{سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7) يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9) وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (10) يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14) كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18)}
تفسير قوله تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله: {سأل سائلٌ...}.دعا داعٍ بعذاب واقع، وهو: النضر [بن الحارث] بن كلدة، قال: اللهم إن كان ما يقول محمد هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء، أو ائتنا بعذاب أليم، فأسر يوم بدر، فقتل صبرا هو وعقبة). [معاني القرآن: 3/183]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {بعذابٍ واقعٍ...} يريد: للكافرين، والواقع من نعت العذاب. واللام التي في الكافرين دخلت للعذاب لا للواقع). [معاني القرآن: 3/183]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({سأل سائلٌ}: سأل سائل. أي دعا داع ، {بعذابٍ واقعٍ للكافرين ليس له دافعٌ من اللّه ذي المعارج}).
[تفسير غريب القرآن: 485]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {سأل سائل بعذاب واقع (1)} وقرئ سال بغير همز، يقال:. سالت اسال، وسلت أسال، والرجلان يتساءلان ويتساولان بمعنى واحد.والتأويل دعا داع بعذاب واقع.وذلك كقولهم: (اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السّماء أو ائتنا بعذاب أليم (32).وقيل معنى سأل سائل بعذاب، أي عن عذاب واقع، فالجواب قوله: (للكافرين ليس له دافع).
أي يقع بالكافرين، وقيل إن سال سايل بغير همز، سايل واد في جهنم). [معاني القرآن: 5/219]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ) : ( (بعذاب واقع) أي: عن عذاب واقع). [ياقوتة الصراط: 529]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {سَأَلَ سَائِلٌ} أي دعا داعٍ، وقيل: معناه سأل الكافر عن عذاب واقع بهم، وتصديقه قوله تعالى حكاية عن الكفار: {إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ.....} الآية فرغبوا في العذاب وقيل: هو من السيل، والمعنى: سال وادي جهنم بعذاب واقع على الكافرين له دافع له). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 278-279]
تفسير قوله تعالى:{مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ذي المعارج...}.من صفة الله عز وجل؛ لأن الملائكة تعرج إلى الله عز وجل، فوصف نفسه بذلك). [معاني القرآن: 3/184]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ من اللّه ذي المعارج} يريد: معارج الملائكة.وأصل «المعارج»: الدّرج، وهو من «عرج»: إذا صعد).[تفسير غريب القرآن: 485]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {من اللّه ذي المعارج (3)} قيل معارج الملائكة،. وقيل ذي الفواصل). [معاني القرآن: 5/219]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({المَعَارِج} يريد معارج الملائكة، وأصله الدَرَج). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 279]
تفسير قوله تعالى: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ...}.يقول: لو صعد غير الملائكة لصعدوا في قدر خمسين ألف سنة، وأما (يعرج)، فالقراء مجتمعون على التاء، وذكر بعض المشيخة عن زهير عن أبي إسحاق الهمداني قال: قرأ عبد الله "يعرج" بالياء وقال الأعمش: ما سمعت أحداً يقرؤها إلا بالتاء. وكلٌّ صواب). [معاني القرآن: 3/184]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {تعرج الملائكة والرّوح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة (4)} جاء في التفسير أنه يوم القيامة، وجاء أيضا أن مقداره لو تكلفتموه خمسون ألف سنة، والملائكة تعرج في كل يوم واحد.وقرئت: تعرج [معاني القرآن: 5/219]
الملائكة، ويعرج الملائكة.وقيل منذ أول أيام الدنيا إلى انقضائها خمسون ألف سنة.وجائز أن يكون " في يوم " من صلة " واقع "، فيكون المعنى سأل سائل بعذاب واقع في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة. وذلك العذاب يقع في يوم القيامة). [معاني القرآن: 5/220]
تفسير قوله تعالى: {فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {فاصبر صبرا جميلا} هذا يدل على أن ذلك قبل أن يؤمر النبي عليه السلام بالقتال). [معاني القرآن: 5/220]
016
تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّهم يرونه بعيداً...}.يريد: البعث، ونراه نحن قريباً؛ لأن كلّ ما هو آت: قريب). [معاني القرآن: 3/184]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {إنّهم يرونه بعيدا (6) ونراه قريبا (7)} يرونه بعيدا عندهم كأنهم يستبعدونه على جهة الإحالة، كما تقول لمناظرك: هذا بعيد لا يكون). [معاني القرآن: 5/220]
تفسير قوله تعالى: {وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ونراه قريبا (7)} أي صحيحا يقرب فهم مثله بما دل اللّه على يوم البعث بقوله: (قل يحييها الّذي أنشأها أوّل مرّة).وما أشبه هذا من الاحتجاجات في البعث). [معاني القرآن: 5/220]
تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( (المهل): ما أذيب من الفضة والنّحاس). [تفسير غريب القرآن: 485]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {يوم تكون السّماء كالمهل (8) وتكون الجبال كالعهن (9)}
العهن الصوف، والمهل درديّ الزّيت). [معاني القرآن: 5/220]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((المُهْل) ما أذيب من الفضّة والنحاس). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 279]
تفسير قوله تعالى: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وتكون الجبال كالعهن} أي كالصوف. وذلك: أنها تبسّ). [تفسير غريب القرآن: 485]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {يوم تكون السّماء كالمهل (8) وتكون الجبال كالعهن (9)}
العهن الصوف، والمهل درديّ الزّيت). [معاني القرآن: 5/220] (م)
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({كَالْعِهْنِ} كالصوف). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 279]
تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (10) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ولا يسأل حميمٌ حميماً...}.لا يسأل ذو قرابة عن قرابته، ولكنهم يعرّفونهم [بالبناء للمجهول] ساعة، ثم لا تعارف بعد تلك الساعة، وقد قرأ بعضهم: (ولا يُسْأَلُ حَميمٌ حَمِيماً) لا يقال لحميم: أين حميمك؟ ولست أشتهي ذلك؛ لأنه مخالف للتفسير، ولأن القراء مجتمعون على (يسأل) ). [معاني القرآن: 3/184]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ولا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً} قريب قريباً). [مجاز القرآن: 2/269]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({حميم حميما}: قريب قريبا، وحاملة الرجل خاصته). [غريب القرآن وتفسيره: 389]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ولا يسأل حميمٌ حميماً} أي لا يسأل ذو قرابة عن قرابته، ولكنهم {يبصّرونهم} أي يعرفونهم). [تفسير غريب القرآن: 485]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({ولا يسأل حميم حميما (10)} وقرئت (ولا يُسْأَل حَمِيم). فمن قرأ (ولا يَسْأَلُ) فالمعنى أنهم يعرف بعضهم بعضا، ويدل عليه قوله: (يبصّرونهم).
ومن قرأ (ولا يُسْأَل حَمِيم حَمِيمًا). فالمعنى لا يسأل قريب عن قرابته، ويكون (يبصّرونهم) - واللّه أعلم - للملائكة). [معاني القرآن: 5/220]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({حَمِيمٌ}: قريب). [العمدة في غريب القرآن: 314]
تفسير قوله تعالى: {يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({من عذاب يومئذٍ} فمن جر الميم أضاف العذاب إلى اليوم إلى إذٍ ومن فتح الميم جعل الميم حرفاً من وسطه كلمة لا يستعنى بالإضافة إلى إذٍ فيجرها وينون فيها). [مجاز القرآن: 2/269]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ولا يسأل حميمٌ حميماً} أي لا يسأل ذو قرابة عن قرابته، ولكنهم {يبصّرونهم} أي يعرفونهم). [تفسير غريب القرآن: 485](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ومن قرأ (ولا يُسْأَل حَمِيم حَمِيمًا). فالمعنى لا يسأل قريب عن قرابته، ويكون (يبصّرونهم) - واللّه أعلم - للملائكة). [معاني القرآن: 5/220](م)
تفسير قوله تعالى: {وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12)}
تفسير قوله تعالى: {وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وفصيلته...} هي أصغر آبائه الذي إليه ينتمي). [معاني القرآن: 3/184]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وفصيلته الّتي تؤويه} دون القبيلة، الشعوب أكثر من القبائل ثم الفصيلة، فخذه التي تؤويه). [مجاز القرآن: 2/269]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({وفصيلته التي تؤيه}: دون القبيلة. أدنى آبائه إليه). [غريب القرآن وتفسيره: 389]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وفصيلته}: عشيرته الأدنون). [تفسير غريب القرآن: 485]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وفصيلته الّتي تؤويه (13)} معناه أدنى قبيلته منه). [معاني القرآن: 5/220]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَفَصِيلَتِهِ} أي عشيرته الأَدْنَون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 279]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الفَصِيلَة): دون القبيلة). [العمدة في غريب القرآن: 314]
تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ثمّ ينجيه...} أي: ينجيه الافتداء من عذاب الله). [معاني القرآن: 3/184]
تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قال الله عز وجل: {كلاّ} أي: لا ينجيه ذلك، ثم ابتدأ، فقال: {إنّها لظى...} ولظى: اسم من أسماء جهنم؛ فلذلك لم يجره). [معاني القرآن: 3/184]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({كلاّ إنّها لظى * نزّاعةً لّلشّوى} [معاني القرآن: 4/34]
قال: {كلاّ إنّها لظى} {نزّاعةً لّلشّوى} نصب على البدل من الهاء وخبر "إنّ" {نزاعةٌ} وإن شئت جعلت {لظى} رفعا على خبر {إنّ} ورفعت "النزّاعة" على الابتداء). [معاني القرآن: 4/35]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {كلّا إنّها لظى (15)} (كلّا) ردع وتنبيه، أي لا يرجع أحد من هؤلاء فاعتبروا). [معاني القرآن: 5/221]
تفسير قوله تعالى: {نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {نزّاعةٌ لّلشّوى...} مرفوع على قولك: إنها لظى، إنها نزاعة للشوى، وإن شئت جعلت الهاء عمادا، فرفعت لظى بنزاعة، ونزّاعة بلظى؛ كما تقول في الكلام: إنّه جاريتك فارهة، وإنها جاريتك فارهة. والهاء في الوجهين عماد. والشّوى: اليدان، والرجلان، وجلدة الرأس يقال لها: شواة، وما كان غير مقتل فهو شوًى). [معاني القرآن: 3/185]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({كلاّ إنّها لظى * نزّاعةً للشّوى * تدعو من أدبر وتولّى} واحدتها شواة وهي اليدان والرجلان والرأس من الآدميين قال الأعشى:
قالت قتيلة ما له = قد جلّلت شيباً شواته
أنشدها أبو الخطاب الأخفش أبا عمرو بن العلاء فقال له: صحفت إنما هي سراته ؛ قال أبو عبيدة: وسمعت رجلا من أهل المدينة يقول: اقشعرت شواتي، وشوى الفرس قوائمه، يقال عبل الشوى ولا يكون هذا للرأس لأنهم وصفوا الخيل بأسالة الخدين وعتق الوجه ورقته). [مجاز القرآن: 2/269-270]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({كلاّ إنّها لظى * نزّاعةً لّلشّوى}
قال: {كلاّ إنّها لظى} {نزّاعةً لّلشّوى} نصب على البدل من الهاء وخبر "إنّ" {نزاعةٌ} وإن شئت جعلت {لظى} رفعا على خبر {إنّ} ورفعت "النزّاعة" على الابتداء). [معاني القرآن: 4/34-35](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({نزاعة للشوى}: واحدها شواة وهي الأطراف، الأيدي والأرجل والرؤوس، وشوا الفرس قوائمه، وما لم يكن مقتلا فهو شوا، وجلدة الرأس يقال لها شواة، وشوا المال مهازيله). [غريب القرآن وتفسيره: 389]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({نزّاعةً للشّوى} يريد: جلود الرءوس. واحدها: «شواة»). [تفسير غريب القرآن: 486]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({نزّاعة للشّوى (16)}
(نزّاعة) وقرئت (نَزَّاعَةً للشَّوَى). والقراءة (نزّاعة)، والقراء عليها وهي في النحو أقوى من النصب.
وذكر أبو عبيد إنها تجوز في العربيّة، وأنه لا يعرف أحدا قرأ بها.
وقد رويت عن الحسن، واختلف فيها عن عاصم، فأما ما رواه أبو عمرو عن عاصم فـ (نزّاعة) - بالنصب - وروى غيره (نزّاعة) بالرفع.
فأما الرفع فمن ثلاث جهات:
أحدها: أن تكون " لظى، و " نزّاعة " خبرا عن الهاء والألف، كما تقول: إنه حلو حامض، تريد أنه جمع الطعمين. فيكون الهاء والألف إضمارا للقصة، وهو الذي يسميه، الكوفيون المجهول. المعنى أن القصة والخبر لظى نزّاعة للشّوى، والشوى الأطراف، اليدان والرجلان والرأس، والشوى جمع شواه، وهي جلدة الرأس.
قال الشاعر:
قالت قتيلة ما له = قد جلّلت شيبا شواته؟
فأمّا نصب (نزّاعة) فعلى أنها حال مؤكدة كما قال: {وهو الحقّ مصدّقا} وكما تقول أنا زيد معروفا، فيكون (نزّاعة) منصوبا مؤكدا لأمر النار.
ويجوز أن ينصب على معنى أنها تتلظى (نزّاعة) كما قال جلّ ثناؤه: {فأنذرتكم نارا تلظّى (14)}.
والوجه الثالث في الرفع يرفع على الذّمّ بإضمار هي على معنى هي نزّاعة للشّوى.
ويكون نصبها أيضا على الذم فيكون نصبها على ثلاثة أوجه). [معاني القرآن: 5/221]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({للشوى} أي: جلدة الرأس، جمع: شواة، والشوى: اليدان والرجلان). [ياقوتة الصراط: 529]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): (و(نزاعة) أي: ناشطة). [ياقوتة الصراط: 530]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الشَوَى) جلود الرؤوس). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 279]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الشَّوَى): جلدة الرأس). [العمدة في غريب القرآن: 314]
تفسير قوله تعالى: {تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {تدعو من أدبر وتولّى...} تقول للكافر: يا كافر إليّ، يا منافق إليّ، فتدعو كل واحد باسمه). [معاني القرآن: 3/185]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {تدعو من أدبر وتولّى (17)} [معاني القرآن: 5/221]
تدعو الكافر باسمه والمنافق باسمه). [معاني القرآن: 5/222]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({تدعو من أدبر وتولى}: تعذب: قول المبرد. وتدعو: تنادي: قول ثعلب). [ياقوتة الصراط: 530]
تفسير قوله تعالى: {وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وجمع فأوعى...} يقول: جمع فأوعى، جعله في وعاء، فلم يؤد منه زكاة، ولم يصل رحما). [معاني القرآن: 3/185]