العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > تقريب دراسات عضيمة > معاني الحروف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:15 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

(إذ) للاستقبال

في [شرح الكافية للرضي:2/108]: «(إذ) للماضي؛ وإذا دخل على المضارع قلبه إلى الماضي، كقوله تعالى:
{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [8: 30]، {وَإِذْ تَقُولُ} [33: 37]».
وفي [البحر:1/387]: «(إذ) من الأدوات المخلصة للمضارع إلى الماضي، لأنها ظرف لما مضى من الزمان».
وفي [المغني:1/77] «وتلزم (إذ) الإضافة إلى جملة اسمية، أو فعلية فعلها ماض لفظًا ومعنى... أو فعلية فعلها ماض معنى، لا لفظًا، نحو: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ} [2: 127] {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [8: 30] {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ} [33: 37]».

آيات المضارع فيها بمعنى الماضي

1- {وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ} [3: 44]. [العكبري:1/76، البحر:2/458].
2- {إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ} [3: 124].
3- {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَىٰ أَحَدٍ} [3: 153].
المضارع بمعنى الماضي بدليل عطف الماضي عليه [البحر:3/84].
4- {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ} [8: 9].
عطف الماضي على المضارع. [الجمل:2/225].
5- {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا} [7: 163].
في [البحر:4/411]: «أي إذا عدوا في السبت إذ أتتهم، لأن (إذ) ظرف لما مضى، يصرف المضارع إلى الماضي».
6- {إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ} [10: 61].
أي إذ أفضتم. [البحر:5/174].
7- {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ} [21: 78].
صيغة المضارع لحكاية الحال الماضية؛ لاستحضار صورتها. [الجمل:3/138].
8- {قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ} [26: 72].
في [البحر:7/23]: «(إذ) ظرف لما مضى، فإما أن يتجاوز فيه، فيكون بمعنى (إذا)، وإما أن يتجاوز في المضارع، فيكون قد وقع موقع الماضي، فيكون التقدير؛ هل سمعوكم إذ دعوتم. وقد ذكر أصحابنا أن من قرائن صرف المضارع إلى الماضي إضافة (إذ) إلى جملة مصدرة بالمضارع...».
9- {تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [26: 97-98] صيغة المضارع لاستحضار الصورة الماضية. [أبو السعود:4/110]. [الجمل:3/285].
10- {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [48: 18].
[أبو السعود:5/83، الجمل:4/161].
في [كتاب الصاحبي لابن فارس:ص112]: «وقال آخرون: (إذ) و (إذا) بمعنى كقوله جل ثناؤه: {وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ فَزِعُوا} [34: 51] بمعنى (إذا). قال أبو النجم:
ثم جزاه الله عنا إذ جزى = جنات عدن في العلالي العلا
المعنى: إذا جزى، لأنه لم يقع».
وفي [كتاب فقه اللغة للثعالبي:ص534]: «(إذ) بمعنى (إذا) كما قال الله عز وجل: {وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ} [34: 51] ومعناه: إذا فزعوا.
وقال عز وجل: {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى} [5: 116] والمعنى: وإذا قال الله يا عيسى، لأن (إذا) و (إذ) بمعنى واحد في بعض المواضع...».
وفي [أمالي ابن الشجري:1/45] عن بيت أبي النجم: «فوضع (إذ) في موضع: إذا جزى».
وفي [شواهد التوضيح والتصحيح لابن مالك:ص9]


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص141]


رد مع اقتباس
  #27  
قديم 22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:16 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

مطلب في استعمال (إذ) مكان (إذا) وبالعكس

وقوله: {إذ يخرجك قومك} استعمل فيه (إذ) موافقة لإذا في إفادة الاستقبال. وهو استعمال صحيح غفل عن التنبيه إليه أكثر النحويين. ومنه قوله تعالى: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ} [19: 39].
وقوله تعالى: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ} [40: 18].
وقوله تعالى: {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ} [40: 70-71] في [شرح الكافية للرضي:2/101]: «(إذ) تكون للمستقبل كإذا كما في قوله تعالى: {وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ} [4: 11] على أنه يمكن أن يؤول بالتعليلية، وكما في قوله تعالى: {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ} [40: 70-71].
ويمكن أن يكون من باب {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ} [7: 44]».
وفي [المغني:1/75]: «الوجه الثاني: أن يكون اسمًا للزمن المستقبل، نحو: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} [99: 4].
والجمهور لا يثبتون هذا القسم، ويجعلون الآية من باب {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ} [18: 99]، أي من تنزيل المستقبل الواجب الوقوع منزلة ما قد وقع. وقد يحتج لغيرهم بقوله تعالى: {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ} [40: 70-71] فإن {يَعْلَمُونَ} مستقبل لفظًا ومعنى، لدخول حرف التنفيس عليه، وقد عمل في (إذ) فيلزم أن يكون بمنزلة (إذا). في [لسان العرب:15/463]: «غير أن (إذ) توقع موقع (إذا)، و(إذا) موقع (إذ). قال الليث في قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ} [6: 93]: «معناه: إذا الظالمون، لأن هذا الأمر منتظر لم يقع». في «سيرة ابن هشام»: قال أبو الحسن بن جحش في الهجرة إلى المدينة المنورة:
نمت بأرحام إليهم قريبة = ولا قرب بالأرحام إذ لا تقرب

قال ابن هشام: يريد بقوله: (إذ): (إذا)، كقوله عز وجل: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ} [34: 31] وقال أبو النجم العجلي:
ثم جزاه الله عنا إذ جزى = جنات عدن في العلالي والعلا
وقال السهيلي في [الروض الأنف:1/286]: «الوجه الثاني: أن (إذ) بمعنى (إذا) غير معروف في الكلام، ولا حكاه ثبت، وما استشهد به من قول أبي النجم ليس على ما ظن، إنما معناه: ثم جزاه ربي أن جزى، أي من أجل أن نفعني وجزى عني. و(إذ) بمعنى (أن) المفتوحة، كذا قال سيبويه في سواد الكتاب». انظر [نتائج الفكر:93].
النصوص السابقة التي أوردناها وفيها السابق على السهيلي والمتأخر عنه تشهد بأن (إذ) بمعنى (إذا) هو رأي جماعة كثيرة، وما الذي يمنع أن تقوم الأدوات بعضها مقام بعض، تجيء (إذ) بمعنى (إذا) كما تجيء (إذا) بمعنى (إذ)
جاءت (إذ) بمعنى (إذا) في هذه الآيات:
1- {ِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ} [5: 110].
2- {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ} [5: 116].
(إذ) بمعنى (إذا). [أمالي الشجري:1/45]، و[فقه اللغة:ص534]، [الإشارة إلى الإيجاز:ص26] وفي [القرطبي:3/372]: «وعلى هذا تكون (إذ) بمعنى (إذا)، كقوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ} [34: 51] أي إذا فزعوا وقال أبو النجم:
ثم جزاه الله عني إذ جزى = جنات عدن في السموات العلا
يعني: إذا جزى... فعبر عن المستقبل بلفظ الماضي، لأنه لتحقق أمره، وظهور برهانه كأنه قد وقع. وفي التنزيل: {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ} [7: 50] ومثله كثير»، وفي [البحر:4/58]: «وقال ابن عباس وقتادة والجمهور هنا: القول من الله إنما هو يوم القيامة، فيقع التجوز في استعمال (إذ) بمعنى (إذا) والماضي بعده بمعنى المستقبل».
3- {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّىٰ بِهِمُ الْأَرْضُ} [4: 42]. في [العكبري:1/102]: «(إذ) ظرف زمان للماضي، وقد استعملت هاهنا للمستقبل، وهو كثير في القرآن».
4- {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ} [19: 39]. في [البحر:6/191]: «وعن ابن جريج أيضًا: إذا فرغ من الحساب، وأدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار».
وفي [«شواهد التوضيح والتصحيح» لابن مالك:ص9]: (إذ) بمعنى (إذا).
5- {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ} [40: 18].
(إذ) بمعنى (إذا) [شواهد التوضيح:ص9].
6- {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاسِل} [40: 70-71].
في [الكشاف:3/378]: «الأمور المستقبلة لما كانت في إخبار الله تعالى متيقنة مقطوعًا بها عبر عنها بلفظ ما كان ووجد، والمعنى على الاستقبال».
وفي [العكبري:2/115]: «(إذ) ظرف زمان ماض، والمراد بها الاستقبال هنا لقوله تعالى: {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}».
وفي [البحر:/474]: «(إذ) يقع موقع (إذا) وأن موقعها على سبيل المجاز فيكون (إذ) ها هنا بمعنى (إذا)، وحسن ذلك تيقن وقوع الأمر، وأخرج في صيغة الماضي، وإن كان المعنى على الاستقبال».
وانظر [شرح الرضي للكافية:2/101]، و[المغني:1/75]، و[رأي السمين في الجمل:4/23].
7- {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَىٰ لَهَا} [99: 4-5].
(إذ) بمعنى (إذا) [المغني:1/75].


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص144]


رد مع اقتباس
  #28  
قديم 22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:17 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

(إذ) بعد (لو)

جاءت (إذ) بعد (لو) في آيات كثيرة، والمعنى على أن (إذ) يراد بها الاستقبال.
1- {وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} [2: 165].
في [الكشاف:1/106]: «(إذ) في المستقبل، كقوله: {وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ} [7: 44].
في [العكبري:1/41]: «(إذ) وقعت هنا بمعنى المستقبل، ووضعها أن تدل على الماضي، إلا أنه جاز ذلك لما ذكرنا أن خبر الله عن المستقبل كالماضي أو على حكاية الحال بإذ كما يحكى بالفعل.
وقيل: إنه وضع (إذ) موضع (إذا)، كما يوضع الفعل الماضي موضع المستقبل... وهذا يتكرر في القرآن كثيرًا».
وفي [البحر:1/472]: «ودخلت (إذ) وهي للظرف الماضي في أثناء هذه المستقبلات، تقريبًا للأمر، وتصحيحًا لوقوعه. كما يقع الماضي موقع المستقبل في قوله {وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ} [7: 50]».
2- {وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ} [6: 27]. في [البحر:4/101]: «قيل: (ترى) باقية على استقبالها و (إذ) معناه. (إذا)، فهو ظرف مستقبل، فتكون (لو) استعملت هنا استعمال (إن) الشرطية، وألجأ من ذهب إلى هذا أن هذا الأمر لم يقع بعد».
وفي [كتاب الصاحبي:ص111-112]: «(إذ) تكون للماضي، فأما قوله جل ثناؤه: {وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ} [6: 27] فترى مستقبل. و (إذ) للماضي، وإنما كان كذا، لأن الشيء كائن، وإن لم يكن بعد، وذلك عند الله جل ثناؤه قد كان، لأن علمه به سابق، وقضاءه به نافذ، فهو كائن لا محالة، وانظر [فقه اللغة للثعالبي ص534].
في [القرطبي:3/2405]: «(إذ) قد تستعمل في موضع (إذا) و (إذا) في موضع (إذ) وما سيكون فكأنه كان، لأن خبر الله تعالى حق وصدق.
3- {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ} [6: 93].
في [البحر:4/181]: «ترى بمعنى رأيت، لعمله في الظرف الماضي، وهو (إذ)».
4- {وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ} [8: 50].
في [الكشاف:2/130]: «(لو) ترد المضارع إلى معنى الماضي، كما ترد (إن) الماضي إلى معنى الاستقبال» وانظر [البحر:4/506].
5- {وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ} [32: 12]
في [الكشاف:3/220]: «(ولو) و (إذ) كلاهما للمضي، وإنما جاز ذلك لأن المترقب من الله بمنزلة الموجود المقطوع به في تحقيقه». وفي [العكبري:2/98]: «(إذا) ها هنا يراد بها المستقبل».
6- {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ} [34: 51].
في [الكشاف:3/265]: «(لو) و(إذ) والأفعال التي هي، فزعوا، وأخذوا، وحيل بينهم كلها للمضي، والمراد بها الاستقبال. لأن ما الله فاعله في المستقبل بمنزلة ما قد كان».
في [كتاب الصاحبي:ص112]: «وقال آخرون: (إذ) و (إذا) بمعنى، كقوله جل ثناؤه {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا} بمعنى (إذا)» وانظر [فقه اللغة:ص534].
7- {وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ} [34: 31].
في [الروض الأنف:1/286]: «فكيف الوجه في قوله سبحانه: {وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا} [6: 27] وكذلك {وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ} أليس هذا كما قال ابن هشام بمعنى (إذا)...
و(إذا) لا يقع بعدها الابتداء والخبر، وقد قال سبحانه: {إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ}. وإنما التقدير. ولو ترى ندمهم وحزنهم في ذلك اليوم بعد وقوفهم على النار. فإذ ظرف ماض على أصله، ولكن بالإضافة إلى حزنهم وندامتهم، فالحزن والندامة واقعان بعد المعاينة والتوقيف، فقد صار وقت التوقيف ماضيًا بالإضافة إلى ما بعده والذي بعده هو مفعول (ترى)».


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص147]


رد مع اقتباس
  #29  
قديم 22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:17 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

إفادة (إذ) التعليل
الشواهد كثيرة على إفادة (إذ) للتعليل، والرضى يرجح أن (إذ) الدالة على التعليل حرف، ولكن أرى بقاء (إذ) على ظرفيتها مع إفادتها للتعليل لما يأتي:
1- (حيث) من الظروف التي تفيد التعليل، ولو جعلنا (إذ) الدالة على التعليل حرفًا مصدريًا يسبك مع ما بعده بمصدر للزمنا أن نقول بذلك في (حيث). قال الزمخشري في [الكشاف:3/449]: «حيث وإذ غلبتا دون سائر الظروف في إفادة التعليل».
2- (إذ) مفيدة للتعليل في قوله تعالى: {أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [3: 80]، كما ذكره السهيلي وغيره. ولو وضعت (أن) المصدرية هنا مكان (إذ) ما صح ذلك، لأن (أن) المصدرية لا تقعد بعدها الجملة الاسمية، إلا إذا كانت المخففة من (أن).
ويعضد ما قلناه أن أبا الفتح أعرب (إذ) بدلاً م اليوم في قوله تعالى: {وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ} ثم صرح بإفادة (إذ) للتعليل. [الخصائص:2/173].
في [«شرح الكافية» للرضي:2/108]: «تجيء (إذ) للتعليل، نحو: جئتك إذ أنت كريم، أي لأنك، والأولى حرفيتها».
وقال في [2/101]: «(إذ) للمستقبل كإذا، كما في قوله تعالى: {وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ} [46: 11]، على أنه يمكن أن يؤول بالتعليلية».
وفي [مغني اللبيب:1/75]: «الثالث: أن تكون للتعليل: نحو {وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ} [43: 39] أي ولن ينفعكم اليوم اشتراككم في العذاب لأجل ظلمكم في الدنيا. وهل هذه حرف بمنزلة لام العلة، أو ظرف والتعليل مستفاد من قوة الكلام، لا من اللفظ».
وفي [الروض الأنف:1/286]: «(إذ) بمعنى (أن) المفتوحة، كذا قال سيبويه في سواد الكتاب، ويشهد له قوله سبحانه: {بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}، وعليه يحمل قوله سبحانه: {وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ}، وغفل الفسوي [الفارسي] عما في كتاب سيبويه من هذا».
وانظر [الخصائص:2/172، 3/222-224]، و[البرهان:4/208] و[الهمع:1/205]، و[الإتقان:1/147].

آيات (إذ) للتعليل
1- {فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّه} [46: 26].
في [الكشاف:3/449]: «فإن قلت: لم جرى مجرى التعليل؟
قلت: لاستواء مؤدي التعليل والظرف في قولك: ضربته لإساءته، وضربته إذ أساء، لأنك إذا ضربته في وقت إساءته فإنما ضربته فيه لوجود إساءته فيه، إلا أن (إذ) و(حيث) غلبتا دون سائر الظروف في ذلك».
وفي [البحر:8/65]: «ويظهر فيها معنى التعليل لو قلت: أكرمت زيدا لإحسانه إلي، وإذ أحسن إلي» استويا في الوقت وفهم من (إذ) ما فهم من لام التعليل، وأن إكرامك إياه في وقت إحسانه إليك إنما كان لوجود إحسانه لك فيه.
2- {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ} [6: 91].
في [البحر:4/117]: «في كلام ابن عطية ما يشعر بأن (إذ) للتعليل».
3- {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ}. [18: 16]. [المغني:1/76].
4- {وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَٰذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ} [46: 11].
[شرح الكافية للرضي:2/101، والمغني:1/76].
5- {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [3: 164].
(إذ) تعليلة، أو ظرفية. [الجمل:1/332].
6- {وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَىٰ * إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّكَ} [20: 37-38].
(إذ) للتعليل. [تفسير الجلالين].
7- {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي * إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ} [20: 39-40].
جعل أبو الفتح (إذ) مفيدة للتعليل. قال في [الخصائص:2/173]: «ألا ترى أن عدم انتفاعهم بمشاركة أمثالهم لهم في العذاب إنما سببه وعلته ظلمهم، فإذا كان كذلك كان احتياج الجملة إلى (إذ) نحوًا من احتياجها إلى المفعول له، نحو قولك: قصدتك رغبة في برك، وأتيتك طمعًا في صلتك».
ثم أعرب (إذ) بدلا من اليوم وعلل لاختلاف الزمنين بقوله: لما كانت الدار الآخرة تلي الدار الدنيا لا فاصل بينهما صار ما يقع في الآخرة كأنه واقع في الدنيا.
ومنع أن يكون (إذ) منصوبًا باذكروا مقداراً لأمرين:
1- الفصل بين الفعل والفاعل بالأجنبي.
2- ضياع معنى التعليل الذي تفيده (إذ).
وقال في [الجزء الثالث:ص224]: «يجوز أن ينتصب (اليوم) بما دل عليه (مشتركون)...».
وانظر [الكشاف:3/420]، [العكبري:2/119]، [البحر:8/17]، [المغني:1/75-76]، [الروض الأنف:1/286].


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص149]


رد مع اقتباس
  #30  
قديم 22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:18 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

هل تأتي (إذ) بمعنى (أن)؟ وهل تفيد التعليل؟

ذكر السهيلي في [الروض الأنف:1/286] أن (إذ) تأتي بمعنى (أن) المفتوحة قال: كذا قال سيبويه في سواد الكتاب ثم تبعه غيره.
1- {أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [3: 80].
[الروض الأنف:1/286].
2- {وَنُرَدُّ عَلَىٰ أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ} [6: 71].
في [الجمل:2/45]: «أبو معنى (أن) المصدرية، وهو ظاهر».
3- {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ} [9: 115].
في [الجمل:2/318]: «فيها وجهان: «إذ» بمعنى (أن) أو ظرف بمعنى وقت».
4- {وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ} [28: 87].
في [الجمل:3/464]: «(إذ) بمعنى وقت، كما تقدم عن أبي السعود في سورة آل عمران».
5- {أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ} [34: 32]
يجوز أن تكون (إذ) بمعنى (أن) المصدرية [الجمل:3/471].
6- {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا} [19: 16].
في [العكبري:2/59]: «قيل: (إذ) بمعنى (أن) المصدرية، كقولك: لا أكرمك إذ لم تكرمني، أي لأنك لم تكرمني، فعلى هذا يصح بدل الاشتمال، أي اذكر مريم انتباذها».
7- {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ} [2: 258].
في [العكبري:1/61]: «ذكر بعضهم أنه بدل من آتاه الملك، وليس بشيء لأن الظرف غير المصدر، فلو كان بدلاً لكان غلطا، إلا أن تجعل (إذ) بمعنى (أن) المصدرية، وقد جاء ذلك وسيمر بك في القرآن مثله».
8- {وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ} [43: 39].
في [العكبري:2/119]: «(إذ) بمعنى (أن) أو في الكلام حذف مضاف، أي بعد إذ ظلمتم» وفي [الروض الأنف:1/286]: (إذ) بمعنى (أن) المصدرية.
9- {قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ} [49: 17] قرأ ابن مسعود: {إِذْ هَدَاكُمْ} [الكشاف:4/18]. [ابن خالويه:143] وكلاهما للتعليل. [البحر:8/118].


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص152]


رد مع اقتباس
  #31  
قديم 22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:19 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

هل تزاد (إذ)؟

في كتاب [«تأويل مشكل القرآن» لابن قتيبة:ص196]: «و(إذ) قد تزاد كقوله {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ}، {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ} [31: 13]».
وفي [شرح الكافية للرضي:2/108]: «قيل في نحو {وَإِذْ وَاعَدْنَا} [2: 51] إنها زائدة».
1- {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [2: 30].
في [البحر:1/139]: «واختلف النحويون في (إذ) فذهب أبو عبيدة، وابن قتيبة إلى زيادتها، وهذا ليس بشيء، وكان أبو عبيدة وابن قتيبة ضعيفين في علم النحو». [انظر المغني:1/77]، [الهمع:1/205].
2- {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ} [3: 35].
في [البحر:2/437]: «وذهب أبو عبيدة إلى أن (إذ) زائدة، المعنى: قالت امرأة عمران، وتقدم له نظير هذا القول في مواضع، وكان أبو عبيدة يضعف في النحو».


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص153]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة