حركة لام الأمر
قرأ عبد الوارث عن أبي عمرو بفتح لام الأمر في قوله تعالى: {فلينظر الإنسان إلى طعامه} [80: 24]، وروى عن أبي زيد أن من العرب من يفتح كل لام، إلا نحو (الحمد لله)، إذا دخلت على الظاهر، أو على ياء المتكلم. [البحر: 4/ 489]، ابن خالويه.
وحكى عن الفراء فتحها وقيل إن ذلك لغة سليم. [ابن يعيش: 9/ 24]. [التسهيل: 235]، [الرضى: 2/ 234]، [المغني: 1/ 185].
وفي [البحر: 2/ 41]: «ونقل صاحب التسهيل أن فتح لام الأمر لغة، وعن ابنه أن تلك لغة سليم... وظاهر كلامهما الإطلاق في أن فتح اللام لغة، ونقل صاحب كتاب الإعراب وهو أبو الحكم بن عذرة الخضراوي عن الفراء: أن من العرب من يفتح هذه اللام لفتحة الياء بعدها. قال: فلا يكون على هذا الفتح إن انكسر ما بعدها أو ضم، نحو: (لينبذن) ولتكرم زيدا و: (قوموا فلأصل لكم)».
وقال [الرضى: 2/ 234]: «وقد يسكن بعد الواو، وثم... وهو مع الواو والفاء أكثر، لكون اتصالهما بما بعدهما أشد، لكونهما على حرف واحد... وأما (ثم) فمحمول عليهما لكونها حرف عطف مثلهما».
وفي [المقتضب: 2/ 133-134] : «واعلم أن هذه اللام مكسورة إذا ابتدئت، فإذا كان قبلها واو أو فاء فهي على حالها في الكسر، وقد يجوز إسكانها، وهو أكثر على الألسن، تقول: قم، وليقم زيد {فلتقم طائفة منهم معك} {ولتكن منكم أمة} وإنما جاز ذلك لأن الواو والفاء لا ينفصلان، لأنه لا يتكلم بحرف واحد، فصارتا بمنزلة ما هو في الكلمة، فأسكنت اللام هربا من الكسرة، كقولك في علم: علم، وفي فخذ: فخذ. وأما قراءة من قرأ {ثم ليقطع فلينظر} فإن الإسكان في لام (فلينظر) جيد وفي لام (ليقطع) لحن، لأن (ثم) منفصلة من الكلمة. وقد قرأ بذلك يعقوب بن إسحاق الحضرمي».
القراءة بتسكين لام (ليقطع) قراءة أربعة من السبعة، كما قرىء في السبع بتسكين لام (ليقضوا) [غيث النفع: 173]، [شرح الشاطبية: 251]،[ النشر: 2/ 326]، [الإتحاف: 314].
وجاء في السبع تسكين لام الأمر وكسرها في قوله تعالى:
1- {ثم ليقطع فلينظر} [22: 15].
2- {ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق} [22: 29]
التسكين والكسر في (ليقضوا، وليطوفوا) [غيث النفع: 173-174]، [النشر: 2/ 306]، [الإتحاف: 314]، [شرح الشاطبية: 251]، [اللامات: 90].
جاء كسر لام الأمر في الشواذ في هذه المواضع:
1- {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} [2: 185].
في [البحر: 2/ 41] : «قرأ الجمهور بسكون اللام في (فليصمه) أجروا ذلك مجرى (فعل) فخففوا وأصلها الكسر. وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي والحسن والزهري وأبو حيوة وعيسى الثقفي بالكسر، وكذلك قرءوا لام الأمر في جميع القرآن، نحو (فليكتب. وليملل) «بالكسر» [القرطبي: 1/ 675]».
2- {فليملل وليه بالعدل} [2: 282].
بكسر اللام عن الحسن. [ابن خالويه: 18]، [الإتحاف: 166].
3- {وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا} [4: 9].
في [البحر: 3/ 177]: «قرأ الزهري والحسن وأبو حيوة وعيسى بن عمر بكسر لام الأمر في (وليخش) وفي (فليتقوا) (وليقولوا) وقرأ الجمهور بالإسكان، [ابن خالويه: 18]، [الإتحاف: 166] ».
4- {فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة} [4: 74].
قرأت فرقة بكسر اللام على الأصل. [البحر: 3/ 295].
5- {وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك} [4: 102]
قرأ الحسن وابن أبي إسحاق بكسر اللام في (فلتقم). [البحر: 3/ 340].
6- {فبذلك فليفرحوا} [10: 58].
قرأ الحسن وابن أبي إسحاق بكسر اللام في (فليفرحوا) [ابن خالويه: 57]. [البحر: 5/ 172].
7- {وعلى الله فليتوكل المؤمنون} [14: 11].
قرأ الحسن بكسر اللام. [البحر: 5/ 411].
8- {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} [18: 29].
قرأ الحسن وعيسى الثقفي بكسر اللام في (فليؤمن) (فليكفر) [البحر: 6/ 120].
9- {وليكتب بينكم كاتب بالعدل} [2: 282].
عن الحسن بكسر اللام (وليكتب). [ابن خالويه: 17]، [البحر: 2/ 344].
10- {وليتق الله ربه} [2: 283].
بكسر اللام عن الحسن (وليتق) [ابن خالويه: 18],[ الإتحاف: 166].
11- {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير} [3: 104].
قرأ أبو عبد الرحمن والحسن والزهري وعيسى بن عمر وأبو حيوة بكسر اللام (ولتكن). [البحر: 3/ 20].
12- {وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه} [5: 47].
قرىء بكسر اللام (وليحكم) [البحر: 3/ 500].
13- {فليأتكم برزق منه وليتلطف} [18: 19].
قرأ الحسن بكسر اللام (وليتلطف). [البحر: 6/ 111].
14- {وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني} [20: 39].
في [البحر: 6/ 242]: «قرأ شيبة وأبو جعفر في رواية بإسكان اللام والعين (ولتصنع) وعن أبي جعفر كذلك إلا أنه كسر اللام» انظر [المحتسب: 2/ 51-52].
15- {وليعفوا وليصفحوا} [24: 22].
عن الحسن بكسر اللام فيهما. [ابن خالويه: 101].
16- {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} [24: 31].
قرأ ابن عياش عن أبي عمرو (وليضربن) بكسر اللام. [البحر: 6/ 448]، [ابن خالويه: 101].
17- {ولنحمل خطاياكم} [29: 12].
في [البحر: 7/ 143]: «قرأ الحسن وعيسى ونوح القارى (ولنحمل) بكسر لام الأمر ورويت عن علي، وهي لغة الحسن في لام الأمر».
18- {اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد} [59: 18].
قرأ أبو حيوة ويحيى بن الحارث بكسر اللام (ولتنظر) وروى ذلك عن حفص عن عاصم. [البحر: 8/ 250].
19- {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي}[2: 186].
في [البحر: 2/ 47]: «(فليستجيبوا) اللام لام الأمر، وهي ساكنة، ولا نعلم أحدًا قرأها بالكسر».