العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 09:50 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي توجيه القراءات في سورة التكاثر

توجيه القراءات في سورة التكاثر


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2 ربيع الأول 1440هـ/10-11-2018م, 01:55 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي مقدمات سورة التكاثر

مقدمات توجيه القراءات في سورة التكاثر
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (سورة التّكاثر). [معاني القراءات وعللها: 3/160]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( (ومن سورة التكاثر) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/524]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ذكر اختلافهم في سورة التكاثر). [الحجة للقراء السبعة: 6/434]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (سورة التكاثر). [المحتسب: 2/371]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (102 - سورة التكاثر). [حجة القراءات: 771]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سُورَةُ التَّكَاثُرِ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/387]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (سُورَةُ التَّكَاثُرِ). [الموضح: 1393]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مَكِّيَّةٌ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/387]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وَهِيَ ثَمَانِي آيَاتٍ، لاَ اخْتِلاَفَ فِيهَا). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/387]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2 ربيع الأول 1440هـ/10-11-2018م, 01:59 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة التكاثر

[ من الآية (1) إلى آخر السورة ]
{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)}

قوله تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- قرأ ابن عباس وحده: {ألهاكم} [1] بالمد فالألف الأولى توبيخ، والثانية ألف قطع.
وكان حيان من العرب تفاخروا وتكاثروا بالإحياء فقالوا منا فلان ومنا فلان، حتى تفاخروا بالأموات، وزاروا المقابر يعدون موتاهم. فأنزل الله تعالى موبخًا لهم، فقال: {ألهكم التكاثر}.
وروي عن الكسائي: {أألهاكم} بهمزتين مثل: {أأنذرتهم} والصحيح عن السبعة كلهم {ألهاكم التكاثر} على الخبر بألف واحدة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/524]

قوله تعالى: {حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2)}
قوله تعالى: {كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (ثم أوعدهم الله فقال: {كلا سوف تعلمون} [3] ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/524]

قوله تعالى: {ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4)}
قوله تعالى: {كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5)}
قوله تعالى: {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (قوله جلّ وعزّ: (لترونّ الجحيم (6).
قرأ ابن عامر والكسائي (لترونّ الجحيم) بضم التاء.
وقرأ الباقون (لترونّ).
وروى إسماعيل عن ابن كثير أنه قرأ (ثم لترونّها) بضم التاء. وفتحها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 3/160]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {لترون الجحيم} [6].
قرأ القراء: {لترون} بفتح التاء إلا الكسائي وابن عامر فإنهما ضما التاء، وأجمعوا على ضم الواو من غير همز لالتقاء الساكنين، إلا ما روى العباس عن أبي عمرو {لترون} بالهمز، وهو جائز عند الكسائي، خطأ عند المازني
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/524]
والبصريين؛ لأن كل حركة كانت غير لازمة لم يجز همزها، وإنما يجوز قلب الواو همزة إذا كانت الضمة والكسرة عليها لازمتين نحو {أقتت} {ووقتت} وإعا ووعا، والأصل في {لترون الجحيم} لترئيون على وزن لتفعلون، فنقلوا فتحة الهمزة إلى الراء، وحذفوا الهمزة تخفيفًا، ثم استثقلوا الضمة على الياء فحذفوها، فالتقى ساكنان الواو والياء، فأسقطوا الياء لالتقاء الساكنين، ثم التقى ساكنان الواو والنون الشديدة فحركوا الواو بالضمة لالتقاء الساكنين، ومثله: {اشتروا الضلالة} ونحوه كثير). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/525]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن عامر والكسائي: لترون الجحيم [6] مضمومة التاء لترونها [7] مفتوحة التاء. وقرأ الباقون: لترون ثم لترونها مفتوحتين.
أما من قال: لترون الجحيم فإن رأى* فعل يتعدى إلى مفعول واحد، تقول: رأيت الهلال، كما تقول: لمست ثوبك، فإذا نقلت الفعل بالهمزة زاد مفعول آخر، تقول: أريت زيدا الهلال، فيكون الهلال مفعولا ثانيا، وإن بنيت هذا الفعل المنقول بالهمزة للمفعول قلت: أري زيد الهلال، فيقوم المفعول الأول مقام الفاعل، ويبقى الفعل متعديا إلى مفعول واحد، وكذلك: لترون الجحيم قام الضمير مقام الفاعل، لما بني الفعل للمفعول به، وانتصب الجحيم على أنه مفعول الفعل المبني للمفعول، كما كان قبل المفعول الأول، فإن كان الفعل مسندا إلى مفعول واحد، قلت: أنت ترى الجحيم، وإن ثنّيت قلت: أنتما تريان الجحيم، وإن جمعت قلت: أنتم ترون. حذفت الألف المنقلبة عن الياء التي هي لام مع واو الضمير لالتقاء الساكنين، فإذا أدخلت الشديدة قلت: لترونّ، فحذفت الألف لالتقاء
[الحجة للقراء السبعة: 6/434]
الساكنين، كما حذفتها قبل، فإن قلت: هلّا رددت اللام وأثبتها لزوال التقاء الساكنين، ألا ترى أن الواو التي للضمير قد تحركت لالتقاء الساكنين بالضمة فلما تحركت زال التقاؤهما، قيل: لا يستقيم الردّ لأن الواو التي للضمير في تقدير السكون، وذلك أن حركة الحرف المتحرك لالتقاء الساكنين في تقدير السكون يدلّك على ذلك قولهم:
اردد الرجل، فيتوالى تحريك المثلين، فلولا أن المحرّك في تقدير السكون لم يستجز موالاة التحريك في المثلين، وعلى هذا قالوا:
رمت المرأة، ألا ترى أن التاء لولا أنها في نيّة السكون وتقديره لرددت الألف المنقلبة عن اللام في رمى، فكما لم تردّ الألف هنا، كذلك لا تردّها في قولك لترون الجحيم، لأن الواو في تقدير السكون، وإنما حرّكت لسكونها وسكون الأولى من النونين، فصارت الحركة فيها كالحركة في التاء من رمت المرأة، ولم تردّ الألف التي كانت في يرى، كما لم تردّ الألف في رمتا، وحرّكت الواو بالضمّ كما حرّكت في قوله:
ولا تنسوا الفضل بينكم [البقرة/ 237]. وقد شبّهت بهذه الواو التي للضمير الواو التي ليست للضمير، فحرّكت بالضمة، كما حرّكت التي للضمير، وذلك قول من قال: لو استطعنا، ومثل هذه قوله:
لتبلون [آل عمران/ 186] الواو للضمير وحرّكت بالضمّة، كما حرّكت لترون [التكاثر/ 7]، وكذلك تقول: لتخشون ولتحيونّ وما أشبه. ومن قال: أقتت [المرسلات/ 11] و: أدّ وأدّ، فأبدل من الواو الهمزة، لانضمامها، لم يهمز التي في لترون ولا التي في لتبلون.
كما لم يهمز: ولا تنسوا الفضل بينكم [البقرة/ 237] لأن
[الحجة للقراء السبعة: 6/435]
الحركة لما كانت غير لازمة، كان الحرف في تقدير السكون، فكما أنه إذا كان ساكنا لم يجز همزه، كذلك إذا كان في حكم السكون وتقديره، ويلزم من همز ذلك أن يهمز نحو: هذا غزو، وعدو وحقو ونحو ذلك من الواوات التي قد تحرّكت بحركة الإعراب لتحرّكها بالضمة كتحرّك لترون به، بل هذه التي للإعراب أجدر بالهمز، لأن حركة الإعراب في تقدير اللزوم، فإن لم يهمز هذه الواوات أحد لمّا لم تكن الضمة لازمة، كذلك لا ينبغي أن تهمز التي في قوله: لترون ولتبلون ولا تنسوا الفضل بينكم.
وزعموا أن بعضهم كسروا لا تنسوا الفضل وقياس هذا أن يكسر التي في لتبلون، ونحوه، والتحريك بالكسر أشبه من الهمز فيها، وكلا الأمرين غامض غير فاش ولا مأخوذ به. ومن زعم أن هذه الواو في: لتبلون ولترون ونحوه، إنما حرّكت بالضم لأنها في الأصل فاعلة، فحرّكت في التقاء الساكنين بالحركة التي كانت تتحرك بها للإعراب كان قوله ظاهر الفساد، ألا ترى أنه لو كان كذلك لحركت الياء في قوله: لتخشينّ يا هذه، بالضمّ، لأنها مثل الواو في أن مظهره فاعل، وهي علامة الضمير، كما أن الواو في لتبلون كذلك، وفي أن لم يحرّك أحد ذلك بالضم، وإنما حرّكت بالكسر دلالة على فساد هذا القول، وكأن المعنى في: لترون الجحيم لترونّ عذاب الجحيم، ألا ترى أن الجحيم يراها المؤمنون أيضا بدلالة قوله: وإن منكم إلا واردها [مريم/ 71]، وإذا كان كذلك فالمعنى: والوعيد في رؤية عذابها لا في رؤيتها نفسها، وقال: ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب [البقرة/ 165] فذكر العذاب في هذا يدلّ على أن المعنى في الأخرى على العذاب أيضا وبناء الفعل في قوله: إذ يرون العذاب
[الحجة للقراء السبعة: 6/436]
وقوله: وإذا رأى الذين ظلموا العذاب فلا يخفف عنهم [النحل/ 85] للفاعل يدلّ على أن لترون أرجح من لترون. ووجه الضم في لترون أنهم يحشرون إليها فيرونها في حشرهم إليها، فيرونها، ولذلك قرأ الثانية، ثم لترونّها كأنه أراد: لترونّها، فترونها وفي قوله: لترونها دلالة على أنهم إذا أروها، رأوها، إلا أن الشيء قد يذكر للتأكيد، فإنما ورود الموضع أن يكون بمشهد منه، ومرأى له، فلا دلالة فيه على التوغّل فيه، ألا ترى أن قوله: ولما ورد ماء مدين [القصص/ 23] لم يدلّ على شروعه فيه وخوضه له، وقوله: ثم لترونها عين اليقين [التكاثر/ 7] مثل الأولى في أنه من إبصار الشيء، وأما حقّ اليقين، فانتصابه على هذا انتصاب المصدر كما تقول: رأيته حقّا وتبينته يقينا، والمعنى في هذا الموضع على علم الرؤية التي هي مشاهدة كما قال: وإن منكم إلا واردها [مريم/ 71]). [الحجة للقراء السبعة: 6/437] (م)
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (روى عن الحسن وأبي عمرو -واختلف عنهما- أنهما همز [لَتَرَؤُنَّ الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَؤُنَّهَا].
قال أبو الفتح: هذا على إجراء غير اللازم مجرى اللازم، وله باب في كتابنا الخصائص، غير أنه ضعيف مرذول. وذلك أن الحركة فيه لالتقاء الساكنين، وقد كررنا في كلامنا أن أعراض التقاء الساكنين غي محفول بها، هذا إذا كانا في كلمتين، إلا أن الساكنين هنا مما هو جار مجرى الكلمة الواحدة.
ألا ترى أن النون تبنى مع الفعل كخمسة عشر، وذلك في قولك: لأفعلن كذا؟ فمن ههنا ضارعت حركة نون أين، وفاء كيف، وسين أمس، وهمزة هؤلاء، وذال منذ. وكل واحدة من هذه الحركات معتدة، وإن كانت لالتقاء الساكنين.
ألا ترى أنهم احتسبوها، وأثبتوها، وجعلوا ما هي فيه مبنيا عليها؟ وهذه الحركات -لما ذكرنا من كونها في كلمة واحدة- أقوى من حركات التقائهما في المنفصلين.
[المحتسب: 2/371]
ألا ترى إلى اجتماعهم على أنه لم يبن فعل على الكسر، هذا مع كثرة ما جاء عنهم من نحو [قُمَ اللَّيْلَ] و[قُلَ اللَّهُمّ]، وقول الشاعر:
زيادتنا نعمان لا تحرمننا ... تق الله فينا والكتاب الذي تتلو
وسبب ترك اعتدادهم بها كون الساكنين من كلمتين، وكذلك أيضا قولهم: لا ضم في الفعل، وقد قرئ: [قُمُ اللَّيْل]، وهذا واضح. فإذا ثبت بذلك الفرق بين حركتي التقاء الساكنين وهما متصلان وبينهما وهما منفصلان سكنت إلى همز الواو من قوله: {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيم} و {لَتَرَوُنَّهَا}، فاعرف ذلك؛ فإن جميع أصحابنا تلقوا همزة هذه الواو بالفساد، وجمعوا بينها وبين همز الواو من قوله: [اشْتَرَءوُا الضَّلالَة] فيمن همز الواو، وهذه لعمري قبيحة؛ لأن الساكنين من كلمتين، فلذلك فرق ما بين الموضعين). [المحتسب: 2/372] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لترون الجحيم * ثمّ لترونها عين اليقين} 7 6
قرأ الكسائي وابن عامر {لترون الجحيم} بضم التّاء على ما لم يسم فاعله ثمّ لترونها بالنّصب
وقرأ الباقون {لترون الجحيم} بفتح التّاء أي إنّكم لترونها وحجتهم إجماع الجميع على فتح التّاء في قوله {ثمّ لترونها} فرد ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه أولى وأما من قرأ في أحدهما بالضّمّ وفي الأخرى بالفتح فكأنّه ذهب إلى أنت ترى فترى
أعلم أن رأى فعل يتعدّى إلى مفعول واحد تقول رأيت الهلال فإذا نقلت الفعل بالهمز زاد مفعولا آخر تقول أريت زيدا الهلال فإن بنيت هذا الفعل المنقول بالهمز قلت أري زيد الهلال فيقوم المفعول الأول مقام الفاعل ويبقى الفعل متعدّيا إلى مفعول واحد فكذلك {لترون الجحيم} قام الضّمير مقام الفاعل لما بني الفعل للمفعول به أنت وانتصب {الجحيم} على أنه مفعول
قال الفراء إنّما ضمت الواو لأن الأصل لترأيون فنقلوا فتحة
[حجة القراءات: 771]
الهمزة إلى الرّاء وحذفوا الهمزة تخفيفًا ثمّ استثقلوا الضمة على الياء فحذفوها فالتقى ساكنان الياء والواو فأسقطوا الياء ثمّ التقى ساكنان الواو والنّون فحركوا الواو لالتقاء الساكنين وحولت إليها تلك الحركة الّتي كانت في الياء فحركت بها
وقال غيره إن هذه الواو اسم الفاعلين وإعرابها الرّفع فإذا وجب تحريكها كانت حركة الأصل أولى بها وقوله {لترون} وزنها لتعون). [حجة القراءات: 772] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): («1» قَوْلُهُ: {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ} قَرَأَ الْكِسَائِيُّ وَابْنُ عَامِرٍ بِضَمِّ التَّاءِ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْفَتْحِ.
وَحُجَّةُ مَنْ ضَمَّ أَنَّهُ جَعَلَهُ فِعْلاً رُبَاعِيًّا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، فَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ: أَحَدُهُمَا قَامَ مَقَامَ الْفَاعِلِ، مُضْمَرٌ فِي {لَتَرَوُنَّ}، و «هُمْ» اسْمٌ لِلْمُخَاطَبِينَ. وَالثَّانِي هُوَ الْجَحِيمُ، وَأَصْلُهُ «لَتَرَيُونَّ» عَلَى وَزْنِ «لَتَفْعَلُنَّ» مِثْلُ «تُكْرِمُنَّ» فَأُلْقِيَتْ حَرَكَةُ الْهَمْزَةَ عَلَى الرَّاءِ، فَانْفَتَحَتْ وَحُذِفَتِ الْهَمْزَةُ كَمَا تُحْذَفُ مِنْ «تَرَى» بَعْدَ إِلْقَاءِ حَرَكَتِهَا عَلَى السَّاكِنِ قَبْلَهَا، وَهُوَ الرَّاءُ، ثُمَّ لَمَّا تَحَرَّكَتِ الْيَاءُ، وَقَبْلَهَا فَتْحَةٌ، قُلِبَتْ أَلِفًا، وَحُذِفَتْ لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ وَاوِ الْجَمْعِ بَعْدَهَا، فَبَقِيَ {لَتَرَوُنَّ}، فَلَمَّا دَخَلَتِ النُّونُ الْمُشَدَّدَةُ لِتَأْكِيدِ الْقَسَمِ
بُنِيَ الْفِعْلُ، فَحُذِفَتِ النُّونُ، الَّتِي هِيَ عَلَمُ الرَّفْعِ لِلْبِنَاءِ وَحُذِفَتِ الْوَاوُ لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ أَوَّلِ الْمُشَدَّدِ، وَلَمْ يَجُزْ حَذْفُهَا لالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، لأَنَّ قَبْلَهَا فَتْحَةً، وَالْفَتْحَةُ لاَ تَدُلُّ عَلَى الْوَاوِ، وَأَيْضًا فَقَدْ حُذِفَتِ الأَلِفُ الَّتِي قَبْلَهَا، وَلَوْ حُذِفَتْ هِيَ أَيْضًا لاَخْتَلَّ الْفِعْلُ لِزَوَالِ عَيْنِهِ وَلامِهِ وَوَاوِ جَمْعِهِ، فَيَصِيرُ الْحَذْفُ إِلَى ثَلاثَةِ أَشْيَاءَ، وَذَلِكَ اخْتِلاَلٌ ظَاهِرٌ، وَأَيْضًا فَإِنَّهَا عَلَمُ الْجَمْعِ، وَإِنَّمَا تُحْذَفُ الْوَاوُ، الَّتِي هِيَ عَلَمُ الْجَمْعِ، لالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، إِذَا بَقِيَتْ قَبْلَهَا ضَمَّةٌ، تَدُلُّ عَلَى حَذْفِهَا، نَحْوُ قَوْلِهِ: {ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ} «النَّمْلِ 49»، وَقَوْلِهِ: {وَلاَ يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ} «الْقَصَصِ 87» وَشِبْهِهِ.
فَإِذَا كَانَ قَبْلَهَا فَتْحَةٌ لَمْ تُحْذَفْ، وَحُرِّكَتْ لالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وَعَلَى
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/387]
ذَلِكَ حُرِّكَتِ الْوَاوُ وَثَبَتَتْ فِي قَوْلِهِ: {وَلاَ تَنْسَوُا الْفَضْلَ} «الْبَقَرَةِ 237»، وَفِي قَوْلِهِ: {اشْتَرَوُا الضَّلاَلَةَ} «الْبَقَرَةِ 16»، وَشِبْهُهُ كَثِيرٌ، فَجَرَى عَلَى هَذِهِ الأُصُولِ، فَاعْرِفْهَا.
«2» وَحُجَّةُ مَنْ قَرَأَ بِالْفَتْحِ أَنَّهُ جَعَلَهُ فِعْلاً ثُلاَثِيًّا تَعَدَّى إِلَى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ، وَهُوَ الْجَحِيمُ، وَالْفَاعِلُ مُضْمَرٌ، وَهُمُ الْمُخَاطَبُونَ، وَهُوَ مِنْ رَأَى، وَعِلَّتُهُ وَأَصْلُهُ عَلَى مَا ذَكَرْنَا مِنَ التَّعْلِيلِ فِي الْقِرَاءَةِ بِالضَّمِّ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/388]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- (لَتُرَوُنَّ الْجَحِيمَ) [آيَةُ/6] بِضَمِّ التَّاءِ: -
قَرَأَهَا ابْنُ عَامِرٍ والْكِسَائِيُّ.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ مُضَارِعُ أُرِيتُمْ تُرَوْنَ، فَهُوَ بِنَاءُ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ مِنْ أَرَى يُرِي، وَقَدْ دَخَلَتْ نُونُ التَّأْكِيدِ الثَّقِيلَةُ عَلَى تُرَوْنَ فَسَقَطَتْ نُونُ الرَّفْعِ لِزَوَالِ الإِعْرَابِ بِدُخُولِ نُونِ التَّأْكِيدِ، فَاجْتَمَعَتِ الْوَاوُ سَاكِنَةً مَعَ النُّونِ الأُولَى مِنَ النُّونَيْنِ وَهِيَ سَاكِنَةٌ، فَحُرِّكَتِ الْوَاوُ بِالضَّمِّ لالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وَإِنَّمَا اخْتِيرَ الضَّمُّ هَاهُنَا؛ لأَنَّ الْوَاوَ هَاهُنَا ضَمِيرُ جَمْعٍ، وَمِثْلُهُ {لَتُبْلَوُنَّ}، وَلَمْ تُهْمَزِ الْوَاوُ وَإِنْ كَانَتْ مَضْمُومَةً لِكَوْنِ الضَّمَّةِ فِيهَا غَيْرَ لازِمَةٍ؛ لأَنَّ حَذْفَ نُونِ التَّأْكِيدِ يُزِيلُهَا، وَالْمَعْنَى إِنَّهُمْ يُحْشَرُونَ إِلَى النَّارِ فَيُرَوْنَهَا فِي حَشْرِهِمْ إِلَيْهَا.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {لَتَرَوُنَّ} بِفَتْحِ التَّاءِ.
وَلَمْ يَخْتَلِفُوا فِي الثَّانِيَةِ {ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا} أَنَّهَا مَفْتُوحَةٌ.
[الموضح: 1393]
وَالْوَجْهُ أَنَّ الْفِعْلَ فِيهِ مَبْنِيٌّ لِلْفَاعِلِ، وَالْمُرَادُ أَنَّكُمْ تَرَوْنَ النَّارَ بِأَنْ يُرِيَكُمُ اللَّهُ تَعَالَى إِيَّاهَا، كَمَا قَالَ {وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ}؛ لأَنَّهُمْ إِذَا أُرُوهَا رَأَوْهَا.
وَالْقَوْلُ فِي النُّونِ الثَّقِيلَةِ وَضَمَّةِ الْوَاوِ قَدْ سَبَقَ). [الموضح: 1394] (م)

قوله تعالى: {ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن عامر والكسائي: لترون الجحيم [6] مضمومة التاء لترونها [7] مفتوحة التاء. وقرأ الباقون: لترون ثم لترونها مفتوحتين.
أما من قال: لترون الجحيم فإن رأى* فعل يتعدى إلى مفعول واحد، تقول: رأيت الهلال، كما تقول: لمست ثوبك، فإذا نقلت الفعل بالهمزة زاد مفعول آخر، تقول: أريت زيدا الهلال، فيكون الهلال مفعولا ثانيا، وإن بنيت هذا الفعل المنقول بالهمزة للمفعول قلت: أري زيد الهلال، فيقوم المفعول الأول مقام الفاعل، ويبقى الفعل متعديا إلى مفعول واحد، وكذلك: لترون الجحيم قام الضمير مقام الفاعل، لما بني الفعل للمفعول به، وانتصب الجحيم على أنه مفعول الفعل المبني للمفعول، كما كان قبل المفعول الأول، فإن كان الفعل مسندا إلى مفعول واحد، قلت: أنت ترى الجحيم، وإن ثنّيت قلت: أنتما تريان الجحيم، وإن جمعت قلت: أنتم ترون. حذفت الألف المنقلبة عن الياء التي هي لام مع واو الضمير لالتقاء الساكنين، فإذا أدخلت الشديدة قلت: لترونّ، فحذفت الألف لالتقاء
[الحجة للقراء السبعة: 6/434]
الساكنين، كما حذفتها قبل، فإن قلت: هلّا رددت اللام وأثبتها لزوال التقاء الساكنين، ألا ترى أن الواو التي للضمير قد تحركت لالتقاء الساكنين بالضمة فلما تحركت زال التقاؤهما، قيل: لا يستقيم الردّ لأن الواو التي للضمير في تقدير السكون، وذلك أن حركة الحرف المتحرك لالتقاء الساكنين في تقدير السكون يدلّك على ذلك قولهم:
اردد الرجل، فيتوالى تحريك المثلين، فلولا أن المحرّك في تقدير السكون لم يستجز موالاة التحريك في المثلين، وعلى هذا قالوا:
رمت المرأة، ألا ترى أن التاء لولا أنها في نيّة السكون وتقديره لرددت الألف المنقلبة عن اللام في رمى، فكما لم تردّ الألف هنا، كذلك لا تردّها في قولك لترون الجحيم، لأن الواو في تقدير السكون، وإنما حرّكت لسكونها وسكون الأولى من النونين، فصارت الحركة فيها كالحركة في التاء من رمت المرأة، ولم تردّ الألف التي كانت في يرى، كما لم تردّ الألف في رمتا، وحرّكت الواو بالضمّ كما حرّكت في قوله:
ولا تنسوا الفضل بينكم [البقرة/ 237]. وقد شبّهت بهذه الواو التي للضمير الواو التي ليست للضمير، فحرّكت بالضمة، كما حرّكت التي للضمير، وذلك قول من قال: لو استطعنا، ومثل هذه قوله:
لتبلون [آل عمران/ 186] الواو للضمير وحرّكت بالضمّة، كما حرّكت لترون [التكاثر/ 7]، وكذلك تقول: لتخشون ولتحيونّ وما أشبه. ومن قال: أقتت [المرسلات/ 11] و: أدّ وأدّ، فأبدل من الواو الهمزة، لانضمامها، لم يهمز التي في لترون ولا التي في لتبلون.
كما لم يهمز: ولا تنسوا الفضل بينكم [البقرة/ 237] لأن
[الحجة للقراء السبعة: 6/435]
الحركة لما كانت غير لازمة، كان الحرف في تقدير السكون، فكما أنه إذا كان ساكنا لم يجز همزه، كذلك إذا كان في حكم السكون وتقديره، ويلزم من همز ذلك أن يهمز نحو: هذا غزو، وعدو وحقو ونحو ذلك من الواوات التي قد تحرّكت بحركة الإعراب لتحرّكها بالضمة كتحرّك لترون به، بل هذه التي للإعراب أجدر بالهمز، لأن حركة الإعراب في تقدير اللزوم، فإن لم يهمز هذه الواوات أحد لمّا لم تكن الضمة لازمة، كذلك لا ينبغي أن تهمز التي في قوله: لترون ولتبلون ولا تنسوا الفضل بينكم.
وزعموا أن بعضهم كسروا لا تنسوا الفضل وقياس هذا أن يكسر التي في لتبلون، ونحوه، والتحريك بالكسر أشبه من الهمز فيها، وكلا الأمرين غامض غير فاش ولا مأخوذ به. ومن زعم أن هذه الواو في: لتبلون ولترون ونحوه، إنما حرّكت بالضم لأنها في الأصل فاعلة، فحرّكت في التقاء الساكنين بالحركة التي كانت تتحرك بها للإعراب كان قوله ظاهر الفساد، ألا ترى أنه لو كان كذلك لحركت الياء في قوله: لتخشينّ يا هذه، بالضمّ، لأنها مثل الواو في أن مظهره فاعل، وهي علامة الضمير، كما أن الواو في لتبلون كذلك، وفي أن لم يحرّك أحد ذلك بالضم، وإنما حرّكت بالكسر دلالة على فساد هذا القول، وكأن المعنى في: لترون الجحيم لترونّ عذاب الجحيم، ألا ترى أن الجحيم يراها المؤمنون أيضا بدلالة قوله: وإن منكم إلا واردها [مريم/ 71]، وإذا كان كذلك فالمعنى: والوعيد في رؤية عذابها لا في رؤيتها نفسها، وقال: ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب [البقرة/ 165] فذكر العذاب في هذا يدلّ على أن المعنى في الأخرى على العذاب أيضا وبناء الفعل في قوله: إذ يرون العذاب
[الحجة للقراء السبعة: 6/436]
وقوله: وإذا رأى الذين ظلموا العذاب فلا يخفف عنهم [النحل/ 85] للفاعل يدلّ على أن لترون أرجح من لترون. ووجه الضم في لترون أنهم يحشرون إليها فيرونها في حشرهم إليها، فيرونها، ولذلك قرأ الثانية، ثم لترونّها كأنه أراد: لترونّها، فترونها وفي قوله: لترونها دلالة على أنهم إذا أروها، رأوها، إلا أن الشيء قد يذكر للتأكيد، فإنما ورود الموضع أن يكون بمشهد منه، ومرأى له، فلا دلالة فيه على التوغّل فيه، ألا ترى أن قوله: ولما ورد ماء مدين [القصص/ 23] لم يدلّ على شروعه فيه وخوضه له، وقوله: ثم لترونها عين اليقين [التكاثر/ 7] مثل الأولى في أنه من إبصار الشيء، وأما حقّ اليقين، فانتصابه على هذا انتصاب المصدر كما تقول: رأيته حقّا وتبينته يقينا، والمعنى في هذا الموضع على علم الرؤية التي هي مشاهدة كما قال: وإن منكم إلا واردها [مريم/ 71]). [الحجة للقراء السبعة: 6/437] (م)
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (روى عن الحسن وأبي عمرو -واختلف عنهما- أنهما همز [لَتَرَؤُنَّ الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَؤُنَّهَا].
قال أبو الفتح: هذا على إجراء غير اللازم مجرى اللازم، وله باب في كتابنا الخصائص، غير أنه ضعيف مرذول. وذلك أن الحركة فيه لالتقاء الساكنين، وقد كررنا في كلامنا أن أعراض التقاء الساكنين غي محفول بها، هذا إذا كانا في كلمتين، إلا أن الساكنين هنا مما هو جار مجرى الكلمة الواحدة.
ألا ترى أن النون تبنى مع الفعل كخمسة عشر، وذلك في قولك: لأفعلن كذا؟ فمن ههنا ضارعت حركة نون أين، وفاء كيف، وسين أمس، وهمزة هؤلاء، وذال منذ. وكل واحدة من هذه الحركات معتدة، وإن كانت لالتقاء الساكنين.
ألا ترى أنهم احتسبوها، وأثبتوها، وجعلوا ما هي فيه مبنيا عليها؟ وهذه الحركات -لما ذكرنا من كونها في كلمة واحدة- أقوى من حركات التقائهما في المنفصلين.
[المحتسب: 2/371]
ألا ترى إلى اجتماعهم على أنه لم يبن فعل على الكسر، هذا مع كثرة ما جاء عنهم من نحو [قُمَ اللَّيْلَ] و[قُلَ اللَّهُمّ]، وقول الشاعر:
زيادتنا نعمان لا تحرمننا ... تق الله فينا والكتاب الذي تتلو
وسبب ترك اعتدادهم بها كون الساكنين من كلمتين، وكذلك أيضا قولهم: لا ضم في الفعل، وقد قرئ: [قُمُ اللَّيْل]، وهذا واضح. فإذا ثبت بذلك الفرق بين حركتي التقاء الساكنين وهما متصلان وبينهما وهما منفصلان سكنت إلى همز الواو من قوله: {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيم} و {لَتَرَوُنَّهَا}، فاعرف ذلك؛ فإن جميع أصحابنا تلقوا همزة هذه الواو بالفساد، وجمعوا بينها وبين همز الواو من قوله: [اشْتَرَءوُا الضَّلالَة] فيمن همز الواو، وهذه لعمري قبيحة؛ لأن الساكنين من كلمتين، فلذلك فرق ما بين الموضعين). [المحتسب: 2/372] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لترون الجحيم * ثمّ لترونها عين اليقين} 7 6
قرأ الكسائي وابن عامر {لترون الجحيم} بضم التّاء على ما لم يسم فاعله ثمّ لترونها بالنّصب
وقرأ الباقون {لترون الجحيم} بفتح التّاء أي إنّكم لترونها وحجتهم إجماع الجميع على فتح التّاء في قوله {ثمّ لترونها} فرد ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه أولى وأما من قرأ في أحدهما بالضّمّ وفي الأخرى بالفتح فكأنّه ذهب إلى أنت ترى فترى
أعلم أن رأى فعل يتعدّى إلى مفعول واحد تقول رأيت الهلال فإذا نقلت الفعل بالهمز زاد مفعولا آخر تقول أريت زيدا الهلال فإن بنيت هذا الفعل المنقول بالهمز قلت أري زيد الهلال فيقوم المفعول الأول مقام الفاعل ويبقى الفعل متعدّيا إلى مفعول واحد فكذلك {لترون الجحيم} قام الضّمير مقام الفاعل لما بني الفعل للمفعول به أنت وانتصب {الجحيم} على أنه مفعول
قال الفراء إنّما ضمت الواو لأن الأصل لترأيون فنقلوا فتحة
[حجة القراءات: 771]
الهمزة إلى الرّاء وحذفوا الهمزة تخفيفًا ثمّ استثقلوا الضمة على الياء فحذفوها فالتقى ساكنان الياء والواو فأسقطوا الياء ثمّ التقى ساكنان الواو والنّون فحركوا الواو لالتقاء الساكنين وحولت إليها تلك الحركة الّتي كانت في الياء فحركت بها
وقال غيره إن هذه الواو اسم الفاعلين وإعرابها الرّفع فإذا وجب تحريكها كانت حركة الأصل أولى بها وقوله {لترون} وزنها لتعون). [حجة القراءات: 772] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- (لَتُرَوُنَّ الْجَحِيمَ) [آيَةُ/6] بِضَمِّ التَّاءِ: -
قَرَأَهَا ابْنُ عَامِرٍ والْكِسَائِيُّ.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ مُضَارِعُ أُرِيتُمْ تُرَوْنَ، فَهُوَ بِنَاءُ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ مِنْ أَرَى يُرِي، وَقَدْ دَخَلَتْ نُونُ التَّأْكِيدِ الثَّقِيلَةُ عَلَى تُرَوْنَ فَسَقَطَتْ نُونُ الرَّفْعِ لِزَوَالِ الإِعْرَابِ بِدُخُولِ نُونِ التَّأْكِيدِ، فَاجْتَمَعَتِ الْوَاوُ سَاكِنَةً مَعَ النُّونِ الأُولَى مِنَ النُّونَيْنِ وَهِيَ سَاكِنَةٌ، فَحُرِّكَتِ الْوَاوُ بِالضَّمِّ لالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وَإِنَّمَا اخْتِيرَ الضَّمُّ هَاهُنَا؛ لأَنَّ الْوَاوَ هَاهُنَا ضَمِيرُ جَمْعٍ، وَمِثْلُهُ {لَتُبْلَوُنَّ}، وَلَمْ تُهْمَزِ الْوَاوُ وَإِنْ كَانَتْ مَضْمُومَةً لِكَوْنِ الضَّمَّةِ فِيهَا غَيْرَ لازِمَةٍ؛ لأَنَّ حَذْفَ نُونِ التَّأْكِيدِ يُزِيلُهَا، وَالْمَعْنَى إِنَّهُمْ يُحْشَرُونَ إِلَى النَّارِ فَيُرَوْنَهَا فِي حَشْرِهِمْ إِلَيْهَا.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {لَتَرَوُنَّ} بِفَتْحِ التَّاءِ.
وَلَمْ يَخْتَلِفُوا فِي الثَّانِيَةِ {ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا} أَنَّهَا مَفْتُوحَةٌ.
[الموضح: 1393]
وَالْوَجْهُ أَنَّ الْفِعْلَ فِيهِ مَبْنِيٌّ لِلْفَاعِلِ، وَالْمُرَادُ أَنَّكُمْ تَرَوْنَ النَّارَ بِأَنْ يُرِيَكُمُ اللَّهُ تَعَالَى إِيَّاهَا، كَمَا قَالَ {وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ}؛ لأَنَّهُمْ إِذَا أُرُوهَا رَأَوْهَا.
وَالْقَوْلُ فِي النُّونِ الثَّقِيلَةِ وَضَمَّةِ الْوَاوِ قَدْ سَبَقَ). [الموضح: 1394] (م)

قوله تعالى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {ثم لتسألن} [8] لتفعلن أيضا غير أن الواو قبلها ضمة فلم تحتمل الحركة، فأسقطوها لسكونها وسكون النون الشديدة، والواو في لترون قبلها فتحة فاحتملت الحركة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/525]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {عن النعيم} [8].
فيه عشرة أقوال أحسنها عن ولاية علي بن أبي طالب رضي الله عنه). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/525]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:46 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة