قراءات بفعل وفاعل إحداهما من السبع والأخرى من الشواذ
أتى
{وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها} [21: 47].
في [المحتسب: 2/ 63]: «ومن ذلك قراءة ابن عباس ومجاهد، وسعيد بن جبير، والعلاء بن سيابة، وجعفر بن محمد، وابن سريج الأصبهاني: {آتينا بها}.
قال أبو الفتح: ينبغي أن يكون آتينا هنا (فاعلنا)، لا (أفعلنا) لأنه لو كانت (أفعلنا) لما احتيج إلى الباء، ولقيل: آتيناها، كما قال تعالى: {آتينا ثمود الناقة مبصرة} فآتينا إذًا من قوله: {آتينا بها} فاعلنا، ومضارعها نواتي... فتصريف هذا الفاعل آتينا نواتي مواتاة، وأنا مواتٍ، وهو مواتي.
وفي [البحر: 6/ 316]: وقرأ ابن عباس ومجاهد وابن جبير وابن أبي إسحاق والعلاء بن سيابة وجعفر بن محمد وابن سريج الأصبهاني: {آتينا} بمدة، على وزن (فاعلنا) من المؤاتاة، وهي المجازاة والمكافأة، فمعناها: جازينا بها، ولذلك تعدى بحرف الجر، ولو كان على (أفعلنا) من الإيتاء بالمد، على ما توهمه بعضهم، لتعدى مطلقًا، دون جار، قاله أبو الفضل الرازي. وقال الزمخشري: مفاعلة من الإتيان، بمعنى المجازاة والمكافأة، لأنهم أتوا بالأعمال وأتاهم بالجزاء.
وقال ابن عطية على معنى: {واتينا} من المواتاة، ولو كان {آتينا} لما تعدى بحرف الجر، ويوهن هذا (التوجيه) أن بدل الواو المفتوحة من الهمزة ليس بمعروف، ولكن يعرف ذلك في المضمومة والمكسورة».