قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (كلّا بل يحبّون العاجلة (20) ويذرون الآخرة (21)
قرأ ابن كثيرٍ وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب " كلا بل يحبون العاجلة ويذرون الآخرة " بالياء فيهما.
وقرأ الباقون بالتاء فيهما.
قال أبو منصور: التاء للخطاب "، والياء للغيبة). [معاني القراءات وعللها: 3/106] (م)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {بل تحبون العاجلة} [20].
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر: {بل يحبون ... ويذرون} [20، 21] بالياء ردا على الإنسان.
وقرأ الباقون بالتاء على الخطاب أي: قل لهم يا محمد: {بل تحبون} هذه العاجلة الفانية {وتذرون الآخرة} الباقية، ثم وصف تعالى المؤمن والكافر على أثرها فقال: {وجوه يومئذ ناضرة} [22] أي: مشرقة حسنة {إلى ربها ناظرة} [23]، {ووجوه يومئذ باسرة} [24] أي: كالحة من قوله: {عبس وبسر} {تظن أن يفعل بها فاقرة} [25].
قال أبو عبد الله: ذكر الخليل في كتاب «العين» قال عبس
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/416]
الرجل، فإن أبدي عن أسنانه قيل: كلح، فإن اهتم لذلك قيل: بسر فإن عضب قيل: بسل، فإن زوي عن عينيه فهو قاطب، يقال: قطب ما بين عينيه وقبط). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/417] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن كثير وأبو عمرو: بل تحبون [القيامة/ 20]،
[الحجة للقراء السبعة: 6/345]
وتذرون [القيامة/ 21] بالتاء جميعا، وقرأ الباقون: بالياء جميعا.
يحبون: أي: هم يحبّون ويذرون، والتاء على: قل لهم: بل تحبّون وتذرون. قال أبو علي: الياء على ما تقدّم من ذكر الإنسان، والمراد به الكثرة، والياء حسن لتقدّم الذكر، وليس المراد به واحدا، وإنما المراد الكثرة والعموم لقوله: إن الإنسان خلق هلوعا [المعارج/ 19]، ثم قال: إلا المصلين [المعارج/ 22] ). [الحجة للقراء السبعة: 6/346]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({كلا بل تحبون العاجلة * وتذرون الآخرة} 21 20
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر (كلا بل يحبون العاجلة * ويذرون الآخرة) بالياء وحجتهم أنه ذكر قبل ذلك الإنسان فقال {ينبأ} الإنسان يومئذٍ {بل الإنسان على نفسه بصيرة} 1413 والإنسان في هذا الوضع في معنى النّاس فأخرجوا الخبر عنهم إذ كان ذلك في سياق الخبر عنهم ليأتلف الكلام على نظام واحد
وقرأ الباقون {بل تحبون} {وتذرون} بالتّاء على الخطاب أي
[حجة القراءات: 736]
قل لهم يا محمّد بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة الباقية ثمّ وصف المؤمن والكافر على إثرها). [حجة القراءات: 737] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {بل تحبون العاجلة * وتذرون} قرأهما الكوفيون ونافع بالتاء على الخطاب، على معنى: قل لهم يا محمد: بل تحبون العاجلة وتذرون، وقرأ الباقون بالياء فيهما، على الغيبة، ردوه على لفظ الغيبة المتقدم الذكر، وهو قوله: {ينبأ الإنسان} «13»، و{الإنسان} في هذه اللفظة واحد يُراد به الجمع، لأنه اسم للجنس، وروى أبو سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: «يحبون ويذرون ويحبون المال ويأكلون التراث ويحضون»
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/350]
كلها بالياء، وقد ذكرنا {من راق} «27»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/351] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {بَلْ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ} [آية/ 20 و21] بالياء فيهما:-
قرأهما ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب.
والوجه أنه على معنى هم يحبون العاجلة ويذرون الآخرة، وضمير الجمع يعود إلى {الْإِنْسَانُ}، وهو يراد به الكثرة والعموم، كقوله {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا}، ثم قال {إِلَّا الْمُصَلِّينَ}، فاستثنى منه جماعة، فلولا حصول معنى العموم في الإنسان لما جاز استثناء جماعة منه؛ لأن الاستثناء إخراج بعض من كل.
وقرأ الباقون {تُحِبُّونَ} {وَتَذَرُونَ} بالتاء فيهما.
والوجه أنه على معنى قل، أي قل لهم: بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة). [الموضح: 1318] (م)
قوله تعالى: {وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ (21)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (كلّا بل يحبّون العاجلة (20) ويذرون الآخرة (21)
قرأ ابن كثيرٍ وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب " كلا بل يحبون العاجلة ويذرون الآخرة " بالياء فيهما.
وقرأ الباقون بالتاء فيهما.
قال أبو منصور: التاء للخطاب "، والياء للغيبة). [معاني القراءات وعللها: 3/106] (م)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {بل تحبون العاجلة} [20].
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر: {بل يحبون ... ويذرون} [20، 21] بالياء ردا على الإنسان.
وقرأ الباقون بالتاء على الخطاب أي: قل لهم يا محمد: {بل تحبون} هذه العاجلة الفانية {وتذرون الآخرة} الباقية، ثم وصف تعالى المؤمن والكافر على أثرها فقال: {وجوه يومئذ ناضرة} [22] أي: مشرقة حسنة {إلى ربها ناظرة} [23]، {ووجوه يومئذ باسرة} [24] أي: كالحة من قوله: {عبس وبسر} {تظن أن يفعل بها فاقرة} [25].
قال أبو عبد الله: ذكر الخليل في كتاب «العين» قال عبس
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/416]
الرجل، فإن أبدي عن أسنانه قيل: كلح، فإن اهتم لذلك قيل: بسر فإن عضب قيل: بسل، فإن زوي عن عينيه فهو قاطب، يقال: قطب ما بين عينيه وقبط). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/417] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({كلا بل تحبون العاجلة * وتذرون الآخرة} 21 20
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر (كلا بل يحبون العاجلة * ويذرون الآخرة) بالياء وحجتهم أنه ذكر قبل ذلك الإنسان فقال {ينبأ} الإنسان يومئذٍ {بل الإنسان على نفسه بصيرة} 1413 والإنسان في هذا الوضع في معنى النّاس فأخرجوا الخبر عنهم إذ كان ذلك في سياق الخبر عنهم ليأتلف الكلام على نظام واحد
وقرأ الباقون {بل تحبون} {وتذرون} بالتّاء على الخطاب أي
[حجة القراءات: 736]
قل لهم يا محمّد بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة الباقية ثمّ وصف المؤمن والكافر على إثرها). [حجة القراءات: 737] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {بل تحبون العاجلة * وتذرون} قرأهما الكوفيون ونافع بالتاء على الخطاب، على معنى: قل لهم يا محمد: بل تحبون العاجلة وتذرون، وقرأ الباقون بالياء فيهما، على الغيبة، ردوه على لفظ الغيبة المتقدم الذكر، وهو قوله: {ينبأ الإنسان} «13»، و{الإنسان} في هذه اللفظة واحد يُراد به الجمع، لأنه اسم للجنس، وروى أبو سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: «يحبون ويذرون ويحبون المال ويأكلون التراث ويحضون»
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/350]
كلها بالياء، وقد ذكرنا {من راق} «27»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/351] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {بَلْ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ} [آية/ 20 و21] بالياء فيهما:-
قرأهما ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب.
والوجه أنه على معنى هم يحبون العاجلة ويذرون الآخرة، وضمير الجمع يعود إلى {الْإِنْسَانُ}، وهو يراد به الكثرة والعموم، كقوله {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا}، ثم قال {إِلَّا الْمُصَلِّينَ}، فاستثنى منه جماعة، فلولا حصول معنى العموم في الإنسان لما جاز استثناء جماعة منه؛ لأن الاستثناء إخراج بعض من كل.
وقرأ الباقون {تُحِبُّونَ} {وَتَذَرُونَ} بالتاء فيهما.
والوجه أنه على معنى قل، أي قل لهم: بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة). [الموضح: 1318] (م)
قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (ثم وصف تعالى المؤمن والكافر على أثرها فقال: {وجوه يومئذ ناضرة} [22] أي: مشرقة حسنة {إلى ربها ناظرة} [23] ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/417] (م)
قوله تعالى: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)}
قوله تعالى: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ({ووجوه يومئذ باسرة} [24] أي: كالحة من قوله: {عبس وبسر} {تظن أن يفعل بها فاقرة} [25].
قال أبو عبد الله: ذكر الخليل في كتاب «العين» قال عبس
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/416]
الرجل، فإن أبدي عن أسنانه قيل: كلح، فإن اهتم لذلك قيل: بسر فإن عضب قيل: بسل، فإن زوي عن عينيه فهو قاطب، يقال: قطب ما بين عينيه وقبط). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/417] (م)
قوله تعالى: {تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25)}
قوله تعالى: {كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26)}
قوله تعالى: {وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وقيل من راقٍ (27).
قرأ حفص عن عاصم (وقيل من) ويقف، ثم يبتدئ (راقٍ)، ما قطعها غيره.
[معاني القراءات وعللها: 3/106]
وقرأ الباقون (وقيل من راقٍ) بلا وقف بينهما.
قال أبو منصور: من وقف أراد إبانة النون من (من).
وقيل في تفسير (من راقٍ)، أي: من يرقى بروحه، أملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب؟.
وقيل: معنى (من راقٍ): من يشفى من هذه الحال.
وفيه قوله ثالث: إن هذا يقال عند اليأس، أي: من يقدر على أن يرقى من الموت، على جهة الجحد.
والمعنى: أنه لا يقدر أحد على أن يرقي من الموت.
والعرب تقول من الرّقية: رقى يرقى.
ومن الرّقي، وهو الصعود رقى يرقى رقيًّا فهو راقٍ فيهما والله أعلم بما أراد). [معاني القراءات وعللها: 3/107]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {كلا إذا بلغت التراقي وقيل من راق} [27].
قرأ عاصم في رواية حفص: {وقيل من} يسكت سكتة فيقطع ثم يبتدئ {راق} وهو يصل أعلامًا أن «من» منفصلة من الراق. ومعناه هل من مداو من الرقية.
وقال آخرون: هل من راق أي: من يرقي، والمعنى واحد.
وقال آخرون: راق من الرقي أي: من ترقي روحه إلى السماء.
وسمعت ابن مجاهد غير مرة يقرأ في الصلاة هذه السورة فيتعمد الوقف على قوله: {التراقي} بالياء ويثبتها). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/417]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (حفص وقنبل: من راق [القيامة/ 27] يقف على من ويبتدئ: راق ولم يقطعها غيره، وكأنه في ذلك يصل.
قال غير أحمد: لم يتعمّد الوقف على من راق وبل ران [المطفّفين/ 14] مظهري النون واللام غير عاصم.
قال أبو علي: لا أعرف وجه ذلك، وقيل: التمسوا الأطبّاء فلم يغنوا عنهم من قضاء الله شيئا). [الحجة للقراء السبعة: 6/346]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وقيل من راق} 27
قرأ حفص {وقيل من راق} بإظهار النّون إعلاما أن من منفصلة من الرّاء المعنى هل من مداو
وقرأ الباقون بالإدغام لقرب النّون من الرّاء). [حجة القراءات: 737]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {مَنْ رَاقٍ} {آية/ 27] بوقفة على {مَنْ}، والابتداء براق:-
رواها –ص- عن عاصم.
والوجه أن هذه الوقفة مع إشكالها على كثير من العلماء يمكن أن تكون لأجل أن لا تجتمع النون مع الراء فيدغم أحدهما في الآخر؛ لأن النون قد تدغم في الراء كما تدغم اللام فيه، نحو قوله تعالى {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ}، فوقف –ص- على النون لئلا يحصل الإدغام، فإن الحرفين
[الموضح: 1318]
ليسا بمثلين وهما من كلمتين.
وقرأ الباقون {مَنْ رَاقٍ} بغير وقفة بينهما.
والوجه أن النون تلي الراء؛ لأن الكلمتين متصلة إحداهما بالأخرى، والموضع ليس بموضع وقف، فالأصل أن لا يوقف على {مَنْ}؛ لأن {مَنْ} مع {رَاقٍ} جملة هي ابتداء وخبر، فلا بد لأحدهما من الآخر.
ومعنى {رَاقٍ}: هل من طبيب يرقي؟ وقيل: من يرقى بروحه إلى السماء أملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب؟). [الموضح: 1319]
قوله تعالى: {وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن عباس: [وَأيْقَنَ أَنَّهُ الْفِرَاقُ]، وقال ابن عباس في تفسيره: ذهب الظن.
قال أبو الفتح: ينبغي أن يحسن الظن بابن عباس، فيقال: إنه أعلم بلغة القوم من كثير من علمائهم، ولم يكن ليخفى عليه أن ظننت قد تكون بمعنى علمت، كقوله:
فقلت لهم ظنوا بألفي مدجج ... سراتهم في الفارسي المسرد
أي: أيقنوا بذلك وتحققوه، لكنه أراد لفظ اليقين الذي لا يستعمل في الشك، وكأنه قال: ذهب اللفظ الذي يصلح للشك، وجاء اللفظ الذي هو تصريح باليقين. إلى هذا ينبغي أن يذهب بقوله، والله أعلم). [المحتسب: 2/342]
قوله تعالى: {وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ({والتفت الساق بالساق} [29] أي: شدة أمر الدنيا بشدة أمر الآخرة وقال آخرون: التفاف ساقي المرء عند نزع الروح، ولقد كان عليهما جوالا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/417]
قوله تعالى: {إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30)}
قوله تعالى: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (31)}
قوله تعالى: {وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32)}
قوله تعالى: {ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33)}
قوله تعالى: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34)}
قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (35)}
قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36)}
قوله تعالى: {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (من منيٍّ يمنى (37).
قرأ حفص والمفضل عن عاصم، ويعقوب (من منيٍّ يمنى) بالياء.
وقرأ الباقون (من منيٍّ تمنى) بالتاء.
قال أبو منصور: من قرأ (يمنى) بالياء ذهب به إلى المني، وهو مذكر.
ومن قرأ (تمنى) بالتاء رده إلى النطفة، وأصل النطفة في كلام العرب: المويهة القليلة.
وكذلك قيل لمني الرجل: نطفة. وأصله من نطف الماء ينطف، إذا قطر، نطفانًا). [معاني القراءات وعللها: 3/107]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {من مني يمنى} [37].
قرأ ابن عامر وحفص عن عاصم بالياء.
وقرأ الباقون بالتاء. والتاء للنطفة، والياء للمني مثله و{يساقط} الياء للجذع والتاء للنخلة، ومثله {يغلي} و{تغلي} الياء للمهل والتاء للشجرة، ومثله {ليحصنكم} و{لتحصنكم} الياء
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/417]
للبوس، والتاء للصنعة. والمني مشدد الياء، وهو الماء الدافق الذي يكون منه الولد، ويقال: أمني الرجل. فأما المذي والودي فبالتخفيف. فالمذي: ما يكون عن القبلة، وربما كان بغير ذلك. تقول العرب: «كل فحل يمذي وكل أنثى تقذي» والوذي: ما يخرج بعد البول ويجب من هذين الوضوء، ويجب من الأول الأول الغسل). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/418]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن كثير ونافع وعاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي: من مني تمنى [القيامة/ 37] وروى حفص عن عاصم: يمنى بالياء، وكذلك المفضّل عن عاصم، وقرأ ابن عامر: يمنى بالياء.
وروى علي بن نصر واليزيدي وعبد الوارث والنصر بن شميل عن هارون عن أبي عمرو وعبيد عن هارون عن أبي عمرو تمنى* بالتاء.
وروى أبو زيد بالتاء والياء، وقال عباس: سألت أبا عمرو فقرأ
[الحجة للقراء السبعة: 6/346]
من مني تمنى بالتاء، وقال: من نطفة إذا تمنى [النجم/ 46].
من قال: من مني تمنى حمله على النطفة: ألم يك نطفة تمنى من منيّ، ومن قال: يمنى حمله على المنيّ كأنه: من منيّ يمنى، أي: يقدّر خلق الإنسان وغيره منها. قال:
منت لك أن تلقى ابن هند منية وفارس ميّاس إذا ما تلبّبا وقال أخر:
لعمر أبي عمرو لقد ساقه المنا إلى جدث يوزى له بالأهاضب أي: ساقه القدر، وزعموا أنه لم يختلف في قوله: وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى من نطفة إذا تمنى [النجم/ 46] وفي هذا دلالة على أن قوله: ألم يك نطفة من مني تمنى [القيامة/ 37] أي تمنى النطفة، فيجب إلحاق علامة التأنيث والفعل لوضوح ذلك بالآية الأخرى التي في سورة النجم). [الحجة للقراء السبعة: 6/347]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ألم يك نطفة من مني يمنى} 37
قرا حفص {من مني يمنى} بالياء وقرأ الباقون بالتّاء فمن قرأ {يمنى} فللفظ مني ومن قرأ بالتّاء فللفظ {نطفة}). [حجة القراءات: 737]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (5- قوله: {من مني يمنى} قرأه حفص بالياء، رده على تذكير «المني» فجعل الفعل لـ «المني»، وقرأ الباقون بالتاء على تأنيث «النطفة» جعلوا الفعل لـ «النطفة»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/351]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {مَنِيٍّ يُمْنَى} [آية/ 37] بالياء:-
قرأها عاصم –ص- ويعقوب.
والوجه أنه محمول على {مَنِيٍّ} وصفة له، وتذكير الفعل المضارع أعني {يُمْنَى} إنما هو لأجل تذكير المني، والصفة على هذا تتبع الموصوف وتتلوه ولا يحجز بينهما شيء، فهو أقوى.
وقرأ الباقون {تُمْنَى} بالتاء.
والوجه أن التأنيث للنطفة؛ لأن قوله {تُمْنَى} على هذا صفة {نُطْفَة}؛
[الموضح: 1319]
لأنها هي التي أخبر تعالى أن الإنسان خلق منها، فالصفة بهذه أليق، إلا أن النطفة إذا وصفت بأنها من {مَنِيّ}، فصفة المني راجعة إلى النطفة، وقد جاء وصف النطفة أيضًا بأنها تمنى في قوله تعالى {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (45) مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى (46)}.
ومعنى {تُمْنَى}: تصب، يقال أمنى الرجل يمني إمناء، وأصله من مني إذا قدر). [الموضح: 1320]
قوله تعالى: {ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38)}
قوله تعالى: {فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39)}
قوله تعالى: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله تعالى: {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى} [40].
بياءين الأولي مكسورة، فلذلك صعب اللفظ بها، والياء الثانية مفتوحة وهو اتفاق السبعة وغيرهم. وإنما ذكرته؛ لأن البصريين زعموا أن إدغامه لحن في العربية، وليس لحنًا عندي وقد حكاه الفراء {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتي} لأن كسرة الياء الأولي تنقل إلى الحاء وتدغم الياء في الياء، وكان رسول الله عليه السلام إذا قرأ: {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى} قال:- سبحانك – فبلى. وكذلك {أليس الله بأحكم الحاكمين} سبحانك فبلي. وإنما استحب للقارئ أن يفعل ذلك في الصلاة وغيرها، وكذلك رأيت المشيخة ممن أثق بهم يفعلون ذلك كذلك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/418]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة طلحة بن سليمان: [أَنْ يُحْيِيِ الْمَوْتَى]، ساكنة
[المحتسب: 2/342]
قال أبو الفتح: معنى قول ابن مجاهد: أنه قرأ على سكون الياء من [يُحْيِيِ]، على لغة من قال:
يا دار هند عفت إلا أثافيها
فأسكن الياء في موضع النصب، لا أن الياء في قوله: {يُحْيِيَ الْمَوْتَى} ساكنة، وذلك أنه لا ياء هناك في اللفظ أصلا، لا ساكنة ولا متحركة؛ لأنها قد حذفت لسكونها وسكون اللام من [الموتى].
قال أبو العباس: إسكان هذه الياء في موضع النصب من أحسن الضرورات، حتى إنه لو جاء به جاء في النثر لكان جائزا، وشواهد ذلك في الشعر أكثر من أن يؤتى بها. ومما جاء منه في النثر قولهم: لا أكلمك حيرى دهر، فأسكن الياء من حيرى، وهي في موضع نصب. وفيه عندي شيء لم يذكره أبو علي ولا غيره من أصحابنا، وذلك أنه أصله حيرى دهر، ومعناه مدة الدهر، فكأنه مدة تحير الدهر وبقائه، فلما حذفت أخرى الياءين بقيت الياء ساكنة كما كانت قبل الحذف؛ دلالة على أن هذا محذوف من ذلك الذي لو لم يحذف لما كانت ياؤه إلا ساكنة، ومثل ذلك عندي قول الهذلي:
رب هيضل لجب لففت بهيضل
أراد: رب، فحذف أحدى الياءين، وبقى الثانية مجزومة كما كانت قبل الحذف،
[المحتسب: 2/343]
وإن لم يكن هناك موجب للحركة لالتقاء الساكنين، ولولا ذلك لوجب تسكين باء رب، كتسكين لام هل وبل، ودال قد إذ لا ساكنين هناك فتجب الحركة لالتقائهما. ولهذا نظائر كثيرة في المجيء باللفظ على حكم لفظ آخر لأنه في معناه وإن عرى هذا من موجب اللفظ في ذاك، نحو تصحيح عور وحول لأنهما في معنى ما لا بد من صحته، وهو اعور واحول.
ولولا الإطالة المعقود على تحاميها، وتجنب الإكثار بها - لأوسعنا ساحة القول في هذا ونحوه، ولم نقتصر على ما نورده منه. ولولا ما رددناه من شاهد قد مضى هو أو مثله فليكون الموضع المقول عليه حاملا لنفسه، ناهضا بشواهده، لا سيما مع ما لا يؤمن من شذوذ ما قبله، فيختل الموضع لذلك). [المحتسب: 2/344]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين