرآن العظيم: 2/830]
{ولا هم عنها ينزفون} [الصافات: 47] إذا شربوها لا تذهب عقولهم، لا يسكرون). [تفسير القرآن العظيم: 2/831]

تفسير قوله تعالى: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وعندهم قاصرات الطّرف} [الصافات: 48]، يعني: الأزواج، قصر طرفهنّ على أزواجهنّ لا يردن غيرهم.
{عينٌ} عظام العيون، الواحدة منهنّ عيناء، والعين جماعتهنّ، نسبن إلى عظم العيون.
وبلغني عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: شفر عينها أطول من جناح النّسر). [تفسير القرآن العظيم: 2/831]

تفسير قوله تعالى: {كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (49) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({كأنّهنّ بيضٌ مكنونٌ} [الصافات: 49] سعيدٌ، عن قتادة، قال: لم يمرّث ولم تمسّه الأيدي.
وبعضهم يقول: هي القشرة الدّاخلة.
وبعضهم يقول: يعني: بالبيض اللّؤلؤ كقوله: {وحورٌ عينٌ {22} كأمثال اللّؤلؤ المكنون {23}} [الواقعة: 22-23] في أصدافه). [تفسير القرآن العظيم: 2/831]

تفسير قوله تعالى: {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (50) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فأقبل بعضهم على بعضٍ يتساءلون} [الصافات: 50]، يعني: أهل الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 2/831]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (51) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال قائلٌ منهم إنّي كان لي قرينٌ} [الصافات: 51] صاحبٌ في الدّنيا). [تفسير القرآن العظيم: 2/831]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} المؤمن منهما في الجنّة الّذي قال: {كان لي قرينٌ} [الصافات: 51]). [تفسير القرآن العظيم: 2/831]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقال ابن مجاهدٍ، عن أبيه: {إنّي كان لي قرينٌ} [الصافات: 51] شيطانٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/832]

تفسير قوله تعالى: {يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (52) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({يقول أئنّك لمن المصدّقين} [الصافات: 52] على الاستفهام). [تفسير القرآن العظيم: 2/831]

تفسير قوله تعالى: {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ (53) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أئذا متنا وكنّا ترابًا وعظامًا أئنّا لمدينون} [الصافات: 53]، يعني: لمحاسبون، تفسير السّدّيّ.
أي: لا نبعث ولا نحاسب وهما اللّذان في سورة الكهف: {واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنّتين} [الكهف: 32] إلى آخر قصّتهما). [تفسير القرآن العظيم: 2/831]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (54) }

تفسير قوله تعالى: {فَاطَّلَعَ فَرَآَهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ (55) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فاطّلع فرآه في سواء الجحيم {55}} [الصافات: 55] فرأى صاحبه.
{في سواء الجحيم} [الصافات: 55]، يعني: في وسط الجحيم.
قال قتادة: فواللّه لولا أنّ اللّه عرّفه إيّاه ما كان ليعرفه، لقد تغيّر حبره وسبره.
- حمّادٌ، عن ثابتٍ البنانيّ، عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " يؤتى يوم القيامة بأشدّ النّاس بلاءً في الدّنيا من أهل الجنّة، فيقال: اصبغوه صبغةً في الجنّة، فيصبغ صبغةً، فيقال له: هل أصابك بؤسٌ قطّ، هل أصابتك شدّةٌ قطّ؟ أو كما قال، فيقول: لا، ويؤتى بأنعم النّاس في الدّنيا من أهل النّار، فيصبغ في النّار صبغةً، فيقال له: هل أصابك
نعيمٌ قطّ؟ فيقول: لا "). [تفسير القرآن العظيم: 2/832]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (سعيدٌ، عن قتادة أنّ كعبًا قال: إنّ بين الجنّة وبين النّار كوًى، فإذا أراد الرّجل من أهل الجنّة أن ينظر إلى عدوٍّ له من أهل النّار اطّلع فرآه، وهو قوله: {إنّ الّذين أجرموا} [المطففين: 29] أشركوا {كانوا من الّذين آمنوا يضحكون {29} وإذا مرّوا بهم يتغامزون {30} وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين {31}} [المطففين: 29-31]، يعني: المشركين {وإذا رأوهم} [المطففين: 32] رأوا المؤمنين {قالوا إنّ هؤلاء لضالّون} [المطففين: 32] قال اللّه: {وما أرسلوا عليهم حافظين {33} فاليوم} [المطففين: 33-34]، يعني: في الآخرة {الّذين آمنوا من الكفّار يضحكون {34} على الأرائك} [المطففين: 34-35] على السّرر {ينظرون {35} هل ثوّب الكفّار ما كانوا يفعلون {36}} [المطففين: 35-36].
قال الحسن: هذه واللّه الدّولة). [تفسير القرآن العظيم: 2/832]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (56) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {قال تاللّه إن كدت لتردين} [الصافات: 56] لتباعدني من اللّه.
قال السّدّيّ: {تاللّه إن كدت لتردين} [الصافات: 56]، يعني: تاللّه لقد كدت تغوين.
قال يحيى: يقوله المؤمن لصاحبه.
[تفسير القرآن العظيم: 2/832]
وقال مجاهدٌ: يقوله المؤمن لشيطانه). [تفسير القرآن العظيم: 2/833]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (57) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ولولا نعمة ربّي} [الصافات: 57] الإسلام.
{لكنت من المحضرين} [الصافات: 57] معك في النّار). [تفسير القرآن العظيم: 2/833]

تفسير قوله تعالى: {أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (58) }

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (59) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إلا موتتنا الأولى} [الصافات: 59] وليس هي إلا موتةٌ واحدةٌ الّتي كانت في الدّنيا كقوله: {وأنّه أهلك عادًا الأولى} [النجم: 50] ولم يكن عادٌ قبلها.
{وما نحن بمعذّبين} [الصافات: 59] قاله على الاستفهام، وهذا استفهامٌ على سرورٍ، قد أمن ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 2/833]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (60) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال: {إنّ هذا لهو الفوز العظيم} [الصافات: 60] النّجاة العظيمة من النّار إلى الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 2/833]

تفسير قوله تعالى: {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (61) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه عزّ وجلّ: {لمثل هذا} [الصافات: 61]، يعني: ما وصف ممّا فيه أهل الجنّة.
{فليعمل العاملون} [الصافات: 61] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/833]

تفسير قوله تعالى: {أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال: {أذلك خيرٌ نزلا أم شجرة الزّقّوم} [الصافات: 62]، أي: إنّه خيرٌ نزلا من شجرة الزّقّوم). [تفسير القرآن العظيم: 2/833]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (63) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّا جعلناها فتنةً للظّالمين} [الصافات: 63] للمشركين). [تفسير القرآن العظيم: 2/833]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (سعيدٌ، عن قتادة، قال: لمّا نزلت هذه الآية دعا أبو جهلٍ بتمرٍ وزبدٍ فقال: تزقّموا فما نعلم الزّقّوم إلا هذا، فأنزل اللّه: {إنّها شجرةٌ تخرج في أصل الجحيم} [الصافات: 64] إلى قوله: {ثمّ إنّ لهم عليها لشوبًا من حميمٍ {67} ثمّ إنّ مرجعهم لإلى الجحيم {68}} [الصافات: 67-68] قال يحيى: أخبرني صاحبٌ لي عن السّدّيّ قال: لمّا نزلت: {أذلك خيرٌ نزلا أم شجرة الزّقّوم} [الصافات: 62] قالوا: ما نعرف هذه الشّجرة، فقال عبد اللّه بن الزّبعرى: لكنّي واللّه أعرفها، هي شجرةٌ تكون بإفريقيّة، فلمّا نزل: {إنّها شجرةٌ تخرج في أصل الجحيم {64} طلعها كأنّه رءوس الشّياطين {65}} [الصافات: 64-65] قالوا ما يشبه هذه الّتي يصف محمّدٌ ما قال ابن الزّبعرى.
[تفسير القرآن العظيم: 2/833]
قال يحيى: بلغني أنّها في الباب السّادس وأنّها تحيا بلهب النّار كما يحيا شجركم ببرد الماء، قال: فلا بدّ لأهل النّار من أن ينحدروا إليها، يعني: من كان فوقها، فيأكلون منها). [تفسير القرآن العظيم: 2/834]

تفسير قوله تعالى: {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (سعيدٌ، عن قتادة، قال: لمّا نزلت هذه الآية دعا أبو جهلٍ بتمرٍ وزبدٍ فقال: تزقّموا فما نعلم الزّقّوم إلا هذا، فأنزل اللّه: {إنّها شجرةٌ تخرج في أصل الجحيم} [الصافات: 64] إلى قوله: {ثمّ إنّ لهم عليها لشوبًا من حميمٍ {67} ثمّ إنّ مرجعهم لإلى الجحيم {68}} [الصافات: 67-68] قال يحيى: أخبرني صاحبٌ لي عن السّدّيّ قال: لمّا نزلت: {أذلك خيرٌ نزلا أم شجرة الزّقّوم} [الصافات: 62] قالوا: ما نعرف هذه الشّجرة، فقال عبد اللّه بن الزّبعرى: لكنّي واللّه أعرفها، هي شجرةٌ تكون بإفريقيّة، فلمّا نزل: {إنّها شجرةٌ تخرج في أصل الجحيم {64} طلعها كأنّه رءوس الشّياطين {65}} [الصافات: 64-65] قالوا ما يشبه هذه الّتي يصف محمّدٌ ما قال ابن الزّبعرى.
[تفسير القرآن العظيم: 2/833]
قال يحيى: بلغني أنّها في الباب السّادس وأنّها تحيا بلهب النّار كما يحيا شجركم ببرد الماء، قال: فلا بدّ لأهل النّار من أن ينحدروا إليها، يعني: من كان فوقها، فيأكلون منها). [تفسير القرآن العظيم: 2/834] (م)
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقوله: {طلعها} [الصافات: 65]، أي: ثمرتها.
{كأنّه رءوس الشّياطين} [الصافات: 65] يقبّحها بذلك.
وقال بعضهم: رءوس الحيّات). [تفسير القرآن العظيم: 2/834]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ لَآَكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فإنّهم لآكلون منها فمالئون منها} [الصافات: 66] من الشّجرة.
{البطون {66}). [تفسير القرآن العظيم: 2/834]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (67) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ثمّ إنّ لهم عليها لشوبًا} [الصافات: 67] لمزاجًا.
{من حميمٍ} [الصافات: 67] وهو الماء الحارّ فيقطّع أمعاءهم، كقوله: {وسقوا ماءً حميمًا} [محمّد: 15] حارًّا {فقطّع أمعاءهم} [محمّد: 15] والحميم: الحارّ الّذي لا يستطاع من حرّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/834]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (68) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ثمّ إنّ مرجعهم لإلى الجحيم} [الصافات: 68] كقوله: {يطوفون بينها وبين حميمٍ آنٍ} [الرحمن: 44] قد انتهى حرّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/834]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آَبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (69) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إنّهم ألفوا} [الصافات: 69] وجدوا، أدركوا.
{آباءهم ضالّين {69} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/834]

تفسير قوله تعالى: {فَهُمْ عَلَى آَثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فهم على آثارهم يهرعون {70}} [الصافات: 70] والإهراع الإسراع.
وقال ابن مجاهدٍ، عن أبيه: يهرعون كهيئة الهرولة). [تفسير القرآن العظيم: 2/834]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (71) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ولقد ضلّ قبلهم} [الصافات: 71] قبل مشركي العرب.
{أكثر الأوّلين} [الصافات: 71] كقوله: {كان أكثرهم مشركين} [الروم: 42].
وقال السّدّيّ: {ولقد ضلّ قبلهم أكثر الأوّلين} [الصافات: 71]، يعني: غوي قبلهم أكثر الأوّلين فكفروا). [تفسير القرآن العظيم: 2/834]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ (72) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ولقد أرسلنا فيهم} [الصافات: 72] في الّذين قبلهم.
{منذرين} [الصافات: 72]، يعني: الرّسل، أي: فكذّبوهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/835]

تفسير قوله تعالى: {فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فانظر كيف كان عاقبة المنذرين} [الصافات: 73] الّذين أنذرهم الرّسل فكذّبوهم، كان عاقبتهم أن دمّر اللّه عليهم ثمّ صيّرهم إلى النّار). [تفسير القرآن العظيم: 2/835]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (74) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إلا عباد اللّه المخلصين} [الصافات: 74] استثنى من آمن وصدّق الرّسل). [تفسير القرآن العظيم: 2/835]

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18 شعبان 1433هـ/7-07-2012م, 08:13 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي تابع [الآيات من 140 إلى آخر السورة] لم أتمكن من التعديل على المشاركة الأصلية

تفسير قوله تعالى: {إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إذ أبق إلى الفلك المشحون {140}} [الصافات: 140] الموقّر بأهله، فرّ من قومه إلى الفلك، وكان فيما عهد يونس إلى قومه أنّهم إن لم يؤمنوا أتاهم العذاب، وجعل العلم بينه وبين قومه أن يخرج من بين
[تفسير القرآن العظيم: 2/841]
أظهرهم، وأن يفقدوه، فخرج مغاضبًا لقومه، مكايدًا لدين ربّه، ولم يجز ذلك له عند اللّه في تفسير الحسن.
وقال: فخرج حتّى ركب السّفينة، فلمّا ركبها قامت فلم تسر، قال أهل السّفينة: إنّ فيكم لمذنبًا، قال: فتساهموا، فقرع يونس، وهو قوله: {فساهم فكان من المدحضين} [الصافات: 141] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/842]

تفسير قوله تعالى: {فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فساهم فكان من المدحضين} [الصافات: 141] من المقروعين.
وقال مجاهدٌ: المسهومين). [تفسير القرآن العظيم: 2/842]

تفسير قوله تعالى: {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (فأوحى اللّه إلى الحوت {فالتقمه} [الصافات: 142] هذا تفسير الحسن.
قال يحيى: بلغنا واللّه أعلم أنّ يونس دعا قومه زمانًا إلى اللّه، فلمّا طال ذلك وأبوا أوحى اللّه إليه أنّ العذاب يأتيهم يوم كذا وكذا، فلمّا دنا الوقت تنحّى عنهم فلمّا كان قبل الوقت بيومٍ جاء فجعل يطوف بالمدينة وهو يبكي ويقول: غدًا يأتيكم العذاب، فسمعه رجلٌ منهم، فانطلق إلى الملك، فأخبره أنّه سمع يونس يبكي ويقول: غدًا يأتيكم العذاب، فلمّا سمع ذلك
الملك دعا قومه فأخبرهم بذلك وقال: إن كان هذا حقًّا فسيأتيكم العذاب غدًا، فاجتمعوا حتّى ننظر في أمرنا، فاجتمعوا.
فخرجوا من المدينة من الغد فنظروا فإذا بظلمةٍ وريحٍ شديدةٍ وقد أقبلت نحوهم فعلموا أنّه الحقّ، ففرّقوا بين الصّبيان وبين أمّهاتهم، وبين البهائم وبين أمّهاتها، ولبسوا الشّعر، وجعلوا التّراب والرّماد على رءوسهم تواضعًا للّه وتضرّعوا إليه، وبكوا، وآمنوا، فصرف اللّه عنهم العذاب، واشترط بعضهم على بعضٍ ألا يكذب أحدٌ كذبةً إلا قطعوا لسانه، وجاء يونس من الغد،
فنظر فإذا المدينة على حالها، وإذا النّاس داخلون وخارجون، فقال: أمرني ربّي أن أخبر قومي أنّ العذاب يأتيهم فلم يأتهم، فكيف ألقاهم؟ فانطلق حتّى انتهى إلى ساحل البحر، فإذا بسفينةٍ في البحر، فأشار إليهم، فأتوه، فحملوه ولا يعرفونه، فانطلق إلى ناحيةٍ من السّفينة، فتقنّع ورقد، فما مضوا إلا قليلا حتّى جاءتهم ريحٌ كادت السّفينة تغرق فاجتمع أهل السّفينة
ودعوا اللّه ثمّ قالوا: أيقظوا الرّجل يدعو اللّه معنا، ففعلوا، فرفع اللّه عنهم تلك الرّيح، ثمّ انطلق إلى مكانه فرقد، فجاءت ريحٌ كادت السّفينة تغرق، فأيقظوه ودعوا اللّه، فارتفعت فتفكّر العبد الصّالح فقال:
[تفسير القرآن العظيم: 2/842]
هذا من خطيئتي أو قال: من ذنبي أو كما قال.
فقال لأهل السّفينة: شدّوني وثاقًا وألقوني في البحر فقالوا: ما كنّا لنفعل وحالك حالك، ولكن نقترع فمن أصابته القرعة ألقيناه في البحر، وقال بعضهم: لمّا ركدت السّفينة فلم تسر، لفّ نفسه في كسائه وأراد أن يطرح نفسه في البحر فقالوا: لا، ولكنّا نقترع، فمن أصابته القرعة ألقيناه في البحر، فاقترعوا، فأصابته القرعة فقال: قد أخبرتكم، فقالوا: ما كنّا
لنفعل، ولكن اقترعوا، فاقترعوا الثّانية فأصابته القرعة، ثمّ اقترعوا الثّالثة، فأصابته القرعة، وهو قول اللّه: {فساهم فكان من المدحضين} [الصافات: 141]، أي: من المقروعين.
وقال مجاهدٌ: من المسهومين، أي: وقع السّهم عليه.
فانطلق إلى صدر السّفينة ليلقي نفسه في البحر، فإذا هو بحوتٍ فاتحٍ فاه، فانطلق إلى ذنب السّفينة، فإذا هو بالحوت فاتحًا فاه، ثمّ جاء إلى جنب السّفينة، فإذا هو بالحوت فاتحًا فاه، ثمّ جاء إلى الجنب الآخر فإذا هو بالحوت فاتحًا فاه، فلمّا رأى ذلك ألقى نفسه فالتقمه الحوت، فأوحى اللّه إلى الحوت: لا تأكل عليه ولا تشرب، وقال: إنّي لم أجعله لك رزقًا ولكنّي جعلت بطنك
له سجنًا، فمكث في بطن الحوت أربعين ليلةً {فنادى في الظّلمات} [الأنبياء: 87] كما قال اللّه: {أن لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين} [الأنبياء: 87].
قال اللّه: {فاستجبنا له ونجّيناه من الغمّ} [الأنبياء: 88] والظّلمات: ظلمة اللّيل، وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت.
قال: {وكذلك ننجي المؤمنين} [الأنبياء: 88].
فأوحى اللّه إلى الحوت أن يلقيه إلى البرّ). [تفسير القرآن العظيم: 2/843]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وهو مليمٌ} [الصافات: 142] مذنبٌ، في تفسير مجاهدٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/844]

تفسير قوله تعالى: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فلولا} [الصافات: 143]، يعني: فلوما.
{أنّه كان من المسبّحين} [الصافات: 143] يقول من المصلّين، وهو تفسير السّدّيّ). [تفسير القرآن العظيم: 2/844]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (أبو أميّة، عن الحسن، قال: {فلولا أنّه كان من المسبّحين} [الصافات: 143] قال: أما واللّه ما هو بالمسبّح قبل ذلك، ولكنّه لمّا التقمه الحوت أنشأ يقول: سبحان اللّه، سبحان اللّه ويدعو اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/845]

تفسير قوله تعالى: {لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {للبث في بطنه إلى يوم يبعثون} [الصافات: 144]
حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: فلولا أنّه كان من المصلّين في الرّخاء قبل ذلك، قال: ويقال: إنّ العمل الصّالح يقي الرّجل مصارع السّوء.
[تفسير القرآن العظيم: 2/844]
- حدّثنا نعيم بن يحيى، عن عاصمٍ الأحول، عن أبي عثمان النّهديّ، عن سلمان الفارسيّ قال: من سرّه أن يستجاب له في الضّرّاء، فليكثر الدّعاء، التّسبيح، في السّرّاء). [تفسير القرآن العظيم: 2/845]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقوله: {للبث في بطنه إلى يوم يبعثون} [الصافات: 144] لكان بطن الحوت له قبرًا إلى يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 2/845]

تفسير قوله تعالى: {فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {فنبذناه بالعراء وهو سقيمٌ} [الصافات: 145] وهو ضعيفٌ مثل الصّبيّ، فأصابته حرارة الشّمس، فأنبت اللّه عليه {شجرةً من يقطينٍ} [الصافات: 146] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/843]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فنبذناه بالعراء وهو سقيمٌ} [الصافات: 145] قد فسّرناه قبل هذا). [تفسير القرآن العظيم: 2/845]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (146) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {فنبذناه بالعراء وهو سقيمٌ} [الصافات: 145] وهو ضعيفٌ مثل الصّبيّ، فأصابته حرارة الشّمس، فأنبت اللّه عليه {شجرةً من يقطينٍ} [الصافات: 146] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/843] (م)
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({شجرةً من يقطينٍ} [الصافات: 146] وهي القرع، فأظلّته فنام فاستيقظ وقد يبست فحزن عليها، فأوحى اللّه إليه: أحزنت على هذه الشّجرة وأردت أن أهلك مائة ألفٍ من خلقي أو يزيدون؟ أي: بل يزيدون.
قال يحيى: بلغنا أنّهم كانوا عشرين ومائة ألفٍ، فعلم عند ذلك أنّه قد ابتلي، فانطلق فإذا هو بذودٍ من غنمٍ، فقال للرّاعي: اسقني لبنًا، فقال: ما هاهنا شاةٌ لها
[تفسير القرآن العظيم: 2/843]
لبنٌ، فأخذ شاةً منها فمسح بيده على ظهرها فدرّت، فشرب من لبنها، فقال له الرّاعي: من أنت يا عبد اللّه لتخبرني، قال: أنا يونس، فانطلق الرّاعي إلى قومه فبشّرهم به، فأخذوه وجاءوا معه إلى موضع الغنم، فلم
يجدوا يونس، فقالوا: إنّا قد شرطنا لربّنا ألا يكذب منّا أحدٌ إلا قطعنا لسانه، فتكلّمت الشّاة بإذن اللّه فقالت: قد شرب من لبني، وقالت شجرةٌ كان استظلّ تحتها: قد استظلّ بظلّي، فطلبوه، فأصابوه، فرجع إليهم فكان فيهم حتّى قبضه اللّه، وكانوا بمدينةٍ يقال لها: نينوى من أرض الموصل، وهي على دجلة.
- حدّثنا عثمان، أنّ ابن عبّاسٍ، قال: في دجلة ركب السّفينة، وفيها التقمه الحوت ثمّ أفضى به إلى البحر، فدار في البحر، ثمّ رجع إلى دجلة، ثمّ نبذه بالعراء، فأرسل إليهم بعد ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 2/844]

تفسير قوله تعالى: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون} [الصافات: 147] بل يزيدون، وهو تفسير السّدّيّ.
قال الحسن: فأعاد اللّه له الرّسالة، فآمنوا عن آخرهم، لم يشذّ منهم أحدٌ.
وقال ابن مجاهدٍ، عن أبيه: {وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون} [الصافات: 147] قبل أن يلتقمه الحوت). [تفسير القرآن العظيم: 2/844]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون {147}} [الصافات: 147] بل يزيدون، وهو تفسير السّدّيّ، وقد فسّرناه قبل هذا). [تفسير القرآن العظيم: 2/845]

تفسير قوله تعالى: {فَآَمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (148) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فآمنوا} [الصافات: 148] وقد فسّرنا كيف كان إيمانهم في أوّل حديثهم.
قوله عزّ وجلّ: {فمتّعناهم إلى حينٍ} [الصافات: 148] إلى الموت، إلى آجالهم ولم يهلكهم بالعذاب). [تفسير القرآن العظيم: 2/845]

تفسير قوله تعالى: {فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (149) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فاستفتهم} [الصافات: 149] فاسألهم، يعني: المشركين.
{ألربّك البنات ولهم البنون} [الصافات: 149] وذلك لقولهم أنّ الملائكة بنات اللّه.
قال: {ويجعلون للّه ما يكرهون} [النحل: 62] البنات {وتصف ألسنتهم الكذب أنّ لهم الحسنى} [النحل: 62] الغلمان {لا جرم أنّ لهم النّار} [النحل: 62] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/845]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ (150) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {أم خلقنا الملائكة إناثًا وهم شاهدون} [الصافات: 150] لخلقهم، أي: لم نفعل ولم يشهدوا خلقهم.
وهو كقوله: {وجعلوا الملائكة الّذين هم عباد الرّحمن إناثًا أشهدوا خلقهم} [الزخرف: 19]،
[تفسير القرآن العظيم: 2/845]
أي: لم يشهدوا خلقهم، وهو كقوله: {ألا إنّهم من إفكهم} [الصافات: 151] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/846]

تفسير قوله تعالى: {أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (151) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ألا إنّهم من إفكهم} [الصافات: 151] من كذبهم.
{ليقولون {151} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/846]

تفسير قوله تعالى: {وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (152) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ولد اللّه} [الصافات: 152]، أي: ولد البنات يعنون الملائكة.
قال: {وإنّهم لكاذبون {152} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/846]

تفسير قوله تعالى: {أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ (153) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أصطفى البنات على البنين {153}} [الصافات: 153] اختار البنات على البنين، أي: لم يفعل). [تفسير القرآن العظيم: 2/846]

تفسير قوله تعالى: {مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (154) }

تفسير قوله تعالى: {أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (155) }

تفسير قوله تعالى: {أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ (156) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أم لكم سلطانٌ مبينٌ {156}} [الصافات: 156] حجّةٌ بيّنةٌ على الاستفهام). [تفسير القرآن العظيم: 2/846]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقال السّدّيّ: {أم لكم سلطانٌ مبينٌ} [الصافات: 156]، يعني: أم لكم حجّةٌ بيّنةٌ بأنّ مع اللّه شريكًا فإنّه ليس لكم حجّةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/846]

تفسير قوله تعالى: {فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (157) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فأتوا بكتابكم} [الصافات: 157] الّذي فيه حجّتكم.
{إن كنتم صادقين} أنّ الملائكة بنات اللّه، أي: ليس لهم بذلك حجّةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/846]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (158) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وجعلوا بينه وبين الجنّة نسبًا} [الصافات: 158] سعيدٌ، عن قتادة، قال: قالت اليهود إنّ اللّه صاهرٌ الجنّ فكانت من بينهم الملائكة.
قال اللّه: {ولقد علمت الجنّة} [الصافات: 158] الجنّ.
{إنّهم لمحضرون} [الصافات: 158] مدخلون في النّار). [تفسير القرآن العظيم: 2/846]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ولقد علمت الجنّة إنّهم لمحضرون} [الصافات: 158] الحساب في تفسير مجاهدٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/846]

تفسير قوله تعالى: {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (159) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({سبحان اللّه عمّا يصفون} [الصافات: 159] ينزّه نفسه، {عمّا يصفون} [الصافات: 159] يكذبون.
وقال بعضهم: قال مشركو العرب: إنّه صاهرٌ الجنّ، وقال: الجنّ صنفٌ من الملائكة، فكانت لهم منهم بناتٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/846]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (160) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إلا عباد اللّه المخلصين} [الصافات: 160] المؤمنين.
وهذا من مقاديم الكلام). [تفسير القرآن العظيم: 2/846]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {إلا عباد اللّه المخلصين} سبحان اللّه عمّا يصفون، يعني: الّذين جعلوا بينه وبين الجنّة نسبًا). [تفسير القرآن العظيم: 2/847]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ (161) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقال السّدّيّ: {فإنّكم} [الصافات: 161]، يعني: المشركين {وما تعبدون} [الصافات: 161]، يعني: ما عبدوا). [تفسير القرآن العظيم: 2/847]

تفسير قوله تعالى: {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ (162) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فإنّكم وما تعبدون {161} ما أنتم عليه بفاتنين {162} إلا من هو صال الجحيم {163}} [الصافات: 161-163] أبو الأشهب، عن الحسن: {ما أنتم عليه بفاتنين} [الصافات: 162] قال: يا بني إبليس إنّه ليس عليكم سلطانٌ إلا على من هو صالي الجحيم.
قال يحيى: وسمعت من يقول: {ما أنتم عليه بفاتنين} [الصافات: 162] ما أنتم بمضلّي أحدٍ على إبليس إلا من هو صالي الجحيم، قدّر له أنّه صالي الجحيم). [تفسير القرآن العظيم: 2/847]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ما أنتم عليه} [الصافات: 162] على ما تعبدونه بمضلّين إلا من هو صالي الجحيم، من قدّر له أن يصلى الجحيم). [تفسير القرآن العظيم: 2/847]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ (163) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ (164) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وما منّا إلا له مقامٌ معلومٌ {164} وإنّا لنحن الصّافّون {165} وإنّا لنحن المسبّحون {166}} [الصافات: 164-166] سعيدٌ، عن قتادة، قال: هذا قول الملائكة ينزّهون اللّه عمّا قالت اليهود حيث جعلوا بينه وبين الجنّة نسبًا، ويخبرون بمكانهم في السّموات في صفوفهم وتسبيحهم وهو قوله في أوّل السّورة: {والصّافّات صفًّا} [الصافات: 1] ليس في السّموات موضع شبرٍ إلا وعليه ملكٌ قائمٌ، أو راكعٌ، أو ساجدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/847]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقال السّدّيّ: {إلا له مقامٌ معلومٌ} [الصافات: 164]، يعني: مكانٌ معلومٌ يعبد اللّه فيه، وهم الملائكة). [تفسير القرآن العظيم: 2/847]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وما منّا إلا له مقامٌ معلومٌ {164} وإنّا لنحن الصّافّون {165} وإنّا لنحن المسبّحون {166}} [الصافات: 164-166] سعيدٌ، عن قتادة، قال: هذا قول الملائكة ينزّهون اللّه عمّا قالت اليهود حيث جعلوا بينه وبين الجنّة نسبًا، ويخبرون بمكانهم في السّموات في صفوفهم وتسبيحهم وهو قوله في أوّل السّورة: {والصّافّات صفًّا} [الصافات: 1] ليس في السّموات موضع شبرٍ إلا وعليه ملكٌ قائمٌ، أو راكعٌ، أو ساجدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/847] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وما منّا إلا له مقامٌ معلومٌ {164} وإنّا لنحن الصّافّون {165} وإنّا لنحن المسبّحون {166}} [الصافات: 164-166] سعيدٌ، عن قتادة، قال: هذا قول الملائكة ينزّهون اللّه عمّا قالت اليهود حيث جعلوا بينه وبين الجنّة نسبًا، ويخبرون بمكانهم في السّموات في صفوفهم وتسبيحهم وهو قوله في أوّل السّورة: {والصّافّات صفًّا} [الصافات: 1] ليس في السّموات موضع شبرٍ إلا وعليه ملكٌ قائمٌ، أو راكعٌ، أو ساجدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/847] (م)

تفسير قوله تعالى: {لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الْأَوَّلِينَ (168) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وإن كانوا ليقولون} [الصافات: 167]، يعني: قريشًا). [تفسير القرآن العظيم: 2/847]

تفسير قوله تعالى: {لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الْأَوَّلِينَ (168) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({لو أنّ عندنا ذكرًا من الأوّلين} [الصافات: 168] تفسير السّدّيّ، يعني: خبرًا من الأوّلين.
[تفسير القرآن العظيم: 2/847]
قال يحيى: مثل كتاب موسى وعيسى). [تفسير القرآن العظيم: 2/848]

تفسير قوله تعالى: {لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (169) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({لكنّا عباد اللّه المخلصين} [الصافات: 169] المؤمنين). [تفسير القرآن العظيم: 2/848]

تفسير قوله تعالى: {فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (170) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {فكفروا به} [الصافات: 170] بالقرآن.
{فسوف يعلمون} [الصافات: 170] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/848]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّهم لهم المنصورون {172}} [الصافات: 172] في الدّنيا وبالحجّة في الآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 2/848]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وإنّ جندنا لهم الغالبون} [الصافات: 173] تفسير الحسن: لم يقتل من الرّسل أصحاب الشّرائع أحدٌ قطّ). [تفسير القرآن العظيم: 2/848]

تفسير قوله تعالى: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (174) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فتولّ عنهم حتّى حينٍ} [الصافات: 174] سعيدٌ، عن قتادة، قال: نسخها القتال في سورة براءةٍ {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} [التوبة: 5] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/848]

تفسير قوله تعالى: {وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (175) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وأبصرهم فسوف يبصرون} [الصافات: 175]، أي: فسوف يرون العذاب.
قال: {وأبصرهم فسوف يبصرون} [الصافات: 175] تفسير الحسن أنّه، يعني: النّفخة الأولى بها يهلك كفّار آخر هذه الأمّة الدّائنين بدين أبي جهلٍ وأصحابه). [تفسير القرآن العظيم: 2/848]

تفسير قوله تعالى: {أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (176) }

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ (177) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (- حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ قال: إنّي لرديف أبي طلحة يوم فتحنا خيبر، إنّ ساقي لتصيب ساق النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وفخذي فخذه، فلمّا أشرفنا على خيبر قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «اللّه أكبر خربت خيبر، إنّا إذا نزلنا بساحة قومٍ فساء صباح المنذرين، فأخذناها عنوةً».
قال يحيى: كان سعيدٌ يذكر هذا الحديث في هذا الموضوع من السّورة، أظنّه رجع إلى قصّة اليهود في قوله: {وجعلوا بينه وبين الجنّة نسبًا} [الصافات: 158].
- حدّثنا أشعث، عن عبد العزيز بن صهيبٍ، عن أنس بن مالكٍ قال: صلّى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم صلاة الفجر بغلسٍ، فقرأ بأقصر سورتين في القرآن، ثمّ ركب وركبنا معه، وأنا رديف أبي طلحة، والرّيح تكشف عن ساق النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فتصيب ساقي ساقه، وفخذي فخذه، فلمّا أتينا خيبر قالت
[تفسير القرآن العظيم: 2/848]
اليهود: محمّدٌ واللّه والخميس، والخميس الجيش، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «اللّه أكبر خربت خيبر، إنّا إذا نزلنا بساحة قومٍ فساء صباح المنذرين» قال: فأصبناها عنوةً). [تفسير القرآن العظيم: 2/849]

تفسير قوله تعالى: {وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (178) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وتولّ عنهم حتّى حينٍ} [الصافات: 178]، يعني: إلى حين آجالهم.
تفسير السّدّيّ.
قال قتادة: نسخها القتال، هي مثل الأولى). [تفسير القرآن العظيم: 2/849]

تفسير قوله تعالى: {وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (179) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وأبصر} [الصافات: 179] انتظر.
{فسوف يبصرون} [الصافات: 179] فسوف يرون العذاب). [تفسير القرآن العظيم: 2/849]

تفسير قوله تعالى: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({سبحان ربّك} [الصافات: 180] ينزّه نفسه.
{ربّ العزّة عمّا يصفون} [الصافات: 180] عمّا يكذبون). [تفسير القرآن العظيم: 2/849]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({والحمد للّه ربّ العالمين} [الصافات: 182]
- حدّثنا الحسن بن دينارٍ، عن أبي هارون العبديّ قال: سألت أبا سعيدٍ الخدريّ: بم كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يختم صلاته؟ قال: بهذه الآية: {سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون {180} وسلامٌ على المرسلين {181} والحمد للّه ربّ العالمين {182}} [الصافات: 180-182] وذكره سفيان الثّوريّ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثنا أبو الجارود الكوفيّ، عن الأصبغ بن نباتة، عن عليٍّ قال: من أراد أن يكتال بالمكيال الأوفى، فليقل في دبر صلاته: {سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون {180} وسلامٌ على المرسلين {181} والحمد للّه ربّ العالمين {182}} [الصافات: 180-182] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/849]

تفسير قوله تعالى: {وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وسلامٌ على المرسلين} [الصافات: 181]، يعني: الثّناء الحسن، وهو تفسير السّدّيّ). [تفسير القرآن العظيم: 2/849]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({والحمد للّه ربّ العالمين} [الصافات: 182]
- حدّثنا الحسن بن دينارٍ، عن أبي هارون العبديّ قال: سألت أبا سعيدٍ الخدريّ: بم كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يختم صلاته؟ قال: بهذه الآية: {سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون {180} وسلامٌ على المرسلين {181} والحمد للّه ربّ العالمين {182}} [الصافات: 180-182] وذكره سفيان الثّوريّ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثنا أبو الجارود الكوفيّ، عن الأصبغ بن نباتة، عن عليٍّ قال: من أراد أن يكتال بالمكيال الأوفى، فليقل في دبر صلاته: {سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون {180} وسلامٌ على المرسلين {181} والحمد للّه ربّ العالمين {182}} [الصافات: 180-182] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/849] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({والحمد للّه ربّ العالمين} [الصافات: 182]
- حدّثنا الحسن بن دينارٍ، عن أبي هارون العبديّ قال: سألت أبا سعيدٍ الخدريّ: بم كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يختم صلاته؟ قال: بهذه الآية: {سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون {180} وسلامٌ على المرسلين {181} والحمد للّه ربّ العالمين {182}} [الصافات: 180-182] وذكره سفيان الثّوريّ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثنا أبو الجارود الكوفيّ، عن الأصبغ بن نباتة، عن عليٍّ قال: من أراد أن يكتال بالمكيال الأوفى، فليقل في دبر صلاته: {سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون {180} وسلامٌ على المرسلين {181} والحمد للّه ربّ العالمين {182}} [الصافات: 180-182] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/849] (م)

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة