لمحات عن دراسة (كم) في القرآن الكريم
1- جاءت (كم) متعينة للاستفهامية في ثلاث آيات ومحتملة للاستفهامية والخبرية في خمس آيات. آيات (كم) الاستفهامية هي:
1- {قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم} [2: 295].
2- {قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم} [18: 19].
3- {قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم} [23: 112-113].
وقد أخطأ السيوطي التوفيق حين زعم أن (كم) الاستفهامية لم تقع في القرآن.
قال في كتابه [الإتقان:1/170] «وترد استفهامية ولم تقع في القرآن».
2- إذا فصل بين (كم) وتمييزها بفعل متعد وجب جر التمييز بيمن، لئلا يلتبس بمفعول الفعل.
والاستفهامية كالخبرية في ذلك. [الرضى:2/91] كل ما جاء في القرآن من ذلك جاءت معه (من) جارة للتمييز.
3- قال [الرضى:2/91]: «وأما مميز (كم) الاستفهامية فلم أعثر عليه مجرورًا بمن ولا دل على جوازه كتاب من كتب النحو ولا أدري ما صحته؟
في القرآن خمس آيات تحتمل (كمل) فيها أن تكون استفهامية وخبرية وقد جر تمييزها بمن.
وأما قوله الرضى: «ولا دل على جوازه كتاب» فليس بصحيح فإن سيبويه ذكر في كتابه أن (من) تدخل في تمييز (كم) فأطلق ولم يخصص ذلك بالخبرية.
قال: [1: 299]: «ولله دره من رجل، فتدخل (من) هاهنا كدخولها في (كم) توكيدًا».
أما المقتضب فكلامه أصرح وأوضح جعل دخول (من) في تمييز (كم) الاستفهامية هو الأصل ثم حملت عليها (كم) الخبرية.
قال: [3: 66] فلما اجتمع في (كم) الاستفهامية وأنها تقع سؤالا عن واحد، كما تقع سؤالا عن جمع ولا تخص عددًا دون عدد لإبهامها، ولأنها لو خصت لم تكن استفهامًا لأنها لما كانت تكون معلومة عند السامع دخلت (من) على الأصل ودخلت في التي هي خبر لأنها في العدد والإبهام كهذه.
4- قال [الرضى:2/94]: «واعلم أن مميز (كم) لا يكون إلا نكرة استفهامًا كان أولا».
جاء تمييز (كم) معرفة في هذه الآيات:
1- {أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم} [20: 128].
2- {أفلم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم} [32: 26].
3- {وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح} [17: 17].
في [الكشاف:2/355]: «{من القرون} بيان لكم وتمييز له، كما يميز العدد بالجنس ونقله في [النهر:6/16]، [البحر: 20].
5- (كم) لفظها مفرد ومعناها جمع. الرضى 2: 94، البحر 8: 163، روعي معنى (كم) في هذه المواضع.
1- {وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتًا} [7: 4].
[العكبري:1/150]، [البحر:4/268].
2- {وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئًا} [53: 26].
[العكبري:2/130]، [البحر:8/163].
3- {كم من فئة قليلة غلبة فئة كثيرة بإذن الله} [2: 249].
من هذا يتبين لنا أنه لم يراع في القرآن لفظ (كم).
6- جواز الزمخشري والعكبري وصف (كم) في قوله تعالى:
1- {وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا} [19: 74].
الزمخشري: {هم أحسن أثاثا} صفة لكم.
2- {وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا} [50: 36].
{هم أشد} يجوز أن يكون جرا صفة لقرن، ونصبا صفة لكم. [العكبري:2/127].
وفي [البحر:6/210]: «نص أصحابنا على أن (كم) الاستفهامية والخبرية لا توصف ولا يوصف بها، فالجملة صفة لقرن».
7- مواقع (كم) في الإعراب: جاءت مفعولا به وظرف زمان ومبتدأ ومنصوبة على الاشتغال.
8- (كم) لها صدر الكلام استفهامية كانت أو خبرية عند البصريين [الرضى:2/91]، [العكبري:1/1450]، [القرطبي:15/224]، [البحر:7/33-334]. وجعل الكوفيون صدر الكلام للاستفهامية لا للخبرية. [معاني القرآن:2/333-376].