سورة الأعلى
[ من الآية (1) إلى الآية (10) ]
{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5) سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (6) إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (7) وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (8) فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9) سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10) }
قوله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)}
قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2)}
قوله تعالى: {وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (والّذي قدّر فهدى (3).
قرأ الكسائي وحده (والّذي قدر) خفيفة.
وقرأ الباقون بالتشديد.
قال أبو منصور: هما لغتان، يقال: قدّر، وقدر.
ومنه قول الله جلّ وعزّ: (فقدرنا فنعم القادرون)
المعنى: فقدّرنا فنعم المقدّرون). [معاني القراءات وعللها: 3/139]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- وقوله تعالى: {والذي قدر فهدى} [3].
قرأ الكسائي وحده: {والذي قدر فهدي} مخففًا وحجته {فنعم القدرون}.
وقرأ الباقون بالتشديد وحجتهم: {فقدره تقديرا} وكل ذلك صواب
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/466]
ومعنى {والذي قدر فهدى} أي: هدى الذكر كيف يأتي الأنثى من البهائم وغيرها.
وقال آخرون: معناه: والذي قدر فهدى وأضل. فأسقط وأضل ليوافق رؤوس الآي. كما قال تعالى: {عن اليمين وعن الشمال قعيد} فاجتزا بـ{قعيد} عن قعيدان، وكما قال: في هذه السورة: {غثاء أحوي} وإنما يكون أحوي، ثم يصير غثاء، والأحوى: الشديد الخضرة يضرب إلى السواد من ريه. وكذلك الحوة في الشفاة، قال ذو الرمة:
فرحاء حواء أشراطية وكفت = فيها الذهاب وحفتها البراعيم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/467]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ الكسائي وحده، والذي قدر [3] خفيف، وقرأ الباقون: قدر مشدّد.
قال أبو علي: قد ذكرنا فيما تقدّم أن قدر* في معنى قدر فكلا الوجهين حسن). [الحجة للقراء السبعة: 6/398]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({والّذي قدر فهدى}
قرأ الكسائي {والّذي قدر فهدى} بالتّخفيف وقرأ الباقون بالتّشديد المعنى قدر خلقه فهدى كل مخلوق إلى مصلحته ويقال
[حجة القراءات: 758]
هدى الذّكر لمأتى الأنثى من سائر الحيوان وحجتهم قوله {وخلق كل شيء فقدره تقديرا} وقد أجمعوا على تشديد هذا فرد ما اختلفوا فيه إلى أما اجمعوا عليه أولى). [حجة القراءات: 759]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): («1» قَوْلُهُ: {وَالَّذِي قَدَّرَ} قَرَأَهُ الْكِسَائِيُّ بِالتَّخْفِيفِ، مِنَ الْقُدْرَةِ عَلَى جَمِيعِ الأَشْيَاءِ، وَالْمِلْكِ لَهَا، وَالْمَعْنَى فِيهِ: فَهَدَى وَأَضَلَّ، ثُمَّ حُذِفَ لَفْظُ الضَّلاَلِ لِدَلالَةِ لَفْظِ الْهُدَى عَلَيْهِ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنَ التَّقْدِيرِ، كَمَا قَالَ: {يَبْسُطُ
الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ} «الرَّعْدِ 26»، وَقَالَ: {فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ} «الْفَجْرِ 16». وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّشْدِيدِ مِنَ التَّقْدِيرِ، عَلَى مَعْنَى: قَدَّرَ خَلْقَهُ فَهَدَى كُلَّ مَخْلُوقٍ إِلَى مَصْلَحَتِهِ، وَقَدْ قَالَ: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ
تَقْدِيرًا} «الْفُرْقَانِ 2»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/370]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- (وَالَذِّي قَدَرَ) [آيَةُ/3] مُخَفَّفَ الدَّالِ: -
قَرَأَهَا الْكِسَائِيُّ وَحْدَهُ.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {قَدَّرَ} بِالتَّشْدِيدِ.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُمَا لُغَتَانِ قَدَرَ وَقَدَّرَ بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيدِ، وَكِلاهُمَا قَدْ جَاءَ فِي الْقُرآنِ، وَقَدْ مَضَى الْكَلامُ فِيهِمَا). [الموضح: 1360]
قوله تعالى: {وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4)}
قوله تعالى: {فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5)}
قوله تعالى: {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (6)}
قوله تعالى: {إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (7)}
قوله تعالى: {وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (8)}
قوله تعالى: {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9)}
قوله تعالى: {سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10)}
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين