العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 10:18 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي توجيه القراءات في سورة الإخلاص

توجيه القراءات في سورة الإخلاص


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2 ربيع الأول 1440هـ/10-11-2018م, 02:52 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي مقدمات سورة الإخلاص

مقدمات توجيه القراءات في سورة الإخلاص

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (سورة الإخلاص). [معاني القراءات وعللها: 3/172]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( (ومن سورة الإخلاص) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/544]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ذكر اختلافهم في سورة الإخلاص). [الحجة للقراء السبعة: 6/454]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (سورة الإخلاص). [المحتسب: 2/375]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (112 - سورة الإخلاص). [حجة القراءات: 777]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (سُورَةُ الإِخْلاصِ). [الموضح: 1411]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ مَكِّيٌّ: وَقَدْ بَقِيَتْ أَحْرُفٌ فِي بَاقِي الْقُرْآنِ نَحْنُ نَذْكُرُهَا فِي بَابٍ مُفْرَدٍ بِعِلَلِهَا.

بَابُ مَا بَقِيَ مِنَ الاخْتِلاَفِ بِعِلَلِهِ
مِنَ الْعَصْرِ إِلَى آخِرِ الْقُرْآنِ
وَهُوَ مَكِّيٌّ كُلُّهُ إِلاَّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ وَالنَّصْرَ فَإِنَّهُنَّ مَدَنِيَّاتُ.
وَاخْتُلِفَ فِي {تَبَّتْ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، فَقِيلَ مَدَنِيَّتَانِ، وَقِيلَ مَكِّيَّتَانِ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/388] (م)

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وَسُورَةُ «الإِخْلاَصِ» أَرْبَعُ آيَاتٍ
...
وَكُلُّ مَا سَكَتْنَا فِي الْعَدَدِ عَنْ ذِكْرِ الاخْتِلاَفِ فَهُوَ اتِّفَاقٌ فِي الْمَدَنِيِّ وَالْكُوفِيِّ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/389]

ما جاء في الاختلاف في هذه السورة:
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (لا شيء فيها). [المحتسب: 2/375]

فضائل السورة:
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (وأخبرني ابن دريد عن أبي حاتم عن أبي عبيده، قال: يقال لـ{قل هو الله أحد}، و{قل يا أيها الكافرون}: المقشقشتان ومعناهما المبريتان من الكفر، والنفاق، كما يقشقش الهناء الجرب.
وقد حدثني أبو عمر عن ابن الأعرابي، قال: قلت لأعرابي: أتقرأ من القرآن شيئًا، قال: نعم أقرأ القلائل: {قل هو الله أحد} و{قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس}.
وحدثني أبو عبد الله الكاتب، قال: حدثني أحمد بن عبيد عن الأصمعي، قال: حدثنا جعفر بن مروان، عن سعيد بن سمرة بن جندب قال: لقيت أعرابية فأعجبتني فصاحتها، وظرفها، وعقلها، فقلت: إني لأنفس بمثلك
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/544]
أن تكون له هذه الفصاحة، والظرف، والعقل ولا تحسن من كتاب الله شيئًا قال: وما علمك بذلك، بلى ها الله لأني لأقرأه ثم ألوكه لوك العلج. قلت:: فاقرئي,. فقرأت: {والشمس وضحاها} قراءة حسنة حتى بلغت {فألهمها فجورها وتقواها} قالت: حلفة بلغت مداها لا يدخل الجنة ولا يراها إلا من نهى النفس عن هواها.
وحدثني أحمد قال: حدثني الأصمعي عن سعيد بن عثمان قال: قلت لأعرابي من بني عقيل: هل تحسن من كتاب الله شيئا قال: كيف لا أحسن، وعلينا انزل الله، قال: قلت: فأقرأ، فأفتتح وقرأ {والضحى} قراءة حسنة حتى بلغ {ولسوف يعطيك ربك فترضى * أم يجدك يتيمًا فآوى} التفت إلى صاحبه فقال: إن هؤلاء العلوج يقولون: {ووجدك ضالا فهدى} ولا والله لا أقولها). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/545]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2 ربيع الأول 1440هـ/10-11-2018م, 02:53 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الإخلاص

[ من الآية (1) إلى آخر السورة ]
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)}

قوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قال أبو عمرو وحده (قل هو اللّه أحدٌ (1) اللّه الصّمد (2).
يقف على (أحد) ولا يصل.
والعرب لا تصل مثل هذا.
قال أبو عمرو: أدركت القراء يقفون على (أحد).
وغيره ينون (أحدٌ) فيصل (قل هو اللّه أحدٌ (1) اللّه الصّمد (2).
قرأ به ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي (أحدٌ اللّه) منونًا.
وقد قرئ برفع الدال بغير تنوين (قل هو اللّه أحد (1) اللّه الصّمد (2). وهو شاذ.
قال أبو منصور: من حذف التنوين فلالتقاء الساكنين، ومن أسكن الدال أراد الوقف، ثم ابتدأ فقال (الله الصمد).
ومن نون فهو وجه الكلام.
وهي القراءة الجيدة.
وروى هارون عن أبي عمرو (أحد اللّه) لا ينون إن وصل). [معاني القراءات وعللها: 3/172]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (فإن سأل سائل لم ثنيت {قل} في أوائل هذه السورة وفي أوامر الله تعالى ، وأنت إذا قلت لآخر: قل لا إله إلا الله أجابك فقال: لا إله إلا الله، ولم يقل: قل لا إله إلا الله؟
فالجواب: إن الله تعالى أنزل القرآن على لسان محمد بلسان الروح الأمين صلى الله عليهما، فمعناه: قال لي جبريل: {قل هو الله أحد} فحكى النبي صلى الله عليه ما ألقي إليه). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/544]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- وقوله تعالى: {قل هو الله أحد} [1].
كان ابن مجاهد إذا قرأ لأبي عمرو في الصلاة وقف على أحد وقفة خفيفة، ويقطع ألف الوصل فيقول: {قل هو الله أحد * الله الصمد} [1، 2] ويحكى ذلك عن أبي عمر أنه كان يختاره، ويقول: إن العرب لا تكاد تصل مثل هذا.
وقد روي عن أبي عمرو وغيره {أحد الله} بترك التنوين؛ لأن التنوين والنون الساكنة الخفيفة تضارعان اللام لتقارب مخرجيهما فيزلان عند اللام الساكنة، والأكثر أن تكسر لالتقاء الساكنين فتقول: رأيت جعفر الظريف،
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/545]
{ولكن الشياطين}، و{لكن الراسخون} وأما من حذف فنحو قول الشاعر، -أنشد سيبويه-:
فلست بآتيه ولا أستطيعه = ولك اسقني إن كان ماؤك ذا فضل
أراد: ولكن، فحذف النون.
وقال آخر في حذف التنوين:
أمهتي خندف وإلياس أبي
حيدة خالي ولقيط وعلى
وحاتم الطائي وهاب المئي
وقال آخر:
لتجدني بالسيوف برا
وبالقناة مدعسا مكرًا
إذا غطيف السلمي فرا
أراد: غطيف السلمي، فحذف التنوين.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/546]
وقرأ الباقون: {أحد الله} بالتنوين، وكسروا لالتقاء الساكنين). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/547]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن كثير ونافع وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي أحد بالتنوين، وقرأ أبو عمرو أحد. الله بغير تنوين، فيما حدّثني به الخزاز عن محمد بن يحيى عن عبيد عن هارون عنه.
قال: وحدّثنا عبيد عن أبي عمرو: قل هو الله أحد ثم يقف، فإن وصل قال: أحدن. الله وزعم أن العرب لم تكن تصل مثل هذا، وحدّثني عبد اللّه بن نصر بن علي عن أبيه، قال: سمعت أبا عمرو يقرأ: أحد* يقف، فإذا وصل ينوّنها، وزعم أنّ العرب لم تكن تصل مثل هذا. وقال أبو زيد عن أبي عمرو أحد. الله لا يصل بمقطوع. وقال عباس: سألت أبا عمرو فقرأ: أحد* ووقف الله الصمد. حدّثني الجمال عن أحمد بن يزيد عن روح عن أحمد بن موسى عن أبي عمرو: أحد. الله. وقال أبو عمرو: أدركت القرّاء كذلك يقرءونها: أحد. الله، قال أبو عمرو: فإن وصلت نوّنت، هارون عن أبي عمرو: أحد* لا ينوّن وإن وصل.
[الحجة للقراء السبعة: 6/454]
من قرأ: أحدن الله فوجهه بيّن، وذلك أن التنوين من أحد ساكن، ولام المعرفة من الاسم ساكن، فلما التقى الساكنان، حرّك الأول منهما بالكسر، كما تقول: اذهب اذهب، فتجري الساكن الأول بالكسر، ومثل ذلك قوله: فإما ترين من البشر أحدا [مريم/ 26] حرّكت الياء التي هي علامة الضمير لسكونها، وسكون الأولى من الثقيلة، ولولا التقاؤها معها لتركتها ساكنة كما قال:
إمّا تري شمطا في الرّأس لاح به من بعد أسود داجي اللّون فينان وأما الألف المنقلبة عن الياء التي هي لام فقد حذفت لسكونها وسكون ياء الضمير بعدها.
فأما من قال: أحد الله فحذف النون، فإن النون قد شابهت حروف اللين في أنها تزاد كما يزدن، وفي أنها تدغم فيهنّ كما يدغم كل واحد من الياء والواو في الأخرى، وفي أنها قد أبدلت منها الألف في الأسماء المنصوبة، وفي الخفيفة، وأبدلت من الواو في صنعاني، فلما شابهت حروف اللين ضروبا من هذه المشابهات، أجريت مجراها في أن حذفت ساكنة لالتقاء الساكنين كما حذفت الألف والواو والياء لذلك في نحو رمى القوم، ويغز والقوم ويرمي القوم، ومن ثم حذفت ساكنة في الفعل كما حذف من نحو لم يك [الأنفال/ 53]، فلا تك في مرية* [السجدة/ 23] فحذف في أحد الله لالتقاء الساكنين كما
[الحجة للقراء السبعة: 6/455]
حذفت هذه الحروف، وكما حذف في نحو: هذا زيد بن عمرو في الكلام، واستمر ذلك فيه، وكثر حتى صار الأصل الذي هو الإثبات مرفوضا فإن جاء في شعر، فكما يجيء في الشعر على الأصل المرفوض، وكان حذفها في هذا الموضع حسنا إذ كانت زائدة تسقط مرة وتثبت أخرى، وقد حذف النون التي هي من نفس الكلمة في قولهم: وملآن، يريدون: من الآن، وإذا خفّف الهمزة على قول من قال: الحمر، لأن اللام في تقدير السكون، فتحذف النون كما تحذف إذا التقى مع ساكن، لأن هذا التحرّك في حكم السكون، وعلى هذا قالوا: هلمّ، فحذفوا الألف من ها، لأن حركة اللام التي هي فاء ليست لها، فهي في تقدير السكون وحذف في نحو قول الشاعر:
أبلغ أبا دختنوس مألكة غير الذي يقال ملكذب وحذفت من قوله:
[الحجة للقراء السبعة: 6/456]
ولاك اسقني إن كان ماؤك ذا فضل فلما حذفت هذه التي هي من نفس الكلمة، كانت الزيادة أجدر بالحذف، وقد جاء حذفها في الشعر كثيرا، أنشد أبو زيد:
حيدة خالي ولقيط وعليّ وحاتم الطائيّ وهّاب المئي وأنشد أيضا:
لتجدنّي بالأمير برّا وبالقناة مدعسا مكرّا إذا عطيف السّلمي فرّا وقال:
فألفيته غير مستعتب ولا ذاكر اللّه إلّا قليلا وقال: تذهل الشيخ عن بنيه وتبدي عن خدام العقيلة العذراء
[الحجة للقراء السبعة: 6/457]
فعلى هذا حذف في قوله: أحد الله، فأما إعراب اسم اللّه من قوله: الله أحد فيجوز فيه ضربان من الإعراب: من ذهب إلى أن هو كناية عن اسم اللّه، كان قوله الله مرتفعا بأنه خبر مبتدأ، ويجوز في قولك أحد ما يجوز في قولك: زيد أخوك نائم. ومن ذهب إلى أن هو* كناية عن القصة والحديث، كان اسم اللّه عزّ وجلّ عنده مرتفعا بالابتداء، وأحد خبره، وعلى مثل هذا قوله: فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا [الأنبياء/ 97]، إلا أن هي* جاء على التأنيث لأن التقدير اسما مؤنثا، وعلى هذا جاء: فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب [الحج/ 46]، فإذا لم يكن في التفسير مؤنث، لم يؤنث ضمير القصة لقوله: إنه من يأت ربه مجرما [طه/ 74]، فأما قوله: أحد فإنه اسم على ضربين: أحدهما: أن يكون اسما، والآخر صفة، فالاسم نحو: أحد وعشرون يريد الواحد، والآخر: أن يكون صفة، كبطل وحسن، وذلك كقول النابغة:
كأنّ رحلي وقد زال النهار بنا بذي الجليل على مستأنس وحد وكذلك قولهم: واحد يكون على ضربين: يكون اسما كالكاهل والغارب، ومنه قولك في العدد: واحد، اثنان، ويكون وصفا كقوله:
[الحجة للقراء السبعة: 6/458]
وقد رجعوا كحيّ واحدينا فهذا فاعل صفة وعلى هذا قالوا: على حدة، وعلى وحدة، وقد جمعوا أحدا الذي هو صفة، على أحدان، وهذا أحد الذي هو صفة جمعوه على التكسير، كما جمعوا واحدا على التصحيح في قوله:
كحيّ واحدينا وهذا جمع لأحد الذي يراد به الرفع من الموصوف، والتعظيم له، وأنه منفرد عن الشبه والمثل وذلك قولهم: أحد وأحدان، شبّهوه بسلق وسلقان، ونحوه قال الشاعر:
يحمي الصّريمة أحدان الرجال له صيد ومجترئ بالليل همّاس وقالوا: هو إحدى الإحد: إذا رفع منه وعظّم، قال الشاعر:
عدّوني الثّعلب فيما عدّدوا
[الحجة للقراء السبعة: 6/459]
حتى استثاروا بي إحدى الإحد ليثا هزبرا ذا سلاح معتدي قال: يقال: هو إحدى الإحد، وواحد الأحدين، وواحد الآحاد. فأما وصل أحد وتحريك التنوين فالكسر في أحدن الله القياس الذي لا إشكال فيه، وأما الوصل على السكون نحو أحد الله فإنه يشبّه بالفواصل، وقد تجري الفواصل في الإدراج مجراها في الوقف، فتتبع الحروف التي تتبع في الوقف في الإطلاق، فكذلك الفواصل، وعلى هذا قال من قال: فأضلونا السبيلا ربنا آتهم، [الأحزاب/ 67، 68]، وما أدراك ماهيه نار [القارعة/ 10، 11]... وعلى الإسكان ننشد نحو:
إذا ما انتسبت له أنكرن وجار أجاوره وليس البيت، وإن استكمل قافيته، وما يقتضيه من حروف الروي، وما يتبعه بمنقطع مما بعده، ألا ترى أنّ فيه التضمين، وليس التضمين بعيب، وإن كان غيره أحسن منه، وفيه نحو:
[الحجة للقراء السبعة: 6/460]
ولا أملك رأس البعير إن نفرا والذئب أخشاه فهذا مبني على وصل البيت الأول بالبيت الثاني، ألا ترى أنه قد نصب الذئب كما نصب نحو قوله: والظالمين أعد لهم عذابا أليما [الإنسان/ 31] بعد قوله: يدخل من يشاء في رحمته [الإنسان/ 31]، فكذلك الفواصل إذا أدرجت ووصلت بما بعدها، ومما يؤكد ذلك قطعهم لهمزة الوصل في أنصاف البيوت كقوله:
ولا يبادر في الشتاء وليدنا القدر ينزلها بغير جعال فهذا لأن النصف الثاني من الأول كالبيت الثاني من الأول، ألا ترى أن فيه التصريع والخرم كما يكون في البيوت التامّة التي ليست بأنصاف، وكذلك أحد الله لما كان أكثر القراء فيما حكى أبو عمرو
[الحجة للقراء السبعة: 6/461]
على الوقف، أجراه في الوصل مجراه في الوقف لاستمرار الوقف عليه، وكثرته على ألسنتهم). [الحجة للقراء السبعة: 6/462]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي عَمْرٍو حَذْفُ التَّنْوِينِ مِنْ {أَحَدٌ} لِسُكُونِهِ وَسُكُونِ اللاَّمِ مِنْ {اللَّهُ}. وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَقِفُ عَلَى {أَحَدٌ}، وَالَّذِي قَرَأْتُ بِهِ لَهُ، كَالْجَمَاعَةِ، بِالْوَصْلِ وَكَسْرِ التَّنْوِينِ، لالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وَالْوَقْفُ عَلَى {أَحَدٌ} حَسَنٌ جَيِّدٌ، لأَنَّكَ تَبْتَدِئُ بِابْتِدَاءٍ وَخَبَرٍ، فَتَقُولُ: {اللَّهُ الصَّمَدُ}، عَلَى الابْتِدَاءِ وَالْخَبَرِ، وَإِنْ شِئْتَ جَعَلْتَ {الصَّمَدُ} صِفَةً، وَجَعَلْتَ الْخَبَرَ {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} الْجُمْلَةَ كُلَّهَا).[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/390]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- (أَحَدُ اللَّهُ) [آيَةُ/ 1و2] بِرَفْعِ الدَّالِ مِنْ غَيْرِ تَنْوِينٍ: -
قَرَأَهَا أَبُو عَمْرٍو بِرِوَايَةِ عُبَيْدٍ عَنْهُ، وَرُوِيَ أَيْضًا عَنْ عُبَيْدٍ بِطَرِيقٍ آخَرَ أَنَّ أَبَا عَمْرٍو كَانَ يَقِفُ عَلَى (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدْ) وَقْفَةً، فَإِنْ وَصَلَ قَالَ: أَحَدُنِ اللَّهُ.
وَالْوَجْهُ فِي حَذْفِ التَّنْوِينِ مِنْهُ فِي حَالِ الْوَصْلِ أَنَّ التَّنْوِينَ نُونٌ سَاكِنَةٌ، وَالنُّونُ تُشْبِهُ حُرُوفَ الْعِلَّةِ فِي أَحْكَامٍ كَثِيرَةٍ:
مِنْهَا أَنَّهَا تُزَادُ كَمَا تُزَادُ حُرُوفُ الْعِلَّةِ وَأَنَّهَا تُدْغَمُ فِيهَا، أَعْنِي حُرُوفَ الْعِلَّةِ الْوَاوَ وَالْيَاءَ، كَمَا تُدْغَمُ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنَ الْوَاوِ وَالْيَاءِ فِي الأُخْرَى، وَأَنَّهَا تُبْدَلُ مِنْهَا الأَلِفُ فِي نَحْوِ رَأَيْتُ زَيْدًا، وَأَنَّهَا تُبْدَلُ مِنَ الْوَاوِ فِي نَحْوِ صَنْعَانِيٍّ.
فَلَمَّا شَارَكَتْهَا فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَحْكَامِ أُجْرِيَتْ مَجْرَاهَا فِي حَذْفِهَا لالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، فَحُذِفَتْ هَاهُنَا؛ لأَنَّهَا الْتَقَتْ مَعَ اللاَّم ِالسَّاكِنَةِ مِنَ {اللَّهُ} كَمَا
[الموضح: 1411]
حُذِفَتِ الْوَاوُ فِي نَحْوِ يَغْزُو الْقَوْمُ، وَالْيَاءُ فِي يَرْمِي الْجَيْشُ، وَالأَلِفُ فِي يَخْشَى اللَّهَ، وَكَمَا يُحْذَفُ التَّنْوِينُ لالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ فَقَدْ تُحْذَفُ النُّونُ أَيْضًا لِذَلِكَ، فِي نَحْوِ قَوْلِ الشَّاعِرِ:
189- أَبْلِغْ أَبَا دَخْتَنُوسَ مَأْلُكَةً = غَيْرَ الَّذِي قَدْ يُقَالُ مِلْكَذِبِ
أَيْ مِنَ الْكَذِبِ، وَفِي قَوْلِ الآخَرِ:
190- فَلَسْتُ بِآتِيهِ وَلا أَسْتَطِيعُهُ = وَلاكِ اسْقِنِي إِنْ كَانَ مَاؤُكَ ذَا فَضْلِ
أَرَادَ: وَلَكِنِ اسْقِنِي، وَفِي قَوْلِ الآخَرِ:
191- إِذَا غُطَيْفُ السُّلَمِيُّ فَرَّا
أَرَادَ غُطَيْفٌ السُّلَمِيُّ.
فَكَمَا حُذِفَتْ هَذِهِ النُّونَاتُ لالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ فَكَذَلِكَ حُذِفَ التَّنْوِينُ فِي: (أَحَدُنِ اللَّهُ) لالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، فَقِيلَ {أَحَدُ اللَّهُ}.
وَأَمَّا وَقْفَةُ أَبِي عَمْرٍو عَلَى (أَحَدْ)، وَإِنْ كَانَ فِي حَالَةِ وَصْلٍ؛ فَلأَنَّهَا
[الموضح: 1412]
فَاصِلَةٌ، وَالْفَوَاصِلُ تُشْبِهُ الْقَوَافِيَ، وَالْقَوَافِي قَدْ تُجْرَى إِذَا أُدْرِجَتْ مُجْرَاهَا إِذَا وُقِفَ عَلَيْهَا نَحْوَ قَوْلِهِ:
192- . . . . . . . . . . ولا = أَمْلِكُ رَأْسَ الْبَعِيرِ إِنْ نَفَرَا
وَالذِّئْبَ أَخْشَاهُ إِنْ مَرَرْتُ بِهِ = . . . . . . . . . . . .
فَإِنْشَادُهُ إِنَّمَا هُوَ بِالأَلِفِ مِنْ: نَفَرَا، إِذَا وَصَلَ بِالْبَيْتِ الثَّانِي.
وعَلَى هَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى {فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا رَبَّنَا} وَ{مَا هِيَهْ نَارٌ}.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ (أَحَدُنِ اللَّهُ) بِالتَّنْوِينِ.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ هُوَ الأَصْلُ فِيهِ؛ لأَنَّهُ قَدِ اجْتَمَعَ سَاكِنَانِ: أَحَدُهُمَا التَّنْوِينُ مِنْ {أَحَدٌ} وَالثَّانِي اللاَّمُ الأُولَى مِنَ {اللَّهُ}، فَكُسِرَ التَّنْوِينُ لالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ وَلَمْ يُحْذَفْ كَمَا حُذِفَ فِي الْقِرَاءَةِ الأُولَى، كَمَا لا يُحْذَفُ السَّاكِنُ مِنْ غَيْرِ حُرُوفِ الْعِلَّةِ إِذَا الْتَقَى بِسَاكِنٍ آخَرَ، وَهَذَا هُوَ الأَقْيَسُ فِي ذَلِكَ). [الموضح: 1413]

قوله تعالى: {اللَّهُ الصَّمَدُ (2)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (قال أبو عبد الله: {الصمد} [2] في اللغة: الذي قد انتهى سؤدده، والصمد: الذي لا جوف له، والصمد: الذي لا يطعم، والصمد: الباقي بعد فناء خلقه). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/544]

قوله تعالى: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3)}
قوله تعالى: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (كفوًا أحدٌ (4).
قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وأبو بكر عن عاصم، والكسائي (كفؤًا) مثقلاً مهموزًا.
وقرأ حفص عن عاصم " كفوًا " مثقلاً بغير همز.
وقرأ حمزة ويعقوب " كفؤا " مهموزًا مخففًا.
وروى عن نافع أنه كان يقرأ " كفؤًا " مثقلاً مهموزًا.
وروى إسماعيل عن نافع " كفؤا " خفيفًا مهموزًا.
وحمزة يقف (كفوا) بغير همز.
قال أبو منصور: هذه لغات، وأجودها، كفؤًا، ثم كفؤًا مهموزًا.
وأما (كفوًا) بترك الهمزة وضم الفاء فليس بكثير). [معاني القراءات وعللها: 3/172]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {ولم يكن له كفوا أحد} [4].
قرأ حمزة: {كفوا} بسكون الفاء.
وقرأ الباقون: {كفؤا} بضم الفاء والهمزة إلا حفصا عن عاصم فإنه كان لا يهمز، والعرب تقول: ليس لفلان كفو ولا مثل ولا مثيل ولا بلمه ولا نظير. والله تعالى لا كفء له، ولا كف له ولا كفي له، ولا كفاء له، كل هذه لغات بمعين لا مثل له تعالى ، وليس كمثله شيء و{أحد} يرتفع، لأنه اسم «كان»و {كفوا} ينتصب لأنه نعت نكرة متقدمة كما تقول: عندي ظريفا غلام تريد: عندي غلام ظريف فلما قدمت النعت على المنعوت نصبته عل الحال في قول البصريين، وعلى الخلاف في قول الكوفيين والتقدير في الآية على هذا: ولم يكن له أحد كفوا، أنشدني أبو على الروذري:
وبالجسم مني بيناً لو نظرته = شحوب وإن تستخبري العين تخبر
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/547]
قال أبو عبد الله: الرواية الصحيحة:
وإن تستنجدي الدمع ينجد
والأحد بمعنى الواحد، يقال: أحد ووحد، وواحد، وامرأة أناه، والأصل وناه، وليس في كلام العرب واو مفتوحة قلبت همزة إلا هذان عند سيبويه، وزاد غيره أين أخيهم، يريد: أين سفرهم والأصل: وخيهم، وواحد الآلاء ألي، والأصل ولي كل مال زكي ذهبت أبلته أي: وبلته. فأما الواو المفتوحة إذا قلبت همزة كراهة لاجتماع وواين. فكثير، تقول في جمع واعية: أواع، والأصل وواع، فأعرف ذلك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/548]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (فأما قوله: ولم يكن له كفؤا أحد [الإخلاص/ 4] فإن له* ظرف غير مستقر، وهو متعلق بكان. وكفؤا* منتصب بأنه خبر مقدّم، كما كان قوله: وكان حقا علينا نصر المؤمنين [الروم/ 47] كذلك. وزعموا أن من البغداديين من يقول أن في قوله: ولم يكن له كفؤا أحد أن في يكن ضمير مجهول، وقوله: كفؤا* ينتصب على الحال، والعامل فيها له، وهذا إذا أفردته عن يكن كان معناه: له أحد كفؤا، وإذا حمل على هذا لم يسغ. ووجه ذلك أنه محمول على معنى النفي. وكأنه: لم يكن أحد له كفؤا، كما كان قولهم: ليس الطيب إلا المسك، محمولا على معنى النفي، ولولا حمله على المعنى لم يجز، ألا ترى أنك لو قلت: زيدا لا منطلق، لم يكن كلاما، فكما أن هذا محمول على المعنى، كذلك له كفؤا أحد على المعنى، وعلى هذا جاز أن يكون أحد فيه الذي يقع لعموم النفي لولا ذلك لم يجز أن يقع أحد هذا في الإيجاب، فإن قلت:
أفيجوز أن يكون قوله له* عندكم حالا، على أن يكون المعنى: ولم يكن كفؤا له أحد: فيكون له صفة للنكرة، فلما قدّم صار في موضع حال كقوله:
لعزّة موحشا طلل
[الحجة للقراء السبعة: 6/462]
فإن سيبويه قال: إن ذلك كلام يقلّ في الكلام، وإن كثر في الشعر، فإن حملته على هذا على استكراه كان غير ممتنع، والعامل في قولك: له* إذا كان حالا يجوز أن يكون أحد شيئين: أحدهما يكن* والآخر: أن يكون ما في معنى كفء من معنى المماثلة. فإن قلت: إن العامل في الحال إذا كان معنى لم يتقدّم الحال عليه، فإن له* لما كان على لفظ الظرف، والظرف يعمل فيه المعنى وإن تقدّم عليه كقولك:
أكل يوم لك ذنوب، كذلك يجوز في هذا الظرف ذلك من حيث كان ظرفا، وفيه ضمير في الوجهين يعود إلى ذي الحال، وهو: كفؤا*.
وأما كفؤا* قال أبو عبيدة: كفء وكفيء وكفاء واحد، والدلالة على الكفاء قول حسان:
وجبريل رسول اللّه منّا .... وروح القدس ليس له كفاء
والكفيء قول الآخر:
أما كان عبّاد كفيئا لدارم بلى ولأبيات بها الحجرات
[الحجة للقراء السبعة: 6/463]
وحكى غيره: كفؤ، وكفء، والأصل: الضم فخفّف مثل: طنب وطنب، وعنق وعنق، فإن خفّفت الهمزة من كفء احتمل أمرين: أحدهما: أن يخفّفه على قول من قال: الخب في السموات والأرض [النمل/ 25]، والآخر: أن تخفّفه على قول من قال: الكماة والمرأة. فإن خفّفت على الوجه الأول قلت: كفا أحد، وإن وقفت عليه قلت: كفا، الألف فيه بدل من التنوين، وإن خفّفت على القول الثاني قلت: كفا أحد أيضا، فإن وقفت على هذا قلت: كفا ولا خلاف في أن الألف بدل من التنوين في موضع النصب، كما يختلفون إذا كان في موضع الرفع والجرّ، وإن خفّفت كفؤا* الذي هو على وزن عنق، قلت: كفوا فأبدلت من الهمزة الواو كما أبدلتها إذا خفّفت نحو: جون، وتودة، وإنما أبدلت منها الواو لأنك لم تخل في التخفيف من أن تبدل أو تجعلها بين بين، فلم يجز أن تجعلها بين بين، لأنه يلزم أن تجعل بين الألف والهمزة، والألف لا يكون ما قبلها حرفا مضموما، فكذلك ما قرب منها لم يجز أن يكون ما قبلها إلا مفتوحا، ألا ترى أنه لما قرب من الساكن لم يجز أن يبتدأ بها، كما لم يجز أن يبتدأ بالساكن، فلما لم يجز ذلك أبدل الواو منها كما أبدل منها الياء في نحو: مير، وغلاميبيك، لمثل ما ذكرناه في الواو، فإن وقفت على هذا قلت: كفوا وكانت الألف فيه كالألف في قولك: نصبت عنقا، فإن خفّفت الحركة قلت: كفوا* فأسكنت الفاء، وأبقيت الواو، كما كان مع إشباع الحركة، فإن قلت: هلّا رددت الهمزة مع الإسكان، لأن الضمة التي أوجبت قلبها واوا قد زالت؟ قيل: قرّرت الواو، ولم تردّ الهمزة لأن الحركة في النيّة، فلمّا كانت في النيّة، كانت
[الحجة للقراء السبعة: 6/464]
بمنزلة الثابتة في اللفظ، كما كانت في نحو: لقضوا الرجل، وفي قولهم: رضي بمنزلة الثانية في اللفظ، ولذلك رفض جمع رداء وكساء على فعل، لأنه لو جمع عليه كانت الضمّة المنويّة بمنزلة الثابتة في اللفظ، فإن قلت: فهلّا كان التخفيف على هذا ولم يكن التخفيف على كفا، لأن الحركة في النيّة، قيل: إن التخفيف لما كثر استعمالهم له وإجراؤه عليه، صار كأنه لغة بنفسه، كما أن كفاء وكف ءا كذلك، وكذلك قالوا: لبوة ولباة، فهذا على المراة، فلذلك خفّف على حدّ ما خفّف الخبء [النمل/ 25] ونحوه، فنقول: إذا أشبعت ولم تخفّف: كفؤا* وإذا خفّفت كفوا* تثبت الواو في الوجهين جميعا، كما تثبت في جون والتودة، والقراءات التي ذكرناها لا تخرج عن هذه الوجوه التي كتبناها). [الحجة للقراء السبعة: 6/465]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ولم يكن له كفوا أحد} 4
قرأ حمزة وإسماعيل (كفئا) ساكنة الفاء وقرأ الباقون بضم الفاء وهما لغتان مثل رُسْل ورُسُل وكُتْب وكُتُب
وقرأ حفص {كفوا} مضمومة الفاء مفتوحة الواو غير مهموزة أبدل من الهمزة واوا والعرب تقول ليس لفلان كفو ولا مثل ولا نظير والله جلّ وعز لا نظير له ولا مثل). [حجة القراءات: 777]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): («7» وَقَدْ ذَكَرْنَا {كُفُوًا} وَالاخْتِلاَفَ فِيهِ، وَعِلَّةَ ذَلِكَ، وَكَيْفَ يَقِفُ حَمْزَةُ عَلَيْهِ، وَعِلَّتَهُ فِيمَا تَقَدَّمَ، فَأَغْنَى ذَلِكَ عَنِ الإِعَادَةِ).[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/390]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- (كُفْؤًا) [آيَةُ/ 4] بِسُكُونِ الْفَاءِ، وَبِالْهَمْزَةِ: -
قَرَأَهَا نَافِعٌ- يل- وَحَمْزَةُ وَيَعْقُوبُ، وَكَانَ حَمْزَةُ إِذَا وَقَفَ قَلَبَ الْهَمْزَةَ وَاوًا.
وَالْوَجْهُ أَنَّ الْكُفْؤَ هُوَ الْمِثْلُ عَلَى وَزْنِ فُعْلٍ، وَيُقَالُ أَيْضًا الْكُفُؤُ بِضَمَّتَيْنِ، فَهُمَا لُغَتَانِ، وَإِثْبَاتُ الْهَمْزَةِ هُوَ الأَصْلُ فِيهِمَا؛ لأَنَّ الْكَلِمَةَ مِنَ الْهَمْزِ، يُقَالُ كَافَأْتُ فُلانًا أُكَافِئُهُ.
وَأَمَّا وَقْفُ حَمْزَةَ عَلَى الْوَاوِ، فَإِنَّهُ تَخْفِيفُ هَمْزٍ، خَفَّفَهُ بِأَنْ قَلَبَهُ وَاوًا؛ لأَنَّ الأَصْلَ فِيهِ كُفُؤًا بِضَمَّتَيْنِ كَمَا سَبَقَ، فَقُلِبَتِ الْهَمْزَةُ وَاوًا، كَمَا قُلِبَتْ فِي جُوَنٍ، نَحْوُ قَوْلِ الشَّاعِرِ:
193- وَكَانَ الْمِصَاعُ بِمَا فِي الْجُوَنْ.
ثُمَّ سُكِّنَتِ الْفَاءُ فَقِيلَ كُفْوًا، كَمَا يُقَالُ فِي طُنُبٍ طُنْبٌ.
وَإِنَّمَا اخْتَاَرَ حَمْزَةُ هَذَا التَّخْفِيفَ فِي الْوَقْفِ؛ لأَنَّ الْوَقْفَ مَوْضِعُ تَغْيِيرٍ.
وَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَنَافِعٌ- ش- و- ن- وَأَبُو عَمْرٍو وَابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ- ياش- والْكِسَائِيُّ (كُفُؤًا) مَضْمُومَةَ الْفَاءِ مَهْمُوزَةً.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ هُوَ الَّذِي ذَكَرْنَا أَنَّهُ لُغَةٌ فِي الْكُفْؤِ، فَفُعُلٌ وَفُعْلٌ وَاحِدٌ؛ لأَنَّ
[الموضح: 1414]
الْمُخَفَّفَ مُغَيَّرٌ عَنِ الْمُحَرَّكِ، وَتَحْقِيقُ الْهَمْزَةِ فِي ذَلِكَ هُوَ الأَصْلُ عَلَى مَا ذَكَرْنَا.
وَرَوَى ص- عَنْ عَاصِمٍ {كُفُوًا} بِضَمِّ الْفَاءِ وَبِالْوَاوِ غَيْرَ مَهْمُوزٍ.
وَالْوَجْهُ فِي تَرْكِ الْهَمْزَةِ أَنَّهَا خُفِّفَتْ بِقَلْبِهَا وَاوًا نَحْوَ جُوَنٍ لِضَمَّةِ مَا قَبْلَهَا، وَإِنَّمَا لَمْ تُجْعَلِ الْهَمْزَةُ هَاهُنَا بَيْنَ بَيْنَ؛ لأَنَّهَا لَوْ جُعِلَتْ كَذَلِكَ لَكَانَتْ بَيْنَ الْهَمْزَةِ وَالأَلِفِ، وَالأَلِفُ لا يَكُونُ مَا قَبْلَهَا مَضْمُومًا). [الموضح: 1415]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة