قوله تعالى: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
وقوله جلّ وعزّ: (يوم يجمعكم ليوم الجمع).
قرأ الحضرمي وحده " يوم نجمعكم " بالنون.
وقرأ الباقون بالياء.
قال أبو منصور: المعنى واحد في النون والياء، الله يجمعنا يوم الجمع.
وروى عن أبي عمرو أنه قرأ " يجمعكم " بسكون العين.
والصحيح عنه الاختلاس عند كثرة الحركات). [معاني القراءات وعللها: 3/73]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (نكفّر عنه سيّئاته وندخله).
قرأ نافع، وابن عامر، والمفضل عن عاصم (نكفر.... وندخله) بالنون جميعًا. وقرأ الباقون بالياء
قال أبو منصور: المعنى واحد في النون والياء، الفعل للّه في القراءتين). [معاني القراءات وعللها: 3/73]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (قال أبو عبد الله: إنما سميت هذه السورة بذلك لقوله: {يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن} [9] ويوم الجمع: يوم القيامة. وذلك أن أهل الجنة غبنوا أهل النار، واستنقصوا عقولهم حين عبدوا مع الله إلها آخر، يقال: غبن الرجل في الشراء والبيع غبنًا، وغبن الرجل رأيه يغبن غبنًا، فالفاعل غابن، والمفعول مغبون). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/371] (م)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- وقوله تعالى: {يكفر عنه سيئاته ويدخله} [9].
قرأ نافع وابن عامر بالنون.
وقرأ الباقون بالياء.
وقد ذكرت نحو ذلك فيما سلف، وإنما ذكرته لأن بعده: {ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه} [11].
فحدثني ابن مجاهد عن السمري عن الفراء، قال: معناه: أن تقول عند المصيبة {إنا لله وإنا إليه راجعون} فتلك هي الهداية.
وقال آخرون: {يهد قلبه} إذا ابتلي صبر، وإذ أنعم عليه شكر، وإذا ظلم عليه غفر.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/371]
وروي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قرأ: {يهدء قلبه} أراد يهداء أي: يسكن، يقال: هدأ يهدأ، والأمر اهدأ يا هذا مثل اقرأ، ويقال: طرقت فلانًا بعد ما هدأت الرجل أي: بعدما نام الناس، وأتيته قبل العطاس أي: وقت السحر قبل أن ينتبه الناس). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/372]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {يوم يجمعكم} [9].
فيه ثلاث قراءات.
روي عن عباس وأبي عمرو بإسكان العين.
وقرأ في سائر الروايات باختلاس الحركة مثل {يأمركم} {وينصركم}.
والباقون يضمون بالإشباع). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/372]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ نافع وابن عامر: نكفر عنه سيئاته وندخله [9] بالنون جميعا، وكذلك روى المفضل عن عاصم بالنون أيضا.
وقرأ الباقون: يدخله بالياء.
حجة الياء: أن الاسم الظاهر قد تقدّم: ومن يطع الله ورسوله يدخله [النساء/ 13، الفتح/ 17] ووجه النون أنه كقولك: سبحان الذي أسرى بعبده [الإسراء/ 1] ثم قال: وآتينا موسى الكتاب [الإسراء/ 2] ). [الحجة للقراء السبعة: 6/295]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وقرأ أبو عمرو: يوم يجمعكم ليوم الجمع [التغابن/ 9] يشمّها شيئا من الضمّ، روى ذلك عبيد وعلي بن نصر،
[الحجة للقراء السبعة: 6/295]
وقال عباس: سألت أبا عمرو فقرأ: يجمعكم* ساكنة العين، الباقون يضمّون العين.
إشمام الضمّ هو أن يخفّف الحركة فلا يمطّطها ولا يشبعها، وأما الإسكان في يجمعكم* فعلى ما يجيز به سيبويه من إسكان الحركة إذا كانت للإعراب، كما يسكنها إذا كانت لغيره، ومثيل ذلك من الشعر قول جرير:
سيروا بني العمّ فالأهواز منزلكم ونهر تيرى ولا تعرفكم العرب وقد ذكرنا ذلك، والحجّة فيما تقدم). [الحجة للقراء السبعة: 6/296]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ومن يؤمن باللّه ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله جنّات} 9
قرأ نافع وابن عامر (نكفر عنه سيئاته وندخله) بالنّون وقرأ الباقون بالياء وحجتهم أن الاسم الظّاهر قد تقدم وهو قوله {ومن يؤمن باللّه ويعمل صالحا} فكذلك قوله {يكفر عنه سيئاته ويدخله جنّات} وحجّة النّون ما تقدم أيضا وهو قوله {والنور الّذي أنزلنا} ويجوز أن يكون النّون كقوله تعالى {سبحان الّذي أسرى بعبده} ثمّ جاء {وآتينا موسى الكتاب} ). [حجة القراءات: 711]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ} [آية/ 9] بالنون:-
قرأها يعقوب وحده.
والوجه أنه على لفظ الجمع المراد به التعظيم، والجامع هو الله تعالى أي نجمعكم نحن، وهذا على موافقة ما بعده من قوله سبحانه {يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ} عند من قرأ بالنون.
وقرأ الباقون {يَجْمَعُكُمْ} بالياء.
والوجه أنه على إسناد الفعل إلى ضمير اسم الله تعالى، وقد تقدم ذكره في قوله {وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}، والمعنى يوم يجمعكم الله). [الموضح: 1273]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ} [آية/ 9] بالنون فيهما:-
قرأها نافع وابن عامر.
والوجه أنه على الإخبار بلفظ الجمع عمن يراد تعظيم شأنه، أي نكفر نحن، كما أن ما قبله كذلك، وهو قوله تعالى {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ} في قراءة يعقوب.
وقرأ الباقون {يُكَفِّرْ عَنْهُ} {وَيُدْخِلْهُ} بالياء فيهما.
والوجه أن المراد يكفر الله عنه سيئاته ويدخله هو جناتٍ). [الموضح: 1274]
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (10)}
قوله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرأ: [يَهْدأ قَلْبَهُ]، مهموزا - عكرمة وعمرو بن دينار.
قال أبو الفتح: أي: يطمئن قلبه، كما قال: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ} ). [المحتسب: 2/323]
قوله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (12)}
قوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (13)}
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين