العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > التفسير اللغوي > جمهرة التفسير اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 شعبان 1431هـ/19-07-2010م, 08:43 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي التفسير اللغوي لسورة المدثر

التفسير اللغوي لسورة المدثر

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 ذو الحجة 1431هـ/7-11-2010م, 10:36 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى 10]


{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7) فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (10) }

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله تبارك وتعالى: {يا أيّها المدّثّر...} يعني: المتدثر بثيابه لينام). [معاني القرآن: 3/200]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} مجازها: المتدثر النائم الذي يتدثر ثوبه). [مجاز القرآن: 2/275]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({المدثر}: الذي يتدثر بثوبه). [غريب القرآن وتفسيره: 398]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({المدّثّر}: المتدثر ثيابه إذا نام. فأدغم التاء في الدال). [تفسير غريب القرآن: 495]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {يا أيّها المدّثّر (1)} القراءة بتشديد، والأصل المتدثّر، والعلة فيها كالعلّة في المتزمّل. وتفسيرها كتفسير المزمّل. وقد رويت المتدثر - بالتاء -). [معاني القرآن: 5/245]

تفسير قوله تعالى: {قُمْ فَأَنْذِرْ (2)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {قم فأنذر...} يريد: قم فصلّ، ومر بالصلاة). [معاني القرآن: 3/200]

تفسير قوله تعالى: {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وربّك فكبّر (3)} أي صفه بالتعظيم وأنه أكبر، ودخلت الفاء على معنى جواب الجزاء، المعنى: قم فأنذر أي قم فكبر ربّك). [معاني القرآن: 5/245]

تفسير قوله تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {وثيابك فطهّر...} يقول: لا تكن غادرا فتدنس ثيابك، فإن الغادر دنس الثياب، ويقال: وثيابك فطهر، وعملك فأصلح. وقال بعضهم: وثيابك فطهر: قصر، فإن تقصير الثياب طهرة). [معاني القرآن: 3/200]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({وثيابك فطهر}: أي نفسك فطهر من الإثم. والعرب تقول: فلان دنس الثياب يريدون عيبه في نفسه، وفلان نقي الثوب والجيب يريدون مدحته). [غريب القرآن وتفسيره: 398]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وثيابك فطهّر} أي طهّر نفسك من الذنوب. فكنّي عنه بثيابه: [لأنها تشتمل عليه].قال ابن عيينة: «لا تلبس ثيابك على كذب، ولا فجور، ولا غدر، ولا إثم. البسها: وبدنك طاهر. (قال): وقال الحسن: يطّيب أحدهم ثوبه، وقد أصلّ ريحه! وقال ابن عباس: أما سمعت قول الشاعر: إني - بحمد اللّه - لا ثوب غادر لبست، ولا من خزية أتقنّع».
وقال بعضهم: «ثيابك فقصّر، فإن تقصير الثياب طهر لها»). [تفسير غريب القرآن: 495]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} أي طهّر نفسك من الذنوب، فكنى عن الجسم بالثياب، لأنّها تشتمل عليه.
قالت ليلى الأخيلية وذكرت إبلا:
رموها بأثواب خفاف فلا ترى = لها شبها إلّا النّعام المنفّرا
أي ركبوها فرموها بأنفسهم.
وقال آخر:
لاهُمَّ إنّ عامر بن جهم = أَوْذَمَ حَجّا في ثيابٍ دُسْمٍ
أي هو متدنّس بالذنوب.
والعرب تقول: قوم لطاف الأزر. أي خماص البطون، لأنّ الأزر تلاث عليها.
ويقولون: فدى لك إزاري. يريدون: بدني، فتضع الإزار موضع النّفس.
قال الشاعر:
ألا أبلغ أبا حفص رسولا = فدى لك من أخي ثقة إزاري
وقد يكون الإزار في هذا البيت: الأهل. قال الهذليّ:
تبرّأ من دمّ القتيل وبزّه = وقد علقت دمّ القتيل إزارها
أي نفسها.
ويقولون للعفاف: إزار، لأنّ العفيف كأنّه استتر لمّا عفّ.
وقال عديّ بن زيد:
أجْلِ أنَّ الله قَدْ فضّلكم = فوق ما أَحْكِي بُصُلْبٍ وإِزار
فالصُّلب: الحَسَب، سمّاه صُلباً لأنّ الحَسَب: العشيرة. والخلق من ماء الصّلب. والإزار: العفاف.
ويجوز أن يكون سمّى العشيرة صُلْبًا لأنّهم ظهر الرجل، والصّلب في الظّهر). [تأويل مشكل القرآن: 142-143]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
({وثيابك فطهّر (4)} مثلها، وتأويل {وثيابك فطهّر} أي لا تكن غادرا. يقال للغادر دنس الثياب، ويكون {وثيابك فطهّر} أي نفسك فطهر. وقيل {وثيابك فطهّر} أي ثيابك فقصر لأن تقصير الثوب أبعد من النجاسة وأنه إذا انجر على الأرض لم يؤمن أن يصيبه ما ينجسه). [معاني القرآن: 5/245]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({وثيابك فطهر} قال ثعلب: اختلف الناس، فقالت طائفة: الثياب - هاهنا: اللباس، وقالت طائفة: الثياب - هاهنا: القلب). [ياقوتة الصراط: 541]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}:........) [1]. [العمدة في غريب القرآن: 322]

تفسير قوله تعالى: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (فقوله عز وجل: {والرّجز فاهجر...} كسره عاصم والأعمش والحسن، ورفعه السلمي ومجاهد وأهل المدينة فقرءوا: "والرجز فاهجر"
وفسر مجاهد: (والرجز..): الأوثان، وفسره الكلبي: (الرجز): العذاب، ونرى أنهما لغتان، وأن المعنى فيهما واحد). [معاني القرآن: 3/200-201]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({والرجز فاهجر}: قالوا الأوثان وقالوا الإثم، والرجز والرجس واحد). [غريب القرآن وتفسيره: 398]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({والرّجز فاهجر} يعني: الأوثان وأصل «الرجز» العذاب.
فسمّيت الأوثان رجزا: لأنها تؤدّي إلى العذاب). [تفسير غريب القرآن: 495]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال الله عز وجل: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ}، يعني الأوثان، سمّاها رجزا- والرّجز: العذاب- لأنها تؤدّي إليه). [تأويل مشكل القرآن: 471]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({والرّجز فاهجر (5)} (والرّجز)بكسر الراء، وقرئت بضم الراء، ومعناهما واحد. وتأويلهما اهجر عبادة الأوثان. والرجز في اللغة العذاب، قال اللّه تعالى: {ولمّا وقع عليهم الرّجز}.. فالتأويل على هذا ما يؤدي إلى عذاب الله فاهجره). [معاني القرآن: 5/245]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} أي الأوثان، وأصل الرجز العذاب، لأن الأوثان تؤدي إلى العذاب فسمّيت بذلك). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 284]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الرُّجْزَ}: الإثم). [العمدة في غريب القرآن: 322]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فِي النَّاقُورِ}:.....) [2]. [العمدة في غريب القرآن: 322]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ولا تمنن تستكثر...} يقول: لا تعط في الدنيا شيئا لتصيب أكثر منه، وهي في قراءة عبد الله: "ولا تمنن أن تستكثر" فهذا شاهد على الرفع في "تستكثر" ولو جزمه على هذا المعنى كان صوابا، والرفع وجه القراءة والعمل). [معاني القرآن: 3/201]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({لا تمنن تستكثر} رفع يقول: لا تمنن مستكثراً صفة، ليس له ها هنا نهيٌ). [مجاز القرآن: 2/275]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({ولا تمنن تستكثر} [معاني القرآن: 4/38]
قال: {ولا تمنن تستكثر} جزم لأنها جواب النهي وقد رفع بعضهم {ولا تمنن تستكثر} يريد مستكثرا وهو أجود المعنيين). [معاني القرآن: 4/39]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ولا تمنن تستكثر} يقول: لا تعط في الدنيا شيئا، لتصيب أكثر منه). [تفسير غريب القرآن: 496]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله: {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} أي قُتِل، والنَّحْبُ: النَّذر.
وأصل هذا: أنّ رجالا من أصحاب رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، نذروا إن لقوا العدوّ ليصدقنّ القتال أو ليقتلنّ، هذا أو نحوه، فقتلوا، فقيل لمن قتل: قَضَى نَحْبَه. واستعير النَّحب مكان الأجل، لأن الأجل وقع بالنّحب، وكان النّحب له سبباً.
ومنه قيل للعطية: المنُّ، لأنّ من أعطى فقد مَنَّ. قال الله تعالى: {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} أي لا تعط لتأخذ أكثر مما أعطيت.
وقال: {هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ}، أي فأعط أو أمسك.
وقوله: {بِغَيْرِ حِسَابٍ} مردود إلى قوله: هذا عطاؤنا بغير حساب). [تأويل مشكل القرآن: 183-184](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
({ولا تمنن تستكثر (6)} أي لا تعط شيئا مقدّرا أن تأخذ بدله ما هو أكثر منه، وتستكثر حال [معاني القرآن: 5/245]
متوقعة وهذا للنبي -صلى الله عليه وسلم- خاصة وليس على الإنسان إثم أن يهدي هديّة يرجو بها ما هو أكثر منها، والنبي -صلى الله عليه وسلم- أدّبّه الله بأشرف الآداب وأجل الأخلاق). [معاني القرآن: 5/246]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ} أي لا تُعط في الدنيا شيئاً لتأخذ أكثر منه، وهذا خصوصا للنبي صلى الله عليه وسلم وهذا مباح لأمّته، وهذا إنما هو الهدية وشبهها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 284-285]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فإذا نقر في النّاقور...} يقال: إنها أول النفختين). [معاني القرآن: 3/201]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({نقر في الناقور}: نفخ في الصور). [غريب القرآن وتفسيره: 399]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({فإذا نقر في النّاقور} أي نفخ في الصور أول نفخة).
[تفسير غريب القرآن: 496]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فإذا نقر في النّاقور (8) فذلك يومئذ يوم عسير (9)}
{الناقور}: الصّور، وقيل في التفسير إنه يعني به النفخة الأولى.
و{يوم عسير} يرتفع بقوله: {فذلك يومئذ}، المعنى: فذلك يوم عسير يوم ينفخ في الصور.
و(يومئذ): يجوز أن يكون رفعا، ويجوز أن يكون نصبا. فإذا كان رفعا فإنما بني على الفتح لإضافته إلى (إذ) لأن (إذ) غير متمكنة، وإذا كان نصبا فهو على معنى: فذلك يوم عسير في يوم ينفخ في الصور). [معاني القرآن: 5/246]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ):{الناقور}: الصور). [ياقوتة الصراط: 541]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} أي نُفخ في (الصدر)[3] ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 285]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فِي النَّاقُورِ}:.....) [4]. [العمدة في غريب القرآن: 322]

تفسير قوله تعالى: {فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({عسيرٌ} مثل عصيب وعصبصب). [مجاز القرآن: 2/275]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({عسير}: شديد وكذلك عصيب). [غريب القرآن وتفسيره: 399]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(وقوله: {فإذا نقر في النّاقور (8) فذلك يومئذ يوم عسير (9)}
الناقور الصّور، وقيل في التفسير إنه يعني به النفخة الأولى.
و{يوم عسير} يرتفع بقوله: {فذلك يومئذ}، المعنى: فذلك يوم عسير يوم ينفخ في الصور.
و(يومئذ): يجوز أن يكون رفعا، ويجوز أن يكون نصبا. فإذا كان رفعا فإنما بني على الفتح لإضافته إلى (إذ) لأن (إذ) غير متمكنة، وإذا كان نصبا فهو على معنى: فذلك يوم عسير في يوم ينفخ في الصور). [معاني القرآن: 5/246](م)
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({عَسِيرٌ}: شديد). [العمدة في غريب القرآن: 322]

تفسير قوله تعالى: (عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (10) )


[1، 2، 4] كتب في الأصل أنها لم يرد تفسيرها في المخطوط.
[3] لعل الصواب: الصور.


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 ذو الحجة 1431هـ/7-11-2010م, 10:40 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 11 إلى 31]


{ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (12) وَبَنِينَ شُهُودًا (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآَيَاتِنَا عَنِيدًا (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (17) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30) وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)}

تفسير قوله تعالى: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (12) وَبَنِينَ شُهُودًا (13)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ذرني ومن خلقت وحيداً...}. [الوحيد] فيه وجهان:
- قال بعضهم: ذرني ومن خلقته وحدي.
- وقال آخرون: خلقته وحده لا مال له ولا بنين، وهو أجمع الوجهين). [معاني القرآن: 3/201]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {وجعلت له مالاً مّمدوداً...}.
قال الكلبي: العروض والذهب والفضة،...
وحدثني قيس عن إبراهيم بن المهاجر عن مجاهد في قوله: {وجعلت له مالاً مّمدوداً}، قال: ألف دينار، ونرى أن الممدود جعل للعدد؛ لأن الألف غاية العدد، يرجع في أول العدد من الألف. ومثله قول العرب: لك على ألف أقدع، أي: غاية العدد). [معاني القرآن: 3/201]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({مالاً ممدوداً} كثيراً). [مجاز القرآن: 2/275]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وبنين شهوداً...} كان له عشرة بنين لا يغيبون عن عينيه في تجارة ولا عمل، والوحيد: الوليد بن المغيرة المخزومي). [معاني القرآن: 3/201]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({مالا ممدودا}: كثيرا). [غريب القرآن وتفسيره: 399]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({ذرني ومن خلقت وحيداً} أي فردا: لا مال له ولا بنين، ثم {جعلت له مالًا ممدوداً}: دائما، {وبنين شهوداً}.

وهو الوليد بن المغيرة: كان له عشرة بنين لا يغيبون عنه في تجارة ولا عمل). [تفسير غريب القرآن: 496]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ذرني ومن خلقت وحيدا (11)}
قد فسرنا معنى {ذرني} في المزمل.
و{وحيدا} منصوب على الحال، وهو على وجهين: أحدهما أن يكون وحيدا من صفة اللّه - عزّ وجلّ - المعنى ذرني ومن خلقته وحدي لم يشركني في خلقه أحد، ويكون (وحيدا) من صفة المخلوق، ويكون المعنى، ذرني ومن خلقته وحده لا مال له ولا ولد). [معاني القرآن: 5/246]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وجعلت له مالا ممدودا (12) وبنين شهودا (13)} تقديره مال غير منقطع عنه، وقيل ألف دينار، وبنين شهودا، أي شهود معه لا يحتاجون إلى أن يتصرفوا ويغيبوا عنه.وهذا قيل يعنى به الوليد بن المغيرة، كان له بنون عشرة وكان موسرا). [معاني القرآن: 5/246]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَّمْدُودًا}: كثيراً). [العمدة في غريب القرآن: 322]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآَيَاتِنَا عَنِيدًا (16)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({لآياتنا عنيداً} معانداً لآياتنا، كالبعير العنود وقال الحادي:إذا نزلت فاجعلاني وسطا... إني كبيرٌ لا أطيق العنّدا). [مجاز القرآن: 2/275]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({كلاّ إنّه كان لآياتنا عنيداً} وقال: {كلاّ إنّه كان لآياتنا عنيداً} أي: معاندا). [معاني القرآن: 4/39]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({إنّه كان لآياتنا عنيداً} أي معاندا). [تفسير غريب القرآن: 496]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({عَنِيدًا}: معانداً). [العمدة في غريب القرآن: 322]

تفسير قوله تعالى: {سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (17)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {سأرهقه صعوداً} أي سأغشية مشقة من العذاب.و«الصّعود»: العقبة الشاقة. وكذلك «الكؤود»). [تفسير غريب القرآن: 496]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {سأرهقه صعودا (17)} أي سأحمله على مشقّة من العذاب). [معاني القرآن: 5/246]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً} أي سأغشيه مشقّة من العذاب.
والصَّعود: العقبة الشاقّة مثل الكَئُود). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 285]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({سَأُرْهِقُهُ}: سأكلفه المشقة.
{صَعُودًا}: جبل في النار). [العمدة في غريب القرآن: 323]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّه فكّر وقدّر...}. [معاني القرآن: 3/201]
فذكروا أنه جمع رؤساء أهل مكة فقال: إن الموسم قددنا، وقد فشا أمر هذا الرجل في الناس، ما أنتم قائلون فيه للناس؟ قالوا: نقول: مجنون. قال: إذًا يؤتى فيكلّم، فيرى عاقلا صحيحاً، فيكذبوكم، قالوا: نقول: شاعر. قال: فهم عرب قد رووا الأشعار وعرفوها، وكلام محمد لا يشبه الشّعر، قالوا: نقول: كاهن، قال: فقد عرفوا الكهنة، وسألوهم، وهم لا يقولون: يكون كذا وكذا إن شاء الله، ومحمد لا يقول لكم شيئاً إلا قال: إن شاء الله، ثم قام، فقالوا: صبأ الوليد. يريدون أسلم الوليد. فقال ابن أخيه أبو جهل: أنا أكفيكم أمره، فأتاه فقال: إن قريشاً تزعم أنك قد صبوت وهم يريدون: أن يجمعوا لك مالاً يكفيك مما تريد أن تأكل من فضول أصحاب محمد ـ صلى الله عليه ـ فقال: ويحك! والله ما يشبعون، فكيف ألتمس فضولهم مع أني أكثر قريش مالا؟ ولكني فكرت في أمر محمد ـ صلى الله عليه ـ، وماذا نرد على العرب إذا سألتنا، فقد عزمت على أن أقول: ساحر. فهذا تفسير قوله: {إنّه فكّر وقدّر} القول في محمد صلى الله عليه). [معاني القرآن: 3/202]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({إنّه فكّر وقدّر} في كيد محمد - صلّى اللّه عليه وسلم - وما جاء به، فقال: «شاعر» مرة، و«ساحر» مرة، و«كاهن» مرة، وأشباه ذلك). [تفسير غريب القرآن: 496]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَكَّرَ وَقَدَّرَ} أي في كيد النبيّ صلى الله عليه وسلم وعيبه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 285]

تفسير قوله تعالى: {فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فقتل كيف قدّر...} قتل أي: لعن، وكذلك: {قاتلهم الله} و{قتل الإنسان ما أكفره}، ذكر أنهن اللعن). [معاني القرآن: 3/202]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( وقوله: {قتل} أي لعن. كذلك قيل في التفسير). [تفسير غريب القرآن: 496]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {إنّه فكّر وقدّر (18) فقتل كيف قدّر (19)} معنى - (قتل) ههنا لعن، ومثله: {قتل الخرّاصون (10)}. [معاني القرآن: 5/246]
وكان الوليد بن المغيرة قال لرؤساء أهل مكة، قد رأيتم هذا الرجل – يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلمتم ما فشا من أمره، فإن سألكم الناس عنه ما أنتم قائلون.
قالوا نقول: هو مجنون، قال: إذن يخاطبوه فيعلموا أنه غير مجنون.قالوا فنقول: إنه شاعر، قال: هم العرب، يعلمون الشعر ويعلمون أن ما أتى به ليس بشعر.قالوا: فنقول إنه كاهن، قال الكهنة لا تقول إنه يكون كذا وكذا إن شاء اللّه وهو يقول إن شاء الله، فقالوا قد صبأ الوليد. وجاء أبو جهل ابن أخيه، فقالوا: إن القوم يقولون إنك قد صبوت. وقد عزموا على أن يجمعوا لك مالا فيكون عوضا مما تقدر أن تأخذ من أصحاب محمد، فقال: واللّه ما يشبعون، فكيف أقدر أن آخذ منهم مالا وإني لمن أيسر الناس، ومر به جماعة فذكروا له ما أتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - ففكر وعبس وجهه وبسر، أي نظر بكراهة شديدة. فقال: ما هذا الذي أتى به محمد إلّا سحر يأثره عن مسيلمة وعن أهل بابل). [معاني القرآن: 5/247]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ثمّ نظر... ثمّ عبس وبسر...} ذكروا: أنه مرّ على طائفة من المسلمين في المسجد الحرام، فقالوا: هل لك إلى الإسلام يا أبا المغيرة؟ فقال: ما صاحبكم إلاّ ساحر، وما قوله إلاّ السحر تعلّمه من مسيلمة الكذاب، ومن سحرة بابل، ثم قال: ولّي عنهم مستكبراً قد عبس وجهه وبسر: كلح مستكبراً عن الإيمان. فذلك قوله: {إن هذا إلاّ سحرٌ يؤثر...} يأثره عن أهل بابل). [معاني القرآن: 3/202-203]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({عبس وبسر} كره وجهه وقال توبة:
وقد رابني منها صدودٌ رأيته = وإعراضها عن حاجتي وبسورها).[مجاز القرآن: 2/275]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({وبسر}: الباسر الكالح). [غريب القرآن وتفسيره: 399]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
({عبس وبسر} أي قطّب وكرّة).
[تفسير غريب القرآن: 496]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({عَبَسَ وَبَسَرَ} أي قطّب وكرّه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 285]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({عَبَسَ}: كلح وجهه {وبَسَرَ}: قطب). [العمدة في غريب القرآن: 323]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({إن هذا إلّا قول البشر (25)} أي ما هذا إلا قول البشر). [معاني القرآن: 5/247]

تفسير قوله تعالى: {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قال الله جل وعز: {سأصليه سقر...} وهي اسم من أسماء جهنم، فلذلك لم يُجْزَ، وكذلك {لظى}). [معاني القرآن: 3/203]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({سأصليه سقر (26)}
{سقر} لا ينصرف لأنها معرفة، وهي مؤنثة، وسقر اسم من أسماء جهنم). [معاني القرآن: 5/247]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم أعلم اللّه تعالى شأن سقر في العذاب فقال:{وما أدراك ما سقر (27)} تأويله وما أعلمك أي شيء سقر فقال: {لا تبقي ولا تذر (28) لوّاحة للبشر (29)}). [معاني القرآن: 5/247]

تفسير قوله تعالى: {لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {لوّاحةٌ للبشر...} مردود على سقر بنية التكرير، كما قال: {ذو العرش المجيد فعّالٌ لما يريد} وكما قال في قراءة عبد الله: {وهذا بعلي شيخاً} ولو كان "لواحةً للبشر" كان صوابا، كما قال: {إنّها لإحدى الكبر نذيراً لّلبشر} .
وفي قراءة أبي: "نذيرٌ للبشر" وكل صواب). [معاني القرآن: 3/203]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لوّاحةٌ للبشر...} تسوّد البشرة بإحراقها). [معاني القرآن: 3/203]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({لوّاحةٌ للبشر} مغيرة قال الحادي:يا بنت عمّي لاحني الهواجر). [مجاز القرآن: 2/275]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({لواحة للبشر}: مغيرة للجلود. يقال "لوحته الشمس: إذا غيرته.
{البشر} جمع بشرة). [غريب القرآن وتفسيره: 399]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({لوّاحةٌ للبشر} أي مغيرة لهم يقال: لاحته الشمس، إذا غيّرته).
[تفسير غريب القرآن: 496]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({لا تبقي ولا تذر (28) لوّاحة للبشر (29)} البشر جمع بشرة، أي تحرق الجلد حتّى يسودّ). [معاني القرآن: 5/247]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لَوَّاحَةٌ} أي مُغَيِّرة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 285]

تفسير قوله تعالى: {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30) وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {عليها تسعة عشر...} فإن العرب تنصب ما بين أحد عشر إلى تسعة عشر في الخفض والرفع، ومنهم من يخفف العين في تسعة عشر، فيجزم العين في الذّكران، ولا يخففها في: ثلاث عشرة إلى تسع عشرة؛ لأنهم إنما خفضوا في المذكر لكثرة الحركات. فأما المؤنث، فإن الشين من عشرة ساكنة، فلم يخففوا العين منها فيلتقي ساكنان. وكذلك: اثنا عشر في الذكران لا يخفف العين؛ لأن الألف من: اثنا عشر ساكنة فلا يسكن بعدها آخر فيلتقي ساكنان، وقد قال بعض كفار أهل مكة وهو أبو جهل: وما تسعة عشر؟ الرجل منا يطبق الواحد فيكفه عن الناس. وقال رجل من بني جمح كان يكنى: أبا الأشدين: أنا أكفيكم سبعة عشر، واكفوني اثنين؛ فأنزل الله: {وما جعلنا أصحاب النّار إلاّ ملائكةً...}، أي: فمن يطبق الملائكة؟ ثم قال: {وما جعلنا عدّتهم} في القلة {إلاّ فتنةً...} على الذين كفروا ليقولوا ما قالوا، ثم قال: {ليستيقن الّذين أوتوا الكتاب...} يقيناً إلى يقينهم؛ لأنّ عدة الخزنة لجهنم في كتابهم: تسعة عشر، {ويزداد الّذين آمنوا إيماناً...} لأنها في كتاب أهل الكتاب كذلك). [معاني القرآن: 3/203-204]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({عليها تسعة عشر وما جعلنا أصحاب النّار إلّا ملائكةً}.روي: أن رجلا من المشركين - قال: أنا أكفيكم سبعة عشر، واكفوني اثنين: فأنزل اللّه: {وما جعلنا أصحاب النّار إلّا ملائكةً} فمن يطيقهم؟.{وما جعلنا عدّتهم} في هذه القلّة {إلّا فتنةً}، لأنهم قالوا: «وما قدر تسعة عشر؟ فيطيقوا هذا الخلق كله!».
{ليستيقن الّذين أوتوا الكتاب} حين وافقت عدّة خزنة أهل النار ما في كتابهم. هذا قول قتادة). [تفسير غريب القرآن: 497]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({عليها تسعة عشر (30)} [معاني القرآن: 5/247]
أي على سقر تسعة عشر ملكا، ووصفهم اللّه في موضع آخر فقال: {عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون اللّه ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون (6)}
الذي حكاه البصريون (تسعة عشر) بفتح العين في عشر. وقد قرئت بتسكين العين، والقراءة بفتحها، وإنما أسكنها من أسكنها لكثرة الحركات، وذلك أنهما اسمان جعلا اسما واحدا، ولذلك بنيا على الفتح، وقرأ بعضهم تسعة عشر فأعربت على الأصل، وذلك قليل في النحو، والأجود تسعة عشر على البناء على الفتح، وفيها وجه آخر "تسعة أعشر"، وهي شاذّة، كأنّها على جمع فعيل وأفعل، مثل يمين وأيمن). [معاني القرآن: 5/248]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)}
{وما جعلنا عدّتهم إلّا فتنة للّذين كفروا} أي محنة، لأن بعضهم قال بعضنا يكفي هؤلاء.
وقوله: {ليستيقن الّذين أوتوا الكتاب} أي يعلمون أن ما أتى به النبي عليه السلام موافقا لما في كتبهم.
{ويزداد الّذين آمنوا إيمانا} لأنهم كلّما صدقوا بما يأتي في كتاب اللّه عزّ وجلّ زاد إيمانهم.
{ولا يرتاب الّذين أوتوا الكتاب والمؤمنون} أي لا يشكون.
وقوله: {وما هي إلّا ذكرى للبشر} جاء في التفسير أن النار في الدنيا تذكر بالنار في الآخرة). [معاني القرآن: 5/248]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 ذو الحجة 1431هـ/7-11-2010م, 10:42 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 32 إلى آخر السورة]


{كَلَّا وَالْقَمَرِ (32) وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33) وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (34) إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيرًا لِلْبَشَرِ (36) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (37) كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48) فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51) بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً (52) كَلَّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآَخِرَةَ (53) كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (54) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (55) وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (56)}

تفسير قوله تعالى: (كَلَّا وَالْقَمَرِ (32) )

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {واللّيل إذ أدبر...}. قرأها ابن عباس: (والليل إذا دبر) ومجاهد وبعض أهل المدينة كذلك، وقرأها كثير من الناس (واللّيل إذ أدبر)...
- حدثني بذلك محمد بن الفضل عن عطاء عن أبي عبد الرحمن عن زيد أنه قرأها (والليل إذ أدبر)، وهي في قراءة عبد الله: (والليل إذا أدبر).
وقرأها الحسن كذلك: (إذا أدبر) كقول عبد الله...
- وحدثني قيس عن علي بن الأقمر عن رجل -لا أعلمه إلاّ الأغر- عن ابن عباس أنه قرأ: (والليل إذا دبر)، وقال: إنما أدبر ظهر البعير...
- وحدثنا قيس عن علي بن الأقمر عن أبي عطية عن عبد الله بن مسعود أنه قرأ "أدبر" ... [ما أرى أبا عطية إلاّ الوادعي بل هو هو... ليس في حديث قيس "إذ"، ولا أراهما إلا لغتين].
يقال: دبر النساء والشتاء والصيف أدبر. وكذلك: قبل وأقبل، فإذا قالوا: أقبل الراكب وأدبر لم يقولوه إلا بألف، وإنهما في المعنى عندي لواحد، لا أبعد أن يأتي في الرجل ما أتى في الأزمنة). [معاني القرآن: 3/204]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({والليل إذ أدبر} إذ أدبر النهار فكان في آخره، يقال: دبرني جاء خلفي وإذا أدبر إذا ولى. قالت أم بني زياد الربيع وقيس وعمارة وأنس لقيس بن زهير وقد أخذ بخطام جملها ليذهب بها: أين ضل حلمك يا قيس والله لئن دبرت بي هذه الأكمة لا يكون بينك وبين بني زياد صلح أبداً وحسبك من شر سماعه، فردها إلى موضعها وعرف ما فيها). [مجاز القرآن: 2/275-276]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({واللّيل إذ أدبر} وقال: {واللّيل إذ أدبر} و"دبر" في معنى "أدبر" يقولون: "قبّح الله ما قبل منه وما دبر" وقالوا "عامٌ قابلٌ" ولم يقولوا "مقبلٌ"). [معاني القرآن: 4/39]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({والليل إذا دبر}: أي تبع النهار. يقال جاء دبري من إذا جاء خلفي. ومن قرأ {إذا أ دبر} فمعناه إذا أولى). [غريب القرآن وتفسيره: 399-400]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({واللّيل إذ أدبر} أي جاء بعد النهار، كما تقول: خلفه. يقال: دبرني فلان وخلفني، إذا جاء بعدي). [تفسير غريب القرآن: 497]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {واللّيل إذ أدبر (33)} ويقرأ (إذ دبر)، وكلاهما جيّد في العربية. يقال: دبر الليل وأدبر، وكذلك قبل الليل وأقبل.
وقد قرئت أيضا (إذا أدبر) (والصّبح إذا أسفر)؛ بإثبات الألف فيهما). [معاني القرآن: 5/248]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({إِذْ أَدْبَرَ}: تبع النهار {إِذْ دْبَرَ}: إذا ولى). [العمدة في غريب القرآن: 323]

تفسير قوله تعالى: {وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (34)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({والصّبح إذا أسفر} أي أضاء). [تفسير غريب القرآن: 497]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيرًا لِلْبَشَرِ (36)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {نذيراً لّلبشر...} كان بعض النحويين يقول: إن نصبت قوله: "نذيراً" من أول السورة يا محمد قم نذيراً للبشر، وليس ذلك بشيء والله أعلم؛ لأنّ الكلام قد حدث بينهما شيء منه كثير، ورفعه في قراءة أبيّ ينفي هذا المعنى.
ونصبه من قوله: {إنّها لإحدى الكبر نذيراً} تقطعه من المعرفة؛ لأن {إحدى الكبر} معرفةٌ فقطعته منه، ويكون نصبه على أن تجعل النذير إنذاراً من قوله: {لا تبقي ولا تذر} لواحة [تخبر بهذا عن جهنم إنذاراً] للبشر، والنذير قد يكون بمعنى: الإنذار. قال الله تبارك وتعالى: {كيف نذير} و{فكيف كان نكير} يريد: إنذاري، وإنكاري). [معاني القرآن: 3/205]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّها لإحدى الكبر...} الهاء كناية عن جهنم). [معاني القرآن: 3/205]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({إنّها لإحدى الكبر * نذيراً لّلبشر} وقال: {إنّها لإحدى الكبر} {نذيراً لّلبشر} فانتصب {نذيراً} لأنه خبر لـ{إحدى الكبر} فانتصب {نذيراً} لأنه خبر للمعرفة. وقد حسن عليه السكوت فصار حالا وهي "النذير" كما تقول "إنّه لعبد الله قائماً". وقال بعضهم: "إنّما هو" "قم نذيراً فأنذر"). [معاني القرآن: 4/39]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({إنّها لإحدى الكبر}: جمع «كبرى». مثل الأولى ولأول، والصّغرى والصّغر. وهذا كما تقول: إنها لإحدى العظائم والعظم). [تفسير غريب القرآن: 497]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إنّها لإحدى الكبر (35) نذيرا للبشر (36)} هذه الهاء كناية عن النّار، أي إنّها لكبيرة في حال الإنذار.
ونصب (نذيرا) على الحال، وذكّر (نذيرا) لأنّ معناه معنى العذاب.
ويجوز أن يكون التذكير على قولهم امرأة طاهر وطالق، أي ذات طلاق وكذلك نذير ذات إنذار.
ويجوز أن يكون (نذيرا) منصوبا معلّقا بأول السورة على معنى قم نذيرا للبشر). [معاني القرآن: 5/249]

تفسير قوله تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (37)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {لمن شاء منكم أن يتقدّم أو يتأخّر (37)} أي أن يتقدم فيما أمر به أو يتأخر، فقد أنذرتم). [معاني القرآن: 5/249]

تفسير قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {كلّ نفس بما كسبت رهينة (38) إلّا أصحاب اليمين (39)} قيل أصحاب اليمين الأطفال لأنهم لا يسألون، تفضل اللّه عليهم بأن أعطاهم الجنّة، وكل نفس رهينة بعملها إما خلّصها وإما أوبقها. والتخليص مع عملها بتفضل اللّه). [معاني القرآن: 5/249]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {إلاّ أصحاب اليمين...}
قال الكلبي: هم أهل الجنة...
- وحدثني الفضيل بن عياض عن منصور بن المعتمر عن المنهال رفعه إلى علي قال: {إلاّ أصحاب اليمين} قال: هم الولدان، وهو شبيه بالصواب؛ لأن الولدان لم يكتسبوا ما يرتهنون به وفي قوله: {يتساءلون... عن المجرمين... ما سلككم في سقر...} ما يقوى أنهم الولدان؛ لأنهم لم يعرفوا الذنوب، فسألوا: {ما سلككم في سقر}). [معاني القرآن: 3/205]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {كلّ نفس بما كسبت رهينة (38) إلّا أصحاب اليمين (39)} قيل أصحاب اليمين الأطفال لأنهم لا يسألون، تفضل اللّه عليهم بأن أعطاهم الجنّة، وكل نفس رهينة بعملها إما خلّصها وإما أوبقها. والتخليص مع عملها بتفضل اللّه). [معاني القرآن: 5/249](م)

تفسير قوله تعالى: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ما سلككم في سقر}؟ أي ما أدخلكم النار؟). [تفسير غريب القرآن: 498]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({سَلَكَكُمْ} أي أدخلكم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 285]

تفسير قوله تعالى: {وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وكنّا نخوض مع الخائضين (45)} أي نتبع الغاوين). [معاني القرآن: 5/249]

تفسير قوله تعالى: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فما تنفعهم شفاعة الشّافعين (48)} يعني الكفار وفي هذا دليل أن المؤمنين تنفعهم شفاعة بعضهم لبعض). [معاني القرآن: 5/249]

تفسير قوله تعالى: {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فما لهم عن التّذكرة معرضين (49)} منصوب على الحال). [معاني القرآن: 5/249]

تفسير قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {كأنّهم حمرٌ مّستنفرةٌ...} قرأها عاصم والأعمش: "مستنفرة" بالكسر، وقرأها أهل الحجاز "مستنفرة" بفتح الفاء وهما جميعاً كثيرتان في كلام العرب، قال الشاعر:
أمسك حمارك إنّه مستنفرٌ = في إثر أحمرةٍ عمدن لغرّب
والقسورة يقال: إنها الرماة، وقال الكلبي بإسناده: هو الأسد...
- حدثني أبو الأحوص عن سعيد بن مسروق أبي سفيانّ الثوري عن عكرمة قال: قيل له: القسورة، الأسد بلسان الحبشة، فقال: القسورة: الرماة، والأسد بلسان الحبشة: عنبسة). [معاني القرآن: 3/206]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({حمرٌ مستنفرةٌ} مذعورة، مستنفرة نافرة). [مجاز القرآن: 2/276]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({مستنفرة}: نافرة ومستنفرة مذعورة). [غريب القرآن وتفسيره: 400]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({كأنّهم حمرٌ مستنفرةٌ}: مذعورة، استنفرت فنفرت.
ومن قرأ: {مستنفرةٌ} بكسر الفاء، أراد: نافرة. قال الشاعر:
اربط حمارك، إنه مستنفر = في إثر أحمرة عمدن لغرب).
[تفسير غريب القرآن: 498]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({كأنّهم حمر مستنفرة (50)} وقرئت مستنفرة.
قال الشاعر:
أمسك حمارك إنّه مستنفر = في إثر أحمرة عمدن لغرّب).
[معاني القرآن: 5/249-250]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُّسْتَنفِرَةٌ} مذْعورة. ومن كسر فمعناه نافرة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 285]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مستنفَرة}: مذعورة.{مُّسْتَنفِرَةٌ}: نافرة). [العمدة في غريب القرآن: 323]

تفسير قوله تعالى: {فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({قسورةٌ} الأسد). [مجاز القرآن: 2/276]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({من قسورة}: من الأسد، وقال القسورة: قناص الرماة، وقال بعضهم: عصب الرجال). [غريب القرآن وتفسيره: 400]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({فرّت من قسورةٍ} قال أبو عبيدة: هو الأسد، وكأنه من «القسر» وهو: القهر. والأسد يقهر السّباع.
وفي بعض التفسير: «أنهم الرّماة».
وروي ابن عيينة أن ابن عباس قال: «هو ركز الناس»، يعني: حسّهم وأصواتهم). [تفسير غريب القرآن: 498]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فرّت من قسورة (51)} القسورة: الأسد، وقيل أيضا القسورة: الرّماة الذين يتصيدونها). [معاني القرآن: 5/250]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({من قسورة} قال ثعلب: اختلف الناس فيه، فقالت طائفة: القسورة هاهنا: الأسد، وقالت طائفة: الرماة، وقالت طائفة: سواد أول الليل، ولا يقال لسواد آخر الليل: قسورة). [ياقوتة الصراط: 542]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({قَسْوَرَةٍ} قيل: هو الأسد. وقيل: هم الرّماة. وقيل: هو حسّ الناس وأصواتهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 285]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({قَسْوَرَةٍ}: الأسد). [العمدة في غريب القرآن: 324]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً (52)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {بل يريد كلّ امرئٍ مّنهم أن يؤتى صحفاً مّنشّرةً...} قالت كفار قريش للنبي صلى الله عليه: كان الرجل يذنب في بني إسرائيل، فيصبح ذنبه مكتوباً في رقعة، فما بالنا لا نرى ذلك؟ فقال الله عز وجل: {بل يريد كلّ امرئٍ مّنهم أن يؤتى صحفاً مّنشّرةً}). [معاني القرآن: 3/206]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({بل يريد كلّ امرئٍ منهم أن يؤتى صحفاً منشّرةً} قالت كفار قريش: «إن كان الرجل يذنب، فيكتب ذنبه في رقعه: - فما بالنار لا نرى ذلك؟!»). [تفسير غريب القرآن: 498]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {بل يريد كلّ امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشّرة (52)} قيل كانوا يقولون: كان من أذنب من بني إسرائيل يجد ذنبه مكتوبا من غد على بابه فما بالنا لا نكون كذلك.
وقد جاء في القرآن تفسير طلبهم في سورة بني إسرائيل في قوله: {ولن نؤمن لرقيّك حتّى تنزّل علينا كتابا نقرؤه}). [معاني القرآن: 5/250]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآَخِرَةَ (53)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({كَلَّا..}: ردع وزجر...، قال: {بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً (52) كَلَّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآَخِرَةَ}). [تأويل مشكل القرآن: 558]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (54)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّه تذكرةٌ...} يعني هذا القرآن، ولو قيل: "إنها تذكرةٌ" لكان صوابا، كما قال في عبس، فمن قال: (إنها) أراد السورة، ومن قال: (إنه) أراد القرآن). [معاني القرآن: 3/206]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({كلاّ إنّه تذكرةٌ} وقال: {كلاّ إنّه تذكرةٌ} أي: إنّ القرآن تذكرةٌ). [معاني القرآن: 4/39]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({كلّا إنّه تذكرةٌ} يعني: القرآن). [تفسير غريب القرآن: 498]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (56)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {هو أهل التّقوى وأهل المغفرة (56)} أي هو أهل أن يتقى عقابه، وأهل أن يعمل بما يؤدي إلى مغفرته). [معاني القرآن: 5/250]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:50 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة