العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > التفسير اللغوي > جمهرة التفسير اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 شعبان 1431هـ/19-07-2010م, 12:01 PM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي التفسير اللغوي لسورة قريش

التفسير اللغوي لسورة قريش

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 8 ذو الحجة 1431هـ/14-11-2010م, 12:13 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى آخر السورة]

{لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)}

تفسير قوله تعالى: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {لإيلاف قريشٍ...} يقول القائل: كيف ابتدئ الكلام بلام خافضة ليس بعدها شيء يرتفع بها؟ فالقول في ذلك على وجهين:
قال بعضهم: كانت موصلة بألم تر كيف فعل ربك، وذلك أنه ذكّر أهل مكة عظيم النعمة عليهم فيما صنع بالحبشة، ثم قال: {لإيلاف قريشٍ} أيضاً، كأنه قال: ذلك إلى نعمته عليهم في رحلة الشتاء والصيف، فتقول: نعمة إلى نعمة، ونعمة لنعمة سواء في المعنى.
ويقال: إنه تبارك وتعالى عجّب نبيه صلى الله عليه وسلم، فقال: اعجب يا محمد لنعم الله تبارك وتعالى على قريش في إيلافهم رحلة الشتاء والصيف، ثم قال: فلا يتشاغلن بذلك عن اتباعك وعن الإيمان بالله. {فليعبدوا ربّ هذا البيت...} و"الإيلاف" قرأ عاصم والأعمش بالياء بعد الهمزة، وقرأه بعض أهل المدينة "إلافهم" مقصورة في الحرفين جميعا، وقرأ بعض القراء: (إلفهم). وكل صواب.
ولم يختلفوا في نصب الرحلة بإيقاع الإيلاف عليها، ولو خفضها خافض يجعل الرحلة هي الإيلاف كقولك: العجب لرحلتهم شتاء وصيفا. ولو نصب، إيلافهم، أو إلفهم على أن تجعله مصدرًا ولا تكرّه على أول الكلام كان صوابا؛ كأنك قلت: العجب لدخولك دخولا دارنا يكون الإيلاف وهو مضاف مثل هذا المعنى كما قال: {إذا زلزلت الأرض زلزالها}). [معاني القرآن: 3/293]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({لإيلاف قريشٍ} العرب تقول: آلفت وألفت ذاك لغتان فمجاز هذا من "ألفت تؤلف" ومجاز {لإيلاف قريش} على {ألم تر كيف فعل ربّك بأصحاب الفيل} {لإيلاف قريش}). [مجاز القرآن: 2/312]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({لإيلاف قريشٍ * إيلافهم رحلة الشّتاء والصّيف}{لإيلاف قريشٍ} أي: فعل ذلك لإيلاف قريشٍ لتألّف ثم أبدل فقال: {إيلافهم رحلة الشّتاء والصّيف} لأنها من "ألف"* وقال بعضهم {لإيلاف} جعلها من "آلفوا"). [معاني القرآن: 4/52]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): (يقال ألفت ذلك وآلفته). [غريب القرآن وتفسيره: 442]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( (الإيلاف): مصدر «آلفت فلانا كذا إيلافا»، كما تقول: ألزمته إيّاه إلزاما.
يقول: فعل هذا بأصحاب الفيل ليؤلف قريشا هاتين الرّحلتين، فتقيم بمكة. وقد بينت هذا في «المشكل»). [تفسير غريب القرآن: 539]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (يذهب بعض الناس إلى أنّ هذه السورة وسورة الفيل واحدة.وبلغني عن ابن عيينة أنه قال: كان لنا إمام بالكوفة يقرأ {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ} [الفيل: 1] و{لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ} [قريش: 1] ولا يفرّق بينهما.
وتوهّم القوم أنهما سورة واحدة، لأنهم رأوا قوله: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ} مردودا إلى كلام في سورة الفيل.
وأكثر الناس على أنهما سورتان، على ما في مصحفنا، وإن كانتا متّصلتي الألفاظ، على مذهب العرب في التضمين. والمعنى أنّ قريشا كانت بالحرم آمنة من الأعداء أن تهجم عليها فيه، وأنّ يعرض لها أحد بسوء إذا خرجت منه لتجارتها. وكانوا يقولون: قريش سكان حرم الله، وأهل الله وولاة بيته. والحرم واد جديب لا زرع فيه ولا ضرع، ولا شجر ولا مرعى، وإنما كانت تعيش فيه بالتجارة، وكانت لهم رحلتان في كل سنة: رحلة إلى اليمن في الشتاء، ورحلة في الصيف إلى الشام. ولولا هاتان الرّحلتان لم يمكن به مقام، ولولا الأمن بجوارهم البيت، لم يقدروا على التصرّف.فلمّا قصد أصحاب الفيل إلى مكة ليهدموا الكعبة وينقلوا أحجارها إلى اليمن فيبنوا به هناك بيتا ينتقل به الأمن إليهم، ويصير العزّ لهم، أهلكهم الله سبحانه، لتقيم قريش بالحرم، ويجاوروا البيت، فقال يذكر نعمته: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} [الفيل: 1-5].
{لإيلاف قريشٍ} [قريش: 1]. أي: فعل ذلك ليؤلّف قريشا هاتين الرّحلتين اللّتين بهما تعيشّهم ومقامهم بمكة؛ تقول: ألفت موضع كذا: إذا لزمته، وآلفنيه الله، كما تقول: لزمت موضع كذا، وألزمنيه الله.وكرّر (لإيلاف) كما تقول في الكلام: أعطيتك المال لصيانة وجهك صيانة عن كلّ الناس، فتكرّر الكلام للتوكيد، على ما بينا في (باب التكرار).
ثم أمرهم بالشكر فقال: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ} [قريش: 3-4] في هذا الموضع الجديب من الجوع، وآمنهم فيه، والناس يتخطّفون حوله من الخوف). [تأويل مشكل القرآن: 413-415]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {لإيلاف قريش (1)} فيه ثلاثة أوجه: (لإلاف قريش)، و (لإيلاف قريش)، ووجه ثالث (لإلف قريش).
وقد قرئ بالوجهين الأولين). [معاني القرآن: 5/365]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ( (لإيلاف) أي: ائتلاف قريش، وهو تعجبهم منه). [ياقوتة الصراط: 595]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لإِيلَافِ}: تألف). [العمدة في غريب القرآن: 358]

تفسير قوله تعالى: {إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إيلافهم رحلة الشّتاء والصّيف (2)} يجوز فيه ما جاز في "لايلاف" إلا أنه قد قرئ في هذه "إلفهم" و "إيلافهم" ويجوز إلافهم. وهذه اللام قال النحويون فيها ثلاثة أوجه:
- قيل هي موصولة بما قبلها، المعنى فجعلهم كعصف مأكول لإلف قريش.أي أهلك اللّه أصحاب الفيل لتبقى قريش وما قد ألفوا من رحلة الشتاء والصيف.
- وقال قوم: هذه لام التعجب فكان المعنى اعجبوا لإيلاف قريش.
- وقال النحويون الذين ترتضى عربيتهم: هذه اللام معناها متصل بما بعد فليعبدوا، والمعنى فليعبد هؤلاء ربّ هذا البيت لإلفهم رحلة الشتاء والصيف. والتأويل أن قريشا كانوا يرحلون في الشتاء إلى الشام وفي الصيف إلى اليمن فيمتارون، وكانوا في الرحلتين آمنين والناس يتخطفون، وكانوا إذا عرض لهم عارض قالوا نحن أهل حرم الله فلا يتعرض لهم.فأعلم اللّه سبحانه أن من الدلالة على وحدانيته ما فعل بهؤلاء لأنهم ببلد لا زرع فيه وأنهم فيه آمنون، قال اللّه جل ثناؤه: {أولم يروا أنّا جعلنا حرما آمنا ويتخطّف النّاس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة اللّه يكفرون} [العنكبوت: 67] أي يؤمنون بالأصنام ويكفرون باللّه -عزّ وجلّ- الذي أنعم عليهم بهذه النّعمة، فأمرهم بعبادته وحده لأن آلفهم هاتين الرحلتين). [معاني القرآن: 5/365-366]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ}: رحلتهم في الوقتين). [العمدة في غريب القرآن: 358]

تفسير قوله تعالى:{فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (والتأويل أن قريشا كانوا يرحلون في الشتاء إلى الشام وفي الصيف إلى اليمن فيمتارون، وكانوا في الرحلتين آمنين والناس يتخطفون، وكانوا إذا عرض لهم عارض قالوا: نحن أهل حرم الله فلا يتعرض لهم. فأعلم اللّه سبحانه أن من الدلالة على وحدانيته ما فعل بهؤلاء لأنهم ببلد لا زرع فيه وأنهم فيه آمنون، قال اللّه جل ثناؤه: {أولم يروا أنّا جعلنا حرما آمنا ويتخطّف النّاس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة اللّه يكفرون} [العنكبوت: 67] أي يؤمنون بالأصنام ويكفرون باللّه -عزّ وجلّ- الذي أنعم عليهم بهذه النّعمة، فأمرهم بعبادته وحده لأن آلفهم هاتين الرحلتين). [معاني القرآن: 5/365-366](م)

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {أطعمهم مّن جوعٍ...}. بعد السنين التي أصابتهم، فأكلوا الجيف والميتة، فأخصبت الشام فحملوا إلى الأبطح، فأخصبت اليمن فحملت إلى جدّة. يقول: فقد أتاهم الله بالرزق من جهتين وكفاهم الرحلتين، فإن اتبعوك ولزموا البيت كفاهم الله الرحلتين أيضا كما كفاهم.وقوله عز وجل: {وآمنهم مّن خوفٍ...}.
يقال: إنها بلدة آمنة، ويقال: من الخوف: من الجذام، فكفوا ذلك، فلم يكن بها حينئذ جذام. وكانت رحلة الشتاء إلى الشام، ورحلة الصيف إلى اليمن، ومن قرأ: "إلفهم" فقد يكون من: يؤلفون، وأجود من ذلك أن يكون من [يألفون رحلة الشتاء ورحلة الصيف والإيلاف] من: يؤلفون، أي: أنهم يهيئون ويجهزون). [معاني القرآن: 3/294]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ثم أمرهم بالشكر فقال: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ} [قريش: 3-4] في هذا الموضع الجديب من الجوع، وآمنهم فيه، والناس يتخطّفون حوله من الخوف). [تأويل مشكل القرآن: 415] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (والتأويل أن قريشا كانوا يرحلون في الشتاء إلى الشام وفي الصيف إلى اليمن فيمتارون، وكانوا في الرحلتين آمنين والناس يتخطفون، وكانوا إذا عرض لهم عارض قالوا نحن أهل حرم الله فلا يتعرض لهم.فأعلم اللّه سبحانه أن من الدلالة على وحدانيته ما فعل بهؤلاء لأنهم ببلد لا زرع فيه وأنهم فيه آمنون، قال اللّه جل ثناؤه: {أولم يروا أنّا جعلنا حرما آمنا ويتخطّف النّاس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة اللّه يكفرون} [العنكبوت: 67] أي يؤمنون بالأصنام ويكفرون باللّه -عزّ وجلّ- الذي أنعم عليهم بهذه النّعمة، فأمرهم بعبادته وحده لأن آلفهم هاتين الرحلتين). [معاني القرآن: 5/365-366](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({الّذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف (4)} وكانوا قد أصابتهم شدة حتى أكلوا الميتة والجيف.
{وآمنهم من خوف} آمنهم من أن يخافوا في الحرم، ومن أن يخافوا في رحلتهم يقال: ألفت المكان آلفه إلفا، وآلفت المكان بمعنى ألفت، أولفه إيلافا). [معاني القرآن: 5/366]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({من جوع وآمنهم من خوف} قال: قطعة: من هذا، وقطعة من هذا، فإذا قال: الجوع والخوف فهما التامان). [ياقوتة الصراط: 595- 596]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة