دراسة (في) في القرآن الكريم
معناها الظرفية في [المقتضب:4/139]: «وأما (في) فإنما هي للوعاء؛ نحو: زيد في الدار، واللص في الحبس، فهذا أصله.
وقد يتسع القول في هذه الحروف، وإن كان ما بدانا به الأصل؛ نحو قولك: زيد ينظر في العلم، فصيرت العلم بمنزلة المتضمن،
وإنما هذا كقولك: قد دخل عبد الله في العلم وخرج مما يملك. ومثل ذلك: في يد زيد الضيعة النفسية. وإنما قيل ذلك لأن ما كان محيطًا به ملكه بمنزلة ما أحيطت به يده». وانظر [سيبويه:2/308].
الآيات
1- {الم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين} [30: 1-4].
اجتمعت الظرفية المكانية والزمانية في هذه الآيات. [المغني:1/144].
2- {ولكم في القصاص حياة} [2: 197].
الظرفية مجازية. [المغني:1/144-145].
3- {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم} [2: 190].
الظرفية مجازية: لما وقع القتال في سبيل نصرة الدين.
صار كأنه واقع فيه، وهو على حذف مضاف أي في نصرة دين الله. [البحر:2/65].
4- {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا} [2: 204].
{في الحياة} متعلق بقوله يعجبك. [البحر:2/113].
5- {كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة} [2: 219-220].
الأحسن أن يتعلق {في} بالفعل {تتكفرون} وقيل: يبين أو حال من الآيات.
[البحر:2/159-160].
6- {وبعولتهن أحق بردهن في ذلك} [2: 228].
الباء {في} يتعلقان بأحق. وقيل: {في} متعلق بردهن. [البحر:2/188].
7- {فإن خرجن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن من معروف} [2: 240].
{فيما} متعلق بما تعلق به خبر {لا} عليكم. [البحر:2/246].
8- {واهجروهن في المضاجع} [4: 34].
{في} ظرف للهجران، أي اتركوا مضاجعهن أو بمعنى السبب. [العكبري:1/100].
9- {فما لكم في المنافقين فئتين} [4: 88].
{في} تعلق بما تعلق به {لكم} أي كائن. [البحر:2/313].
10- {قالوا كنا مستضعفين في الأرض} [4: 97].
{في} متعلق بمستضعفين. [العكبري:1/107].
11- {لكن الراسخون في العلم منهم} [4: 162].
{في العلم} متعلق بالراسخون. [العكبري:1/112].
12- {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} [4: 176].
{في الكلالة} متعلق بيفتكم، وقال الكوفيون متعلق بيستفتونك، وهذا ضعيف لأنه لو كان كذلك لقيل: فيها. [العكبري:1/114]، [الجمل:1/453].
13- {فأصبحوا في دارهم جاثمين} [7: 78].
{في} متعلق بجاثمين. [العكبري:1/155].
14- {سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا} [7: 152].
{في} متعلق بالفعل. [البحر:4/397]، بالغضب والذلة. [الجمل:2/191].
15- {إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل} [9: 60].
في [الكشاف:2/158-159]: «فإن قلت: فلم عدل عن اللام إلى {في} في الأربعة الأخيرة؟
قلت: للإيذان بأنهم أرسخ في استحقاق الصدقة ممن سبق ذكره؛ لأن {في} للوعاء، فنبه على أنهم أحقاء أن توضع فيهم الصدقة. [البحر:5/61].
16- {فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا} [9: 5].
{في الحياة} متعلق بتعجبك.
وقوله {إنما يريد الله} جملة معترضة وقيل: متعلق بالتعذيب. [الجمل:2/285].
17- {وتحيتهم فيها سلام} [10: 10].
{فيها} متعلق بتحية. [العكبري:2/13].
18- {فكذبوه فنجيناه ومن معه في الفلك} [10: 73].
{في الفلك} متعلق بما تعلق به {معه} أو بنجيناه.
[البحر:5/170]، [الجمل:2/359].
19- {ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها} [11: 16].
{فيها} متعلق بحبط، ويجوز أن يتعلق بصنعوا فيكون عائدًا على الحياة الدنيا. [البحر:5/210]، [الجمل:2/380-381].
20- {ومما يوقدون عليه في النار} [13: 17].
{في النار} متعلق بيوقدون. وقيل: بمحذوف، ولو قلنا: إنه لا يوقد على شيء إلا وهو في النار لكان تأكيدًا، كقوله: {ولا طائر يطير بجناحيه}.
21- {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا} [14: 27].
{في} متعلقة بيثبت. وقيل: بالثابت. [العكبري:2/36].
22- {وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد} [14: 49].
الظاهر تعلق {في} بمقرنين ويجوز أن تكون صفة له أو حالاً فيتعلق بمحذوف. [البحر:5/440]، [الجمل:2/529].
23- {وترى الفلك مواخر فيه} [16: 14].
{فيه} متعلق بمواخر أو حال من الضمير من {فيه}. [العكبري:2/42].
24- {وجدها تغرب في عين حمئة} [18: 86].
{في} متعلق بتغرب. وزعم بعض المغاربة أن {في} بمعنى (عند). [البحر:6/159].
25- {فأرسلنا فيهم رسولا منهم} [23: 32].
الأصل في {أرسل} أن يتعدى بإلى كأخوته: (وجه، أنفذ، بعث) وهنا تعدى بفي، جعلت الأمة موضعًا للإرسال وجاء (بعث) كذلك {ويوم نبعث في كل أمة} {ولو شئنا لبعثنا في كل قرية}. [البحر:6/403]، [الجمل:3/190-191].
26- {ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله} [24: 2].
{في} يتعلق بالفعل. [الجمل:3/208].
27- {أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق} [30: 8].
{في أنفسهم} متعلق بالفعل، إما على تقدير مضاف أي في خلق أنفسهم ليخرجوا من الغفلة، وإما على أن يكون في أنفسهم ظرفا للفكرة في خلق السموات والأرض، فيكون {في أنفسهم} توكيدًا؛ كما تقول: أبصر بعينك واسمع بأذنك. [البحر:7/163].
28- {سلام على نوح في العالمين} [37: 79].
{في} متعلق بما تعلق به {على}. [الجمل:3/536].
29- {ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام} [42: 32].
{في البحر } متعلق بالجوار. [البحر:7/520].
30- {وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام} [55: 24].
{في} يتعلق بما قبله. [العكبري:2/132].
31- {تعرج الملائكة والروح إليه في يوم} [70: 4].
{في يوم} متعلق بتعرج. وقيل: بدافع وجملة {تعرج} اعتراض. [البحر:8/333]، [العكبري:2/142].
32- {في أي صورة ما شاء ركبك} [82: 8].
{في} متعلق بركبك أو وضعك {ماء} زائدة وقيل: متعلق بمحذوف أي ركبك. وقيل: بعدلك. و{ما} منصوبة بشاء. [البحر:8/437]، [العكبري:2/151]، [المغني:2/141].
33- في [البرهان:4/302]: «ثم تارة يكون الظرف والمظروف حسيي؛ نحو زيد في الدار ومنه: {إن المتقين في جنات وعيون} [77: 41] {فادخلي في عبادي وادخلي جنتي} [89: 29-30] {وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين} [27: 19] {أولئك الذين حق عليهم القول في أمم} [46: 18].
وتارة يكونان معنويين نحو: رغبت في العلم. ومنه {ولكم في القصاص حياة} [2: 197].
وتارة يكون المظروف جسما نحو: {إنا لنراك في ضلال مبين} [7: 60] وتارة يكون الظرف جسما نحو: {في قلوبهم مرض} [2: 10]».