العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > تقريب دراسات عضيمة > المعجم النحوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 رجب 1432هـ/25-06-2011م, 02:57 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي ضمير الغائب



ضمير الغائب

1- عوده على الأقرب. في [شرح الكافية للرضي:2/4]: «واعلم أنه إذا تقدم ما يصلح للتفسير شيئان فصاعدًا فالمفسر هو الأقرب لا غير، نحو: جاءني زيد وبكر فضربته، أي ضربته بكرًا، ويجوز مع القرينة أن يعود للأبعد، نحو: جاءني عالم وجاهل فأكرمته».
وانظر [البرهان للزركشي:4/39].
وكذلك قال أبو حيان: لا يعود الضمير على غير الأقرب إلا بدليل. [البحر:1/185].
قال في قوله تعالى:
{واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} [2: 45]
وعوده على الصلاة في قوله {وإنها} أولى؛ لأن الضمير لا يعود على غير الأقرب إلا بدليل. [البحر:1/185].
وقال الزمخشري: الضمير للصلاة، أو للاستعانة، أو لجميع الأمور التي أمروا بها . . . [الكشاف:1/134].
2- عود الضمير على المحدث عنه أولى من عوده على الأقرب، هكذا قال أبو حيان في قوله تعالى:
1- {وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد أضلوا كثيرا} [71: 23–24]
{وقد أضلوا} عوده على الرؤساء أظهر؛ إذ هم المحدث عنهم. [البحر:8/342]، [الكشاف:4/619].
2- {إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى. أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له} [20: 3839]
«الظاهر أن الضمير في {اقذفيه} عائد على موسى، وكذلك الضميران بعده؛ إذ هو المحدث عنه، لا التابوت، إنما ذكر التابوت على سبيل الوعاء والفضلة».
ولقائل أن يقول: إن الضمير إذا كان صالحًا أن يعود على الأقرب، وعلى الأبعد، كأنه عوده على الأقرب راجحًا، وقد نص النحويون على هذا؛ فعوده على التابوت في قوله:
{فاقذفيه في اليم فليلقه اليم} راجع.
والجواب: أنه إذا كان أحدهما هو المحدث عنه، والآخر فضلة، كان عوده على المحدث عنه أرجح، ولا يلتفت إلى القرب؛ ولهذا رددنا على أبي محمد بن حزم في دعواه أن الضمير في قوله {فإنه رجس} عائد على {خنزير} لا على {لحم}؛ لكونه أقرب مذكور؛ فيحرم بذلك شحمه، وغضروفه وعظمه وجلده، - بأن المحدث عنه هو {لحم خنزير} لا خنزير. [البحر:6/241].
وكذلك رجح السيوطي عود الضمير على المحدث عنه في قوله تعالى:
{ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب} [29: 27]
قال في [همع الهامع:1/65]: «ضمير {ذريته} عائد على إبراهيم، وهو غير الأقرب؛ لأنه المحدث عنه من أول القصة».
ونقل أبو حيان عن التبريزي مثل ذلك في قلوه تعالى:
{وإنه على ذلك لشهيد} [100: 7]
قال الزمخشري: الضمير في {وإنه} عائد على الإنسان أو على الله. [الكشاف:4/788].
وقال التبريزي: هو عائد على الله تعالى، وربه شاهد عليه، وهو الأصح لأن الضمير يجب عوده لأقرب مذكور، ولا يترجح بالقرب إلا إذا تساويا من حيث المعنى، والإنسان هنا هو المحدث عنه، والمسند إليه الكنود، وأيضًا فتناسق الضمائر لواحد، مع صحة المعنى، أولى من جعلهما لمختلفين، ولا سيما إذا توسط الضمير بين ضميرين عائدين على واحد. [البحر:8/505].
3- رجح أبو حيان عود الضمير على الأقرب في هذه الآيات:
أ- {الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون} [2: 46]
الضمير في {إليه} يعود على الرب، وهو أقرب مذكور. وقيل: يعود على اللقاء الذي يتضمنه {ملاقوا ربهم}، وقيل: يعود على الموت. [البحر:1/187] وفي [العكبري:1/19]: يعود على الرب أو اللقاء.
ب- {واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة} [2: 48]
الضمير في {منها} يرجع إلى {نفس} الثانية العاصية، ويجوز أن يرجع إلى نفس الأولى، على معنى: أنها لو شفعت لم تقبل شفاعتها. [الكشاف:1/137]
قال أبو حيان: النفس الثانية أقرب مذكور. [البحر:1/190].
ج- {والنخل والزرع مختلفا أكله} [6: 141]
{أكله}: الضمير للنخل والزرع داخل في حكمه؛ لكونه معطوفًا عليه [الكشاف:2/72].
قال أبو حيان: الظاهر عوده على أقرب مذكور، وهو الزرع، حذف حال النخل للدلالة، ويحتمل أن تكون الحال مختصة بالزرع؛ لأن أنواعه مختلفة. [البحر:4/236].
د- {فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملئهم} [10: 83]
الضمير في {قومه} لفرعون، والضمير في {ملئهم} إلى فرعون، بمعنى آل فرعون، أو لأنه ذو أصحاب يأتمرون له، ويجوز أن يرجع إلى الذرية. [الكشاف:2/263].
قال أبو حيان: الظاهر أن الضمير في {قومه} يعود إلى موسى؛ لأنه هو المحدث عنه، وهو أقرب مذكور، لو كان عائدًا على {فرعون} لم يظهر لفظ فرعون. وقيل: يعود إلى فرعون.
والظاهر عود الضمير في ملئهم إلى الذرية. وقيل: يعود إلى قومه. [البحر:5/184].
هـ- {وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود. مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد} [11: 8283]
{هي}: يعود إلى القرى المهلكة، وقيل: على العقوبة المفهومة من السياق [العكبري:2/23].
قال أبو حيان: يعود على الحجارة، وهي أقرب مذكور. [البحر:5/25]
و- {وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل} [22: 78]
{هو} راجع إلى الله تعالى، وقيل: إلى إبراهيم. [الكشاف:3/173] قال أبو حيان: إبراهيم أقرب مذكور. [البحر:6/391].
ز- {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا} [25: 1]
الضمير في {ليكون} لعبده أو للفرقان. [الكشاف:3/262].
قال أبو حيان: عائد على {عبده} لأنه أقرب مذكور. [النهر:6/478].
ح- {تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل} [60: 1]
الضمير في {يفعله} يعود على الاتخاذ، قاله ابن عطية.
قال أبو حيان: يعود إلى أقرب مذكور، وهو الإسرار [البحر:8/253].
ط- {أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما} [6: 89]
{بها} عائد على النبوة: لأنها أقرب مذكور. وقال الزمخشري: عائد على الكتاب والحكمة والنبوة. [البحر:4/175].
4- جوز أبو حيان أن يعود الضمير إلى الأقرب وإلى غير الأقرب في هذه الآيات:
أ- {وآتوا حقه يوم حصاده} [6: 141]
يعود الضمير في {حصاده} إلى ما عاد عليه {من ثمره}، وقيل: عائد على النخل؛ لأنه ليس في الآية ما يجب أن يؤتى حقه عند جذاذه إلا النخل، وقيل: على الزيتون، والرمان، لأنهما أقرب مذكور. [البحر:4/237].
ب- {حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء} [7: 57]
{فأنزلنا به} أي بالسحاب الماء، [معاني القرآن للزجاج:2/381] بالبلد، أو لسحاب أو بالسوق، وكذلك: {فأخرجنا به} [الكشاف:2/58].
وفي [البحر:4/317318]: «الظاهر أن الباء ظرفية» والضمير عائد على (بلد ميت)، أي فأنزلنا فيه الماء، وهو أقرب مذكور. وقيل الباء سببية، والضمير عائد على السحاب، أو على المصدر المفهوم من {سقناه}، وقيل: عائد على السحاب والباء بمعنى (من) 22.
ج- {ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون} [7: 156]
الضمير في {فسأكتبها} عائد على الرحمة لأنها أقرب مذكور، ويحتمل عندي أن يعود على {حسنة} من قوله: {واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة} [البحر:4/402]
د- {ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا} [33: 14]
{أقطارها} للبيوت؛ إذ هي أقرب مذكور، أو للمدينة. {بها} على الفتنة، أو على المدينة. [البحر:7/218219].
هـ- {ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا} [42: 52]
الضمير في {به} يعود على {روحا} أو إلى {الكتاب} أو {الإيمان} وهو أقرب مذكور.
وقيل: يعود إلى الكتاب والإيمان معًا: لأن مقصدهما واحد؛ فهو نظير: {والله ورسوله أحق أن يرضوه} [البحر:7/528].
5- عود الضمير على المحدث عنه أولى كما في قوله تعالى:
1- {فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا مستقيما} [4: 175]
{إليه} الضمير عائد على الفضل، وهي هداية طريق الجنان. وقال الزمخشري: يهديهم إلى عبادته، فجعل الضمير عائدًا إلى الله، على حذف مضاف، وهذا هو الظاهر لأن المحدث عنه.
وقيل: الهاء عائدة على الفضل والرحمة، لأنهما بمعنى الثواب، وقيل: على القرآن. [البحر:3/405].
ب- {وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولو شاء الله ما فعلوه} [6: 137]
الظاهر عود الضمير في {ما فعلوه} إلى القتل، لأنه المصرح به والمحدث عنه، والواو عائد على المشركين، وقيل: الهاء للتزيين، والواو للشركاء.
وقيل: الهاء للبس، وهذا بعيد، وقيل: لجميع ذلك إن جعلت الضمير جاريا مجرى اسم الإشارة. [البحر:4/230]، [الكشاف:2/70].
ج- {أتى أمر الله فلا تستعجلوه} [16: 1]
الظاهر عود الضمير في {فلا تستعجلوه} عن الأمر؛ لأنه هو المحدث عنه.
وقيل: يعود إلى الله، أي فلا تستعجلوا الله بالعذاب أو بيوم القيامة. [البحر:5/472]. [العكبري:2/41].
د- {إن زلزلة الساعة شيء عظيم. يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت} [22: 1- 2]
الضمير في {ترونها} يعود على الزلزلة لأنها المحدث عنها. وقيل: على الساعة: [البحر:6/349350]، [الكشاف:3/143].
هـ- {كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير} [22: 4]
الظاهر أن الضمير في {عليه} يعود إلى {من} لأنه المحدث عنه، وفي {أنه}، {تولاه}، {فأنه} عائد عليه أيضًا، والفاعل يتولى ضمير {من}، وكذلك الهاء في {يضله}.
ويجوز أن تكون الهاء في {أنه} ضمير الشأن، وقيل: الضمير في {عليه} عائد على {كل شيطان} [البحر:6/351]. [معاني القرآن:2/215].
و- {فترى الودق يخرج من خلاله} [30: 48]
{خلاله}: الظاهر عود الضمير على السحاب؛ إذ هو المحدث عنه، والسحاب اسم جنس يجوز تذكيره وتأنيثه، وقيل: يحتمل أن يعود على {كسفا} [البحر:7/178]، [العكبري:2/97].
ز- {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا} [72: 6]
الضمير المرفوع في {فزادوهم} عائد على رجال من الإنس؛ إذ هم المحدث عنهم، وقيل: أي الجن زادت الإنس. [البحر:8/348]، [الكشاف:4/624].
6- عود الضمير على المضاف الذي هو أحد جزئي الإسناد أولى:
أ- {وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها} [3: 103]
الضمير في {منها} للحفرة، أو للنار، أو للشفاء واكتسب التأنيث بالإضافة. [الكشاف:1/395]، [العكبري:1/82].
وفي [البحر:3/19]: «أقول: لا يحسن عوده إلا على الشفا؛ لأن كينونتهم على الشفا هو أحد جزئي الإسناد، والضمير لا يعود إلا عليه، أما ذكر الحفرة فإنما جاءت على سبيل الإضافة، ألا ترى أنك إذا قلت: كان زيد غلام جعفر لم يكن جعفر محدثًا عنه وليس أحد جزئي الإسناد. الإنقاذ من الشفا أبلغ من الإنقاذ من الحفرة ومن النار».
ب- {إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به} [6: 45]
الظاهر عود الضمير من {فإنه} على {لحم خنزير} وزعم أبو محمد بن حزم أنه عائد على {خنزير} فإنه أقرب مذكور، وإذ احتمل الضمير العود على شيئين كان عوده على الأقرب أرجح.
وعورض بأن المحدث عنه هو اللحم، وجاء ذكر الخنزير على سبيل الإضافة إليه.
ويمكن أن يقال: ذكر اللحم على أنه أعظم ما ينتفع به من الخنزير، وإن كان سائره مشاركًا له في التحريم. [البحر:4/241]. [البرهان للزركشي:4/39].
ج- {إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون. لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون} [43: 7475]
قرأ عبد الله: {وهم فيها} أي في جهنم، والجمهور: {وهم فيه} أي في العذاب [البحر:8/27].
وانظر ما سبق في قوله تعالى: {أتى أمر الله فلا تستعجلوه}.
7- تطابق الضمائر ورجوعها إلى شيء واحد أولى من تفريقها.
أ- {إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى. أن اقذفيه في التابوت قافذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له} [20: 3839]
{فاقذفيه. . . } الضمائر كلها راجعة إلى موسى، ورجوع بعضها إليه، وبعضها إلى التابوت فيه هجنة؛ لما يؤدي إليه من تنافر النظم.
فإن قلت: المقذوف في البحر هو التابوت، وكذلك الملقي إلى الساحل قلت: ما ضرك لو قلت: المقذوف والملقي هو موسى في جوف التابوت؛ حتى لا تفرق الضمائر؛ فيتنافر عليك النظم الذي هو أم إعجاز القرآن، والقانون الذي وقع عليه التحدي. ومراعاته أهم ما يجب على المفسر. [الكشاف:3/63].
ب- {ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين. وحفظناها من كل شيطان رجيم} [15: 1617]
الظاهر أن الضمير في {وزيناها} عائد على البروج؛ لأنها المحدث عنها، والأقرب في اللفظ.
وقيل: على السماء، وهو قول الجمهور؛ حتى لا تختلف الضمائر {وحفظناها} [البحر:5/449].
ج- {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن} [2: 124]
الفاعل في {فأتمهن} إبراهيم أو الله تعالى. [الكشاف:1/184].
يظهر أنه يعود على الله تعالى، لأن المسند إليه الفعل قبله، فالمناسب: التطابق في الضمير. [البحر:1/376].
د- {قالوا فما جزاؤه إن كنتم كاذبين} [12: 74]
الضمير في {جزاؤه} عائد على الصواع، أي فما جزاء سرقته، وهو ظاهر لاتحاد الضمائر في قوله: {قالوا جزاؤه من وجد في رحله}. وقيل: على السارق. [البحر:5/330]، [الكشاف:2/490].
هـ- {ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته} [13: 13]
الظاهر عوده الضمير من {خيفته} على الله تعالى، كما عاد عليه في قوله: {بحمده}.
وقيل يعود على الرعد. [البحر:5/375]، [الكشاف:2/516].
و- {إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم مشركون} [16: 100]
الضمير في {به} يعود إلى الله أو إلى الشيطان: [الكشاف:2/634].
على الشيطان هو الظاهر لاتفاق الضمائر: [البحر:5/535].
ز- {وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا. ومن الليل فتهجد به نافلة لك} [17: 7879].
الظاهر أن الضمير في {به} يعود على القرآن لتقدمه في الذكر، ولا تلحظ الإضافة فيه، والتقدير: فتهجد بالقرآن في الصلاة. وقال ابن عطية: عائد على وقت المقدر. [البحر:6/71]، [الجمل:2/634].
ح- {ولقد صرفناه بينهم ليذكروا} [25: 50]
الضمير المنصوب في {صرفناه} عائد على الماء المنزل من السماء. وقال ابن عباس: عائد على القرآن، وإن لم يتقدم له ذكر؛ لوضوح الأمر، ويعضده: {وجاهدهم به} لتوافق الضمائر. وقال أبو مسلم: (راجع إلى المطر والسحاب والرياح) وقال الزمخشري: صرفنا هذا القول. [البحر:6/506]، [العكبري:2/86].
ط- {لتكون من المنذرين. بلسان عربي مبين. وإنه لفي زبر الأولين} [26: 194196]
الضمير في {وإنه} للقرآن، يعني ذكره مثبت في سائر الكتب السماوية.
وقيل: إن معانيه فيها، وبه يحتج لأبي حنيفة في جواز القراءة بالفارسية في الصلاة، على أن القرآن قرآن، إذا ترجم بغير العربية، حيث قيل: {وإنه لفي زبر الأولين} لكون معانيه فيها. وقيل: الضمير لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وكذلك في {أن يعلمه} وليس بواضح. [الكشاف:3/197].
قال أبو حيان: تناسق الضمائر لشيء واحد أوضح. [البحر:7/4041].


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24 رجب 1432هـ/25-06-2011م, 02:58 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي الضمير يعود على مصدر الفعل أو الوصف



الضمير يعود على مصدر الفعل أو الوصف

يعود الضمير على مصدر الفعل السابق عليه أو الوصف كما في هذه الآيات:
1- {وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم} [2: 144]
ضمير {أنه} يعود على المصدر المفهوم من قوله: {فولوا} [البحر:1/43].
2- {فمن تطوع خيرا فهو خير له} [2: 184]
(هو) يعود على المصدر المفهوم من الفعل. أي التطوع، نحو: {اعدلوا هو أقرب للتقوى} [الكشاف:1/226]، [البحر:2/38]
3- {وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم} [2: 271]
(هو) عائد على المصدر المفهوم من الفعل {تخفوها} أي فالإخفاء خير لكم. [البحر:2/324]، [العكبري:1/64].
4- {ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم} [4: 66]
ضمير النصب في {فعلوه} عائد على أحد المصدرين المفهومين من قوله {أن اقتلوا}، {أو اخرجوا} [البحر:3/285].
5- {وكذلك نصرف الآيات وليقولوا درست ولنبينه لقوم يعلمون} [6: 105]
الضمير في {ولنبينه} يعود على التبيين الذي هو مصدر الفعل، أو على المصدر المفهوم من ول {نصرف} [الكشاف:2/55]، [البحر:4/198].
6- {ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق} [6: 121]
الضمير في {وإنه} يعود إلى مصدر {تأكلوا} [الكشاف:2/61]، [البحر:4/213].
7- {وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر} [7: 142]
الهاء في {وأتممناها} عائدة على المواعدة المفهومة من واعدنا. وقال الحوفي: إلى {ثلاثين} ولا يظهر؛ لأن الثلاثين لم تكن ناقصة، فتممت بعشر. [البحر:4/380].
8- {فإن تبتم فهو خير لكم} [9: 3]
{فهو} عائد على المصدر المفهوم من الفعل، أي المتاب أو التوب، أو التوبة. [الجمل:2/261]
9- {ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم} [16: 119]
الضمير في {بعدها} عائد على المصادر المفهومة من الأفعال السابقة، أي من بعد الفتنة والهجرة والجهاد والصبر. [البحر:5/541]، [الكشاف:2/638].
10- {ولئن صبرتم لهو خير للصابرين} [16: 128]
(هو) يعود على المصدر الدال عليه الفعل. أي صبركم. [البحر:5/549].
11- {ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه} [22: 30]
{فهو} عائد على المصدر المفهوم من يعظم [الكشاف:3/154]، [البحر:6/366]، [العكبري:2/75].
12- {قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون. مستكبرين به سامرا تهجرون} [23: 6667]
الضمير في {به} عائد على المصدر الدال عليه {تنكصون}، أي بالنكوص والتباعد. [البحر:6/412].
13- {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله} [33: 5]
{هو} يعود إلى مصدر الفعل {ادعوهم}، أي دعاؤكم. [العكبري:2/99].
14- {وإن تشكروا يرضه لكم} [39: 7]
{يرضه} أي الشكر لأنه بسبب فوزكم. [الكشاف:4/114]، [البحر:7/417]، [أمالي الشجري:1/305].
يحتمل أن يعود الضمير على المصدر المفهوم من الفعل أو الوصف ويحتمل أن يعود إلى غيره في هذه المواضع:
1- {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} [2: 45]
الضمير في {وإنها} يعود على الاستعانة المفهومة من الفعل {استعينوا} أو يعود على (الصلاة) . . . [الكشاف:1/134]، [البحر:1/185]، [الإعراب المنسوب للزجاج: 845–900].
2- {الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون} [2: 46]
الضمير في {إليه} يعود إلى اللقاء الذي يتضمنه {ملاقوا ربهم} أو على (الرب) [العكبري:1/19]، [البحر:1/187].
قال أبو حيان: «دلالة الفعل على المصدر أقوى من دلالة اسم الفاعل، ولذلك كثر إضمار المصدر لدلالة الفعل عليه في القرآن، ولم تكثر دلالة اسم الفاعل على المصدر، وإنما جاء في هذا البيت: إذا نهى السفيه جرى إليه أو غيره إن وجد». [البحر:3/128].
3- {فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها}[2: 66]
الضمير في (جعلناها) يظهر أنه عائد على المصدر المفهوم من {كونوا} أي فجعلنا كينونتهم قردة خاسئين نكالا.
وقيل يعود على القرية أو على الأمة أو المسخة. [البحر:1/246]، [الكشاف:1/147]، [العكبري:1/23].
4- {وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها}[2: 72]
ضمير {فيها} عائد على النفس، وهو ظاهر، وقيل: على القتلة، فيعود على المصدر المفهوم من الفعل، وقيل: على التهمة، فيعود على ما يدل عليه معنى الكلام. [البحر:1/259].
5- {إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار} [2: 174]
الضمير في {به} عائد على المصدر المفهوم من {يكتمون} أي الكتمان، أو الكتاب أو اسم الموصول {ما} [البحر:1/491].
6- {فمن بدله بعد ماسمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه} [2: 181]
الضمير في {إثمه} يعود على الإصاء أو على المصدر المفهوم من {بدله} أي التبديل. [البحر:2/22].
7- {وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين} [2: 177]
{حبه} ضمير المال أو ضمير {من} أو ضمير الإيتاء [الكشاف:1/219]، [العكبري:1/43].
8- {واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين} [2: 198]
الضمير في من، (قبله) على الهدى المفهوم من هداكم، وقيل: على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو على القرآن. [البحر:2/98].
9- {كتب عليكم القتال وهو كره لكم} [2: 216]
{وهو} الظاهر عود الضمير على القتال، ويحتمل أن يعود على المصدر المفهوم من {كتب} [البحر:2/143].
10- {ولا يضار كاتب ولا شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم} [2: 282]
مفعول {تفعلوا} محذوف راجع إلى المصدر المفهوم من قوله {ولا يضار} أي وإن تفعلوا المضارة أو الضرار فإنه، أي الضرار. [الكشاف:1/327]، [البحر:2/354].
11- {وما جعله الله إلا بشرى لكم} [3: 126]
الضمير في {جعله} الظاهر أنه يعود على المصدر المفهوم من {يمددكم} وهو الإمداد، وجوزوا أن يعود على التسويم أو على النصر أو على التنزيل أو على العدو، أو على الوعد. [البحر:3/51]، [الكشاف:1/412]، [معاني القرآن للزجاج:1/480].
12- {وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده} [3: 160]
الضمير من {بعده} عائد على الله تعالى، إما على حذف مضاف، أي من بعد خذلانه أو يكون المعنى: إذا جاوزته إلى غيره وقد خذلك فمن ذا الذي تجاوزه إليه فينصرك.
ويحتمل أن يكون الضمير عائد على المصدر المفهوم من قوله: {وإن يخذلكم} أي من بعد الخذلان. [البحر:3/100]، [الكشاف:1/432].
13- {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانًا} [3: 173]
الضمير من {فزادهم} المرفوع يرجع إلى القول: إن الناس قد جمعوا لكم أو إلى مصدر (قالوا)، أو إلى الناس إن أريد به نعيم وحده. [الكشاف:1/442].
وقال أبو حيان: وهما ضعيفان من حيث أن الأول لا يزيد إيمانا إلا بالنطق به، لا هو في نفسه، ومن حيث أن الثاني: إذا أطلق على المفرد لفظ الجمع مجازًا فإن الضمائر تجري على ذلك الجمع، لا على المفرد، فيقال: مفارقه شابت، باعتبار الإخبار عن الجمع، ولا يجوز: مفارقة شاب، باعتبار مفرقه شاب. [البحر:3/118].
14- {ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا}[4: 2]
الضمير في {إنه} عائد على الأكل لقربه، ويجوز أن يعود إلى التبديل أو عليهما، كأنه قيل: إن ذلك. [البحر:3/161].
15- {وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه} [4: 4]
الضمير في {منه} جار مجرى اسم الإشارة. أو يرجع إلى ما هو في معنى الصدقات وهو الصداق؛ لأنك لو قلت: وآتوا النساء صداقهن لم تخل بالمعنى. [الكشاف:1/470].
قال أبو حيان: حسن تذكير الضمير لأن معنى {فإن طبن} فإن طابت لكل واحدة، فلذلك قال {منه} أي من صداقها، وهو نظير: {واعتدت لهن متكأ} أي لكل واحدة، ولذلك أفرد {متكأ}. وقيل: يعود على المال، وهو غير مذكور، ولكن يدل عليه {صدقاتهن} وقيل: يعود على الإتيان، وهو المصدر الدال عليه {وآتوا} [البحر:3/166167].
16- {فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا} [4: 19]
ضمير {فيه} عائد على {شيء} وقيل: على الكره، وهو المصدر المفهوم من الفعل، وقيل: على الصبر. [البحر:3/205].
17- {ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا} [4: 112]
الضمير في {به} عائد على الإثم، والمعطوف بأو يجوز أن يعود على المعطوف عليه أو المعطوف.
وقيل: يعود على (الكسب) المفهوم من {يكسب}. [البحر:3/346].
18- {فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة} [4: 129]
الضمير في {فتذروها} عائد على المميل عنها المفهوم من قوله: {فلا تميلوا كل الميل} [البحر:3/365].
19- {فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه} [5: 4]
الضمير من {عليه} يرجع إلى ما أمسكن، على معنى: وسموا عليه إذا أدركتم ذكاته، أو إلى ما علمتم، أي سموا عليه عند إرساله. [الكشاف:1/67].
قال أبو حيان: الظاهري عود الضمير إلى المصدر المفهوم من قوله: {فكلوا} أي على الأكل. [البحر:3/430].
20- {وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا} [5: 58]
ضمير النصب من {اتخذوها} للصلاة، أو إلى المناداة. [الكشاف:1/650]. أو يعود إلى المصدر المفهوم من {ناديتم}. [البحر:3/516].
21- {قد سألها قوم من قبلكم} [5: 102]
الضمير من {سألها} ليس براجع إلى {أشياء} حتى يعدى بعن. وإنما هو راجع إلى المسألة التي دل عليها {قد سألها}. [الكشاف:1/684].
قال أبو حيان: ويستقيم ذلك بتقدير مضاف، أي أمثالها. [البحر:4/32].
22- {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره} [6: 68]
ذكر الهاء في {غيره} لأنه أعادها إلى معنى الآيات؛ لأنها حديث وقرآن: [العكبري:1/138].
وقال الحوفي: عائد إلى الخوض. [البحر:4/152].
23- {حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء} [7: 57]
فأنزلنا به: أي بالسحاب الماء. [معاني القرآن للزجاج:2/381].
بالبلد أو بالسحاب أو بالسوق، وكذلك {فأخرجنا به}. [الكشاف:2/58].
وقال أبو حيان: الظاهر أن الباء ظرفية، والضمير عائد على بلد ميت، أي فأنزلنا فيه الماء.
وقيل: الباء سببية، والضمير عائد على السحاب، أو على المصدر المفهوم من {سقناه}.
وقيل: عائد على السحاب، والباء بمعنى (من)، [البحر:4/317318].
24- {فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين} [7: 136]
الظاهر عود الضمير في {عنها} إلى الآيات، وقيل: يعود إلى النقمة التي دل عليها {فانتقمنا} [البحر:4/375].
25- {والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا} [7: 153]
الضمير من {بعدها} عائد على المصدر المفهوم من {تابوا} وهذا أولى؛ لأنه لو عاد على السيئات احتيج إلى حذف مضاف ومعطوف، التقدير: من بعد عمل السيئات والتوبة. [البحر:4/397398].
26- {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله} [8: 60]
ضمير {به} راجع إلى {ما استطعتم}. [الكشاف:2/232].
وقيل: على الإعداد، وقيل: على القوة، وقيل: على رباط الخيل. [البحر:4/512].
27- {اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين} [12: 9]
ضمير {بعده} يعود إلى يوسف، أو مصدر {اقتلوا} أو {اطرحوه} [الكشاف:2/447]، نقله في [البحر:5/284].
28- {ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم} [16: 119]
{من بعدها} من بعد التوبة. [الكشاف:2/641].
عائد إلى المصادر المفهومة من الأفعال السابقة، أي من بعد عمل السوء والتوبة والإصلاح.
وقيل: يعود على الجهالة، وقيل: على السوء بمعنى المعصية. [البحر:5/546].
29- {فيغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا} [17: 69]
الضمير في {به} عائد على المصدر الدال عليه {فيغرقكم}، إذ هو أقرب مذكور، وهو نتيجة الإرسال، وقيل: عائد على الإرسال، وقيل: عائد عليهما، فيكون كاسم الإشارة. [البحر:6/60].
30- {وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا. ما لهم به من علم} [18: 45]
{به} أي بالولد، أو باتخاذه. [الكشاف:2/703].
يحتمل أن يعود إلى الله تعالى، وهذا التأويل أذم لهم، ويحتمل أن يعود على القول المفهوم من {قالوا}، وقيل: على الاتخاذ المفهوم من اتخذ. [البحر:6/9697].
31- {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم} [24: 11]
{لا تحسبوه}: الظاهر أنه عائد على الإفك، وقيل: على القذف، وعلى المصدر المفهوم من {جاءوا} وعلى ما نال المسلمين من الغم . . . [البحر:6/436].
32- {فوكزه موسى فقضى عليه} [28: 15]
الظاهر أن فاعل {فقضى} ضمير يرجع إلى موسى، وقيل: يعود إلى الله، ويحتمل أن يعود على المصدر المفهوم من {فوكزه}. [البحر:7/109].
33- {ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله} [38: 26]
فاعل {فيضلك} ضمير الهوى. [الكشاف:4/89]. أو ضمير المصدر المفهوم من الفعل، أي فاتباع الهوى. [البحر:7/395].
34- {وما يلقاها إلا الذين صبروا} [41: 35]
ضمير {يلقاها} عائد على الفعلة والسجية التي هي الدفع بالأحسن، أو للخصلة أو للكلمة. [اشكاف:4/200]، [العكبري:2/116]، [البحر:7/498].
35- {جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا يذرؤكم فيه} [42: 11]
ضمير {فيه} للجعل، والفعل قد دل عليه، ويجوز أن يكون ضمير المخلوق الذي دل عليه {يذرؤكم} [العكبري:2/117].
36- {ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم} [42: 22]
(هو): أي جزاء كسبهم، وقيل: هو ضمير الإشفاق. [العكبري:2/117].
37- {تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل} [60: 1]
ضمير {يفعله} يعود إلى أقرب مذكور، وهو الإسراء، وقال ابن عطية: يعود على الاتخاذ. [البحر:8/253].
38- {وإنه لحسرة على الكافرين} [69: 5]
ضمير {وإنه} للقرآن. [الكشاف:4/907]، أو يعود على المصدر من قوله: {مكذبين} [البحر:8/330]، [العكبري:2/142].
39- {علم أن لن تحصوه فتاب عليكم} [73: 20]
{تحصوه} الظاهر أنه عائد على المصدر المفهوم من {يقدِّر} أي لن تحصوا تقدير ساعات الليل والنهار، أي لا تحيطوا بها على الحقيقة. وقيل الضمير يعود على القيام المفهوم من قوله {فتاب عليكم} [البحر:8/367]، [الكشاف:4/643].
1- {لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا} [9: 47]
قرأ ابن أبي عبلة: {ما زادكم} أي خروجهم. [البحر:5/19].
2- {وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم} [2: 282]
الهاء كناية عن المصدر و[الإعراب المنسوب للزجاج:901].
3- {فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا} [17: 60]
أي فما يزيدهم أي التخويف. [الإعراب المنسوب للزجاج:845].
4- {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا} [17: 107]
أي لا يزيد إنزال القرآن إلا خسارا. [الإعراب:845].
5- {اعدلوا هو أقرب للتقوى} [5: 8]
أي العدل أقرب للتقوى: [الإعراب:845، 900]، [البحر:2/38]، [الكشاف:1/226].


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 رجب 1432هـ/25-06-2011م, 03:00 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي الضمير يعود على غير مذكور مما يدل عليه المعنى



الضمير يعود على غير مذكور مما يدل عليه المعنى

جاء ذلك في هذه الآيات:
1- {وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم} [3: 44]
الضمير في {لديهم} عائد على غير مذكور، بل على ما دل عليه المعنى، أي ما كنت لدي المتنازعين، كقوله: {فأثرن به نقعا} أي بالمكان: [البحر:2/458].
2- {ولأبويه لكل واحد منهما السدس} [4: 11]
سياق ذكر الميراث دال على الموروث دلالة التزامية. [شرح الكافية للرضي:2/5]. الضمير عائد على ما عاد عليه الضمير في {ترك} وهو ضمير الميت الدال عليه معنى الكلام وسياقه. [البحر:3/583]، [الكشاف:1/482].
3- {قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها} [6: 31]
{فيها} الضمير للحياة الدنيا، وإن لم يجر لها ذكر، لكونها معلومة، أو للساعة، على معنى: قصرنا في شأنها والإيمان بها، [البحر:4/107]، [الكشاف:2/17]، [العكبري:1/133].
4- {قال أنظرني إلى يوم يبعثون} [7: 14]
ضمير {يبعثون} عائد على ما يدل عليه المعنى، إذ ليس في اللفظ ما يدل عليه [البحر:4/274].
5- {يسألونك عن الأنفال} [8: 1]
ضمير الفاعل ليس عائدًا على مذكور قبله، وإنما تفسره وقعة (بدر) فهو عائد على من حضرها من الصحابة. [البحر:4/456].
6- {قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين} [15: 39]
الضمير في {لهم} عائد على غير مذكور، بل على ما يفهم من الكلام، وهو (ذرية آدم)، ولذلك قال في الآية الأخرى: {لئن أخرتنِ إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا} [البحر:5/454].
7- {ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك على ظهرها من دابة} [16: 61]
ذكر الدابة مع ذكر {على ظهرها} دال على أن المراد ظهر الأرض: [شرح الكافية للرضي:2/5].
{عليها} عائد على غير مذكور، ودل على أنه الأرض قوله: {من دابة} لأن الدبيب من الناس لا يكون إلا في الأرض، فهو كقوله: {فأثرن به نقعا} أي بالمكان. [البحر:5/506]، [الكشاف:2/596].
8- {وكذلك أنزلناه آيات بينات} [22: 16]
{أنزلناه} الضمير للقرآن، أضمر للدلالة عليه، كقوله: {حتى توارت بالحجاب} [البحر:6/358].
9- {وإن ربك لهو العزيز الرحيم. وإنه لتنزيل رب العالمين} [26: 191192]
{وإنه} الضمير للقرآن، وإن لم يجر له ذكر. [العكبري:2/88].
10- {وتراهم يعرضون عليها خاشعين} [42: 45]
{عليها} الضمير للنار، لدلالة العذاب عليها. [الجمل:4/70].
11- {كلا إذا بلغت التراقي} [75: 26]
12- {فلولا إذا بلغت الحلقوم} [56: 83]
أضمر النفس، لدلالة ذكر الحلقوم والتراقي عليها. [أمالي الشجري:1/59].
الضمير في {بلغت} للنفس، وإن لم يجر لها ذكر، لأن الكلام الذي وقعت فيه يدل عليها، كما قال حاتم:
أماوى ما يغني الثراء عن الفتى = إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
وتقول العرب: أرسلت، يريدون: جاء المطر، ولا تكاد تسمعهم يقولون: السماء. [الكشاف:4/663].
13- {كل من عليها فان} [55: 26]
أضمر الأرض لقوة الدلالة عليها. [أمالي الشجري:1/9]، [شرح الكافية للرضي:2/5].
14- {إنا أنزلناه في ليلة القدر} [97: 1]
ليلة القدر في شهر رمضان دليل على أن المنزل هو القرآن. [شرح الرضي للكافية:2/5]، [الكشاف:4/780]، [العكبري:2/157]، [البحر:8/4098].
15- {فأثرن به نقعا} [100: 4]
{به} يعود على المكان، وإن لم يجر له ذكر، لدلالة {والعاديات} وما بعده عليه. [البحر:8/508].
ب- ويحتمل الضمير أن يعود على غير مذكور وأن يعود على مذكور في هذه المواضع:
1- {ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين} [5: 89]
{فكفارته} الضمير يعود على (ما) إن كانت اسم موصول، وإلا فعلى ما يفهم من المعنى، وهو اسم الحنث، وإن لم يجر له ذكر صريح، لكن يقتضيه المعنى. [البحر:4/10]، [الكشاف:1/673].
2- {وكذلك نصرف الآيات وليقولوا درست ولنبينه لقوم يعلمون} [6: 105]
{ولنبينه} الضمير يرجع إلى الآيات، لأنها في معنى القرآن، أو إلى القرآن، وإن لم يجر له ذكر لكونه معلومًا، أو إلى التبيين الذي هو مصدر الفعل. [الكشاف:2/55]، أو على المصدر المفهوم من {لنصرف} [البحر:4/198].
3- {يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد} [11: 105]
{فمنهم} الضمير لأهل الموقف، ولم يذكروا لأن ذلك معلوم. [الكشاف:2/429].
عائد على {الناس} في {مجموع له الناس}. وقال ابن عطية: عائد على الجميع الذي تضمنه (كل نفس)، إذ هو اسم جنس يراد به الجميع. [البحر:5/262].
4- {قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم} [12: 77]
{فأسره} على التذكير، يريد القول أو الكلام. [الكشاف:2/493].
الضمير يفسره سياق الكلام، أي الحزازة التي حدثت في نفسه من قولهم، كما فسره في قول حاتم:

لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى = إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
وقيل: أسر المجازات أو الحجة. [البحر:5/333]. أسرها، أي أسر الكلمة. [معاني القرآن للفراء:3/52].
5- {فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما} [18: 19]
{أيها} أي أهلها، فحذف الأهل. [الكشاف:2/710]، فيكون الضمير عائد إلى المدينة، وإذا لم يكن حذف فيكون الضمير عائدًا على ما يفهم من سياق الكلام، أي. أي المآكل [البحر:6/11].
6- {ولا يشعرن بكم أحدا. إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم} [18: 1920]
{إنهم} راجع إلى الأهل المقدر في {أيها} [الكشاف:2/711].
عائد على ما دل عليه المعنى من كفار تلك المدينة. قيل: ويجوز أن يعود على (أحد) لأن لفظه للعموم، فيجوز أن يجمع الضمير؛ كقوله {فما منكم من أحد عنه حاجزين} [البحر:6/111].
7- {ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا} [20: 105107]
{فيذرها} أي يذر مقارها ومراكزها، أو يجعل الضمير للأرض، وإن لم يجر لها ذكر، كقوله تعالى: {ما ترك على ظهرها من دابة} [الكشاف:3/88]، ونقله في [البحر:6/279].
8- {من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء} [22: 15]
{ينصره} الضمير للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وإن لم يجر له ذكر، ففيها ما يدل عليه وهو الإيمان. وقيل: على الدين الإسلامي. [البحر:6/357358]، [معاني القرآن:2/218].
9- {قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون. مستكبرين به} [23: 6667]
{به} الضمير للبيت العتيق أو للحرم . . . ويجوز أن يرجع إلى {آياتي}؛ لأنها في معنى الكتاب، وضمن {مستكبرين} معنى: مكذبين، فعدى بالباء، أو هي للسببية، والجمهور على أنه عائد على الحرم والمسجد، وإن لم يجر له ذكر، وسوغ ذلك شهرتهم بالاستكبار بالبيت. [البحر:6/412].
10- {مثل نوره كمشكاة فيها مصباح} [24: 35]
الضمير في {نوره} عائد على محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وقال أبي: على المؤمنين، وقال الحسن: على القرآن والإيمان، وهذه الأقوال الثلاثة عاد فيها الضمير على غير مذكور، بخلاف عوده على الله تعالى. [البحر:6/455].
11- {ولقد صرفناه بينهم ليذكروا} [25: 50]
{صرفناه}: الضمير عائد على الماء المنزل السماء. . . وقال ابن عباس: عائد على القرآن، وإن لم يتقدم له ذكر؛ لوضوح الأمر، ويعضده: {وجاهدهم به} لوافق الضمائر. وقال أبو مسلم: راجع إلى المطر والسحاب والرياح، وقال الزمخشري: صرفنا هذا القول. [البحر:6/506]، [العكبري:3/86].
12- {إنا جعلنا في أعناقهم أغلالاً فهي إلى الأذقان} [36: 8]
{فهي} يرجع إلى اليد، وإن لم يجر لها ذكر، لكن ذكر الفعل يدل عليها. [الجمل:3/499]، [البحر:7/325] يرجع إلى الإغلال. [الكشاف:4/5] وقال: أولى من اليد.
13- {إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد. فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب} [38: 3132]
في [أمالي الشجري:1/59]: «والثالث رجوع الضمير إلى معلوم قام قوة العلم به، وارتفاع اللبس فيه بدليل لفظي أو معنوي مقام تقدم الذكر له، فأضمروه اختصارًا، وثقة بفهم السامع، كقوله: {حتى توارت بالحجاب} أضمر الشمس لدلالة ذكر العشي عليها، من حيث كان ابتداء العشي بعد زوال الشمس». [شرح الكافية:2/5]
الضمير المشمس بدليل ذكر العشي، وقيل: للصافنات، أي حتى توارت بحجاب الليل، يعني الظلام. [الكشاف:4/93]، [العكبري:2/109]، [البحر:7/396].
14- {فلا أقسم بمواقع النجوم. وإنه لقسم لو تعلمون عظيم. إنه لقرآن كريم} [56: 7476]
{النجوم}: هي نجوم القرآن التي أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ويؤيد هذا القول قوله: {إنه لقرآن} فعاد الضمير على ما يفهم من قوله {بمواقع النجوم} أي نجوم القرآن.
ومن تأول النجوم على أنها الكواكب جعل الضمير في {إنه} يفسره سياق الكلام؛ كقوله: {حتى توارت بالحجاب} [البحر:8/214].
15- {والنهار إذا جلاها} [91: 3]
الظاهر أن مفعول {جلاها} عائد على الشمس؛ لأنه عند انبساط النهار تنجلي الشمس في ذلك الوقت تمام الانجلاء، وقيل: يعود على الظلمة، وقيل: على الأرض وقيل على الدنيا، وفاعل {جلاها} ضمير النهار، قيل: ويحتمل أن يكون عائدًا على الله تعالى، كأنه قيل: والنهار إذا جلى الله الشمس. [البحر:8/478]، [الكشاف:4/758]، [الجمل:4/532].
16- {فأثرن به نقعا. فوسطن به جمعا} [100: 45]
{فوسطن به} بذلك الوقت أو بالنقع، أي وسطن النقع الجمع، أو فوسطن ملتبسات به جمعًا، من جموع الأعداء، ووسطه بمعنى: توسطه، وقيل: الضمير لمكان الغارة، وقيل: للعدو الذي دل عليه: {والعاديات} [الكشاف:4/787].
الضمير في {به} عائد في الأول على الصبح، أي هيجن في ذلك الوقت غبارًا. وفي {به} الثاني على الصبح، قيل: أو على النقع، أي وسطن الجمع النقع؛ فيكون (وسطه) بمعنى: توسطه.
وقيل: الضمير في {به} معًا يعود على (العدو) الدال عليه {والعاديات} وقيل: يعود على المكان الذي يقتضيه المعنى، وإن لم يجر له ذكر؛ لدلالة {والعاديات} وما بعده. [البحر:8/504].


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24 رجب 1432هـ/25-06-2011م, 03:01 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي إجراء الضمير مجرى اسم الإشارة



إجراء الضمير مجرى اسم الإشارة

يجرى الضمير مجرى اسم الإشارة؛ فيكون مفردًا ويرجع إلى مثنى أو متعدد، فإن اسم الإشارة وإن كان مفردًا فقد يشار به إلى مجموع، وذلك في هذه الآيات:
1- {ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئًا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح} [9: 120]
أفرد الضمير في {به} إجراء له مجرى اسم الإشارة، كأنه قيل: إلا كتب لهم بذلك. [البحر:5/113].
ب- ويحتمل أن يكون الضمير جاريا مجرى اسم الإشارة في هذه المواضع:
1- {ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا} [4: 2]
{إنه} عائد إلى الأكل لقربه، ويجوز أن يعود على التبديل، أو عليهما، كأنه قيل: إن ذلك كما قال:
فيها خطوط من سواد وبلق = كأنه في الجلد توليع البهق
أي كأن ذلك. [البحر:3/161].
2- {وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه} [4: 4]
في [الكشاف:1/470]: «الضمير في {منه} جار مجرى اسم الإشارة كأنه قيل: عن شيء من ذلك؛ كما قال الله تعالى: {قل أؤنبكم بخير من ذلكم} بعد ذكر الشهوات، أو يرجع إلى ما هو في معنى الصدقات، وهو الصداق؛ لأنك لو قلت: وأتو النساء صداقهن لم تخل بالمعنى».
وفي [البحر:3/166167]: «الضمير في {منه} عائد على الصداق. وأقول: حسن تذكير الضمير؛ لأن معنى: {فإن طبن}: فإن طابت كل واحدة؛ فلذلك قال {منه} أي من صداقها، وهو نظير: {وأعتدت لهن متكأ} أي لكل واحدة؛ ولذلك افرد {متكأ}.
وقيل: يعود على {صدقاتهن} سلوكا به مسلك اسم الإشارة . . . وقيل: يعود على المال، وهو غير مذكور، ولكن يدل عليه {صدقاتهن} وقيل: يعود على الإيتاء، وهو المصدر الدال عليه {وآتوا}».
3- {إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره} [4: 140]
في [البحر:3/374]: «الضمير في {معهم} عائد على المحذوف الذي دل عليه قوله: {يكفر بها ويستهزأ} أي فلا تقعدوا مع الكافرين المستهزئين. {حتى} غاية لترك القعود معهم، ومفهوم الغاية أنهم إذا خاضوا في غير الكفر، والاستهزاء ارتفع النهي؛ فجاز لهم أن يقعدوا معهم.
والضمير عائد على ما دل عليه المعنى، أي في حديث غير حديثهم الذي هو كفر واستهزاء.
ويحتمل أن يفرد الضمير، وإن كان عائدًا على الكفر والاستهزاء المفهومين من قوله: {يكفر بها ويستهزأ} لأنهما راجعان إلى معنى واحد، ولأنه أجرى الضمير مجرى اسم الإشارة في كونه لمفرد، وأن كان المراد به اثنين».
4- {إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم} [5: 36]
في [الكشاف:1/629630]: «لم وحد الراجع في {ليفتدوا به} وقد ذكر شيئان»؟
قلت: نحو قوله: فإني وقيار بها لغريب.
أو على إجراء الضمير مجرى اسم الإشارة، كأنه قيل: ليفتدوا بذلك. ويجوز أن تكون الواو في {ومثله} بمعنى (مع) فيتوحد المرجوع إليه.
وفي [البحر:3/473373]: «وإنما يوحد الضمير لأن حكم ما قبل المفعول معه في الخبر والحال وعود الضمير متأخرًا حكمه متقدمًا، تقول: الماء والخشبة استوى؛ كما تقول: الماء استوى والخشبة. وقد أجاز الأخفش أن يعطي حكم المعطوف، فتقول: الماء مع الخشبة استويا، ومنع ذلك ابن كيسان، وجعل الواو بمعنى (مع) ليس بشيء، لذكر {معه}».
5- {قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به} [6: 46]
أي يأتيكم بذاك: إجراء للضمير مجرى اسم الإشارة، أو بما أخذ وختم. [الكشاف:2/24].
وقيل: يعود على السمع بالتصريح، وتدخل فيه القلوب والأبصار، وقيل: عائد على الهدى الذي يدل عليه المعنى. [البحر:4/132].
وفي [معاني القرآن للزجاج:2/273]: «أي بسمعكم، ويكون ما عطف على السمع داخلاً في القصة».
6- {وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولو شاء الله ما فعلوه} [6: 137]
{ما فعلوه} ما زين لهم من القتل، أو لما فعل الشياطين، أو الإرداء، أو اللبس، أو جميع ذلك، إن جعلت الضمير جاريًا مجرى اسم الإشارة. [الكشاف:2/70].
الظاهر عود الضمير على {القتل} لأنه المصرح به، والمحدث عنه، والواو عائدة على الكثير.
وقيل: الهاء للتزيين، والواو للشركاء، وقيل: الهاء للبس، وهذا بعيد، وقيل: لجميع ذلك، إن جعلت الضمير جاريا مجرى اسم الإشارة. [البحر:4/230].
7- {إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم} [7: 27]
قرئ شاذًا: {من حيث لا ترونه} بإفراد الضمير؛ فيحتمل أن يكون عائدًا على الشيطان وقبيله؛ إجراء له مجرى اسم الإشارة، ويحتمل أن يكون عائدًا على الشيطان وحده، لكونه رأسهم وكبيرهم [البحر:4/285].
8- {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} [10: 58]
{هو} راجع إلى (ذلك) [الكشاف:2/353].
هما شيء واحد عبر عنه باسمين على سبيل التوكيد؛ ولذلك أشير إليه بذلك، وعاد الضمير إليه مفردًا [البحر:5/172].
9- {فيغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا} [17: 69]
الضمير في {به} عائد على المصدر الدال عليه {فيغرقكم} إذ هو أقرب مذكور، وهو نتيجة الإرسال.
وقيل: عائد على الإرسال، وقيل: عائد عليهما؛ فيكون كاسم الإشارة. [البحر:6/60].
10- {وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون. ليأكلوا من ثمره} [36: 3435]
الضمير في {ثمره} لله تعالى . . . ويجوز أن يرجع إلى النخل، وتترك الأعناب غير مرجوع إليها، أو من ثمر المذكور، [الكشاف:4/15].
عائد على الماء، لدلالة العيون عليه. [البحر:7/335].


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 24 رجب 1432هـ/25-06-2011م, 03:02 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي الضمير يعود على معنى اللفظ



الضمير يعود على معنى اللفظ

يعود الضمير على معنى اللفظ في هذه المواضع:
1- {فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه} [2: 181]
ضمير {بدله} يعود على الوصية بمعنى الإيصار؛ نحو: جاءته كتابي [البحر:2/22] [الكشاف:1/224].
2- {إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح} [3: 45]
فإن قلت: لم ذكر ضمير الكلمة؟ قلت: لأن المسمى بها مذكر. [الكشاف:1/363].
الضمير عائد على الكلمة، على معنى: يبشرك بمكون منه، أو بموجود من الله. [البحر:2/459].
وفي [معاني القرآن للزجاج:1/416]: «ذكر الكلمة لأن معنى الكلمة معنى الولد، المعنى: إن الله يبشرك بهذا الولد».
3- {أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم} [8: 165]
{هو} راجع إلى المصيبة على المعنى، لا على اللفظ [البحر:3/107].
4- {قلنا احمل فيها} [11: 40]
{فيها} عائد على الفلك، وهو مذكر أنث على معنى السفينة، وكذلك قوله:
{وقال اركبوا فيها} [11: 41]
[البحر:5/222].
5- {بل تأتيهم بغتة} [21: 40]
الضمير في {تأتيهم} عائد إلى الوعد، لأنه في معنى النار، أو إلى الحين لأنه في معنى الساعة. [الكشاف:3/118].
الظاهر أن الضمير في {تأتيهم} عائد على النار، وقيل: على الساعة التي تصيرهم إلى العذاب وقيل: عائد إلى العقوبة. [البحر:6/314].

ب- ويحتمل أن يعود الضمير على المعنى في هذه المواضع:
1- {أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه} [3: 49]
{فيه} الضمير للكاف بمعنى مثل. [الكشاف:1/364].
يعود الضمير على معنى الهيئة؛ لأنها بمعنى المهيأ، أو على الكاف؛ لأنها اسم بمعنى مثل، أو على الطير، أو على المفعول المحذوف. [العكبري:1/76]، [البحر:2/466].
2- {وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه} [4: 8]
{منه} الضمير لما ترك الوالدان والأقربون. [الكشاف:1/477]، وهو أمر على الندب.
الضمير على المال المقسوم، ودل عليه القسمة، لأن القسمة وهي المصدر تدل على متعلقها، وهو المال.
ومن قال: القسمة: المقسوم، أعاد الضمير على القسمة على معنى التذكير [البحر:3/176].
3- {فيقسمان بالله إن ارتبتم لا نشتري به ثمنا} [5: 106]
الضمير في {به} عائد على الله أو على القسم أو على تحريف الشهادة. [البحر:4/44].
أو على الشهادة لأنها قول [العكبري:1/128]. على القسم [الكشاف:1/688].
4- {قل إني على بينة من ربي وكذبتم به} [6: 57]
{به} الضمير عائد على الله في الظاهر، أي وكذبتم بالله، وقيل: عائد على بينة لأن معناها: أمر بين، وقيل: على البيان الدال عليه بينة. [البحر:4/142].
هذه الهاء كناية على البيان؛ لأن البنية والبيان في معنى واحد. [معاني القرآن للزجاج:2/281].
5- {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره} [6: 68]
{غيره} إنما ذكر الهاء لأنه أعادها على معنى الآيات؛ لأنها حديث وقرآن. [العكبري:1/138]، [البحر:4/152].
6- {وكذلك نصرف الآيات وليقولوا درست ولنبينه لقوم يعلمون} [6: 105]
{ولنبينه} الضمير يرجع إلى الآيات؛ لأنها في معنى القرآن، أو للقرآن، وإن لم يجر له ذكر؛ لكونه معلومًا: أو إلى التبيين الذي هو مصدر الفعل. [الكشاف:2/55]، [البحر:4/198].
7- {واتخذوا آياتي وما أنذروا هزوا. ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه} [18: 5657]
{بآيات ربه} بالقرآن؛ ولذلك رجع الضمير إليها مذكرًا في قوله {أن يفقهوه} [الكشاف:2/729]، فعله في [البحر:6/139].
8- {قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون. مستكبرين به} [23: 6667]
{به} الضمير للبيت العتيق أو للحرم، ويجوز أن يرجع إلى آياتي؛ لأنها بمعنى كتابي. [الكشاف:3/194]، [البحر:6/412].
9- {وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا} [45: 9]
{اتخذها} أي الآيات. [الكشاف:4/286].
عائد على {آياتنا} يعني القرآن، أو عائد على شيء وإن كان مذكرًا؛ لأنه بمعنى الآية [البحر:8/44]، [الجمل:4/111].
10- {أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى. ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا} [20: 133134]
{من قبله} ذكر الضمير الراجع للبينة لأنها في معنى البرهان والدليل. [الكشاف:3/99].
الظاهر عوده على الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لقوله {لولا أرسلت إلينا رسولا} [البحر:6/292].
الهاء لمحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقيل للتنزيل. [معاني القرآن للفراء:2/197]، وكل صواب.
11- {فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون} [21: 12]
{منها} عائد إلى القرية، ويحتمل أن يعود على {بأسنا} لأنه في معنى الشدة، فأنت على المعنى، و{من} على هذا للسبب [البحر:6/300].
12- {ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم} [39: 49]
فإن قلت: لم ذكر الضمير في {أوتيته}، وهو للنعمة؟ قلت: ذهابا بها إلى المعنى، لأن قوله (نعمة منا: شيئًا من النعم، وقسما منها. ويحتمل أن تكون (ما) من (إنما) موصولة فيعود عليها). [الكشاف:4/133].
أو لأنها تشمل على مذكر ومؤنث؛ فغلب المذكر. [البحر:7/433]، [العكبري:2/112].


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 24 رجب 1432هـ/25-06-2011م, 03:03 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي عود الضمير على اللفظ دون المعنى



عود الضمير على اللفظ دون المعنى

يعود الضمير على اللفظ، لا على المعنى في هذه المواضع:
1- {إن تبدو الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم} [2: 271]
الضمير المنصوب في {تخفوها} عائد على التطوع، فيكون الضمير قد عاد على الصدقات لفظًا لا معنى، فيصير نظير: عندي درهم ونصفه، أي نصف درهم آخر؛ لأن قائل ذلك لا يريد: أن عنده درهما ونصف هذا الدرهم الذي عنده، وكذلك قول الشاعر:
كأن ثياب راكبه بريح = خريق، وهي ساكنة الهبوب
يريد ريحا أخرى ساكنة الهبوب. [البحر:2/324].
2- {وهو يرثها إن لم يكن لها ولد} [4: 175]
ضمير {وهو} وفاعل {يرثها} عائد إلى ما تقدم لفظًا دون معنى، فهو من باب: عندي درهم ونصفه؛ لأن الهالك لا يرث، والحية لا تورث، ونظيره من القرآن: {وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره}. [البحر:3/407].
3- {ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه} [6: 60]
الضمير من {فيه} عائد على النهار، عاد عليه لفظًا، والمعنى في يوم آخر؛ كما تقول: عندي درهم ونصفه.
وقيل: على التوفي، وقيل على الليل. [البحر:4/147].
4- {الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له} [29: 62]
{ويقدر له} هو من يشاء، فكأن بسط الرزق وقدره جعلا لواحد، قلت: يحتمل الوجهين جميعًا، يريد: يقدر لمن يشاء، فوضع الضمير موضع (من يشاء). [الكشاف:3/492]
ظاهره العود على (من يشاء)، فيكون ذلك الواحد يبسط له في وقت، ويقدر في وقت.
ويجوز أن يكون الضمير عائدًا عليه في اللفظ، والمراد: لمن يشاء آخر، فصار نظير: {وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره} أي من عمر معمر آخر، وقولهم: عندي درهم ونصفه. [البحر:7/158].
5- {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} [33: 36]
فإن قلت: كان من حق الضمير أن يوحد، كما تقول: ما جاءني من رجال ولا امرأة غلا كان من شأنه كذا. قلت: نعم، ولكنهما وقعا تحت النفي، فعما كل مؤمن ومؤمنة، فرجع الضمير على المعنى لا على اللفظ. [الكشاف:3/540].
وفي [البحر:7/234]: «ولما كان قوله: {لمؤمن ولا مؤمنة} يعم في سياق النفي جاء الضمير مجموعا على المعنى في قوله {لهم} مغلبًا المذكر على المؤنث. قال الزمخشري . . .
وليس كما ذكر، لأن هذا عطف بالواو؛ فلا يجوز إفراد الضمير إلا على تأويل الحذف».
1- {وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب} [35: 11]
في [معاني القرآن للفراء:2/368]: «{ولا ينقص من عمره} يريد آخر غير الأول، ثم كنى عنه بالهاء كالأول، ومثله في الكلام: عندي درهم ونصفه».
والظاهر أن الضمير عائد إلى معمر لفظًا ومعنى. وقال ابن عباس وغيره: يعود على معمر الذي هو اسم جنس، والمراد غير الذي يعمر، فالقول تضمن شخصين يعمر أحدهما مائة سنة، وينقص من الآخر، وقال ابن عباس أيضًا: شخص واحد، أي يحصي ما مضى منه، إذا مر حول كتب ذلك ثم حول، فهذا هو النقص. [البحر:7/304]، [الجمل:3/485].


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 24 رجب 1432هـ/25-06-2011م, 03:05 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي الضمير يعود على أحد القسمين



الضمير يعود على أحد القسمين

يعود الضمير مفردًا على أحد المذكورين السابقين عليه في هذه المواضع:
1- {يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء فوق اثنتين} [4: 11]
قد بين أن المعنى: فإن كان الأولاد نساء. [معاني القرآن للزجاج:2/15]
فإن كانت البنات أو المولودات نساء خلصا. [الكشاف:1/480].
ولما كان لفظ الأولاد يشمل الذكور والإناث، وقصد هنا بين حكم الإناث أخلص الضمير للتأنيث؛ غذ الإناث أحد قسمي ما يطلق عليه الأولاد فعاد الضمير على أحد القسمين. وإذا كان الضمير قد عاد على جمع التكسير العاقل المذكر بالنون في نحو: ورب الشياطين ومن أضللن؛ كما يعود على الإناث. فلأن يعود على جمع التكسير العاقل الجامع للمذكر والمؤنث باعتبار أحد القسمين، وهو المؤنث أولى.
وقال بعض البصريين: التقدير: وإن كانت المتروكات نساء. [البحر:3/181182] كما عاد على البعض المفهوم من الجمع السابق. على البنات المفهومة من الأولاد. [المغني:654].
2- {هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل} [10: 5]
وقدر القمر {والقمر قدرناه منازل} [الكشاف:2/329].
عاد الضمير عليه وحده؛ لأنه هو المراعي في عدد السنين والحساب عند العرب.
قال ابن عطية: ويحتمل أن يريدهما معًا بحسب أنهما مصرفان في معرفة عدد السنين والحساب، لكنه اجتزئ بذكر أحدهما؛ كما قال: {والله ورسوله أحق أن يرضوه}، وكما قال الشاعر:

رماني بأمر كنت منه ووالدي = بريئًا ومن جل الطوى رماني
[البحر:5/125].
3- {ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا} [42: 52]
{به} يحتمل أن يعود إلى {روحا}، وإلى {الكتاب}، وإلى {الإيمان}، وهو أقرب مذكور. وقيل: يعود إلى {الكتاب} و{الإيمان} معًا؛ لأن مقصدهما واحد، فهو نظير: {والله ورسوله أحق أن يرضوه} [البحر:7/528].
4- {فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه} [2: 259]
{لم يتسنه} الفاعل ضمير الطعام والشراب، لاحتياج كل واحد منهما للآخر، فهما بمنزلة شيء واحد؛ فلذلك أفرد الضمير في الفعل أو جعل بمنزلة اسم الإشارة، ويحتمل أن يكون الضمير للشراب لأنه أقرب، وإذا لم يتغير الشراب فأن لا يتغير الطعام أولى، ويجوز أنه أفرد في موضع التنبيه كقوله:
فكأن في العينين حب قرنفل = أو سنبلا كحلت به فانهلت

ولما كانت طاعة الرسول عليه السلام هي طاعة لله ورضاؤه إرضاء الله عاد الضمير عليهما مفردًا في هذه المواضع: [البحر:2/292].
1- {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه} [8: 20]
{عنه} لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لأن المعنى: وأطيعوا رسول الله، كقوله: {والله ورسوله أحق أن يرضوه} ولأن طاعة الرسول وطاعة الله شيء واحد، فكان رجوع الضمير إلى أحدهما كرجوعه إليهما، كقولك:
الإحسان والإجمال لا ينفع في فلان، ويجوز أن يرجع إلى الأمر بالطاعة. [الكشاف:2/209].
وقيل. على الله. [البحر:4/479].
2- {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} [8: 24]
وحد الضمير كما وحده فيما قبله، لأن الاستجابة إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كالاستجابة إلى الله، وإنما يذكر أحدهما مع الآخر للتوكيد. [الكشاف:2/210]، [البحر:4/481]، أخذ كلام الكشاف.
3- {يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه} [9: 62]
في [معاني القرآن للفراء:1/445]: «وحده {يرضوه} ولم يقل: يرضوهما، لأن المعنى والله أعلم بمنزلة قولك: ما شاء الله وشئت، إنما يقصد بالمشيئة قصد الثاني، وقوله. (ما شاء الله) تعظيم لله مقدم قبل الأفاعيل، كما تقول لعبدك: قد أعتقك الله وأعتقك، وإن شئت أردت. يرضوهما، فاكتفيت بواحد، كقوله.
نحن بما عندنا وأنت بما عندك راضي
وفي [معاني القرآن للزجاج:2/507]: «ولم يقل يرضوهما، لأن المعنى يدل عليه، فحذف استخفافًا».
وفي [الكشاف:2/285]: «وحد الضمير؛ لأنه لا تفاوت بين رضاء الله ورضاء رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فكانا في حكم رضى واحد؛ كقولك إحسان زيد وإجماله نعشني وجبر مني».
وفي [العكبري:2/9]: «وقال سيبويه. أحق خبر الرسول، وخبر الأول محذوف، وهو أقوى؛ إذ لا يلزم منه التفريق بين المبتدأ والخبر، وفيه أيضًا أنه خبر الأقرب إليه. وقيل: {أحق أن يرضوه} خبر عن الاسمين، لأن أمر الرسول تابع لأمر الله تعالى».
وفي [البحر:5/64]: «أفرد الضمير في {يرضوه} لأنهما في حكم مرضى واحد؛ إذ رضاء الله هو رضاء الرسول، أو يكون في الكلام حذف . . . ومذهب المبرد أن في الكلام تقديمًا وتأخيرًا، وتقديره. والله أحق أن يرضوه ورسوله. وقيل الضمير عائد على المذكور» انظر [المغني:435].
4- {وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون} [24: 48]
معنى {إلى الله ورسوله}. إلى رسول الله؛ كقولك: أعجبني زيد وكرمه، تريد كرم زيد. [الكشاف:3/248].
أفرد الضمير في {ليحكم} وقد تقدم {الله ورسوله} لأن حكم الرسول هو عن الله . . . [البحر:6/467].


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:41 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة