العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > التفسير اللغوي > جمهرة التفسير اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 شعبان 1431هـ/18-07-2010م, 03:37 PM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي التفسير اللغوي لسورة الرحمن

التفسير اللغوي لسورة الرحمن

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 ذو القعدة 1431هـ/1-11-2010م, 11:37 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى 13]

{الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6) وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9) وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10) فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ (11) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (13)}

تفسير قوله تعالى: {الرَّحْمَن (1)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {الرّحمن * علّم القرآن} .
{الرّحمن}: اسم من أسماء الله تعالى , لا يقال لغيره، وهو في الكتب المتقدمة، ومعناه الكثير الرحمة). [معاني القرآن: 5/95]

تفسير قوله تعالى: {عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : وقوله: {علّم القرآن} :معناه يسّره لأن يُذكر). [معاني القرآن: 5/95]

تفسير قوله تعالى: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {خلق الإنسان * علّمه البيان}: قيل : إنه يعني بالإنسان ههنا النبي صلى الله عليه وسلم علّمه البيان. علمه القرآن الذي فيه بيان كل شيء.
وقيل: الإنسان ههنا آدم صلى الله عليه وسلم .
ويجوز في اللغة أن يكون الإنسان اسما لجنس الناس جميعا، ويكون على هذا المعنى :{علّمه البيان}, جعله مميِّزا حتى انفصل الإنسان من جميع الحيوان). [معاني القرآن: 5/95]

تفسير قوله تعالى: {عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)}

تفسير قوله تعالى: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({بحسبان}: أي بقدر وحساب يجريان). [غريب القرآن وتفسيره: 360]

تفسير قوله تعالى: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {والنّجم والشّجر يسجدان...}
النجم: ما نجم مثل: العشب، والبقل وشبهه.
والشجر: ما قام على ساق.
ثم قال: يسجدان، وسجودهما: أنهما يستقبلان الشمس إذا طلعت، ثم يميلان معها حتى ينكسر الفيء، , والعرب إذا جمعت الجمعين من غير الناس مثل: السدر، والنخل جعلوا فعلهما واحداً، فيقولون: الشاء والنعم قد أقبل، والنخل والسدر قد ارتوى، فهذا أكثر كلامهم، وتثنيته جائزة.
قال الكسائي: سمعت العرب تقول: مرت بنا غنمان سودان وسود...
- وسود أجود من سودان؛ لأنه نعت تأتي على الاثنين، فإذا كان أحد الاثنين مؤنثاً مثل: الشاء والإبل قالوا: الشاء والإبل مقبلة؛ لأن الشاء ذكر، والإبل أنثى، ولو قلت: مقبلان لجاز، ولو قلت: مقبلتان تذهب إلى تأنيث الشاء مع تأنيث الإبل كان صواباً، إلا أن التوحيد أكثر وأجود.
فإذا قلت: هؤلاء قومك وإبلهم قد أقبلوا ذهب بالفعل إلى الناس خاصة؛ لأن الفعل لهم، وهم الذين يقبلون بالإبل، ولو أردت إقبال هؤلاء وهؤلاء لجاز ـ قد أقبلوا؛ لأن الناس إذا خالطهم شيء من البهائم، صار فعلهم كفعل الناس كما قال:{ونبّئهم أنّ الماء قسمةٌ بينهم} , فصارت الناقة بمنزلة الناس.
ومنه قول الله عز وجل: {فمنهم من يمشي على بطنه} , و"من" إنما تكون للناس، فلما فسّرهم وقد كانوا اجتمعوا في قوله: {والله خالق كلّ دابّةٍ من ماءٍ} فسرهم بتفسير الناس). [معاني القرآن: 3/112-113]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({والنّجم والشّجر يسجدان}: الشجر ما كان على ساق, والنجم ما نجم من الأرض , ولم يكن على ساق , ومجازها على الأشجار , وثنى فعلهما على لفظهما. ). [مجاز القرآن: 2/242]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({والنجم والشجر يسجدان}: ما كان على ساق فهو الشجر والنجم ما لم يكن على ساق من النبات وقالوا هو ما نجم من الأرض من الشجر أي طلع). [غريب القرآن وتفسيره: 360]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({والنّجم} : العشب والبقل، {والشّجر}: ما قام على ساق.
{يسجدان}: قال الفراء: سجودهما: أنهما يستقبلان الشمس إذا أشرقت، ثم يميلان معها حتى نكسر الفيء, وقد بينت السجود في كتاب «تأويل المشكل»، وأنه الاستسلام من جميع الموات، والانقياد لما سخر له). [تفسير غريب القرآن: 436]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قوله: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ} أي يستسلمان لله بالتّسخير). [تأويل مشكل القرآن: 418](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله تعالى: {والنّجم والشّجر يسجدان} [معاني القرآن: 5/95]
قال أهل اللغة وأكثر أهل التفسير: النجم كل ما نبت على وجه الأرض مما ليس له ساق.
والشجر كل ما له ساق، ومعنى سجودهما دوران الظل معهما كما قال: {أولم يروا إلى ما خلق اللّه من شيء يتفيّأ ظلاله عن اليمين والشّمائل سجّدا للّه}.
وقد قيل: إنّ النجم أيضا يراد به النجوم.
وهذا جائز أن يكون، لأن اللّه - عزّ وجلّ - قد أعلمنا أن النجم يسجد، فقال: {ألم تر أنّ اللّه يسجد له من في السّماوات ومن في الأرض والشّمس والقمر والنّجوم}.
ويجوز أن يكون النجم ههنا يعني به ما نبت على وجه الأرض, وما طلع من نجوم السماء، يقال لكل ما طلع: قد نجم). [معاني القرآن: 5/96]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَالنَّجْمُ} العُشْب والبَقْل , {وَالشَّجَرُ}، ما قام على ساق). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 253]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({والنَّجْمُ}: ما لم ينبت على ساق , {والشَّجَرُ}: ما ينبت على ساق). [العمدة في غريب القرآن: 291]

تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):وقوله: {والسّماء رفعها...} فوق الأرض , {ووضع الميزان...} , في الأرض , وهو العدل.
وفي قراءة عبد الله: وخفض الميزان، والخفض والوضع متقاربان في المعنى). [معاني القرآن: 3/113]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({ووضع الميزان} , أي : العدل في الأرض .). [تفسير غريب القرآن: 436]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {والسّماء رفعها ووضع الميزان}: المعنى : رفعها فوق الأرض وأمسكها أن تقع على الأرض، ووضع الميزان لينتصف بعض الناس من بعض.
وقيل: الميزان ههنا العدل، لأن المعادلة موازنة الأشياء). [معاني القرآن: 5/96]

تفسير قوله تعالى:{أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ألاّ تطغوا...}, وفي قراءة عبد الله: لا تطغوا بغير أن في الوزن , وأقيموا اللسان.
وقوله: {ألاّ تطغوا} , إن شئت جعلتها مجزومة بنية النهي، وإن شئت جعلتها منصوبة بأن، كما قال الله: {إنّي أمرت أن أكون أوّل من أسلم ولا تكوننّ} , وأن تكون {تطغوا}في موضع جزم أحبّ إليّ؛ لأن بعدها أمرا). [معاني القرآن: 3/113]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ ألاّ تطغوا في الميزان}: أن لا تظلموا وتنقصوا). [مجاز القرآن: 2/242]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({ألّا تطغوا في الميزان}: أي ألا تجوروا). [تفسير غريب القرآن: 436]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ألّا تطغوا في الميزان (8)}: ألا يجاوزوا القدر والعدل.
ويجوز }ألّا تطغوا} بمعنى اللام، " لأن لا تطغوا "
وتكون {ألّا تطغوا} , على النهي , ومعنى " أن " التفسير.
فيكون المعنى - واللّه أعلم - ووضع الميزان أي لا تطغوا في الميزان.
ويدل عليه المعطوف عليه وهو قوله: {وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان} ). [معاني القرآن: 5/96]

تفسير قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأقيموا الوزن بالقسط...} ). [معاني القرآن: 3/113]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ ولا تخسروا }: أي لا تظلموا , وتنقصوا، بالقسط والعدل). [مجاز القرآن: 2/242]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وأقيموا الوزن بالقسط}, أي : بالعدل، {ولا تخسروا الميزان}، أي لا تنقصوا الوزن)[تفسير غريب القرآن: 436]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان}: القراءة بضم التاء، وروى أهل اللغة: أخسرت الميزان وخسرت، فعلى خسرت : { ولا تخسروا }, ولا تقرأنّ بها إلا أن تثبت رواية صحيحة عن إمام في القراءة, وقد روي أن إنسانا قرأ بها من المتقدمين , ولكنه ليس ممن أخذت عنه القراءة ولا له حرف يقرأ به.). [معاني القرآن: 5/96-97]

تفسير قوله تعالى: ({وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ({والأرض وضعها للأنام...}. لجميع الخلق). [معاني القرآن: 3/113]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ وضعها للأنام}: للخلق.). [مجاز القرآن: 2/242]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( (الأنام): الخلق). [غريب القرآن وتفسيره: 360]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: (و{للأنام}: الخلق). [تفسير غريب القرآن: 436]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله : {والأرض وضعها للأنام}: الأنام: الإنس والجنّ). [معاني القرآن: 5/97]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْأَنَام}: للخلق). [العمدة في غريب القرآن: 291]

تفسير قوله تعالى: {فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ (11) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({والنّخل ذات الأكمام }, واحدها كم). [مجاز القرآن: 2/242]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فيها فاكهةٌ والنّخل ذات الأكمام},
وقال: {ذات الأكمام} : وواحدها "الكمّ"). [معاني القرآن: 4/23]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (و{ذات الأكمام} , أي : ذات الكفرّى قبل أن ينفتق. وغلاف كل شيء: كمّه.
و الكفرّى: هو الجفّ، وهو الكم، وهو الكافور، وهو الذي ينشق عن الطّلع. ). [تفسير غريب القرآن: 436-437]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {فيها فاكهة والنّخل ذات الأكمام}: معنى {الأكمام}: ما غطّى , وكل شجرة تخرج ما هو مكمّم , فهي ذات أكمام .
وأكمام النخلة : ما غطى جمّارها من السّعف , والليف , والجذع , وكلّ ما أخرجته النخلة , فهو ذو أكمام فالطّلعة كمّها قشرها , ومن هذا قيل للقلنسوة كمّة ؛ لأنها تغطّي الرأس.
ومن هذا كمّا القميص ؛ لأنهما يغطيان اليدين). [معاني القرآن: 5/97]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({ذَاتُ الْأَكْمَامِ} : ذات الغُلف، وغلاف كلّ شيء كمُّه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 253]

تفسير قوله تعالى: {وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):وقوله:{والحبّ ذو العصف والرّيحان...} خفضها الأعمش، ورفعها الناس.
فمن خفض أراد: ذو العصف وذو الريحان، ومن رفع الريحان جعله تابعاً لذو، والعصف، فيما ذكروا: بقل الزرع؛ لأن العرب تقول: خرجنا نعصف الزرع إذا قطعوا منه شيئا قبل أن يدرك فذلك العصف.
والريحان هو رزقه، والحب هو الذي يؤكل منه. والريحان في كلام العرب الرزق، ويقولون: خرجنا نطلب ريحان الله. الرزق عندهم، وقال بعضهم: ذو العصف المأكول من الحب، والريحان: الصحيح الذي لم يؤكل.
ولو قرأ قارئ: {والحبّ ذا العصف والريحان} , لكان جائزاً، أي: خلق ذا وذا، وهي في مصاحف أهل الشام: والحبّ ذا العصف، ولم نسمع بها قارئا، كما أن في بعض مصاحف أهل الكوفة: {والجار ذا القربى} , ولم يقرأ به أحد، وربما كتب الحرف على جهة واحدة، وهو في ذلك يقرأ بالوجوه.
وبلغني: أن كتاب علي بن أبي طالب رحمه الله كان مكتوبا: هذا كتاب من علي بن أبو طالب كتابها: أبو.في كل الجهات، وهي تعرّب في الكلام إذا قرئت.) [معاني القرآن: 3/113-114]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ والحب ذو العصف والرّيحان }, تخرج له عصيفة وهي أذنته أعلاه وهو الهبوذ وأذنه الثمام زيادته وكثرته وورقه الذي يعتصف فيؤكل قال علقمة ابن عبدة:

تسقى مذانب قد مالت عصيفتها حدورها من أنىّ الماء مطموم
طمها ملأها لم يبق فيها شيء وطم إناءه ملأه. والريحان الحب منه الذي يؤكل، يقال: سبحانك وريحانك أي رزقك قال النمر بن تولب:
سماء الإله وريحانه وجنّته وسماءٌ درر )
[مجاز القرآن: 2/242-243]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({ذو العصف}: الذي لا شيء فيه.
{والريحان}: الرزق الذي يوكل والعرب تقول ذهبنا نطلب ريحان الله أي رزق الله). [غريب القرآن وتفسيره: 360-361]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({العصف}: ورق الزرع، ثم يصير، إذا جفّ ودرس - تبنا.
و{الرّيحان}: الرزق، يقال:خرجت اطلب ريحان اللّه.
قال النّمر ابن تولب:
سلام الإله وريحانه ورحمته وسماء درر
[معاني القرآن: 3/114], [تفسير غريب القرآن: 437]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجل: {والحبّ ذو العصف والرّيحان} , ويقرأ :{ والريحان}, وأكثر القراءة :{والريحان} .
والعصف: ورق الزرع , ويقال التّبن هو العصف، ويقال العصفة
قال الشاعر:
تسقي مذانب قد مالت عصيفتها جدورها من أتيّ الماء مطموم
ويروى بأتي الماء.
ومعنى { ذو العصف والرّيحان} : ذو الورق , { والرّزق} ، العرب تقول: سبحان اللّه وريحانه.
قال أهل اللغة: معناه واسترزاقه، قال النمر بن تولب:
سلام الإله وريحانه ورحمته وسماء درر
قال: معنى ريحانه : رزقه , لمن قرأ،{والريحان}: عطف على العصف، ومن قرأ: {والريحان}: عطف على {الحب}, ويكون المعنى فيهما فاكهة فيهما الحب ذو العصف وفيهما الريحان، فيكون الريحان ههنا : الريحان الذي يشم، ويكون أيضا ههنا الرزق.
فذكر اللّه - عزّ وجلّ - في هذه السورة ما يدل على وحدانيته من خلق الإنسان وتعليم البيان ومن خلق الشمس والقمر والسماء والأرض). [معاني القرآن: 5/97-98]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({والْعَصْفِ} : ورق الزرع الذي يصير –إذا جَفّ– تبنا.
و{الرَّيْحَان}: الرزق). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 253]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْعَصْف} : التبن , {الرَّيْحَانُ}: الرزق). [العمدة في غريب القرآن: 291]

تفسير قوله تعالى: : { فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (13)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان...}: وإنما ذكر في أول الكلام: الإنسان ففي ذلك وجهان:
أحدهما: أن العرب تخاطب بفعل الاثنين، فيقال: ارحلاها، ازجراها يا غلام.
والوجه الآخر: أن الذّكر أريد في الإنسان والجان، فجرى لهما من أول السورة إلى آخرها). [معاني القرآن: 3/114]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان } أي : فبأي نعمة، واحدها ألىً تقديرها قفىً , وقال بعضهم: تقديرها معىً .
{ وتكذّبان }: مجازها مخاطبة الجن والإنس وهما الثقلان). [مجاز القرآن: 2/243]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): و{الآلاء}: النعم. واحدها : تألي, إلى : مثل قفا، وإلي: مثل معي). [تفسير غريب القرآن: 437]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن الاختصار أن تضمر لغير مذكور...
وقال: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} ، يعني: القرآن. فكنى في أوّل السّورة.
قال حميد بن ثور في أوّل قصيدة:
وصهباء منها كالسّفينة نضّجت = به الحمل حتّى زاد شهرا عديدها
أراد: وصهباء من الإبل.
وقال حاتم:
أماويَّ ما يغني الثَّراء عن الفتى = إذا حشرجت يوما وضاق بها الصَّدر
يعني النفس.
وقال لبيد:
حتى إذا ألقت يداً في كافِرٍ = وأجنَّ عوراتِ الثُّغورِ ظلامُها
يعني الشمس بدأت في المغيب.
وقال طرفة:
ألا ليتني أفديك منها وأفتدي
يعني: من الفلاة.
وأنشد الفرّاء:
إذا نُهي السَّفيهُ جَرى إليه = وَخالفَ، والسَّفِيهُ إلى خِلاف
أراد: جرى إلى السّفه.
وقال الله عز وجل في أول سورة الرحمن: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} ، ولم يذكر قبل ذلك إلا الإنسان، ثم خاطب الجانّ معه لأنّه ذكرهم بعد، وقال: {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ}.
قال الفراء: ومثله قول المثقّب العبدي:
فما أدري إذا يمّمت أرضا = أريد الخير: أيّهما يليني؟
أألخير الّذي أنا أبتغيه؟ = أم الشرّ الّذي هو يبتغيني؟
فكنى عن الشر وقرنه في الكتابة بالخير قبل أن يذكره، ثم أتى به بعد ذلك). [تأويل مشكل القرآن: 226-228] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما تكرار الكلام من جنس واحد وبعضه يجزئ عن بعض، كتكراره في: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وفي سورة الرحمن بقوله: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} فقد أعلمتك أنّ القرآن نزل بلسان القوم، وعلى مذاهبهم. ومن مذاهبهم التكرار: إرادة التوكيد والإفهام، كما أن من مذاهبهم الاختصار: إرادة التخفيف والإيجاز، لأن افتنان المتكلم والخطيب في الفنون، وخروجه عن شيء إلى شيء- أحسن من اقتصاره في المقام على فنّ واحد). [تأويل مشكل القرآن: 235] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما تكرار {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} فإنه عدّد في هذه السورة نعماءه، وأذكر عباده آلاءه، ونبههم على قدرته ولطفه بخلفه، ثم أتبع ذكر كل خلّة وصفها بهذه الآية، وجعلها فاصلة بين كل نعمتين، ليفهّمهم النّعم ويقرّرهم بها.
وهذا كقولك للرجل أجل أحسنت إليه دهرك وتابعت عنده الأيادي، وهو في ذلك ينكرك ويكفرك: ألم أبوّئك منزلا وأنت طريد؟ أفتنكر هذا؟ وألم أحملك وأنت راجل؟ ألم أحج بك وأنت صرورة؟ أفتنكر هذا؟.
ومثل ذلك تكرار {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} في سورة (اقتربت الساعة) أي: هل من معتبر ومتّعظ؟). [تأويل مشكل القرآن: 239-240]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (ثم خاطب الإنس والجن فقال:{فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان}
أي: فبأيّ نعم ربّكما تكذّبان من هذه الأشياء المذكورة، لأنها كلها منعم بها عليكم في دلالتها إياكم على وحدانيته وفي رزقه إياكم ما به قوامكم والوصلة إلى حياتكم، والآلاء واحدها ألى وإلي.
وكل ما في السورة من قوله : {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان} , فمعناه على ما فسّرناه، فبأيّ نعم ربّكما تكذّبان. ). [معاني القرآن: 5/98]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 ذو القعدة 1431هـ/1-11-2010م, 11:43 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 14 إلى 32]

{خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (15) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (16) رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (18) مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ (20) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (21) يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (22) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (23) وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآَتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (24) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (25) كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (28) يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (30) سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ (31) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (32) }

تفسير قوله تعالى: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {خلق الإنسان من صلصالٍ كالفخّار...}.
وهو طين خلط برمل، فصلصل كما يصلصل الفخار، ويقال: من صلصال منتن يريدون به: صلّ، فيقال: صلصال كما يقال: صرّ الباب عند الإغلاق، وصرصر، والعرب تردد اللام في التضعيف فيقال: كركرت الرجل يريدون: كررته وكبكبته، يريدون: كببته.
وسمعت بعض العرب يقول: أتيت فلانا فبشبش بي من البشاشة، وإنما فعلوا ذلك كراهية اجتماع ثلاثة أحرف من جنس واحد). [معاني القرآن: 3/114]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({من صلصال} , أي طين يابس, لم يطبخ , له صوت إذا نقر، فهو من يبسه: {كالفخّار} :الفخار ما طبخ بالنار). [مجاز القرآن: 2/243]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({صلصالٍ}: طين يابس يصلصل، أي يصوت من يبسه كما يصوت الفخار، وهو: ما طبخ.
ويقال: «الصلصال»: المنتن، مأخوذ من «صلّ الشيء»: إذا أنتن مكانه فكأنه أراد: «صلّالا»، ثم قلب إحدى الأمين.
وقد قرئ : {أئذا صللنا في الأرض} ، أي أنتنا). [تفسير غريب القرآن: 437]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {خلق الإنسان من صلصال كالفخّار}
وقال في موضع آخر : {إنا خلقناهم من طين لازب}
وقال: {من حمإ مسنون}
وقال: {إنّ مثل عيسى عند اللّه كمثل آدم خلقه من تراب}
وهذه الألفاظ التي قال الله عزّ وجلّ إنه خلق الإنسان منها مختلفة اللفظ , وهي في المعنى راجعة إلى أصل واحد.
فأصل الطين التراب.
فأعلم اللّه - عزّ وجلّ - أنه خلق آدم من تراب جعل طينا , ثم انتقل فصار كالحمأ , ثم انتقل فصار صلصالا كالفخار، والصلصال اليابس، فهذا كله أصله التراب , وليس فيه شيء ينقض بعضه بعضاء , وإنما شرحنا هذا لأن قوما من الملحدين يسألون عن مثل هذا ليلبسوا على الضعفة، فأعلم اللّه - عزّ وجلّ - من أي شيء خلق أبا الإنس جميعا آدم عليه السلام). [معاني القرآن: 5/98-99]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الصَّلْصَال}, طين يابس، وقيل: منتن, والصاد الثاني على هذا التفسير بدل من لام، كأنه قال: صَلّال، مأخوذ من: صَلّ اللحم إذا أنتن). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 254]

تفسير قوله تعالى: {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (15)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {من مّارجٍ مّن نّارٍ...}.
والمارج: نار دون الحجاب ـ فيما ذكر الكلبي ـ منها هذه الصواعق، ويرى جلد السماء منها). [معاني القرآن: 3/115]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): {من مّارجٍ من نّار}: من خلطٍ من النار). [مجاز القرآن: 2/243]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( و(المارج) هاهنا: لهب النار، من قولك: مرج الشيء، إذا اضطرب ولم يستقر.
قال أبو عبيدة: {من مارجٍ}: من خلط من النار). [تفسير غريب القرآن: 437-438]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وأعلم من أي شي: خلق أصل الجنّ فقال:{وخلق الجانّ من مارج من نار}, و المارج : اللهب المختلط بسواد النّار. ). [معاني القرآن: 5/99]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مِن مَّارِج} , أي من لهب النار.
قال أبو عبيدة: {مِن مَّارِجٍ مِّن نَّار} , من خلط من النار، يقال: مرجَ الشيءُ: إذا لم يستقر). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 254]

تفسير قوله تعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ربّ المشرقين وربّ المغربين...}.
اجتمع القراء على رفعه، ولو خفض يعني في الإعراب على قوله: فبأي آلاء ربكما، ربّ المشرقين , كان صوابا.
والمشرقان: مشرق الشتاء، ومشرق الصيف، وكذلك المغربان). [معاني القرآن: 3/115]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ ربّ المشرقين وربّ المغربين }: أي مشرق الشتاء ومشرق الصيف، فإذا قال { المشارق والمغارب }, فمشرق كل يوم ومغرب كل يوم). [مجاز القرآن: 2/243]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {ربّ المشرقين وربّ المغربين}: يعنى به : مشرقي الشمس , وكذلك القمر، ومغربي الشمس والقمر، فأحد المشرقين مشرق الشتاء والآخر مشرق الصيف، وكذلك المغربان). [معاني القرآن: 5/99]

تفسير قوله تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {مرج البحرين...}, يقول: أرسلهما ثم يلتقيان بعد). [معاني القرآن: 3/115]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({مرج البحرين يلتقيان} مجازها مجاز قولك: مرجت دابتك، خليت عنها وتركتها). [مجاز القرآن: 2/243]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({مرج البحرين}: خلّاهما. تقول: مرجت دابتي، إذا خلّيتها ومرج السلطان الناس: إذا أهملهم, وأمرجت الدابة: رعيتها). [تفسير غريب القرآن: 438]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ} :أي خلّاهما، يعني بحر السماء وبحر الأرض، فهما يلتقيان في كل عام, وقيل : هما بحر فارس والروم, وقيل: إنهما لم يلتقيا لقوله تعالى: {بَيْنَهُمَا بَرْزَخ} أي : حاجز). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 254]

تفسير قوله تعالى: {بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ (20)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {بينهما برزخٌ...}: حاجز لا يبغيان: لا يبغي العذب على الملح فيكونا عذبا، ولا يبغي الملح على العذب فيكونا ملحا). [معاني القرآن: 3/115]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({بينهما برزخٌ لا يبغيان}: ما بين كل شيئين برزخ, وما بين الدنيا والآخرة برزخ). [مجاز القرآن: 2/243]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({بينهما برزخ} , أي حاجز : لئلا يحمل أحدهما على الآخر، فيختلطان). [تفسير غريب القرآن: 438]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (21)}

تفسير قوله تعالى: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَان (22)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يخرج منهما الّلؤلؤ والمرجان...}: وإنما يخرج من الملح دون العذب. واللؤلؤ: العظام، والمرجان: ما صغر من اللؤلؤ). [معاني القرآن: 3/115]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({يخرج منهما اللّؤلؤ والمرجان}: المرجان صغار اللؤلؤ, واحدتها مرجانة, وإنما يخرج اللؤلؤ من أحدهما فخرج مخرج: أكلت خبزاً ولبناً). [مجاز القرآن: 2/244]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({المرجان}: واحدها مرجانة وهو صغار اللؤلؤ). [غريب القرآن وتفسيره: 361]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ( و{اللّؤلؤ}: كبار الحب. والمرجان: صغاره). [تفسير غريب القرآن: 438]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يجتمع شيئان ولأحدهما فعل فيجعل الفعل لهما:

[تأويل مشكل القرآن: 286]
كقوله سبحانه: {فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا}.
روي في التفسير: أن النّاسي كان يوشع بن نون ويدلّك قوله لموسى، صلّى الله عليه وسلم: {فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ}.
وقوله: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ} والرسل من الإنس دون الجن.
وقوله: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ} ثم قال: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} واللؤلؤ والمرجان إنما يخرجان من الماء الملح لا من العذب.
وكذلك قوله: {وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا} .
وقد غلط في هذا المعنى أبو ذؤيب الهذليّ ولا أدري أمن جهة هذه الآيات غلط؟ أم من غيرها؟ قال يذكر الدّرّة:
فجاء بها ما شئت من لطميّة = يدوم الفرات فوقها ويموج


والفرات لا يدوم فوقها وإنما يدوم الأجاج). [تأويل مشكل القرآن: 288] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {يخرج منهما اللّؤلؤ والمرجان}
(المرجان) صغار اللؤلؤ، واللؤلؤ اسم جامع للحبّ الذي يخرج من البحر.
وقال : (يخرج منهما) : وإنما يخرج من البحر الملح لأنه قد ذكرهما وجمعهما، فإذا خرج من أحدهما فقد خرج منهما، ومثل ذلك قوله عزّ وجلّ: {ألم تروا كيف خلق اللّه سبع سماوات طباقا * وجعل القمر فيهنّ نورا وجعل الشّمس سراجا}.
والشمس في السماء الدنيا إلّا أنه لما أجمل ذكر السبع كان ما في إحداهن فيهن، ويقرأ: (يخرج منهما) بضم الياء). [معاني القرآن: 5/100]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الْمَرْجَانُ) : صغار اللؤلؤ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 254]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الْمَرْجَانُ): صغار اللؤلؤ). [العمدة في غريب القرآن: 292]


تفسير قوله تعالى: {وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآَتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (24)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاء (ت: 207هـ): (وقوله: {وله الجوار المنشئات...}: قرأ عاصم ويحيى بن وثاب: (المنشئات) بكسر الشين، يجعلن اللاتي يقبلن ويدبرن في قراءة عبد الله بن مسعود (المنشآت)، وكذلك قرأها الحسن وأهل الحجاز يفتح الشين يجعلونهن مفعولاً بهن أقبل بهن وأدبر.



وقوله: {كالأعلام...}: كالجبال شبه السفينة بالجبل، وكل جبل إذا طال فهو علم). [معاني القرآن: 3/115]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ الجوار المنشآت }: المجريات المرفوعات.
{كالأعلام }: كالجبال , قال جرير يصف الإبل:
إذا قطن علماً بدا علم). [مجاز القرآن: 2/244]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({الجوار المنشآت}: السفن لأنها أنشئت وأجريت). [غريب القرآن وتفسيره: 361]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( (الجواري): السفن و(المنشآت): اللواتي أنشئن، أي ابتدئ بهن (في البحر).
ومن قرأ: المنشئات: جعلهن: اللواتي ابتدأن. يقال: أنشأت السحابة تمطر، أي ابتدأت. وأنشأ الشاعر يقول.
و(الأعلام): الجبال. واحدها: «علم»). [تفسير غريب القرآن: 438]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وله الجوار المنشئات في البحر كالأعلام} : الجواري الوقف عليها بالياء، وإنما سقطت الياء في اللفظ لسكون اللام.
والاختيار وصلها، وإن وقف عليها واقف بغير ياء فذلك جائز على بعد.
ولكن يروم الكسر في الراء ليدل على حذف الياء.
ويقرأ (المنشآت) -بكسر الشين- والفتح أجود في الشين.
ومعنى المنشئات: المرفوعات الشّرع, والمنشئات على معنى الحاملات الرافعات الشرع، ومعنى كالأعلام كالجبال، قال الشاعر:


إذا قطعن علما بدا علم والجواري السفن) [معاني القرآن: 5/100-101]

قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {كَالْأَعْلَام} كالجبال). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 254]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْجَوَاري}: السفن). [العمدة في غريب القرآن: 292]

تفسير قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {كلّ من عليها فان}: معناه على الأرض). [معاني القرآن: 5/99]

تفسير قوله تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ويبقى وجه ربّك ذو الجلال...}: هذه، والتي في آخرها ذي ـ كلتاهما في قراءة عبد الله ـ ذي ـ تخفضان في الإعراب؛ لأنهما من صفة ربك تبارك وتعالى، وهي في قراءتنا: {ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام}

ذو: تكون من صفة وجه ربنا ـ تبارك وتعالى). [معاني القرآن: 3/116]


تفسير قوله تعالى: {يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29)}



قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): {كلّ يومٍ هو في شأنٍ...} , غير مهموز.


قال: وسألت الفراء عن (شان), فقال: أهمزه في كل القرآن إلاّ في سورة الرحمن، لأنه مع آيات غير مهموزات، وشانه في كل يوم أن يميت ميتاً، ويولد مولوداً، ويغني ذا، ويفقر ذا فيما لا يحصى من الفعل). [معاني القرآن: 3/116]




تفسير قوله تعالى: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ (31)}


قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {سنفرغ لكم أيّه الثّقلان...}...


- حدثني أبو إسرائيل قال: سمعت طلحة بن مصرّف يقرأ: {سيفرغ لكم}, ويحيى بن وثاب كذلك والقراء بعد: {سنفرغ لكم}, وبعضهم يقرأ {سيفرغ لكم}.
وهذا من الله وعيد لأنه عز وجل لا يشغله شيء عن شيء، وأنت قائل للرجل الذي لا شغل له: قد فرغت لي، قد فرغت لشتمي. أي: قد أخذت فيه، وأقبلت عليه). [معاني القرآن: 3/116]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): {سنفرغ لكم أيّها الثّقلان}: سنحاسبكم، لم يشغله شيء تبارك وتعالى.). [مجاز القرآن: 2/244]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأصل الاستراحة: أن تكون في معاناة شيء ينصبك ويتعبك، فتستريح.
ثم ينتقل ذلك فتصير الاستراحة بمعنى: الفراغ. تقول في الكلام: استرحنا من حاجتك وأمرنا بها. تريد فرغنا، والفراغ، أيضا يكون من الناس بعد شغل.
ثم قد ينتقل ذلك فيصير في معنى القصد للشيء، تقول: لئن فرغت لك، أي قصدت قصدك.
وقال الله تعالى: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ}. والله تبارك وتعالى لا يشغله شأن عن شأن. ومجازه: سنقصد لكم بعد طول التّرك والإمهال.
وقال قتادة: قد دنا من الله فراغ لخلقه. يريد: أن الساعة قد أزفت وجاء أشراطها). [تأويل مشكل القرآن: 104-105]


قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)

: (قوله:{سنفرغ لكم أيّه الثّقلان}: يعني بالثقلين الإنس والجن, ويجوز (سنفرغ لكم) بفتح الراء.
ويجوز (سيفرغ) - بفتح الياء - ويجوز (سيفرغ لكم) - بضم الياء وفتح الراء - ومعناه سنقصد لحسابكم، واللّه لا يشغله شأن عن شأن.
والفراغ في اللغة على ضربين:
أحدهما: الفراغ من شغل.
والآخر: القصد للشيء، تقول: قد فرغت مما كنت فيه.

أي قد زال شغلي به، وتقول: سأتفرغ لفلان، أي سأجعل قصدي له). [معاني القرآن: 5/99]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّه الثَّقَلان}, أي: سنقصد لكم, (أَيُّه الثَّقَلان): يعني بالثقلين: الإنس والجن). [ياقوتة الصراط: 497]






تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (32) }


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 ذو القعدة 1431هـ/1-11-2010م, 11:49 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 33 إلى 45]

{يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (34) يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ (35) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (36) فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (38) فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ (39) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (40) يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ (41) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (42) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (43) يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آَنٍ (44) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (45) }

تفسير قوله تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يا معشر الجنّ والإنس إن استطعتم أن تنفذوا...}.
ولم يقل: إن استطعتما، ولو كان لكان صوابا). [معاني القرآن: 3/116] (م)
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({إن استطعتم أن تنفذوا}: أن تفوتوا, {من أقطار السّموات}, جوانبها مجازها مجاز الفوت، والأقطار والأقتار واحد). [مجاز القرآن: 2/244]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({أقطار السّماوات} وأقتارها: جوانبها.
{لا تنفذون إلّا بسلطانٍ} أي إلا بملك وقهر). [تفسير غريب القرآن: 438]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {يا معشر الجنّ والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السّماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلّا بسلطان}: والأقطار : النواحي.
{لا تنفذون إلّا بسلطان}: أي حيثما كنتم شاهدتم حجة للّه وسلطانا تدل على أنه واحد). [معاني القرآن: 5/99]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ} جوانبها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 254]

تفسير قوله تعالى:{فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (34)}

تفسير قوله تعالى:{يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ (35)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يا معشر الجنّ والإنس إن استطعتم أن تنفذوا...}
ولم يقل: إن استطعتما، ولو كان لكان صوابا، كما قال: {يرسل عليكما}، ولم يقل: عليكم شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران، فثنّى في: عليكما، وفي: تنتصران للّفظ، والجمع على المعنى، والنحاس: يرفع، ولو خفض كان صوابا يراد: من نار ومن نحاس.
والشواظ: النار المحضة. والنحاس: الدخان: أنشدني بعضهم:

يضيء كضوء سراج السليـ = ـط لم يجعل الله منه نحاسا
...
- قال لي أعرابي من بني سليم: السليط: دهن السنام، وليس له دخان إذا استصبح به. وسمعت أنه الخلّ وهو دهن السمسم. وسمعت أنه الزيت. والزيت أصوب فيما أرى.
وقرأ الحسن: {شواظ} بكسر الشين كما يقال للصوار من البقر صوار وصوار). [معاني القرآن: 3/116-117]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({شواظٌ} وشواظ واحد وهو النار التي تؤجج لا دخان فيها.
قال رؤبة:
إنّ لهم من وقعنا أقياظا ونار حربٍ تسعر الشّواظا
" ونخاسٌ " , ونحاسٌ والنحاس الدخان، قال نابغة بني جعدة:
يضيء كضوء سراج السّلي = ط لم يجعل الله فيه نحاسا)
[مجاز القرآن: 2/244-245]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {شواظ من نار}: لهب لا دخان فيه. وقال قوم هو الذي له ريح شديدة.

{والنحاس}: هاهنا الدخان). [غريب القرآن وتفسيره: 361]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: (و(النحاس): الدخان. قال الجعدي:
تضيء كضوء سراج السّليـ = ـط لم يجعل اللّه فيه نحاسا)
[تفسير غريب القرآن: 438]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران}
ويقرأ {ونحاس} - بكسر السين - والنحاس الدّخان، والشواظ اللهب الذي لا دخان معه.
وقوله عزّ وجلّ: {مرج البحرين يلتقيان}: معنى مرج خلط، يعني البحر الملح والبحر العذب.
وقوله تعالى: {بينهما برزخ لا يبغيان}: البرزخ الحاجز، وهو حاجز من قدرة اللّه، لا يبغيان لا يبغي الملح على العذب فيختلط به، ولا العذب على الملح فيختلط به). [معاني القرآن: 5/99-100]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({شواظ}: وشواظ، أي: القطعة من النار). [ياقوتة الصراط: 498]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الشُّوَاظ}:النارالتي لا دخان لها. {والنحاس}: الدخان). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 254]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({شُوَاظٌ}: لهب لا دخان فيه , {النُحَاس}: الدخان). [العمدة في غريب القرآن: 292]

تفسير قوله تعالى:{فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فإذا انشقّت السّماء فكانت وردةً كالدّهان...}.
أراد بالوردة الفرس، الوردة تكون في الربيع وردة إلى الصفرة، فإذا اشتد البرد كانت وردة حمراء، فإذا كان بعد ذلك كانت وردة إلى الغبرة، فشبه تلوّن السماء بتلون الوردة من الخيل، وشبهت الوردة في اختلاف ألوانها بالدهن واختلاف ألوانه.
ويقال: إن الدهان الأديم الأحمر). [معاني القرآن: 3/117]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فكانت وردةً كالدّهان}, من لونها، جمع دهنٍ، تمور كالدهن صافية، وردة لونها كلون الورد وهو الجل). [مجاز القرآن: 2/245]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({وردة كالدهان}: لونها كلون الورد. كالدهان جماعة دهن في اختلاف ألوان الدهن بحمرة وصفرة وخضرة. وقال
وقال بعضهم: الدهان واحد وهو الأديم وجمعه أدهنه ودهن). [غريب القرآن وتفسيره: 361-362]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({فكانت وردةً كالدّهان} أي حمراء في لون الفرس الوردة. و«الدّهان»: جمع «دهن», ويقال: «الدهان»: الأديم الأحمر). [تفسير غريب القرآن: 439]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {فإذا انشقّت السّماء فكانت وردة كالدّهان}
معنى{وردة}: صارت كلون الورد، وذلك في يوم القيامة, ومعنى {كالدّهان}: تتلون من الفزع الأكبر تلون الدهان المختلفة.
والدّهان جمع دهن، ودليل ذلك قوله {يوم تكون السّماء كالمهل}: أي: كالزيت الذي قد أغلي.
وقيل {فكانت وردة كالدّهان}: أي , فكانت كلون فرس وردة.
والكميت الورد يتلون فيكون في الشتاء لونه خلاف لونه في الصيف, ويكون في الفصل لونه غير لونه في الشتاء والصيف). [معاني القرآن: 5/101]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَرْدَةً كَالدِّهَان}: أي : حمراء في لون الفرس الوَرْد.
ويقال: الدِّهان: الأديم الأحمر). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 254]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَرْدَةً}: كلون الورد). [العمدة في غريب القرآن: 292]


تفسير قوله تعالى: {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ (39)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فيومئذٍ لاّ يسأل عن ذنبه إنسٌ ولا جانٌّ...}.
والمعنى: لا يسأل إنس عن ذنبه، ولا جان عن ذنبه؛ لأنهم يعرفون بسيماهم كما وصف الله: فالكافر يعرف بسواد وجهه، وزرقة عينه، والمؤمن أغر محجل من أثر وضوئه). [معاني القرآن: 3/117]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جانّ}
وقال في موضع آخر{وقفوهم إنّهم مسئولون}
فإذا كان ذلك اليوم كانت سيما المجرمين سواد الوجه والزرقة.
ودليل ذلك قوله: {يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنّواصي والأقدام}
أي بعلامتهم هذه، ودليل ذلك قوله: {يوم تبيضّ وجوه وتسودّ وجوه}، وقوله:{ونحشر المجرمين يومئذ زرقا}). [معاني القرآن: 5/101]

تفسير قوله تعالى: {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ (41)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({يعرف المجرمون بسيماهم}: علاماتهم في الأصل أعلامهم). [مجاز القرآن: 2/245]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({يعرف المجرمون بسيماهم}: أي بعلامات فيهم، يقال: سواد الوجوه، وزرقة العيون، ونحو ذلك). [تفسير غريب القرآن: 439]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قال تعالى: {فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ} أي يجرّون إلى النار بنواصيهم وأرجلهم). [تأويل مشكل القرآن: 154-156] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله: {فيؤخذ بالنّواصي والأقدام} قيل: تجعل الأقدام مضمومة إلى النواصي من خلف ويلقون في النار.
وذلك أشد لعذابهم، والتشويه بهم). [معاني القرآن: 5/102]

تفسير قوله تعالى:{هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (43)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {هذه جهنّم الّتي يكذّب بها المجرمون...}.
وهي في قراءة عبد الله: هذه جهنم التي كنتما بها تكذبان، تصليانها لا تموتان فيها ولا تحييان تطوفان). [معاني القرآن: 3/117]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ هذه جهنّم }: مجازها: يقال هذه جهنم). [مجاز القرآن: 2/245]

تفسير قوله تعالى: {يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آَنٍ (44)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يطوفون بينها...}.
بين عذاب جهنم وبين الحميم إذا عطشوا، والآني: الذي قد انتهت شدّة حره). [معاني القرآن: 3/117-118]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وبين حميمٍ آن}: بلغ إناه في شدة الحر وكل مدركٍ آن وفي آية أخرى {غير ناظرين إناه }: أي إدراكه، قال نابغة بني ذبيان:
وتخضب لحيةٌ غدرت وخانت بأحمر من نجيع الجوف آن
أي: مدرك). [مجاز القرآن: 2/245]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({حميم آن}: أي حار بالغ في حرة). [غريب القرآن وتفسيره: 362]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: (وقوله: {حميمٍ آنٍ}, و«الحميم»: الماء المغلي, و«الآني»: الذي قد انتهت شدة حرة). [تفسير غريب القرآن: 439]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {هذه جهنّم الّتي يكذّب بها المجرمون * يطوفون بينها وبين حميم آن}
معني {آنْ}: قد أنى يأنى فهو آن إذا انتهى في النضج والحرارة، فإذا استغاثوا من النار جعل غياثهم الحميم الآني الذي قد صار كالمهل، فيطاف بهم مرّة إلى الحميم ومرة إلى النار.
أستجير باللّه وبرحمته منها). [معاني القرآن: 5/102]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({وبين حميم آن}: أي: نضيج حار). [ياقوتة الصراط: 498]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({حَمِيمٍ آنٍ}: بلغ حده). [العمدة في غريب القرآن: 292]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (45) }


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 25 ذو القعدة 1431هـ/1-11-2010م, 11:52 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 46 إلى آخر السورة]

{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (47) ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (48) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (49) فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (50) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (51) فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (52) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (53) مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ (54) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (55) فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (56) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (57) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (58) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (59) هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (61) وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (63) مُدْهَامَّتَانِ (64) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (65) فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (66) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (67) فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (69) فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (70) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (71) حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (73) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (74) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (75) مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (76) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (77) تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (78)}

تفسير قوله تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولمن خاف مقام ربّه جنّتان...}
ذكر المفسرون: أنهما بستانان من بساتين الجنة، وقد يكون في العربية: جنة تثنيها العرب في أشعارها؛ أنشدني بعضهم:

ومهمين قذفين مرتين قطعته بالأمّ لا بالسّمتين
يريد: مهمها وسمتا واحدا، وأنشدني آخر:
يسعى بكيداء ولهذمين قد جعل الأرطاة جنتين
وذلك أن الشعر له قواف يقيمها الزيادة والنقصان، فيحتمل ما لا يحتمله الكلام...
-الكيداء: القوس، ويقال: لهذم ولهذم لغتان، وهو السهم). [معاني القرآن: 3/118]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({ولمن خاف مقام ربّه جنّتان}: بستانان في الجنة.
قال الفراء: وقد تكون في العربية جنة واحدة، قال: أنشدني بعضهم:
ومهمهين قذفين مرتين قطعته بالسّمت لا بالسمتين
يريد: مهمها واحدا، وسمتا واحدا.
قال: وأنشدني آخر:
يسعى بكبداء وفرسين قد جعل الأرطاة جنّتين
قال: وذلك للقوافي، والقوافي تحتمل - من الزيادة والنقصان - ما لا يحتمله الكلام.
وهذا من أعجب ما حمل عليه كتاب اللّه.
ونحن نعوذ باللّه من أن نتعسف هذا التعسف، ونجيز على اللّه - جل ثناؤه - الزيادة والنقص في الكلام، لرأس آية.
وإنما يجوز في رؤوس الآي: أن يزيد هاء للسكت، كقوله: {وما أدراك ما هيه}، وألفا كقوله:{وتظنّون باللّه الظّنونا}, أو يحذف همزة من الحرف، كقوله: {أثاثاً ورءياً}, أو ياء كقوله: {واللّيل إذا يسر} لتستوي رؤوس الآي، على مذاهب العرب في الكلام: إذا تم، فآذنت بانقطاعه وابتداء غيره. لأن هذا لا يزيل معنى عن جبهته، ولا يزيد ولا ينقص. فأما أن يكون اللّه عز وجل وعد جنتين، فيجعلها جنة واحدة من أجل رؤوس الآي -: فمعاذ اللّه!.
وكيف يكون هذا: وهو - تبارك اسمه - يصفهما بصفات الاثنين، فقال:
ذواتا أفنانٍ، ثم قال: فيهما...، فيهما...؟!.
ولو أن قائلا قال في خزنة النار: إنهم عشرون، وإنما جعلهم تسعة عشر لرأس الآية - كما قال الشاعر:
نحن بنو أم البنين الأربعة
وإنما هم خمسة, فجعلهم للقافية أربعة -: ما كان في هذا القول إلا كالفراء). [تفسير غريب القرآن: 440-441]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم أعلم اللّه - عزّ وجلّ - ما لمن اتقاه وخافه فقال:{ولمن خاف مقام ربّه جنّتان}
قيل : من أراد معصية فذكر ما عليه فيها , فتركها خوفا من اللّه - عزّ وجلّ - , ورهبة عقابه , ورجاء ثوابه , فله جنتان). [معاني القرآن: 5/102]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (47)}

تفسير قوله تعالى: {ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (48)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ذواتا أفنانٍ }: أغصان). [مجاز القرآن: 2/245]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({ذواتا أفنان}, وقال: {ذواتا أفنان} وواحدها: "الفنن"). [معاني القرآن: 4/23]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({أفنان}: أغصان). [غريب القرآن وتفسيره: 362]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (ثم وصفهما فقال: {ذواتا أفنان} والأفنان : جمع فنّ، أي له فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين من كل فنّ، والأفنان الألوان، والأفنان الأغصان، واحدها فنن، وهو أجود الوجهين). [معاني القرآن: 5/102]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({ذواتا أفنان}: أي: أغصان). [ياقوتة الصراط: 498]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَفْنَانٍ}: أغصان). [العمدة في غريب القرآن: 292]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (49)}

تفسير قوله تعالى: {فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (50)}

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (51)}

تفسير قوله تعالى: {فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (52) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {فيهما من كلّ فاكهة زوجان}: الزوجان النوعان). [معاني القرآن: 5/102]

تفسير قوله تعالى:{فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (53)}

تفسير قوله تعالى:{ مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ (54)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {متّكئين على فرشٍ بطائنها من إستبرقٍ...}
الإستبرق: ما غلظ من الديباج، وقد تكون البطانة: ظهارة، والظهارة بطانة في كلام العرب، وذلك أن كل واحد منهما قد يكون وجها، وقد تقول العرب: هذا ظهر السماء، وهذا بطن السماء لظاهرها الذي تراه.
قال: وأخبرني بعض فصحاء المحدثين عن ابن الزبير , يعيب قتلة عثمان رحمه الله فقال: خرجوا عليه كاللصوص من وراء القرية، فقتلهم الله كلّ قتلة، ونجا من نجا منهم تحت بطون الكواكب. يريد: هربوا ليلا، فجعل ظهور الكواكب بطونا، وذلك جائز على ما أخبرتك به). [معاني القرآن: 3/118]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({من إستبرقٍ}: يسمى المتاع الصيني الذي ليس له صفقة الديباج, ولا خفة الفرند: استبرقا.
{وجنى الجنّتين دانٍ}: ما يجتنى قريباً لا يعني الجاني). [مجاز القرآن: 2/245]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({وجنا الجنتين دان}: أي ما يجتنى قريب لا يعني صاحبه). [غريب القرآن وتفسيره: 362]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({بطائنها من إستبرق}
قال الفراء: قد تكون البطانة ظهارة، والظهارة بطانة. وذلك: أن كل واحد منهما قديكون وجها، تقول العرب: هذا ظهر السماء، وهذا بطن السماء لـظاهرهاالذي تراه.
قال: وقال ابن الزّبير - وذكر قتلة عثمان رضي اللّه عنه : «فقتلهم اللّه كل قتلة، ونجا من نجا منهم تحت بطون السماء والكواكب»، يعني: هربوا ليلا
وهذا أيضا من عجب التفسير, كيف تكون البطانة ظهارة، والظهارة بطالة , والبطانة: ما بطن من الثوب وكان من شأن الناس إخفاؤه، والظهارة: ما ظهر منه وكان من شأن الناس إبداؤه؟!.
وهل يجوز لأحد أن يقول لوجه مصلي: هذا بطانته، ولما ولي الأرض منه: هذا ظهارته؟!.
وإنما أراد اللّه جل وعز أن يعرفنا - من حيث نفهم - فضل هذه الفرش .
وأن ما ولي الأرض منها إستبرق، وهو: الغليظ من الديباج.
وإذا كانت البطانة كذلك: فالظّهارة أعلى وأشرف.
وكذلك قال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم: «لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذه الحلّة», فذكر المناديل دون غيرها: لأنها أخشن من الثياب, وكذلك البطائن: أخشن من الظواهر.
وأما قولهم: ظهر السماء وبطن السماء، لما ولينا : فإن هذا قد يجوز في ذي الوجهين المتساويين، إذا ولي كلّ واحد منهما قوما. تقول في حائط بينك وبين قوم لما وليك منه: هذا ظهر الحائط، ويقول الآخرون لما وليهم: هذا طهر الحائط. فكلّ واحد من الوجهين : ظهر وبطن. ومثل هذا كثير.
كذلك السماء: ما ولينا منها ظهر، وهو لمن فوقها من الملائكة بطن). [تفسير غريب القرآن: 441-442]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {متّكئين على فرش بطائنها من إستبرق وجنى الجنّتين دان (54)}
قيل : الإستبرق : الديباج الصفيق جدّا نحو ما يعمل للكعبة , والبطائن ما يلي الأرض.
وقوله: {وجنى الجنّتين دان}: أي : ما يجنى من ثمرهما إذا أرادوه دنا من أفواههم حتى يتناولوه بأفواههم وأيديهم). [معاني القرآن: 5/104]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الإِسْتَبْرَق} ما غلظ من الديباج.
و{السندس} ما رقّ منه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 255]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الجنى دَانٍ }: ما تقطف من الثمر القريب ). [العمدة في غريب القرآن: 293]

تفسير قوله تعالى:{فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (55)}

تفسير قوله تعالى:{فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (56)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لم يطمثهنّ إنس...}.
قرأت القراء كلهم بكسر الميم في يطمثهن...
- وحدثني رجل عن أبي إسحاق قال: كنت أصلي خلف أصحاب علي، وأصحاب عبد الله , فاسمعهم يقرءون {لم يطمثهن} برفع الميم, وكان الكسائي يقرأ: واحدة برفع الميم، والأخرى بكسر الميم لئلا يخرج من هذين الأثرين وهما: لم يطمثهن، لم يفتضضهن...
- وطمثها أي: نكحها، وذلك لحال الدم). [معاني القرآن: 3/118-119]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ قاصرات الطّرف}: لا تطمح أبصارهن.
{لم يطمثهنّ }: لم يمسسهن، يقال: ما طمث هذا البعير حبل قط أي : ما مسه حبلٌ). [مجاز القرآن: 2/245-246]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({قاصرات الطرف}: أي لا تطمح أبصارهن إلى غير أزواجهن.
{لم يطمثهن}: لم يمسسهن وينكحهن. يقال ما طمث هذا البعير حبل قط). [غريب القرآن وتفسيره: 362]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ( {لم يطمثهنّ إنسٌ قبلهم} .
قال أبو عبيدة: لم يمسسهن, ويقال: ناقة صعبة لم يطمثها محل قط، أي لم يمسسها.
وقال الفراء: {لم يطمثهن}: لم يفتضّهن, و«الطمث»: النكاح بالتدمية, ومنه قيل للحائض: طامث). [تفسير غريب القرآن: 442]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فيهنّ قاصرات الطّرف لم يطمثهنّ إنس قبلهم ولا جانّ} : معناه: فيهن حور قاصرات الطرف، قد قصرن طرفهنّ على أزواجهن لا ينظرن إلى غيرهم.
{لم يطمثهنّ إنس قبلهم ولا جان}: لم يمسسهنّ, ويقرأ " لم يطمثهنّ "، وهي في القراءة قليلة، وفي اللغة
طمث , يطمث , ويطمث, وفي هذه الآية دليل على أن الجني يغشى، كما أن الإنسي يغشى). [معاني القرآن: 5/102-103]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله:{فيهن}, وإنما ذكر جنّتين يعني من هاتين الجنتين وما أعد لصاحب هذه القصة غير هاتين الجنّتين). [معاني القرآن: 5/103]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({لم يطمثهن} أي: لم يقربهن). [ياقوتة الصراط: 499]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ} أي لم يمسسهن , ولم يفتضهن وقوله: {قاصرات الطرف} أي: قَصَرْنَ أطرفهن على أزواجهن، فلا ينظرن إلى غيرهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 255]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ}: لا ينظرن إلى غير أزواجهن
{لَمْ يَطْمِثْهُنَّ}: لم ينكحهن). [العمدة في غريب القرآن: 293]

تفسير قوله تعالى:{فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (57)}

تفسير قوله تعالى: {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (58)}

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال قتادة في قول الله عز وجل: {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} أي لهنّ صفاء الياقوت وبياض المرجان). [تأويل مشكل القرآن: 81]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما قوله: {وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآَنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ * قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ}، فقد أعلمتك أن كل ما في الجنة من آلتها وسررها وفرشها وأكوابها- مخالف لما في الدنيا من صنعة العباد، وإنما دلّنا الله بما أراناه من هذا الحاضر على ما عنده من الغائب. وقال ابن عباس: ليس في الدنيا شيء مما في الجنة إلا الأسماء. والأكواب: كيزان لا عرى لها، وهي في الدنيا قد تكون من فضة، وتكون من قوارير.
فأعلمنا أن هناك أكوابا لها بياض الفضّة وصفاء القوارير، وهذا على التشبيه، أراد قوارير كأنها من فضة، كما تقول: أتانا بشراب من نور، أي كأنه نور.
وقال قتادة في قول الله عز وجل: {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} أي لهنّ صفاء الياقوت وبياض المرجان). [تأويل مشكل القرآن: 80-81](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله عزّ وجلّ: {كأنّهنّ الياقوت والمرجان}
قال أهل التفسير وأهل اللغة: هن في صفاء الياقوت, وبياض المرجان , والمرجان صغار اللؤلؤ , وهو أشد بياضا). [معاني القرآن: 5/103]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (59)}

تفسير قوله تعالى: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60)}

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {هل جزاء الإحسان إلّا الإحسان}
أي: ما جزاء من أحسن في الدنيا إلا أن يحسن إليه في الآخرة). [معاني القرآن: 5/103]

تفسير قوله تعالى:{فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (61)}

تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62)}

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله - عزّ وجلّ: {ومن دونهما جنّتان}
أي : لمن خاف مقام ربه جنتان , وله من دونهما جنّتان.
والجنة في لغة العرب : البستان). [معاني القرآن: 5/103]

تفسير قوله تعالى:{فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (63)}

تفسير قوله تعالى: {مُدْهَامَّتَانِ (64)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {مدهامّتان...} يقول: خضراوان إلى السواد من الري). [معاني القرآن: 3/119]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({مدهامّتان}: من خضرتهما قد اسودتا). [مجاز القرآن: 2/246]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({مدهامّتان}, وقال: {مدهامّتان} كما تقول "ازورّ" , و"ازوارّ"). [معاني القرآن: 4/23]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({مدهمتان}: قد اسودتا من خضرتهما للري). [غريب القرآن وتفسيره: 362]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({مدهامّتان}: سوداوان من شدة الخضرة والرّيّ.
قال ذو الرّمة - وذكر غيثا -:
كسا الأكم بهمي غضة حبشية تؤاما ونقعان الظهور الأقارع
جعلها حبشية من شدة الخضرة). [تفسير غريب القرآن: 442-443]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {مدهامّتان}
يعني : أنهما خضراوان تضرب خضرتهما إلى السّواد، وكل نبت أخضر فتمام خضرته وريّه أن يضرب إلى السّواد). [معاني القرآن: 5/103]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {مدهامتان} أي: خضراوان من الري). [ياقوتة الصراط: 499]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُدْهَامَّتَانِ}: سوداوان من الري). [العمدة في غريب القرآن: 293]

تفسير قوله تعالى:{فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (65)}

تفسير قوله تعالى: {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (66)}

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({عينان نضّاختان}: فوراتان). [مجاز القرآن: 2/246]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({نضاختان}: فوارتان). [غريب القرآن وتفسيره: 363]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({نضّاختان}: تفوران بالماء,
و«النّضخ» أكثر من «النّضح», ولا يقال منه: فعلت). [تفسير غريب القرآن: 443]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {فيهما عينان نضّاختان}
جاء في التفسير أنهما ينضخان كل خير). [معاني القرآن: 5/103]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({النَّضْخ} أكثر من النضح، ولا يقال منه فَعِلْتُ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 255]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({نَضَّاخَتَانِ}: فوارتان). [العمدة في غريب القرآن: 293]

تفسير قوله تعالى:{فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (67)}

تفسير قوله تعالى: {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فيهما فاكهةٌ ونخلٌ ورمّانٌ...}
يقول بعض المفسرين: ليس الرمان ولا النخل بفاكهة، وقد ذهبوا مذهباً، ولكن العرب تجعل ذلك فاكهة.
فإن قلت: فكيف أعيد النخل والرمان إن كانا من الفاكهة؟
قلت: ذلك كقوله: {حافظوا على الصّلوات والصلاة الوسطى}. وقد أمرهم بالمحافظة على كل الصلوات، ثم أعاد العصر تشديداً لها، كذلك أعيد النخل والرمان ترغيباً لأهل الجنة، ومثله قوله في الحج: {ألم تر أنّ الله يسجد له من في السّماوات ومن في الأرض} ثم قال: {وكثيرٌ مّن الناس، وكثيرٌ حقّ عليه العذاب}. وقد ذكرهم في أول الكلمة في قوله: {من في السّماوات ومن في الأرض}، وقد قال بعض المفسرين: إنما أراد بقوله: {من في السماوات ومن في الأرض} الملائكة، ثم ذكر الناس بعدهم). [معاني القرآن: 3/119]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما تكرار المعنى بلفظين مختلفين، فلإشباع المعنى والاتساع في الألفاظ.
وذلك كقول القائل: آمرك بالوفاء، وأنهاك عن الغدر. والأمر بالوفاء هو النّهي عن الغدر. و: آمركم بالتّواصل، وأنهاكم عن التّقاطع. والأمر بالتواصل هو النهي عن التّقاطع.
وكقوله سبحانه: {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ}. والنخل والرّمان من الفاكهة، فأفردهما عن الجملة التي أدخلهما فيها، لفضلهما وحسن موقعهما.
وقوله سبحانه: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} وهي منها، فأفردها بالذّكر ترغيبا فيها، وتشديدا لأمرها، كما تقول: إيتني كل يوم، ويوم الجمعة خاصّة). [تأويل مشكل القرآن: 240]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله عزّ وجلّ: {فيهما فاكهة ونخل ورمّان}
قال قوم: إن النخل والرّمّان ليسا من الفاكهة.
وقال بعض أهل اللغة، منهم يونس النحوي، وهو يتلو الخليل في القدم والحذق: إن الرّمّان والنخل من أفضل الفاكهة، وإنما فصلا بالواو لفضلهما، واستشهد في ذلك بقوله تعالى: {من كان عدوّا للّه وملائكته ورسله وجبريل وميكال}: فقال لفضلهما فصلا بالواو). [معاني القرآن: 5/103]

تفسير قوله تعالى:{فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (69)}

تفسير قوله تعالى:{فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (70)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فيهنّ خيراتٌ حسانٌ...}.
رجع إلى الجنان الأربع: جنتان، وجنتان، فقال: فيهن، والعرب تقول: أعطني الخيرة منهن، والخيرة منهن، والخيّرة منهن، ولو قرأ قارئ، الخيرات، أو الخيرات كانتا صوابا). [معاني القرآن: 3/119-120]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ فيهنّ خيراتٌ حسانٌ }: امرأة خيرة ورجل خير والجميع خيرات ورجل أخيار وخيار قال:
ولقد طعنت مجامع الرّبلا تربلات هندٍ خيرة الملكات)
[مجاز القرآن: 2/246]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({خيرات حسان}: واحدها خيرة). [غريب القرآن وتفسيره: 363]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({خيراتٌ حسان}: نساء خيرات ، فخفف. ما يقال: هين ولين). [تفسير غريب القرآن: 443]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{فيهنّ خيرات حسان}
أصله في اللغة خيّرات، والمعنى أنّهن خيرات الأخلاق حسان الخلق.
وقد قرئ بها - أعني بتشديد الياء). [معاني القرآن: 5/104]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({خَيْرَات} مخفف من {خيِّرات}, مثل هيّن وليّن). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 255]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({خَيْرَاتٌ}: جمع خيرة). [العمدة في غريب القرآن: 293]

تفسير قوله تعالى:{فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (71)}

تفسير قوله تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {حورٌ مّقصوراتٌ...}
قصرن عن أزواجهن، أي حبس، فلا يردن غيرهم، ولا يطمحن إلى سواهم، والعرب تسمى الحجلة المقصورة، والقصورة، ويسمون المقصورة من النساء: قصورة:
وقال الشاعر:
لعمري لقد حببت كلّ قصورة إليّ وما تدري بذاك القصائر
عنيت قصورات الحجال ولم أرد قصار الخطا، شرّ النساء البحاتر
والبهاتر: وهما جميعاً القصيرتان، والرجل يقال له: بحتر، وبحتري، وبحترة، وبحترية). [معاني القرآن: 3/120]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({حورٌ مقصوراتٌ في الخيام}: الحوراء: الشديدة بياض بياض العين والشديدة سواد سواد العين، مقصورات: أي خدرن في الخيام والخيام البيوت والهوادج أيضاً خيام قال لبيد:
شاقتك ظعنٌ الحيّ يوم تحمّلت فتكنّست قطناً قصر خيامها
وقال جرير:
متى كان الخيام بذي طلوح سقيت الغيث أيتها الخيام)
[مجاز القرآن: 2/246]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( (الحور): الأحور: الشديد بياض بياض العين، الشديد سواد سواد العين، الواحدة حوراء.
{مقصورات في الخيام}: محبوسات). [غريب القرآن وتفسيره: 363]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({حورٌ}: شديدات البياض، وشديدات سواد المقل واحدها: حوراء, ومنه قيل: حواري.
{مقصوراتٌ}: أي محبوسات مخدرات, والعرب تسمى الحجلة: «المقصورة».
قال كثير:
لعمري! لقد حببت كل قصيرة إلي وما تدري بذاك القصائر
عنيت قصيرات الحجال ولم أراد قصار الخطي، شرّ النساء البحاتر
و«البحاتر»: القصار). [تفسير غريب القرآن: 443]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {حور مقصورات في الخيام}
الخيام في لغة العرب جمع خيمة.
والخيام شيئان: الخيام الهوادج، والخيام البيوت.
وجاء في التفسير أن الخيمة من هذه الخيام من درّة مجوّفة.
ومعنى {مقصورات}: مخدّرات، قد قصرن على أزواجهنّ). [معاني القرآن: 5/104]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( قوله: {مَّقْصُورَاتٌ} حُبسن على أزواجهنّ، فلا يُـردن غيرهم.
وقال الحسن: {مقصورات}: محبوسات، أي ليس بطوّافات في الطرق). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 255]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({حُورٌ}: التي بياض أعينهن شديد ناصع
{مَّقْصُورَاتٌ}: محبوسات). [العمدة في غريب القرآن: 293-294]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (73)}

تفسير قوله تعالى: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (74)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال في الحور العين: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ}، فدل على أن الجن تطمث الإنس). [تأويل مشكل القرآن: 121]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (75)}

تفسير قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (76)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {متّكئين على رفرفٍ خضرٍ...}.
ذكروا أنها رياض الجنة، وقال بعضهم: هي المخاد، {وعبقريٍّ حسانٍ...}: الطنافس الثخان...
- وحدثني معاذ بن مسلم بن أبي سادة قال:
كان جارك زهير القرقبي يقرأ: {متكئين على رفارف خضر . وعباقري حسان}
قال: الرفارف ـ قد يكون صوابا، وأما العباقري فلا؛ لأن ألف الجماع لا يكون بعدها أربعة أحرف، ولا ثلاثة صحاح). [معاني القرآن: 3/120]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ رفرفٍ خضر}: فرش والبسط أيضاً رفارف وتقول العرب كلك شيء من البسط.
{عبقري}: ويرون أنها أرض يوشى فيها قال زهير بن أبي سلمى:
بخيل عليها جنّةٌ عبقرّيةٌ جديرون يوماً أن ينالوا فيستعلوا)
[مجاز القرآن: 2/246]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({رفرف}: فرش، والبسط أيضا رفارف. والعرب تقول لكل وشي ولكل شيء من البسط عبقري ويروون أنها أرض يوشى بها). [غريب القرآن وتفسيره: 363-364]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({متّكئين على رفرفٍ خضرٍ}: يقال: رياض الجنة.
وقال أبو عبيدة: «هي الفرش والبسط أيضا، وجمعه: رفارف».
ويقال: هي المحابس.
و{العبقري}: الطنافس الثّخان.
قال أبو عبيدة: «يقال لكل شيء من البسط: عبقريّ. ويذكر أن عبقر»: ارض كان يعمل فيها الوشي، فنسب إليها كلّ شيء جيد»). [تفسير غريب القرآن: 443-444]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {متّكئين على رفرف خضر وعبقريّ حسان}
وقرئت: {على رفارف خضر وعباقريّ حسان}
القراءة هي الأولى، وهذه القراءة لا مخرج لها في العربية، لأن الجمع الذي بعد ألفه حرفان نحو مساجد ومفاتيح لا يكون فيه مثل عباقري لأن ما جاوز الثلاثة لا يجمع بياء النسب, لو جمعت {عبقري}: كان جمعه
عباقرة، كما أنك لو جمعت " مهلّبيّ " كان جمعه مهالبة، ولم يقل مهالبيّ، فإن قال قائل: فمن أين جاز عبقري حسان، و " عبقري " واحد، وحسان جمع؟ فالأصل أن واحده عبقريّة، والجمع عبقري، كما تقول ثمرة وثمر ولوزة ولوز.
ويكون أيضا عبقري اسما للجنس، فالقراءة هي الأولى.
وأما تفسير {رفرف خضر وعبقريّ} فقالوا: الرّفرف ههنا رياض الجنّة وقالوا: الرفرف الوسائد، وقالوا المحابس، وقالوا أيضا فضول المحابس للفرش.
فأما العبقري، فقالوا: البسط، وقالوا: الطنافس المبسوطة والذي يدل على هذا من القرآن قوله:{ونمارق مصفوفة * وزرابيّ مبثوثة}
فالنمارق الوسائد، والزرابي البسط.
فمعنى " رفرف " ههنا، و " عبقري " أنه الوسائد والبسط.
ويدل - واللّه أعلم - على أن الوسائد ذوات رفرف.
وأصل العبقري في اللغة صفة لكل ما بولغ في وصفه، وأصله أن عبقر اسم بلد كان يوشّى فيه البسط وغيرها، فنسب كل شيء جيد، وكل ما بولغ في وصفه إلى عبقر. قال زهير:
بخيل عليها جنّة عبقرية جديرون يوما أن ينالوا فيستعلوا)
[معاني القرآن: 5/104-105]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الرَّفْرَف} الفرش والبسط.)
{والعبقريّ}: الطنافس الثِّخان. وقيل: عبقريّ اسم بلد نسبت هذه إليها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 255-256]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({رَفْرَفٍ}: فرش، بسط. {عَبْقَرِيٍّ}: منسوب إلى بلد). [العمدة في غريب القرآن: 294]

تفسير قوله تعالى:{فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (77)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله:{فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان}
أي: فبأيّ نعم ربّكما التي عددت عليكما يا معشر الجن والإنس تكذبان.
فإنما ينبغي أن يعظّما الله ويمجداه، فختم السورة بما ينبغي أن يمجّد به - عزّ وجلّ - ويعظّم، فقال عزّ وجلّ: {تبارك اسم ربّك ذي الجلال والإكرام}). [معاني القرآن: 5/105]

تفسير قوله تعالى: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (78)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(الاسم) يزاد، قال: أبو عبيدة: بسم الله إنما هو بالله، وأنشد للبيد:
إلى الحولِ ثمَّ اسمُ السَّلامِ عليكما = ومن يبكِ حولاً كاملاً فقد اعتذرْ
أي: السلام عليكما.
و{تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ}، أي: تبارك ربّك). [تأويل مشكل القرآن: 255]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله: {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان}
أي: فبأيّ نعم ربّكما التي عددت عليكما يا معشر الجن والإنس تكذبان.
فإنما ينبغي أن يعظّما الله ويمجداه، فختم السورة بما ينبغي أن يمجّد به - عزّ وجلّ - ويعظّم، فقال عزّ وجلّ: {تبارك اسم ربّك ذي الجلال والإكرام}). [معاني القرآن: 5/105] (م)


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة