العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > التفسير اللغوي > جمهرة التفسير اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 شعبان 1431هـ/19-07-2010م, 11:44 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي التفسير اللغوي لسورة الليل

التفسير اللغوي لسورة الليل

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 7 ذو الحجة 1431هـ/13-11-2010م, 10:39 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي المقدمات والخواتيم

قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): (ليس في: والليل – شيء). [ياقوتة الصراط: 581]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 7 ذو الحجة 1431هـ/13-11-2010م, 10:42 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى آخر السورة]

{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11) إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12) وَإِنَّ لَنَا لَلْآَخِرَةَ وَالْأُولَى (13) فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21)}

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله تعالى: {واللّيل إذا يغشى (1) والنّهار إذا تجلّى (2)} هذا قسم، جوابه: {إنّ سعيكم لشتّى}، أي إن سعي المؤمن والكافر لمختلف بينهما بعد.
ومعنى {إذا يغشى} الليل الأرض توارى الأفق وجميع ما بين السماء والأرض، و{النهار إذا تجلى} إذا بأن وظهر).[معاني القرآن: 5/335]

تفسير قوله تعالى: {وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({والنّهار إذا تجلّى * وما خلق الذّكر والأنثى}
قال: {والنّهار إذا تجلّى} {وما خلق الذّكر والأنثى} فهذه الواو واو عطف عطف بها على الواو التي في القسم الأول.
وقال بعضهم {وما خلق الذّكر والأنثى} فجعل القسم بالخلق كأنه أقسم بما خلق ثم فسره وجعله بدلا من {ما}). [معاني القرآن: 4/50-51]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله تعالى: {واللّيل إذا يغشى (1) والنّهار إذا تجلّى (2)} هذا قسم، جوابه: {إنّ سعيكم لشتّى}، أي إن سعي المؤمن والكافر لمختلف بينهما بعد.
ومعنى {إذا يغشى} الليل الأرض توارى الأفق وجميع ما بين السماء والأرض، و{النهار إذا تجلى} إذا بأن وظهر). [معاني القرآن: 5/335](م)

تفسير قوله تعالى: {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (3)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {وما خلق الذّكر والأنثى...} هي في قراءة عبد الله (والذكر والأنثى)، فلو خفض في قراءتنا "الذكر والأنثى" يجعل {وما خلق} كأنه قال: والذي خلق من الذكر والأنثى، وقرأه العوام على نصبها، يريدون: وخلقه الذكر والأنثى). [معاني القرآن: 3/270]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وما خلق الذّكر والأنثى} ومن خلق الذكر والأنثى). [مجاز القرآن: 2/301]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({والنّهار إذا تجلّى * وما خلق الذّكر والأنثى}
قال: {والنّهار إذا تجلّى} {وما خلق الذّكر والأنثى} فهذه الواو واو عطف عطف بها على الواو التي في القسم الأول.
وقال بعضهم {وما خلق الذّكر والأنثى} فجعل القسم بالخلق كأنه أقسم بما خلق ثم فسره وجعله بدلا من {ما}). [معاني القرآن: 4/50-51](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ما ومن ما ومن، أصلهما واحد، فجعلت من للناس، وما لغير الناس. نقول: من مرّ بك من القوم؟ وما مرّ بك من الإبل؟.
وقال أبو عبيدة في قوله تعالى {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} [الليل: 3]: أي ومن خلق الذّكر والأنثى. وكذلك قوله تعالى: {وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [الشمس: 6-8] هي عنده في هذه المواضع بمعنى «من».
وقال أبو عمرو: هي بمعنى (الذي). قال: وأهل مكة يقولون إذا سمعوا صوت الرعد: سبحان ما سبّحت له.
وقال الفرّاء: هو: وخلقه الذّكر والأنثى، وذكر أنها في قراءة عبد الله (والذكر والأنثى)). [تأويل مشكل القرآن: 533](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وما خلق الذّكر والأنثى (3)} كما فسرناها في قوله: {والسّماء وما بناها}). [معاني القرآن: 5/335]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {إنّ سعيكم لشتّى...} هذا جواب القسم، وقوله: {لشتى} يقول: لمختلف). [معاني القرآن: 3/270]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({إنّ سعيكم لشتّى} أي [إن] عملكم لمختلف). [تفسير غريب القرآن: 531]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى} [الليل: 4]، أي عملكم لشتّى، أي مختلف. وأصل هذا كله: المشي والإسراع فيه). [تأويل مشكل القرآن: 510]

تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (نزلت في أبي بكر بن أبي قحافة رحمه الله، وفي أبي سفيان، وذلك أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه اشترى تسعة رجال كانوا في أيدي المشركين من ماله يريد به الله تبارك وتعالى؛ فأنزل الله جل وعز فيه ذلك: {فأمّا من أعطى واتّقى...} {بالحسنى...} أبو بكر {فسنيسّره لليسرى...} للعود إلى العمل الصالح). [معاني القرآن: 3/270]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فسنيسّره لليسرى} أي للعود إلى العمل الصالح). [تفسير غريب القرآن: 531]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فأمّا من أعطى واتّقى (5) وصدّق بالحسنى (6)} في التفسير أنها نزلت في أبي بكر الصديق -رحمه اللّه- وكان اشترى جماعة كان يعذبهم المشركون ليرتدّوا عن الإسلام فيهم بلال؛ فوصفه اللّه -عز وجل- على أنه أعطى تقوى، وصدّق بالحسنى، لأنه يجازى عليه. وقيل: صدّق لأنه يخلف عليه لقوله: {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه}). [معاني القرآن: 5/335]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقال: {فسنيسّره لليسرى (7)} أي للأمر السهل الذي لا يقدر عليه أحد إلّا المؤمنين). [معاني القرآن: 5/335]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وأمّا من بخل واستغنى (8) وكذّب بالحسنى (9) فسنيسّره للعسرى (10)} نزلت في رجل أكره ذكره، وهي جامعة لكل من بخل وكذّب لأن الله جلّ وعزّ يجازيه أو يخلف عليه). [معاني القرآن: 5/335-336]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وكذّب بالحسنى} أي بالجنة والثواب). [تفسير غريب القرآن: 531]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وأمّا من بخل واستغنى (8) وكذّب بالحسنى (9) فسنيسّره للعسرى (10)} نزلت في رجل أكره ذكره، وهي جامعة لكل من بخل وكذّب لأن الله جلّ وعزّ يجازيه أو يخلف عليه). [معاني القرآن: 5/335-336](م)

تفسير قوله تعالى: {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {فسنيسّره للعسرى...} يقول: قد خلق على أنه شقي ممنوع من الخير، ويقول القائل: فكيف قال: {فسنيسّره [معاني القرآن: 3/270]
للعسرى} فهل في العسرى تيسير؟ فيقال في هذا إجازته بمنزلة قول الله تبارك وتعالى: {وبشّر الّذين كفروا بعذابٍ أليمٍ}. والبشارة في الأصل على المفرح والسار؛ فإذا جمعت في كلامين: هذا خير: وهذا شر جاز التيسير فيهما جميعا.وقوله عز وجل: {فسنيسّره} سنهيئه.
والعرب تقول: قد يسّرت الغنم إذا ولدت وتهيأت للولادة.
وقال الشاعر:

هما سيدانا يزعمان وإنما = يسوداننا أن يسّرت غنماها).
[معاني القرآن: 3/271]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وأمّا من بخل واستغنى (8) وكذّب بالحسنى (9) فسنيسّره للعسرى (10)} نزلت في رجل أكره ذكره، وهي جامعة لكل من بخل وكذّب لأن الله جلّ وعزّ يجازيه أو يخلف عليه). [معاني القرآن: 5/335-336](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فسنيسّره للعسرى (10)} العذاب والأمر العسير). [معاني القرآن: 5/336]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({إذا ترى}: مات). [غريب القرآن وتفسيره: 431]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({تردّى} في النار، أي سقط.
ويقال: «تريّ»: تفعّل، من «الرّدي» وهو: الهلاك). [تفسير غريب القرآن: 531]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وما يغني عنه ماله إذا تردّى (11)} قيل: إذا مات. وقيل: إذا تردّى في النار). [معاني القرآن: 5/336]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({إذا تَرَدَّى}: سقط في النار). [العمدة في غريب القرآن: 348]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {إنّ علينا للهدى...} يقول: من سلك الهدى فعلى الله سبيله، ومثله قوله: {وعلى الله قصد السّبيل} يقول: من أراد الله فهو على السبيل القاصد، ويقال: إن علينا للهدى والإضلال، فترك الإضلال كما قال: {سرابيل تقيكم الحرّ}، وهي تقي الحرّ والبرد). [معاني القرآن: 3/271]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({إنّ علينا للهدى (12)} أي إن علينا أن نبين طريق الهدى من طريق الضلال). [معاني القرآن: 5/336]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ لَنَا لَلْآَخِرَةَ وَالْأُولَى (13)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله جل وعز: {وإنّ لنا للآخرة والأولى...} لثواب هذه، وثواب هذه). [معاني القرآن: 3/271]

تفسير قوله تعالى: {فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {فأنذرتكم ناراً تلظّى...} معناه: تتلظى فهي في موضع رفع، ولو كانت على معنى فعل ماض لكانت: فأنذرتكم نارا تلظّت.
... حدثني سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال، "فاتت عبيد بن عمير ركعةٌ من المغرب، فقام يقضيها فسمعته يقرأ: {فأنذرتكم ناراً تلظّى}، ... ورأيتها في مصحف عبد الله: "تتلظّى" بتاءين). [معاني القرآن: 3/271-272]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {فأنذرتكم نارا تلظّى (14) لا يصلاها إلّا الأشقى (15) الّذي كذّب وتولّى (16)}
{تلظّى} معناه تتوهج وتتوقّد. وهذه الآية هي التي من أجلها قال أهل الإرجاء بالإرجاء، فزعموا أنه لا يدخل النار إلا كافر لقوله: {لا يصلاها إلّا الأشقى (15) الّذي كذّب وتولّى (16)}، وليس كما ظنوا، هذه نار موصوفة بعينها لا يصلى هذه النار إلا الأشقى الّذي كذّب وتولّى، ولأهل النار منازل فمنها قوله: {إنّ المنافقين في الدّرك الأسفل من النّار}.
واللّه عزّ وجلّ كل ما وعد عليه بجنس من العذاب فجائز أن يعذب به. وقال عزّ وجلّ: {إنّ اللّه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} فلو كان كل من لم يشرك باللّه لا يعذب، لم يكن في قوله تعالى: {ويغفر ما دون ذلك} فائدة، وكان يغفر ما دون ذلك
). [معاني القرآن: 5/336]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {لا يصلاها إلاّ الأشقى...} إلاّ من كان شقيا في علم الله). [معاني القرآن: 3/272]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({لا يصلاها إلاّ الأشقى} والعرب تضع "أفعل" في موضع "فاعلٍ"
قال طرفة:
تمنّى رجالٌ أن أموت وإن أمت = فتلك سبيلٌ لست فيها بأوحدٍ).
[مجاز القرآن: 2/301]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {فأنذرتكم نارا تلظّى (14) لا يصلاها إلّا الأشقى (15) الّذي كذّب وتولّى (16)}
{تلظّى} معناه تتوهج وتتوقّد. وهذه الآية هي التي من أجلها قال أهل الإرجاء بالإرجاء، فزعموا أنه لا يدخل النار إلا كافر لقوله: {لا يصلاها إلّا الأشقى (15) الّذي كذّب وتولّى (16)}، وليس كما ظنوا، هذه نار موصوفة بعينها لا يصلى هذه النار إلا الأشقى الّذي كذّب وتولّى، ولأهل النار منازل فمنها قوله: {إنّ المنافقين في الدّرك الأسفل من النّار}.
واللّه عزّ وجلّ كل ما وعد عليه بجنس من العذاب فجائز أن يعذب به. وقال عزّ وجلّ: {إنّ اللّه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} فلو كان كل من لم يشرك باللّه لا يعذب، لم يكن في قوله تعالى: {ويغفر ما دون ذلك} فائدة، وكان يغفر ما دون ذلك
). [معاني القرآن: 5/336](م)

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {الّذي كذّب وتولّى...} لم يكن كذّب بردٍّ ظاهر، ولكنه قصّر عما أمر به من الطاعة، فجعل تكذيبا، كما تقول: لقي فلان العدو؛ فكذب إذا نكل ورجع.
... وسمعت أبا ثروان يقول: إنّ بني نمير ليس لجدهم مكذوبة. يقول: إذا لقوا صدقوا القتال ولم يرجعوا، وكذلك قول الله تبارك وتعالى: {ليس لوقعتها كاذبةٌ} يقول: هي حق). [معاني القرآن: 3/272]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {فأنذرتكم نارا تلظّى (14) لا يصلاها إلّا الأشقى (15) الّذي كذّب وتولّى (16)}
{تلظّى} معناه تتوهج وتتوقّد. وهذه الآية هي التي من أجلها قال أهل الإرجاء بالإرجاء، فزعموا أنه لا يدخل النار إلا كافر لقوله: {لا يصلاها إلّا الأشقى (15) الّذي كذّب وتولّى (16)}.. وليس كما ظنوا، هذه نار موصوفة بعينها لا يصلى هذه النار إلا الأشقى الّذي كذّب وتولّى، ولأهل النار منازل فمنها قوله: {إنّ المنافقين في الدّرك الأسفل من النّار}.
واللّه عزّ وجلّ كل ما وعد عليه بجنس من العذاب فجائز أن يعذب به. وقال عزّ وجلّ: {إنّ اللّه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} فلو كان كل من لم يشرك باللّه لا يعذب، لم يكن في قوله تعالى: {ويغفر ما دون ذلك} فائدة، وكان يغفر ما دون ذلك). [معاني القرآن: 5/336](م)

تفسير قوله تعالى: {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وسيجنّبها الأتقى...} أبو بكر). [معاني القرآن: 3/272]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وسيجنّبها الأتقى (17) الّذي يؤتي ماله يتزكّى (18)} أي يطلب أن يكون عند الله زاكيا، لا يطلب بذلك رياء، ولا سمعة.
ونزلت في أبي بكر رضي اللّه عنه). [معاني القرآن: 5/336]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وسيجنّبها الأتقى (17) الّذي يؤتي ماله يتزكّى (18)} أي يطلب أن يكون عند الله زاكيا، لا يطلب بذلك رياء، ولا سمعة.
ونزلت في أبي بكر رضي اللّه عنه). [معاني القرآن: 5/336](م)

تفسير قوله تعالى: {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وما لأحدٍ عنده من نّعمةٍ تجزى...} يقول: لم ينفق نفقته مكافأة ليد أحد عنده، ولكن أنفقها ابتغاء وجه ربه، فإلاّ في هذا الموضع بمعنى (لكن) وقد يجوز أن تجعل الفعل في المكافأة مستقبلا، فتقول: ولم يرد مما أنفق مكافأةً من أحد. ويكون موقع اللام التي في أحدٍ ـ في الهاء التي خفضتها عنده، فكأنك قلت: وماله عن أحد فيما أنفق من نعمة يلتمس ثوابها، وكلا الوجهين حسن،
... ما أدري أي الوجهين أحسن، وقد تضع العرب الحرف في غير موضعه إذا كان المعنى معروفا
وقد قال الشاعر:
لقد خفت حتى ما تزيد مخافتي = على وعلٍ في ذي المكاره عاقل
والمعنى: حتى ما تزيد مخافة (وعل) على مخافتي، ومثله من غير المخفوض قول الراجز:
إن سراجا لكريم مفخره = تحلى به العين إذا ما تجهره
... حليت بعيني، وحلوت في صدري والمعنى: تحلى بالعين إذا ما تجهره، ونصب "الابتغاء" من جهتين:
من أن تجعل فيها نية إنفاقه ما ينفق إلا ابتغاء وجه ربه.
والآخر على اختلاف ما قبل إلاّ وما بعدها.
والعرب تقول: ما في الدار أحد إلاّ أكلباً وأحمرةً، وهي لغة لأهل الحجاز، ويتبعون آخر الكلام أوله فيرفعون في الرفع، وقال الشاعر في ذلك:
وبلدةٍ ليس بها أنيس = إلاّ اليعافير وإلاّ العيس
فرفع، ولو رفع {إلا ابتغاء وجه ربه} رافع لم يكن خطأ؛ لأنك لو ألقيت من: من النعمة لقلت: ما لأحد عنده نعمةٌ تجزى إلا ابتغاء، فيكون الرفع على اتباع المعنى، كما تقول: ما أتاني من أحد إلاّ أبوك). [معاني القرآن: 3/272-273]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({من نعمةٍ تجزى إلاّ ابتغاء وجه ربّه الأعلى} استثنى من النعمة كما يستثنى الشيء من الشيء ليس منه). [مجاز القرآن: 2/301]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وما لأحد عنده من نعمة تجزى (19)} أي لم يفعل ذلك مجازاة ليد أسديت إليه). [معاني القرآن: 5/336]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({إلّا ابتغاء وجه ربّه الأعلى (20)} أي إلا طلب ثوابه). [معاني القرآن: 5/337]

تفسير قوله تعالى: {وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ولسوف يرضى (21)} أي سوف يدخل الجنة كما قال: {ارجعي إلى ربّك راضية مرضيّة (28) فادخلي في عبادي (29) وادخلي جنّتي (30)}). [معاني القرآن: 5/337]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:56 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة