ضمير الغائب
1- عوده على الأقرب. في [شرح الكافية للرضي:2/4]: «واعلم أنه إذا تقدم ما يصلح للتفسير شيئان فصاعدًا فالمفسر هو الأقرب لا غير، نحو: جاءني زيد وبكر فضربته، أي ضربته بكرًا، ويجوز مع القرينة أن يعود للأبعد، نحو: جاءني عالم وجاهل فأكرمته».
وانظر [البرهان للزركشي:4/39].
وكذلك قال أبو حيان: لا يعود الضمير على غير الأقرب إلا بدليل. [البحر:1/185].
قال في قوله تعالى:
{واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} [2: 45]
وعوده على الصلاة في قوله {وإنها} أولى؛ لأن الضمير لا يعود على غير الأقرب إلا بدليل. [البحر:1/185].
وقال الزمخشري: الضمير للصلاة، أو للاستعانة، أو لجميع الأمور التي أمروا بها . . . [الكشاف:1/134].
2- عود الضمير على المحدث عنه أولى من عوده على الأقرب، هكذا قال أبو حيان في قوله تعالى:
1- {وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد أضلوا كثيرا} [71: 23–24]
{وقد أضلوا} عوده على الرؤساء أظهر؛ إذ هم المحدث عنهم. [البحر:8/342]، [الكشاف:4/619].
2- {إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى. أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له} [20: 38–39]
«الظاهر أن الضمير في {اقذفيه} عائد على موسى، وكذلك الضميران بعده؛ إذ هو المحدث عنه، لا التابوت، إنما ذكر التابوت على سبيل الوعاء والفضلة».
ولقائل أن يقول: إن الضمير إذا كان صالحًا أن يعود على الأقرب، وعلى الأبعد، كأنه عوده على الأقرب راجحًا، وقد نص النحويون على هذا؛ فعوده على التابوت في قوله:
{فاقذفيه في اليم فليلقه اليم} راجع.
والجواب: أنه إذا كان أحدهما هو المحدث عنه، والآخر فضلة، كان عوده على المحدث عنه أرجح، ولا يلتفت إلى القرب؛ ولهذا رددنا على أبي محمد بن حزم في دعواه أن الضمير في قوله {فإنه رجس} عائد على {خنزير} لا على {لحم}؛ لكونه أقرب مذكور؛ فيحرم بذلك شحمه، وغضروفه وعظمه وجلده، - بأن المحدث عنه هو {لحم خنزير} لا خنزير. [البحر:6/241].
وكذلك رجح السيوطي عود الضمير على المحدث عنه في قوله تعالى:
{ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب} [29: 27]
قال في [همع الهامع:1/65]: «ضمير {ذريته} عائد على إبراهيم، وهو غير الأقرب؛ لأنه المحدث عنه من أول القصة».
ونقل أبو حيان عن التبريزي مثل ذلك في قلوه تعالى:
{وإنه على ذلك لشهيد} [100: 7]
قال الزمخشري: الضمير في {وإنه} عائد على الإنسان أو على الله. [الكشاف:4/788].
وقال التبريزي: هو عائد على الله تعالى، وربه شاهد عليه، وهو الأصح لأن الضمير يجب عوده لأقرب مذكور، ولا يترجح بالقرب إلا إذا تساويا من حيث المعنى، والإنسان هنا هو المحدث عنه، والمسند إليه الكنود، وأيضًا فتناسق الضمائر لواحد، مع صحة المعنى، أولى من جعلهما لمختلفين، ولا سيما إذا توسط الضمير بين ضميرين عائدين على واحد. [البحر:8/505].
3- رجح أبو حيان عود الضمير على الأقرب في هذه الآيات:
أ- {الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون} [2: 46]
الضمير في {إليه} يعود على الرب، وهو أقرب مذكور. وقيل: يعود على اللقاء الذي يتضمنه {ملاقوا ربهم}، وقيل: يعود على الموت. [البحر:1/187] وفي [العكبري:1/19]: يعود على الرب أو اللقاء.
ب- {واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة} [2: 48]
الضمير في {منها} يرجع إلى {نفس} الثانية العاصية، ويجوز أن يرجع إلى نفس الأولى، على معنى: أنها لو شفعت لم تقبل شفاعتها. [الكشاف:1/137]
قال أبو حيان: النفس الثانية أقرب مذكور. [البحر:1/190].
ج- {والنخل والزرع مختلفا أكله} [6: 141]
{أكله}: الضمير للنخل والزرع داخل في حكمه؛ لكونه معطوفًا عليه [الكشاف:2/72].
قال أبو حيان: الظاهر عوده على أقرب مذكور، وهو الزرع، حذف حال النخل للدلالة، ويحتمل أن تكون الحال مختصة بالزرع؛ لأن أنواعه مختلفة. [البحر:4/236].
د- {فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملئهم} [10: 83]
الضمير في {قومه} لفرعون، والضمير في {ملئهم} إلى فرعون، بمعنى آل فرعون، أو لأنه ذو أصحاب يأتمرون له، ويجوز أن يرجع إلى الذرية. [الكشاف:2/263].
قال أبو حيان: الظاهر أن الضمير في {قومه} يعود إلى موسى؛ لأنه هو المحدث عنه، وهو أقرب مذكور، لو كان عائدًا على {فرعون} لم يظهر لفظ فرعون. وقيل: يعود إلى فرعون.
والظاهر عود الضمير في ملئهم إلى الذرية. وقيل: يعود إلى قومه. [البحر:5/184].
هـ- {وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود. مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد} [11: 82–83]
{هي}: يعود إلى القرى المهلكة، وقيل: على العقوبة المفهومة من السياق [العكبري:2/23].
قال أبو حيان: يعود على الحجارة، وهي أقرب مذكور. [البحر:5/25]
و- {وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل} [22: 78]
{هو} راجع إلى الله تعالى، وقيل: إلى إبراهيم. [الكشاف:3/173] قال أبو حيان: إبراهيم أقرب مذكور. [البحر:6/391].
ز- {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا} [25: 1]
الضمير في {ليكون} لعبده أو للفرقان. [الكشاف:3/262].
قال أبو حيان: عائد على {عبده} لأنه أقرب مذكور. [النهر:6/478].
ح- {تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل} [60: 1]
الضمير في {يفعله} يعود على الاتخاذ، قاله ابن عطية.
قال أبو حيان: يعود إلى أقرب مذكور، وهو الإسرار [البحر:8/253].
ط- {أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما} [6: 89]
{بها} عائد على النبوة: لأنها أقرب مذكور. وقال الزمخشري: عائد على الكتاب والحكمة والنبوة. [البحر:4/175].
4- جوز أبو حيان أن يعود الضمير إلى الأقرب وإلى غير الأقرب في هذه الآيات:
أ- {وآتوا حقه يوم حصاده} [6: 141]
يعود الضمير في {حصاده} إلى ما عاد عليه {من ثمره}، وقيل: عائد على النخل؛ لأنه ليس في الآية ما يجب أن يؤتى حقه عند جذاذه إلا النخل، وقيل: على الزيتون، والرمان، لأنهما أقرب مذكور. [البحر:4/237].
ب- {حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء} [7: 57]
{فأنزلنا به} أي بالسحاب الماء، [معاني القرآن للزجاج:2/381] بالبلد، أو لسحاب أو بالسوق، وكذلك: {فأخرجنا به} [الكشاف:2/58].
وفي [البحر:4/317–318]: «الظاهر أن الباء ظرفية» والضمير عائد على (بلد ميت)، أي فأنزلنا فيه الماء، وهو أقرب مذكور. وقيل الباء سببية، والضمير عائد على السحاب، أو على المصدر المفهوم من {سقناه}، وقيل: عائد على السحاب والباء بمعنى (من) 22.
ج- {ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون} [7: 156]
الضمير في {فسأكتبها} عائد على الرحمة لأنها أقرب مذكور، ويحتمل عندي أن يعود على {حسنة} من قوله: {واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة} [البحر:4/402]
د- {ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا} [33: 14]
{أقطارها} للبيوت؛ إذ هي أقرب مذكور، أو للمدينة. {بها} على الفتنة، أو على المدينة. [البحر:7/218–219].
هـ- {ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا} [42: 52]
الضمير في {به} يعود على {روحا} أو إلى {الكتاب} أو {الإيمان} وهو أقرب مذكور.
وقيل: يعود إلى الكتاب والإيمان معًا: لأن مقصدهما واحد؛ فهو نظير: {والله ورسوله أحق أن يرضوه} [البحر:7/528].
5- عود الضمير على المحدث عنه أولى كما في قوله تعالى:
1- {فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا مستقيما} [4: 175]
{إليه} الضمير عائد على الفضل، وهي هداية طريق الجنان. وقال الزمخشري: يهديهم إلى عبادته، فجعل الضمير عائدًا إلى الله، على حذف مضاف، وهذا هو الظاهر لأن المحدث عنه.
وقيل: الهاء عائدة على الفضل والرحمة، لأنهما بمعنى الثواب، وقيل: على القرآن. [البحر:3/405].
ب- {وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولو شاء الله ما فعلوه} [6: 137]
الظاهر عود الضمير في {ما فعلوه} إلى القتل، لأنه المصرح به والمحدث عنه، والواو عائد على المشركين، وقيل: الهاء للتزيين، والواو للشركاء.
وقيل: الهاء للبس، وهذا بعيد، وقيل: لجميع ذلك إن جعلت الضمير جاريا مجرى اسم الإشارة. [البحر:4/230]، [الكشاف:2/70].
ج- {أتى أمر الله فلا تستعجلوه} [16: 1]
الظاهر عود الضمير في {فلا تستعجلوه} عن الأمر؛ لأنه هو المحدث عنه.
وقيل: يعود إلى الله، أي فلا تستعجلوا الله بالعذاب أو بيوم القيامة. [البحر:5/472]. [العكبري:2/41].
د- {إن زلزلة الساعة شيء عظيم. يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت} [22: 1- 2]
الضمير في {ترونها} يعود على الزلزلة لأنها المحدث عنها. وقيل: على الساعة: [البحر:6/349–350]، [الكشاف:3/143].
هـ- {كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير} [22: 4]
الظاهر أن الضمير في {عليه} يعود إلى {من} لأنه المحدث عنه، وفي {أنه}، {تولاه}، {فأنه} عائد عليه أيضًا، والفاعل يتولى ضمير {من}، وكذلك الهاء في {يضله}.
ويجوز أن تكون الهاء في {أنه} ضمير الشأن، وقيل: الضمير في {عليه} عائد على {كل شيطان} [البحر:6/351]. [معاني القرآن:2/215].
و- {فترى الودق يخرج من خلاله} [30: 48]
{خلاله}: الظاهر عود الضمير على السحاب؛ إذ هو المحدث عنه، والسحاب اسم جنس يجوز تذكيره وتأنيثه، وقيل: يحتمل أن يعود على {كسفا} [البحر:7/178]، [العكبري:2/97].
ز- {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا} [72: 6]
الضمير المرفوع في {فزادوهم} عائد على رجال من الإنس؛ إذ هم المحدث عنهم، وقيل: أي الجن زادت الإنس. [البحر:8/348]، [الكشاف:4/624].
6- عود الضمير على المضاف الذي هو أحد جزئي الإسناد أولى:
أ- {وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها} [3: 103]
الضمير في {منها} للحفرة، أو للنار، أو للشفاء واكتسب التأنيث بالإضافة. [الكشاف:1/395]، [العكبري:1/82].
وفي [البحر:3/19]: «أقول: لا يحسن عوده إلا على الشفا؛ لأن كينونتهم على الشفا هو أحد جزئي الإسناد، والضمير لا يعود إلا عليه، أما ذكر الحفرة فإنما جاءت على سبيل الإضافة، ألا ترى أنك إذا قلت: كان زيد غلام جعفر لم يكن جعفر محدثًا عنه وليس أحد جزئي الإسناد. الإنقاذ من الشفا أبلغ من الإنقاذ من الحفرة ومن النار».
ب- {إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به} [6: 45]
الظاهر عود الضمير من {فإنه} على {لحم خنزير} وزعم أبو محمد بن حزم أنه عائد على {خنزير} فإنه أقرب مذكور، وإذ احتمل الضمير العود على شيئين كان عوده على الأقرب أرجح.
وعورض بأن المحدث عنه هو اللحم، وجاء ذكر الخنزير على سبيل الإضافة إليه.
ويمكن أن يقال: ذكر اللحم على أنه أعظم ما ينتفع به من الخنزير، وإن كان سائره مشاركًا له في التحريم. [البحر:4/241]. [البرهان للزركشي:4/39].
ج- {إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون. لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون} [43: 74–75]
قرأ عبد الله: {وهم فيها} أي في جهنم، والجمهور: {وهم فيه} أي في العذاب [البحر:8/27].
وانظر ما سبق في قوله تعالى: {أتى أمر الله فلا تستعجلوه}.
7- تطابق الضمائر ورجوعها إلى شيء واحد أولى من تفريقها.
أ- {إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى. أن اقذفيه في التابوت قافذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له} [20: 38–39]
{فاقذفيه. . . } الضمائر كلها راجعة إلى موسى، ورجوع بعضها إليه، وبعضها إلى التابوت فيه هجنة؛ لما يؤدي إليه من تنافر النظم.
فإن قلت: المقذوف في البحر هو التابوت، وكذلك الملقي إلى الساحل قلت: ما ضرك لو قلت: المقذوف والملقي هو موسى في جوف التابوت؛ حتى لا تفرق الضمائر؛ فيتنافر عليك النظم الذي هو أم إعجاز القرآن، والقانون الذي وقع عليه التحدي. ومراعاته أهم ما يجب على المفسر. [الكشاف:3/63].
ب- {ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين. وحفظناها من كل شيطان رجيم} [15: 16–17]
الظاهر أن الضمير في {وزيناها} عائد على البروج؛ لأنها المحدث عنها، والأقرب في اللفظ.
وقيل: على السماء، وهو قول الجمهور؛ حتى لا تختلف الضمائر {وحفظناها} [البحر:5/449].
ج- {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن} [2: 124]
الفاعل في {فأتمهن} إبراهيم أو الله تعالى. [الكشاف:1/184].
يظهر أنه يعود على الله تعالى، لأن المسند إليه الفعل قبله، فالمناسب: التطابق في الضمير. [البحر:1/376].
د- {قالوا فما جزاؤه إن كنتم كاذبين} [12: 74]
الضمير في {جزاؤه} عائد على الصواع، أي فما جزاء سرقته، وهو ظاهر لاتحاد الضمائر في قوله: {قالوا جزاؤه من وجد في رحله}. وقيل: على السارق. [البحر:5/330]، [الكشاف:2/490].
هـ- {ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته} [13: 13]
الظاهر عوده الضمير من {خيفته} على الله تعالى، كما عاد عليه في قوله: {بحمده}.
وقيل يعود على الرعد. [البحر:5/375]، [الكشاف:2/516].
و- {إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم مشركون} [16: 100]
الضمير في {به} يعود إلى الله أو إلى الشيطان: [الكشاف:2/634].
على الشيطان هو الظاهر لاتفاق الضمائر: [البحر:5/535].
ز- {وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا. ومن الليل فتهجد به نافلة لك} [17: 78–79].
الظاهر أن الضمير في {به} يعود على القرآن لتقدمه في الذكر، ولا تلحظ الإضافة فيه، والتقدير: فتهجد بالقرآن في الصلاة. وقال ابن عطية: عائد على وقت المقدر. [البحر:6/71]، [الجمل:2/634].
ح- {ولقد صرفناه بينهم ليذكروا} [25: 50]
الضمير المنصوب في {صرفناه} عائد على الماء المنزل من السماء. وقال ابن عباس: عائد على القرآن، وإن لم يتقدم له ذكر؛ لوضوح الأمر، ويعضده: {وجاهدهم به} لتوافق الضمائر. وقال أبو مسلم: (راجع إلى المطر والسحاب والرياح) وقال الزمخشري: صرفنا هذا القول. [البحر:6/506]، [العكبري:2/86].
ط- {لتكون من المنذرين. بلسان عربي مبين. وإنه لفي زبر الأولين} [26: 194–196]
الضمير في {وإنه} للقرآن، يعني ذكره مثبت في سائر الكتب السماوية.
وقيل: إن معانيه فيها، وبه يحتج لأبي حنيفة في جواز القراءة بالفارسية في الصلاة، على أن القرآن قرآن، إذا ترجم بغير العربية، حيث قيل: {وإنه لفي زبر الأولين} لكون معانيه فيها. وقيل: الضمير لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وكذلك في {أن يعلمه} وليس بواضح. [الكشاف:3/197].
قال أبو حيان: تناسق الضمائر لشيء واحد أوضح. [البحر:7/40–41].