العودة   جمهرة العلوم > المنتديات > منتدى جمهرة التراجم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 ذو القعدة 1442هـ/19-06-2021م, 02:45 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

أبو عبد الله نافع المدني مولى عبد الله بن عمر (ت:117هـ)

من كبار الأئمة الحفاظ بالمدينة، وهو مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب، وكان من أحبّ مواليه إليه، وأكثرهم ملازمة له، وانتفاعاً بعلمه، ورواية له، أعطاه فيه عبد الله بن جعفر اثني عشر ألف درهم فأبى أن يبيعه، ثمّ أعتقه، ثمّ زوّجه جارية له كانت أحبّ جواريه إليه.
- قال حمزة بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، قال: (خطرت هذه الآية {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}؛ فما وجدتُ شيئاً أحبَّ إليَّ من جاريتي رُميثة فأعتقتها، فلولا أني لا أعود في شيء جعلته لله لنكحتها، فأنكحتها نافعا، فهي أم ولده). رواه ابن سعد.
- وقال الأصمعي: حدثنا العمري، عن نافع قال: (دخلتُ مع مولاي على عبد الله بن جعفر فأعطاه فيَّ اثني عشر ألفا؛ فأبى وأعتقني أعتقه الله).رواه ابن عساكر.

وقد اختلف في أصل نافع على أقوال:
- فقال خالد بن زياد الترمذي قاضي ترمذ: قلت لنافع مولى ابن عمر: من أي بلاد أنت؟ قال: (من جبال براربنده من جبال الطالقان). ذكره ابن عساكر في تاريخه من غير إسناد.
وطالقان بلدة كبيرة جنوب بحر قزوين.
- وقال يزيد بن محمد: سمعت أبا عبد الله المقدمي يقول: (نافع مولى ابن عمر يكنى أبا عبد الله من سبي طالقان). رواه ابن عساكر.
- وقال عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن أبيه قال: (كان نافع مولى ابن عمر من سبي خراسان، سُبي وهو صغير فاشتراه ابن عمر، وهو نافع بن هرمز). رواه ابن عساكر.
- وقال أحمد بن علي ابن منجويه: أخبرنا أبو أحمد الكاتب الحاكم قال: (أبو عبد الله نافع القرشي العدوي المدني مولى ابن عمر يقال: كان من أهل المغرب). رواه ابن عساكر.
- وقال ابن سعد: (كان من أهل أَبَرْشَهْرْ، أصابه عبد الله في غزاته).
وأبر شهر كلمة فارسية معناها "بلد الغَيْمِ" كما في معجم البلدان لياقوت الحموي، وقال: (وهي نيسابور).
- وقال ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: (نافع مولى ابن عمر ديلمي).
- وقال خليفة بن خياط في تاريخه: (سنة أربع وأربعين، فيها افتتح ابن عامر كابل) ثم قال: (ومن سبي كابل: مكحول الشامي، وسالم بن عجلان الأفطس، وكيسان أبو أيوب بن أبي تميمة السختياني، ونافع مولى ابن عمر، ومهران أبو حميد الطويل).

وقد انتفع نافع بصحبة عبد الله بن عمر انتفاعاً كبيراً؛ ولزمه نحواً من ثلاثين عاماً، وحفظ عنه علماً غزيراً مما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة، ومن أقواله فيما يُستفتى فيه وما يبتدئ به، ومن سيرة ابن عمر وسمته وهديه، وكان ابن عمر من أشبه الصحابة هدياً بالنبي صلى الله عليه وسلم.
وروى نافع عن أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، ورافع بن خديج، وعن عائشة وحفصة وأم سلمة رضي الله عنهم أجمعين، وروى عن جماعة من التابعين كسالم بن عبد الله، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وصفيّة بنت أبي عبيد زوجة عبد الله بن عمر، وغيرهم.

وكان ثقة ثبتاً، فقيهاً عالماً، كثير الحديث، وكان من أعلم الناس بحديث ابن عمر ومسائله، وكان سالم بن عبد الله بن عمر يوصي بسؤاله، وبعثه عمر بن عبد العزيز إلى أهل مصر ليفقههم في الدين، ويعلّمهم السنن.

- قال ابن وهب: أخبرني أسامة بن زيد عن أبي بكر بن حفص بن سعد بن أبي وقاص عن سالم بن عبد الله قال: (سلوا نافعاً؛ فإنه أعلمنا بحديث ابن عمر). رواه الفسوي.
- وقال عبد الرزاق: سمعت عبيد الله بن عمر قال: (لما نشأت فأردت أن أطلب العلم جعلت آتي أشياخ آل عمر رجلاً رجلاً؛ فأقول: ما سمعت من سالم؟ فكلما أتيت رجلا منهم قال: عليك بابن شهاب؛ فإن ابن شهاب كان يلزمه، وكان ابن شهاب بالشام حينئذ؛ فلزمت نافعا؛ فجعل الله في ذلك خيرا كثيرا). رواه الفسوي وابن عساكر.
- وقال سفيان بن عيينة: سمعت عبيد الله بن عمر يقول: (لقد منَّ الله علينا بنافع) رواه ابن عساكر.
- وقال بشر بن عمر الزهراني: سمعت مالك بن أنس يقول: (كنت إذا سمعت حديث نافع عن ابن عمر لا أبالي أن لا أسمع من غيره). رواه البخاري في التاريخ الكبير.
- وقال خلف البزاز: سألت أحمد بن حنبل: أي الأسانيد أثبت؟ فقال: (أيوب عن نافع عن ابن عمر، وإن كان من حديث حماد بن زيد فيا لك). رواه ابن عساكر.
- وقال محمد بن سليمان النيسابوري: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: (أصح الأسانيد كلها: مالك عن نافع عن ابن عمر). رواه ابن عساكر.
- وقال ابن وهب: قال مالك: (كنت آتي نافعا مولى ابن عمر، وأنا يومئذ غلام حديث السن، ومعي غلام لي؛ فينزل إلي فيقعد معي ويحدثني). رواه الفسوي.

- وقال حماد بن زيد: (حدثنا عبيد الله بن عمر بن حفص أن عمر بن عبد العزيز بعث نافعا إلى مصر يعلمهم السنن). رواه ابن سعد وأبو زرعة الدمشقي.
- وقال محمد بن شعيب بن شابور: أخبرنا الوليد بن سليمان بن أبي السائب، عن سليمان بن موسى أنه أخبره: (أنه رأى نافعا مولى ابن عمر يمل علمه ويكتب بين يديه). رواه ابن أبي خيثمة.
- قال أحمد بن حنبل: أخبرنا سفيان بن عيينة قال: أخبرنا إسماعيل ابن أمية قال: (كنا نردّ نافعًا على اللحن فيأبى).
وقال ابن عيينة: (أي حديث أوثق من حديث نافع). رواه ابن أبي خيثمة، وعبد الله بن الإمام أحمد.
وفي رواية عند ابن عساكر: (كنا نريد نافعا على أن لا يلحن فيأبى إلا الذي سمع).

وكان نافع يكتب، وله حقيبة فيها صحف له مما كتبه، وكان يملي على أصحابه حديث ابن عمر، فكتب عنه جماعة منهم ابن جريج وخالد بن زياد الترمذي له عنه نسخة.
- قال يحيى بن سعيد القطان: قال ابن جريج: (طرح إلي نافع حقيبة فمنها ما قرأت، ومنها ما سألت).
قال يحيى: (فما قال: سألت وقلت؛ فهو مما سأله، والقراءة أخبرني نافع). رواه الخطيب البغدادي في تاريخه.
- وقال ابن حبان: (خالد بن زياد بن جرو الأزدي من أهل ترمذ يروي عن نافع صحيفة مستقيمة، وكان على القضاء بترمذ).
- وقال الأصمعي: أخبرنا نافع ابن أبي نعيم عن نافع مولى ابن عمر أنه قيل له: قد كتبوا علمك؛ فقال: كتبوا؟
فقيل له: نعم.
فقال نافع: (فليأتوا به حتى أقوّمه لهم). رواه ابن عساكر.

وقد روي أنه إنما حدّث وأفتى بعد موت سالم بن عبد الله، وهذا محمول على أنه لم يكن مكثراً من ذلك قبل موته أو لم يكن متصدّراً للتحديث في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في حياة سالم وأقرانه من كبار أئمة التابعين، فلما ماتوا ظهرت الحاجة إليه، وقد كان سالم يوصي بسؤاله كما تقدّم، وقد حدّث الزهريَّ في حياة سالم، وقد روي أن عمر بن عبد العزيز انتدبه للتعليم في مصر، وكان موت عمر قبل موت سالم.
- قال ابن وهب: قال مالك: (إنما حدَّث نافع بعد ما مات سالم بن عبد الله، وكان في حياة سالم لا يفتي أحداً شيئا). رواه الفسوي.
- وقال مصعب بن عبد الله: (عبيد الله وعبد الله ابنا عمر بن حفص بن عمر بن الخطاب كانا يجلسان إلى نافع مولى ابن عمر في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في الروضة). رواه ابن أبي خيثمة.
- وقال يونس بن يزيد: قال نافع: (من يعذرني من زهريكم هذا- يعني ابن شهاب- يأتيني وأحدثه عن ابن عمر، ثم يذهب إلى سالم بن عبد الله؛ فيقول: هل سمعت هذا من ابن عمر فيقول له: نعم؛ فيحدث عن سالم ويدعني، والسياق من عندي). رواه الفسوي.

وقد أخذ على نافع شيء من العسر والحدّة مع ما اشتهر عنه من بذل العلم ونشره.
- قال ابن وهب: سمعت مالكاً يقول: (كنت أرى نافعا بعد صلاة الصبح يلتف بكساء له أسود فيضعه على فيه وما يكلم أحدا، وكان صغير النفس).رواه الفسوي.
- وقال مطرف بن عبد الله اليساري: قال مالك: (كنت آتي نافعاً مولى ابن عمر نصف النهار ما يظلني شيء من الشمس، وكان منزله بالنقيع بالصورين، وكان حدّا فأتحيَّن خروجه فيخرج فأدعه ساعة وأريه أني لم أرده، ثم أعرض له فأسلم عليه، ثم أدعه حتى إذا دخل البلاط أقول: كيف قال ابن عمر في كذا وكذا؟ فيقول: قال: كذا وكذا، فأخنس عنه). رواه ابن سعد
والنقيع وادٍ جنوب المدينة، وهو من أكبر روافد وادي العقيق، والصوران موضع منه.
- وقال عبد اللَّه بن الإمام أحمد: سمعت أبي يقول: (كان في نافع مولى ابن عمر عسر في الحديث).
- وقال ابن أبي أويس عن أبيه: كنا نختلف إليه- يعني نافعا- وكان سيئ الخلق.
فقلت: ما أصنع بهذا العبد؟
قال: (فتركته ولزمه غيري؛ فانتفع به). رواه الفسوي.
قلت: من توفيق طالب العلم صبره على ما يجد من عسر شيخه، وحسن تلطفه له حتى يستفيد من علمه.

وكان كثير الذكر مقبلاً على شأنه زاهداً ورعاً.
- قال ابن وهب: وسمعت مالكا يقول: كان سعيد بن أبي هند ونافع مولى ابن عمر وموسى بن ميسرة يجلسون بعد صلاة الصبح حتى يرتفع النهار، ثم يتفرقون فما يكلّم بعضهم بعضا).
فقلنا له: (اشتغالا يذكر الله؟)
قال: (كل ذلك).رواه أبو يوسف الفسوي، وروى بعضه ابن أبي خيثمة من طريق قتيبة بن سعيد عن مالك.
- وقال ابن وهب: قال مالك: (وكان يجلس بعد صلاة الصبح في المسجد لا يكاد يأتيه أحد، وكان يلبس كساءه، وكان ربما يضعه على فمه لا يكلم أحدا).
قال: (وكان – أي نافع - يجلس حتى إذا طلعت الشمس خرج قبل أن يركع). رواه الفسوي.
- وقال علي بن شعيب: حدثني عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، عن أبيه، أنا نافعاً لما حضرته الوفاة جعل يبكي، فقيل له: ما يبكيك؟
قال: (ذكرت سعدا وضغطة القبر) رواه ابن أبي الدنيا في كتاب المحتضرين وابن عساكر في تاريخ دمشق.

واختلف في سنة وفاته على أقوال:
القول الأول: مات سنة سبع عشرة ومائة، وهو قول حماد بن زيد، وأبي نعيم، وابن سعد، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وأبي بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، ويحيى بن بكير، وأبي حفص الفلاس، وغيرهم.
- قال سليمان بن حرب: سمعت حماد بن زيد يقول: (كنتُ هيَّأتُ الصحفَ لمقدمِ قتادةَ من واسط من عند خالد بن عبد الله القسري لأكتب عنه؛ فمات بواسط، وذلك في سنة سبع عشرة ومائة، وفيها مات نافع مولى ابن عمر، وعبد الله بن أبي مليكة). رواه ابن عساكر.
حماد بن زيد وُلد سنة 98هـ.
القول الثاني: مات سنة ثمان عشرة ومائة، وهو قول خليفة بن خياط.
القول الثالث: مات سنة تسع عشرة ومائة، وهو قول سفيان بن عيينة، ورواية عن أحمد.
القول الرابع: مات سنة عشرين ومائة، وهو قول أبي عمر الضرير.
- قال ابن أبي خيثمة: (سمعت ابن معين يقول: نافع مولى ابن عمر مات سنة تسع عشرة وقالوا: سنة عشرين ومئة).

- قال عارم بن الفضل: حدثنا حماد بن زيد عن عبيد الله بن عمر قال: (كان نافع لا يفسر). رواه ابن سعد وابن عساكر.
قلت: لعلّه يريد أنه لم يكن مكثراً من ذلك، أو لم يكن له مجالس مختصة بالتفسير، وإلا فقد رويت عنه أقوال يسيرة في كتب التفسير المسندة، وأكثر ما يروى عنه ما نقله من أقوال ابن عمر في التفسير، وما رواه من الأحاديث عن ابن عمر وغيره؛ وهي كثيرة جداً.

روى عنه في كتب التفسير: عبيد الله وعبد الله ابنا عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، وأيوب، ومالك، وابن جريج، وابن إسحاق، ومحمد بن عجلان، وموسى بن عقبة، وابن عون، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ومحمد بن سوقة، وعبد العزيز بن أبي رواد، وغيرهم.
وروى عنه ابنه عبد الله وهو ضعيف.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:18 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة