العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 09:45 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي توجيه القراءات في سورة الشمس

توجيه القراءات في سورة الشمس


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2 ربيع الأول 1440هـ/10-11-2018م, 11:31 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي مقدمات سورة الشمس

مقدمات توجيه القراءات في سورة الشمس

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (سورة والشّمس). [معاني القراءات وعللها: 3/149]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( (ومن سورة الشمس) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/488]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ذكر اختلافهم في: والشمس وضحاها). [الحجة للقراء السبعة: 6/418]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (سورة الشمس). [المحتسب: 2/363]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (91 - سورة الشّمس). [حجة القراءات: 766]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سُورَةُ وَالشَّمْسِ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/378]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (سُورَة الشَّمْسِ). [الموضح: 1375]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مَكِّيَّةٌ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/378]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وَهِيَ خَمْسَ عَشْرَةَ آيَةً فِي الْمَدَنِيِّ وَالْكُوفِيِّ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/378]

الإمالة في السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: قَدْ قَدَّمْنَا ذِكْرَ الإِمَالَةِ وَعِلَلِهَا فِي أَبْوَابِ الإِمَالَةِ، وَهِيَ مُتَكَرِّرَةٌ فِي هَذِهِ السُّورَةِ، وَفِي غَيْرِهَا، وَنَحْنُ نُعِيدُ هَهُنَا جُمْلَةً مِنْ عِلَلِهَا يُتَذَكَّرُ بِهَا مَا تَقَدَّمَ مِنَ الْقَوْلِ فِيهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/378]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2 ربيع الأول 1440هـ/10-11-2018م, 11:32 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشمس

[ من الآية (1) إلى الآية (10) ]
{وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)}

قوله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (والشّمس وضحاها (1).
قرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم ويعقوب ياءاتها كلّها بالتفخيم.
وقرأها نافع وأبو عمرو بين الفتح والكسر.
وكسرها الكسائي كلّها.
وقرأ حمزة (تلاها) و(طحاها) بالفتح.
وكذلك قرأ في النازعات (دحاها) بالفتح وكسرها الباقي.
وقال عباس: سألت أبا عمرو فكسرها كلّها.
قال أبو منصور: من فخّم هذه الألفات كلها فلأن التفخيم هي لغة أهل الحجاز القديمة.
ومن قرأها بين الفتح والكسر فلأن ذوات الياء كثرت فيها، فأتبعها ذوات الواو؛ لتتواطأ الفواصل كلها على نسقٍ واحد، وذوات الياء الإمالة أولى بها؛ لأن الياءات أخوات الكسرة.
ومن فخم (تلاها) و(طحاها) و(دحاها) فلأنها من ذوات الواو، وكسر باقي السورة؛ لأنها من ذوات الياء). [معاني القراءات وعللها: 3/149]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- قرأ ابن كثير وعاصم وابن عامر: {وضحاها} [1] بالفتح، وكذلك أواخر هذه السورة.
وقرأ نافع بين الفتح والكسر، وكذلك أبو عمرو.
وقرأ حمزة والكسائي بالإمالة. غير أن حمزة كان يفتح ذوات الواو منها خاصة {تلاها} [2] لأنها من تلوت و{سجا} لأنه من سجوت، و{طحا} [6] لأنها من طحوت فالزم أن يقرأ: {ضحا} بالفتح، لأنه من ذوات الواو لقولك: ضحو. ولكن الكسائي وأهل العربية ذكروا أن رؤوس الآي إذا جاوزت ذوات الياء ذوات الواو أميلت كلها، ولحمزة حجة في فرقة بين «تلا»، و«ضحا»، وإن كانا من ذوات الواو؛ لأن أهل الكوفة ذكروا أن ذوات الواو نحو «ضحى»، و«عدى» في جمع عدو، ونحوهما يكتب بالياء، ويثنى بالياء لانكسار فاء الفعل في عدي، وانضمها في ضحي.
وقال أهل البصرة لا يعتل آخر الاسم لأوله، ولا يجيزون كتب ضحا إلا بالألف. وهو النهار كله.
وقال آخرون: الضحى، وهو الشمس لقوله: ضحيت للشمس إذا ظهرت لها، وقوله: {وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى} فأما الضحاء
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/488]
-بالمد- فوقت الغداء، وينشد:
أعجلها أقدحي الضحاء ضحى = وهي تناصي ذوائب السلم
السلم: شجر. وتناصي: تناول بفيها. والأضحى: يوم العيد يذكر ويؤنث، والأضحية: ما ينسك يوم الأضحى ويعيد، والجمع أضاحي، وليلة أضحيان: إذا كانت قمراء فأقسم الله تعالى بـ{الشمس وضحاها * والقمر إذا تلاها} [1، 2] ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/489]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن كثير وعاصم وابن عامر: بفتح أواخر آي هذه السورة، والليل، والضحى.
وقرأ الكسائي بإضجاع ذلك كله، وإضجاع أواخر سورة والليل وسورة الضحى.
وقرأ حمزة: وضحاها* [1] كسرا، ويفتح تلاها [الشمس/ 2]، وطحاها [6] وفي الضحى سجا [2] وفي النازعات: دحاها [30]، ويكسر سائر ذلك وقرأ نافع ذلك كلّه بين الفتح والكسر. وقال خلف عن إسحاق عن نافع: آياتها وآيات والضحى والليل والأعلى، وما أشبه ذلك بين الكسر والفتح. وقال محمد بن إسحاق عن أبيه، وأحمد بن صالح عن ورش وقالون: آياتها كلّها مفتوحات. وقال ابن جمّاز: كان نافع يبطحها كلّها إلا تلاها فإنه يفتحها وحدها. وقال خارجة عن نافع مثله: يفتح تلاها ويبطح سائرهنّ.
وقال اليزيدي عن أبي عمرو: ذلك كله بين الفتح والكسر، وكذلك قال عبد الوارث عن أبي عمرو. وقال عباس: سألت أبا عمرو فقرأ: وضحاها* وتلاها وجلاها ودحاها بكسرها كلها. قال:
[الحجة للقراء السبعة: 6/418]
وسألته فقرأ: والضحى وسجى وقلى يكسر، وقال عبيد بن عقيل عن أبي عمرو أنه قرأ آيات والشمس وضحاها، والقمر إذا تلاها وجلاها وما أدراك [القارعة/ 10] بالياء في القرآن كله.
وإذا رآك الذين كفروا [الأنبياء/ 36] وإذا رأى الذين أشركوا [النحل/ 86] ولقد رأى من آيات ربه الكبرى [النجم/ 18] يكسرهنّ في كلّ القرآن.
وجه قول ابن كثير وعاصم وابن عامر في ترك الإمالة في هذه الحروف أن كثيرا من العرب..
ألا ترى أنها إذا كانت رابعة في الفعل لزم بدل الياء نحو: أغزيت، وكذلك إذا كان في اسم نحو: المدعي والمغزي، ثنّي بالياء وكذلك في نحو مسني ومعدي، تقلب إلى الياء، ولا تجد الياء تقلب إلى الواو في هذا النحو، ولمّا كانت هذه في حكم الانقلاب عن الياء أجروا الألف مجرى الألف المنقلبة عن الياء، ويدلّك على أن لهذا المعنى استجازوا الإمالة في باب: دحاها، وطحاها وسجا، وتلا أن ما كان من الأسماء ألفه منقلبة عن الواو نحو العصا، والعطا، لم يجيزوا فيه الإمالة لمّا لم تكن تنقلب واوها إلى الياء، كما انقلبت إليها في الفعل. فإن قلت: فقد زعم أنهم أمالوا العشا والكبا والمكا، فذلك من القلّة بحيث لا يسوغ الاعتراض به.
وأما من جمع من الأمرين، كما روي عن نافع أنه فتح تلا
[الحجة للقراء السبعة: 6/419]
وأمال غيرها، وكلّ واحد من الإمالة وخلافها جائز، فقوله حسن لأخذه شيئين: كلّ واحد منهما مسموع مأخوذ به، فأخذ بأحدهما مرّة وبالأخرى مرّة أخرى، وأما كسر الراء من رأى فقد تقدّم القول فيه). [الحجة للقراء السبعة: 6/420] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {ضُحَاهَا} [آيَةُ/1] وَ{تَلاهَا} [آيَةُ/2] وَكُلُّ مَا فِيهَا مِنْ رُؤُوسِ الآيِ بَيْنَ الْفَتْحِ وَالْكَسْرِ: -
قَرَأَهَا نَافِعٌ وَأَبُو عَمْرٍو، وَنَافِعٌ إِلَى الْفَتْحِ أَقْرَبُ، وَكَذَلِكَ آيَاتُ سُورَةِ اللَّيْلِ، وَالضُّحَى، وَاقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي، وَبَعْضُ آيَاتِ سُورَةِ الْقِيَامَةِ، وَالنَّازِعَاتِ، وَعَبَسَ، وَسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى، وَمَا أَشْبَهَهَا مِنَ السُّوَرِ إِذَا تَوَالَتْ رُؤُوسُ الآيِ مِنْهَا عَلَى ذَلِكَ.
وَالْوَجْهُ أَنَّ الإِمَالَةَ لَمَّا كَانَتْ تَصْيِيرًا لِلْفَتْحَةِ وَالأَلِفِ إِلَى الْكَسْرَةِ وَالْيَاءِ، وَهَذَا الأَلْفَاتُ الَّتِي تَكُونُ فِيهَا الإِمَالَةُ مُنْقَلِبَةً عَنِ الْيَاءِ أَوْ بِمَنْزِلَةِ الْمُنْقَلِبَةِ، فَلَمَّا كَانُوا هَرَبُوا مِنَ الْيَاءِ إِلَى الأَلِفِ حِينَ قُلِبَتْ عَنْهُ كَرِهُوا أَنْ يَعُودُوا بِالإِمَالَةِ إِلَى مَا مِنْهُ هَرَبُوا، فَلِذَلِكَ قَرَأَ مَنْ قَرَأَ بَيْنَ الْفَتْحِ وَالْكَسْرِ.
[الموضح: 1375]
وقَالَ بَعْضُهُمْ إِنَّمَا جَعَلُوهَا بَيْنَ الْفَتْحِ وَالْكَسْرِ إِعْلامًا بِجَوَازِ الْوَجْهَيْنِ: الإِمَالَةِ وَتَرْكِهَا.
وَقَرَأَ حَمْزَةُ والْكِسَائِيُّ كُلَّ ذَلِكَ بِالإِمَالَةِ إِلاَّ مَا كَانَ مِنْهَا مِنْ ذَوَاتِ الْوَاوِ، فَإِنَّ حَمْزَةَ يَفْتَحُهَا نَحْوُ {دَحَاهَا} فِي النَّازِعَاتِ وَ{تَلاهَا} وَ{طَحَاهَا} فِي الشَّمْسِ وَ{سَجَى} فِي الضُّحَى وَنَحْوِهِنَّ؛ لأَنَّكَ تَقُولُ دَحَوْتُ وَطَحَوْتُ وَتَلَوْتُ.
وَالْوَجْهُ أَنَّ الأَلِفَ إِذَا كَانَتْ مُنْقَلِبَةً مِنَ الْيَاءِ، فَإِنَّهَا تُمَالُ نَحْوَ الْيَاءِ لِتَدُلَّ عَلَيْهَا؛ وَلأَنَّ الأَلِفَ قَرِيبَةُ الْمَخْرَجِ مِنَ الْيَاءِ وَهِيَ أَذْهَبُ فِي بَابِ الاعْتِلالِ مِنَ الْوَاوِ وَالْيَاءِ، فَإِجْرَاءُ الإِمَالَةِ فِيهَا لِذَلِكَ.
وَأَمَّا فَصْلُ حَمْزَةَ بَيْنَ الأَلْفَاتِ الَّتِي هِيَ مِنَ الْيَاءِ، وَالأَلْفَاتِ الَّتِي هِيَ مِنَ الْوَاوِ، فَهُوَ حَسَنٌ، وَذَلِكَ لأَنَّ الأَلِفَ إِنَّمَا تُمَالُ نَحْوَ الْيَاءِ لِتَكُونَ إِمَالَتُهَا نَحْوَهَا دَالَّةً عَلَيْهَا، فَأَمَّا إِذَا كَانَتِ الأَلِفُ مِنَ الْوَاوِ وَلَمْ تَكُنْ مِنَ الْيَاءِ لَمْ يَجِبْ أَنْ تُمَالَ، فَلِذَلِكَ تَرَكَ إِمَالَةَ {دَحَاهَا} وَ{طَحَاهَا}؛ لأَنَّهَا مِنَ الْوَاوِ.
وَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ ويَعْقُوبُ كُلَّ ذَلِكَ بِالْفَتْحِ.
وَالْوَجْهُ أَنَّ الإِمَالَةَ حُكْمٌ جَائِزٌ وَلَيْسَ بِوَاجِبٍ، وَكَثِيرٌ مِنَ الْعَرَبِ لا يُمِيلُونَ شَيْئًا، ثُمَّ إِنَّ الإِمَالَةَ إِنَّمَا جَاءَتْ حَيْثُ جَاءَتْ لِتَدُلَّ عَلَى مَا انْقَلَبَتِ الأَلِفُ عَنْهُ مِنَ الْيَاءِ، وَلَيْسَتْ هَذِهِ الدَّلالَةُ بِوَاجِبَةٍ فَإِنَّ الْوَاوَ فِي مُوسِرٍ مُنْقَلِبَةٌ عَنِ الْيَاءِ، وَالْيَاءُ فِي مِيعَادٍ وَمِيقَاتٍ مُنْقَلِبَةٌ عَنِ الْوَاوِ، وَلَمْ يَلْزَمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ دَلالَةٌ تَدُلُّ عَلَى مَا انْقَلَبَتْ مِنْهُ، فَكَذَلِكَ الأَلِفُ لا يَلْزَمُ أَنْ تَكُونَ فِيهَا دَلالَةٌ عَلَى ما هِيَ مُنْقَلِبَةٌ مِنْهُ، فَلِذَلِكَ يَنْبَغِي أَنْ تُتْرَكَ غَيْرَ مُمَالَةٍ.
[الموضح: 1376]
هَذَا وَجْهُ تَرْكِ الإِمَالَةِ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ). [الموضح: 1377] (م)

قوله تعالى: {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( {والقمر إذا تلاها} [1، 2] أي: تبعها). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/489]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {ضُحَاهَا} [آيَةُ/1] وَ{تَلاهَا} [آيَةُ/2] وَكُلُّ مَا فِيهَا مِنْ رُؤُوسِ الآيِ بَيْنَ الْفَتْحِ وَالْكَسْرِ: -
قَرَأَهَا نَافِعٌ وَأَبُو عَمْرٍو، وَنَافِعٌ إِلَى الْفَتْحِ أَقْرَبُ، وَكَذَلِكَ آيَاتُ سُورَةِ اللَّيْلِ، وَالضُّحَى، وَاقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي، وَبَعْضُ آيَاتِ سُورَةِ الْقِيَامَةِ، وَالنَّازِعَاتِ، وَعَبَسَ، وَسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى، وَمَا أَشْبَهَهَا مِنَ السُّوَرِ إِذَا تَوَالَتْ رُؤُوسُ الآيِ مِنْهَا عَلَى ذَلِكَ.
وَالْوَجْهُ أَنَّ الإِمَالَةَ لَمَّا كَانَتْ تَصْيِيرًا لِلْفَتْحَةِ وَالأَلِفِ إِلَى الْكَسْرَةِ وَالْيَاءِ، وَهَذَا الأَلْفَاتُ الَّتِي تَكُونُ فِيهَا الإِمَالَةُ مُنْقَلِبَةً عَنِ الْيَاءِ أَوْ بِمَنْزِلَةِ الْمُنْقَلِبَةِ، فَلَمَّا كَانُوا هَرَبُوا مِنَ الْيَاءِ إِلَى الأَلِفِ حِينَ قُلِبَتْ عَنْهُ كَرِهُوا أَنْ يَعُودُوا بِالإِمَالَةِ إِلَى مَا مِنْهُ هَرَبُوا، فَلِذَلِكَ قَرَأَ مَنْ قَرَأَ بَيْنَ الْفَتْحِ وَالْكَسْرِ.
[الموضح: 1375]
وقَالَ بَعْضُهُمْ إِنَّمَا جَعَلُوهَا بَيْنَ الْفَتْحِ وَالْكَسْرِ إِعْلامًا بِجَوَازِ الْوَجْهَيْنِ: الإِمَالَةِ وَتَرْكِهَا.
وَقَرَأَ حَمْزَةُ والْكِسَائِيُّ كُلَّ ذَلِكَ بِالإِمَالَةِ إِلاَّ مَا كَانَ مِنْهَا مِنْ ذَوَاتِ الْوَاوِ، فَإِنَّ حَمْزَةَ يَفْتَحُهَا نَحْوُ {دَحَاهَا} فِي النَّازِعَاتِ وَ{تَلاهَا} وَ{طَحَاهَا} فِي الشَّمْسِ وَ{سَجَى} فِي الضُّحَى وَنَحْوِهِنَّ؛ لأَنَّكَ تَقُولُ دَحَوْتُ وَطَحَوْتُ وَتَلَوْتُ.
وَالْوَجْهُ أَنَّ الأَلِفَ إِذَا كَانَتْ مُنْقَلِبَةً مِنَ الْيَاءِ، فَإِنَّهَا تُمَالُ نَحْوَ الْيَاءِ لِتَدُلَّ عَلَيْهَا؛ وَلأَنَّ الأَلِفَ قَرِيبَةُ الْمَخْرَجِ مِنَ الْيَاءِ وَهِيَ أَذْهَبُ فِي بَابِ الاعْتِلالِ مِنَ الْوَاوِ وَالْيَاءِ، فَإِجْرَاءُ الإِمَالَةِ فِيهَا لِذَلِكَ.
وَأَمَّا فَصْلُ حَمْزَةَ بَيْنَ الأَلْفَاتِ الَّتِي هِيَ مِنَ الْيَاءِ، وَالأَلْفَاتِ الَّتِي هِيَ مِنَ الْوَاوِ، فَهُوَ حَسَنٌ، وَذَلِكَ لأَنَّ الأَلِفَ إِنَّمَا تُمَالُ نَحْوَ الْيَاءِ لِتَكُونَ إِمَالَتُهَا نَحْوَهَا دَالَّةً عَلَيْهَا، فَأَمَّا إِذَا كَانَتِ الأَلِفُ مِنَ الْوَاوِ وَلَمْ تَكُنْ مِنَ الْيَاءِ لَمْ يَجِبْ أَنْ تُمَالَ، فَلِذَلِكَ تَرَكَ إِمَالَةَ {دَحَاهَا} وَ{طَحَاهَا}؛ لأَنَّهَا مِنَ الْوَاوِ.
وَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ ويَعْقُوبُ كُلَّ ذَلِكَ بِالْفَتْحِ.
وَالْوَجْهُ أَنَّ الإِمَالَةَ حُكْمٌ جَائِزٌ وَلَيْسَ بِوَاجِبٍ، وَكَثِيرٌ مِنَ الْعَرَبِ لا يُمِيلُونَ شَيْئًا، ثُمَّ إِنَّ الإِمَالَةَ إِنَّمَا جَاءَتْ حَيْثُ جَاءَتْ لِتَدُلَّ عَلَى مَا انْقَلَبَتِ الأَلِفُ عَنْهُ مِنَ الْيَاءِ، وَلَيْسَتْ هَذِهِ الدَّلالَةُ بِوَاجِبَةٍ فَإِنَّ الْوَاوَ فِي مُوسِرٍ مُنْقَلِبَةٌ عَنِ الْيَاءِ، وَالْيَاءُ فِي مِيعَادٍ وَمِيقَاتٍ مُنْقَلِبَةٌ عَنِ الْوَاوِ، وَلَمْ يَلْزَمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ دَلالَةٌ تَدُلُّ عَلَى مَا انْقَلَبَتْ مِنْهُ، فَكَذَلِكَ الأَلِفُ لا يَلْزَمُ أَنْ تَكُونَ فِيهَا دَلالَةٌ عَلَى ما هِيَ مُنْقَلِبَةٌ مِنْهُ، فَلِذَلِكَ يَنْبَغِي أَنْ تُتْرَكَ غَيْرَ مُمَالَةٍ.
[الموضح: 1376]
هَذَا وَجْهُ تَرْكِ الإِمَالَةِ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ). [الموضح: 1377] (م)

قوله تعالى: {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ({والنهار إذا جلاها} [3] الهاء في {جلاها} كناية عن الظلمة ولم يتقدم له ذكر، وذلك جائز؛ لأن العرب قد تكني عن الشيء وإن لم يتقدم ذكره إذا كان ذلك مفهومًا غير ملتبس). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/489]

قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4)}
قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ({والليل إذا يغشاها * والسماء وما بناها} [4، 5] في {ما} ها هنا غير قول، قال أبو عبيده: معناه: ومن بناها يعني الله فزعم أن «ما» بمعنى «من».
وقال آخرون معناه: والذي بناها. وكان المبرد يختار أن يجعل «ما» مع الفعل مصدرًا. والتقدير: والسماء وبنائها، وجواب القسم لام مقدرة في {قد
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/489]
أفلح من زكاها} [9] والتقدير: لقد أفلح من زكى نفسه بالصدقة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/490]

قوله تعالى: {وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6)}
قوله تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7)}
قوله تعالى: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)}
قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (وجواب القسم لام مقدرة في {قد
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/489]
أفلح من زكاها} [9] والتقدير: لقد أفلح من زكى نفسه بالصدقة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/490] (م)

قوله تعالى: {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ({وقد خاب من دساها} [10] أي: دسسها وأخفاها عن الصدقة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/490]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2 ربيع الأول 1440هـ/10-11-2018م, 11:34 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشمس

[ من الآية (11) إلى الآية (15) ]
{كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا (12) فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14) وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (15)}

قوله تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله: {كذبت ثمود بطغواها} [11].
قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي بالإدغام.
والباقون يظهرون التاء عند الثاء. وقد أنبأت عن علته، وإنما ذكرته لأن الحسن قرأ: {كذبت ثمود بطغواها} بضم الطاء، والاختيار ما عليه الناس {بضغواها} لأن العرب إذا أتت بهذا البناء على (فعلى) ظهرت الواو، وإن كانت من ذوات الياء. فإذا ضموا له أوله صحت الياء فيقولون: الفتوى والفتيا، والعلوي، والعيا، والبقوي، والبقيا، والطغوي، والطغيا. على أنه جاء الواو مع الضم في حرف من كتاب الله تعالى، وهو قوله: {بالعدوة القصوى}. ومعنى الطغوى، والطغيا والطغيان واحد، فمعناه: كذبت ثمود بطغيانها، ولكنه أتى بهذا المصدر على (فعلى) ليوافق رؤوس الآي. كما قال الله تعالى: {إن إلى ربك الرجعى} يريد: الرجوع. وأما طغيا بفتح الطاء والياء-: فالبقرة، وهي تمد وتقصر:
وطغيا مع اللهق الناشط
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/490]
فجمع (طغيا) من البقرة طغايا مثل مرضى ومراضى، وطغوى الذي في القرآن لا يثنى ولا يجمع: لأنه مصدر. ومعنى الطغيان في اللغة مجاوزة الشيء حده). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/491]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرأ: [بِطُغْوَاهَا] - الحسن.
قال أبو الفتح: هذا مصدر على فعلى، كأخواته من: الرجعى، والحسنى، والبؤسى والنعمى. وعليه ما حكاه أبو الحسن من قراءة بعضهم: [وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنى] كقولك: عرفا). [المحتسب: 2/363]

قوله تعالى: {إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا (12)}
قوله تعالى: {فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13)}
قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قرأ: {ولم يخف عقباها} وقد روي ذلك عن ابن الزبير أيضا. وروي عنه: {فدهدم عليهم ربهم بذنبهم} بالهاء فزلزل ودمدم ودهدم والهاء في {فسواها} كناية عن الدمدمة، لأن الفعل يدل على المصدر.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/491]
وقال آخرون: {فسواها} أي: فسوى بيوتهم على قبورهم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/492] (م)

قوله تعالى: {وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (15)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ولا يخاف عقباها).
[معاني القراءات وعللها: 3/149]
قرأ نافع وابن عامر (فلا يخاف)، وكذلك هي في مصاحفهم.
وقرأ الباقون بالواو (ولا يخاف).
قال أبو بكر بن الأنباري: من قرأ (فلا يخاف) بالفاء فلأن الفاء فيها تصل الذي بعدها بالذي قبلها، وهو قوله (فدمدم عليهم ربّهم بذنبهم فسواها).
أي: فسوى الأرض عليهم، فلا يخاف عقبى هلكتهم، ولا يقدّر أن يرجعوا إلى السلامة بعد أن أزالها عنهم.
قال أبو بكر؛ وقراءة العراقيين بالواو (ولا يخاف)؛ لأن الواو جمعت الذي اتصل بها مع العقر إذا انبعث أشقاها فعقرها وهو لا يخاف عقبى عقرها، أي لا يقدّر أن الهلكة تنزل به من جهة عقره إياها.
قال: وقوله: فدمدم عليهم ربهم، أي: غضب.
وقال أبو طالب النحوي: الدمدمة: كلام مع غضب.
وقال غيرهما في قوله (فدمدم عليهم)
أي: أطبق الله عليهم العذاب.
والله أعلم بما أراد). [معاني القراءات وعللها: 3/150]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {ولا يخاف عقباها} [15].
قرأ نافع وابن عامر بالفاء {فلا يخاف} وكذلك في مصاحفهم.
وسمعت محمد بن حمدان المقرئ يقول: قرأت في محراب مسجد المدينة، مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم مكتوبا بالذهب من (والسماء والطارق) إلى آخر القرآن. قال: ورأيت {فلا يخاف عقباها} بالفاء مكتوبًا.
وقرأ الباقون: {ولا يخاف} بالواو، وكذلك في مصاحفهم.
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قرأ: {ولم يخف عقباها} وقد روي ذلك عن ابن الزبير أيضا. وروي عنه: {فدهدم عليهم ربهم بذنبهم} بالهاء فزلزل ودمدم ودهدم والهاء في {فسواها} كناية عن الدمدمة، لأن الفعل يدل على المصدر.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/491]
وقال آخرون: {فسواها} أي: فسوى بيوتهم على قبورهم.
والهاء في {عقباها} فيه قولان:
يكون الفعل لله تعالى ، والمعنى: ولا يخاف الله تعالى من يرجع يغفر بعد إهلاكه إياها). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/492]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ نافع وابن عامر: فلا يخاف عقباها [الشمس/ 15] بالفاء، وكذلك في مصاحف أهل المدينة والشام.
وقرأ الباقون: ولا يخاف بالواو، وكذلك في مصاحفهم.
قال أبو علي: الواو يجوز أن تكون في موضع حال: فسواها غير خائف عقباها، أي: غير خائف أن يتعقب عليه شيء مما فعله، وفاعل يخاف الضمير العائد إلى قوله: ربهم. وقيل: إن الضمير يعود إلى النبي صلّى اللّه عليه الذي أرسل إليهم، وقيل: إذ انبعث أشقاها، وهو لا يخاف عقباها، أي: لا يخاف من إقدامه على ما أتاه مما نهي عنه، ففاعل يخاف العاقر على هذا، والفاء للعطف على قوله: فكذبوه، فعقروها [الشمس/ 14]، فلا يخاف كأنه تبع تكذيبهم وعقرهم أن لم يخافوا). [الحجة للقراء السبعة: 6/420]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ولا يخاف عقباها} 15
قرأ نافع وابن عامر {فلا يخاف} بالفاء معناه فدمدم عليهم ربهم فلا يخاف قباها أي لا يخاف الله لأن رب العزّ لا يخاف شيئا
وقرأ الباقون ولا يخاف بالواو والمعنى إذ انبعث أشقاها لعقر لناقة وهو لا يخاف عقباها أي لا يخاف ما يكون من عاقبة فعله ففاعل يخاف العاقبة الضّمير العائد على أشقاها). [حجة القراءات: 766]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): («8» قَوْلُهُ: {وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا} قَرَأَهَا نَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ بِالْفَاءِ، وَكَذَلِكَ هِيَ فِي مَصَاحِفِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَالشَّامِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْوَاوِ، وَكَذَلِكَ هِيَ فِي مَصَاحِفِ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَمَكَّةَ وَالْبَصْرَةِ، وَالْفَاءُ لِلْعَطْفِ عَلَى قَوْلِهِ: {فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا، فَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا}، كَأَنَّهُ تَبِعَ تَكْذِيبَهُمْ وَعَقْرَهُمْ تَرْكُ خَوْفِ الْعَاقِبَةِ، وَوَحَّدَ فِي {فَلاَ يَخَافُ}، لأَنَّ الْعَاقِرَ كَانَ وَاحِدًا، لَكِنْ نَسَبَ الْعَقْرَ إِلَى جَمِيعِهِمْ، لِرِضَاهُمْ بِفِعْلِ ذَلِكَ الْوَاحِدِ الْعَاقِرِ، وَكَذَلِكَ مَنْ قَرَأَ بِالْوَاوِ،
وَيَحْسُنُ أَنْ تَكُونَ لِلْحَالِ مِنَ الْعَاقِرِ، وَالتَّقْدِيرُ: فَعَقَرُوهَا غَيْرَ خَائِفِينَ مِنْ عُقْبَى الْعَقْرِ، فَفَاعِلُ {يَخَافُ} «الْعَاقِرُ»، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فَاعِلُ {يَخَافُ} اللَّهَ جَلَّ ذِكْرُهُ عَلَى مَعْنَى: فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ غَيْرَ خَائِفٍ مِنْ عُقْبَى دَمْدَمَتِهِ بِهِمْ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فَاعِلُ {يَخَافُ} النَّبِيَّ الْمُرْسَلَ إِلَيْهِمْ.
وَقِيلَ: فَاعِلُ {يَخَافُ} {أَشْقَاهَا}، عَلَى تَقْدِيرِ: إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا غَيْرَ خَائِفٍ مِنْ عُقْبَى عَقْرِهِ لِلنَّاقَةِ، فَكَأَنَّ الْوَاوَ فِي جَمِيعِ هَذِهِ الْمَعَانِي مُقْحَمَةٌ زَائِدَةٌ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بَعْدَهَا مُضْمَرٌ، عَلَى تَقْدِيرِ: وَالْعَاقِرُ غَيْرُ خَائِفٍ، أَوْ وَاللَّهُ غَيْرُ خَائِفٍ، وَالنَّبِيُّ غَيْرُ خَائِفٍ، فَلاَ تَكُونُ الْوَاوُ عَلَى هَذَا زَائِدَةً). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/382]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- (فَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا) [آيَةُ/15] بِالْفَاءِ: -
قَرَأَهَا نَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ.
وَالْوَجْهُ أَنَّ الْفَاءَ لِلْعَطْفِ وَالتَّعْقِيبِ، وَالْفِعْلُ مَعْطُوفٌ عَلَى قَوْلِهِ {فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا} (فَلا يَخَافُ)؛ لأَنَّهُ مُعَقِّبٌ تَكْذِيبَهُمْ وَعَقْرَهُمْ مِنْ غَيْرِ مُهْلَةٍ.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {وَلا يَخَافُ} بِالْوَاوِ.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ حَالٌ، وَالتَّقْدِيرُ وَهُوَ لا يَخَافُ عُقْبَاهَا.
وَفَاعِلُ {يَخَافُ} هُوَ الضَّمِيرُ الْعَائِدُ إِلَى رَبِّهِمْ، وَالْمَعْنَى وَرَبُّهُمْ لا يَخَافُ أَنْ يُتَعَقَّبَ عَلَيْهِ فِي شَيْءٍ مِمَّا فَعَلَهُ.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فَاعِلُهُ ضَمِيرَ صَالِحٍ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلامُ.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فَاعِلُهُ ضَمِيرَ عَاقِرِ النَّاقَةِ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي قَوْلِهِ {أَشْقَاهَا} كَأَنَّهُ قَالَ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا وَهُوَ لا يَخَافُ عُقْبَاهَا). [الموضح: 1377]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة