قوله تعالى: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17)}
قوله تعالى: {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18)}
قوله تعالى: {وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وفتحت السّماء)
قرأ الكوفيون " وفتحت " خفيفة. إلا ما روى الأعشى عن أبي بكر عن عاصم وفتّحت " مشددة، وكذلك قرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وابن عامر ويعقوب.
قال أبو منصور: من خفف فللفظ (السماء) إنه واحد، ومن شدّد ذهب بها إلى الأبواب). [معاني القراءات وعللها: 3/116]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {وفتحت السماء} [19].
قرأ أهل الكوفة مخففًا.
والباقون مشددًا. وقد ذكرت علته في (الزمر) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/431]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر: وفتحت السماء فكانت [النبأ/ 19] مشدّدة.
وقرأ عاصم وحمزة والكسائي: وفتحت بالتخفيف.
قال أبو علي: فتحت* بالتشديد أوفق لقوله: مفتحة لهم الأبواب [ص/ 50]، وفتحت بالتخفيف لأن التخفيف يكون للقليل والكثير، وحجة التخفيف: فتحنا عليهم أبواب كل شيء [الأنعام/ 44] ). [الحجة للقراء السبعة: 6/368]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وفتحت السّماء فكانت أبوابا}
قرأ عاصم وحمزة الكسائي {وفتحت السّماء} بالتّخفيف وقرأ الباقون بالتّشديد وحجتهم قوله {فكانت أبوابا} والتّشديد للتكثير ويقوّي هذا قوله {مفتحة لهم الأبواب} بالتّشديد
ومن قرأ بالتّخفيف قال التّخفيف يكون للقليل والكثير). [حجة القراءات: 745]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وَقَدْ ذَكَرْنَا {فُتِحَتْ} «19» و{غَسَّاقًا} «25» فِيمَا تَقَدَّمَ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/360] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ} [آيَةُ/19]بِالتَّخْفِيفِ: -
قَرَأَهَا الْكُوفِيُّونَ.
وَالْوَجْهُ أَنَّ الْفِعْلَ الْمُخَفَّفَ مُحْتَمِلٌ لِلْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ بِأَصْلِ الْفِعْلِيَّةِ، فَيَجُوزُ إِسْنَادُهُ إِلَى الْكَثِيرِ بِدَلالَةِ قَوْلِهِ تَعَالَى {فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ}.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ (وفُتِّحَتِ) بِالتَّشْدِيدِ.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ مُخْتَصٌّ بِالْكَثِيرِ، وَدَلِيلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى {مُفَتَّحَةً لَهُمْ الأَبْوَابُ}. وَقَدْ سَبَقَ كَثِيرٌ مِنْ أَمْثَالِهِ). [الموضح: 1332]
قوله تعالى: {وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20)}
قوله تعالى: {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21)}
قوله تعالى: {لِلطَّاغِينَ مَآَبًا (22)}
قوله تعالى: {لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لابثين فيها أحقابًا (23).
قرأ حمزة وحده " لبثين " بغير ألف.
وقرأ الباقون " لابثين " بألف.
[معاني القراءات وعللها: 3/116]
قال أبو منصور: يقال لبث الرّجل يلبث لبثًا ولبثًا فهو لابث.
ويقال: هو لبثٌ بمكان كذا وكذا، إذا صار اللبث شأنه). [معاني القراءات وعللها: 3/117]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {لابثين فيها} [23].
قرأ حمزة وحده: {لبثين} بغير ألف مثل فرحين وفرهين.
وقرأ الباقون: {لابثين} بألف، وهو الاختيار؛ لأنه اسم الفاعل من لبث يلبث فهو لابث. وحجة حمزة أن جعله كطمع وطامع. واللبث: البطؤ. وقوله: {أحقابا} الأحقاب: جمع حقب، والحقب ثمانون سنة، والسنة ثلاثمائة وستون يومًا واليوم {كألف سنة مما تعدون} وهذا كناية عن البد كما تقول: العرب لا أكلمه ما طار طائر، وما أن السماء سماء، وما بل بحر صوفة، وما قام الأخشبان، كل ذلك يريدون: ما أكلمة أبدًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/431]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ حمزة وحده: لبثين [النبأ/ 23] بغير ألف.
الباقون: لابثين بألف.
مجيء المصدر على اللبث، يدلّ على أنه من باب: شرب يشرب شربا، ولقم يلقم، وليس من باب: فرق يفرق، ولو كان منه لكان المصدر مفتوح العين، فلما أسكن وجب أن يكون اسم الفاعل فاعل، كشارب ولاقم، كما كان اللّبث كاللّقم، ويقوّي: لابثين أنهم يلبثون فيها حقبة بعد حقبة، فيكون كقولهم: بعيرك صائد غدا، يلبثون فيها حقبة بعد حقبة، فيكون كقولهم: بعيرك صائد غدا، ويكون: لابثين مثل: لا قمين وشاربين. ومن قال: لبثين جعل اسم الفاعل فعلا، وقد جاء غير حرف من هذا النحو على فاعل وفعل). [الحجة للقراء السبعة: 6/369]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لابثين فيها أحقابا}
وقرأ حمزة (لبثين فيها أحقابا) بغير ألف وقرأ الباقون {لابثين} بألف وحجتهم مجيء المصدر عليّ اللّّبث يدل على أنه من باب شرب يشرب ولقم يلقم فهو شارب ولاقم وليس من باب فرق يفرق ولو كان منه لكان المصدر مفتوح العين فلمّا سكن
[حجة القراءات: 745]
وقيل اللّّبث وجب أن يكون اسم الفاعل فاعلا لما كان اللّّبث كاللقم ومن قرأ (لبثين) جعل اسم الفاعل فعلا وقد جاء غير حرف من هذا النّحو على فاعل وفعل نحو رجل طامع طمع وآثم وأثم وعلى هذا نقول لبث فهو لابث ولبث). [حجة القراءات: 746]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): («1» قَوْلُهُ: {لاَبِثِينَ} قَرَأَهُ حَمْزَةُ بِغَيْرِ أَلِفٍ، عَلَى وَزْنِ (فَعِلينَ)، جَعَلَهُ مِنْ بَابِ (فَرِقَ)، (وَحَذِرَ)، فَهُوَ (فَرِقٌ، وَحَذِرٌ) جَعَلُوهُ كَالْخِلْقَةِ وَالطَّبِيعَةِ فِيهِمْ.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِأَلِفٍ، عَلَى وَزْنِ (فَاعِلِينَ)، جَعَلُوهُ مِنْ بَابِ (شَرِبَ، وَلَقِمَ)، مِنْ قَوْلِهِمْ فِي الْمَصْدَرِ «اللَّبْثُ»، فَهُوَ أَمْرٌ مُقَدَّرٌ وُقُوعُهُ فَاسْمُ الْفَاعِلِ فَاعِلٌ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/359]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- (لَبِثِينَ فِيهَا) [آيَةُ/23] بِغَيْرِِ أَلِفٍ: -
قَرَأَهَا حَمْزَةُ ويَعْقُوب-ح -.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ فَاعِلُ لَبِثَ، فَهُوَ لَبِثٌ، كَمَا يُقَالُ حَذِرَ فَهُوَ حَذِرٌ.
[الموضح: 1333]
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {لابِثِينَ} بِالأَلِفِ، وَكَذَلِكَ (-يس-) عَنْ يَعْقُوبَ.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ فَاعِلٌ مِنْ لَبِثَ، كَمَا يُقَالُ: سَمِيعٌ فَهُوَ سَامِعٌ وَعَلِمَ فَهُوَ عَالِمٌ). [الموضح: 1334]
قوله تعالى: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله [تعالى]: {لا يذوقون فيها بردًا} [24].
البرد: النوم، وأنشد:
فإن شئت حرمت النساء سواكم = وإن شئت لم أطعم نقاخًا ولا بردًا
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/431]
النقاخ: العذب والمسوس، وهو أشد العذوبة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/432]
قوله تعالى: {إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {إلا حميمًا وغساقًا} [25].
قرأ حمزة والكسائي وعاصم مشددًا.
وقرأ الباقون مخففًا، وهما لغتان.
قال أبو عبيد: الحميم: الماء الحار، والغساق: ما وهي العين، أي: سال.
وقال آخرون الغساق: البارد، وقل المنتن). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/432]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (المفضل وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي: وغساقا [النبأ/ 25] مشدّد، أبو بكر عن عاصم وابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر: غساقا خفيف.
قال أبو علي: التخفيف أكثر، لأن فعّالا في الأسماء قليل، فإن قلت: أجعله صفة، أقمت الصفة مقام الموصوف، قال أبو الحسن:
الأعمش يثقّل، وهي لغة، فهذا يشبه أن يكون على إقامة الصفة مقام الموصوف، وحكي عن عيسى أن سفلى مضر يقولونه، يريد التشديد في غساق). [الحجة للقراء السبعة: 6/368]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وَقَدْ ذَكَرْنَا {فُتِحَتْ} «19» و{غَسَّاقًا} «25» فِيمَا تَقَدَّمَ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/360] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {وَغَسَّاقًا} [آيَةُ/25] بِتَشْدِيدِ السِّينِ: -
قَرَأَهَا حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ و- ص- عَنْ عَاصِمٍ.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ (وَغَسَاقًا) بِالتَّخْفِيفِ.
وَالْوَجْهُ فِيهِمَا قَدْ سَبَقَ فِي : ص). [الموضح: 1332]
قوله تعالى: {جَزَاءً وِفَاقًا (26)}
قوله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27)}
قوله تعالى: {وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كِذَّابًا (28)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (ولم يختلفوا في قوله: (وكذّبوا بآياتنا كذّابًا (28).
قال أبو منصور: من قرأ (ولا كذابًا) خفيفة فمعناه: لا يكذّب بعضهم
بعضًا، من كاذبته كذابا.
ومن قرأ (ولا كذّابًا) فهو مصدر: كذبته تكذيبا وكذابا والعرب تقول: خرقت القميص خراقًا، وقضيت حاجاتي قضاء.
وإنما فرق الكسائي بين الأول والثاني لأن الأول مقيد ب (كذّبوا) فقرأه (كذّابا)؛ لأنه مصدر (كذّبوا).
وخفف الثاني لأنه غير مقيد بما قبله.
فالمعنى: لا يسمعون فيها لغوًا، أي: باطلاً. (ولا كذّابا)، أي: كذبًا - وقال الأعشى:
فصدقتها وكذبتها... والمرء ينفعه كذابه
[معاني القراءات وعللها: 3/117]
أي: كذبه). [معاني القراءات وعللها: 3/118]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة علي: [وَكَذَبُوا بِآيَاتِنَا كِذَابًا].
قال أبو الفتح: يقال: كذب يكذب كذبا وكذابا، وكذب كذابا، بتثقيل الذال فيهما جميعا. وقالوا أيضا: كذابا، خفيفة. وقال قطرب: قالوا: رجل كذاب: صاحب كذب.
وحكى أبو حاتم عن عبد الله بن عمر: [وَكَذَّبُوا بِآياتِنَا كُذَّابًا]، بضم الكاف، وتشديد الذال، وقال: لا وجه له، إلا أن يكون "كذاب" جمع كاذب، فتنصبه على الحال: وكذبوا بآياتنا في حال كذبهم. وقال طرفة:
إذا جاء ما لا بد منه فمرحبا ... به حين يأتي لا كذاب ولا علل
وقال: رجل كيذبان، وكيذبان، وكاذب، وكذوب، وكذب، وكذاب، وكذبذب -بتشديد الذال - وكذبذب، بتخفيفها.
قرأت على أبي علي في نوادر أبي زيد، ورويناه عن قطرب وغيره من أصحابنا:
وإذا أتاك بأنني قد بعثها ... بوصال غائبة فقل: كذبذب
وهو أحد الأمثلة الفائتة لكتاب سيبويه. وقد يجوز أن يكون قوله: [كُذَّابًا] - بالضم، وتشديد الذال - وصفا لمصدر محذوف، أي: كذبوا بآياتنا كذابا كذابا، أي: كذابا متناهيا في معناه، فيكون الكذاب ههنا واحدا لا جمعا، كرجل حسان، ووجه وضاء، ونحو
[المحتسب: 2/348]
ذلك من الصفات على فعال. ويجوز أيضا أن يكون أراد جمع كذب، لأنه جعله نوعا وصفه بالكذب، أي كذبا كاذبا، ثم جمع فصار كذابا كذابا، فافهم ذلك). [المحتسب: 2/349]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): («2» قَوْلُهُ: {كِذَّابًا} قَرَأَهُ الْكِسَائِيُّ بِالتَّخْفِيفِ، جَعَلَهُ مَصْدَرَ (كَذَبَ) كـ (الْكِتَابِ) مَصْدَرُ (كَتَبَ) وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّشْدِيدِ، أَتَوْا بِهِ عَلَى قِيَاسِ مَصْدَرِ (كَذَّبَ) الْمُشَدَّدِ لأَنَّ الأَصْلَ فِي مَصْدَرِ مَا زَادَ عَلَى ثَلاثَةِ أَحْرُفٍ أَنْ يَأْتِيَ بِلَفْظِ
الْفِعْلِ مُنَوَّنًا مَكْسُورَ الأَوَّلِ، بِزِيَادَةِ أَلِفٍ رَابِعَةٍ، فَتَقُولُ: كَذَبَ كِذَابًا، وَأَكْرَمَ إِكْرَامًا، وَدَحْرَجَ دِحْرَاجًا، فَحُرُوفُ الْمَصْدَرِ هِيَ حُرُوفُ الْفِعْلِ الْمَاضِي، لاَ زِيَادَةَ فِيهَا سِوَى الأَلِفِ الرَّابِعَةِ، فَأَمَّا قَوْلُهُمْ: التَّكْذِيبُ
فَسِيبَوَيْهَ يَقُولُ: إِنَّ التَّاءَ عِوَضٌ مِنْ زَوَالِ لَفْظِ التَّضْعِيفِ مِنَ الْمَصْدَرِ، وَالْيَاءُ الَّتِي قَبْلَ الآخِرِ عِوَضٌ مِنَ الأَلِفِ الرَّابِعَةِ فِي {كِذَّابًا}). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/359]
قوله تعالى: {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (29)}
قوله تعالى: {فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا (30)}
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين