حذف المفعول في باب {ظن وأخواتها}
1- {ثم اتخذتم العجل من بعده} [2: 51]
{اتخذ}: يتعدى إلى اثنين حذف الثاني، أي إلها، أو يتعدى إلى واحد، في الكلام حذف، أي وعبدتموه إلها، وهو الراجح، لو كان مما يتعدى في هذه القصة لاثنين لصرح بالثاني ولو في موضع واحد: {واتخذ قوم موسى} {اتخذوه وكانوا ظالمين} {إن الذين اتخذوا العجل} {إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل} لكنه يرجح الأول لاستلزام الثاني حذف جملة، ولا يلزم في الأول إلا حذف مفعول، وحذف المفرد أسهل من حذف الجملة.
[البحر: 1/ 200].
2- {وقالوا اتخذ الله ولدا} [2: 116]
{اتخذ}: تتعدى تارة إلى واحد {اتخذت بيتا} قالوا: معناه: صنعت وعملت، وإلى اثنين فتكون بمعنى صير، وكلا الوجهين يحتمل هنا، وإذا جعلت بمعنى صير كان أحد المفعولين محذوفًا، التقدير: وقالوا اتخذ بعد الموجودات ولدا.
والذي جاء في القرآن ظاهره التعدي إلى واحد {قالوا اتخذ الله ولدا} {ما اتخذ الله من ولد} {وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا}.
[البحر: 1/ 362].
3- {واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا} [7: 148]
المفعول الثاني محذوف، أي إلها، وإن كان الفعل بمعنى صنع تعدى إلى واحد.
[البحر: 4/ 392].
4- {اتخذوه وكانوا ظالمين} [7: 148]
أي إلها.
[الجمل: 2/ 189].
5- {واتخذ من الملائكة إناثا} [17: 40]
{إناثا}: مفعول أول، والثاني محذوف أي أولادا، أو اتخذ متعد إلى واحد.
[العكبري: 2/ 49].
6- {فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة} [46: 28]
{آلهة}: المفعول الثاني، والأول هو العائد المحذوف، وأجاز الحوفي أن يكون قربانا المفعول الثاني، وآلهة بدل منه.
[البحر: 8/ 66].
رده الزمخشري.
[الكشاف: 4/ 310]، وانظر [المغني: 592].
7- {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما} [4: 5]
{جعل}: بمعنى صير، والمفعول الأول محذوف، وهو العائد، أو هي بمعنى خلق، فينصب {قياما} على الحال.
[العكبري: 1/ 93].
8- {ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام} [5: 103]
قال الزمخشري: ما جعل الله... يعني ما شرع الله ولا أمر به، وكذلك قال ابن عطية... ولم يذكر النحويون في معاني {جعل} شرع. وقد جاء حذف أحد مفعولي {ظن} وأخواتها لكنه قليل، والحمل على ما سمع أولى من إثبات معنى لم يثبت في لسان العرب، فيتحمل أن يكون المفعول الثاني محذوفًا، أي ما صير الله بحيرة... مشروعة، بل هي من شرع غير الله.
9- {وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر} [6: 97]
{جعل}: بمعنى خلق، قال ابن عطية: وقد يمكن أن تكون بمعنى صير، ويقدر المفعول الثاني من {لتهتدوا} أي جعل لكم النجوم هداية.
وهو ضعيف لندور حذف أحد مفعولي ظن وأخواتها.
[البحر: 4/ 187 – 188].
10- {ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا} [17: 18]
{له}: المفعول الثاني، وقال صاحب الغنيان: هو محذوف تقديره: مصيرا وجزاء.
[البحر: 6/ 21].
11- {ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون} [3: 143]
قيل: معنى الرؤية هنا العلم، وحذف المفعول الثاني، أي فقد علمتم الموت حاضرًا، وحذف لدلالة المعنى عليه، وحذف أحد مفعولي {ظن} وأخواتها عزيز جدًا، ولذلك وقع فيه الخلاف بين النحويين.
[البحر: 3/ 67].
12- {ولو ترى إذ وقفوا على النار} [6: 27]
الظاهر أن الرؤية بصرية وجوزوا أن تكون من رؤية القلب، المعنى لو صرفت فكرك الصحيح إلى تقدير حالهم لازددت يقينا أنهم يكونون يوم القيامة على أسوأ حال ومفعول {ترى} محذوف، أي حالهم.
[البحر: 4/ 101].
13- {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله} [9: 105]
{يرى}: بمعنى يعلم المفعول الثاني محذوف، أي واقعًا.
[الجمل: 2/ 305- 311].
14- {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها} [62: 11]
{رأوا}: بمعنى علموا، والمفعول الثاني محذوف، أي قدمت وحصلت.
[الجمل: 4/ 338].
15- {سأوريكم دار الفاسقين} [7: 145]
من رأي البصرية، وقال ابن عطية: من رؤية القلب، والمفعول الثالث محذوف، أي مدمرة.
حذفت المفعول الثالث في باب (أعلم) جائز لدلالة المعنى، كما في جواب: هل أعلمت زيدا عمرا منطلقًا: أعلمت زيدا عمرا، وتحذف (منطلقًا) لدلالة المعنى عليه.
[البحر: 4/ 389].
16- {تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك} [5: 116]
لا يجوز في {تعلم} أن تكون عرفانية، فالمفعول الثاني محذوف، أي كائنا وموجودًا. ويجوز في (ولا أعلم) أن تكون عرفانية، إلا أن المقابلة تجعلها مثلها.
[الجمل: 1/ 155].
17- {وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم} [8: 60]
العلم هنا كالمعرفة تعدى إلى واحد، وهو متعلق بالذوات، وليس متعلقًا بالنسبة، ومن جعله متعلقا بالنسبة، فقدر مفعولاً محذوفًا (محاربين) فقد أبعد، لأن حذف مثل هذا دون تقدم ذكره ممنوع عند بعض النحويين وعزيز جدًا عند بعضهم، فلا يحمل القرآن عليه، مع إمكان حمل اللفظ على غيره.
[البحر: 4/ 513].
وفي [سيبويه: 1/ 18]: «وقال سبحانه: {وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم} فهي هنا بمنزلة عرفت».
18- {ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم} [9: 101]
أي لا تعلمهم منافقين، لأن النفاق مختص بالقلب، وتقدم لفظ {منافقين} فدل على المحذوف، فتعدت إلى اثنين.
[البحر: 5/ 93]، [العكبري: 2/ 11].