قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (23)}
قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)}
قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (25)}
قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (26)}
قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (27)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (الّذي كنتم به تدّعون).
قرأ يعقوب وحده (الّذي كنتم به تدعون) خفيفة ساكنة الدال.
وقرأ الباقون (تدّعون) بتشديد الدال.
[معاني القراءات وعللها: 3/80]
قال أبو منصور: من قرأ (تدعون) فالمعنى: هذا الذي كنتم تستعجلونه وتدعون الله به. تقولون: (إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليمٍ).
ومن قرأ (تدّعون)، فقد جاء في التفسير: (تكذبون).
وتأويله في اللغة: هذا الذي كنتم من أجله تدّعون الأباطيل والأكاذيب، أي: تدّعون أنكم إذا متم وكنتم ترابًا أنكم لا تخرجون.
وقيل: معنى (تدّعون) أي: تمنون.
يقال ادّع عليّ ما شئت، أي: تمن ما شئت). [معاني القراءات وعللها: 3/81]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): ({وقيل هذا الذي كنتم به تدعون}، ساكنة الدال، خفيفة. قرأ به أبو رجاء والحسن والضحاك وعبد الله بن مسلم بن يسار وقتادة وسلاَّم ويعقوب.
قال أبو الفتح: تفسيره –والله أعلم- هذا الذي كنتم به تدعون الله أن يوقعه بكم، كقوله تعالى: {سأل سائل بعذاب واقع}.
ومعنى: {تدعون} –بالتشديد- على القراءة العامة، أي: تتداعون بوقوعه. أي: كانت الدعوى بوقوعه فاشية منكم، كقوله: في معنى العموم: {ولا تنابزوا بالألقاب}. أي: لا يفش هذا فيكم. وليس معنى {تدعون} هنا من ادعاء الحقوق أو المعاملات، إنما {تدعون} بمعنى تتداعون من الدعاء لا من الدعوى قال:
فما برحت خيل تثوب وتدعي
أي تتداعى بينها: يالفلان! ونحو ذلك). [المحتسب: 2/325]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {كُنْتُمْ بِهِ تَدْعُونَ} [آية/ 27] بسكون الدال:-
قرأها يعقوب وحده.
والوجه أنه من الدعاء، أي تدعون الله أن يوقعه بكم.
وقرأ الباقون {تَدَّعُونَ} بتشديد الدال.
والوجه أنه تفتعلون من الدعوى، والمعنى تدعون أنه كذبٌ.
ويجوز أن يكون تفتعلون من الدعاء، فيكون كالأول في المعنى، والمراد
[الموضح: 1284]
تدعون الله بإيقاعه). [الموضح: 1285]
قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (28)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إن أهلكني اللّه (28)
أرسل الياء حمزة وحده وحركها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 3/80]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله: (ومن معي أو رحمنا (28).
فتح الياء ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص عن عاصم وأرسلها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 3/80]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {ومن معي} [28].
أسكنها عاصم وحمزة والكسائي.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/379]
وفتحها الباقون وحفص عن عاصم، وقد ذكرت علته.
وأثبت نافع وحده الياء في رواية ورش {نذيري} و{نكيري} على الأصل.
والباقون حذفوا الياء اتباعًا لرءوس الآي: ومعناه: فكيف كان إنذاري وإنكاري). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/379]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وأبو عمرو وحفص عن عاصم: إن أهلكني الله ومن معي أو [الملك/ 28] بنصب الياءين، وحفص عن عاصم بفتح ياء معي في كلّ القرآن. وقرأ عاصم في رواية أبي بكر والكسائي: إن أهلكني الله محرّكة الياء. وأسكنا جميعا الياء في معي*.
خلف عن المسيّبي عن نافع: إن أهلكني الله ساكنة الياء.
وقرأ حمزة: بإسكان الياءين.
قال أبو علي: التحريك في الياء حسن وهو الأصل، والإسكان لكراهة الحركة في حروف اللين لتجانس ذلك واجتماع الأمثال أو المتقاربة). [الحجة للقراء السبعة: 6/308]
قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آَمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (29)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فستعلمون من هو في ضلالٍ مبينٍ (29).
قرأ الكسائي وحده " فسيعلمون " بالياء.
وقرأ الباقون بالتاء.
وأخبرني أبو بكر عن أبي حاتم أنه قرأ بالتاء " فستعلمون " عاصم والأعشى وأبو عمرو، وزعم أن الياء قرئت، وزعم الكسائي أن عليًّا قرأ بالياء.
قال أبو منصور: من قرأ بالتاء فهو مخاطبة.
ومن قرأ بالياء فللغيبة). [معاني القراءات وعللها: 3/81]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {فستعلمون من هو في ضلال مبين} [29].
قرأ الكسائي وحده بالياء، واحتج بأن عليًا رضي الله عنه قرأها كذلك.
والباقون بالتاء على الخطاب.
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر: {أهلكني الله} محركة الياء.
وكذلك الباقون إلا حمزة، والمسيبي عن نافع فإنهما أسكناها). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/380]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ الكسائي وحده: فسيعلمون من هو [الملك/ 29] بالياء، وقرأ الباقون: بالتاء.
[الحجة للقراء السبعة: 6/307]
حجّة الياء: أن ذكر الغيبة قد تقدّم في قوله: فمن يجير الكافرين من عذاب أليم [الملك/ 28]. والتاء: على قوله: قل لهم ستعلمون). [الحجة للقراء السبعة: 6/308]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فستعلمون من هو في ضلال مبين} 29
قرأ الكسائي {فسيعلمون من هو} بالياء وحجته أن ذكر الغيبة قد تقدم في قوله {فمن يجير الكافرين من عذاب أليم}
وقرأ الباقون {فستعلمون} بالتّاء أي قل لهم وحجتهم قوله {قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي} 28). [حجة القراءات: 716]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {فستعلمون من هو} قرأه الكسائي بالياء، وهو الثاني، رده على لفظ الغيبة التي قبله في قوله: {فمن يجير الكافرين} «28» وقوله: {بل لجوا} «21» وقوله: {وجوه الذين كفروا} «27»، وقرأ الباقون بالتاء لتقدم لفظ الخطاب، وتكرره في قوله: {قل أرأيتم} «28، 30» قبله وبعده، وفي قوله: {جند لكم} و{ينصركم} «20»، و{يرزقكم} «21»، وفي قوله: {أنشأكم وجعل لكم} «23»، وقوله: {ما تشكرون} وفي قوله: {ذرأكم وإليه تحشرون}، وفي قوله: {كنتم} وكلهم قرأ الأول بالتاء، وهو قوله: {فستعلمون كيف} «17»، والاختيار التاء؛ لأن الجماعة على ذلك، ولأنه أبلغ في التهدد والوعيد، لأن من تهددته وتواعدته، وأنت تخاطبه، أخوف ممن بلغه عنك التهدد والوعيد). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/329]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {فَسَيَعْلَمُونَ} [آية/ 29]: بالياء:
قرأها الكسائي وحده.
والوجه أن ذكر الغيبة قد تقدم في قوله {فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ} فأجرى هذا عليه.
وقرأ الباقون {فَسَتَعْلَمُونَ} بالتاء.
والوجه أنه قد تقدم ذكر القول في قوله تعالى {قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آَمَنَّا بِهِ} فحمل هذا عليه على معنى أنه عليه السلام أُمر بأن يخاطبهم بذلك). [الموضح: 1285]
قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (30)}
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين