فاعل بمعنى أفعل
{لا تضار والدة بولدها} [2: 233].
في [الكشاف: 1/ 280]: «والمعنى: لا تضار والدة زوجها بسبب ولدها». وهو أن تعنف به، وتطلب منه ما ليس بعدل من الرزق والكسوة، وأن تشغل قلبه بسبب التفريط في شأن الولد... ولا يضار مولود له امرأته بسبب ولده بأن يمنعها شيئًا مما وجب عليه من رزقها وكسوتها، ولا يأخذه منها، وهي تريد إرضاعه، ولا يكرهها على الإرضاع كذلك.
إذا كان مبنيا للمفعول فهو نهي عن أن يلحق بها الضرار من قبل الزوج، وعن أن يلحق بها الضرار بالزوج بسبب الولد.
ويجوز أن يكون {تضار} بمعنى: تضر وأن تكون الباء من صلته، أي لا تضر والدة بولدها فلا تسيء غذاءه، وتعهده، ولا تفرط فيما ينبغي له، ولا تدفعه إلى الأب بعد ما ألفها، ولا يضر الوالد به بأن ينتزعه من يدها، أو يقصر في حقها «فتقصر هي في حق الولد».
وفي [البحر: 2/ 215]: «الباء في {بولدها} وفي {بولده} باء السبب.
قال الزمخشري:
ويعني بقوله. أن تكون الباء من صلته، يعني متعلقة بتضار، ويكون هنا بمعنى: أضر، فاعل بمعنى أفعل، نحو: باعدته وأبعدته، وضاعفته وأضعفته وكون (فاعل) بمعنى (أفعل) هو من المعاني التي وضع لها (فاعل) تقول: أضر بفلان الجوع، فالجار والمجرور هو المفعول به من حيث المعنى، فلا يكون المفعول محذوفًا، بخلاف التوجيه الأول، وهو أن تكون الباء للسبب فيكون المفعول محذوفًا. أي الزوج أو الزوجة».