العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > التفسير اللغوي > جمهرة التفسير اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 شعبان 1431هـ/19-07-2010م, 11:27 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي التفسير اللغوي لسورة المرسلات

التفسير اللغوي لسورة المرسلات

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2 ذو الحجة 1431هـ/8-11-2010م, 08:21 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي المقدمات والخواتيم

قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (سورة المرسلات إلى آخر الانفطار). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 289]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2 ذو الحجة 1431هـ/8-11-2010م, 08:31 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى 15]

{وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1) فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا (2) وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا (3) فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا (4) فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا (5) عُذْرًا أَوْ نُذْرًا (6) إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7) فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9) وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11) لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12) لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ (14) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (15)}

تفسير قوله تعالى: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1) فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا (2) وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا (3) فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا (4) فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا (5)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {والمرسلات عرفاً...} يقال: هي الملائكة، وأما قوله: {عرفا} فيقال: أرسلت بالمعروف، ويقال: تتابعت كعرف الفرس، والعرب تقول: تركت الناس إلى فلان عرفا واحداً، إذا توجهوا إليه فأكثروا). [معاني القرآن: 3/221]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {والنّاشرات نشراً...} وهي: الرياح التي تأتي بالمطر). [معاني القرآن: 3/222]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فالفارقات فرقاً...} وهي: الملائكة، تنزل بالفرق، بالوحي ما بين الحلال والحرام وبتفصيله، وهي أيضاً). [معاني القرآن: 3/222]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): ({فالملقيات ذكراً...} هي: الملائكة تلقي الذكر إلى الأنبياء). [معاني القرآن: 3/222]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): (قوله {المرسلات}هي الملائكة والريح.
{عرفاً} يتبع بعضه بعضاً يقال: جاءوني عرفاً). [مجاز القرآن: 2/281]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): {والمرسلات عرفاً} {فالعاصفات عصفاً} {والنّاشرات نشراً} {فالفارقات فرقاً} {فالملقيات ذكراً} {عذراً أو نذراً} قسمٌ على {إنّما توعدون لواقعٌ} ). [معاني القرآن: 4/42]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({والمرسلات عرفا}: قالوا الرياح. وقالوا الرسل ترسل بالمعروف). [غريب القرآن وتفسيره: 406]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({فالعاصفات}: الريح). [غريب القرآن وتفسيره: 406]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({والناشرات نشرا}: قالوا الريح. وقالوا المطر). [غريب القرآن وتفسيره: 406]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({المرسلات}: الملائكة، عرفاً أي متتابعة. يقال: هم إليه عرف واحد. ويقال: أرسلت بالعرف، أي بالمعروف). [تفسير غريب القرآن: 505]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فالعاصفات عصفاً...} وهي الرياح). [معاني القرآن: 3/221]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({فالعاصفات عصفاً} الريح). [مجاز القرآن: 2/281]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):{فالعاصفات}: الرياح). [تفسير غريب القرآن: 505]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):{النّاشرات}: الرياح التي تأتي بالمطر، من قوله: {وهو الّذي يرسل الرّياح بشراً بين يدي رحمته}). [تفسير غريب القرآن: 505]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فالفارقات فرقاً} [هي]: الملائكة تنزل، تفرق ما بين الحلال والحرام). [تفسير غريب القرآن: 505]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فالملقيات ذكراً} هي: الملائكة أيضا، تلقي الوحي إلى الأنبياء). [تفسير غريب القرآن: 505]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} [المرسلات: 1] يعني الملائكة، يريد: أنها متتابعة يتلو بعضها بعضا بما ترسل به من أمر الله عز وجل.
وأصل هذا من عرف الفرس، لأنه سطر مستو بعضه في إثر بعض. فاستعير للقوم يتبع بعضهم بعضا.
ومنه يقول الناس: هم إليه عرف واحد، إذا كثروا وتتابعوا في توجّههم إليه.
ويقال: أرسلت بالعرف أي بالمعروف). [تأويل مشكل القرآن: 166]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(قال أبو إسحاق: قوله عزّ وجلّ: {والمرسلات عرفا}
جاء في التفسير أنها الرياح أرسلت كعرف الفرس، وكذلك:{فالعاصفات عصفا * والنّاشرات نشرا} الرياح تأتي بالمطر كما قال عزّ وجلّ: {وهو الّذي أرسل الرّياح بشرا بين يدي رحمته}.
وقوله:{فالفارقاتِ فرقا} يعنى به الملائكة جاءت بما يفرق بين الحق والباطل، وكذلك {فالملقيات ذكرا} يعني الملائكة.
وقيل في تفسير {والمرسلات} أنها الملائكة أرسلت بالمعروف. وقيل: إنها لعرف الفرس.
وقيل - {فالعاصفات عصفا} الملائكة تعصف بروح الكافر؛ والباقي إلى آخر الآيات يعنى به الملائكة أيضا.
وفيه وجه ثالث، {والمرسلات عرفا} يعني به الرسل. {فالعاصفات عصفا} الرياح، {فالناشرات نشرا} الرياح.
{فالفارقات فرقا} على هذا - التفسير الرسل أيضا. وكذلك {فالملقيات ذكرا}.
وهذه كلها مجرورة على جهة القسم، وجواب القسم {إنّما توعدون لواقع (7)} وقال بعض أهل اللغة: المعنى وربّ المرسلات، وهذه الأشياء كما قال: {فوربّ السّماء والأرض إنّه لحقّ}.
وقرئت (عَرْفًا) و(عُرفًا) والمعنى واحد في العرف والعرف). [معاني القرآن: 5/265-266]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَالْمُرْسَلَاتِ} الملائكة. {عُرْفاً} متتابعة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 289]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({والْعَاصِفَاتِ} الرياح. ومثله {وَالنَّاشِرَاتِ} إلا أن هذه تأتي بالمطر). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 289]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَالْفَارِقَاتِ} الملائكة. وكذلك {فَالْمُلْقِيَاتِ}). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 289]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((العُرْف): المعروف). [العمدة في غريب القرآن: 329]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْعَاصِفَاتِ}: الريح). [العمدة في غريب القرآن: 329]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({النَّاشِرَاتِ}: السحاب). [العمدة في غريب القرآن: 329]

تفسير قوله تعالى: {عُذْرًا أَوْ نُذْرًا (6)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {عذراً أو نذراً...} خففه الأعمش، وثقل عاصم: (النّذر) وحده. وأهل الحجاز والحسن يثقلون (عذراً أو نذراً). وهو مصدر مخففاً كان أو مثقلا. ونصب {عذراً أو نذراً} أي: أرسلت بما أرسلت به إعذاراً من الله وإنذاراً). [معاني القرآن: 3/222]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({والمرسلات عرفاً}، {فالعاصفات عصفاً}، {والنّاشرات نشراً}، {فالفارقات فرقاً}، {فالملقيات ذكراً}، {عذراً أو نذراً} قسمٌ على {إنّما توعدون لواقعٌ}). [معاني القرآن: 4/42](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({عذراً أو نذراً}: إعذارا من اللّه وإنذارا). [تفسير غريب القرآن: 505]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ((أو): تأتي للشك، تقول. رأيت عبد الله أو محمدا.
وتكون للتخيير بين شيئين...، وربما كانت بمعنى واو النّسق.
كقوله: {فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا * عُذْرًا أَوْ نُذْرًا} يريد: عذرا ونذرا. وقوله: {لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 44] وقوله: {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا} [طه: 113]، أي لعلهم يتقون ويحدث لهم القرآن ذكرا.
هذا كلّه عند المفسرين بمعنى واو النّسق). [تأويل مشكل القرآن: 544](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(وقوله: {عذرا أو نذرا}
وقرئت عذرا أو نذرا. فمعناهما المصدر، والعذر والعذار بمعنى واحد. ونصب {عُذراً أو نُذرًا} على ضربين:
أحدهما: مفعول على البدل من قوله ذكرا. المعنى فالملقيات عذرا أو نذرا، ويكون نصبا بذكرا، فالمعنى فالملقيات أن ذكرت عذرا ونذرا.
ويجوز أن يكون نصب عذرا أو نذرا على المفعول له، فيكون المعنى فالملقيات ذكرا للإعذار والإنذار). [معاني القرآن: 5/266]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({عذرا أو نذرا} أي: إعذارا وإنذارا). [ياقوتة الصراط: 549]


تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): {والمرسلات عرفاً}، {فالعاصفات عصفاً}، {والنّاشرات نشراً}، {فالفارقات فرقاً} {فالملقيات ذكراً}، {عذراً أو نذراً} قسمٌ على {إنّما توعدون لواقعٌ}). [معاني القرآن: 4/42](م)

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ([وقال] {فإذا النّجوم طمست} فأضمر الخبر والله أعلم). [معاني القرآن: 4/43]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فإذا النّجوم طمست} أي ذهب ضوءها: كما يطمس الأثر حتى يذهب). [تفسير غريب القرآن: 505]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: (فإذا النّجوم طمست} معناه أذهبت وغطيت). [معاني القرآن: 5/266]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وإذا السّماء فرجت} أي فتحت). [تفسير غريب القرآن: 505]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وإذا السّماء فرجت} معناه شقّت كما قال عزّ وجلّ: (إذا السّماء انشقّت)). [معاني القرآن: 5/266]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وإذا الجبال نسفت} ذهب بها كلها بسرعة، يقال انتسفت الشيء إذا أخذته كله بسرعة). [معاني القرآن: 5/266]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وإذا الرّسل أقّتت...} اجتمع القراء على همزها، وهي في قراءة عبد الله: (وقّتت) بالواو، وقرأها أبو جعفر المدني: (وقتت) بالواو خفيفة، وإنما همزت لأن الواو إذا كانت أول حرف وضمت همزت، من ذلك قولك: صلّى القوم أحدانا. وأنشدني بعضهم:

يحل أحيده، ويقال: بعلٌ = ومثل تموّلٍ منه افتقار
ويقولون: هذه أجوهٌ حسان ـ بالهمز، وذلك لأن ضمة الواو ثقيلة، كما كان كسر الياء ثقيلا.
وقوله عز وجل: {أقّتت...} جمعت لوقتها يوم القيامة). [معاني القرآن: 3/222-223]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({وإذا الرسل وقتت}: وقت لها وعد). [غريب القرآن وتفسيره: 406]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({وإذا الرّسل أقّتت}: جمعت لوقت، وهو: يوم القيامة). [تفسير غريب القرآن: 506]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وإذا الرّسل أقّتت} وقرئت (وقّتت) بالواو، والمعنى واحد، فمن قرأ (أقّتت) بالهمز فإنه أبدل الهمزة من الواو لانضمام الواو، فكل واو انضمت وكانت ضمتها لازمة جاز أن تبدل منها همزة، ومعنى (وقّتت) جعل لها وقت وأجل). [معاني القرآن: 5/266]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((وقِّتَتْ): جعل لها وقتها). [العمدة في غريب القرآن: 329]

تفسير قوله تعالى: {لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {لأيّ يومٍ أجّلت..} يعجب العباد من ذلك اليوم ثم قال: {ليوم الفصل...}). [معاني القرآن: 3/223]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({لأيّ يومٍ أجّلت}؟! [استفهام] على التعظيم لليوم، كما يقال: ليوم أيّ يوم! و{أجّلت}: أخرت). [تفسير غريب القرآن: 506]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يأتي على مذهب الاستفهام وهو تعجب: كقوله: { عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ} [النبأ: 1-2]، كأنه قال: عمّ يتساءلون يا محمد؟ ثم قال: عن النبأ العظيم يتساءلون.
وقوله: {لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ} على التعجب، ثم قال: {لِيَوْمِ الْفَصْلِ} أجّلت). [تأويل مشكل القرآن: 279]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(قوله: (لأيّ يوم أجّلت}
ثم بين فقال: {ليوم الفصل} أي أجلت القضاء فيما بينها وبين الأمم ليوم الفصل). [معاني القرآن: 5/266-267]

تفسير قوله تعالى: {لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يأتي على مذهب الاستفهام وهو تعجب: كقوله: { عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ}، كأنه قال: عمّ يتساءلون يا محمد؟ ثم قال: عن النبأ العظيم يتساءلون.
وقوله: {لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ} على التعجب، ثم قال: {لِيَوْمِ الْفَصْلِ} أجّلت). [تأويل مشكل القرآن: 279](م)

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ (14)}

تفسير قوله تعالى:{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (15)}

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {ويل يومئذ للمكذّبين}
{ويل} مرفوع بالابتداء. و{للمكذّبين} الخبر، ويجوز في العربية (ويلا يومئذ) ولا يجيزه القراء لمخالفة المصحف). [معاني القرآن: 5/267].


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2 ذو الحجة 1431هـ/8-11-2010م, 08:36 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 16 إلى 34]


{أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ (16) ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآَخِرِينَ (17) كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (18) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (19) أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (20) فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (21) إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ (22) فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ (23) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (24) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (25) أَحْيَاءً ‎وَأَمْوَاتًا (26) وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا (27) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (28) انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (29) انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (30) لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (31) إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ (33) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (34) }


تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ (16) ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآَخِرِينَ (17)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ألم نهلك الأوّلين...} {ثمّ نتبعهم الآخرين...} بالرفع. وهي في قراءة عبد الله: (ألم نهلك الأولين وسنتبعهم الآخرين)، فهذا دليل على أنها مستأنفة لا مردودة على (نهلك)، ولو جزمت على: ألم نقدّر إهلاك الأولين، وإتباعهم الآخرين-كان وجهاً جيداً بالجزم؛ لأنّ التقدير يصلح للماضي، وللمستقبل). [معاني القرآن: 3/223]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({ثمّ نتبعهم الآخرين} وقال: {ثمّ نتبعهم الآخرين} رفع لأنه قطعه من الكلام الأول وإن شئت جزمته إذا عطفته على {نهلك}). [معاني القرآن: 4/43]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ألم نهلك الأوّلين (16) ثمّ نتبعهم الآخرين (17)} على الاستئناف، ويقرأ ثم نتبعهم - بالجزم عطف على نهلك، ويكون المعنى ألم نهلك الأوّلين أي أولا وآخرا.
ومن رفع فعلى معنى: ثم نتبع الأول الآخر من كل مجرم). [معاني القرآن: 5/267]


تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (18)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {كذلك نفعل بالمجرمين (18)} موضع الكاف نصب، المعنى مثل ذلك نفعل بالمجرمين). [معاني القرآن: 5/267]


تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (20)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({من ماءٍ مهينٍ} أي حقير). [تفسير غريب القرآن: 506]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({مهين} أي: ضعيف، ليس هو من الهوان). [ياقوتة الصراط: 549]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَّهِينٍ} أي حقير). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 289]


تفسير قوله تعالى:{فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ (23)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فقدرنا فنعم القادرون...} ذكر عن علي بن أبي طالب رحمه الله، وعن أبي عبد الرحمن السلمي: أنهما شدّدا، وخففها الأعمش وعاصم. ولا تبعدن أن يكون المعنى في التشديد والتخفيف واحداً؛ لأن العرب قد تقول: قدّر عليه الموت، وقدّر عليه رزقه، وقدر عليه بالتخفيف والتشديد، وقد احتج الذين خففوا فقالوا: لو كان كذلك لكانت: فنعم المقدّرون. وقد يجمع العرب بين اللغتين، قال الله تبارك وتعالى: {فمهّل الكافرين أمهلهم رويداً}، وقال الأعشى:
وأنكرتني، وما كان الذي نكرت = من الحوادث إلاّ الشيب والصّلعا).
[معاني القرآن: 3/223-224]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فقدرنا فنعم القادرون}! بمعنى «قدّرنا» مشدّدة يقال: قدرت كذا وقدّرته. ومنه قول النبي -صلّى اللّه عليه وسلم- في الهلال: «إذا غمّ عليكم فأقدروا له»، أي فقدّروا له المسير والمنازل). [تفسير غريب القرآن: 506]


تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (25) أَحْيَاءً ‎وَأَمْوَاتًا (26)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ألم نجعل الأرض كفاتاً...} {أحياء وأمواتاً...} تكفتهم أحياء على ظهرها في بيوتهم ومنازلهم، وتكفتهم أمواتاً في بطنها، أي: تحفظهم وتحرزهم. ونصبك الأحياء والأموات بوقوع الكفات عليه، كأنك قلت: ألم نجعل الأرض كفات أحياءٍ، وأمواتٍ، فإذا نونت نصبت - كما يقرأ من قرأ: {أو إطعامٌ في يومٍ ذي مسغبةٍ، يتيماً}، وكما يقرأ: {فجزاءٌ مثل ما قتل}، ومثله: {فديةٌ طعام مسكينٍ}). [معاني القرآن: 3/224]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ألم نجعل الأرض كفاتاً} أي واعية، يقال: هذا النحي كفت، وهذا كفيت). [مجاز القرآن: 2/281]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): (قال {أحياءً وأمواتاً} منه ما ينبت ومنه ما لا ينبت). [مجاز القرآن: 2/281]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({ألم نجعل الأرض كفاتاً * أحياء وأمواتاً} [و] قال: {ألم نجعل الأرض كفاتاً} {أحياء وأمواتاً} على الحال). [معاني القرآن: 4/43]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ألم نجعل الأرض كفاتا}: أوعية. وقال بعضهم ظاهرها للأحياء وباطنها للموتى). [غريب القرآن وتفسيره: 407]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({ألم نجعل الأرض كفاتاً}؟! أي تضمكم فيها.
و«الكفت»: الضم. يقال: أكفت إليك كذا، أي أضمّه إليك.و كانوا يسمون بقيع الغرقد: «كفتة»، لأنها مقبرة تضمّ الموتى). [تفسير غريب القرآن: 506]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أحياءً وأمواتاً} يريد: أنها تضم الأحياء والأموات). [تفسير غريب القرآن: 506]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {ألم نجعل الأرض كفاتا (25) أحياء وأمواتا (26)}
{كفاتا} ذات جمع، المعنى تضمهم أحياء على ظهورها، وأمواتا في بطنها، و {أحياء} منصوب بقوله {كفاتا}، يقال كفت الشيء أكفته إذا جمعته وضممته). [معاني القرآن: 5/267]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({كِفَاتاً} أي تضمهم فيها. الكَفْت: الضم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 289]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({كِفَاتًا}: أوعية تضم ...... ). [العمدة في غريب القرآن: 330]


تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا (27)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ماءً فراتا} عذباً). [مجاز القرآن: 2/281]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وجعلنا فيها رواسي شامخاتٍ وأسقيناكم مّاء فراتاً} وقال{وأسقيناكم مّاء فراتاً} أي: جعلنا لكم ماءً تشربون منه. قال: {وسقاهم ربّهم} للشفة، وما كان للشفة فهو بغير ألف [و] في لغة قليلة قد يقول للشفة أيضا "أسقينة" وقال لبيد:
سقى قومي بني مجدٍ وأسقى = نميراً والقائل من هلال).
[معاني القرآن: 4/43]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({شامخات}: طوال.
{ماء فراتا}: عذبا). [غريب القرآن وتفسيره: 407]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({شامخاتٍ}: [جبالا] طوالا. ومنه يقال: شمخ بأنفه، [إذا رفعه كبرا].
{ماءً فراتاً} أي عذبا). [تفسير غريب القرآن: 506]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وجعلنا فيها رواسي شامخات وأسقيناكم ماء فراتا (27)} أي جبالا ثوابت، يقال رسا الشيء يرسو إذا ثبت.
{شامخات} مرتفعات.
{وأسقيناكم ماء فراتا} أي عذبا). [معاني القرآن: 5/267]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فُرَاتاً} أي عذباً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 290]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({شَامِخَاتٍ}: طوال). [العمدة في غريب القرآن: 330]


تفسير قوله تعالى: {انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (29)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (29) انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (30) لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (31) إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ} [المرسلات: 29- 33] هذا يقال في يوم القيامة للمكذبين، وذلك أن الشمس تدنو من رؤوس الخلائق، وليس عليهم يومئذ لباس، ولا لهم كنان، فتلفحهم الشمس وتسفعهم وتأخذ بأنفاسهم، ومدّ ذلك اليوم عليهم وكربه، ثم ينجّي الله برحمته من يشاء إلى ظلّ من ظلّه، فهناك يقولون: {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} [الطور: 27] ويقال للمكذبين {انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} [المرسلات: 29] من عذاب الله سبحانه وعقابه، انطلقوا من ذلك إلى ظل من دخان نار جهنم قد سطع ثم افترق ثلاث فرق، وكذلك شأن الدخان العظيم إذا ارتفع أن يتشعب. فيكونون فيه إلى أن يفرغ من الحساب، كما يكون أولياء الله في ظل عرشه أو حيث شاء من الظل إلى أن يفرغ من الحساب، ثم يؤمر بكل فريق إلى مستقرّه من الجنة أو النار). [تأويل مشكل القرآن: 319]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(قوله: {انطلقوا إلى ما كنتم به تكذّبون (29)}
يعنى النار لأنهم كذبوا بالبعث والنشور والنار). [معاني القرآن: 5/267]


تفسير قوله تعالى: {انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (30)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {إلى ظلٍّ ذي ثلاث شعبٍ...} يقال: إنه يخرج لسانٌ من النار، فيحيط بهم كالسرادق، ثم يتشعب منه ثلاث شعب من دخان فيظللهم، حتى يفرغ من حسابهم إلى النار). [معاني القرآن: 3/224]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({انطلقوا إلى ظلٍّ ذي ثلاث شعبٍ * لاّ ظليلٍ ولا يغني من اللّهب * إنّها ترمي بشررٍ كالقصر} وقال: {إلى ظلٍّ ذي ثلاث شعبٍ} {لاّ ظليلٍ ولا يغني من اللّهب} ثم استأنف فقال: {إنّها ترمي بشررٍ كالقصر} أي: كالقصور وقال بعضهم {كالقصر} أي: كأعناق الإبل). [معاني القرآن: 4/43]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({انطلقوا إلى ظلٍّ ذي ثلاث شعبٍ} مفسر في «تأويل مشكل القرآن»). [تفسير غريب القرآن: 507]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({انطلقوا إلى ظلّ ذي ثلاث شعب (30)} يعنى بالظل ههنا دخان جهنّم). [معاني القرآن: 5/267-268]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({ذي ثلاث شعب} أي: يمنع الكفار من الخروج من جهنم). [ياقوتة الصراط: 550]


تفسير قوله تعالى: {لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (31) }
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({انطلقوا إلى ظلٍّ ذي ثلاث شعبٍ * لاّ ظليلٍ ولا يغني من اللّهب * إنّها ترمي بشررٍ كالقصر}وقال: {إلى ظلٍّ ذي ثلاث شعبٍ} {لاّ ظليلٍ ولا يغني من اللّهب} ثم استأنف فقال: {إنّها ترمي بشررٍ كالقصر} أي: كالقصور وقال بعضهم {كالقصر} أي: كأعناق الإبل). [معاني القرآن: 4/43](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ثم وصف الظل فقال: {لَا ظَلِيلٍ} أي: لا يظلّكم من حرّ هذا اليوم بل يدنيكم من لهب النار إلى ما هو أشد عليكم من حر الشمس، ولا يغني عنكم من اللهب.وهذا مثل قوله سبحانه: {وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (43) لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ} [الواقعة: 43، 44] واليحموم: الدّخان وهو سرادق أهل النار فيما ذكر المفسرون). [تأويل مشكل القرآن: 319-320]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(ثم أعلم عزّ وجلّ أنه ليس بظليل ولا يدفع من لهب النار شيئا فقال: {
لا ظليل ولا يغني من اللّهب (31) إنّها ترمي بشرر كالقصر (32)}). [معاني القرآن: 5/268]


تفسير قوله تعالى: {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ (33)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {كالقصر...} يريد: القصر من قصور مياه العرب، وتوحيده وجمعه عربيان، قال الله تبارك وتعالى: {سيهزم الجمع ويولّون الدّبر}، معناه: الأدبار، وكأن القرآن نزل على ما يستحب العرب من موافقة المقاطع، ألا ترى أنه قال: {إلى شيء نّكرٍ}، فثقل في (اقتربت)؛ لأن آياتها مثقلة، قال: {فحاسبناها حساباً شديداً وعذّبناها عذاباً نّكراً}. فاجتمع القراء على تثقيل الأول، وتخفيف هذا، ومثله: {الشّمس والقمر بحسبانٍ}، وقال: {جزاءً مّن ربّك عطاءً حساباً} فأجريت رءوس الآيات على هذه المجاري، وهو أكثر من أن يضبطه الكتاب، ولكنك تكتفي بهذا منه إن شاء الله.
ويقال: كالقصر كأصول النخل، ولست أشتهي ذلك؛ لأنها مع آيات مخففة، ومع أن الجمل إنما شبه بالقصر، ألا ترى قوله جل وعز: {كأنّه جمالاتٌ صفر}، والصّفر: سود الإبل، لا ترى أسود من الإبل إلاّ وهو مشربٌ بصفرة، فلذلك سمت العرب سود الإبل: صفرا، كما سمّوا الظبّاء: أدماً لما يعلوها من الظلمة في بياضها، وقد اختلف القراء في "جمالات":
- فقرأ عبد الله بن مسعود وأصحابه: (جمالةٌ) ...
- وحدثني محمد بن الفضل عن عطاء عن أبي عبد الرحمن يرفعه إلى عمر بن الخطاب (رحمه الله) أنه قرأ: "جمالاتٌ" وهو أحب الوجهين إليّ؛ لأن الجمال أكثر من الجمالة في كلام العرب.
وهي تجوز، كما يقال: حجر وحجارة، وذكر وذكاره إلاّ أن الأول أكثر، فإذا قلت: جمالات، فواحدها: جمال، مثل ما قالوا: رجالٌ ورجالات، وبيوت وبيوتات، فقد يجوز أن تجعل واحد الجمالات جمالة، [وقد حكى عن بعض القراء: جمالات]، فقد تكون من الشيء المجمل، وقد تكون جمالاتٌ جمعا من جمع الجمال. كما قالوا: الرّخل والرُّخال، والرِّخال). [معاني القرآن: 3/224-225]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({جمالاتٌ صفرٌ} سود، جمل أصفر ؛ أسود). [مجاز القرآن: 2/281]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({انطلقوا إلى ظلٍّ ذي ثلاث شعبٍ * لاّ ظليلٍ ولا يغني من اللّهب * إنّها ترمي بشررٍ كالقصر} وقال: {إلى ظلٍّ ذي ثلاث شعبٍ} {لاّ ظليلٍ ولا يغني من اللّهب} ثم استأنف فقال: {إنّها ترمي بشررٍ كالقصر} أي: كالقصور وقال بعضهم {كالقصر} أي: كأعناق الإبل). [معاني القرآن: 4/43](م)
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({كأنّه جمالتٌ صفرٌ} وقال: {كأنّه جمالةٌ صفرٌ}، بعض العرب يجمع "الجمال" [على] "الجمالات" كما تقول "الجزرات" وقال بعضهم {جمالاتٌ} وليس يعرف هذا الوجه). [معاني القرآن: 4/43]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({جمالات صفر}: سود وقالوا إبل وقالوا قلوس سفن البحر يضم بعضها إلى بعض). [غريب القرآن وتفسيره: 407]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({بشررٍ كالقصر} من البناء.
ومن قرأه: (كالقَصَر)، أراد: أصول النخل المقطوعة المقلوعة. ويقال: أعناق النخل [أو الإبل]، شبّهها بقصر الناس، أي أعناقهم). [تفسير غريب القرآن: 507]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({جمالات}: جمالات. صفرٌ أي إبل سود. واحدها: «جمالة». والبعير الأصفر هو الأسود: لأن سواده تعلوه صفرة.
قال ابن عباس: «الجمالات الصّفر: حبال السّفن يجمع بعضها إلى بعض، حتى تكون كأوساط الرجال»). [تفسير غريب القرآن: 507]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ثم وصف النار فقال: {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} فمن قرأه بتسكين الصاد، أراد القصر من قصور مياه الأعراب.
ومن قرأه (القَصَر) شبّهه بأعناق النخل، ويقال: بأصوله إذا قطع. ووقع تشبيه الشّرر بالقصر في مقاديره، ثم شبّهه في لونه بالجمالات الصّفر وهي السود، والعرب تسمى السّود من الإبل صفرا، قال الشاعر:
تلك خيلي منها وتلك ركابي = هنّ صفر أولادها كالزّبيب
أي: هنّ سود.
وإنما سمّيت السّود من الإبل: صفرا، لأنه يشوب سودها شيء من صفرة، كما قيل لبيض الظباء: أدم، لأن بياضها تعلوه كدرة.
والشّرر إذا تطاير فسقط وفيه بقية من لون النار، أشبه شيء بالإبل السّود، لما يشوبها من الصفرة). [تأويل مشكل القرآن: 320-321]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
({إنّها ترمي بشرر كالقصر (32)}
جاء في التفسير أنه القصر من هذه القصور، وقيل القصر جمع قصرة؛ وهو الغليظ من الشجر، وقرئت كالقصر -بفتح الصاد- جمع قصرة أي كأنّها أعناق الإبل). [معاني القرآن: 5/268]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {(كأنّه جمالت صفر (33)} يقرأ (جِمَالات) وجُمالات، - بضم الجيم وكسرها - يعنى أن الشرر كالجمال السّود، يقال للإبل التي هي سود تضرب إلى الصّفرة: إبل صفر.
- فمن قرأ (جمالات) بالكسر فهو جمع جمال، كما تقول بيوت وبيوتات وهو جمع الجمع.
- ومن قرأ (جمالات) بالضم فهو جمع جمالة. وهو القلس من قلوس سفن البحر، ويقال كالقَلْسِ من قلوس الجسر.
ويجوز أن يكون جمع جمل وجمال وجمالات، كما قيل رجال جمع رجل، وقرئت (جِمَالَةٌ صُفْرٌ) على جمع جمل وجمالة كما قيل حَجَر وحِجارة، وذَكَر وذِكارة، وقرئت (جماله صُفْرٌ) على ما فسّرنا في جمالات). [معاني القرآن: 5/268]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({كَالْقَصْرِ} يريد من البناء في أحد القصور. ومن قرأ بفتح الصاد أراد: أصول النخل المقطوعة. قيل: أعناق النخل [شبّهها] بقَصَر النّاس أي بأعناقهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 290]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({جِمَالَاتٌ صُفْرٌ} أي إبل سود، واحدها جَمالة. وقيل: {جمالات صفر}: هي حبال السفن، يجمع بعضها إلى بعض). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 290]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({جِمَالَاتٌ صُفْرٌ}: إبل سود). [العمدة في غريب القرآن: 330]

تفسير قوله تعالى: (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (34) )


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2 ذو الحجة 1431هـ/8-11-2010م, 08:39 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 35 إلى آخر السورة]


{هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ (35) وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (36) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (37) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (38) فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (39) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (40) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ (41) وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (42) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (44) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (45) كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (47) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)}


تفسير قوله تعالى: {هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ (35)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {هذا يوم لا ينطقون...} اجتمعت القراء على رفع اليوم، ولو نصب لكان جائزا على جهتين:
إحداهما: أن العرب إذا أضافت اليوم والليلة إلى فعل أو يفعل، أو كلمة مجملةٍ لا خفض فيها نصبوا اليوم في موضع الخفض والرفع، فهذا وجه.
والآخر: أن تجعل هذا في معنى: فعلٍ مجملٍ من "لا ينطقون" -وعيد الله وثوابه- فكأنك قلت: هذا الشأن في يوم لا ينطقون.
والوجه الأول أجود، والرفع أكثر في كلام العرب.
ومعنى قوله: هذا يوم لا ينطقون ولا يعتذرون في بعض الساعات في ذلك اليوم. وذلك في هذا النوع بيّن. تقول في الكلام: آتيك يوم يقدم أبوك، ويوم تقدم، والمعنى ساعة يقدم وليس باليوم كله ولو كان يوماً كلّه في المعنى لما جاز في الكلام إضافته إلى فعل، ولا إلى يفعل، ولا إلى كلام مجمل، مثل قولك: آتيتك حين الحجاج أميرٌ.
وإنما استجازت العرب: أتيتك يوم مات فلان، وآتيتك يوم يقدم فلان؛ لأنهم يريدون: أتيتك إذ قدم، وإذا يقدم؛ فإذ وإذا لا تطلبان الأسماء، وإنما تطلبان الفعل. فلما كان اليوم والليلة وجميع المواقيت في معناهما أضيفا إلى فعل ويفعل وإلى الاسم المخبر عنه، كقول الشاعر:
أزمان من يرد الصنيعة يصطنع = مننًا، ومن يرد الزهادة يزهد).
[معاني القرآن: 3/225-226]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({هذا يوم لا ينطقون}[معاني القرآن: 4/43]
وقال: {هذا يوم لا ينطقون} فرفع، ونصب بعضهم على قوله "هذا الخبر يوم لا ينطقون" وكذاك {[هذا] يوم الفصل} وترك التنوين للإضافة، كأنه قال: "هذا يوم لا نطق" وإن شئت نونت اليوم إذا أضمرت فيه كأنك قلت "هذا يومٌ لا ينطقون فيه"). [معاني القرآن: 4/44]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {هذا يوم لا ينطقون (35) ولا يؤذن لهم فيعتذرون (36)} يوم القيامة له مواطن ومواقيت، فهذا من المواقيت التي لا يتكلمون فيها). [معاني القرآن: 5/268]


تفسير قوله تعالى: {وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (36)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ولا يؤذن لهم فيعتذرون...} نويت بالفاء أن يكون نسقا على ما قبلها، واختير ذلك لأن الآيات بالنون، فلو قيل: فيعتذروا لم يوافق الآيات. وقد قال الله جل وعز: {لا يقضى عليهم فيموتوا} بالنصب، وكلٌّ صواب. مثله: {من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه} و(فيضاعفه)، قال، قال أبو عبد الله: كذا كان يقرأ الكسائي، والفراء، وحمزة، (فيضاعفه) ). [معاني القرآن: 3/226]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ولا يؤذن لهم فيعتذرون} مرفوعة). [مجاز القرآن: 2/281]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {هذا يوم لا ينطقون (35) ولا يؤذن لهم فيعتذرون (36)} يوم القيامة له مواطن ومواقيت، فهذا من المواقيت التي لا يتكلمون فيها). [معاني القرآن: 5/268](م)


تفسير قوله تعالى: {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (38)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {هذا يوم الفصل جمعناكم والأوّلين (38)} أي هذا يوم يفصل فيه بين أهل الجنة والنار وأهل الحق والباطل). [معاني القرآن: 5/268]


تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (39)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله جل وعز: {فإن كان لكم كيدٌ فكيدون...} إن كان عندكم حيلة، فاحتالوا لأنفسكم). [معاني القرآن: 3/227]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فإن كان لكم كيدٌ} أي حيلة: {فكيدون} أي فاحتالوا). [تفسير غريب القرآن: 507]


تفسير قوله تعالى: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون (43)} ههنا إضمار القول، المعنى: {إنّ المتّقين في ظلال وعيون (41) وفواكه ممّا يشتهون (42)} يقال لهم: {كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون}). [معاني القرآن: 5/268-269]


تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون...} يقول: إذا أمروا بالصلاة لم يصلوا). [معاني القرآن: 3/227]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون (48)} إذا أمروا بالصلاة لم يصلّوا). [معاني القرآن: 5/269]


تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فبأيّ حديث بعده يؤمنون (50)} أي: فبأيّ حديث بعد القرآن الذي أتاهم فيه البيان وأنه معجزة وهو آية قائمة، دليلة على الإسلام مما جاء به النبي عليه السلام). [معاني القرآن: 5/269]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:26 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة