العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > التفسير اللغوي > جمهرة التفسير اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 شعبان 1431هـ/19-07-2010م, 11:32 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي التفسير اللغوي لسورة المطففين

التفسير اللغوي لسورة المطففين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 7 ذو الحجة 1431هـ/13-11-2010م, 07:19 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى 17]

{وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4)
لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6) كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (9)
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (10) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (11) وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (13) كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ (16)
ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (17)}

تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {ويلٌ لّلمطفّفين...} نزلت أول قدوم النبي صلى الله عليه إلى المدينة، فكأن أهلها إذا ابتاعوا كيلاً أو وزناً استوفوا وأفرطوا. وإذا باعوا كيلا أو وزناً نقصوا؛ فنزلت {ويلٌ لّلمطفّفين} فانتهوا، فهم أوفى الناس كيلاً إلى يومهم هذا.
... ذكر أن {ويل} وادٍ في جهنم، والويل الذي نعرف). [معاني القرآن: 3/245]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ويلٌ للمطفّفين} المطفف الذي لا يوفي على الناس من الناس). [مجاز القرآن: 2/289]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ((المطفف): الذي لا يوفي). [غريب القرآن وتفسيره: 419]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ((المطفف): الذي لا يوفي الكيل. يقال: إناء طفّان، إذا لم يك مملوءا). [تفسير غريب القرآن: 519]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ويل للمطفّفين (1)}
{ويل} رفع بالابتداء والخبر قوله {للمطفّفين}، ولو كان في غير القرآن لجاز "ويلا" للمطففين، على معنى جعل الله لهم ويلا، والرفع أجود في القراءة لأن المعنى قد ثبت لهم هذا، والويل كلمة تقال لكل من هو في عذاب وهلكة، والمطففون الذين ينقصون المكيال والميزان وإنما قيل للفاعل من هذا مطفف، لأنه لا يكاد يسرق في المكيال والميزان، إلا الشيء الحقير الطفيف. وإنما أخذ من طفّ الشيء وهو جانبه، وقد فسر أمره في السورة فقال: {الّذين إذا اكتالوا على النّاس يستوفون (2)}). [معاني القرآن: 5/297]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((المطفّف) الذي لا يوفي الكيل. والمطفّف: الذي ينقص، والذي يزيد، وهو من الأضداد). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 297]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((المُطَفِّفِ): الذي لا يوفي إذا كال ولا إذا وزن). [العمدة في غريب القرآن: 340]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {اكتالوا على النّاس...} يريد: اكتالوا من الناس، وهما تعتقبان: على ومن ـ في هذا الموضع؛ لأنه حقّ عليه؛ فإذا قال: اكتلت عليك، فكأنه قال: أخذت ما عليك، وإذا قال: اكتلت منك، فهو كذلك: استوفيت منك). [معاني القرآن: 3/245]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): («على» مكان «من» قال الله تعالى: {إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ} [المطففين: 2]، أي مع الناس.
وقال صخر الغيّ:
متى ما تنكروها تعرفوها = على أقطارها عَلَقٌ نَفِيثٌ
أي من أقطارها.
ومنه قوله تعالى: {مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ} [المائدة: 107]، أي منهم). [تأويل مشكل القرآن: 573](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({الّذين إذا اكتالوا على النّاس يستوفون (2)} المعنى إذا اكتالوا من الناس استوفوا عليهم الكيل وكذلك إذا اتّزنوا استوفوا الوزن، ولم يذكرا "إذا اتّزنوا" لأن الكيل والوزن بهما الشراء والبيع فيما يكال ويوزن). [معاني القرآن: 5/297]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وإذا كالوهم أو وّزنوهم...} الهاء في موضع نصب، تقول: قد كلتك طعاما كثيرا، وكلتني مثله. تريد: كلت لي، وكلت لك، وسمعت أعرابية تقول: إذا صدر الناس أتينا التاجر، فيكيلنا المدّ والمدّين إلى الموسم المقبل، فهذا شاهد، وهو من كلام أهل الحجاز، ومن جاورهم من قيس). [معاني القرآن: 3/245-246]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وإذا كالوهم أو وزنوهم} إذا كالوا لهم أو وزنوا لهم، قال خفاف:
يصيدك قافلا والمخّ رار). [مجاز القرآن: 2/289]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وإذا كالوهم أو وّزنوهم يخسرون} [معاني القرآن: 4/47]
قال: {وإذا كالوهم أو وّزنوهم يخسرون} أي: "إذا كالوا الناس أو وزنوهم" لأنّ أهل الحجاز يقولون "كلت زيداً" و"وزنته" أي: "كلت له" و"وزنت له"). [معاني القرآن: 4/48]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وإذا كالوهم أو وزنوهم} أي كالوا لهم، [أ]و وزنوا لهم. يقال: كلتك ووزنتك، بمعنى: كلت لك، ووزنت لك. وكذلك: عددتك وعددت لك. {يخسرون}: ينقصون). [تفسير غريب القرآن: 519]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن ذلك حذف الصفات كقول الله سبحانه: {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} [المطففين: 3] أي: كالوا لهم أو وزنوا لهم). [تأويل مشكل القرآن: 228]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون (3)} أي إذا كالوا لهم أو وزنوا لهم يخسرون، أي ينقصون في الكيل والوزن، ويجوز في اللغة يخسرون.
يقال: أخسرت الميزان وخسرته، ولا أعلم أحدا قرأ في هذا الموضع يخسرون.
ومن تأول معنى {كالوهم}: كالوا لههم- لم يجز أن يقف على كالوا حتى يصلها بـ (هم)، فيقول (كالوهم).
ومن الناس من يجعل "هم" توكيدا لما في كالوا، فيجوز أن تقف فتقول: وإذا كالوا.
والاختيار أن تكون "هم" في موضع نصب، بمعنى كالوا لهم. ولو كانت على معنى كالوا، ثم جاءت "هم" توكيدا، لكان في المصحف ألف مثبة قبل (هم) ). [معاني القرآن: 5/297-298]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يُخْسِرُونَ} ينقصون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 297]

تفسير قوله تعالى: {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4)}

تفسير قوله تعالى: {لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({ليومٍ عظيمٍ * يوم يقوم النّاس لربّ العالمين} [وقال] {ليومٍ عظيمٍ} {يوم يقوم النّاس} فجعله في الحين كما تقول "فلان اليوم صالحٌ" تريد به الآن في هذا الحين وتقول هذا بالليل "فلان اليوم ساكنٌ" أي: الآن، أي: هذا الحين.
ولا نعلم أحدا قرأها جرا والجرّ جائز). [معاني القرآن: 4/48]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {ألا يظنّ أولئك أنّهم مبعوثون (4) ليوم عظيم (5)}يعني يوم القيامة، أي إنهم لو ظنوا أنهم يبعثون ما نقصوا في الكيل والوزن). [معاني القرآن: 5/298]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {يوم يقوم النّاس...} هو تفسير اليوم المخفوض لمّا ألقى اللام من الثاني ردّه إلى "مبعوثون، يوم يقوم النّاس" فلو خفضت يوم بالرّد على اليوم الأوّل كان صوابا.
وقد تكون في موضع خفض إلاّ أنها أضيفت إلى يفعل، فنصبت إذ أضيفت إلى غير محضٍ، ولو رفع على ذلك {يوم يقوم النّاس}، كما قال الشاعر:
فكنت كذي رجلين: رجلٌ صحيحةٌ = وأخرى رمى فيها الزّمان فشلّت).
[معاني القرآن: 3/246]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({ليومٍ عظيمٍ * يوم يقوم النّاس لربّ العالمين} [وقال] {ليومٍ عظيمٍ} {يوم يقوم النّاس} فجعله في الحين كما تقول "فلان اليوم صالحٌ" تريد به الآن في هذا الحين وتقول هذا بالليل "فلان اليوم ساكنٌ" أي: الآن، أي: هذا الحين ولا نعلم أحدا قرأها جرا والجرّ جائز). [معاني القرآن: 4/48](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {يوم يقوم النّاس لربّ العالمين (6)} (يوم) منصوب بقوله {مبعوثون}، المعنى ألا يظنون أنهم يبعثون يوم القيامة.
ولو قرئت "يوم يقوم الناس" بكسر يوم لكان جيّدا على معنى ليوم يقوم الناس.
ولو قرئت بالرفع لكان جيّدا يوم يقوم الناس، على معنى ذلك يوم يقوم الناس، ولا يجوز القراءة إلا بما قرأ به القراء {يوم يقوم النّاس} -بالنصب- لأن القراءة سنة، ولا يجوز أن تخالف بما يجوز في العربية). [معاني القرآن: 5/298]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({لفي سجّينٍ} في حبس فعّيل من السجن كما يقال: فسّيق من الفسق). [مجاز القرآن: 2/289]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({لفي سجّينٍ}: فعيل، من «سجنت»). [تفسير غريب القرآن: 519]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({كلا}: ردع وزجر...، وقال: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6) كَلَّا} [المطففين: 1-7] يريد: انتهوا). [تأويل مشكل القرآن: 558]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {كلّا إنّ كتاب الفجّار لفي سجّين (7)} (كلّا) ردع وتنبيه. المعنى: ليس الأمر على ما هم عليه، فليرتدعوا عن ذلك.
وقوله: {في سجّين} زعم أهل اللغة أن "سجّين" فعّيل من السجن، المعنى كتابهم في حبس، جعل ذلك دلالة على خساسة منزلتهم.
وقيل {في سجّين} في حساب، وفي سجّين في حجر من الأرض السابعة). [معاني القرآن: 5/298]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({سِجِّينٍ} "فِعِّيل" من سجنت). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 297]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({سِجِّينٍ}: جهنم). [العمدة في غريب القرآن: 340]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وما أدراك ما سجّينٌ...} ذكروا أنها الصخرة التي تحت الأرض، ونرى أنه صفة من صفاتها؛ لأنه لو كان لها اسما لم يجر.
وإن قلت: أجريته لأني ذهبت بالصخرة إلى أنها الحجر الذي فيه الكتاب كان وجها). [معاني القرآن: 3/246]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وما أدراك ما سجّين (8)} أي ليس ذلك مما كنت تعلمه أنت ولا قومك). [معاني القرآن: 5/298]

تفسير قوله تعالى: {كِتَابٌ مَرْقُومٌ (9)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({مرقومٌ} مكتوب). [مجاز القرآن: 2/289]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم فسر فقال: {كتاب مرقوم (9)} أي مكتوب). [معاني القرآن: 5/298]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ):{مَّرْقُومٌ} أي مكتوب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 297]

تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (10)}

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (11)}

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12)}

تفسير قوله تعالى:{إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (13)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأوّلين (13)} أساطير أباطيل، واحدها أسطورة مثل أحدوثة وأحاديث). [معاني القرآن: 5/299]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {كلاّ بل ران على قلوبهم مّا كانوا يكسبون...} يقول: كثرت المعاصي والذنوب منهم، فأحاطت بقلوبهم فذلك الرّين عليها. وجاء في الحديث: إن عمر بن الخطاب رحمه الله، قال للأسيفع أصبح قدرين به. يقول: قد أحاط بماله، الدين وأنشدني بعض العرب:
* لم ترو حتى هجرت ورين بي *
يقول: حتى غلبت من الإعياء، كذلك غلبة الدّين، وغلبة الذنوب). [معاني القرآن: 3/246-247]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({كلاّ بل ران على قلوبهم} غلب على قلبه والخمر ترين على عقل السكران والموت يرين على الميت قال أبو زبيد:
ثم لما رآه رانت به الخم = ر وألّا ترينه بانقاء).
[مجاز القرآن: 2/289]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({كلاّ بل ران على قلوبهم مّا كانوا يكسبون} وقال: {كلاّ بل ران على قلوبهم} تقول فيه: "ران" "يرين" "ريناً"). [معاني القرآن: 4/48]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({بل ران}: أي غلب والرين الصدأ يقال إن القلب ليسود من الذنوب. ويقال لكل مغرق في هوى أو شكر أو عشق قد ران به). [غريب القرآن وتفسيره: 419]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({كلّا بل ران على قلوبهم} أي غلب. يقال: رانت الخمر على عقله، أي غلبت).
[تفسير غريب القرآن: 519]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {كلّا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون (14)} (كلّا) وتفسيرها تفسير التي قبلها.
{بل ران على قلوبهم} بإدغام اللام في الراء وتفخيم الألف. وقد قرئت (بل ران) - بإمالة الألف والراء إلى الكسر. وقرئت (بل ران) بإظهار اللام والإدغام، والإدغام أجود لقرب اللام من الراء، ولغلبة الراء على اللام. وإظهار اللام جائز إلا أن اللام من كلمة، والراء من كلمة أخرى.
و{ران} بمعنى غطى على قلوبهم، يقال: ران على قلبه الذنب، يرين رينا إذا غشي على قلبه.
ويقال (غان) على قلبه يغين غينا. والغين كالغيم الرقيق، والرين كالصدأ يغشى على القلب). [معاني القرآن: 5/299]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بَلْ رَانَ} أي غلب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 297]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله جل ثناؤه: {كلّا إنّهم عن ربّهم يومئذ لمحجوبون (15)} وفي هذه الآية دليل على أن الله يرى في الآخرة، لولا ذلك لما كان في هذه الآية فائدة، ولا [خسّت] منزلة الكفار بأنهم يحجبون عن اللّه -عزّ وجلّ- وقال تعالى في المؤمنين: {وجوه يومئذ ناضرة (22) إلى ربّها ناظرة (23)} فأعلم اللّه عزّ وجلّ أن المؤمنين ينظرون إلى اللّه، وأن الكفار يحجبون عنه). [معاني القرآن: 5/299]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون} قال: ثعلب: في هذا دليل أن ثم قوما ليسوا بمحجوبين، وهو بمعنى الخبر: إنكم ترون ربكم يوم القيامة، كما ترون القمر ليلة البدر). [ياقوتة الصراط: 561]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ (16)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({ثمّ إنّهم لصالو الجحيم (16)} ثم بعد [حجبهم] عن الله يدخلون النار ولا يخرجون عنها خالدين فيها). [معاني القرآن: 5/299]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (17)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({ثمّ يقال هذا الّذي كنتم به تكذّبون (17)} أي كنتم تكذبون بالبعث والجنة والنّار). [معاني القرآن: 5/299]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 7 ذو الحجة 1431هـ/13-11-2010م, 07:23 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 18 إلى 28]

{كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (21) إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22)
عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (23) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24) يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26) وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28)}

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {كلاّ إنّ كتاب الأبرار لفي علّيّين...} يقول القائل: كيف جمعت (علّيون) بالنون، وهذا من جمع الرجال؛ فإن العرب إذا جمعت جمعا لا يذهبون فيه إلى أن له بناءً من واحد واثنين، فقالوه في المؤنث، والمذكر بالنون، فمن ذلك هذا، وهو شيء فوق شيء غير معروف واحده ولا أثناه. وسمعت بعض العرب يقول: "أطعمنا مرقة مرقين" يريد: الألحم إذا طبخت بمرق.
قال، وقال الفراء مرة أخرى: طبخت بماء واحد. قال الشاعر:

قد رويت إلا الدّهيدهينا = قليّصاتٍ وأبيكرينا
فجمع بالنون؛ لأنه أراد: العدد الذي لا يحدّ، وكذلك قول الشاعر:
فأصبحت المذاهب قد أذاعت = بها الإعصار بعد الوابلينا
أراد: المطر بعد المطر غير محدود.
ونرى أن قول العرب: عشرون، وثلاثون؛ إذ جعل للنساء وللرجال من العدد الذي يشبه هذا النوع، وكذلك عليّون: ارتفاعٌ بعد ارتفاع؛ وكأنه لا غاية له). [معاني القرآن: 3/247]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم أعلم -عزّ وجلّ- أين محل كتاب الأبرار وما لهم من النعيم فرفع كتابهم على قدر مرتبتهم كما سفل وخسّس كتاب الفجار فقال: {كلّا إنّ كتاب الأبرار لفي علّيّين (18)} أي أعلى الأمكنة). [معاني القرآن: 5/299]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وما أدراك ما علّيّون (19)} وإعراب هذا الاسم كإعراب الجمع لأنه على لفظ الجمع، كما تقول هذه قنسرون، ورأيت قنسرين، وقال بعض النحويين: هذا جمع لما لا يحدّ واحده، نحو ثلاثون وأربعون، فثلاثون كان لفظه لفظ جمع ثلاث.
وكذلك قول الشاعر:
قد شربت إلاّ الدّهيدهينا = قليّصات وأبيكرينا
يعني أن الإبل قد شربت الأجمع الدهداة، والدهداة حاشية الإبل كان قليصات وأبيكرين، ودهيدهين جمع ليس واحده محدودا معلوم العدد.
والقول الأول قول أكثر النحويين وأبينها). [معاني القرآن: 5/300]

تفسير قوله تعالى: {كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({مرقومٌ}: مكتوب. و«الرّقم»: الكتاب. قال أبو ذؤيب:
عرفت الديار كرقم الدوا = ة يذبرها الكاتب الحميري).
[تفسير غريب القرآن: 519]

تفسير قوله تعالى: {يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (21)}

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22)}

تفسير قوله تعالى: {عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (23)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({الأرائك}: السرر في الحجال). [غريب القرآن وتفسيره: 419]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {على الأرائك ينظرون (23)} {الأرائك}: واحدها أريكة، وهي الأسرّة في الحجال). [معاني القرآن: 5/300]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْأَرَائِكِ}: الأسرة في الحجال). [العمدة في غريب القرآن: 340]

تفسير قوله تعالى: {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {تعرف في وجوههم نضرة النّعيم...} يقول. بريق النعيم ونداء، والقراء مجتمعون على (تعرف) إلا أبا جعفر المدني؛ فإنه قرأ: "تُعْرَف في وجوههم نضرة النّعيم"، و"يُعرف" أيضا يجوز؛ لأنّ النّضرة اسمٌ مؤنثٌ مأخوذ من فعلٍ وتذكير فعله قبله وتأنيثه جائزان. مثل قوله: {وأخذ الّذين ظلموا الصّيحة} وفي موضع آخر: {وأخذت}). [معاني القرآن: 3/247-248]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({نضرة النّعيم} مصدر "ناضرة"). [مجاز القرآن: 2/289]

تفسير قوله تعالى: {يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({رحيق} الرحيق الذي ليس فيه غش، رحيق معرق من مسك أو خمر). [مجاز القرآن: 2/289]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({مختومٍ} له ختام. عاقبة ريح "ختامه" عاقبته). [مجاز القرآن: 2/290]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ((الرحيق): الخمر الصافية). [غريب القرآن وتفسيره: 419]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ((الرحيق): الشراب الذي لا غشّ فيه). [تفسير غريب القرآن: 519]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {يسقون من رحيق مختوم (25)} الرحيق الشراب الذي لا غشّ فيه، قال حسّان:
يسقون من ورد البريص عليهم = بردى يصفّق بالرحيق السّلسل
ومعنى {مختوم}: في انقطاعه خاصة). [معاني القرآن: 5/300]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (و(الرحيق) الشراب الذي لا غش فيه. وقيل: هو الخمر العتيقة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 298]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الرَّحِيقٍ): الخمر). [العمدة في غريب القرآن: 340]

تفسير قوله تعالى: {خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {خاتمه مسكٌ...} قرأ الحسن وأهل الحجاز وعاصم والأعمش "ختامه مسك".
... [و] حدثني محمد بن الفضل عن عطاء بن السّائب عن أبي عبد الرحمن عن عليّ أنه قرأ "خاتمه مسكٌ".
... [و] حدثني أبو الأحوص عن أشعث بن أبي الشعناء المحاربي قال: قرأ علقمة بن قيس" خاتمه مسكٌ".
وقال: أما رأيت المرأة تقول للعطار: اجعل لي خاتمه مسكا تريد: آخره، والخاتم والختام متقاربان في المعنى، إلا أن الخاتم: الاسم، والختام: المصدر، قال الفرزدق:
فبتن جنابتيّ مصرّعاتٍ = وبتّ أفضّ أغلاق الختام
ومثل الخاتم، والختام قولك للرجل: هو كريم الطابع، والطباع، وتفسيره: أنّ أحدهم إذا شرب وجد آخر كأسه ريح المسك). [معاني القرآن: 3/248]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ختامه مسك}: خاتمته، آخره). [غريب القرآن وتفسيره: 420]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({ختامه مسكٌ} أي آخر طعمه وعاقبته إذا شرب).
[تفسير غريب القرآن: 520]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم بين فقال: {ختامه مسك (26)} وقرئت خاتمه مسك بفتح التاء، وقرئت (خاتمه مسك) والمعنى أنهم إذا شربوا هذا الرحيق فني ما في الكأس وانقطع الشرب، انختم ذلك بطعم المسك ورائحته). [معاني القرآن: 5/300-301]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({خِتَامُهُ مِسْكٌ} أي آخر طعمه مسك). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 298]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({خِتَامُهُ}: أعز شرابه). [العمدة في غريب القرآن: 341]

تفسير قوله تعالى: {وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ومزاجه...}.
مزاج الرحيق {من تسنيمٍ...} من ماء يتنزل عليهم من معالٍ. فقال: {من تسنيم، عيناً} تتسنمهم عينا، فتنصب (عينا) على جهتين:
إحداهما: أن تنوي من تسنيم عينٍ، فإذا نونت نصبت. كما قرأ من قرأ {أو إطعامٌ في يومٍ ذي مسغبةٍ، يتيماً}، وكما قال: {ألم نجعل الأرض كفاتاً، أحياءً وأمواتاً}، وكما قال من قال: {فجزاءٌ مثل ما قتل من النّعم}.
والوجه الآخر: أن تنوي من ماء سنّم عينا. كقولك رفع عينا يشرب بها، وإن [لم] يكن التسنيم اسماً للماء فالعين نكرة، والتسنيم معرفة، وإن كان أسماء للماء فالعين معرفة، فخرجت أيضا نصبا). [معاني القرآن: 3/248-249]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({من تسنيمٍ} معرفة). [مجاز القرآن: 2/290]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ومزاجه من تسنيمٍ} يقال: أرفع شراب في الجنة. ويقال: يمزج بماء ينزل من تسنيم، أي من علو.وأصل هذا من «سنام البعير» ومنه: «تسنيم القبور». وهذا اعجب إليّ، لقول المسيّب بن علس في وصف امرأة:
كأنّ بريقتها - للمزا = ج من ثلج تسنيم شيبت - عقارا
أراد: كأن بريقتها عقارا شيبت للمزاج من ثلج تسنيم، يريد جبلا). [تفسير غريب القرآن: 520]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({ومزاجه من تسنيم (27) عينا يشرب بها المقرّبون (28)} تأتيهم من علو عينا تنسم عليهم من الغرف، فعينا في هذا القول منصوبة مفعولة، كما قال: {أو إطعام في يوم ذي مسغبة (14) يتيما...}.
ويجوز أن يكون {عينا} منصوبة بقوله يسقون عينا، أي من عين.
ويجوز أن يكون {عينا} منصوبا على الحال، ويكون (تسنيم) معرفة و (عينا) نكرة). [معاني القرآن: 5/301]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مِن تَسْنِيمٍ} أي من علوّ، أي يمزج بماء ينزل من علوّ، وهو أفضل شراب في الجنّة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 298]

تفسير قوله تعالى: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): (قال {عينا} فجاءت نكرة فنصبتها صفة لها). [مجاز القرآن: 2/290]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({عيناً يشرب بها المقرّبون} وقال: {عيناً يشرب بها} فجعله على {يسقون} [المطففين: 25] {عيناً} وإن شئت جعلته على المدح فتقطع من أول الكلام كأنك تقول: "أعني عيناً"). [معاني القرآن: 4/48]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): («الباء» مكان «من» تقول العرب: شربت بماء كذا وكذا، أي من ماء كذا.
قال الله تعالى: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} [المطففين: 28] و{عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} [الإنسان: 6]. ويكون بمعنى يشربها عباد الله ويشرب منها.
قال الهذليّ وذكر السّحائب:
شربنَ بماءِ البحر ثم ترفَّعت = مَتَى لُجَجٍ خُضْرٍ لَهُنَّ نَئِيجُ
أي شربن من ماء البحر.
وقال عنترة:
شَرِبَت بماءِ الدُّحْرُضَينِ فَأَصْبَحَتْ = زَوْراءَ تَنْفِرُ عَن حِيَاضِ الدَّيْلَمِ
وقال عز وجل: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ} [هود: 14]، أي من علم الله). [تأويل مشكل القرآن: 575-576](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({ومزاجه من تسنيم (27) عينا يشرب بها المقرّبون (28)} تأتيهم من علو عينا تنسم عليهم من الغرف، فعينا في هذا القول منصوبة مفعولة، كما قال: {أو إطعام في يوم ذي مسغبة (14) يتيما...}.
ويجوز أن يكون {عينا} منصوبة بقوله يسقون عينا، أي من عين.
ويجوز أن يكون {عينا} منصوبا على الحال، ويكون (تسنيم) معرفة و (عينا) نكرة).
[معاني القرآن: 5/301](م)


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 7 ذو الحجة 1431هـ/13-11-2010م, 07:27 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 29 إلى آخر السورة]

{إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30) وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31)
وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ (32) وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ (33) فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34)
عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (35) هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36)}


تفسير قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ (29)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إنّ الّذين أجرموا كانوا من الّذين آمنوا يضحكون (29) وإذا مرّوا بهم يتغامزون (30)} هؤلاء جماعة من كفار قريش كان يمرّ بهم من قدم إسلامه مع النبي -صلى الله عليه وسلم- علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه، وغيره -رحمهم اللّه- فيعيرونهم بالإسلام على وجه السخرية منهم). [معاني القرآن: 5/301]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إنّ الّذين أجرموا كانوا من الّذين آمنوا يضحكون (29) وإذا مرّوا بهم يتغامزون (30)} هؤلاء جماعة من كفار قريش كان يمرّ بهم من قدم إسلامه مع النبي -صلى الله عليه وسلم- علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه، وغيره -رحمهم اللّه- فيعيرونهم بالإسلام على وجه السخرية منهم). [معاني القرآن: 5/301](م)

تفسير قوله تعالى:{وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله جل وعز: {فاكهين...}: معجبين، وقد قرئ: "فكهين" وكلّ صواب مثل: طمع وطامع). [معاني القرآن: 3/249]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين (31)} معجبين بما هم فيه يتفكّهون بذكرهم). [معاني القرآن: 5/301]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ (32)}

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ (33)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وما أرسلوا عليهم حافظين (33)} أي ما أرسل هؤلاء القوم على أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يحفظون عليهم أعمالهم). [معاني القرآن: 5/301]

تفسير قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فاليوم الّذين آمنوا من الكفّار يضحكون (34)} يعني يوم القيامة). [معاني القرآن: 5/301]

تفسير قوله تعالى: {عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (35)}

تفسير قوله تعالى: {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({هل ثوّب الكفّار} هل جوزي...). [مجاز القرآن: 2/290]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({هل ثوّب الكفّار ما كانوا يفعلون} وقال: {هل ثوّب} إن شئت أدغمت، وإن شئت لم تدغم؛ لأن اللام مخرجها بطرف اللسان، قريب من أصول الثنايا، والثاء بطرف اللسان وأطراف الثنايا، إلا أن اللام بالشق الأيمن ادخل في الفم. وهي قريبة المخرج منها ولذلك قيل {بل تؤثرون} فأدغمت اللام في التاء لأن مخرج التاء والثاء قريب من مخرج اللام). [معاني القرآن: 4/48]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({هل ثوب الكفار}: هل جزي). [غريب القرآن وتفسيره: 420]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({هل ثوّب الكفّار [ما كانوا يفعلون]}؟ أي هل جزوا بما كانوا يعلمون؟!).
[تفسير غريب القرآن: 520]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({هل ثوّب الكفّار ما كانوا يفعلون (36)} أي هل جوزوا بسخريتهم بالمؤمنين في الدنيا.
ويقرأ (هثّوّب)، بإدغام اللام في الثاء). [معاني القرآن: 5/301]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({ثُوِّبَ}: جوزي). [العمدة في غريب القرآن: 341]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:30 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة