22: علي بن أبي طلحة الوالبي الهاشمي (ت: 143هـ)
مولى بني هاشم، أصله من الجزيرة بالعراق، ثم انتقل إلى حمص، وله صحيفة مشهورة كتب فيها ما بلغه من تفسير ابن عباس، وهو لم يلقه باتفاق، ولم ينصّ على الواسطة بينه وبين ابن عباس، وبعض ما في صحيفته مما يُجزم أنه ليس لابن عباس، وهي نسخة جيدة في مجملها، إلا أن في بعضها ما يستنكر؛ فلذلك لا يُحكم بصحة مروياتها بإطلاق، ولا تردّ بإطلاق، بل تعتبر في التفسير.
23: أبو القاسم جويبر بن سعيد الأزدي البلخي (ت: 145هـ تقريباً)
اسمه جابر، وجويبر لقب، روى عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وأكثر روايته عن الضحاك بن مزاحم الهلالي، وله عنه نسخة في التفسير.
وهو من أهل بلخ بخراسان، ثم انتقل إلى الكوفة فهو معدود من الكوفيين، ثم سكن بغداد، وهو ضعيف جداً في رواية الحديث لضعف ضبطه، تركه عبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن سعيد القطان، وقال يحيى بن معين: ليس بشيء.
وأما روايته في التفسير فهي معتبرة؛ كما قال الإمام أحمد: (ما كَانَ عن الضحاك فهو على ذاك أيسر، وما كَانَ يسند عن النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فهو منكر).
- وقال أحمد بن سيار المروزي: (جويبر بن سعيد كان من أهل بلخ، وهو صاحب الضحاك، وله رواية ومعرفة بأيام الناس، وحاله حسن في التفسير، وهو لين في الرواية، روى عنه كبار الناس مثل الثوري وعبد الوارث بن سعيد).
- وقال عبد الرحمن بن مهدي: قال سفيان بن سعيد: (لولا جويبر لمات علم الضحاك بن مزاحم).
وكان سفيان الثوري يروي عنه تفسير الضحاك.
وروى الإدريسي في تاريخ سمرقند كما في إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي عن أحمد بن إبراهيم بن جعفر النيسابوري أنه قيل لابن خزيمة: كنت تحتجّ بجويبر صاحب التفسير؟ فأقرّ به وقال: نعم.
24: أبو روق عطية بن الحارث الهمداني (ت: 145هـ تقريباً).
تابعي كوفي ثقة، روى عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وعن عامر الشعبي والضحاك، وله عن الضحاك نسخة كبيرة في التفسير رواها عنه بشر بن عمارة الخثعمي، وقد أخرج منها ابن جرير أكثر من مائة رواية، وأخرج منها ابن أبي حاتم فيما طبع من تفسيره أكثر من ثلاثمائة رواية.
- قال ابن سعد: (أبو روق واسمه عطية بن الحارث الهمداني من بطن منهم يقال لهم بنو وثن من أنفسهم وهو صاحب التفسير وروى عن الضحاك بن مزاحم وغيره).
25: أبو مصلح نصر بن مشارس الخراساني (ت: 145هـ تقريبا)
صاحب الضحاك، له عنه كتاب في التفسير، يرويه عنه عمر بن هارون، وأبو معاذ خالد بن سليمان الحداني.
قال أبو حاتم: شيخ، ووثّقه ابن حبان.
وقد تقدّم قول ابن عديّ: (روى التفسير عنه [ الضحاك] : عبيد بن سلمان، وجويبر بن سعيد، وأبو مصلح نصر بن مشارس، ومن غير كتابٍ مؤلَّف: سلمة بن. نبيط، وعلي بن الحكم البنانيّ).
26: عبيد بن سليمان الباهلي
أبو الحارث، أصله من الكوفة، ثم سكن مرو، له كتاب مشهور في التفسير يرويه عن الضحاك، ويرويه عنه: أبو تميلة يحيى بن واضح المروزي، وأبو معاذ الفضل بن خالد النحوي، وأبو نعيم الفضل بن دكين.
أخرج منه ابن جرير أكثر من ثلاثمائة رواية، وأخرج منه ابن أبي حاتم فيما طبع من تفسيره مرويات كثيرة.
- قال العباس بن مصعب المروزي: (قدم الضحاك مرو، وسمع منه التفسير عبيد بن سليمان، مولى عبد الرحمن بن مسلم الباهلي، وروى التفسير عن عبيد بن سليمان: خارجة بن مصعب، وأبو تميلة، وعلي بن عمرو بن عمران من أهل الرَّزِيق). رواه العقيلي في الضعفاء، وابن عدي في الكامل.
ذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم: لا بأس به.
لم أقف على تاريخ وفاته.
27: محمد بن السائب بن بشر الكلبي (ت:146هـ)
أخباري نسّابة، كان من القصاص المشهورين في الكوفة، وكان متروك الحديث متّهماً بالكذب، وله كتب في التفسير هجر أكثرها أهل العلم، وحذروا منها، وله مع ذلك أقوال حسنة في التفسير، وقد اختلف أهل العلم في تفسيره:
- فذهب الإمام أحمد ويحيى بن معين ووكيع بن الجراح وابن أبي حاتم إلى الإعراض عنه مطلقاً، وترك الاشتغال بأقواله ومروياته في التفسير وغيره.
- وذهب سفيان الثوري وعبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير الطبري وابن المنذر إلى انتقاء ما يصلح للاعتبار من تفسيره وما يكون في نقله فائدة أو تنبيه على علّة.
ولذلك قلّت الرواية عنه جداً في كتب التفسير المسندة، وإنما أكثر من إخراج مروياته في وأقواله في التفسير المتأخرّون من أمثال الثعلبي والواحدي والماوردي.
والكلبي على ضعفه قد بلي برواة ضعفاء متّهمين بالكذب كالسدّي الصغير ومحمد بن عبيد الله العرزمي وغيرهما.
وأما ما انتقاه الثقات كسفيان الثوري وشعبة ومعمر من تفسير الكلبي فهو أحسن حالاً.
28: أبو حمزة ثابت بن أبي صفية الثمالي(ت:148هـ)
روى عن أنس بن مالك، وسعيد بن جبير، وعكرمة، وعامر الشعبي، وأبي إسحاق السبيعي، وغيرهم.
شيعيّ غالٍ، متروك الحديث لسوء مذهبه، وسوء ضبطه.
له مرويات في تفسير ابن جرير وابن أبي حاتم، وهو من مصادر الثعلبي في تفسيره.
29: مقاتل بن حيان النبطي البلخي (ت: قبل 150هـ).
إمام فقيه مفسّر، روى عن سعيد بن المسيب، وسالم بن عبد الله بن عمر، ومجاهد، وعكرمة، وعامر الشعبي، والحسن البصري، وقتادة، وعطاء بن أبي رباح، وأبي قلابة الجرمي، وغيرهم.
وروى عنه: بكير بن معروف الدامغاني قاضي نيسابور وهو أشهر الرواة عنه، وابن المبارك، وإبراهيم بن أدهم، وأبو عصمة نوح بن أبي مريم، وغيرهم.
وله تفسير قيّم جمعه مما تحصّل له من تفسير مجاهد والحسن والضحاك وغيرهم، ولتفسيره روايات أشهرها رواية بكير بن معروف الدامغاني.
وتفسيره مما اعتمد عليه الشافعي رحمه الله، وقد أخذه برواية معاذ بن موسى عن بكير.
- قال الشافعي: أخبرنا معاذ بن موسى، عن بكير بن معروف، عن مقاتل بن حيان قال: (أخذت هذا التفسير من نفر، حفظ معاذ منهم: مجاهداً، والضحاك، والحسن - رحمهم اللَّه)
وقد أكثر ابن أبي حاتم من الرواية من تفسير مقاتل بن حيان.
- قال الذهبي: (كان خيّرا ًناسكاً، كبير القدر، صاحب سنة، هرب من خراسان أيام أبي مسلم صاحب الدولة إلى بلاد كابل؛ فدعا هناك خلقا إلى الإسلام فأسلموا على يده).
وقال: (مات في حدود الخمسين ومائة قبل مقاتل بن سليمان بمدة).
30: مقاتل بن سليمان البلخي (ت: 150هـ)
كان صاحب كتب وله اطلاع واسع على التفسير في زمانه، وله عناية بعلوم القرآن، وكتب فيها كتباً، وقد ذكر في مقدمة تفسيره أنّه استخلصه من تفاسير ثلاثين رجلاً منهم اثنا عشر رجلاً من التابعين، ولم يسمّهم.
ومقاتل متروك الحديث، واتّهمه بعض المحدّثين بالكذب، وأعرض عنه كبار أصحاب التفاسير المسندة كعبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وغيرهم فلم ينقلوا عنه، وإنما اشتهرت بعض أقواله في التفاسير المتأخرة بسبب نقل بعض متأخري المفسرين عنه كالثعلبي والماوردي والواحدي؛ فكثر إيراد أقواله في التفاسير من غير إسناد.
وله تفسير مطبوع من رواية الهذيل بن حبيب الدنداني.
ومقاتل لا يحتجّ به في المرويات، ولكن له أقوال حسنة في التفسير يستفيد منها بعض أهل العلم ممّن يميّز الصواب من الخطأ.
- قال نعيم بن حمّاد: رأيت عند ابن عيينة كتابا لمقاتل؛ فقلت: يا أبا محمد تروي لمقاتل في التفسير؟
قال: (لا، ولكن أستدلّ به وأستعين).رواه الخطيب البغدادي في تاريخه وابن عساكر.
- وروي عن الشافعي أنه قال: (من أراد أن يتبحر في تفسير القرآن فهو عيال على مقاتل بن سليمان). وهي رواية فيها اضطراب؛ فإن صحّت فهي محمولة على كثرة مصادره في التفسير.
- وقال أبو بكر الأثرم: سمعت أبا عبد الله [هو أحمد بن حنبل] يُسْأل عن مقاتل بن سليمان، فقال: (كانت له كُتُبٌ ينظر فيها، إلا إني أرى أنه كان له علم بالقرآن). رواه الخطيب البغدادي في التاريخ وابن عساكر.
- وقال إبراهيم الحربي: (إنما جمع مقاتل بن سليمان تفسير القرآن وفسَّر عليه من غير سماع، ولو أنَّ رجلا جمع تفسير معمر عن قتادة، وشيبان عن قتادة كان يحسن أن يفسر عليه). رواه الخطيب البغدادي وابن عساكر.
ولمقاتل كتب أخرى منها:
أ: كتاب تفسير الخمسمائة آية من القرآن، وله روايات:
- منها: رواية الهذيل بن حبيب الدنداني، وقد حقق في رسالة علمية في جامعة بغداد من رواية بإشراف الدكتور حاتم الضامن رحمه الله.
- ومنها: رواية الباوردي، ذكرها ابن عديّ في الكامل فقال في ترجمة مقاتل: (كان من أعلم الناس بتفسير القرآن، وله كتاب الخمسمائة آية التي يرويها عنه أبو نصير منصور بن عبد الحميد الباوردي، وفي ذلك الكتاب حديث كثير مسند، وهو مع ضعفه يكتب حديثه).
ب: وكتاب "الوجوه والنظائر" وهو من علوم القرآن، وهو من رواية الهذيل أيضاً، وقد طبع بتحقيق الدكتور حاتم الضامن.
وقد ذكر في كتبه: كتاب في القراءات، وكتاب في الناسخ والمنسوخ، وكتاب في متشابه القرآن، وكتاب في التقديم والتأخير، وكتاب في نوادر التفسير، وهذه الكتب إما مفقودة وإما مما يحتاج إلى تثبّت في صحّة نسبتها.
31: أبو الجارود زياد بن المنذر الهمداني (ت: بعد 150 هـ)
يروي عن زيد بن علي، وعن غيره، وكان له أتباع يسمّون الجارودية نسبة إليه، وهم من فرق الزيدية، وهو متروك الحديث متّهم بالكذب، وله كتاب في التفسير، نقل منه ابن جرير وابن أبي حاتم شيئاً يسيراً، وذكر الدارقطني أن ابن شاهين (ت:385هـ) فرّق تفسير أبي الجارود في تفسيره على الآيات.
- قال يحيى بن معين: (كذاب عدو الله، ليس يسوى فلسا).
- وقال أحمد بن حنبل: (متروك الحديث).
- وقال ابن حبان: (كان رافضيا، يضع الحديث في مثالب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويروي في فضائل أهل البيت أشياء ما لها أصول، لا يحل كتب حديثه).
32: عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج (ت: 151هـ)
أحد الأئمة الأعلام، وأوعية العلم الكبار، ومفتي أهل مكة في زمانه، أصله رومي، وهو مولى بني أمية، ولد بعد سنة سبعين للهجرة، وأدرك جماعة من أصحاب ابن عباس؛ فروى عن مجاهد، وعطاء بن أبي رباح، وطاووس بن كيسان، وابن أبي مليكة، وعمرو بن دينار، وغيرهم.
وروى أيضاً عن القاسم بن أبي بزة وعطاء الخراساني ونافع مولى ابن عمر، وغيرهم خلق كثير.
وقد عني بتدوين العلم مع حسن ضبطه؛ فدوّن أحاديث كثيرةً جداً، حتى قال سفيان الثوري وهو من كبار الحفّاظ: (أعياني حديث ابن جريج أن أحفظه، فنظرت إلى شيء يجمع فيه المعنى، فحفظته وتركت ما سوى ذلك).
وهو أوّل من صنّف التصانيف بمكة، وكانت كتبه محلّ عناية أهل الحديث وثقتهم، حتى قال يحيى بن سعيد القطان: (كنا نسمي كتب ابن جريج كتب الأمانة).
- قال عبد الله بن الإمام أحمد: قلت لأبي: من أول من صنّف الكتب؟ قال: ابن جريج وابن أبي عروبة.
- وقال سفيان بن عيينة: سمعت ابن جريج يقول: (ما دوَّن العلمَ تدويني أحد). رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ.
قلت: يقصد من أهل زمانه، وهذا من دلائل كثرة كتابته.
ومرويات ابن جريج في كتب التفسير المسندة كثيرة جداً، له في تفسير ابن جرير وحده نحو 2500 رواية.
وقد طبع تفسيره حديثاً برواية الحسن بن الصباح الزعفراني عن حجاج بن محمد المصيصي عنه.
33: محمد بن إسحاق بن يسار (ت:151 أو 152 هـ)
مولى آل مخرمة بن المطلب، ولد سنة ثمانين، ورأى أنس بن مالكٍ بالمدينة، وسعيد بن المسيب، وكان علامة نسابة أخبارياً واسع المعرفة بالسيرة والأخبار، وكان موصوفاً بقوة الحفظ.
- قال هارون بن معروف: سمعت أبا معاوية، يقول: (كان ابن إسحاق من أحفظ الناس، فكان إذا كان عند الرجل خمسة أحاديث أو أكثر جاء فاستودعها محمد بن إسحاق، وقال: احفظها علي فإن نسيتها كنت قد حفظتها علي). رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد.
ولابن إسحاق كُتُب، أشهرها كتاب "المبتدأ والمبعث والمغازي" وقد أملاه مراراً، ووقع بين رواياته اختلاف في الزيادة والنقصان، وقد كثر رواة كتابه في السيرة جداً حتى زادوا على المائة، وله كتاب "حرب البسوس" مطبوع.
وقد اطّلع ابن إسحاق على صحف كثيرة في زمانه فكان يروي منها، ومنها ما لا يعرف إلا عن طريقه، وكان يجمع تلك الصحف فيضعها في كتبه ويسندها إلى أصحابها غالباً، وقد ينقل منها من غير إسناد.
- قال أبو داوود السجستاني: سمعت أحمد [بن حنبل] ذكر محمد بن إسحاق، فقال: (كان رجلا يشتهي الحديث فيأخذ كتب الناس فيضعها في كتبه). رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد.
وقد يجمع في كتبه بين ما اطّلع عليه، وما حفظه من أفواه الرواة، وقد كان مشتهراً بالحفظ كما تقدم.
- قال الذهبي في سير أعلام النبلاء معقباً على قول الإمام أحمد: ( هذا الفعل سائغ فهذا "الصحيح" للبخاري, فيه تعليق كثير).
روى ابن إسحاق صحيفة عن محمد بن أبي محمد الجرشي مولى زيد بن ثابت، في التفسير.
وروى صحيفة عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده، وعامّتها في المغازي، وقد أخرج منها أصحاب التفاسير المسندة بعض ما يتصل بنزول الآيات.
وله صحيفة عن وهب بن منبّه يروي عنه بعض ما فيها بلا واسطة، وفي بعضها يقول: حدثني من لا أتهم عن وهب بن منبه، وهذه الصحيفة تضمنت إسرائيليات كثيرة عن وهب بن منبّه.
- وقال ابن أبي فديكٍ: رأيت محمد بن إسحاق يكتب عن رجلٍ من أهل الكتاب.
وكان ممن أشاع الإسرائيليات، والأشعار المنحولة، بسبب عدم تثبّته في الرواية، وحمله عن الضعفاء والمجاهيل.
- قال محمد بن سلام الجمحي (ت:232 هـ) في كتابه "طبقات فحول الشعراء": (وكان ممن أفسدَ الشعرَ وهجنَّه، وحمل كلَّ غُثاءٍ منه محمد بن إسحاق بن يسار مولى آل مخرمة بن المطلب بن عبد مناف وكان من علماء الناس بالسير، قال الزهري: "لا يزال فى الناس علم ما بقى مولى آل مخرمة".
وكان أكثر علمه بالمغازي والسير وغير ذلك؛ فقبل الناس عنه الأشعار، وكان يعتذر منها، ويقول: "لا علم لي بالشعر أُتينا به فأحمله".
ولم يكن ذلك له عذرا؛ فكتب في السير أشعار الرجال الذين لم يقولوا شعرا قط وأشعار النساء فضلا عن الرجال ثم جاوز ذلك إلى عاد وثمود فكتب لهم أشعارا كثيرة وليس بشعر إنما هو كلام مؤلف معقود بقواف).ا.هـ.
وابن إسحاق صدوق في نفسه، إلا أنّه أخذ عليه شيء من التدليس، والرواية عن كلّ أحد من غير تمييز، وأما إذا ما صرّح بالتحديث عن ثقة فالراجح أن حديثه لا يقلّ عن رتبة الحسن إن شاء الله، ما لم تكن له علة أخرى، وأما رواه معنعنا فلا يُحتجّ به.
ومرويات ابن إسحاق في كتب التفسير المسندة كثيرة جداً.
34: عباد بن منصور الناجي (ت: 152هـ)
كان قاضي البصرة في زمانه، وقد ضُعّف في الحديث، وله نسخة في التفسير يرويها عن الحسن البصري، رواها عنه أبو بكر الحنفي وسرور بن المغيرة الواسطي.
35: يونس بن يزيد بن أبي النجاد الأيلي (ت:152هـ)
صاحب الزهري وراويته، وكان صحيح الكتاب، وقد روى عن القاسم بن محمد بن أبي بكر، وعكرمة، ونافع مولى ابن عمر وغيرهم.
وله جزء في التفسير عن عطاء الخراساني، وهو مطبوع.
- قال عبد الله بن المبارك: (ما رأيت أحدا أروى عن الزهري من معمر إلا ما كان من يونس فإنه كتب كل شيء).
اختلف في سنة وفاته.
36: أبو عروة معمر بن راشد الأزدي (ت: 153هـ).
المحدّث الكبير، كان من أوعية العلم، ثقة ثبتاً كثير الحديث، معدوداً من القلّة الذين تدور عليهم الأسانيد، نشأ في البصرة، ثم انتقل إلى اليمن، وهو أوّل من صنّف في اليمن، له كتاب الجامع، والمغازي، فأمّا الجامع فمطبوع، وأمّا المغازي فمفقود، وقد جمعت مروياته في المغازي في رسالة علمية.
وله تفسير كبير يرويه عن قتادة والحسن ومجاهد وزيد بن أسلم والزهري والكلبي وغيرهم، وأكثر ما فيه عن قتادة، وتفسيره هذا يرويه عنه محمد بن ثور الصنعاني، وقد أكثر ابن جرير من الرواية من هذه النسخة.
ومرويات معمر في كتب التفسير المسندة كثيرة جداً، وأكثر ما في تفسير عبد الرزاق من طريق معمر.
37: عيسى بن ميمون المكي (ت: 155هـ تقريبا)
المعروف بابن داية، ويقال له الجرشي نسبة إلى بني جرش لأنه جاورهم، قرأ على ابن كثير، وروى عن ابن أبي نجيح، وقيس بن سعد المكي.
قارئ مفسّر، وهو أحد رواة التفسير عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، وقد روى عنه تفسيره أبو عاصم الضحاك بن مخلد.
38: سعيد بن أبي عروبة البصري (156هـ)
أحد الحفاظ الكبار، وهو أوّل من صنّف الكتب بالبصرة، جالس الحسن والبصري وابن سيرين وروى عنهما شيئا قليلا، ولازم قتادة وحفظ عنه حديثاً كثيراً، وهو أشهر رواة تفسير قتادة.
سأله أبو معشر زياد بن كليب التميمي أن يكتب له تفسير قتادة فكتبه؛ فاشتهر عنه، وأخرج منه أصحاب التفاسير المسندة مرويات كثيرة جداً.
39: الحسين بن واقد المروزي (ت: 159هـ)
قاضي مرو ومفتي أهلها في زمانه، تولّى القضاء بعد عبد الله بن بريدة بن الحصيب، وهو مولى الأمير عبد الله بن عامر بن كريز، وكان معدوداً من أئمة أهل السنة.
- قال يحيى بن أكثم: بلغني عن عبد الله [ بن المبارك] أنه سئل عن الاتباع؛ فقال: (الاتباع ما كان عليه الحسين بن واقد وأبو حمزة السكري). رواه الخطيب البغدادي.
قرأ على الأعمش، وروى عن عبد الله بن بريدة، وعكرمة، ويزيد النحوي، وغيرهم.
وله نسخة في التفسير عن يزيد النحوي عن عكرمة، أخرج منها أصحاب التفاسير المسندة مرويات كثيرة.
- قال أبو بكر المروذي: سألت أحمد بن حنبل عن حميد الخزاز، فقلت له: إن يحيى يتكلم فيه؟
قال: (ما علمته إلا ثقة، قد كنا نقدم عليه إلى الكوفة فنزل عنده فيفيدنا عن المحدثين، ثم قدم إلى بغداد ليسمع التفسير من حسين المروذي فنزل عندي).
- قال ابنه علي بن حسين: (مات أبي سنة تسع وخمسين ومائة). رواه البخاري في التاريخ الكبير.
40: شبل بن عباد المكي (ت: 160هـ تقريباً )
ولد سنة 70هـ، وحدّث عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني رضي الله عنه، وقرأ على ابن كثير المكي، وتصدر للإقراء بمكة بعده، وعرض على ابن محيصن، وله تفسير يرويه عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، ويرويه عن شبل: أبو حذيفة النهدي، وأبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي الحافظ، ونصر بن علي الجهضمي، وقد أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم شيئاً يسيراً من مرويات هذا التفسير.
- قال أبو الحجاج المزي: (ذكر بعض المتأخرين أنه مات سنة ثمان وأربعين ومئة).
- قال الذهبي: (وما أحسبه صحيحا؛ فإن أبا حذيفة إنما سمع الحديث سنة بضع وخمسين ومائة).
- ونقل ابن الجزري في غاية النهاية عن الذهبي أنه قال: (بقي إلى قريب سنة ستين ومائة بلا ريب).
41: أبو جعفر عيسى بن ماهان الرازي التميمي(ت: نحو 160هـ )
ولد في حدود التسعين، وحدّث عن عطاء بن أبي رباح، وعمرو بن دينار، وقتادة، والربيع بن أنس البكري، وغيرهم، وكان صديقاً لسفيان الثوري.
- قال ابن سعد: (كان أصله من أهل مرو، من قرية يقال لها برز، وهي القرية التي نزلها الربيع بن أنس أولا، وبها سمع أبو جعفر من الربيع بن أنس، ثم تحول أبو جعفر بعد ذلك إلى الري، فمات بها، فقيل له الرازي).
وقد اختلف فيه الأئمة النقاد، وأوسط أقوالهم قول يحيى بن معين: (يكتب حديثه إلا أنّه يخطئ).
وله نسخة مشهورة في التفسير يرويها عن الربيع بن أنس البكري وأكثرها من تفسير أبي العالية الرياحي.
42: سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري (ت: 161هـ)
الإمام المعروف، من كبار أوعية العلم، وممن تدور عليهم الأسانيد، ولد سنة خمس وتسعين للهجرة، ومات بالبصرة مختفياً عند عبد الرحمن بن مهدي.
له تفسير مشهور، يرويه عنه أبو حذيفة النهدي، وقد طبع بعضه.