العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 04:58 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي توجيه القراءات في سورة الحديد

توجيه القراءات في سورة الحديد


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 05:12 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي مقدمات سورة الحديد

مقدمات توجيه القراءات في سورة الحديد

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (سورة الحديد). [معاني القراءات وعللها: 3/54]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( (سورة الحديد) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/349]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ذكر اختلافهم في سورة الحديد). [الحجة للقراء السبعة: 6/266]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (سورة الحديد). [المحتسب: 2/311]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (57 - سورة الحديد). [حجة القراءات: 697]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة الحديد). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/307]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (سورة الحديد). [الموضح: 1244]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مدنية). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/307]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي ثمان وعشرون آية في المدني، وتسع في الكوفي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/307]

ياءات الإضافة والمحذوفة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (ليس فيها ياء إضافة ولا محذوفة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/312]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 05:15 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الحديد

[ من الآية (1) إلى الآية (6) ]
{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (2) هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4) لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ (5) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (6)}


قوله تعالى: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)}
قوله تعالى: {لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (2)}
قوله تعالى: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3)}
قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4)}
قوله تعالى: {لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ (5)}
قوله تعالى: {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (6)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 05:17 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الحديد

[ من الآية (7) إلى الآية (11) ]
{آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (7) وَمَا لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (8) هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (9) وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10) مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (11)}
قوله تعالى: {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (7)}
قوله تعالى: {وَمَا لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (8)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (وقد أخذ ميثاقكم).
قرأ أبو عمرو وحده " وقد أخذ ميثاقكم " بضم الألف والقاف.
وقرأ الباقون (وقد أخذ ميثاقكم). بفتح الألف والقاف.
قال أبو منصور: من قرأ بضم الألف أو فتحها فالفعل لله، هو الذي أخذ ميثاقهم). [معاني القراءات وعللها: 3/54]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- قوله تعالى: {وقد أخذ ميثاقكم} [8].
قرأ أبو عمرو وحده: {وقد أخذ ميقكم}بالرفع على ما لم يسم فاعله.
والباقون: {أخذ ميثاقكم} بالنصب. وأخذ الميثاق على العباد قبل توجيه الرسل هو أن الله تعالى أخرج الذرية من صلب آدم عليه السلام. فقال: {ألست بربكم} فأجابوه بعقل ركبه فيهم {قالوا بلى} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/349]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ أبو عمرو وحده: وقد أخذ ميثاقكم [الحديد/ 8]، رفع، وقرأ الباقون: أخذ ميثاقكم.
حجة من قال: أخذ أنه قد تقدّم: وما لكم لا تؤمنون بالله [الحديد/ 8]، الضمير يعود إلى اسم اللّه عزّ وجلّ. وأمّا أخذ* فإنه يدلّ على هذا المعنى، وقد عرف آخذ الميثاق وأن آخذه اللّه عزّ وجل). [الحجة للقراء السبعة: 6/266]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وما لكم لا تؤمنون باللّه والرّسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد أخذ ميثاقكم} 8
قرأ أبو عمرو {وقد أخذ ميثاقكم} بضم الألف والقاف على
[حجة القراءات: 697]
ما لم يسم فاعله وحجته إجماع الجميع على قوله {ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب}
وقرأ الباقون بفتح الألف والقاف وحجتهم أنه قرب من ذكر الله في قوله {لتؤمنوا بربكم} فأجروا الفعل إلى الله أي وقد أخذ ربكم ميثاقكم). [حجة القراءات: 698]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {وقد أخذ ميثاقكم} قرأه أبو عمرو بضم الهمزة وكسر الخاء، ورفع الميثاق على ما لم يسم فاعله، واتفع «الميثاق» بقيامه مقام الفاعل لـ {أخذ} والفاعل هو الله جل ذكره، وهو الذي أخذ الميثاق على خلقه، والكلام مفهوم لتقدم ذكر الله، لكن الفاعل حذف لدلالة الكلام عليه، وقام «الميثاق» مقامه، ورد الفعل إلى بناء ما لم يسم فاعله، وقرأ الباقون بفتح الهمزة والخاء، ونصب «الميثاق»، وهو الاختيار؛ لأن الجماعة عليه، أضافوا الفعل إلى فاعله، وهو الله جل ذكره، لتقدم ذكره في قوله: {وما لكم لا تؤمنون بالله} فانتصب الميثاق بوقوع الفعل عليه، وهو «أخذ» والتقدير: وقد أخذ الله ميثاقكم، ثم أضمر الاسم لتقدم ذكره). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/307]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {وَقَدْ أَخَذَ} بضم الألف، {مِيثَاقَكُمْ} بالرفع [آية/ 8]:-
قرأها أبو عمرو وحده.
والوجه أنه على إسناد الفعل إلى المفعول به، وإنما لم يسم الفاعل؛ لأنه معلوم أن الذي يأخذ الميثاق هو الله عز وجل، وارتفع {مِيثَاقَكُمْ} بأنه مفعول أقيم مقام الفاعل.
وقرأ الباقون {أَخَذَ} بفتح الألف والخاء، {مِيثَاقَكُمْ} بالنصب.
والوجه أن الفعل مسند إلى ضمير اسم الله تعالى قد تقدم ذكره في قوله تعالى {وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِالله} ). [الموضح: 1244]

قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (9)}
قوله تعالى: {وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وكلًّا وعد اللّه الحسنى).
قرأ ابن عامر (وكلٌّ وعد اللّه الحسنى).
وقرأ الباقون (وكلًّا وعد اللّه الحسنى).
قال أبو منصور: أما قراءة ابن عامر فـ (كلٌّ) ترفعه بما عاد من الهاء المضمر، التقدير: وكلٌّ وعده الله الحسنى.
ومن نصب فقرأ (وكلًّا) نصبه بـ (وعد) ). [معاني القراءات وعللها: 3/54]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {وكلا وعد الله الحسنى} [10].
قرأ ابن عامر وحده: {وكل} بالرفع جعله ابتداء وعدي الفعل إلى ضمير، والتقدير: وكل وعده الله، كما قال الراجز:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/349]
قد أصبحت أم الخيار تدعي = على ذنبًا كله لم أصنع
أراد: لم أصنعه. فخزل الهاء
والباقون: {وكلا} بالنصب: مفعول، لأن قولك كلا وعدت، ووعدت كلا، وضربت زيدًا، وزيدا ضربت سواء فاستعمال اللفظ أحرى من آتباع المضمرات والمعاني). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/350]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: كلهم قرأ: وكلا وعد الله الحسنى [الحديد/ 10] بالنصب، غير ابن عامر فإنه قرأ: وكل وعد الله الحسنى بالرفع.
حجّة النصب بيّن لأنه بمنزلة زيدا وعدت خيرا، فهو مفعول وعدت، وحجّة ابن عامر أن الفعل إذا تقدّم عليه مفعوله لم يقو عمله فيه قوّته إذا تأخّر، ألا ترى أنهم قد قالوا في الشعر: زيد ضربت، ولو تأخر المفعول فوقع بعد الفاعل لم يجز ذلك فيه. ومما جاء من ذلك
[الحجة للقراء السبعة: 6/266]
قول الشاعر.
قد أصبحت أمّ الخيار تدّعي عليّ ذنبا كلّه لم أصنع فرووه بالرفع لتقدّمه على الفعل، وإن لم يكن شيء يمنع من تسلّط الفعل عليه، فكذلك قوله: وكل وعد الله الحسنى يكون على إرادة الهاء وحذفها، كما تحذف في الصّلات والصّفات، فالصّلات نحو: أهذا الذي بعث الله رسولا [الفرقان/ 41] والصفات: واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا [البقرة/ 48] أي: لا تجزيه، ومثل ذلك قول جرير:
وما شيء حميت بمستباح أي: حميته). [الحجة للقراء السبعة: 6/267]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({... وكلا وعد الله الحسنى}
قرأ ابن عامر (وكل وعد الله الحسنى) بالرّفع جعله ابتداء وعدى الفعل إلى ضميره والتّقدير وكل وعده ومن حجّته أن الفعل إذا تقدم عليه مفعوله لم يقو عمله فيه قوته إذا تأخّر ألا ترى أنهم قالوا زيد ضربت
وقرأ الباقون {وكلا وعد الله الحسنى} نصبا على أنه مفعول به وحجّة النصب بيّنة لأنّه بمنزلة زيدا وعدت خيرا فهو مفعول وعدت وتقول ضربت زيدا وزيدا ضربت سواء
أصل هذا الباب أن تقول زيد ضربته هذا حد الكلام لأنّك إذا شغلت ضربت عن زيد بضمير تمّ الفعل والفاعل ومفعوله وصار زيد مرفوعا بالابتداء ويجوز أن تقول زيدا ضربته فتنصبه بإضمار فعل هذا الّذي ذكرته تفسيره كأنّك قلت ضربت زيدا ضربته تنصب زيدا فتقول زيدا ضربت فتشغل الفعل بمفعوله المذكور مقدما لأنّه
[حجة القراءات: 698]
إذا افتقر الفعل إلى مفعوله وذكر ذلك المفعول كان تعليقه به أولى من قطعه عنه فتقول زيدا ضربت وعلى هذا قوله {وكلا وعد الله الحسنى} فإن رفعت زيدا جاز على ضعف وهو أن تضمر الهاء كأنّك قلت زيد ضربته ثمّ تحذف الهاء من الخبر فتقول زيد ضربت وعلى هذا قراءة ابن عامر (وكل وعد الله الحسنى) ). [حجة القراءات: 699]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (2- قوله: {وكلا وعد الله الحسنى} قرأه ابن عامر «وكل» بالرفع، وقرأ الباقون بالنصب.
وحجة من رفع أنه لما تقدم الاسم على الفعل رفع بالابتداء، وقدر مع الفعل «هاء» محذوفة اشتغل الفعل بها، وتعدى إليها، التقدير: وكل وعده الله الحسنى، أي: الجنة. وحذف هذه الهاء إنما يحسن من الصلات، ويجوز في الصفات، ويقبح حذفها من غير ذينك إلا في شعر، وهذه القراءة فيها بُعد لحذف الهاء من غير صلة ولا صفة، وإنما أجاز الرفع من أجازه على القياس، على إجازتهم النصب مع الهاء في قوله: زيدًا ضربته، فكما جاز النصب مع اللفظ
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/307]
بالهاء، كذلك يلزم أن يجوز الرفع مع حذف الهاء، وهو ضعيف على ذلك، ولا يحسن أن يجعل {وعد الله} نعتًا لـ «كل» لأن {كلًا} معرفة؛ إذ التقدير فيها الإضافة إلى المضمر، والتقدير: وكلهم وعد الله الحسنى، وأيضًا فإنه لو كان صفة لبقي المبتدأ بغير خبر.
3- وحجة من نصبه أنه عدى الفعل، وهو «وعد» إلى «كل» فنصبه بـ {وعد} كما تقول: زيدًا وعدت خيرًا، فهو وجه الكلام والمعنى، وهو الاختيار). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/308]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {وَكُلٌّ وَعَدَ الله الْحُسْنَى} [آية/ 10] بالرفع:-
قرأها ابن عامر وحده.
[الموضح: 1244]
والوجه أنه مرفوع بالابتداء، وهو في الأصل مفعول به، إلا أنه لما تقدم على فعله ضعف عمله فارتفع بالابتداء، والجملة التي بعده خبره، والهاء محذوف مقدر، والتقدير: وكل وعده الله الحسنى، ومثله في التقدير قول الشاعر:
170- قد أصبحت أم الخيار تدعي = علي ذنبًا كله لم أصنع
برفع كل، على تقدير الهاء الراجع، والمراد كله لم أصنعه.
وقرأ الباقون {وَكُلًّا وَعَدَ الله الْحُسْنَى} بالنصب.
والوجه أن {وَكُلًّا} مفعول به مقدم، فهو نصب لذلك، كما تقول: زيدًا وعدت خيرًا، والتقدير: وعدت زيدًا خيرًا). [الموضح: 1245]

قوله تعالى: {مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (11)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {فيضاعفه} [11].
قرأ ابن كثير وابن عامر {فيضعفه} بغير ألف غير أن ابن كثير يرفع وابن عامر ينصب.
وقرأ الباقون {فيضاعفه} بألف. وقد ذكرت علة ذلك في (البقرة) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/350]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن كثير وابن عامر: فيضعفه [الحديد/ 11] مشدّدة بغير ألف. ابن كثير يضمّ الفاء وابن عامر يفتح الفاء.
قال: وعاصم يقرأ: فيضاعفه بألف وفتح الفاء. وقرأ نافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي: فيضاعفه* بالألف وضمّ الفاء.
قال أبو علي: يضاعفه، ويضعفه بمعنى، فأما الرفع في:
[الحجة للقراء السبعة: 6/267]
فيضاعف فهو الوجه، لأنه محمول على: يقرض، أو على الانقطاع من الأول، كأنه: فهو يضاعف، ولا يكون النصب في هذا كما كان في قولك: أتقوم فأحدّثك؟ لأن القيام غير متيقّن فالمعنى: أيكون منك قيام فحديث منّي؟، وليس ما في الآية كذلك، ألا ترى أنه من قال:
من ذا الذي يقرض الله [الحديد/ 11] فالقرض ليس مسئولا عنه، وإنما المسئول عنه الفاعل، وعلى هذا أجازوا: أيّهم سار حتى يدخلها، ولم يجز سيبويه النصب في يدخل، لأن السير متيقن غير مسئول عنه، وإنما السؤال عن الفاعل، فكذلك في قوله: من ذا الذي يقرض فيضاعف له. لا يكون في يضاعف إلا الرفع، كما لم يكن في يدخل بعد حتى إلا الرفع. ومن نصب فقال: فيضاعفه لم يكن الوجه، وإنما هو مما يجوز في الشعر في نحو قوله:
وألحق بالحجاز فأستريحا ألا ترى أن المعطوف عليه موجب في موضع تيقّن، ولكن يحمل قول الذي نصب، فقال: يضاعفه على المعنى، لأنه إذا قال أحد: من ذا الذي يقرض، فكأنه قد قال: أيقرض اللّه أحد قرضا فيضاعفه له؟ وإن لم يحمله على ما ذكرنا من المعنى لم يستقم، فالوجه في قراءة: فيضاعفه ما عليه الأكثر من الرفع في: فيضاعفه*). [الحجة للقراء السبعة: 6/268]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({من ذا الّذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له} 11
قرأ ابن كثير وابن عامر (فيضعفه) بالتّشديد إلّا أن ابن كثير رفع الفاء ونصبها ابن عامر
وقرأ عاصم {فيضاعفه} بالألف وفتح الفاء
وقرأ الباقون بالألف والرّفع ضاعف وضعف بمعنى واحد فأما الرّفع في {فيضاعفه} فهو الوجه لأنّه محمول على {يقرض} أو على الانقطاع من الأول فكأنّه قال فهو يضاعف ومن نصب فعلى جواب الاستفهام ويحمله على المعنى لأنّه إذا قال {من ذا الّذي يقرض الله} فكأنّه قال أيقرض الله أحد قرضا فيضاعفه). [حجة القراءات: 699]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {فيضاعفه له} قرأه عاصم وابن عامر بالنصب، وقرأ الباقون بالرفع، وقد تقدمت الحجة في ذلك في البقرة لكن أعيد شرحها، لأنه موضع مشكل.
فحجة من نصب أنه حمل الكلام على المعنى، لأن المعنى: من ذا الذي يقرض الله، أيقرض الله أحد فيضاعفه له، فنصب، لأنه جواب الاستفهام بالفاء، كما تقول: أتقوم فأحدثك، فتنصب «أحدثك» لأن القيام غير متيقن، والمعنى: أيكون منك قيام فحديث مني لك، والثاني جواب الاستفهام وأخواته محمول على مصدر الأول لما امتنع حمله على العطف على لفظ الأول، وهو الفعل، لئلا يصير استفهامًا كالأول، فيتغير المعنى، وتصير مستفهمًا عن نفسك، وذلك محال، إنما أنت مستفهم عن وقوع الفعل الأول من غيرك، ومخبر عن نفسك بوقوع فعل منك إن وقع الأول فوجب العطف على معنى الأول دون لفظه لهذا المعنى، وهو معنى لطيف، فافهمه، فحمل في العطف على معناه ليصح الجواب، والعطف بالفاء، فلما حمل على معنى الأول، وهو المصدر، احتيج إلى إضمار «أن» بعد الفاء، لتكون مع الفعل الثاني مصدرًا، فتعطف مصدرًا على
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/308]
مصدر، فيصح المعنى والإعراب، فلما أضمرت «أن» نصبت بها الفعل، فهذا شرح علة النصب في جواب الاستفهام والأمر والنهي والعرض وشبهه بالفاء، فالقراءة بالنصب في {فيضاعفه له} محمول على معنى الكلام لا على لفظه، والحمل على معنى الكلام محمول على معنى المعنى أيضًا دون لفظه، فافهمه، فإنه مشكل في العربية، فالنصب في الآية محمول على معنى الآية، ثم على معنى المعنى.
5- وحجة من رفع، وهو الاختيار، أنه لما رأى الاستفهام في قوله: {من ذا الذي يقرض الله} إنما هو على الأشخاص دون القرض فلم يستقم نصب الجواب؛ إذ ألف الاستفهام لم تدخل على فعل فيقع الجواب بفعل، إنما دخلت على الاسم، فلا يجاوب الاسم بفعل، لو قلت: أزيد في الدار تكرمه، لم يحسن نصب «تكرمه» على جواب الاستفهام، فالرفع فيه على القطع على معنى: فهو يقرضه، إذ الاستفهام فيه بمعنى الشرط، ورفعه على معنى الاستفهام الحقيقي، على العطف على «يقرض»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/309]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {فَيُضَعِّفَهُ} [آية/ 11] بالتشديد من غير ألف، وبالنصب:-
قرأها ابن عامر ويعقوب، وتابعهما ابن كثير على ترك الألف، غير أنه يرفع الفاء.
وقرأ الباقون {فَيُضَاعِفَهُ} بالألف، وبالرفع غير عاصم فإنه نصبها مثل ابن عامر ويعقوب.
[الموضح: 1245]
والوجه فيهما قد تقدم في سورة البقرة، وذكرنا أن ضاعف وضعف لغتان، وأن الرفع في الكلمة هو الوجه؛ لأنه معطوف على {يُقْرِضُ}، أو مستأنف. وأن النصب ليس بالقوي؛ لأنه يكون على الجواب بالفاء، وهو غير متوجه ههنا، إلا إذا حمل على المعنى؛ لأنه إذا قال {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ}؟ فإن السؤال وقع عن المقرض، والإقراض ليس بمسئول عنه، فيجاب بالفاء، بل الإقراض وقع موجبًا فلا يستقيم أن يقع جواب الموجب بالفاء، اللهم إلا أن يحمل على المعنى فيقال: إن قوله {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ الله قَرْضًا} معناه أيقرض الله أحد قرضًا؟ فإذا حمل على هذا صح حينئذ أن يجاب بالفاء، فكأنه قال أيقرض الله أحد قرضًا فيضاعفه؟؛ لأنه يكون الإقراض على هذا مسئولاً عنه). [الموضح: 1246]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 05:20 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الحديد

[ من الآية (12) إلى الآية (15) ]
{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاء أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ (14) فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (15)}

قوله تعالى: {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرأ: [بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِإيْمَانِهِم]، بكسر الهمزة - سهل بن شعيب النهمي.
قال أبو الفتح: قوله [بِإيْمَانِهِمْ] معطوف على قوله: {بَيْنَ أَيْدِيهِمْ}.
فإن قلت: فإن قوله: {بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} ظرف، وقوله: [بِإيْمَانِهِمْ] ليس ظرفا. ألا ترى أنه ليس معناه يسعر في إيمانهم؟ فكيف يجوز أن يعطف على الظرف ما ليس ظرفا، وقد علمت أن العطف بالواو نظير التثنية، والتثنية توجب تماثل الشيء؟
قيل: الظرف الذي هو بين أيديهم معناه الحال، وهو متعلق بمحذوف، أي: يسعى كائنا بين أيديهم، وليس بين أيديهم متعلقا بنفس يسعى، كقولك: سعيت بين القوم، وسعيت في حاجتي. وإذا كان الظرف هنا في موضع الحال جاز أن يعطف عليه الباء وما جرته، حتى كأنه قال: يسعى كائنا بين أيديهم، وكائنا بإيمانهم؛ أي: إنما حدث السعى كائنا بإيمانهم، كقول الله تعالى : {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ}، أي: ذلك كائن بذلك.
فعلى هذا التقدير يجب أن يكون قوله: [وبإيمانهم]. فأما أن يعلق "بين" بنفس "يسعى" يعطف عليه [بإيمانهم] فلا؛ لما تقدم). [المحتسب: 2/311]

قوله تعالى: {يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (للّذين آمنوا انظرونا).
[معاني القراءات وعللها: 3/54]
قرأ حمزة وحده " أنظرونا " بقطع الألف، وكسر الظاء.
وقرأ الباقون " انظرونا "
موصولة الألف، مضمومة الظاء.
قال أبو منصور: أما وجه قراءة حمزة (أنظرونا) بالقطع فمعناه: أمهلونا.
وقد قيل: يكون (أنظرونا) بمعنى: انتظرونا.
ومنه قول عمرو بن كلثوم:
أبا هندٍ فلا تعجل علينا... وأنظرنا نخبًرك اليقينا
أي: أمهلنا.
ومن قرأ (انظرونا) فمعناه: انتظرونا لا اختلاف فيه عند اللغويين.
يقال: أنظرت فلانًا أنظره، إذا انتظرته.
وكان أبو حاتم ينكر (أنظرونا) أشد الإنكار وقال: لا معنى للتأخير ههنا. وهو كما قال إن شاء الله.
والقراءة المختارة (انظرونا) بضمة موصولة). [معاني القراءات وعللها: 3/55]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {للذين ءامنوا انظرونا} [13].
قرأ حمزة وحدة: {أنظرونا} بقطع الألف وفتحها.
وقرأ الباقون بوصل الألف، فمعنى قراءة حمزة: أمهلونا أخرونا، قال الشاعر:
أبا هند فلا تعجل علينا = وانظرنا نخبرك اليقينا
والباقون جعلوه من الانتظار كقوله: {غير ناظرين إناه} ويقال نظرته معنى انتظرته. ونظرت إليه بعيني. وقد جاء: نظرته بعيني. وهذا حرف
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/350]
غريب، قال فضالة بن عبد الله الغنوي:
خرجت سواسية مساو أمها = خلوا تطير كما تطير السوذق
فأبيت أنظرها فما أبصرتها = مما ترفع في السراب وتفرق
[أراد أبصرها]، وفي هذا البيت شاهد آخر: أن السواسية المستويات في الخير ردًا على من قال: إن السواسية المستوون في الشر). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/351]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ حمزة وحده: للذين آمنوا أنظرونا [الحديد/ 13] مكسورة الظاء.
وقرأ الباقون: للذين آمنوا انظرونا موصولة.
ليس النظر الرؤية التي هي إدراك البصر، إنما هو تقليب العين نحو الجهة التي فيها المرئيّ المراد رؤيته، ممّا يدلّ على ذلك قوله:
فيا ميّ هل يجزى بكائي بمثله مرارا وأنفاسي إليك الزوافر وأنّي متى أشرف من الجانب الذي به أنت من بين الجوانب ناظر فلو كان النظر الرؤية لم يطلب عليه الجزاء، لأن المحبّ لا يستثيب من النظر إلى محبوبه شيئا بل يريد ذلك ويتمنّاه، ويدلّ على ذلك قول الآخر:
ونظرة ذي شجن وامق إذا ما الركائب جاوزن ميلا فهذا على التوجّه إلى الناحية التي المحبوب فيها، وتقليب البصر نحوها لما يعالج من التلفّت والتقلّب. كقول الآخر:
[الحجة للقراء السبعة: 6/269]
ما سرت ميلا ولا جاوزت مرحلة إلا وذكرك يلوي كابيا عنقي وما يبيّن أن النّظرة ليست الرؤية أن الركاب إذا حاذت هذه المسافة أو جاوزتها لم تقع الرؤية على من صار من الرائي بهذه المسافة. فأما قوله: ولا ينظر إليهم يوم القيامة [آل عمران/ 77]، فالمعنى: أنه سبحانه لا ينيلهم رحمته، وقد تقول: أنا أنظر إلى فلان، إذا كنت تنيله شيئا، ويقول القائل: انظر إليّ نظر اللّه إليك، يريد:
أنلني خيرا أنالك اللّه.
ونظرت بعد يستعمل وما تصرف منه على ضروب، أحدها: أن تريد به: نظرت إلى الشيء فيحذف الجار، ويوصل الفعل، من ذلك ما أنشد أبو الحسن:
ظاهرات الجمال والحسن ينظر ن كما ينظر الأراك الظباء المعنى: ينظرن إلى الأراك، فحذف الجار الذي في نحو قوله:
نظرن إلى أظعان ميّ كأنها
[الحجة للقراء السبعة: 6/270]
والآخر: أن يريد به تأمّلت وتدبرت، فهو فعل غير متعدّ، فمن ذلك قولهم: اذهب فانظر زيدا أبو من هو؟ فهذا يراد به التأمّل، من ذلك قوله عزّ وجلّ: انظر كيف ضربوا لك الأمثال [الإسراء/ 48]، انظر كيف يفترون على الله الكذب [النساء/ 50]، انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض [الإسراء/ 21].
وقد يتعدّى هذا بالجار كقوله: أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت [الغاشية/ 17]، فهذا أحضّ على التأمّل، وتبين وجه الحكمة فيه، وقد يتعدّى بفي، وذلك نحو قوله: أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض [الأعراف/ 185]، فهذا كقوله: أولم يتفكروا في أنفسهم [الروم/ 8].
فأما قوله:
ولما بدا حوران والآل دونه نظرت فلم تنظر بعينيك منظرا ويجوز أن يكون نظرت فلم تنظر، أي: نظرت فلم تر بعينيك منظرا لغرقه في الآل كقوله:
ترى قورها يغرقن في الآل مرّة وآونة يخرجن من غامر ضحل وقد يجوز أن يعنى بالنظر الرؤية على الاتّساع، لأن تقليب
[الحجة للقراء السبعة: 6/271]
البصر نحو المبصر تتبعه الرؤية، وقد يجري على الشيء لفظ ما يتبعه، ويقترن به كقولهم للمرأة: راوية، وكقولهم للفناء: عذرة، وكقولهم لذي بطن الإنسان: غائط وإنما الغائط: المطمئن من الأرض المستقل، وقد يكون: نظرت فلم تنظر، مثل: تكلّمت فلم تكلّم، أي: لم تأت بكلام على حسب ما يراد، أي: لم يقع الموقع الذي أريد، فكذلك: نظرت فلم تنظر منظرا كما تريد، أو: لم تر منظرا يروق.
وضرب آخر من نظرت: أن يريد به انتظرته، من ذلك قوله: إلى طعام غير ناظرين إناه [الأحزاب/ 53]، أي: غير منتظرين إدراكه وبلوغه، ومن ذلك قول الشاعر:
ما زلت مذ أشهر السّفّار أنظرهم مثل انتظار المضحي راعي الإبل يدلّك على ذلك قوله: مثل انتظار المضحّي، المعنى: انتظرتهم انتظارا مثل انتظار المضحي، فقد تبينت أنه أراد بنظرت: انتظرت، وقد يجيء فعلت وافتعلت بمعنى كثيرا، كقولهم: شويت واشتويت، وحضرت واحتضرت، ومن ذلك قول الفرزدق:
نظرت كما انتظرت اللّه حتى كفاك الماحلين لك المحالا
[الحجة للقراء السبعة: 6/272]
يريد: انتظرت كما انتظرت، وقد يكون: انظرت في معنى انتظرت، تطلب بقولك أنظرني التنفيس الذي يطلب بالانتظار، من ذلك قوله:
أبا هند فلا تعجل علينا وأنظرنا نخبّرك اليقينا ومن ذلك قوله: قال أنظرني إلى يوم يبعثون [الأعراف/ 14] إنما هو طلب الإمهال والتسويف، فالمطلوب بقوله: وأنظرنا نخبّرك اليقينا: تنفيس، وفي قوله: أنظرني إلى يوم يبعثون تسويف وتأخير، وكذلك قوله: انظرونا نقتبس من نوركم [الحديد/ 13] نفّسونا نقتبس، وانتظروا علينا، وكذلك ما جاء في الحديث من إنظار المعسر، فهذا وإن كان التأخير يشملها فهو على تأخير دون تأخير، وليس تسرّع من تسرع إلى تخطئة من قال: انظرونا بشيء، وليس ينبغي أن يقال فيما لطف إنه خطأ، وهو زعموا قراءة يحيى بن وثّاب والأعمش). [الحجة للقراء السبعة: 6/273]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({يوم يقول المنافقون والمنافقات للّذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم} 13
قرأ حمزة {للّذين آمنوا انظرونا} بقطع الألف أي أمهلونا كما تقول أنظرني حتّى أصنع كذا وكذا يقول أنظرتك أي أمهلتك وقال الفراء وقد قيل إن معنى {انظرونا} أي انتظرونا أيضا قال والعرب تقول أنظرني وهو يريد انتظرني
[حجة القراءات: 699]
وقرأ الباقون {للّذين آمنوا انظرونا} أي بوصل الألف أي انتظرونا كما قال {غير ناظرين إناه} أي غير منتظرين إدراكه). [حجة القراءات: 700]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (6- قوله: {آمنوا انظرونا} قرأ حمزة بقطع الالف من {انظرونا} وكسر الظاء، وجعله من «الإنظار» وهو التأخير والإمهال، كقوله: {أنظرني إلى يوم يبعثون} «الأعراف 14» أي: أخرني وأمهلن، وقرأ الباقون بوصل الألف وضم الظاء، جعلوه من النظر، نظر العين). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/309]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا} [آية/ 13] بقطع الألف وكسر الظاء:-
قرأها حمزة وحده.
والوجه أن المعنى أمهلونا ونفسونا، والإنظار: الإمهال، قال عمرو بن كلثوم:
171- أبا هند فلا تجعل علينا = وأنظرنا نخبرك اليقينا
[الموضح: 1246]
أي أمهلنا
وقيل إن أنظرت بمعنى انتظرت مسموعٌ أيضًا، والكلمتان متقاربتان؛ لأن التنفيس الذي يكون في الإنظار حاصلٌ في الانتظار، كذا ذكره أبو علي.
وقرأ الباقون {انْظُرُونَا} بوصل الألف وضم الظاء.
والوجه أن معناه انتظرونا، يقال نظرته إذا انتظرته، وقد يجيء فعلت وافتعلت بمعنى واحدٍ، كقولك شويت واشتويت). [الموضح: 1247]

قوله تعالى: {يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاء أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ (14)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة سماك بن حرب: [وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغُرُورُ]، بضم الغين.
[المحتسب: 2/311]
قال أبو الفتح: هو كقوله: وغركم بالله الاغترار، وتقديره على حذف المضاف، أي: وغركم بالله سلامة الاغترار، ومعناه سلامتكم منه مع اغتراركم). [المحتسب: 2/312]

قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (15)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (قوله جلّ وعزّ: (فاليوم لا يؤخذ منكم فديةٌ).
قرأ ابن عامر ويعقوب " لا تؤخذ منكم " بالتاء.
وقرأ الباقون " لا يؤخذ منكم "بالياء.
قال أبو منصور: من قرأ (لا تؤخذ منكم) بالتاء فلتأنيث الفدية.
ومن قرأ بالياء. ذهب به إلى الفداء.
وكلٌّ جائز، فاقرأ كيف شئت). [معاني القراءات وعللها: 3/56]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (9- وقوله تعالى: {فاليوم لا يؤخذ منكم فدية} [15].
قرأ ابن عامر وحده: {لا تؤخذ} بالتاء.
والباقون بالياء. فمن ذكر قال: تأنيث الفدية غير حقيقي. ومن أنث رده على اللفظ.
وحدثني أحمد على عن أبي عبيد أن أبا جعفر قرأ {تؤخذ} بالتاء.
قال أبو عبيد: اختياري الياء لكثرة القراءة بها، ولإيثارنا للتذكير في جميع القرآن). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/352]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ابن عامر في رواية هشام: فاليوم لا تؤخذ [الحديد/ 15]، ابن ذكوان: بالياء، وكذلك الباقون: بالياء.
التاء حسن لتأنيث الفاعل، والياء حسن للفصل الواقع بين الفعل والفاعل، وأن التأنيث ليس بحقيقي). [الحجة للقراء السبعة: 6/276]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الّذين كفروا}
قرأ ابن عامر (فاليوم لا تؤخذ منكم فدية) بالتّاء لتأنيث الفدية وسقط السّؤال
وقرأ الباقون لا يؤخذ منكم بالياء للفصل الواقع بين الفعل والفدية فصار الفعل عوضا عن التّأنيث وقيل إن التّأنيث ليس يحقيقي إنّما أراد الفداء كقوله {وأخذ الّذين ظلموا الصّيحة} ). [حجة القراءات: 700]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (7- قوله: {لا يؤخذ منكم فدية} قرأه ابن عامر بالتاء، لتأنيث «الفدية»، وقرأ الباقون بالياء، لأجل التفرقة بين الفعل و«الفدية»؛ ولأن «الفدية» والفداء سواء، فحمل على المعنى، ولأن «الفدية» تأنيثها غير
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/309]
حقيقي، فحسن فيها التذكير، وقد مضى له نظائر كثيرة، وهو الاختيار لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/310]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ} [آية/ 15] بالتاء:-
قرأها ابن عامر ويعقوب.
والوجه أن التأنيث لأجل الفدية، لأن الفدية مصدرٌ مؤنثٌ لمكان التاء، فإذا أسند الفعل إليه جاز إلحاق علامة التأنيث به.
وقرأ الباقون {فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ} بالياء.
والوجه أن الفدية تأنيثها غير حقيقيٍ؛ لأنه مصدرٌ، فهو بمعنى الفداء، ثم
[الموضح: 1247]
إنه فُصل بين الفعل وما أسند إليه بالجار والمجرور، وهو قوله {مِنْكُمْ}، فجاز ترك العلامة). [الموضح: 1248]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 05:21 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الحديد

[ من الآية (16) إلى الآية (19) ]
{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (16) اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (17) إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ (18) وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (19)}

قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (16)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وما نزل من الحقّ).
قرأ نافع، وحفص، والمفضل عن عاصم (وما نزل من الحقّ) خفيفة.
وقرأ الباقون " نزّل " مشددة، وروى عباس عن أبي عمرو (وما نزّل من الحقّ) بضم النون.
قال أبو منصور: من قرأ (ما نزل من الحقّ) فهو من: نزل ينزل نزولاً.
ومن قرأ (وما نزّل من الحقّ) فالفعل لله، أي: وما نزّل الله من الحق.
ومن قرأ (وما نزّل) فهو على ما لم يسم فاعله، ونزّل بأمر اللّه). [معاني القراءات وعللها: 3/55]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {وما نزل من الحق} [16].
قرأ نافع وحفص عن عاصم: {وما نزل من الحق} مخففًا.
وقرأ الباقون: {وما نزل} مشددًا وهو الاختيار، لأن في حرف عبد الله {وما أنزل} بألف فأنزل ونزل بمعنى مثل كرم وأكرم.
وفيها قراءة ثالثة سمعت ابن مجاهد يقول روي عباس عن أبي عمرو {وما نزل من الحق} بالضم والتشديد على ما لم يسم فاعله). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/351]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ نافع وحفص والمفضل عن عاصم: وما نزل من الحق [الحديد/ 16] خفيفة نصب.
وقرأ الباقون، وأبو بكر عن عاصم: وما نزل مشدّدة، وروى
[الحجة للقراء السبعة: 6/273]
عباس عن أبي عمرو: وما نزل من الحق مرتفعة النون مكسورة الزاي. قال أبو علي: من خفّف وما نزل من الحق فعلى نزل ذكر مرفوع بأنه الفاعل، ويعود إلى الموصول، ويقوّي التخفيف قوله:
وبالحق نزل [الإسراء/ 105].
ومن قال: وما نزل فشدّدها على الفعل الضمير العائد إلى اسم اللّه عزّ وجلّ، والعائد إلى الموصول الضمير المحذوف من الصلة كالذي في قوله: وسلام على عباده الذين اصطفى [النمل/ 59] أي: اصطفاهم. وحجة ذلك كثرة ما في القرآن من ذكر التنزيل.
ومن قرأ: وما نزل فالعائد إلى الموصول: الذكر المرفوع في نزل* وذلك الذكر مرفوع بالفعل المبني للمفعول، وما* الذي هو الموصول في كل ذلك في موضع جرّ بالعطف على الجار في قوله:
أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل [الحديد/ 16] ). [الحجة للقراء السبعة: 6/274]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن: [أَلَمَّا يَأْنِ لِلَّذِينَ]، مثقلة.
قال أبو الفتح: أصل "لما" لم، زيد عليها ما، فصارت نفيا لقوله: قد كان كذا، و"لم" ونفي فعل. تقول: قام زيد، فيقول المجيب بالنفي: لم يقم. فإن قال: قد قام. قلت: لما يقم، لما زاد في الإثبات "قد"- زاد في النفي "ما"، إلا أنهم لما ركبوا "لم" مع "ما" - حدث لها معنى ولفظ.
أما المعنى فإنها صارت في بعض المواضع ظرفا، فقالوا: لما قمت قام زيد، أي: وقت قيامك قام زيد.
وأما اللفظ. فلأنها جاز أن يقف عليها دون مجزومها، كقولك: جئت ولما، أي: ولما تجئ. ولو قلت: جئت ولم-لم يجز.
فإن قلت: فقد علمنا أن أصل لما - على ما وصفت -"لم" و"ما" - حدث لها معنى ولفظ.
أما المعنى فإنها صارت في بعض المواضع ظرفا، فقالوا: لما قمت قام زيد، أي: وقت قيامك قام زيد.
وأما اللفظ. فلأنها جاز أن يقف عليها دون مجزومها، كقولك: جئت ولما، أي: ولما تجيء. ولو قلت: جئت ولم - لم يجز.
فإن قلت: فقد علمنا أن أصل لما -على ما وصفت - "لم" و"ما"، وهما حرفان، وأما الظرف فاسم، فكيف جاز للحرف أن يستحيل، فيصير اسما؟
قيل: كما استحال الاسم لما ركب مع الحرف، فاعتد مجموعهما حرفا في قولهم: إذ ما تقم أقم. ألا ترى أن سيبويه ذكر "إذ ما" في الحرف، وقرنها بإن في الشرط؟ وذلك أن التركيب يحدث للمركبين حكما مستأنفا، ويخلقه خلقا مرتجلا. ألا ترى إلى قولهم: بأبأت الصبي: إذا قلت له: بأبي أنت، والباء في أوله مزيدة للجر، والثانية أيضا قد يمكن أن تكون للجر كررت، إلا أنك إذا مثلت قلت: هو فعللت، فجعلت الباء الزائدة للجر مقابلة للفاء؟ وكذلك قولهم: بسملت، فالباء من قولهم: "بسم الله"، والسين فاء "اسم"، واللام عين إله، ثم إنك إذا مثلت بسملت قلت: هو فعللت، ومثله حوقلت: إذا قلت: لا حول ولا قوة إلا بالله، ومثال حرقلت: فوعلت، والواو -كما ترى- زائدة،
[المحتسب: 2/312]
وهي عين حول في الأصل. أفلا ترى إلى استحالة أحوال الحروف من الزيادة إلى الأصل، ومن الأصل إلى الزيادة؟ وهذا كقول الله سبحانه: {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَر} ). [المحتسب: 2/313]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ألم يأن للّذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق} 16
قرأ نافع وحفص {وما نزل من الحق} بالتّخفيف بمعنى وما جاء من الحق يعنون القرآن الّذي نزل من عند الله تعالى
وحجتهما قوله {وبالحق نزل} فرد ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه أولى
وقرأ الباقون {وما نزل من الحق} بالتّشديد وحجتهم ذكر الله قبله في قوله {أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل} أي وما نزل الله من الحق). [حجة القراءات: 700]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (8- قوله: {وما نزل من الحق} قرأه نافع وحفص بالتخفيف، أضافا الفعل إلى «ما» وهو القرآن، وفي {نزل} ضمير {ما} يعود عليها، وهو القرآن، وقد أجمعوا على قوله: {وبالحق نزل} «الإسراء 105»، وهو القرآن، وقرأ الباقون «نزّل» بالتشديد، أضافوا الفعل إلى الله جل ذكره، لتقدم ذكره في قوله: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق}، أي: لما أنزل الله من الحق، وهو القرآن، فهو مفعول به في المعنى، وفي الكلام «هاء» محذوفة تعود على {ما} في القراءة بالتشديد، و{ما} في موضع خفض على العطف على ذكر الله، والتقدير: ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله، وللذي نزَّل الله من الحق، أي: نزله، وحذفت الهاء من الصلة لطول الاسم، وهو حسن كثير في القرآن). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/310]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} [آية/ 16] بالتخفيف:-
قرأها نافع و-ص- عن عاصم.
والوجه أن نزل لازمٌ، وفيه ضميرٌ يعود إلى {مَا} الموصولة، وقد بُين ذلك الضمير بقوله {مِنَ الْحَقِّ}، و{مَا} معطوفة على المجرور في قوله {لَذِكْرُ الله}، كأنه قال: أن تخشع لذكر الله ولما نزل من الحق، أي للنازل من الحق.
وقرأ الباقون {وَمَا نَزَلَ} مشددةً.
والوجه أن نزل بالتشديد متعدي نزل، يقال نزل ونزلته وأنزلته، والمعنى وما نزل الله من الحق، ففي الفعل ضميرٌ يعود إلى اسم الله الذي تقدم في قوله تعالى {لَذِكْرُ الله}، والضمير المنصوب الذي هو مفعول نزل محذوفٌ، والتقدير وما نزله الله من الحق). [الموضح: 1248]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} [آية/ 16] بالتاء:-
رواها يس- عن يعقوب.
والوجه أنه على الخطاب، وهو نهيٌ، فيجوز أن يكون خطابًا للمؤمنين
[الموضح: 1248]
ويكون على إضمار القول، أي وقل لهم: لا تكونوا كالذين أوتوا الكتاب، ويجوز أن يكون خطابًا للمنافقين فيكون محمولاً على ما تقدم من الخطاب لهم.
وقرأ الباقون {وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ} بالياء، إلا أن ابن عامر قد اختلف عنه فيه.
والوجه في الياء أن قوله {وَلَا يَكُونُوا} عطفٌ على قوله {تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ}، والمعنى: ألم يأن لهم أن تخشع قلوبهم وأن لا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب، فعلى هذا تكون النون محذوفةً من الفعل للنصب، وفي الأول محذوفةً للجزم). [الموضح: 1249]

قوله تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (17)}
قوله تعالى: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ (18)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إنّ المصّدّقين والمصّدّقات).
قرأ ابن كثير، وأبو بكر عن عاصم (إنّ المصدّقين والمصدّقات) بتخفيف الصاد. وسائر القراء شددّوا الصاد والدال.
قال أبو منصور: من شدد الصاد فالمعنى: إنّ المتصدقين والمتصدقات. فأدغمت التاء في الصاد وشددت.
ومن قرأ (المصدّقين والمصدّقات) بتخفيف الصاد، فمعناه من التّصديق، كأنه قال: إن المؤمنين والمؤمنات، أي: الذين صدّقوا الله ورسوله، والإيمان والتصديق واحد، ويقال للذي يقبض الصدقات: مصدق. بتخفيف الصاد. فأما الذي يعطي الصدقة المسكين فهو متصدّق، ومصّدّق.
قال اللّه: (وتصدّق علينا إنّ اللّه يجزي المتصدّقين (88).
ولم يقل: صدّق علينا). [معاني القراءات وعللها: 3/56]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6 - وقوله تعالى: {إن المصدقين والمصدقات} [18].
قرأ ابن كثير وعاصم في رواية أبي بكر مخففة الصاد.
وقرأ الباقون مشددًا في الحرفين جميعًا أرادوا: المتصدقين فأدغموا التاء في الصاد فالتشديد من جلل ذلك، وليس في الدال اختلاف؛ لأنه على وزن تفعل تصدق مثل تكبر، وتجبر، ومن خفف حذف التاء اختصارًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/351]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن كثير وعاصم في رواية أبي بكر: إن المصدقين والمصدقات [الحديد/ 18] خفيف.
وقرأ الباقون وحفص عن عاصم، مشدّدة الصاد فيهما.
قال أبو علي: من خفّف فقال: إن المصدقين فمعناه: إن المؤمنين والمؤمنات، وأما قوله: وأقرضوا الله قرضا حسنا [الحديد/ 18] فهو في المعنى كقوله: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات [الكهف/ 107] لأن إقراض اللّه من الأعمال الصالحة.
[الحجة للقراء السبعة: 6/274]
ومن حجّة من قال: المصدقين* فخفّف، أنه أعمّ من المصدقين، ألا ترى أن المصدقين مقصور على الصدقة، والمصدقين* تعمّ التصديق والصادقة، لأن الصدقة من الإيمان فهو أذهب في باب المدح.
ومن حجة من ثقّل فقال: المصدقين والمصدقات أنهم زعموا أن في حرف قراءة أبيّ: إن المتصدقين والمصدقات ومن حجتهم أن قوله: وأقرضوا الله قرضا حسنا [الحديد/ 18] اعتراض بين الخبر والمخبر عنه، والاعتراض بمنزلة الصفة، فهو للصدقة أشدّ ملاءمة منه للتصديق، وليس التخفيف كذلك، لأن الإيمان ليس الإقراض فقط، بل هو أشياء أخر، والإقراض منه.
ومن حجة من خفّف فقال: المصدقين* أن يقول، لا نحمل قوله: وأقرضوا على الاعتراض، ولكنّا نعطفه على المعنى، ألا ترى أن المصدّقين والمصدّقات معناه إن الذين صدّقوا، فكأنّه في المعنى:
إن المصدّقين وأقرضوا، فحمل وأقرضوا على المعنى لما كان معنى المصدّقين الذين صدّقوا، فكأنه قال: إن الذين صدّقوا وأقرضوا). [الحجة للقراء السبعة: 6/275]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا} 18
قرأ ابن كثير وابو بكر {إن المصدقين والمصدقات} بتخفيف الصّاد فيهما أي المؤمنين والمؤمنات الّذين صدقوا الله ورسوله
وقرأ الباقون {إن المصدقين والمصدقات} بتشديد الصّاد فيهما أرادوا المتصدقين والمتصدقات فأدغموا التّاء في الصّاد وحجتهم أن في حرف أبي (إن المتصدقين والمتصدقات) بتاء ظاهرة فهي حجّة لمن قرأ بالتّشديد وأخرى وهي في قوله {وأقرضوا الله قرضا حسنا} وذلك أن القرض هو أشبه بالصّدقة من التّصديق وحجّة من خفف هي أن التّخفيف في قوله {المصدقين} أعم من التّشديد ألا ترى أن المصدقين بالتّشديد مقصورة على الصّدقة والمصدقين بالتّخفيف يعم التّصديق والصّدقة لأن الصّدقة من الإيمان فهو أوجب في باب المدح). [حجة القراءات: 701]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (9- قوله: {إن المصَّدقين والمصَّدقات} قرأه ابن كثير وأبو بكر بالتخفيف، جعلاه من التصديق بالله وكتبه ورسله، ومعناه: إن المؤمنين والمؤمنات، لأن الإيمان والتصديق سواء، وقرأ الباقون بالتشديد، جعلوه من الصدقة، وأصله أن المتصدقين والمتصدقات ثم أدغم، وفي القراءة بالتشديد قوة من جهة المعنى، وذلك أن كل من تصدَّق لله فهو مؤمن، وليس كل من آمن يتصدق
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/310]
لله، فالقراءة بالتشديد أعم؛ لأنها تجمع الإيمان والصدقة، وفي القراءة بالتخفيف قوة أيضًا من جهة المعنى، وذلك أنه محمول على التصديق الذي هو الإيمان، ثم ذكر بعده: {وأقرضوا الله} فقد بيَّن أنهم جمعوا الحالتين: الإيمان والصدقة، ومن شدد فإنما يقدر أن قوله: {وأقرضوا} تأكيد مكرر، لأن التشديد يدل على الصدقة، وهي القرض، وكان في الكلام إذا قرئ بالتشديد، تكرير، وليس كذلك إذا قرئ بالتخفيف، بل التخفيف وما بعده من ذكر القرض يدل على الإيمان والصدقة، فذلك فائدتان، والتشديد وما بعده من ذكر القرض يدل على فائدة واحدة، وهي الصدقة، لا غير، ولولا الجماعة لاخترت التخفيف، لأنه يدل مع ما بعده على ما يدل عليه التشديد وزيادة الإيمان، فهو يدل على إيمان وصدقة، والتشديد ما بعده إنما يدل على الصدقة فقط، لكن قد عُلم أن المتصدق لله مؤمن، فثبت للمتصدق الإيمان من طريق الدليل، وثبت في التخفيف له الإيمان من طريق النص، فاعرف قوة التخفيف على التشديد ويقوي التشديد أن في حرف أُبي «المتصدقين والمتصدقات» فهذا يدل على التشديد بمعنى الصدقة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/311]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ} [آية/ 18] بتخفيف الصاد فيهما:-
والوجه أن المعنى: إن المتصدقين والمتصدقات، فأدغم التاء في الصاد، وهو من الصدقة، والتقدير: إن الذين أعطوا الصدقة واللاتي أعطين الصدقة، والدليل على تقدير الفعل في هذين الاسمين أنه عطف عليهما بالفعل وهو
[الموضح: 1249]
قوله {وَأَقْرِضُوا الله}، كأنه قال: تصدقوا وأقرضوا.
والقراءة الأولى أقوى؛ لأنه لما عُطف عليه بالإقراض كان الأحسن أن يكون الأول غير الإقراض ليفيد كل واحدٍ من المعطوف والمعطوف عليه فائدة جديدةً، والتصدق هو الإقراض بعينه.
وبعض من قرأ بالتشديد يجعل قوله {وَأَقْرِضُوا الله قَرْضًا} اعتراضًا بين اسم إن وخبره). [الموضح: 1250]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (9- {يُضَاعَفُ لَهُمُ} [آية/ 18] بغير ألف:-
قرأها ابن كثير وابن عامر ويعقوب.
وقرأ الباقون {يُضَاعَفُ لَهُمُ} بالألف.
وقد سبق القول في مثله). [الموضح: 1250]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (19)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 05:23 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الحديد

[ من الآية (20) إلى الآية (21) ]
{اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (20) سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21)}
قوله تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (20)}
قوله تعالى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 05:24 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الحديد

[ من الآية (22) إلى الآية (24) ]
{مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23) الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (24)}

قوله تعالى: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22)}
قوله تعالى: {لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ولا تفرحوا بما آتاكم (23).
[معاني القراءات وعللها: 3/56]
قرأ أبو عمرو وحده " بما أتاكم " بقصر الألف.
وقرأ الباقون " بما آتاكم " بألف مقطوعة.
قال أبو منصور: من قرأ (بما أتاكم) بقصر الألف فالمعنى: لا تفرحوا
بما أتاكم فتبطروا، أي: جاءكم من حطام الدّنيا، فإنه فانٍ لا بقاء له.
ومن قرأ (بما آتاكم) فمعناه: لا تأشروا بما أعطاكم الله من غضارة الدنيا). [معاني القراءات وعللها: 3/57]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله [تعالى]: {ولا تفرحوا بمآ ءاتكم} [23].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/351]
قرأ أبو عمرو: {بما أتاكم} قصرًا، أي: جاءكم.
وقرأ الباقون: {ءاتكم} ممدودًا، أي: أعطاكم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/352]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ أبو عمرو وحده: بما أتاكم [الحديد/ 23] قصرا، وقرأ الباقون: بما آتاكم ممدودة.
من حجّة من قصر فقال: أتاكم* أنه معادل ب فاتكم*. فكما أن الفعل للغائب في قوله: فاتكم* كذلك يكون الفعل الذي في قوله: بما أتاكم والعائد إلى الموصول من الكلمتين الذكر المرفوع بأنه فاعلي، وأنشد أبو زيد:
[الحجة للقراء السبعة: 6/275]
ولا فرح بخير إن أتاه ولا جزع من الحدثان لاع ومن حجّة من مدّ أن الخير الذي يأتيهم هو مما يعطيه اللّه فإذا مدّ كان ذلك منسوبا إلى اللّه سبحانه، وهو تعالى المعطي لذلك، ويكون فاعلي القول في أتاكم* ضميرا عائدا إلى اسم اللّه، والهاء محذوفة من الصلة تقديره: بما أتاكموه). [الحجة للقراء السبعة: 6/276]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم} 23
قرأ أبو عمرو {ولا تفرحوا بما آتاكم} قصرا أي جاءكم وحجته في ذلك أن {فاتكم} معادل به {آتاكم} فكما أن الفعل للغائب في قوله {فاتكم} كذلك يكون الفعل للآتي في قوله بما أتاكم
قال أبو عمرو وتصديقها في آل عمران {ولا ما أصابكم} قال ف اصابكم وجاءكم سواء
[حجة القراءات: 701]
وقرأ الباقون {بما آتاكم} بالمدّ أي أعطاكم وحجتهم في ذلك أن في حرف ابي وابن مسعود (بما أوتيتم) أي أعطيتم). [حجة القراءات: 702]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (10- قوله: {بما آتاكم} قرأه أبو عمرو بالقصر، وقرأ الباقون بالمد.
وحجة من قصر أنه جعله ماضيًا بمعنى المجيء، فأضاف الفعل إلى {ما} ففي {آتاكم} ضمير {ما} مرفوع، يعود على {ما} ولما كان {فاتكم} ماضيًا ثلاثيًا، وفاعله {ما}، وفيه ضمير يعود على {ما} وجب أن يكون عديله ماضيًا ثلاثيًا أيضًا، وفاعله {ما} وفيه ضمير يعود على {ما} وهو {آتاكم}، ليتفق نظم الكلام آخره بأوله.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/311]
11- وحجة من مد أنه أضاف الفعل إلى الله جل ذكره، وجعله ماضيًا من الإعطاء، فالفاعل مضمر في {آتاكم} يعود على الله جل ذكره، لتقدم ذكره في قوله: {إن ذلك على الله يسير} «22» فالهاء محذوفة من الصلة، تقديره: بما آتاكموه، ولا حذف «هاء» في القراءة بالقصر؛ لأن الممدود يتعدى إلى مفعولين، وليس كذلك المقصور). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/312]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ} [آية/ 23] مقصورةً:-
قرأها أبو عمرو وحده.
والوجه أن أتى بمعنى جاء، والمعنى لا تفرحوا بالذي جاءكم من الخير، فهو في مقابله قوله {لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ} فقد قابل الفوات بالإتيان.
[الموضح: 1250]
وقرأ الباقون {بِمَا آَتَاكُمْ}.
والوجه أن {آَتَاكُمْ} بالمد بمعنى أعطاكم، والإيتاء: الإعطاء، والمُعطي هو الله تعالى، وفي {آَتَاكُمْ} ضمير اسمه سبحانه، والمعنى لا تفرحوا بما آتاكم الله). [الموضح: 1251]

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (24)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فإنّ اللّه هو الغنيّ الحميد (24).
قرأ نافع وابن عامر " فإن الله الغنّى الحميد " بغير (هو)، وكذلك هو في
مصحف أهل الشام وأهل المدينة مكتوبٌ.
وقرأ الباقون (فإنّ اللّه هو الغنيّ الحميد).
وكذلك كتب في مصاحف أهل العراق ومكة.
من قرأ (فإنّ الله هو) (فهو) عماد، ويسميه البصريون فصلا.
ومعناه: إن الله هو الغنى دون الخلائق؛ لأنّ كلّ غنىّ إنما يغنيه الله، وكل غنى من الخلق فقير إلى رحمة الله.
ومن قرأ (إن الله الغني الحميد) فمعناه: إن الله الغني الذي لا يفتقر إلى أحد.
و (الحميد): المحمود على كل حال). [معاني القراءات وعللها: 3/57]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (8- وقوله تعالى: {فإن الله هو الغني الحميد} [24]
قرأ نافع وابن عامر: {فإن الله الغني الحميد}بغير هو، وكذلك في مصاحفهم.
وقرأ الباقون بزيادة: {هو} وكذلك في مصاحف أهل الكوفة، فمن أسقط جعل {الغني} خبر إن. و{الحميد} نعته، ومن زاد {هو} فله مذهبان في النحو:
أحدهما: أن تجعل {هو} عمادًا أو فاصلة زائدة.
والمذهب الثاني: أن يجعل {هو} ابتداء و{الغني} خبره وتكون الجملة في موضع خبر «إن» ومثله {إن شانئك هو الأبتر} و{أنه هو رب الشعرى} فكلما ورد عليك في التنزيل فهذا إعرابه). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/352]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ نافع وابن عامر: فإن الله الغني الحميد [الحديد/ 24] ليس فيها هو، وكذلك في مصاحف أهل المدينة والشام.
وقرأ الباقون: هو الغني الحميد.
قال أبو علي: ينبغي أن يكون هو* في قول من قال: هو الغني الحميد فصلا، ولا يكون مبتدأ لأن الفصل حذفه أسهل، ألا ترى أنه لا موضع للفصل من الإعراب وقد يحذف، فلا يخلّ بالمعنى كقوله: إن ترني أنا أقل منك مالا وولدا [الكهف/ 39] ). [الحجة للقراء السبعة: 6/276]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({الّذين يبخلون ويأمرون النّاس بالبخل ومن يتول فإن الله هو الغنيّ الحميد} 24
قرأ حمزة والكسائيّ {ويأمرون النّاس بالبخل} بفتح الباء والخاء وقرأ الباقون بالبخل وهما لغتان مثل الرشد والرشد
قرأ نافع وابن عامر (فإن الله الغنيّ الحميد) ليس فيها هو وكذلك في مصاحفهما وقرأ الباقون {فإن الله هو الغنيّ الحميد} فمن أسقط فإنّه جعل {الغنيّ} خبر {إن} و{الحميد} نعت ومن زاد {هو} فله مذهبان في النّحو أحدهما أن يجعل هو عمادا أو فاصلة والمذهب الثّاني أن يجعل هو ابتداء والغني خبره وتكون الجملة في موضع خبر إن ومثله {إن شانئك هو الأبتر}). [حجة القراءات: 702]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (12- قوله: {فإن الله هو الغني الحميد} قرأه نافع وابن عامر بغير {هو}، وكذلك ثبت إسقاطها في مصاحف المدينة والشام، وقرأ الباقون بزيادة {هو} وكذلك هو في مصاحف أهل الكوفة والبصرة ومكة، وإثبات {هو} أبين في التأكيد، وأعظم في الأجر، وهو الاختيار لذلك، ولأن عليه الأكثر). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/312]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (11- {بِالْبُخْلِ} [آية/ 24] بفتح الباء والخاء:-
قرأها حمزة والكسائي.
وقرأ الباقون {الْبُخْلِ} بضم الباء وإسكان الخاء.
والوجه أنهما لغتان البخل والبخل كالرشد والرشد والسقم والسقم والعدم والعدم). [الموضح: 1251]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (12- {فَإِنَّ الله هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [آية/ 24] بغير {هُوَ}:-
قرأها نافع وابن عامر.
والوجه أن قوله {الله} اسم إن، و{الْغَنِيُّ} خبره، وليس فيه فصلٌ؛ لأن قوله هو فصلٌ بين الاسم والخبر لا موضع له من الإعراب، فلما لم يكن له موضعٌ إعرابيٌ ترك، وأيضًا فإن فائدة الفصل هي أن يفصل بين الخبر والصفة، والرفع في {الْغَنِيُّ} ههنا يفصله عن الصفة، فيعلم أنه خبر إن وليس بصفةٍ للاسم.
[الموضح: 1251]
وقرأ الباقون {فَإِنَّ الله هُوَ الْغَنِيُّ} بإثبات {هُوَ}.
والوجه أن قوله {هُوَ} يجوز أن يكون فصلاً يُسميه الكوفيون عمادًا، ولا موضع له من الإعراب.
وسُمي فصلاً لما ذكرنا من فصله بين أن يكون ما بعده صفةً وبين أن يكون خبرًا، كقولك: زيدٌ العالم، فإنه يجوز في العالم أن يكون صفة لزيد، والخبر متوقعٌ، ويجوز أن يكون خبرًا له، فإذا قلت زيدٌ هو العالم، فقد انفصل عن الصفة، وذُكر للفصل فائدةٌ أخرى وهي كون معنى الخبر مقصورًا على المخبر عنه دون غيره، كأنك قلت زيدٌ هو العالم حقيقةً دون غيره.
ويجوز أن يكون {هُوَ} غير فصل، بل يكون مبتدأ، و{الْغَنِيُّ} خبره، والجملة خبر {إِنَّ} ). [الموضح: 1252]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 05:26 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الحديد

[ من الآية (25) إلى الآية (27) ]
{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (26) ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (27)}

قوله تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25)}
قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (26)}
قوله تعالى: {ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (27)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن: [وَآتَيْنَاهُ الْأِنْجِيلَ]، بفتح الهمزة.
قال أبو الفتح: هذا مثال لا نظير له؛ لأنه أفعيل، وهو عندهم من تجلت الشيء: إذا استخرجته؛ لأنه حال الحرام من الحلال، كما قيل لنظيره: التوراة، وهي فوعلة من ورى الزند يرى: إذا أخرج النار، ومثله الفرقان، وهو فعلان من فرق بين الشيئين.
قال أبو النجم:
تنجل أيديهن كل منجل
يصف أيدي الإبل، وإنها في سيرها تثير الأرض، وتستخرج باطنها. فعلى هذا لا يجوز فتح الهمزة؛ لأنه لا نظير له. وغالب الظن وأحسنه به- أن يكون ما قرأة. إلا عن سماع، فإن يكن كذلك فشاذ شذ، كما قال بعضهم في البرطيل: البرطيل، ونحو منهما ما حكاه أبو زيد من قولهم: السكينة بفتح السين، وتشديد الكاف. وربما ظن [الأَنجيل] أعجميا فأجرى عليه بتحريف مثاله). [المحتسب: 2/313]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 05:30 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الحديد

[ من الآية (28) إلى الآية (29) ]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (28) لِئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّن فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (28)}
قوله تعالى: {لِئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّن فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن: [لَيْلَا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ]، بنصب اللام، وبجزم الياء، ولا يهمز.
قال أبو الفتح: حكاه قطرب -فيما رويناه عنه- [لِيْلَا]، بكسر اللام، وسكون الياء، وقال: حذف همزة "أن"، وأبدل "النون" ياء، هكذا قال.
والذي حكاه ابن مجاهد: بفتح اللام، وسكون الياء.
وما ذكره قطرب من الكسر أقرب؛ وذلك أنه إذا حذف "الهمزة" بقي بعد ذلك [لِئْلَا]،
[المحتسب: 2/313]
فيجب إدغام النون في اللام، فيصير اللفظ [لِلَّا]، فتجتمع اللامات، فتبدل الوسطى لإدغامها وانكسار ما قبلها، فتصير [لِيْلَا]، كما أبدلوا راء قراط، ونو دنار لذلك، فقالوا: قيراط، ودينار - وميم دماس، فقالوا كذلك: ديماس، فيمن قال: دماميسن وباء دباج، فقالوا: ديباج، فيمن قال دبابيج.
وأما فتح اللام من [لَيْلَا] فجائز هو البدل جميعا، وذلك أن منهم من يفتح لام الجر مع الظاهر.
حكى أبو الحسن عن أبي عبيدة أن بعضهم قرأ: [وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لَتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ]، وحسن ذلك أيضا مع "أن" لمشابهتها المضمر، كما يشبه المضمر الحرف، فيبنى. وعليه اختاروا: {وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا}، فجعلوا اسم كان {أن قالوا}، لأنه ضارع المضمر بالامتناع من وصفه، كالامتناع من وصف المضمر. والمضمر أعرف من {جوابَ قومه}. وإذا كان أعرف كان بكونه اسم كان أجدر؟
وأما إبداله أحد المثلين مع الفتح فقد جاء ذلك، ألا ترى إلى قوله سعد بن قرط:
يا ليتما أمنا شالت نعامتها ... أيما إلى جنة أيما إلى نار؟
يريد: أما بالفتح.
ومثله ما رويناه عن قطرب أيضا من قول الراجز:
لا تفسدوا آبالكم ... أيما لنا أيما لكم
فاجتمع من ذلك أن صار اللفظ إلى [لَيْلَا]، وعليه قال الخليل: في لن: إن أصلها لا أن، فحذف الهمزة تخفيفا، والألف لالتقاء الساكنين). [المحتسب: 2/314]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة