العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 صفر 1440هـ/8-11-2018م, 09:25 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي توجيه القراءات في سورة القلم

توجيه القراءات في سورة القلم


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 صفر 1440هـ/8-11-2018م, 09:25 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي مقدمات سورة القلم

مقدمات توجيه القراءات في سورة القلم

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (سورة ن والقلم). [معاني القراءات وعللها: 3/83]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( (سورة ن) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/381]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ذكر اختلافهم في سورة نون [القلم] ). [الحجة للقراء السبعة: 6/309]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (سورة القلم). [المحتسب: 2/325]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (سورة ن). [حجة القراءات: 717]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة القلم). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/331]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (سورة: ن). [الموضح: 1287]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مكية). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/331]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي اثنتان وخمسون آية في المدنية والكوفي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/331]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 صفر 1440هـ/8-11-2018م, 09:54 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة القلم
[ من الآية (1) إلى الآية (5) ]
{ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5)}


قوله تعالى: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (ن والقلم).
قرأ ابن عامر والكسائي ويعقوب " ن والقلم " مدغمة في الواو، وكذلك روى الأعشى عن أبي بكر عن عاصم.
وروى يعقوب عن جعفر عن نافع أنه أخفاها، وأما ابن كثير، وأبو عمرو، وحمزة، وحفص عن عاصم فإنهم أظهروا النون.
قال أبو منصور: هما لغتان، فاقرأ كيف شئت.
والنون الأولى متحركة، لا غنّة فيها.
والنون الثانية لها غنّة، وهذا على قراءة من أظهرها.
وقال الفراء: لك إدغام النون الآخرة، ولك إظهارها.
قال: وإظهارها أعجب إليّ؛ لأنها هجاء، والهجاء كالموقوف عليه، وإن اتصل.
ومن أخفاها بناها على الاتصال.
وقال الزّجّاج: من أسكن (نون) وبيّنها فإنما يجعلها حرف هجاء، والذي يدغمها يجوز له إدغامها وهي مفتوحة.
قال: وجاء في التفسير: أن (نون): الحوت التي دحيت عليها الأرض.
وجاء أن نون: الدواة.
[معاني القراءات وعللها: 3/83]
ولم يجئ في التفسير، كما فسّرت حروف الهجاء، فالإدغام - كانت حروف الهجاء، أو لم تكن - جائز.
والإسكان والتبين لا يجوز أن يكون فيه إلا حرف هجاء). [معاني القراءات وعللها: 3/84]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (قال أبو عبد الله: إنما سمي بذلك، لأن الله تعالى أقسم بنون، وهي الدواة {والقلم وما يسطرون} [1] أي: ما يكتبون من كلام رب العالمين. وقيل: النون: السمكة، ومن ذلك سمي يونس: ذا النون، لأن الحوت التقمه وجمع النون نينان، وجمع الحوت حيتان.
وأخبرني ابن مجاهد عن السمري عن الفراء قال: كل اسم على فعل أوسطه واو. فإن العرب تجمعه على ثلاثة أوجه، وذلك نحو كوز وأكواز، وكيزان وكوزة، وكذلك نون، وصوف، يقال: صوف وأصواف، وصوف، وصوفة، وصوف، وصيفان.
وقال آخرون: نون اسم من أسماء الله.
وقيل: حرف من حروف المعجم.
1- فاختلف القراء في اللفظ به.
فقرأ عاصم في رواية أبي بكر والكسائي: {ن والقلم} مخفي غير ظاهر.
قال ابن مجاهد: والاختيار عن عاصم الإظهار.
وقرأ الباقون: {ن والقلم} يظهرون، فمن أظهر قال: هو حرف هجاء، وحكمة أن ينفصل مما بعده، فبني الكلام فيه على الوقف لا على الأصل.
والباقون أخفوا، لأنهم بنوا الكلام على الأصل.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/381]
وفيها قراءة ثالثة ورابعة. قرأ ابن أبي إسحق، وعيسى بن عمر {ن والقلم} معنى اقرأ ن و{ن والقلم} يجعله قسمًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/382]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحمزة: نون والقلم [1] النون في آخر الهجاء من نون ظاهرة عند الواو.
وروى الكسائي عن أبي بكر عن عاصم أنه كان لا يبين النون في يس ونون* وطسم. وروى حفص عن عاصم وحسين عن أبي بكر أنه كان يبين النون في نون*. وروى يعقوب عن نافع أنه أخفاها، وكان الكسائي لا يبين النون في نون*، وقال يحيى عن أبي بكر عن عاصم: نون* جزم على هذا، وهذا يدلّ على أنه يبين.
الحلواني عن قالون عن نافع: يس مخفاة النون، ونون* ظاهرة.
قال أبو علي: وجه إظهار هذه النونات أنها من حروف ينوى بها الوقف، وإذا كانت موقوفة بدلالة اجتماع الساكنين فيها نحو: ميم لام صاد كانت في تقدير الانفصال ممّا قبلها، وإذا انفصل ممّا قبلها وجب
[الحجة للقراء السبعة: 6/309]
التبيين، لأنها إنما تخفى مع حروف الفم، فإذا انفصلت عنها بالوقف عليها ولم تتصل بما قبلها فليس هناك أمر لا يبين له.
ووجه الإخفاء أن الهمزة الوصل معها لم يقطع في نحو: ألف لام ميم الله [آل عمران/ 1، 2] وقولهم في العدد: واحد اثنان، فمن ثمّ حيث لم تقطع الهمزة معها علمت أنه في تقدير الوصل، وإذا وصلتها أخفيت النون معها، وقد بيّن ذلك فيما تقدّم). [الحجة للقراء السبعة: 6/310]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ن والقلم وما يسطرون}
قرأ ابن عامر والكسائيّ وأبو بكر وابن اليزيدي {ن والقلم} بإخفاء النّون وقرأ الباقون بإظهار النّون
فمن أظهر قال هو حرف هجاء وحكمه أن ينفصل عمّا بعده فبني الكلام فيه على الوقف لا على الوصل والباقون بنوا الكلام على الوصل قال الزّجاج والّذي أختار إدغام النّون في الواو كانت النّون ساكنة أو متحركة لأن الّذي جاء في التّفسير يباعدها من الإسكان والتبيين لأن من أسكنها وبينها فإنّما يجعلها حرف هجاء والّذي يدغمها فجائز أن يدغمها وهي مفتوحة وجاء في التّفسير أن نون الحوت الّتي دحيت عليها الأرضون السّبع وجاء في التّفسير أن نون الدواة). [حجة القراءات: 717]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {ن والقلم} قرأه أبو بكر والكسائي وابن عامر بالإدغام، على نية الوصل، وأظهر الباقون، على نية الوقف على النون، لأنها حروف غير معربة مبنية على الوقف، وعن ورش الوجهان، والإظهار هو الاختيار، لأنه الأصل في الحروف المقطوعة، إذ الوجه الوقف على كل حرف منها، والوقف يمنع من الإدغام، وقد تقدم ذكر هذا في غير موضع). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/331]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {ن وَالقَلَمِ} [آية/ 1] بإخفاء النون:-
قرأها نافع ش- وابن عامر والكسائي ويعقوب.
والوجه أنها نونٌ ساكنةٌ؛ لأن حروف التهجي مبنيةٌ على السكون، وبعدها واوٌ، والنون تخفى مع حروف الفم، فإن النون وإن كانت منفصلة عن الواو فإنها يُقدر فيها الاتصال بما بعدها، فلذلك أخفيت النون؛ لأن النون إنما تخفى مع حروف الفم إذا اتصلت بها، وهذه تجري مجرى المتصل.
وروى ياش- عن عاصم بالإخفاء والبيان جميعًا.
والوجه أنهما جميعًا جائزان، فأراد الأخذ بهما إعلامًا بجوازهما.
وقرأ الباقون {ن وَالقَلَمِ} بالإظهار.
[الموضح: 1287]
والوجه أن الإظهار هو الأصل والقياس؛ لأن حروف الهجاء في تقدير الانفصال مما بعدها، لمعنى ذكرناه غير مرةٍ، فوجب تبيين النون لذلك). [الموضح: 1288]

قوله تعالى: {مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2)}
قوله تعالى: {وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3)}
قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)}
قوله تعالى: {فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5)}



روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 صفر 1440هـ/8-11-2018م, 09:57 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة القلم
[ من الآية (6) إلى الآية (16) ]
{بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ (6) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7) فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16)}

قوله تعالى: {بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ (6)}
قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7)}
قوله تعالى: {فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8)}
قوله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9)}
قوله تعالى: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10)}
قوله تعالى: {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11)}
قوله تعالى: {مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12)}
قوله تعالى: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13)}
قوله تعالى: {أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أن كان ذا مالٍ وبنين).
قرأ عاصم وحمزة (أأن كان ذا مالٍ) بهمزتين.
وقرأ ابن عامر والحضرمي " آن كان " بهمزة مطولة ممدودة.
وقرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير والكسائي وحفص (أن كان ذا مالٍ).
قال أبو منصور: من قرأ بهمزتين فالأولى ألف الاستفهام، والثانية ألف (أن).
ومن طوّل الهمزة فرّ من الجمع بين الهمزتين.
ومن قرأ (أن كان ذا مالٍ) فالمعنى: ألأن كان ذا مال تطعه، أي: لا تطعه من أجل ماله وبنيه.
ويجوز أن يكون المعنى: ألأن كان ذا مال وبنين إذا تتلى عليه آياتنا ينكرها ويقول: هي أساطير الأولين). [معاني القراءات وعللها: 3/84]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {أن كان ذا مال وبنين} [14].
قرأ حمزة: {ءأن كان} بهمزتين الأولي ألف توبيخ، والثانية ألف أصل في الأداة.
وقرأ ابن عامر برواية هشام بهمزة مطولة؛ لأنه كرة الجمع فلين الثانية تخفيفًا.
وقرأ الباقون: {أن كان} بهمزة واحدة وهي الاختيار؛ لأن التقدير {ولا تطع كل حلاف مهين} لأن كان ذا مال وبنين، وبأن كان ذا مال وبنين). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/382]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال أحمد: قال ابن كثير ونافع وأبو عمرو والكسائي وحفص عن عاصم، والكسائي عن أبي بكر عن عاصم: أن كان ذا مال [القلم/ 14] بغير استفهام.
وقرأ حمزة: أأن كان بهمزتين، وكذلك روى يحيى عن أبي بكر عن عاصم، وروى أبو عبيد عن حمزة أنه كان يقرأ: أان كان ذا مال بهمزة ممدودة، وهو غلط.
وقرأ ابن عامر: أان كان* ممدودة بهمزة واحدة.
قوله: أن كان ذا مال وبنين لا يخلو من أن يكون العامل فيه:
تتلى من قوله: إذا تتلى عليه آياتنا [القلم/ 15]، أو قال من قوله:
قال أساطير الأولين [القلم/ 15]، أو شيء ثالث، فلا يجوز أن يعمل واحد منهما فيه، ألا ترى أن: تتلى عليه آياتنا قد أضيف إذا* إليه، والمضاف إليه لا يعمل فيما قبله، ألا ترى
أنك لا تقول: القتال زيدا حين تأتي، فتريد حين تأتي زيدا، ولا يجوز أن يعمل فيه قال* أيضا، لأن قال* جواب إذا* وحكم الجواب أن يكون بعد ما هو جواب له،
[الحجة للقراء السبعة: 6/310]
ولا يتقدم كلّه عليه، فكما لم يعمل فيه الفعل الأول، كذلك لم يعمل فيه الفعل الثاني، وإذا لم يجز أن يعمل في آن واحد من هذين الفعلين، وليس في الكلام غيرهما علمت أنه محمول على شيء آخر مما يدلّ ما في الكلام عليه، والذي يدلّ عليه هذا الكلام في المعنى هو: يجحد، أو يكفر أو يستكبر عن قبول الحق ونحو ذلك، وإنما جاز أن يعمل المعنى فيه وإن كان متقدما عليه، لشبهه بالظرف، والظرف قد تعمل فيه المعاني وإن تقدم عليها، ويدلّك على مشابهته للظرف تقدير اللام معه، وأن من النحويين من يقول: إنه في موضع جر، كما أنه لو كانت اللام ظاهرة معه كان كذلك، فإذا صار كالظرف من حيث قلنا لم يمتنع المعنى من أن يعمل فيه، كما لم يمتنع في نحو قوله: ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق، إنكم لفي خلق جديد [سبأ/ 7] لمّا كان ظرفا، والعامل فيه بعثتم، الدالّ عليه قوله: إنكم لفي خلق جديد، فكذلك: أن كان ذا مال وبنين [القلم/ 14]، كأنه: جحد بآياتنا، لأن كان ذا مال وبنين، أو: كفر بآياتنا، لأن كان ذا مال وبنين، وعلى هذا المعنى يكون محمولا فيمن استفهم فقال: أأن كان ذا مال وبنين لأنه توبيخ وتقرير، فهو بمنزلة الخبر، ومثل ذلك قولك:
ألأن أنعمت عليك جحدت نعمتي، إذا وبّخته بذلك، فعلى هذا تقدير الآية.
وأمّا قول أحمد فيما رواه أبو عبيد عن حمزة من قوله: أان كان ذا مال بهمزة ممدودة أنه غلط، فإنما هو تغليط فيما أظن من طريق الرواية، وليس من طريق العربية، لأن ذلك لا يمتنع، ويريد بالهمزة الممدودة همزة بعدها همزة مخفّفة، وليس هذا من مذهب حمزة لأنه يحقّق الهمزتين، فلعلّه غلّطه من هذا الوجه.
[الحجة للقراء السبعة: 6/311]
ويمكن أن يكون حمزة في الرواية التي رواها عنه أبو عبيد أحمد هو من من يخفّف الثانية من الهمزتين، ألا ترى أن قول حمزة في الجمع بين الهمزتين، كقول ابن عامر في جمعه بينهما وتخفيفه إياهما، فكما أن ابن عامر قال: أان كان ممدودة بهمزة واحدة، وقوله في غير هذا الموضع الجمع بين همزتين، كذلك يجوز أن يكون حمزة أخذ به، وقول أحمد عن ابن عامر بهمزة واحدة ممدودة، لا يكون إلا على أنه أن يخفّف الثانية، ألا ترى أنه لا يخلو من أن يكون قرأ بذلك على غير الاستفهام، أو على الاستفهام، فإن كان قرأ على غير الاستفهام، فليس إلا همزة واحدة، وهي همزة أن، فإذا مدّ علمت أن المدّة إنما هو همزة أن، حقّقها بعد همزة الاستفهام إذ لا مصرف لها إلى غير ذلك). [الحجة للقراء السبعة: 6/312]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أن كان ذا مال وبنين}
قرأ ابن عامر آن كان بهمزة مطوّلة وقرأ حمزة وأبو بكر أأن الهمزة الأولى توبيخ والثّانية ألف أصل ومن مد كره الجمع بينهما فلين الثّانية تخفيفًا
قال الفراء من قال (أأن كان ذا مال) بهمزتين فإنّه وبخه
[حجة القراءات: 717]
ألأن كان ذا مال وبنين تطيعه أي لا تطعه ليساره وعدده قال وإن شئت قلت ألأن كان ذا مال وبنين إذا تليت عليه آياتنا قال أساطير الأوّلين أي جعل مجازاة النّعمة الّتي خولها الله من المال والبنين الكفر بآياتنا كما تقول أأن أعطيتك مالي سعيت عليّ قال الزّجاج إذا جاء ألف الاستفهام فهذا هو القول لا يصلح غيره
وقرأ الباقون {أن كان ذا مال} بهمزة واحدة على الخبر عنه وتأويله لأن كان ذا مال وبنين وقيل في التّفسير ولا تطع كل حلاف مهين أن كان ذا مال وبنين أي لا تطعه ليساره وعدده). [حجة القراءات: 718]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (2- قوله: {أن كان ذا مالٍ} قرأه أبو بكر وحمزة بهمزتين محققتين مفتوحتين، وقرأ ابن عامر بهمزة ومدة، وقرأ الباقون بهمزة واحدة مفتوحة.
وحجة من قرأ بهمزتين أنه أدخل فيه الاستفهام على معنى التوبيخ والتقدير للمخبر عنه، أنه يقول في آيات الله أساطير الأولين، فهو أبين في توبيخه وتقريره على كفره، وكذلك من مده، إلا أنه استثقل الجمع بين همزتين محققتين، فخفف الثانية بين بين، وأدخل بينهما ألفًا للفصل بين الهمزتين، لأن المخففة بزنته محققة كما فعل في {أأنذرتهم} وشبهه.
3- وحجة من قرأ بهمزة واحدة أنه لما علم أن الكلام ليس باستخبار لم يأت بلفظ يدل على الاستخبار، فـ {أن} في موضع نصب بفعل مضمر، دل عليه الكلام تقديره الجحد؛ لأن كان، أو أتكفر لأن كان، ولا يعمل في {أن} {تتلى} ولا «قال»؛ لأن {إذا} مضافة إلى {تتلى}، ولا يعمل المضاف إليه فيما قبل المضاف، ولأن «قال» جواب الشرط، ولا يعمل الجواب فيما قبل الشرط؛ لأن حكم العامل أن يكون قبل المعمول فيه، وحكم جواب الشرط أن يكون بعده، والشيء إذا كان في رتبته وموضعه لم ينو به غير موضعه،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/331]
لو قلت: القتال زيدًا حين يضرب، فنصبت «زيدًا» بـ «يضرب» لم يجز؛ لأن «حين» مضافة إلى «يضرب» ولا يعمل المضاف إليه فيما قبل المضاف، لأنه في موضعه ورتبته، فلا ينوي به غير موضعه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/332]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {أَأَنْ كَانَ ذَا مَالٍ} [آية/ 14] بهمزتين:-
قرأها حمزة وعاصم ياش- ويعقوب ح- و- ان-.
والوجه أنهما همزتان إحداهما همزة الاستفهام المتضمنة لمعنى التوبيخ، والثانية همزة {أَنْ}، فاجتمعتا فحققتا على الأصل.
وقرأ ابن يعقوب ويعقوب يس- {أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ} بهمزة مطولةٍ.
والوجه أنه لما التقت الهمزتان خُففت الثانية منهما بأن جُعلت بين بين.
وقرأ الباقون {أَنْ كَانَ} بهمزة واحدةٍ مقصورةٍ من غير استفهام.
والوجه أنه على الخبر؛ لأنه لا يبعد أن يكون التوبيخ بلفظ الخبر، والمعنى لأجل كونه ذا مالٍ وبنين يُكذب بآياتنا، والعامل في قوله لأن كان ذا مالٍ وبنين هو ما دل عليه الكلام الذي بعده من معنى التكذيب وهو قوله {قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ}؛ لأن هذا تكذيبٌ، كأنه قال: لأن كان ذا مال وبنين يُكذب بآياتنا). [الموضح: 1288]

قوله تعالى: {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15)}
قوله تعالى: {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16)}



روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 07:01 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة القلم
[ من الآية (17) إلى الآية (33) ]
{إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ (21) أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (22) فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24) وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25) فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27) قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28) قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32) كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33)}


قوله تعالى: {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17)}
قوله تعالى: {وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18)}
قوله تعالى: {فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19)}
قوله تعالى: {فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20)}
قوله تعالى: {فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ (21)}
قوله تعالى: {أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (22)}
قوله تعالى: {فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23)}
قوله تعالى: {أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24)}
قوله تعالى: {وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25)}
قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26)}
قوله تعالى: {بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27)}
قوله تعالى: {قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28)}
قوله تعالى: {قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29)}
قوله تعالى: {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30)}
قوله تعالى: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31)}
قوله تعالى: {عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32)}
قوله تعالى: {كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33)}



روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 07:03 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة القلم
[ من الآية (34) إلى الآية (43) ]
{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (34) أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ (38) أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ (39) سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ (40) أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (41) يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ (43)}
قوله تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (34)}
قوله تعالى: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35)}
قوله تعالى: {مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36)}
قوله تعالى: {أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37)}
قوله تعالى: {إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ (38)}
قوله تعالى: {أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ (39)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرأ الحسن: [أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةً] بالنصب.
قال أبو الفتح: يجوز أن يكون "بالغة" حالا من الضمير في لكم؛ لأنه خبر عن "إيمان"، ففيه ضمير منه.
[المحتسب: 2/325]
وإن شئت جعلته حالا من الضمير في "علينا" إذا جعلت "علينا" وصفا لأيمان، لا متعلقا بنفس الـ"أيمان"؛ لأن فيه ضميرا كما يكون فيه ضمير منه إذا كان خبرا عنه.
ويجوز أن يكون حالا من نفس "أيمان" وإن كانت نكرة كما أجاز أبو عمر في قوله سبحانه: و{لِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ} أن يكون "حقا" حالا من متاع). [المحتسب: 2/326]

قوله تعالى: {سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ (40)}
قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (41)}
قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق} [42].
قرأ ابن كثير وحده: {عن ساق} بالهمز، وقد ذكرت علته في (النمل) وأنما أعدت ذكره، لأن ابن مجاهد حدثني عن السمري عن الفراء عن ابن عيينة عن عمرو عن ابن عباس أنه قرأ: {يوم تكشف عن ساق} بالتاء أي: يوم القيامة تكشف عن أمر عظيم، وأنشد:
كشفت لهم عن ساقها = وبدا من الأمر البراح
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/383]
وقال الآخر:
فإن شمرت لك عن ساقها = فويها ربيع ولا تسأم
يقال: شمرت الحرب عن ساقها: إذا اشتد الأمر وحمي الوطيس. وهذه اللفظة أعني: «الآن حمي الوطيس» أو ما سمعت من رسول الله عليه السلام في حرب هوازن). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/384]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن عباس: [يَوْمَ تَكْشِفُ عَن]، بالتاء، والتاء منتصبة.
وروى: [تُكْشَفُ]، بالتاء مضمومة.
قال أبو الفتح: أي: تكشف الشدة والحال الحاضرة عن ساق. وهذا مثل، أي: تأخذ في أغراضها، ثم شبهت بمن أراد أمرا وتأهب له، كيف يكشف عن ساقه؟ قال:
كشفت لكم عن ساقها ... وبدا من الشر الصراح
فأضمر الحال والشدة؛ لدلالة الموضع عليه.
ونظيره من إضمار الفاعل لدلالة الحال عليه مسألة الكتاب: إذا كان غدا فأتني، أي: إذا كان ما نحن عليه من البلاء في غد فأتني. وكذلك قولهم: من كتاب كان شرا له، أي: كان الكذب شرا، فأضمر المصدر لدلالة المثال عليه.
وأما [تُكشَفُ] بتاء مضمومة فعلى نحو ذلك أيضا، أي: تكشف الصورة والآخرة هناك عن شدة، ويسرى ثوبها عن الحال الصعبة، والطريق واحد). [المحتسب: 2/326]

قوله تعالى: {خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ (43)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 07:06 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة القلم
[ من الآية (44) إلى الآية (52) ]
{فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45) أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (46) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (47) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ (48) لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (49) فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (50) وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51) وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (52)}

قوله تعالى: {فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44)}
قوله تعالى: {وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45)}
قوله تعالى: {أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (46)}
قوله تعالى: {أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (47)}
قوله تعالى: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ (48)}
قوله تعالى: {لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (49)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن هرمز والحسن: [لَوْلا أَنْ تَدَّارَكَه]، مشددة.
قال أبو الفتح: روى هذه القراءة أبو حاتم عن الأعرج لا غير، قال: وقال بعضهم: سألت عنها أبا عمرو فقال: لا. قال أبو حاتم: لا يجوز ذلك؛ لأنه فعل ماض، وليست فيها إلا تاء واحدة، ولا يجوز تتداركه، وهذا خطأ منه؛ أو عليه.
[المحتسب: 2/326]
قال أبو الفتح: قول أبي حاتم: هذا خطأ - لا وجه له؛ وذلك أنه يجوز على حكاية الحال الماضية المنقضية، أي لولا أن كان يقال فيه: تتداركه، كما تقول: كان زيد سيقوم، أي: كان متوقعا منه القيام، فكذلك هذا: لولا أن يقال: تتداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء. ومثله ما أنشدناه أبو علي، وهو رأيه وتفسيره من قوله:
فإن تقتلونا يوم حرة واقم ... فلسنا على الإسلام أول من قتل
أي: فإن تكونوا الآن معروفا هذا من خلالكم فيما مضى فلسنا كذا، وعليه قول الله سبحانه: {فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ}، فأشار سبحانه إليهما إشارة الحاضر؛ لأنه لما كان حكاية حال صارت كأنها حاضرة، فقيل: هذا، وهذا. ولولا ذلك لقيل: أحدهما كذا، والآخر كذا. وكذلك قوله تعالى: {وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ}، أعمل اسم الفاعل وإن كان لما مضى لما أراد الحال، فكأنها حاضرة. واسم الفاعل يعمل في الحال، كما يعمل في الاستقبال. وقد مضى هذا في هذا الكتاب، وفي غيره من كتبنا مشروحا ملخصا). [المحتسب: 2/327]

قوله تعالى: {فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (50)}
قوله تعالى: {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ليزلقونك بأبصارهم)
قرأ نافع وحده (ليزلقونك) " بفتح الياء من زلق يزلق.
وقرأ الباقون (ليزلقونك) من: أزلق.
[معاني القراءات وعللها: 3/84]
قال الفراء: يقال للذي يحلق الرأس: قد زلقه، وأزلقه.
والمعنى: أن الكفار لشدة إبغاضهم النبي صلى اللّه عليه نظروا إليه نظر عدوّ شانئ، يكاد يصرع مشنوءه.
يقال: نظر فلان إليّ كاد يصرعني. وفي ذلك قول الشاعر:
يتقارضون إذا التقوا في موطنٍ... نظراً يزيل مواطئ الأقدام). [معاني القراءات وعللها: 3/85]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم} [51].
قرأ نافع وحده: {ليزلقونك} بالفتح من زلق يزلق.
وقرأ الباقون: {ليزلقونك} بالضم، هما لغتان يقال: أزلقه، وزلقه، وأزلقه: إذا أصابه بالعين يقال: لقعه بعينه، وعانه، وزلقه، وأزلقه، وأما زلق الرجل رأسه: إذ حلقه، فبغير ألف.
وفيها قراءة ثالثة، قرأ ابن عباس: {ليزهقونك بأبصارهم} وكان
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/382]
الأصل في ذلك أن العرب كان الرجل منهم إذا أراد أن يعتان رجلا تجوع له ثلاثًا، ثم يمر بالمال، فيقول ما أسمن هذا فتسقط منه الأباعر، فأرادوا بالنبي عليه السلام مثل ذلك، فوقاه الله شرهم، فلما أتوه وقفوا عليه عليه السلام فقالوا: ما أفصح لهجته ما أحسن بيانه، فأنزل الله {وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/383]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ نافع وحده: ليزلقونك [القلم/ 51] [بفتح الياء] من زلق، وقرأ الباقون: ليزلقونك [بضم الياء] من أزلقت.
يقال: زلق يزلق، زلقا. فمن قال، ليزلقونك جعله من زلق هو، وزلقته أنا مثل: شترت عينه، وشترتها أنا، وحزن وحزنته أنا.
والخليل يذهب في ذلك إلى أن المعنى: جعلت فيه شترا، وجعلت فيه حزنا، كما أنك إذا قلت: كحلته، ودهنته، أردت جعلت فيه ذلك، ومن قال: أزلقته ثقّل الفعل بالهمزة وهذا الباب أكثر من الأول وأوسع.
ومعنى: يزلقونك بأبصارهم أنهم ينظرون إليك نظر البغضاء كما ينظر
[الحجة للقراء السبعة: 6/312]
الأعداء المنابذون، ومثل ذلك قول الشاعر:
يتقارضون إذا التقوا في مجلس نظرا يزيل مواطئ الأقدام). [الحجة للقراء السبعة: 6/313]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وإن يكاد الّذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم} 51
قرأ نافع {ليزلقونك} بفتح الياء وقرأ الباقون {ليزلقونك} بضم الياء والمعنى يصرعونك وهما لغتان يقال أزلق يزلق وزلق يزلق والمعنى واحد). [حجة القراءات: 718]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {ليزلقونك} قرأه نافع بفتح الياء، من «زلق» وقرأ الباقون بضم الياء من «أزلق» وهذا فعل يتعدى إذا استعملته على «فعل يفعل» بفتح العين في الماضي، فإن استعملته بلغة أخرى وهي «زلق يزلق» بكسر العين في الماضي لم يتعد، كما يقال: شترت عينه وشترتها، وحزن الرجل وحزنته، كذلك تقول: زلق الرجل وزلقته، وإذا كان من «أزلق» فهو متعد بلا اختلاف، والخليل يذهب إلى أن معنى «شترته وحزنته» جعلت له شترًا وحزنًا، كقولك: دهنته وكحلته، إذا جعلت ذلك فيه، ومعنى {ليذلقونك بأبصارهم} ليصيبونك بالعين، وقيل: معناه: «لينظرون إليك نظر البغضاء»، قيل: كانوا ينظرون إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالعداوة والبغضاء حتى كادوا يثقونه بنظرهم.
وقد ذكرنا أن {يبدلنا} «32»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/332]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {لَيَزْلِقُونَكَ} [آية/ 51] بفتح الياء:-
قرأها نافع وحده.
والوجه أن زلفته قد جاء متعديًا من زلق الشيء كما يُقال شتر الرجل وشترته، وحزن وحزنته، وهو قليلٌ.
وقرأ الباقون {لَيُزْلِقُونَكَ} بضم الياء.
والوجه أنه هو الأظهر؛ لأن المشهور هو أن يُقال زلق وأزلقته، والنقل بالهمز أكثر وأوسع). [الموضح: 1289]

قوله تعالى: {وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (52)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:47 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة