صفات الأحيان
في [سيبويه: 1/ 116]: «ومما يختار فيه أن يكون ظرفا، ويقبح أن يكون غير ظرف صفة الأحيان، تقول: سير عليه طويلاً، وسير عليه حديثا وسير عليه كثيرا، وسير عليه قديمًا. وإنما نصب صفة الأحيان على الظرف ولم يجز الرفع، لأن الصفة لا تقع مواقع الأسماء».
وفي [ابن يعيش: 2/ 43]: «ومما يختار فيه الظرفية، ولا يتمكن تمكن أسماء الزمان صفات الأحيان، نحو طويل وقليل وحديث، تقول: سير عليه طويلاً، وسير عليه حديثًا، وسير عليه قليلاً، فلا يحسن هاهنا إلا النصب على الظرف، وهو المختار، وذلك أنك إذا جئت بالنعت ولم تجيء بالمنعوت ضعف، وكان الاختيار فيه، ألا تخرج عن الظرفية، لأنك إذا قلت: سير عليه طويلاً فالطويل يقع على كل شيء طال من زمان وغيره، فإذا أردت به الزمان فكأنك استعملت غير لفظ الزمان، فصار بمنزلة قولك ذات مرة، وبعيدات بين، فلم يقع موقع الأسماء، واختير نصبها على الظرف إلا أن يتقدمها موصوف فحينئذ تقول: سير عليه زمن طويل، وسير عليه وقت حديث»
وفي [شرح الكافية للرضي: 1/ 173]: «ومماي لزمها الظرفية عند سيبويه صفة زمان أقيمت مقامه، نحو قوله:
ألا قالت الخنساء يوم لقيتها = أراك حديثا ناعم البال أفزعا
أي زمانا حديثا، وجوزوا في لفظتي {مليا، وقريبا} التصرف خاصة نحو قولك: سير عد الفرس ملى من الدهر وقريب، ومليا وقريبا.
وأما غير سيبويه فإنهم اختاروا في الصفات المذكورة الظرفية ولم يوجبوها».
وفي [الهمع: 1/ 917]: «واستقبح جميع العرب التصرف في صفة حين عرض قيامها مقامه، ولم يوصف، كقولك: سير عليه قديما أو حديثا أو طويلا، فهذه أوصاف حذف موصوفها وانتصبت على الظرفية. فلو تصرف فيها فقيل: سير عليه قديم أو حديث أو طويل قبح ذلك.
فإن لم يعرض قيامها مقامه، بل استعمل ظرفًا، وهي في الأصل صفة نحو قريب وملى حسن فيها التصرف، نحو سير عليه قريب، وسير عليه ملى من النهار، أي قطعته من النهار.
ولو وصفت فيها أيضًا حسن التصرف، نحو سير عليه طويل من الدهر، لأنها لما وصفت ضارعت الأسماء».
1- {قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار} [2: 126]
{قليلا}: صفة لزمان محذوف، أو لمصدر محذوف. [البحر: 1/ 385].
2- {قل عسى أن يكون قريبا. يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده} [17: 51 – 52]
{قريبًا}: يحتلم أن يكون خبر {كان}، وأن يكون ظرفًا، أي زمانًا قريبًا، وعلى هذا التقدير يكون {يوم يدعوكم} بدلاً من قريبًا، وقال أبو البقاء: يوم يدعوكم ظرف ليكون، ولا يجوز أن يكون ظرفًا لاسم كان، وهو ضمير المصدر، لأن الضمير لا يعمل.
أما كونه ظرفًا ليكون فهذا مبني على جواز عمل (كان الناقصة) في الظرف، وهو محل خلاف.
وأما قوله إن الضمير لا يعمل فهو مذهب البصريين وأما مذهب الكوفيين فيجيز أن يعمل، نحو مروري بزيد حسن وهو يعمر وقبيح، ويعلقون بعمر وبلفظ هو.
[البحر: 6/ 47]، [العكبري: 2/ 49].
3- {وتظنون إن لبثتم إلا قليلا} [17: 52]
الظاهر أن انتصاب {قليلا} نعت لزمان محذوف، وقيل: نعت لمصدر محذوف. [البحر: 6/ 48].
4- {لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا} [19: 46]
{مليًا}: ظرف، أي دهرًا طويلاً، وقيل معناه: سالمًا سويًا، فيكون حالا من فاعل {واهجرني}. [البحر: 6/195].
أو نعت لمصدر محذوف. [العكبري: 2/ 60].
5- {فمكث غير بعيد} [37: 23]
أي غير من زمن بعيد، وقيل وقف مكانا غير بعيد.
[البحر: 7/ 65]، [العكبري: 2/ 90].
6- {وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا} [33: 64]
انتصب {قريبا} على الظرف، أي في زمان قريب، إذ استعماله ظرفًا كثير، ويستعمل أيضًا غير ظرف تقول: إن قريبًا منك زيد، فجاز أن يكون التقدير: إن شيئًا، أو تكون الساعة بمعنى الوقت، فذكر {قريبا} على المعنى، أو يكون التقدير: لعل قيام الساعة، فلوحظ الساعة في {تكون} فأنث، ولوحظ المضاف المحذوف، وهو {قيام} في {قريبا} فذكر. [البحر: 7/ 252].
7- {قل تمتع بكفرك قليلا}[39: 8]
أي زمانا قليلا. [الجمل: 3/ 597].
8- {وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد} [50: 31]
أي مكانًا غير بعيد، فانتصاب {غير} على الظرف، صفة قامت مقام {مكان} فأعربت بإعرابه، وأجاز الزمخشري أن ينتصب {غير} على الحال من الجنة، قال: وتذكيره، يعني بعيد، لأنه على زنة المصدر كالزئير، والصليل، والمصادر يستوي في الوصف بها المذكر والمؤنث.
وكونه على زنة المصدر لا يسوغ أن يكون المذكر صفة للمؤنث، وقال الزمخشري أيضًا: أو على حذف الموصوف، أي شيئًا غير بعيد. وكأنه يعني إزلافًا غير بعيد. [البحر: 8/ 127]. [العكبري: 2/ 127]، [الكشاف: 4/ 389].
9- {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون} [51: 17]
الظاهر أن {قليلا} ظرف، وهو في الأصل صفة، أي كانوا في قليل من الليل، وجوزوا أن يكون نعتًا لمصدر محذوف، أي كانوا يهجعون هجوعا قليلا، و {ما} زائدة في كلا الإعرابين. [البحر: 8/ 135].
10- {كمثل الذين من قبلهم قريبا ذاقوا وبال أمرهم} [59: 15]
{قريبًا}: ظرف زمان إن جعلته معمولاً لذاقوا، أي زاقوا وبال أمرهم قريبًا من عصيانهم. [البحر: 8/ 250]، [العكبري: 2/ 136].
11- {وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون. ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون} [69: 41 – 42]
انتصب {قليلا} على أنه صفة لمصدر محذوف، أو لزمان محذوف، أي تؤمنون بالله إيمانًا قليلا، أو زمانا قليلاً، وكذا التقدير في {قليلا ما تذكرون} وقال ابن عطية: نصب {قليلا} بفعل مضمر يدل عليه تؤمنون ورد عليه.
[البحر: 8/ 228].
12- {ومهلهم قليلا} [73: 11]
أي تمهيلا قليلا، أو زمانًا قليلا. [العكبري: 2/ 144].
13- {كلوا وتمتعوا قليلا} [77: 46]
أي زمانًا قليلا. [البحر: 8/ 408]، [العكبري: 2/ 148].