العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > التفسير اللغوي > جمهرة التفسير اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 شعبان 1431هـ/18-07-2010م, 03:43 PM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي التفسير اللغوي لسورة التحريم

التفسير اللغوي لسورة التحريم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 ذو القعدة 1431هـ/3-11-2010م, 12:02 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى 5]


{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2) وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3) إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4) عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5)}

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله جلّ وعز: {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك...} نزلت في ماريّة القبطية، وكان النبي صلى الله عليه يجعل لكل امرأة من نسائه يوماً، فلما كان يوم عائشة زارتها حفصة بنت عمر، فخلا بيتها، فبعث النبي صلى الله عليه إلى مارية القبطية، وكانت مع النبي صلى الله عليه في منزل حفصة، وجاءت حفصة إلى منزلها فإذا الستر مرخى، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أتكتمين عليّ؟ فقالت: نعم، قال: فإنها عليّ حرام يعني مارية، وأخبرك: أن أباك وأبا بكر سيملكان من بعدي، فأخبرت حفصة عائشة الخبر، ونزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فدعا حفصة قال: ما حملك على ما فعلت؟ قالت له: ومن أخبرك أني قلت ذلك لعائشة؟ قال: {نبأني العليم الخبير} ثم طلق حفصة تطليقة، واعتزل نساءه تسعة وعشرين يوماً. ونزل عليه: {لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك} من نكاح مارية). [معاني القرآن: 3/165]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله تعالى: {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك تبتغي مرضات أزواجك واللّه غفور رحيم} أي وقد غفر اللّه لك ذلك التحريم.
وجاء في التفسير أن النبي - صلى الله عليه وسلم - شرب عسلا عند زينب بنت جحش فأجمعت عائشة وحفصة على أن يقولا له: إنّا نشمّ منك ريح المغافير، والمغافير صمغ متغير الرائحة.
وقيل في التفسير إنه بقلة، فلما صار إلى كل واحدة منهما قالت له: إني أشمّ منك ريح المغافير فحرّم النبي - عليه السلام - على نفسه شرب العسل، وقيل إنه حلف على ذلك.
وجاء في التفسير -وهو الأكثر- أن النبي عليه السلام خلا في يوم لعائشة مع جاريته أم إبراهيم، وكان يقال لها مارية القبطية فوقفت حفصة على ذلك، فقال لها رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- لا تعلمي عائشة ذلك، فقالت له لست أفعل.وحرّم مارية على نفسه.وقيل إنه حلف مع ذلك أيضا، فأعلمت حفصة عائشة الخبر واستكتمتها إيّاه، فأطلع الله نبيّه على ذلك فقال الله عزّ وجلّ: {وإذ أسرّ النّبيّ إلى بعض أزواجه حديثا فلمّا نبّأت به وأظهره اللّه عليه عرّف بعضه وأعرض عن بعض فلمّا نبّأها به قالت من أنبأك هذا قال نبّأني العليم الخبير}). [معاني القرآن: 5/191]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وإذ أسرّ النّبيّ إلى بعض أزواجه حديثا فلمّا نبّأت به وأظهره اللّه عليه عرّف بعضه وأعرض عن بعض فلمّا نبّأها به قالت من أنبأك هذا قال نبّأني العليم الخبير}
{وإذ أسرّ النّبيّ إلى بعض أزواجه حديثا} يعني حفصة. موضع "إذ" نصب، كأنه قال: واذكر {إذ أسرّ النّبيّ إلى بعض أزواجه حديثا} يعني حفصة.{فلمّا نبّأت به} أي فلما خبّرت به عائشة.
{وأظهره اللّه عليه عرّف بعضه وأعرض عن بعض}، وقرئت (عرف بعضه) بتخفيف الراء. وأعلم الله أن التحريم على هذا التفسير لا يحرم؛ فقال لنبيه عليه السلام: {لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك تبتغي مرضات أزواجك} فلم يجعل الله لنبيه أن يحرّم إلا ما حرّم اللّه، فعلى هذين التفسيرين ليس لأحد أن يحرّم ما أحلّ اللّه، فقال اللّه: {قد فرض اللّه لكم تحلّة أيمانكم} يعني الكفّارة، لأنه قد روى أنه مع ذلك التحريم حلف. وقال قوم إن الكفّارة كفّارة التحريم).[معاني القرآن: 5/191-192](م)

تفسير قوله تعالى: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (ثم قال: {قد فرض اللّه لكم تحلّة أيمانكم...} يعني: كفارة أيمانكم، فأعتق رسول الله صلى الله عليه وسلم رقبة، وعاد إلى مارية...
- حدثني بهذا التفسير حبان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس). [معاني القرآن: 3/165-166]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {قد فرض اللّه لكم تحلّة أيمانكم}، أي أوجب لكم الكفارة). [تفسير غريب القرآن: 471]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} أي: أوجب لكم أن تكفّروا إذا حلفتم.
وبعض المفسرين يجعلها بمعنى: بيّن لكم كيف تكفّرون عنها.
قال: ومثلها: {سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا} أي: بينّاها.
وقد يجوز في اللغة أن يكون فرضناها: أوجبنا العمل بما فيها). [تأويل مشكل القرآن: 475](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
({وإذ أسرّ النّبيّ إلى بعض أزواجه حديثا فلمّا نبّأت به وأظهره اللّه عليه عرّف بعضه وأعرض عن بعض فلمّا نبّأها به قالت من أنبأك هذا قال نبّأني العليم الخبير}
{وإذ أسرّ النّبيّ إلى بعض أزواجه حديثا} يعني حفصة. موضع "إذ" نصب، كأنه قال: واذكر {إذ أسرّ النّبيّ إلى بعض أزواجه حديثا} يعني حفصة.(فلمّا نبّأت به)، أي فلما خبّرت به عائشة.
{وأظهره اللّه عليه عرّف بعضه وأعرض عن بعض}، وقرئت (عرف بعضه) بتخفيف الراء. وأعلم الله أن التحريم على هذا التفسير لا يحرم؛ فقال لنبيه عليه السلام: {لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك تبتغي مرضات أزواجك} فلم يجعل الله لنبيه أن يحرّم إلا ما حرّم اللّه، فعلى هذين التفسيرين ليس لأحد أن يحرّم ما أحلّ اللّه، فقال اللّه: {قد فرض اللّه لكم تحلّة أيمانكم} يعني الكفّارة، لأنه قد روى أنه مع ذلك التحريم حلف.
وقال قوم إن الكفّارة كفّارة التحريم).[معاني القرآن: 5/191-192](م)


تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (ثم قال: "عرف بعضه" يقول: عرف حفصة بعض الحديث؛ وترك بعضاً، وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي"عرف" خفيفة...
- حدثني محمد بن الفضل المروزي عن عطاء عن أبي عبد الرحمن السلمي"عرف" خفيفة.
حدثنا الفراء، وحدثني شيخ من بني أسد يعني الكسائي عن نعيم عن أبي عمرو عن عطاء عن أبي عبد الرحمن قال: كان إذا قرأ عليه الرجل: "عرّف بعضه" بالتشديد حصبه بالحصباء، وكأن الذين يقولون: عرف خفيفة يريدون: غضب من ذلك وجازى عليه، كما تقول للرجل يسيء إليك: أما والله لأعرفن لك ذلك، وقد لعمري جازى حفصة بطلاقها، وهو وجه حسن، [وذكر عن الحسن البصري أنه قرأ عرف بالتخفيف كأبي عبد الرحمن] ). [معاني القرآن: 3/166]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وإذ أسرّ النّبيّ إلى بعض أزواجه حديثا فلمّا نبّأت به وأظهره اللّه عليه عرّف بعضه وأعرض عن بعض فلمّا نبّأها به قالت من أنبأك هذا قال نبّأني العليم الخبير}
{وإذ أسرّ النّبيّ إلى بعض أزواجه حديثا} يعني حفصة. موضع "إذ" نصب، كأنه قال: واذكر {إذ أسرّ النّبيّ إلى بعض أزواجه حديثا} يعني حفصة. {فلمّا نبّأت به} أي: فلما خبّرت به عائشة.
{وأظهره اللّه عليه عرّف بعضه وأعرض عن بعض} وقرئت (عرف بعضه) بتخفيف الراء. وأعلم الله أن التحريم على هذا التفسير لا يحرم؛ فقال لنبيه عليه السلام: {لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك تبتغي مرضات أزواجك} فلم يجعل الله لنبيه أن يحرّم إلا ما حرّم اللّه، فعلى هذين التفسيرين ليس لأحد أن يحرّم ما أحلّ اللّه، فقال اللّه: {قد فرض اللّه لكم تحلّة أيمانكم} يعني الكفّارة، لأنه قد روى أنه مع ذلك التحريم حلف.وقال قوم إن الكفّارة كفّارة التحريم.
فأمّا {عرّف بعضه} فتأويله أنه عرف بعضه حفصة، {وأعرض عن بعض} جاء في التفسير أنه لما حرم مارية أخبر حفصة أنه يملك من بعده أبو بكر وعمر، فعرفها بعض ما أفشت من الخبر، وأعرض عن بعض. فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد عرف كل ما كان أسره، والإعراض لا يكون إلا عما يعرف. وتأويل هذا في اللغة حسن بيّن.
معنى {عرف بعضه} جازى عليه، كما تقول لمن تتوعده: قد علمت ما عملت وقد عرفت ما صنعت. وتأويله فسأجازيك عليه، لا أنك تقصد إلى أنك قد علمت فقط.
ومثله قول الله عز وجل: {وما تفعلوا من خير يعلمه اللّه} فتأويله يعلمه اللّه ويجازي عليه، فإن اللّه يعلم كل ما يفعل. ومثله قوله تعالى: {أولئك الّذين يعلم اللّه ما في قلوبهم فأعرض عنهم} واللّه يعلم ما في قلوب الخلق أجمعين. ومثله قوله: {فمن يعمل مثقال ذرّة خيرا يره} ليس الفائدة أنه يرى ما عمل، إنما يرى جزاء ما عمل.فقيل إن النبي - صلى الله عليه وسلم -طلّق حفصة تطليقة واحدة فكان ذلك جزاءها عنده.
فذلك تأويل {عرّف بعضه وأعرض عن بعض} أي جازى على بعض الحديث. وكانت حفصة، صوّامة قوّامة فأمره الله تعالى أن يراجعها فراجعها). [معاني القرآن: 5/191-193]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {إن تتوبا إلى اللّه...} يعني: عائشة وحفصة، وذلك: أن عائشة قالت: يا رسول الله، أما يوم غيري فتتمه، وأما يومى فتفعل فيه ما فعلت؟ فنزل: إن تتوبا إلى الله من تعاونكما على النبي صلّى الله عليه وسلّم {فقد صغت قلوبكما} زاغت ومالت.
{وإن تظاهرا عليه} تعاونا عليه، قرأها عاصم والأعمش بالتخفيف، وقرأها أهل الحجاز: "تظّاهرا" بالتشديد {فإنّ اللّه هو مولاه}: وليه عليكما {وجبريل وصالح المؤمنين} مثل أبي بكر وعمر الذين ليس فيهم نفاق، ثم قال: {والملائكة بعد ذلك ظهيرٌ} بعد أولئك، يريد أعوان، ولم يقل: ظهراء، ولو قال قائل: إن ظهيراً لجبريل، ولصالح المؤمنين، والملائكة ـ كان صوابا، ولكنه حسن أن يجعل الظهير للملائكة خاصة، لقوله: {والملائكة} بعد نصرة هؤلاء ظهير.
وأما قوله: {وصالح المؤمنين} فإنه موحد في مذهب الجميع، كما تقول: لا يأتيني إلا سائس الحرب، فمن كان ذا سياسة للحرب فقد أمر بالمجيء واحداً كان أو أكثر منه، ومثله: {والسّارق والسّارقة فاقطعوا أيديهما} هذا عامٌّ وليس بواحد ولا اثنين، وكذلك قوله: {والّلذان يأتيانها منكم فآذوهما}، وكذلك: {إنّ الإنسان لفي خسرٍ}، و{إنّ الإنسان خلق هلوعاً} في كثير من القرآن يؤدي معنى الواحد عن الجمع). [معاني القرآن: 3/166-167]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فقد صغت قلوبكما} قد عدلت ومالت.
{والملائكة بعد ذلك ظهير} العرب قد تجعل فعل الجميع عل لفظ الواحد، قال:
إن العواذل ليس لي بأمير). [مجاز القرآن: 2/261]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({إن تتوبا إلى اللّه فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإنّ اللّه هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهيرٌ}
قال: {إن تتوبا إلى اللّه فقد صغت قلوبكما} فجعله جماعة لأنهما اثنان من اثنين). [معاني القرآن: 4/32]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({فقد صغت قلوبكما}: عدلت ومالت.
{الملائكة بعد ذلك ظهير}: الظهير العون). [غريب القرآن وتفسيره: 380]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
({فقد صغت قلوبكما} أي عدلت ومالت.{وإن تظاهرا عليه} أي تتعاونا عليه، {فإنّ اللّه هو مولاه}، أي وليّه). [تفسير غريب القرآن: 471]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن تصف الجميع صفة الواحد:
نحو قوله: {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا}. وقوله: {وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ}.
وتقول: قوم عدل. قال زهير:
متى يشتجر قوم يقل سرواتهم: = هم بيننا فهم رضا وهم عدل
وقال الشاعر:
إنّ العواذل ليس لي بأمير
وقال آخر:
المال هدي والنّساء طوالق).
[تأويل مشكل القرآن: 285-286](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه جمع يراد به واحد واثنان:
كقوله: {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}: واحد واثنان فما فوق.
وقال قتادة في قوله تعالى: {إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ}: كان رجل من القوم لا يمالئهم على أقاويلهم في النبي صلّى الله عليه وسلم، ويسير مجانبا لهم، فسماه الله طائفة وهو واحد.
وكان «قتادة» يقول في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ}: هو رجل واحد ناداه: يا محمد، إنّ مدحي زين، وإنّ شتمي شين، فخرج إليه النبي، صلّى الله عليه وسلم، فقال: «ويلك، ذاك الله جل وعز»، ونزلت الآية.
وقوله سبحانه: {فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ}، أي أخوان فصاعدا.
قوله سبحانه: {وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ}، جاء في التفسير: أنهما لوحان.
وقوله: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}، وهما قلبان.
وقوله: {أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ}، يعني عائشة وصفوان بن المعطّل.
وقال: {بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ}، وهو واحد، يدلك على ذلك قوله: {ارْجِعْ إِلَيْهِمْ}). [تأويل مشكل القرآن: 282-284](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(وقوله: {إن تتوبا إلى اللّه فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإنّ اللّه هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير (4)} يعني به عائشة وحفصة.
ومعنى {صغت قلوبكما} عدلت قلوبكما وزاغت عن الصدق.
وقوله: {وإن تظاهرا عليه فإنّ اللّه هو مولاه} أي تتعاونا عليه، فإن اللّه هو مولاه أي هو يتولى نصرته.
{وجبريل وصالح المؤمنين} جاء في التفسير أن صالح المؤمنين أبو بكر وعمر، وجاء أيضا في التفسير أن صالح المؤمنين عمر، وقيل إن صالحي المؤمنين خيار المسلمين.
و "صالح" ههنا ينوب عن الجمع كما تقول: يفعل هذا الخير من الناس تريد كل خير.
{والملائكة بعد ذلك ظهير} في معنى ظهراء، أي والملائكة أيضا نصّار للنبي صلى الله عليه وسلم). [معاني القرآن: 5/193]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} أي عدلت ومالت. {تَظَاهَرَا} أي تعاوَنا. {مَوْلَاهُ} أي وليّه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 272]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {صَغَتْ}: مالت {ظَهِيرٌ}: معين). [العمدة في غريب القرآن: 307]

تفسير قوله تعالى: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقرأ عاصم والأعمش: "أن يبدله" بالتخفيف، وقرأ أهل الحجاز، "أن يبدّله" [بالتشديد] وكلٌّ صواب: أبدلت، وبدّلت). [معاني القرآن: 3/167]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {سائحاتٍ...} هنّ الصائمات، قال: ونرى أن الصائم إنما سمّي سائحاً لأن السائح لا زاد معه، وإنما يأكل حيث يجد، فكأنه أخذ من ذلك. والله أعلم.
والعرب تقول للفرس إذا كان قائماً على غير علف: صائم، وذلك أن له قوتين؛ قوتاً غدوة وقوتا عشية؛ فشبه بتسحر الآدمي وإفطاره). [معاني القرآن: 3/167-168]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({قانتاتٍ} مطيعات). [مجاز القرآن: 2/261]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({سائحاتٍ} صائمات). [مجاز القرآن: 2/261]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({سائحات}: صائمات). [غريب القرآن وتفسيره: 380]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {قانتاتٍ}: مطيعات.
{سائحاتٍ}: صائمات.ويرى أهل النظر أنه إنما سمي الصائم سائحا: تشبيها بالسائح الذي لا زاد معه.
[و] قال الفراء: تقول العرب للفرس - إذا كان قائما لا علف بين يديه -: صائم، وذلك: أن له قوتين غدوة وعشية، فشبّه به صيام الآدميّ بتسحره وإفطاره). [تفسير غريب القرآن: 471]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {عسى ربّه إن طلّقكنّ أن يبدله أزواجا خيرا منكنّ مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيّبات وأبكارا}
{يبدله} وقرئت (يبدّله)، بتشديد الدال وفتح الباء، ويبدّله للتكثير، وكلاهما جيّد وقد قرئ به.
وقوله: {قانتات} جاء في التفسير مطيعات، والقنوت القيام بما يقرب إلى اللّه عزّ وجلّ.
وقوله تعالى: {سائحات} جاء في التفسير عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن السائحين هم الصائمون، وهو مما في الكتب الأولى.وقال أهل اللغة: إنما قيل للصائم سائح لأن الذي يسيح متعبّد ولا زاد معه، فحين يجد الزاد يطعم، والصائم كذلك يمضي النهار ولا يطعم شيئا فلشبهه به سمّي سائحا). [معاني القرآن: 5/193-194]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({قَانِتَاتٍ} أي مطيعات. {سَائِحَاتٍ} أي صائمات). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 272]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({سَائِحَاتٍ}: صائمات). [العمدة في غريب القرآن: 307]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 ذو القعدة 1431هـ/3-11-2010م, 12:04 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 6 إلى آخر السورة]


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (7) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (9) ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12)}

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قوا أنفسكم وأهليكم...}.علّموا أهليكم ما يدفعون به المعاصي، علموهم ذلك). [معاني القرآن: 3/168]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( قوله: {قوا أنفسكم وأهليكم ناراً} أي قوا أنفسكم النار: بطاعة اللّه ورسوله، وقوا أهليكم النار: بتعليمهم وأخذهم بما ينجيهم منها). [تفسير غريب القرآن: 472]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {يا أيّها الّذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها النّاس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون اللّه ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}
{قوا أنفسكم وأهليكم نارا} معناه خذوا أنفسكم وأهليكم بما يقرّب من اللّه - جلّ وعزّ – وجنبوا أنفسكم وأهليكم المعاصي.
ومعنى {قوا أنفسكم} أي: وقّوا أنفسكم وجاء في التفسير: رحم الله رجلا قال: يا أهلاه صلاتكم صيامكم مسكينكم يتيمكم جيرانكم. معناه ألزموا واحفظوا صلاتكم وهذه الأشياء المذكورة، أدوا فرض اللّه فيها.
وفي الحديث لعل اللّه يجمعهم معه في الجنّة.وقوله عزّ وجلّ: {وقودها النّاس والحجارة} جاء في التفسير أنها حجارة الكبريت. والوقود بفتح الواو ما توقد به النّار من حطب وغيره، يقال وقدت النار وقودا - بضم الواو -). [معاني القرآن: 5/194]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (7)}

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {توبةً نّصوحاً...} قرأها بفتح النون أهل المدينة والأعمش، وذكر عن عاصم والحسن "نصوحاً"، بضم النون، وكأن الذين قالوا: "نصوحاً" أرادوا المصدر مثل: قعودا، والذين قالوا: "نصوحا" جعلوه من صفة التوبة، ومعناها: يحدّث نفسه إذا تاب من ذلك الذنب ألاّ يعود إليه أبداً). [معاني القرآن: 3/168]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يقولون ربّنا أتمم لنا نورنا...} لا يقوله كل من دخل الجنة، إنما يقوله أدناهم منزلة؛ وذلك: أن السابقين فيما ذكر يمرون كالبرق على الصراط، وبعضهم كالريح، وبعضهم كالفرس الجواد، وبعضهم حبوًا وزحفاً، فأولئك الذين يقولون: {ربّنا أتمم لنا نورنا} حتّى ننجو. ولو قرأ قارئ: "ويدخلكم" جزماً لكان وجهاً؛ لأن الجواب في عسى فيضمر في عسى ـ الفاء، وينوي بالدخول أن يكون معطوفاً على موقع الفاء، ولم يقرأ به أحدٌ، ومثله: {فأصّدق وأكن من الصّالحين}. ومثله قول الشاعر:
فأبلوني بليتكم لعلي = أصالحكم، واستدرج نويّا
فجزم لأنه نوى الرد على لعلي). [معاني القرآن: 3/168]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {توبةً نصوحاً} أي تنصحون فيها للّه، ولا تدهنون). [تفسير غريب القرآن: 472]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {يا أيّها الّذين آمنوا توبوا إلى اللّه توبة نصوحا عسى ربّكم أن يكفّر عنكم سيّئاتكم ويدخلكم جنّات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي اللّه النّبيّ والّذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربّنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنّك على كلّ شيء قدير}
{يا أيّها الّذين آمنوا توبوا إلى اللّه توبة نصوحا} بفتح النون، وتقرأ (نصوحا) -بضم النون- فمن فتح فعلى صفة التوبة، ومعناه توبة بالغة في النصح، وفعول من أسماء الفاعلين التي تستعمل للمبالغة في الوصف، تقول رجل صبور وشكور، وتوبة نصوح. ومن قرأ (نصوحا) -بضم النّون- فمعناه ينصحون بهذا نصوحا، يقال: نصحت له نصحا ونصاحة ونصوحا.
وجاء في التفسير أن "التوبة النّصوح" التي لا يعاود التائب معها المعصية. وقال بعضهم: التي لا ينوي معها معاودة المعصية.
وقوله: {يوم لا يخزي اللّه النّبيّ والّذين آمنوا معه}..
(يوم) منصوب بقوله: {عسى ربّكم أن يكفّر عنكم سيّئاتكم ويدخلكم جنّات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي اللّه النّبيّ} أي في هذا اليوم. والقراءة النصب في قوله: (ويدخلكم) عطف على (أن يكفّر) ولو قرئت بالجزم لكان وجها، يكون محمولا على موضع {عسى ربّكم أن يكفّر عنكم سيّئاتكم} لأن عسى من الله واجبة، قال الله تعالى: {وإنّي لغفّار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثمّ اهتدى}.
وقوله: {نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربّنا أتمم لنا نورنا} أما إذا رأى المؤمنون نور المنافقين يطفأ سألوا الله أن يتمّم لهم نورهم). [معاني القرآن: 5/194-195]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ) : ({توبة نصوحا} أي: خالصة). [ياقوتة الصراط: 521]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (9)}

تفسير قوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ضرب اللّه مثلاً لّلّذين كفروا...} هذا مثل أريد به عائشة، وحفصة فضرب لهما المثل، فقال: لم ينفع امرأة نوح وامرأة لوط إيمان زوجيهما، ولم يضر زوجيهما نفاقهما، فكذلك لا ينفعكما نبوّة النبي -صلى الله عليه- لو لم تؤمنا، ولا يضره ذنوبكما). [معاني القرآن: 3/169]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ضرب اللّه مثلا للّذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من اللّه شيئا وقيل ادخلا النّار مع الدّاخلين} أعلم الله عزّ وجلّ أن الأنبياء لا يغنون عمّن عمل بالمعاصي شيئا.وجاء في التفسير أن خيانتهما لم تكن في بغاء، لأن الأنبياء لا يبتليهم اللّه في نسائهم بفساد، وقيل إن خيانة امرأة لوط أنها كانت تدل على الضيف، وخيانة امرأة نوح أنها كانت تقول: إنه مجنون - صلى الله عليه وسلم - وعلى أنبيائه أجمعين.
فأما من زعم غير ذلك فمخطئ لأن بعض من تأول قوله: {يا نوح إنّه ليس من أهلك إنّه عمل غير صالح} ذهب إلى جنس من الفساد. يا نوح إنّه ليس من أهلك إنّه عمل غير صالح والقراءة في هذا (عمل غير صالح)، و (عمل غير صالح). وهما يرجعان إلى معنى واحد.
وذلك أن تأويل {إنّه عمل غير صالح} إنّه ذو عمل غير صالح. وكل من كفر فقد انقطع نسبه من أهله المؤمنين، لا يرثهم ولا يرثونه). [معاني القرآن: 5/195-196]

تفسير قوله تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (ثم قال: {وضرب الله مثلاً للّذين آمنوا امرأت فرعون} فأمرهما أن تكونا: كآسية، وكمريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها. والفرج ها هنا: جيب درعها، وذكر أن جبريل -صلى الله عليه وسلم- نفخ في جيبها، وكل ما كان في الدرع من خرق أو غيره يقع عليه اسم الفرج. قال الله تعالى: {ومالها من فروجٍ} يعني السماء من فطور ولا صدوع). [معاني القرآن: 3/169]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وضرب اللّه مثلا للّذين آمنوا امرأت فرعون إذ قالت ربّ ابن لي عندك بيتا في الجنّة ونجّني من فرعون وعمله ونجّني من القوم الظّالمين} جاء في التفسير أن فرعون وتد لها أربعة أوتاد وشدّ بدنها ورجليها وجعل على صدرها رحى، وجعلها في الشمس، وأن اللّه فرج لها فرأت بيتها في الجنة.وجاء في التفسير أن الملائكة كانت تظلها بأجنحتها من الشمس). [معاني القرآن: 5/196]

تفسير قوله تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (ثم قال: {وضرب الله مثلاً للّذين آمنوا امرأت فرعون} فأمرهما أن تكونا: كآسية، وكمريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها. والفرج ها هنا: جيب درعها، وذكر أن جبريل: ـ صلى الله عليه وسلم ـ نفخ في جيبها، وكل ما كان في الدرع من خرق أو غيره يقع عليه اسم الفرج. قال الله تعالى: {ومالها من فروجٍ} يعني السماء من فطور ولا صدوع). [معاني القرآن: 3/169](م)
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وكانت من القانتين} مجاز لفظ خبرهما مجاز الذكور إذا كان مع المؤنث مذكر). [مجاز القرآن: 2/261]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({ومريم ابنت عمران الّتي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من رّوحنا وصدّقت بكلمات ربّها وكتبه وكانت من القانتين}وقال: {ومريم ابنة عمران} و{امرأة فرعون} على: "وضرب الله امرأة فرعون ومريم مثلا"). [معاني القرآن: 4/32]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({القانتين}: المطعين). [غريب القرآن وتفسيره: 380]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({وكانت من القانتين}: المطيعين للّه عز وجل).
[تفسير غريب القرآن: 472]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الإحصان هو: أن يحمى الشيء ويمنع منه...،
والمحصنات: العفائف، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ} يعني العفائف.
وقال الله تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا} أي عفّت). [تأويل مشكل القرآن: 511](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(وقوله: {ومريم ابنت عمران الّتي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدّقت بكلمات ربّها وكتبه وكانت من القانتين}
(وكتبه) وقرئت (وكتابه).
{أحصنت فرجها} جاء في التفسير أنه يعنى به فرج ثوبها. والعرب تقول للعفيف: هو نقى الثّوب، وهو طيب الحجزة، تريد أنه عفيف وأنشدوا بيت النابغة الذبياني:
رقاق النّعال طيّب حجزاتهم = يحيّون بالرّيحان يوم السّباسب
فسروا "طيّب حجزاتهم" أنهم أعفّاء.
وكذلك {فنفخنا فيه من روحنا} أي في فرج ثوبها). [معاني القرآن: 5/196]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مِنَ الْقَانِتِينَ} أي المطيعين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 272]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْقَانِتِينَ}: المطيعين). [العمدة في غريب القرآن: 307]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة