سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي(ت:94هـ)
إمام التابعين في المدينة، ممن انتهت إليه الفتوى في زمانه، كان عالماً بالقرآن وبالقضاء وبعبارة الرؤيا، وكان أبوه وجده من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولد سعيد في أوّل خلافة عمر بن الخطاب نحو سنة 15هـ، وأدرك السماع منه وهو صبي، وأخذ عن جماعة من علماء الصحابة منهم عثمان وعلي وسعد بن أبي وقاص وزيد بن ثابت وأبو هريرة وابن عمر وعائشة وأمّ سلمة وغيرهم.
وكان من أكثر الناس حديثاً عن أبي هريرة وأثبتهم عنه، وهو زوج بنت أبي هريرة، ومن أعلم التابعين بمسائل عمر؛ جدّ في طلبها حتى حفظها واحتاج الناس إليه فيها، حتى قال الإمام مالك: (إن كان عبد الله بن عمر ليرسل إلى سعيد بن المسيب يسأله عن القضاء من أقضية عمر بن الخطاب).رواه ابن أبي خيثمة.
- وقال مالك بن أنس أيضاً: (كان عمر بن عبد العزيز لا يقضي بقضاء حتى يسأل سعيد بن المسيب؛ فأرسل إليه إنساناً يسأله فدعاه فجاء حتى دخل؛ فقال عمر: « أخطأ الرسولُ، إنما أرسلناه يسألك في مجلسك» رواه ابن سعد.
- وقال عبد الرحمن بن مهدي: سمعت مالك بن أنس يحدث عن يحيى بن سعيد، قال: كان يقال: (سعيد بن المسيب راوية عمر بن الخطاب).رواه ابن أبي خيثمة في تاريخه.
- وروى سعد بن إبراهيم عن سعيد بن المسيب أنه قال: (ما بقي أحد أعلم بقضاء النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر منّي). رواه البخاري في التاريخ الكبير، وابن أبي خيثمة في تاريخه.
- وقال ابن شهاب الزهري: سمعت سليمان بن يسار، يقول: «كنا نجالس زيد بن ثابت أنا وسعيد بن المسيب وقبيصة بن ذؤيب، ونجالس ابن عباس؛ فأما أبو هريرة فكان سعيد أعلمنا بمسنداته لصهره منه». رواه ابن سعد.
- وقال معن بن عيسى: حدثنا مالك أنه بلغه أن سعيد بن المسيب قال: (إن كنتُ لأسير الليالي والأيام في طلب الحديث الواحد). رواه ابن سعد في الطبقات.
- وقال ابن إسحاق: سمعت مكحولا يقول: (طفتُ الأرض كلها في طلب العلم فما لقيت أعلم من ابن المسيب). رواه البخاري في التاريخ الكبير.
- وقال علي ابن المديني: (لا أعلم في التابعين أوسع علما منه، هو عندي أجلّ التابعين).
- وقال ابن وهب: أخبرني مالك، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب: أنه كان إذا سُئل عن تفسير آية من القرآن، قال: (أنا لا أقول في القرآن شيئًا). رواه ابن جرير.
- وقال ابن وهب: سمعت الليث يحدث، عن يحيى بن سعيد، عن ابن المسيَّب: (أنه كان لا يتكلم إلا في المعلوم من القرآن). رواه ابن جرير.
امتحن في الفتنة بين ابن الزبير وعبد الملك بن مروان، وسجن وضرب ضرباً شديداً وطيف به ثمّ فرّج الله عنه ورفع ذكره.
روى عنه: يحيى بن سعيد الأنصاري، وابن شهاب الزهري، وسالم بن عبد الله، وقتادة، وعبد الرحمن بن حرملة، وداود بن أبي هند، وعمرو بن مرة، وعلي بن زيد بن جدعان، وغيرهم.