استثناء المشيئة
استثناء المشيئة {إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} جاء في ثماني آيات الظاهر في كثير منها الاستثناء المتصل، من أعم الأوقات.
وقيل فيها بالاستثناء المنقطع؛ كما قيل في بعضها: إن الاستثناء يراد به التأبيد.
{إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} جاء في خمس آيات، [ما] فيها ظرفية وظاهر الاستثناء الاتصال. وقيل فيها بالانقطاع، كما قيل في بعضها: إن الاستثناء يراد به التأبيد.
الآيات
1- {وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا} [6: 80].
استثناء منقطع عند ابن عطية، والقرطبي، والحوفي.
وجعله الزمخشري متصلا مستثنى من عموم الأوقات، وجوز أبو البقاء الاتصال والانقطاع، وعلى الاتصال مستثنى من عموم الأحوال، أي لا أخافها في كل حال إلا في هذه الحال.
وأعرب الجمل المنقطع مبتدأ محذوف الخبر.
ونصب المصدر السؤول من [أن] والفعل على الظرفية أو على الحالية مما يمنعه سيبويه وسبق لأبي حيان ذكر ذلك.
[الكشاف:2/25]، [العكبري:1/140]، [القرطبي:3/2465]، [الخازن:2/32]، [الجمل:2/54]، [أبو السعود:2/114] [استثناء مفرغ من عموم الأوقات].
2- {مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [6: 111].
استثناء متصل من محذوف هو علة وسبب، التقدير: ما كانوا ليؤمنوا لشيء من الأشياء إلا لمشيئة الله، أو من عموم الأحوال.
وقيل: الاستثناء منقطع، والمصدر المؤول مبتدأ خبره محذوف.
[البحر:4/206]، [العكبري:1/144]، [القرطبي:3/2502]، [الجمل:2/77] [أبو السعود:2/128].
3- {وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا} [7: 89].
الاستثناء متصل من أعم الأوقات، أو من أعم الأحوال، وقيل: منقطع.
وقال ابن عطية: ويحتمل أن يريد بذلك معنى الاستبعاد؛ كما تقول: لا أفعل ذلك حتى يشيب الغراب، وحتى يلج الجمل في سم الخياط، وقد علم امتناع ذلك، فهي إحالة على مستحيل.
وهذا التأويل إنما هو للمعتزلة، مذهبهم أن الكفر ليس بمشيئة الله.
[البحر:4/343 –344]، [الكشاف:2/76]، [القرطبي:3/2686]، [العكبري:1/156]، [الجمل:2/163].
4- {مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [12: 76].
الاستثناء منقطع، أي لكن بمشيئة الله أخذه بشريعة يعقوب، وهي تقضي بأن الاسترقاق جزاء السارق.
وقيل الاستثناء متصل من أعم الأحوال، [البحر:5/332]، [الجمل:2/465]، [أبو السعود:3/85]، [البيضاوي:ص241].
5- {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [76: 30].
الاستثناء متصل من أعم الأوقات، أو من أعم الأحوال.
[البحر:8/401 –402]، [الكشاف:4/172]، [العكبري:2/147].
6- {وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [74: 56].
في [العكبري:2/145]: «إلا وقت مشيئة الله».
[الكشاف:4/162]، [الجمل:4/437].
7- {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [81: 29].
[البحر:8/435]، [الكشاف:4/192].
8- {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [18: 23-24].
الزمخشري: الاستثناء متعلق بالنهي على أحد وجهين:
أحدهما: ولا تقولن ذلك القول إلا أن يشاء الله أن تقوله بأن يأذن لك فيه.
الثاني: في موضع الحال، يعني إلا ملتبسا بمشيئة الله، أو يكون في معنى كلمة تأبيد.
ابن عطية: على حذف أداة الاستثناء والمستثنى. التقدير: إلا أن تقول: إلا أن يشاء الله أو على حذف القول، التقدير: إلا أن تقول: إن شاء الله، وهو رأي الفراء.
السهيلي: على حذف أداة الاستثناء والمستثنى، أي إلا قائلا إلا أن يشاء الله.
ابن هشام: الصواب: أن الاستثناء مفرغ وأن المستثنى مصدر، أو حال أي إلا قولا مصحوبا بأن يشاء الله، أو إلا ملتبسا بأن يشاء الله.
والباء محذوفة من [أن]. وقال بعضهم: يجوز أن يكون {أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} كلمة تأبيد، أي لا تقولنه أبدا.
[معاني القرآن:2/138]، [الكشاف:2/386]، [الروض الأنف:1/193]، [العكبري:2/53]، [البحر:6/115]، [المغني:2/171–172]، [الجمل:3/18]، [أبو السعود:3/248]، [حاشية الصبان:2/46–47]، [القرطبي:5/4002]، [البيان:2/105].
[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص362]