{الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5) فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11)}
تفسير قوله تعالى: {الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({القارعة}: القيامة، لأنها تقرع [الخلائق بأحوالها وأفزاعها]. ويقال: أصابتهم قوارع الدهر). [تفسير غريب القرآن: 537]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {القارعة (1) ما القارعة (2)} القارعة والواقعة والحاقّة من صفات ساعة القيامة. والقارعة التي تقرع بالأهوال. وقد فسرنا إعراب {الحاقّة * ما الحاقّة} ومثلها {القارعة * ما القارعة}). [معاني القرآن: 5/355]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْقَارِعَةُ}: القيامة). [العمدة في غريب القرآن: 355]
تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {يوم يكون النّاس كالفراش المبثوث...}.يريد: كغوغاء الجراد يركب بعضه بعضا، كذلك الناس يومئذ يجول بعضهم في بعض). [معاني القرآن: 3/286]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({كالفراش المبثوث} طير لا بعوض ولا ذباب هو الفراش؛ والمبثوث المتفرق). [مجاز القرآن: 2/309]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({المبثوث}: المتفرق). [غريب القرآن وتفسيره: 439]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({كالفراش}: ما تهافت في النار: من البعوض.
{المبثوث}: المنتشر). [تفسير غريب القرآن: 537]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {يوم يكون النّاس كالفراش المبثوث (4)} {يوم} منصوب على الظرف، المعنى يكون يوم يكون الناس كالفراش المبثوث، والفراش ما تراه كصغار البق يتهافت في النار، وشبه الناس في وقت البعث بالجراد المنتشر، والفراش المبثوث لأنهم إذا بعثوا يموج بعضهم في بعض كالجراد الذي يموج بعضه في بعض). [معاني القرآن: 5/355]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الفراش} ما تهافت في النار من البعوض. {الْمَبْثُوثِ} المنتشر). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 306]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْفَرَاشِ}: ذباب يطير بالليل {الْمَبْثُوثِ}: المتفرق). [العمدة في غريب القرآن: 355]
تفسير قوله تعالى: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {كالعهن المنفوش...} وفي قراءة عبد الله: "كالصوف المنفوش"، وذكر: أن صور الجبال تسيّر على الأرض، وهي في صور الجبال كالهباء.
وقوله عز وجل: {كالعهن المنفوش} لأن ألوانها مختلفة، كألوان العهن). [معاني القرآن: 3/286-287]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({العهن} الصوف الألوان). [مجاز القرآن: 2/309]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وتكون الجبال كالعهن المنفوش} قال: {كالعهن المنفوش} وواحدها: "العهنة" مثل: "الصوف" و"الصّوفة"). [معاني القرآن: 4/52]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({العهن}: الصوف). [غريب القرآن وتفسيره: 439]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(والعهن): الصّوف المصبوغ). [تفسير غريب القرآن: 537]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وتكون الجبال كالعهن المنفوش (5)} {العهن} الصوف، واحدته عهنة، يقال عهنة وعهن، مثل صوفة وصوف). [معاني القرآن: 5/355]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((والعهن) الصوف المصبوغ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 306]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْعِهْنِ}: الصوف). [العمدة في غريب القرآن: 355]
تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فأمّا من ثقلت موازينه...} ووزنه، والعرب تقول: هل لك في درهم بميزان درهمك ووزن درهمك، ويقولون: داري بميزان دارك ووزن دارك، وقال الشاعر:
قد كنت قبل لقائكم ذا مرّةٍ = عندي لكلٍ مخاصم ميزانه
يريد: عندي وزن كلامه ونقضه). [معاني القرآن: 3/287]
تفسير قوله تعالى: {فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فأمّا من ثقلت موازينه (6) فهو في عيشة راضية (7)} ذات رضى، معناه من ثقلت موازينه بالحسنات، كما تقول: لفلان عندي وزن ثقيل، تأويله له وزن في الخير ثقيل.
ومعنى {في عيشة راضية} ذات رضى يرضاها من يعيش فيها. وقال قوم: معناه مرضية، وهو يعود إلى هذا المعنى في التفسير). [معاني القرآن: 5/355]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({رَّاضِيَةٍ}: ذات رضى). [العمدة في غريب القرآن: 355]
تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8)}
تفسير قوله تعالى: {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله جل وعز: {فأمّه هاويةٌ...} صارت مأواه، كما تؤوي المرأة ابنها، فجعلها إذ لا مأوى له غيرها أمًّا له). [معاني القرآن: 3/287]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({فأمه هاوية}: النار، قالوا الدعاء). [غريب القرآن وتفسيره: 439]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فأمّه هاويةٌ} أي النار له كالأم يأوي إليها). [تفسير غريب القرآن: 537]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قال الله تعالى في الكافر: {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} [القارعة: 9] لمّا كانت الأمّ كافلة الولد وغاذيته، ومأواه ومربّيته، وكانت النار للكافر كذلك- جعلها أمّه). [تأويل مشكل القرآن: 104]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وأمّا من خفّت موازينه (8) فأمّه هاوية (9) وما أدراك ما هيه (10)} أي فمسكنه النار. وقيل (أمّه) لمسكنه لأن الأصل في السكون إلى الأمّهات فأبدل فيما يسكن إليه {نار حامية}). [معاني القرآن: 5/356]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ}: جهنم). [العمدة في غريب القرآن: 355]
تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): (وأما قوله: {ما هيه (10)} بالهاء فلأن السكت عليها بالهاء لأنها رأس آية). [معاني القرآن: 4/52]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وما أدراك ما هيه (10)} الوقف "هيه"، والوصل (هي نار حامية) إلا أن الهاء دخلت في الوقف تبين فتحة الياء، والذي يجب اتباع المصحف فيوقف عليها ولا توصل، فيقرأ {وما أدراك ما هيه (10) نار حامية (11)} لأن السنة اتباع المصحف، والهاء ثابتة فيه). [معاني القرآن: 5/356]
تفسير قوله تعالى: {نَارٌ حَامِيَةٌ (11)}