العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 08:25 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي توجيه القراءات في سورة القيامة

توجيه القراءات في سورة القيامة


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 08:26 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي مقدمات سورة القيامة

مقدمات توجيه القراءات في سورة القيامة

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (سورة القيامة). [معاني القراءات وعللها: 3/105]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( (ومن سورة القيامة) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/414]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ذكر اختلافهم في سورة القيامة). [الحجة للقراء السبعة: 6/343]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (سورة القيامة). [المحتسب: 2/341]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (75 - سورة القيامة). [حجة القراءات: 735]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة القيامة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/349]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (سورة القيامة). [الموضح: 1316]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مكية). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/349]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي تسع وثلاثون آية في المدني، وأربعون في الكوفي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/349]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 08:27 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة القيامة

[ من الآية (1) إلى الآية (6) ]
{لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2) أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4) بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (5) يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (6)}

قوله تعالى: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (لا أقسم بيوم القيامة (1).
قرأ ابن كثير (لأقسم) ليس بين (لا) وبين القاف ألف.
وقرأ الباقون (لا أقسم) بألف المقسم عن نفسه.
وقال ابن مجاهد قرأت على قنبل لابن كثير "قسم " بغير ألف و(لا أقسم) بألف ولام.
وقرأ الباقون (لا أقسم)، (ولا أقسم) بألف جميعًا.
قال أبو منصور: من قرأ (لا أقسم) فهي لام التوكيد للقسم، كقولك: لأحلف بالله.
ومن قرأ (لا أقسم) ففي (لا) اختلاف، قال بعضهم: (لا) لغو، وإن كانت في أول السورة؛ لأن القرآن كلّه كالسورة الواحدة؛ لاتصال بعضه ببعضٍ، فجعلت (لا) ها هنا بمنزلة (لا) في قوله: (لئلا يعلم أهل الكتاب) المعنى: لأن يعلم.
وهو قول الكسائي.
وقال الفرّاء في قوله: (لا أقسم) (لا) ردّ كلام تقدمه، كأن القوم أنكروا البعث فقيل: لا ليس الأمر على ما ذكرتم، ثم أقسم بيوم القيامة تعظيمًا لشأنه،
[معاني القراءات وعللها: 3/105]
كأنه قال: أقسم بيوم القيامة إنكم مبعوثون.
ودل على هذا قوله: (أيحسب الإنسان ألّن نجمع عظامه (3) بلى قادرين) المعنى: بلى لنجمعنها قادرين على تسوية بنانه.
ونصب (قادرين) على الحال). [معاني القراءات وعللها: 3/106]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- [قوله تعالى: {لا أقسم بيوم القيامة} [1].
قرأ ابن كثير وحده في رواية قنبل: {لاقسم} بغير مد جعل اللام لام تأكيد، كما تقول: أقوم ثم تدخل اللام فتقول: لأقوم، والاختيار من قصد هذا لأقسمن ولأقومن، وقد روي ذلك عن الحسن أيضًا. قال: لأن الله تعالى أقسم بالنفس اللوامة هي التي تلوم نفسها يوم القيامة إن فعلت شرًا، وتلوم إن فعلت خيرًا لم لم تزدد، وإنما ذهبت من قرأ {لأقسم} بغير مد إلى أنه في المصحف بغير ألف. وقال مقاتل: لم يقسم الله تعالى في القرآن بالكافر إلا في هذه السورة فقط.
وقرأ الباقون: {لا أقسم} بالمد؛ لأن بعد «لا» ألفًا في اللفظ.
واختلف النحويون في «لا» ها هنا، فقال الكسائي وأبو عبيدة «لا» صلة زائدة، والتقدير: أقسم. وقال غيرهما: العرب لا تزيد «لا» في أول الكلمة، ولكن ها هنا رد لقوم انكروا البعث وكفروا بالتنزيل، فقال الله تعالى لا، أي: ليس كما تقولون. ثم قال: أقسم بيوم القيامة.
و«لا» تنقسم أربعين قسمًا قد أفردت له كتابا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/414]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن كثير فيما قرأت على قنبل: لأقسم بيوم القيامة بغير ألف، ولا أقسم [2] بألف.
وكلّهم قرأ: لا أقسم ولا أقسم بألف.
قال أبو علي: من قرأ: لا أقسم بيوم القيامة كانت لا* على قوله صلة، كالتي في قوله: لئلا يعلم أهل الكتاب [الحديد/ 29] فإن قلت: فإن لا* وما* والحروف التي تكون زوائد إنما تكون بين كلامين كقوله: مما خطيئاتهم [نوح/ 25] وفبما رحمة [آل عمران/ 159] وفبما نقضهم [النساء/ 155] ولا تكاد تزاد أولا.
فقد قالوا: إن مجاز القرآن مجاز الكلام الواحد والسورة الواحد، قالوا: والذي يدلّ على ذلك أنه قد يذكر الشيء في سورة فيجيء جوابه في سورة أخرى كقوله:
وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون
[الحجر/ 6]، جاء جوابه في سورة أخرى. فقال:
ما أنت بنعمة ربك بمجنون [القلم/ 2]، فلا فصل على هذا بين
[الحجة للقراء السبعة: 6/343]
قوله: لئلا يعلم أهل الكتاب [الحديد/ 29] وبين قوله: لا أقسم بيوم القيامة [القيامة/ 1]، وقد حمل ما* على الزيادة فيما أنشده أبو زيد:
ما مع أنّك يوم الورد ذو جرز ضخم الدسيعة بالسّلمين وكّار ما كنت أوّل ضبّ صاب تلعته غيث وأخطأه جدب وإضرار فهذا ما جاء فيه زائدا في أول البيت، فأما قول ابن كثير:
لاقسم بيوم القيامة، فإن اللام يجوز أن تكون التي يصحبها إحدى النونين في أكثر الأمر، وقد حكى ذلك سيبويه وأجازه، وكما لم تلحق النون مع الفعل في الآي، كذلك لم تلحق اللام مع النون في نحو قول الشاعر:
وقتيل مرّة أثأرن فإنه فرغ وإنّ أخاهم لم يثأر
[الحجة للقراء السبعة: 6/344]
ويجوز أن تكون اللام لحقت فعل الحال، فإذا كان المثال للحال لم تسبقه النون، لأن هذه النون لم تلحق الفعل في أكثر الأمر إنما هي للفصل بين فعل الحال والفعل الآتي، وقد يمكن أن تكون لا* ردّا لكلام.
وزعموا أن الحسن قرأ: لأقسم وقرأ: لا أقسم وقال: أقسم بالأولى ولم يقسم بالثانية. وحكي نحو ذلك عن ابن أبي إسحاق أيضا). [الحجة للقراء السبعة: 6/345] (م)
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرأ الحسن: [لَأُقْسِمُ]، بغير ألف، و{لا أُقْسِمُ}، بألف.
وروى عنه بغير ألف فيهما جميعا، والألف فيهما جميعا.
قال أبو الفتح: حكى أبو حاتم عن الحسن أنه قال: أقسم بالأولى، ولم يقسم بالثانية.
قال أبو حاتم: وكذلك زعم خارجة عن ابن أبي إسحاق: يقسم بيوم القيامة، ولا يقسم بالنفس اللوامة. ورواها أبو حاتم أيضا عن أبي عمرو وعيسى مثل ذلك.
وينبغي أن تكون هذه اللام لام الابتداء، أي: لأنا أقسم بيوم القيامة، وحذف المبتدأ للعلم به، على غرة حال الحذف والتوكيد. فهذا هو الذي ينبغي أن يحتمل عليه هذه القراءة، ولا ينبغي أن يكون أراد النون للتوكيد؛ لأن تلك تختص بالمستقبل، لأن الغرض إنما هو الآن مقسم لا أنه سيقسم فيما بعد، ولذلك حملوه على زيادة "لا"، وقالوا: معناه أقسم بيوم القيامة، أي: أيا مقسم الآن، ولأن حذف النون هنا ضعيف خبيث). [المحتسب: 2/341] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لا أقسم بيوم القيامة}
قرأ ابن كثير (لأقسم بيوم القيامة) بغير ألف يجعل اللّام لام تأكيد المعنى أقسم بيوم القيامة كما تقول أقوم ثمّ تدخل اللّام فتقول لأقوم روي عن الحسن أنه على هذه القراءة قال إن الله تعالى أقسم بيوم القيامة ولم يقسم بالنّفس اللوامة
وقرأ الباقون لا أقسم بالألف واختلف النّحويين في {لا} فقال الكسائي وأبو عبيد {لا} صلة زائدة والتّقدير أقسم بيوم القيامة و{لا} على قولهما صلة كالّتي في قوله {لئلّا يعلم أهل الكتاب} والمعنى لأن يعلم فإن قلت لا وما والحروف الّتي تكون زوائد إنّما تكون بين كلامين كقوله (ممّا خطاياهم) وقوله {فبما رحمة من الله} ولا تكاد تزاد أولا فقد قالوا إن مجاز القرآن مجاز الكلام الواحد والسورة الواحدة قالوا والّذي يدل على ذلك أنه قد يذكر الشّيء في سورة ويجيء جوابه في سورة أخرى كقوله {وقالوا يا أيها الّذي نزل عليه الذّكر إنّك لمجنون} جاء جوابه في سورة أخرى فقال
[حجة القراءات: 735]
{ما أنت بنعمة ربك بمجنون} وقال الفراء العرب لا تزيد لا في أول الكلمة ولكن {لا} في ها هنا رد لكلام كأنّهم أنكروا البعث فقيل ليس الأمر على ما ذكرتم أقسم بيوم القيامة). [حجة القراءات: 736]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {لا أقسم} قرأه قنبل بهمزة بعد اللام، من غير ألف، وقرأ الباقون بألف بعد اللام، وبهمزة قبل القاف.
وحجة من قرأ بغير ألف بعد اللام أنه جعل اللام لام قسم دخلت على {أقسم}، وجعل {أقسم} حالًا، وإذا كان حالًا لم تلزمه النون؛ لأن النون المشددة إنما تدخل لتأكيد القسم، ولتؤذن بالاستقبال، فإذا لم يكن الفعل للاستقبال جاز ترك دخول النون فيه، ويجوز أن يكون الفعل للاستقبال، لكن جاز حذف النون، وإبقاء اللام كما أجازوا حذف اللام، وإبقاء النون كما قال:
وقتيل مرة أنارن فإنه = فرغ وإن أخاكم لم يثأر
وأكثر ما يجوز هذا في الشعر، وقد أجاز سيبويه حذف النون التي تصحب اللام في القسم، وهو قليل.
2- وحجة من قرأ بإثبات الألف بعد اللام أنه جعل {لا} زائدة صلة، كزيادتها في قوله: {ما منعك ألا تسجد} «الأعراف 12»، وفي قوله: {لئلا يعلم أهل الكتاب} «الحديد 29» فالمعنى: أقسم بيوم القيامة ولا أقسم، فـ {لا} الثانية للنفي غير زائدة، والأولى زائدة صلة، وفي زيادة {لا} في أول الكلام نظر، لكن يجوز، على تأويل، أن القرآن كله كالسورة الواحدة، ألا ترى أن الشيء يُذكر في سورة ويأتي الجواب عنه في سورة أخرى، ألا ترى أنه قوله: {وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون}
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/349]
«الحجر 6» جوابه: {ما أنت بنعمة ربك بمجنون} «القلم 2» فـ {لا} كالمتوسطة، وقيل: لا، في أول هذه السورة رد لكلامٍ متقدم في سورة أخرى، و{أقسم} مبتدأ به غير منفي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/350]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {لأُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [آية/ 1] بغير ألف:-
قرأها ابن كثير ل-.
والوجه أنه إيجاب لا نفي، وأصله لأقسمن، فحذف النون وأبقى اللام.
ويجوز أن تكون اللام هي التي تلحق فعل الحال، وإذا كان الفعل للحال لم تلحقه النون.
وقرأ الباقون {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} بألف بعد {لَا}.
والوجه أن {لَا} زيادة، ومعناه أقسم، كقوله تعالى {لِئَلَّا يَعْلَمَ} أي ليعلم. وكقول الشاعر
177- أفعنك لا برق كأن وميضه = غاب تشيمه ضرام مثقب
[الموضح: 1316]
أي أفعنك برق.
ويجوز أن تكون {لا} ردًا لكلام سابق، كأنه قال: ليس الأمر على ما تدعونه أيها الكفار من إنكاركم إحياء الموتى، ثم قال: أقسم بيوم القيامة. وقيل أصله لأقسم كالقراءة الأولى، لكنه أشجع فتحة اللام فحصل منها ألف، فبقي {لا أَقْسَمُ} والمعنى على الإيجاب.
ولم يختلفوا في الثاني أنه {لا أَقْسَمُ} بالألف.
وقال الحسن: أقسم بالأولى ولم يقسم بالثانية). [الموضح: 1317]

قوله تعالى: {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن كثير فيما قرأت على قنبل: لأقسم بيوم القيامة بغير ألف، ولا أقسم [2] بألف.
وكلّهم قرأ: لا أقسم ولا أقسم بألف.
قال أبو علي: من قرأ: لا أقسم بيوم القيامة كانت لا* على قوله صلة، كالتي في قوله: لئلا يعلم أهل الكتاب [الحديد/ 29] فإن قلت: فإن لا* وما* والحروف التي تكون زوائد إنما تكون بين كلامين كقوله: مما خطيئاتهم [نوح/ 25] وفبما رحمة [آل عمران/ 159] وفبما نقضهم [النساء/ 155] ولا تكاد تزاد أولا.
فقد قالوا: إن مجاز القرآن مجاز الكلام الواحد والسورة الواحد، قالوا: والذي يدلّ على ذلك أنه قد يذكر الشيء في سورة فيجيء جوابه في سورة أخرى كقوله:
وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون
[الحجر/ 6]، جاء جوابه في سورة أخرى. فقال:
ما أنت بنعمة ربك بمجنون [القلم/ 2]، فلا فصل على هذا بين
[الحجة للقراء السبعة: 6/343]
قوله: لئلا يعلم أهل الكتاب [الحديد/ 29] وبين قوله: لا أقسم بيوم القيامة [القيامة/ 1]، وقد حمل ما* على الزيادة فيما أنشده أبو زيد:
ما مع أنّك يوم الورد ذو جرز ضخم الدسيعة بالسّلمين وكّار ما كنت أوّل ضبّ صاب تلعته غيث وأخطأه جدب وإضرار فهذا ما جاء فيه زائدا في أول البيت، فأما قول ابن كثير:
لاقسم بيوم القيامة، فإن اللام يجوز أن تكون التي يصحبها إحدى النونين في أكثر الأمر، وقد حكى ذلك سيبويه وأجازه، وكما لم تلحق النون مع الفعل في الآي، كذلك لم تلحق اللام مع النون في نحو قول الشاعر:
وقتيل مرّة أثأرن فإنه فرغ وإنّ أخاهم لم يثأر
[الحجة للقراء السبعة: 6/344]
ويجوز أن تكون اللام لحقت فعل الحال، فإذا كان المثال للحال لم تسبقه النون، لأن هذه النون لم تلحق الفعل في أكثر الأمر إنما هي للفصل بين فعل الحال والفعل الآتي، وقد يمكن أن تكون لا* ردّا لكلام.
وزعموا أن الحسن قرأ: لأقسم وقرأ: لا أقسم وقال:
أقسم بالأولى ولم يقسم بالثانية. وحكي نحو ذلك عن ابن أبي إسحاق أيضا). [الحجة للقراء السبعة: 6/345] (م)
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرأ الحسن: [لَأُقْسِمُ]، بغير ألف، و{لا أُقْسِمُ}، بألف.
وروى عنه بغير ألف فيهما جميعا، والألف فيهما جميعا.
قال أبو الفتح: حكى أبو حاتم عن الحسن أنه قال: أقسم بالأولى، ولم يقسم بالثانية.
قال أبو حاتم: وكذلك زعم خارجة عن ابن أبي إسحاق: يقسم بيوم القيامة، ولا يقسم بالنفس اللوامة. ورواها أبو حاتم أيضا عن أبي عمرو وعيسى مثل ذلك.
وينبغي أن تكون هذه اللام لام الابتداء، أي: لأنا أقسم بيوم القيامة، وحذف المبتدأ للعلم به، على غرة حال الحذف والتوكيد. فهذا هو الذي ينبغي أن يحتمل عليه هذه القراءة، ولا ينبغي أن يكون أراد النون للتوكيد؛ لأن تلك تختص بالمستقبل، لأن الغرض إنما هو الآن مقسم لا أنه سيقسم فيما بعد، ولذلك حملوه على زيادة "لا"، وقالوا: معناه أقسم بيوم القيامة، أي: أيا مقسم الآن، ولأن حذف النون هنا ضعيف خبيث). [المحتسب: 2/341] (م)

قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3)}
قوله تعالى: {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4)}
قوله تعالى: {بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (5)}
قوله تعالى: {يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (6)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 08:30 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة القيامة

[ من الآية (7) إلى الآية (19) ]
{فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10)كَلَّا لَا وَزَرَ (11) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12) يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13) بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15) لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) }

قوله تعالى: {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فإذا برق البصر)
قرأ نافع " برق " بفتح الراء.
وكذلك روى أبان عن عاصم (برق) كقراءة نافع وقرأ الباقون " برق) بكسر الراء.
قال أبو منصور: من قرأ (برق البصر) فهو من برق يبرق بريقا، ومعناه: شخص فلا يطرف من شدة الفزع الأكبر
ومن قرأ (برق البصر) بكسر الراء فمعناه: تحيّر، يقال: برق الرجل يبرق برقًا، إذا رأى البرق فتحير كما يقال: أسد الرجل، إذا رأى الأسد فتحير وبقر، إذا رأى بقرا كثيرًا فتحير). [معاني القراءات وعللها: 3/106]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {فإذا برق البصر} [7].
قرأ نافع وحده: {برق} بفتح: الراء.
والباقون بالكسر. واحتجوا بأن {برق} لا يكون إلا في الضوء. يقال برق أي: لمع، وبرق الحنظل وغيره. فأما برق فمعناه: تحير،
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/414]
قال الشاعر:
لما أتاني ابن صبيح راغبًا = أعطيته عيساء منها فبرق
أي: تحير. ومثله بعل وذهب.
حدثني ابن مجاهد قال: حدثنا اسماعيل عن محمد بن إسحق البلخي قال: حدثنا عمرو بن مضارب قال: سمعت الحسن يقرأ: {فإذا برق البصر} فقلت: خالفت عالم الله فقال: أخطأ عالم الله. قال أهل اللغة: برق وبرق لغتان، يقال للميت إذا شخص: قد برق بصره. وخسف القمر يعني قمر العين، وهو ضوؤها). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/415]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ نافع وعاصم في رواية أبان: برق البصر [القيامة/ 7] بفتح الراء.
وقرأ الباقون وعاصم: برق بكسر الراء.
حكي عن هارون قال: سألت أبا عمرو فقال: برق بالكسر يعني: جاء، وسألت ابن أبي إسحاق فقال: برق*، وقال أبو عبيدة:
برق البصر: إذا شقّ وأنشد:
لمّا أتاني ابن عمير راغبا أعطيته عيساء منها فبرق وقال أبو الحسن: المكسورة في كلام العرب أكثر، والمفتوحة لغة. قال قتادة: برق البصر: شخص البصر). [الحجة للقراء السبعة: 6/345]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فإذا برق البصر}
قرأ نافع {فإذا برق البصر} بفتح الرّاء أي شخص إذا فتح عينيه عند الموت كذا قال الفراء وقال آخرون برق لمع بصره
وقرأ الباقون {برق} بالكسر أي تحير وقال الفراء برق فزع قال وأنشدني بعض العرب:
وداو الكلوم ولا تبرق
أي لا تفزع من هول الجراح). [حجة القراءات: 736]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {فإذا برق} قرأه نافع بفتح الراء على معنى «لمع وشخص» عند الموت أو عند البعث، وقرأ الباقون بكسر الراء، على معنى «حار وفزع البصر عند البعث» وقيل: عند الموت. وقوله: {وخسف القمر. وجمع الشمس والقمر. يقول الإنسان يومئذٍ أين المفر} «8 - 10» وما بعده يدل على أن ذلك يكون يوم القيامة، وقيل: هما لغتان بمعنى «حار»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/350]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ} [آية/ 7] بفتح الراء:-
قرأها نافع وحده.
وقرأ الباقون {بَرِقَ} بكسر الراء.
والوجه فيهما أن برق وبرق بالفتح والكسر لغتان: إذا حار البصر، والمكسورة أكثر، وقال بعضهم: برق البصر بالفتح إذا شخص فلم يطرف، وبرق بالكسر إذا تحير من الفزع). [الموضح: 1317]

قوله تعالى: {وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8)}
قوله تعالى: {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9)}
قوله تعالى: {يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- [وقوله تعالى]: {يقول الإنسان يومئذ أين المفر} [10].
قرأ القراء السبعة بفتح الفاء.
وقرأ ابن عباس: {أين المفر} بالكسر. قال الفراء: المفر والمفر والمدب والمدب بمعنى واحد، يقال: المفر بالفتح: المصدر، وهو الفرار، والمفر الذي يفر إليه.
وحدثني ابن مجاهد: قال: حدثنا موسى بن هارون عن عبد الرحمن بن أبي حماد عن يحيي بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن مجاهد عن ابن عباس
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/415]
{أين المفر} بكسر الفاء. قال ابن عباس: يعني الهرب {كلا لا وزر} أي: لا ملجأ يلجأون إليه. ويقال: الوزر: جبل بمكة. وكانت العرب تلجأ إليه عند الشدائد فخبرهم الله أن لا حصن لهم، ولا مفر ولا مفر ولا ملجأ من الله إلا إليه.
وأخبرني أبو العباس بن زريق عن عبد الله بن سفيان قال: تقولك العرب: «لكل داخل برقة»، أي: دهشة.
قال أبو عبد الله: وهو من قول الله تعالى: {فإذا برق البصر} أي: دهش وتحير). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/416]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن عباس وعكرمة وأيوب السختياني والحسن: [الْمَفِرّ].
وقرأ: [الْمَفَرّ] الزهري.
قال أبو الفتح: {الْمَفَرّ}، بفتح الميم، والفاء - المصدر، أين الفرار. و[الْمَفِرّ] - بفتح
[المحتسب: 2/341]
الميم، وكسر الفاء-: الموضع الذي يفر إليه. [والْمِفَرُّ] - بكسر الميم، وفتح الفاء-: الإنسان الجيد الفرار، كقولهم: رجل مطعن ومضرب، أي: مطعان ومضراب. قال:
مكر مفر مقبل مدبر معا
معناه: أين الإنسان الجيد الفرار؟ ولن ينجو من ذلك، لا أن هناك مطمعا في الحياة). [المحتسب: 2/342]

قوله تعالى: {كَلَّا لَا وَزَرَ (11)}
قوله تعالى: {إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12)}
قوله تعالى: {يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13)}
قوله تعالى: {بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14)}
قوله تعالى: {وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15)}
قوله تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16)}
قوله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (17)}
قوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (18)}
قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 08:33 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة القيامة

[ من الآية (20) إلى الآية (40) ]
{كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ (21) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25)كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30) فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (31) وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32) ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33) أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (35) أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39) أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40)}


قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (كلّا بل يحبّون العاجلة (20) ويذرون الآخرة (21)
قرأ ابن كثيرٍ وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب " كلا بل يحبون العاجلة ويذرون الآخرة " بالياء فيهما.
وقرأ الباقون بالتاء فيهما.
قال أبو منصور: التاء للخطاب "، والياء للغيبة). [معاني القراءات وعللها: 3/106] (م)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {بل تحبون العاجلة} [20].
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر: {بل يحبون ... ويذرون} [20، 21] بالياء ردا على الإنسان.
وقرأ الباقون بالتاء على الخطاب أي: قل لهم يا محمد: {بل تحبون} هذه العاجلة الفانية {وتذرون الآخرة} الباقية، ثم وصف تعالى المؤمن والكافر على أثرها فقال: {وجوه يومئذ ناضرة} [22] أي: مشرقة حسنة {إلى ربها ناظرة} [23]، {ووجوه يومئذ باسرة} [24] أي: كالحة من قوله: {عبس وبسر} {تظن أن يفعل بها فاقرة} [25].
قال أبو عبد الله: ذكر الخليل في كتاب «العين» قال عبس
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/416]
الرجل، فإن أبدي عن أسنانه قيل: كلح، فإن اهتم لذلك قيل: بسر فإن عضب قيل: بسل، فإن زوي عن عينيه فهو قاطب، يقال: قطب ما بين عينيه وقبط). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/417] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن كثير وأبو عمرو: بل تحبون [القيامة/ 20]،
[الحجة للقراء السبعة: 6/345]
وتذرون [القيامة/ 21] بالتاء جميعا، وقرأ الباقون: بالياء جميعا.
يحبون: أي: هم يحبّون ويذرون، والتاء على: قل لهم: بل تحبّون وتذرون. قال أبو علي: الياء على ما تقدّم من ذكر الإنسان، والمراد به الكثرة، والياء حسن لتقدّم الذكر، وليس المراد به واحدا، وإنما المراد الكثرة والعموم لقوله: إن الإنسان خلق هلوعا [المعارج/ 19]، ثم قال: إلا المصلين [المعارج/ 22] ). [الحجة للقراء السبعة: 6/346]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({كلا بل تحبون العاجلة * وتذرون الآخرة} 21 20
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر (كلا بل يحبون العاجلة * ويذرون الآخرة) بالياء وحجتهم أنه ذكر قبل ذلك الإنسان فقال {ينبأ} الإنسان يومئذٍ {بل الإنسان على نفسه بصيرة} 1413 والإنسان في هذا الوضع في معنى النّاس فأخرجوا الخبر عنهم إذ كان ذلك في سياق الخبر عنهم ليأتلف الكلام على نظام واحد
وقرأ الباقون {بل تحبون} {وتذرون} بالتّاء على الخطاب أي
[حجة القراءات: 736]
قل لهم يا محمّد بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة الباقية ثمّ وصف المؤمن والكافر على إثرها). [حجة القراءات: 737] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {بل تحبون العاجلة * وتذرون} قرأهما الكوفيون ونافع بالتاء على الخطاب، على معنى: قل لهم يا محمد: بل تحبون العاجلة وتذرون، وقرأ الباقون بالياء فيهما، على الغيبة، ردوه على لفظ الغيبة المتقدم الذكر، وهو قوله: {ينبأ الإنسان} «13»، و{الإنسان} في هذه اللفظة واحد يُراد به الجمع، لأنه اسم للجنس، وروى أبو سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: «يحبون ويذرون ويحبون المال ويأكلون التراث ويحضون»
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/350]
كلها بالياء، وقد ذكرنا {من راق} «27»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/351] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {بَلْ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ} [آية/ 20 و21] بالياء فيهما:-
قرأهما ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب.
والوجه أنه على معنى هم يحبون العاجلة ويذرون الآخرة، وضمير الجمع يعود إلى {الْإِنْسَانُ}، وهو يراد به الكثرة والعموم، كقوله {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا}، ثم قال {إِلَّا الْمُصَلِّينَ}، فاستثنى منه جماعة، فلولا حصول معنى العموم في الإنسان لما جاز استثناء جماعة منه؛ لأن الاستثناء إخراج بعض من كل.
وقرأ الباقون {تُحِبُّونَ} {وَتَذَرُونَ} بالتاء فيهما.
والوجه أنه على معنى قل، أي قل لهم: بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة). [الموضح: 1318] (م)

قوله تعالى: {وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ (21)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (كلّا بل يحبّون العاجلة (20) ويذرون الآخرة (21)
قرأ ابن كثيرٍ وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب " كلا بل يحبون العاجلة ويذرون الآخرة " بالياء فيهما.
وقرأ الباقون بالتاء فيهما.
قال أبو منصور: التاء للخطاب "، والياء للغيبة). [معاني القراءات وعللها: 3/106] (م)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {بل تحبون العاجلة} [20].
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر: {بل يحبون ... ويذرون} [20، 21] بالياء ردا على الإنسان.
وقرأ الباقون بالتاء على الخطاب أي: قل لهم يا محمد: {بل تحبون} هذه العاجلة الفانية {وتذرون الآخرة} الباقية، ثم وصف تعالى المؤمن والكافر على أثرها فقال: {وجوه يومئذ ناضرة} [22] أي: مشرقة حسنة {إلى ربها ناظرة} [23]، {ووجوه يومئذ باسرة} [24] أي: كالحة من قوله: {عبس وبسر} {تظن أن يفعل بها فاقرة} [25].
قال أبو عبد الله: ذكر الخليل في كتاب «العين» قال عبس
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/416]
الرجل، فإن أبدي عن أسنانه قيل: كلح، فإن اهتم لذلك قيل: بسر فإن عضب قيل: بسل، فإن زوي عن عينيه فهو قاطب، يقال: قطب ما بين عينيه وقبط). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/417] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({كلا بل تحبون العاجلة * وتذرون الآخرة} 21 20
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر (كلا بل يحبون العاجلة * ويذرون الآخرة) بالياء وحجتهم أنه ذكر قبل ذلك الإنسان فقال {ينبأ} الإنسان يومئذٍ {بل الإنسان على نفسه بصيرة} 1413 والإنسان في هذا الوضع في معنى النّاس فأخرجوا الخبر عنهم إذ كان ذلك في سياق الخبر عنهم ليأتلف الكلام على نظام واحد
وقرأ الباقون {بل تحبون} {وتذرون} بالتّاء على الخطاب أي
[حجة القراءات: 736]
قل لهم يا محمّد بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة الباقية ثمّ وصف المؤمن والكافر على إثرها). [حجة القراءات: 737] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {بل تحبون العاجلة * وتذرون} قرأهما الكوفيون ونافع بالتاء على الخطاب، على معنى: قل لهم يا محمد: بل تحبون العاجلة وتذرون، وقرأ الباقون بالياء فيهما، على الغيبة، ردوه على لفظ الغيبة المتقدم الذكر، وهو قوله: {ينبأ الإنسان} «13»، و{الإنسان} في هذه اللفظة واحد يُراد به الجمع، لأنه اسم للجنس، وروى أبو سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: «يحبون ويذرون ويحبون المال ويأكلون التراث ويحضون»
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/350]
كلها بالياء، وقد ذكرنا {من راق} «27»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/351] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {بَلْ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ} [آية/ 20 و21] بالياء فيهما:-
قرأهما ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب.
والوجه أنه على معنى هم يحبون العاجلة ويذرون الآخرة، وضمير الجمع يعود إلى {الْإِنْسَانُ}، وهو يراد به الكثرة والعموم، كقوله {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا}، ثم قال {إِلَّا الْمُصَلِّينَ}، فاستثنى منه جماعة، فلولا حصول معنى العموم في الإنسان لما جاز استثناء جماعة منه؛ لأن الاستثناء إخراج بعض من كل.
وقرأ الباقون {تُحِبُّونَ} {وَتَذَرُونَ} بالتاء فيهما.
والوجه أنه على معنى قل، أي قل لهم: بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة). [الموضح: 1318] (م)

قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (ثم وصف تعالى المؤمن والكافر على أثرها فقال: {وجوه يومئذ ناضرة} [22] أي: مشرقة حسنة {إلى ربها ناظرة} [23] ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/417] (م)

قوله تعالى: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)}
قوله تعالى: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ({ووجوه يومئذ باسرة} [24] أي: كالحة من قوله: {عبس وبسر} {تظن أن يفعل بها فاقرة} [25].
قال أبو عبد الله: ذكر الخليل في كتاب «العين» قال عبس
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/416]
الرجل، فإن أبدي عن أسنانه قيل: كلح، فإن اهتم لذلك قيل: بسر فإن عضب قيل: بسل، فإن زوي عن عينيه فهو قاطب، يقال: قطب ما بين عينيه وقبط). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/417] (م)

قوله تعالى: {تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25)}
قوله تعالى: {كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26)}
قوله تعالى: {وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وقيل من راقٍ (27).
قرأ حفص عن عاصم (وقيل من) ويقف، ثم يبتدئ (راقٍ)، ما قطعها غيره.
[معاني القراءات وعللها: 3/106]
وقرأ الباقون (وقيل من راقٍ) بلا وقف بينهما.
قال أبو منصور: من وقف أراد إبانة النون من (من).
وقيل في تفسير (من راقٍ)، أي: من يرقى بروحه، أملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب؟.
وقيل: معنى (من راقٍ): من يشفى من هذه الحال.
وفيه قوله ثالث: إن هذا يقال عند اليأس، أي: من يقدر على أن يرقى من الموت، على جهة الجحد.
والمعنى: أنه لا يقدر أحد على أن يرقي من الموت.
والعرب تقول من الرّقية: رقى يرقى.
ومن الرّقي، وهو الصعود رقى يرقى رقيًّا فهو راقٍ فيهما والله أعلم بما أراد). [معاني القراءات وعللها: 3/107]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {كلا إذا بلغت التراقي وقيل من راق} [27].
قرأ عاصم في رواية حفص: {وقيل من} يسكت سكتة فيقطع ثم يبتدئ {راق} وهو يصل أعلامًا أن «من» منفصلة من الراق. ومعناه هل من مداو من الرقية.
وقال آخرون: هل من راق أي: من يرقي، والمعنى واحد.
وقال آخرون: راق من الرقي أي: من ترقي روحه إلى السماء.
وسمعت ابن مجاهد غير مرة يقرأ في الصلاة هذه السورة فيتعمد الوقف على قوله: {التراقي} بالياء ويثبتها). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/417]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (حفص وقنبل: من راق [القيامة/ 27] يقف على من ويبتدئ: راق ولم يقطعها غيره، وكأنه في ذلك يصل.
قال غير أحمد: لم يتعمّد الوقف على من راق وبل ران [المطفّفين/ 14] مظهري النون واللام غير عاصم.
قال أبو علي: لا أعرف وجه ذلك، وقيل: التمسوا الأطبّاء فلم يغنوا عنهم من قضاء الله شيئا). [الحجة للقراء السبعة: 6/346]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وقيل من راق} 27
قرأ حفص {وقيل من راق} بإظهار النّون إعلاما أن من منفصلة من الرّاء المعنى هل من مداو
وقرأ الباقون بالإدغام لقرب النّون من الرّاء). [حجة القراءات: 737]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {مَنْ رَاقٍ} {آية/ 27] بوقفة على {مَنْ}، والابتداء براق:-
رواها ص- عن عاصم.
والوجه أن هذه الوقفة مع إشكالها على كثير من العلماء يمكن أن تكون لأجل أن لا تجتمع النون مع الراء فيدغم أحدهما في الآخر؛ لأن النون قد تدغم في الراء كما تدغم اللام فيه، نحو قوله تعالى {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ}، فوقف ص- على النون لئلا يحصل الإدغام، فإن الحرفين
[الموضح: 1318]
ليسا بمثلين وهما من كلمتين.
وقرأ الباقون {مَنْ رَاقٍ} بغير وقفة بينهما.
والوجه أن النون تلي الراء؛ لأن الكلمتين متصلة إحداهما بالأخرى، والموضع ليس بموضع وقف، فالأصل أن لا يوقف على {مَنْ}؛ لأن {مَنْ} مع {رَاقٍ} جملة هي ابتداء وخبر، فلا بد لأحدهما من الآخر.
ومعنى {رَاقٍ}: هل من طبيب يرقي؟ وقيل: من يرقى بروحه إلى السماء أملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب؟). [الموضح: 1319]

قوله تعالى: {وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن عباس: [وَأيْقَنَ أَنَّهُ الْفِرَاقُ]، وقال ابن عباس في تفسيره: ذهب الظن.
قال أبو الفتح: ينبغي أن يحسن الظن بابن عباس، فيقال: إنه أعلم بلغة القوم من كثير من علمائهم، ولم يكن ليخفى عليه أن ظننت قد تكون بمعنى علمت، كقوله:
فقلت لهم ظنوا بألفي مدجج ... سراتهم في الفارسي المسرد
أي: أيقنوا بذلك وتحققوه، لكنه أراد لفظ اليقين الذي لا يستعمل في الشك، وكأنه قال: ذهب اللفظ الذي يصلح للشك، وجاء اللفظ الذي هو تصريح باليقين. إلى هذا ينبغي أن يذهب بقوله، والله أعلم). [المحتسب: 2/342]

قوله تعالى: {وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ({والتفت الساق بالساق} [29] أي: شدة أمر الدنيا بشدة أمر الآخرة وقال آخرون: التفاف ساقي المرء عند نزع الروح، ولقد كان عليهما جوالا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/417]

قوله تعالى: {إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30)}
قوله تعالى: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (31)}
قوله تعالى: {وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32)}
قوله تعالى: {ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33)}
قوله تعالى: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34)}
قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (35)}
قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36)}
قوله تعالى: {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (من منيٍّ يمنى (37).
قرأ حفص والمفضل عن عاصم، ويعقوب (من منيٍّ يمنى) بالياء.
وقرأ الباقون (من منيٍّ تمنى) بالتاء.
قال أبو منصور: من قرأ (يمنى) بالياء ذهب به إلى المني، وهو مذكر.
ومن قرأ (تمنى) بالتاء رده إلى النطفة، وأصل النطفة في كلام العرب: المويهة القليلة.
وكذلك قيل لمني الرجل: نطفة. وأصله من نطف الماء ينطف، إذا قطر، نطفانًا). [معاني القراءات وعللها: 3/107]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {من مني يمنى} [37].
قرأ ابن عامر وحفص عن عاصم بالياء.
وقرأ الباقون بالتاء. والتاء للنطفة، والياء للمني مثله و{يساقط} الياء للجذع والتاء للنخلة، ومثله {يغلي} و{تغلي} الياء للمهل والتاء للشجرة، ومثله {ليحصنكم} و{لتحصنكم} الياء
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/417]
للبوس، والتاء للصنعة. والمني مشدد الياء، وهو الماء الدافق الذي يكون منه الولد، ويقال: أمني الرجل. فأما المذي والودي فبالتخفيف. فالمذي: ما يكون عن القبلة، وربما كان بغير ذلك. تقول العرب: «كل فحل يمذي وكل أنثى تقذي» والوذي: ما يخرج بعد البول ويجب من هذين الوضوء، ويجب من الأول الأول الغسل). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/418]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن كثير ونافع وعاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي: من مني تمنى [القيامة/ 37] وروى حفص عن عاصم: يمنى بالياء، وكذلك المفضّل عن عاصم، وقرأ ابن عامر: يمنى بالياء.
وروى علي بن نصر واليزيدي وعبد الوارث والنصر بن شميل عن هارون عن أبي عمرو وعبيد عن هارون عن أبي عمرو تمنى* بالتاء.
وروى أبو زيد بالتاء والياء، وقال عباس: سألت أبا عمرو فقرأ
[الحجة للقراء السبعة: 6/346]
من مني تمنى بالتاء، وقال: من نطفة إذا تمنى [النجم/ 46].
من قال: من مني تمنى حمله على النطفة: ألم يك نطفة تمنى من منيّ، ومن قال: يمنى حمله على المنيّ كأنه: من منيّ يمنى، أي: يقدّر خلق الإنسان وغيره منها. قال:
منت لك أن تلقى ابن هند منية وفارس ميّاس إذا ما تلبّبا وقال أخر:
لعمر أبي عمرو لقد ساقه المنا إلى جدث يوزى له بالأهاضب أي: ساقه القدر، وزعموا أنه لم يختلف في قوله: وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى من نطفة إذا تمنى [النجم/ 46] وفي هذا دلالة على أن قوله: ألم يك نطفة من مني تمنى [القيامة/ 37] أي تمنى النطفة، فيجب إلحاق علامة التأنيث والفعل لوضوح ذلك بالآية الأخرى التي في سورة النجم). [الحجة للقراء السبعة: 6/347]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ألم يك نطفة من مني يمنى} 37
قرا حفص {من مني يمنى} بالياء وقرأ الباقون بالتّاء فمن قرأ {يمنى} فللفظ مني ومن قرأ بالتّاء فللفظ {نطفة}). [حجة القراءات: 737]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (5- قوله: {من مني يمنى} قرأه حفص بالياء، رده على تذكير «المني» فجعل الفعل لـ «المني»، وقرأ الباقون بالتاء على تأنيث «النطفة» جعلوا الفعل لـ «النطفة»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/351]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {مَنِيٍّ يُمْنَى} [آية/ 37] بالياء:-
قرأها عاصم ص- ويعقوب.
والوجه أنه محمول على {مَنِيٍّ} وصفة له، وتذكير الفعل المضارع أعني {يُمْنَى} إنما هو لأجل تذكير المني، والصفة على هذا تتبع الموصوف وتتلوه ولا يحجز بينهما شيء، فهو أقوى.
وقرأ الباقون {تُمْنَى} بالتاء.
والوجه أن التأنيث للنطفة؛ لأن قوله {تُمْنَى} على هذا صفة {نُطْفَة
[الموضح: 1319]
لأنها هي التي أخبر تعالى أن الإنسان خلق منها، فالصفة بهذه أليق، إلا أن النطفة إذا وصفت بأنها من {مَنِيّ}، فصفة المني راجعة إلى النطفة، وقد جاء وصف النطفة أيضًا بأنها تمنى في قوله تعالى {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (45) مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى (46)}.
ومعنى {تُمْنَى}: تصب، يقال أمنى الرجل يمني إمناء، وأصله من مني إذا قدر). [الموضح: 1320]

قوله تعالى: {ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38)}
قوله تعالى: {فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39)}
قوله تعالى: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40)}

قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله تعالى: {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى} [40].
بياءين الأولي مكسورة، فلذلك صعب اللفظ بها، والياء الثانية مفتوحة وهو اتفاق السبعة وغيرهم. وإنما ذكرته؛ لأن البصريين زعموا أن إدغامه لحن في العربية، وليس لحنًا عندي وقد حكاه الفراء {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتي} لأن كسرة الياء الأولي تنقل إلى الحاء وتدغم الياء في الياء، وكان رسول الله عليه السلام إذا قرأ: {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى} قال:- سبحانك فبلى. وكذلك {أليس الله بأحكم الحاكمين} سبحانك فبلي. وإنما استحب للقارئ أن يفعل ذلك في الصلاة وغيرها، وكذلك رأيت المشيخة ممن أثق بهم يفعلون ذلك كذلك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/418]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة طلحة بن سليمان: [أَنْ يُحْيِيِ الْمَوْتَى]، ساكنة
[المحتسب: 2/342]
قال أبو الفتح: معنى قول ابن مجاهد: أنه قرأ على سكون الياء من [يُحْيِيِ]، على لغة من قال:
يا دار هند عفت إلا أثافيها
فأسكن الياء في موضع النصب، لا أن الياء في قوله: {يُحْيِيَ الْمَوْتَى} ساكنة، وذلك أنه لا ياء هناك في اللفظ أصلا، لا ساكنة ولا متحركة؛ لأنها قد حذفت لسكونها وسكون اللام من [الموتى].
قال أبو العباس: إسكان هذه الياء في موضع النصب من أحسن الضرورات، حتى إنه لو جاء به جاء في النثر لكان جائزا، وشواهد ذلك في الشعر أكثر من أن يؤتى بها. ومما جاء منه في النثر قولهم: لا أكلمك حيرى دهر، فأسكن الياء من حيرى، وهي في موضع نصب. وفيه عندي شيء لم يذكره أبو علي ولا غيره من أصحابنا، وذلك أنه أصله حيرى دهر، ومعناه مدة الدهر، فكأنه مدة تحير الدهر وبقائه، فلما حذفت أخرى الياءين بقيت الياء ساكنة كما كانت قبل الحذف؛ دلالة على أن هذا محذوف من ذلك الذي لو لم يحذف لما كانت ياؤه إلا ساكنة، ومثل ذلك عندي قول الهذلي:
رب هيضل لجب لففت بهيضل
أراد: رب، فحذف أحدى الياءين، وبقى الثانية مجزومة كما كانت قبل الحذف،
[المحتسب: 2/343]
وإن لم يكن هناك موجب للحركة لالتقاء الساكنين، ولولا ذلك لوجب تسكين باء رب، كتسكين لام هل وبل، ودال قد إذ لا ساكنين هناك فتجب الحركة لالتقائهما. ولهذا نظائر كثيرة في المجيء باللفظ على حكم لفظ آخر لأنه في معناه وإن عرى هذا من موجب اللفظ في ذاك، نحو تصحيح عور وحول لأنهما في معنى ما لا بد من صحته، وهو اعور واحول.
ولولا الإطالة المعقود على تحاميها، وتجنب الإكثار بها - لأوسعنا ساحة القول في هذا ونحوه، ولم نقتصر على ما نورده منه. ولولا ما رددناه من شاهد قد مضى هو أو مثله فليكون الموضع المقول عليه حاملا لنفسه، ناهضا بشواهده، لا سيما مع ما لا يؤمن من شذوذ ما قبله، فيختل الموضع لذلك). [المحتسب: 2/344]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة