العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 02:00 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي توجيه القراءات في سورة الفتح

توجيه القراءات في سورة الفتح


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 02:00 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي مقدمات سورة الفتح

مقدمات توجيه القراءات في سورة الفتح

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (سورة الفتح). [معاني القراءات وعللها: 3/19]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( (سورة الفتح) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/327]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ذكر اختلافهم في سورة الفتح). [الحجة للقراء السبعة: 6/200]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (سورة الفتح). [المحتسب: 2/275]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (48 - سورة الفتح). [حجة القراءات: 670]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة الفتح). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/280]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (سورة الفتح). [الموضح: 1188]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مدنية). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/280]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي تسع وعشرون آية في المدني والكوفي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/280]

ياءات الإضافة والمحذوفة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (ليس فيها ياء إضافة ولا محذوفة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/283]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 02:03 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفتح

[ من الآية (1) إلى الآية (7) ]
{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (2) وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا (3) هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (4) لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا (5) وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا (6) وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (7)}


قوله تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا (1)}
قوله تعالى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (2)}
قوله تعالى: {وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا (3)}
قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (4)}
قوله تعالى: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا (5)}
قوله تعالى: {وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا (6)}

قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {دآئرة السوء} [6].
{السوء} بالضم.
وقرا الباقون بالفتح، فالسوء: الاسم، والسوء: المصدر. وقال آخرون السوء بالفتح: الفساد، مثل ظن السوء {وظننتم ظن السوء} وذلك أنهم ظنوا
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/327]
أن لن يعود رسول الله إلى مولده أبدًا. وقال آخرون: بل غزا عزوة الحديبية، وكانوا في كثرة، أعني العدو، فقال المنافقون: {لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدًا وزين ذلك في قلوبهم، وظنتتم ظن السوء} أي: سيئًا وظن الفساد {وكنتم قومًا بورًا} أي: هلكي.
وقال آخرون: السوء بالضم: الشر). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/328]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن كثير وأبو عمرو: دائرة السوء* [6] بضمّ السّين.
الباقون: السوء.
قال أبو علي: من قال: عليهم دائرة السوء ففتح، فالمعنى عليهم دائرة السّوء، كما ظنّوا ظنّ السّوء، وفي أخرى: وظننتم ظن السوء [الفتح/ 12] وظنّهم ظنّ السّوء هو ظنّهم: أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا [الفتح/ 12] فالتّقدير: عليهم
[الحجة للقراء السبعة: 6/200]
دائرة السوء كما ظنّوا ظنّ السّوء. ومن قال: دائرة السوء* فلأنّهم ظنّوا ظنّ السّوء بالمسلمين، وأرادوه بهم، فقيل عليهم دائرة السّوء الذي أرادوه بالمسلمين، وتمنّوه لهم، وكان الفتح أشدّ مطابقة في اللّفظ وإن كان المعنيان متقاربين. قال: وقال أبو زيد: سوّأت عليه ما صنع تسويئا إذا عبت عليه رأيه وعمله، فهذا يمكن أن يتأوّل من كلّ واحدة من الكلمتين وقد تقدّم ذكر ذلك). [الحجة للقراء السبعة: 6/201]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({عليهم دائرة السوء}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {عليهم دائرة السوء} بالضّمّ وقرأ الباقون بالنّصب السوء بالضّمّ الاسم والسوء بالفتح المصدر كذا ذكر الفراء من سؤته سوءا ومساءة وقال اليزيدي السوء بالضّمّ الشّرّ والعذاب والبلاء وحجته قوله {والسوء على الكافرين}
[حجة القراءات: 670]
يعني العذاب والسؤء بالفتح الفساد والهلاك وهو ما ظنّوا أن الرّسول صلى الله عليه ومن معه لا يرجعون قال الله تعالى {عليهم دائرة السوء} أي الفساد والهلاك وحجتهم قوله بعدها {وظننتم ظن السوء} وقال آخرون هما لغتان مثل الضّر والضر). [حجة القراءات: 671]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ} [آية/ 6] بضم السين ممدودة:-
قرأها ابن كثير وأبو عمرو.
وقرأ الباقون {دَائِرَةُ السَّوْءِ} بفتح السين.
ولم يختلفوا في فتح السين من قوله {ظَنَّ السَّوْءِ}.
والوجه فيهما قد سبق في سورة التوبة، وذكرنا أن السوء بضم السين بمعنى المساءة وهي الضرر والمكروه، كأنه قال دائرة المكروه، وهو مصدر، والسوء بفتح السين يقع في مقابلة صدق، يقال: رجل سوء ورجل صدق، وهو أيضًا مصدر، ولهذا يقع مضافًا إليه، إلا أنه يكون مفيدًا معنى الصفة عند الإضافة إليه، فقولك: رجل سوء، معناه رجل سيء). [الموضح: 1188]

قوله تعالى: {وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (7)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 02:05 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفتح

[ من الآية (8) إلى الآية (10) ]
{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (9) إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)}


قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8)}
قوله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (9)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (لتؤمنوا باللّه ورسوله)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو (ليؤمنوا بالله ورسوله ويعزروه ويوقروه ويسبحوه) بالياء.
وقرأهن الباقون بالتاء.
قال أبو منصور: من قرأهنّ بالتاء فهو مخاطبة ومن قرأ بالياء فعلى معنى: لكي يؤمنوا باللّه ورسوله ويعزّروا النبي صلى الله عليه ويوقروه). [معاني القراءات وعللها: 3/19]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- قوله تعالى: {وتعزروه وتوقروه وتسبحوه .... ولتؤمنوا} [9].
قرأ ابن كثير، وأبو عمرو بالياء إخبارًا عن غيب.
وقرأ الباقون بالتاء على الخطاب. ومعنى تعزروه: تنصروه أي: بالسيف، ويقال: عزرت الرجل، وعزرته: إذا أكرمته وعظمته.
[وقرأ] الجحدري {وتعزروه} مخففًا، كأنه لغة ثالثة أعزر يعزر، وفعل وأفعل بمعنى واحد ككرم وأكرم والتعزير أيضًا: الضرب دون الحد، ضرب التأديب. ومعنى تسبحوه، أي: تصلوا له بكرة وأصيلا، والتسبيح أربعة أشياء: الصلاة، والتنزيه، والنور، والاستثناء). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/327]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو: ليؤمنوا بالله ورسوله ويعزروه ويوقروه ويسبحوه [9] أربعتهنّ بالياء.
حجّة الياء أنّه لا يقال: لتؤمنوا بالله ورسوله. وهو الرسول فإذا لم يسهل ذلك كانت القراءة بالياء ليؤمنوا*.
ومن قرأ بالتاء فعلى قوله: قل لهم: إنا أرسلناك شاهدا [الفتح/ 8]... لتؤمنوا بالله [الفتح/ 9] ). [الحجة للقراء السبعة: 6/200]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرأ: [تَعْزُرُوهُ]، خفيفة، مفتوحة التاء، مضمومة الزاي - الجحدري.
قال أبو الفتح: [تَعْزُرُوهُ]، أي: تمنعوه، أو تمنعوا دينه وشريعته، فهو كقوله تعالى : {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ}، أي: إن تنصروا دينه وشريعته، فهو على حذف المضاف.
وأما {تُعَزِّرُوه}، بالتشديد فتمنعوا منه بالسيف، فيما ذكر الكلبي. وعزرت فلانا، أي: فخمت أمره. قالوا: ومنه عزرة: اسم الرجل، ومنه عندي قولهم: التعزير، للضرب دون الحد، وذلك أنه لم يبلغ به ذل الحد الكامل وكأنه محاسنة له ومباقاة فيه.
قال أبو حاتم قرأ: [يُعَزِّزوهُ]، بزايين - اليمامي، أي: يجعلوه عزيزا). [المحتسب: 2/275]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لتؤمنوا باللّه ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو (ليؤمنوا باللّه ورسوله ويعزروه ويوقروه ويسبحوه) كلهنّ بالياء أي إنّا أرسلناك ليؤمنوا باللّه وبك قال أبو عبيد وبهذه نقرأ لذكر المؤمنين قبل هذا وبعده فالّذي تقدم من ذكرهم قوله {هو الّذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانًا} والّذي بعده {إن الّذين يبايعونك} وهم المؤمنون ومع ذلك المخاطبة في قوله {إنّا أرسلناك} للنّبي صلى الله عليه وليس يحسن إنّا أرسلناك يا محمّد لتؤمنوا فحسن أرسلناك ليؤمنوا لأن الله سبحانه أرسله صلى الله عليه ليؤمن به المؤمنون والمعنى فيه إن شاء الله إنّا أرسلناك يا محمّد شاهدا عليهم ومبشرا بالجنّة ونذيرا من النّار ليؤمن بك من آمن ويعزروك ولو كان الخطاب في قوله {أرسلناك} إنّا أرسلناه إخبارًا لحسن التّاء في قوله {لتؤمنوا} فأما الكاف فالياء معها أحسن
وقرأ الباقون بالتّاء وحجتهم أنه خاطب المرسل إليهم بعد مخاطبة النّبي صلى الله عليه إذ قال له {إنّا أرسلناك شاهدا} ثمّ صرف الخطاب بعد ذلك إلى المرسل إليهم فقال {لتؤمنوا} بمعنى فعلنا
[حجة القراءات: 671]
ذلك تؤمنوا أيها النّاس باللّه ورسوله فكأن الخطاب على هذه القراءة مجدد لمن أرسل إليهم بعد مخاطبة النّبي صلى الله عليه). [حجة القراءات: 672]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه} قرأ أبو عمرو وابن كثير بالياء، في الكلمات الأربع، على لفظ الغيبة؛ لأن قوله: {إنا أرسلناك} «8» يدل على أن ثم مرسلًا إليهم، وهم غيب، فأتى بالياء إخبارًا عن الغيب المرسل إليهم، وقرأ الباقون بالتاء فيهن، على المخاطبة للمرسل إليهم من المؤمنين، لأن {إنا أرسلناك} يدل على أن ثم مرسلًا إليهم فخص المؤمنين بالخطاب؛ لأنهم أجابوا وآمنوا بالرسول، وقد تقدم ذكر {دائرة السوء} في براءة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/280]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {لِيُؤْمِنُوا بِالله وَرَسُولِهِ} [آية/ 9] بالياء، وكذلك الأحرف التي بعدها:-
قرأها ابن كثير وأبو عمرو.
[الموضح: 1188]
والوجه أن الكلام على الإخبار عن القوم؛ لأن ما قبله {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} والإرسال يقتضي مرسلاً إليهم، كأنه قال: أرسلناك إليهم ليؤمنوا بالله ورسوله ويعزروه ويوقروه، ثم إن الخطاب بتوقير النبي لا يكون مع النبي.
وقرأ الباقون {لِتُؤْمِنُوا بِالله وَرَسُولِهِ} وما بعده جميعًا بالتاء.
والوجه أنه على إضمار القول، أي قل لهم أرسلت إليكم لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه). [الموضح: 1189]

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فسنؤتيه أجرًا عظيمًا (10)
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر "فسنؤتيه" بالنون.
وقرأ الباقون "فسيؤتيه" بالياء.
قال أبو منصور: من قرأ بالنون أو الياء فالفعل للّه عزّ وجلّ). [معاني القراءات وعللها: 3/19]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {فسنؤتيه أجرًا عظيمًا} [10].
قرأ أهل الكوفة وأبو عمرو بالياء إخبارًا عن الله تعالى.
وقرأ الباقون بالنون [الله] يخبر عن نفسه). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/328]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {بما عاهد عليه الله} [10].
روي حفص عن عاصم بالضم على أصل حركة الها.
وقرأ الباقون: {عليه} بالكسر لمجاورة الياء.
وأول الآية: {يد الله فوق أيديهم}.
فيه ثلاثة أقوال:
أي: يد الله بالمنة عليهم. أن هذا هو الإسلام أعظم من يدهم بالطاعة.
وقيل: يد الله بالوفاء بما وعدهم.
وقيل: يد الله فوق أيديهم بالثواب.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/328]
{لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة} وقيل: كانوا ألفا ومائتين، وقيل: أربعمائة وقيل أربعة آلاف، والشجرة كانت سمرة. وأما قوله: (سدرة المنتهي)فشجرة النبق، النبق: الأصل. وأما شجرة طوبي فساقها: الذهب، وثمارها: الدر، وأما شجرة الزقوم التي {طلعها كأنه رءوس الشيطين} فقيل: الشياطين حيات وحشة الخلقة، وقيل: نبات وحش المنظر. وأما قوله تعالى: {ولا تقربا هذه الشجرة} فقيل: البرة، وقيل الكرمة.
وأما قوله: {كشجرة طيبة} فهي النخلة، ضربت مثلا للمؤمن، والشجرة الخبيثة: الحنظل.
فإن سأل سائل فقال: إن أهل العراق زعموا أن الرجل إذا قال لآخر: يا خبيث وجيب أن يعزر. فما معنى الخبيث في اللغة؟.
فالجواب في ذلك أن أصل الخبيث: كل مكروه. فإن كان في الكلام فهو الشتم والقذف، وإن كان في الدين فهو الكفر والبدعة وإن كان في الطعام فهو الضار، وإن كان في الأموال فهو الحرام فلأن خبيث النفس إذا كانت [نفسه] غير طيبة يقال: خبثت نفسهم وغثت ولقست وتقست وتبعثرت. ويقال: فلان خبيث في نفسه ومخبث له أصحاب خبثاء.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/329]
قال الأخفش: خبيث من الرجال يجمع خبثاء، وخبيث من غير الآدميين يجمع خباثًا. ويروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يقولن أحدكم: خبثت نفسي ولكن يقول: لقست» وقوله: {شجرة من يقطين} فهو البطيخ والقرع والحنظل وكل ما لا يقوم على ساق. وأما: {الشجرة الملعونة} قيل: شجرة الزقوم.
وقال آخرون: بل يعني قومًا بأعيانهم.
وأما قوله: {في البقعة المباركة [من الشجرة].............} ...........................). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/330]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والنّون من قوله عزّ وجلّ: فسيؤتيه أجرا [الفتح/ 10] فقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر: فسنؤتيه بالنون وروى أبان عن عاصم بالنون.
عبيد عن هارون عن أبي عمرو بالنون، وعبيد عن أبي عمرو بالياء.
وقرأ عاصم وأبو عمرو وحمزة والكسائي بالياء.
حجّة الياء تقدّم قوله: ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه [الفتح/ 10] على تقدّم ذكر الغيبة.
وزعموا أنّ في حرف عبد الله: فسوف يؤتيه الله فهذا يقوّي الياء فيكون الكلام بالياء من وجه واحد، والنون على الانصراف من الأفراد إلى لفظ الكثرة، وذلك كثير). [الحجة للقراء السبعة: 6/201]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (حفص عن عاصم: عليه الله [الفتح/ 10] بضمّ الهاء.
الباقون: عليه الله، قال أحمد: وهو قياس رواية أبي بكر عن عاصم.
[الحجة للقراء السبعة: 6/201]
قد تقدّم القول في ذلك). [الحجة للقراء السبعة: 6/202]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة تمام بن عباس بن عبد المطلب: [إِنَّمَا يُبَايِعُونَ للَّهَ].
قال أبو الفتح: هو على حذف المفعول؛ لدلالة ما قبله عليه، فكأنه قال: إن الذين يبايعونك إنما يبايعونك لله، فحذف المفعول الثاني؛ لقربه من الأول، وأنه أيضا بلفظه وعلى وضعه. وهذا المعنى وهو راجع على معنى القراءة العامة: {إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ}، أي: إنما يفعلون ذلك لله، إلا أنها أفخم معنى من قوله: "لله"، أي: إنما المعاملة في ذلك معه، فهو أعلى لها وأرجح بها). [المحتسب: 2/275]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما} 10
قرأ نافع وابن كثير وابن عامر (فسنؤتيه) بالنّون الله أخبر عن نفسه وقرأ الباقون بالياء أي فسيؤتيه الله وحجتهم ما تقدم وهو قوله {بما عاهد عليه الله} فكذلك {فسيؤتيه} لتقدم ذكره
قرأ حفص {بما عاهد عليه الله} مضمومة الهاء على أصل حركتها وقرأ الباقون {عليه} بكسر الهاء لمجاورة الياء وقد ذكرت في سورة البقرة). [حجة القراءات: 672]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (2- قوله: {فسيؤتيه} قرأه الحرميان وابن عامر بالنون على الإخبار من الله جل ذكره عن نفسه، وهو خروج من غيبة إلى إخبار، ومن إخبار عن واحد إلى إخبار عن جمع؛ لأن النون للجمع، وقرأ الباقون بالياء على لفظ الغيبة المتقدم قبله، وهو قوله: {يد الله}، وقوله: {بما عاهد عليه الله} أي: {فسيؤتيه الله أجرًا} ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/280]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {عليه الله} قرأه حفص بضم الهاء، أتى به على الأصل، بصلة الهاء بواو، ثم حذف الواو لسكونها وسكون اللام بعدها، فبقيت الضمة، وقرأ الباقون بالكسر؛ لأنهم أبدلوا من ضمة الهاء كسرة للياء التي قبلها؛ لأن الكسرة بالياء أشبه وهي أخف بعد الياء، فانقلبت الواو ياء، وحذفت لسكونها
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/280]
وسكون اللام بعدها، وقد تقدمت العلة في هذا الباب بأشبع من هذا). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/281]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله} [آية/10] بضم الهاء من {عَلَيْهُ} في الوصل:-
رواها ص- عن عاصم.
وقرأ الباقون وياش- عن عاصم {عَلَيْهُ الله} بكسر الهاء.
والوجه في مثله قد سبق في أول الكتاب). [الموضح: 1189]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [آية/ 10] بالنون:-
قرأها ابن كثير ونافع وابن عامر وح- عن يعقوب.
والوجه أنه على الرجوع عن لفظ الإفراد إلى لفظ الجمع؛ لأن المعنى فيهما واحد، وهو كثير في التنزيل، وقد مضى الاستشهاد عليه.
وقرأ أبو عمرو والكوفيون ويعقوب يس- و- ان- {فَسَيُؤْتِيهِ} بالياء.
[الموضح: 1189]
والوجه أنه على إسناد الفعل إلى الله تعالى، وقد تقدم ذكره في قوله {بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله}، فأسند الفعل في «سيؤتيه» أيضًا إليه، ليكون الكلام من وجه واحد). [الموضح: 1190]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 02:08 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفتح

[ من الآية (11) إلى الآية (14) ]
{سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (11) بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا (12) وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا (13) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (14)}


قوله تعالى: {سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (11)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إن أراد بكم ضرًّا)
قرأ حمزة والكسائي (ضرًّا) بضم الضاد وقرأ الباقون (ضرًّا) بفتح الضاد.
[معاني القراءات وعللها: 3/19]
قال أبو منصور: (الضّرّ) بالفتح: ضد النفع.
و (الضّرّ) بالضم: سوء الحال). [معاني القراءات وعللها: 3/20]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ حمزة والكسائي: ضرا* [الفتح/ 11] بضمّ الضّاد.
وقرأ الباقون: ضرا نصبا.
قال أبو علي: الضرّ بالفتح خلاف النّفع، وفي التنزيل: ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا [المائدة/ 76]، والضرّ: سوء الحال، وفي التنزيل: فكشفنا ما به من ضر [الأنبياء/ 84] هذا الأبين في هذا الحرف. ويجوز أن يكونا لغتين معنى: كالفقر والفقر، والضّعف والضّعف). [الحجة للقراء السبعة: 6/202]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا}
قرأ حمزة والكسائيّ {إن أراد بكم ضرا} بالضّمّ وقرأ الباقون {ضرا} بالفتح وحجتهم في الآية وذلك أنه ذكر النّفع وهو ضد الضّر وهو قوله تعالى {إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا} وهذا موضعه قالوا لا بجد مقرونا ب نفع إلّا مفتوحًا وفي التّنزيل {ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا} وقال {لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا} في غير موضع من القرآن والضر بالضّمّ هو السقم والبؤس
[حجة القراءات: 672]
والبلاء كقوله {مسني الضّر} ولم يقل الضّر
وحجتهما قوله {إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره} وقد أجمعوا على ضم الضّاد ها هنا فرد ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه أولى
وقال قوم هما لغتان كالفقر والفقر والضعف والضعف). [حجة القراءات: 673]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {إن أراد بكم ضرا} قرأه حمزة والكسائي بضم الضاد، وقرأ الباقون بالفتح.
وحجة من قرأ بالضم أنه جعله من سوء الحال، كما قال: {فكشفنا ما به من ضر} «الأنبياء 84» أي: من سوء حال، فالمعنى: إن أراد بكم سوء حال أو حسن حال.
5- وحجة من قرأ بالفتح أنه حمله على الضر الذي هو خلاف النفع، ودل على أنه المراد ما أتى بعده من نقيضه وهو قوله: {نفعًا}، فالنفع نقيض الضر بالفتح، وقيل: هما لغتان كالضَّعف والضُّعف والفَقر والفُقر). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/281]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {أَرَادَ بِكُمْ ضُرا} [آية/ 11] بضم الضاد:-
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أن الضر بالضم: سوء الحال، ويجوز أن يكون لغة في الضر بالفتح، كالفقر والفقر.
وقرأ الباقون {ضَرًّا} بفتح الضاد.
والوجه أن الضر بفتح الضاد خلاف النفع). [الموضح: 1190]

قوله تعالى: {بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا (12)}
قوله تعالى: {وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا (13)}
قوله تعالى: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (14)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 02:10 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفتح

[ من الآية (15) إلى الآية (17) ]
{سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (15) قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (16) لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا (17)}


قوله تعالى: {سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (15)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أن يبدّلوا كلام اللّه)
قرأ حمزة والكسائي (كلم الله) بكسر اللام، بغير ألف.
وقرأ الباقون (كلام الله) بفتح اللام مع ألف.
قال أبو منصور: من قرأ (كلم الله) فهي جمع كلمة، ومن قرأ (كلام اللّه) فهو اسم من كلّم يكلّم تكليما وكلامًا.
وقد يوضع الاسم موضع المصدر فالكلام اسم ولا يجمع، لأنه بمنزلة المصدر). [معاني القراءات وعللها: 3/20]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال قرأ حمزة والكسائي: كلم الله* [الفتح/ 15] بكسر اللّام.
وقرأ الباقون: كلام الله.
قال أبو علي: وجه من قرأ: كلام الله أنّهم قيل لهم: لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا [التوبة/ 83] والأخص بالمفيد، وبما كان حديثا، الكلام، فقال: كلام الله، لذلك فالمعنى:
أنّ هؤلاء المنافقين يريدون بقولهم: ذرونا نتبعكم، فصدّهم تبديل كلام الله الذي ذكرنا.
ومن قرأ: كلم الله* فإنّ الكلم قد يقع على ما يقع عليه الكلام، وعلى غيره، وإن كان الكلام بما ذكرنا أخصّ، ألا ترى أنّه قال: وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل [الأعراف/ 137]، وإنّما هو والله أعلم: ونريد أن نمن على الذين
[الحجة للقراء السبعة: 6/202]
استضعفوا في الأرض [القصص/ 5]، وما بعده ممّا يتصل بهذه القصّة). [الحجة للقراء السبعة: 6/203]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا} 15
قرأ حمزة والكسائيّ (يريدون أن يبدلوا كلام الله) بكسر اللّام جع كلمة كما جمعوا الخلفة من النوق فقالوا خلف وكان الجمع عندهما أجود بدلالة قوله {لا مبدل لكلماته} و{لا تبديل لكلمات الله} وقد أوقع عليه التبديل الّذي أوقعه على الكلم وأعلم بذلك أن المعنى فيهما واحد وأن الجميع يراد به الجمع
وقرأ الباقون {كلام الله} وحجتهم إجماع الجميع على قوله {يسمعون كلام الله} وحتّى يسمع كلام الله فردّوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه). [حجة القراءات: 673]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (6- قوله: {كلام الله} قرأ حمزة والكسائي «كَلِم الله» على «فَعِل» جعلاه جمع كلمة من الجمع الذي بين واحده وجمعه الهاء كتمرة وتمر وبسرة وبسر، وحسن ذلك لأنهم قد نزلت فيهم كلمات فأرادوا أن يفعلوا خلافها، فكان الجمع أولى به، وقرأ الباقون «كلام الله» بألف، جعلوه مصدرًا يدل على الكثرة من الكلام، وهو قوله لنبيه عليه السلام: {فقل لن تخرجوا معي أبدًا ولن تقاتلوا معي عدوًا} «التوبة 83» ثم أخبر عنهم في هذه السورة أنهم أرادوا الخروج معه لـ «يبدلوا الكلام» الذي قد أخبر الله به نبيه أنه لا يكون، فقال: {ذرونا نتبعكم}، يريدون أن يبدلوا ما قد أخبر الله به نبيه أنهم لا يخرجون معه ولا يقاتلون معه عدوًا، فالكلام أولى به لهذا المعنى، وهو الاختيار، وقد تقدم ذكر «يدخله، ويعذبه» في النساء). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/281]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {أَنْ يُبِدّلُوا كَلَّمَ الله} [آية/ 15] بكسر اللام من غير ألف:-
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه جمع كلمة، وقد يقع الكلم لما يكون كلامًا، كما قال تعالى {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ}، وإنما أراد تعالى قوله {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ}، والعرب قد تسمى
[الموضح: 1190]
الخطبة والقصيدة كلمة، وقد سبق القول في مثله.
وقرأ الباقون {كَلَامَ الله} بالألف.
والوجه أن الكلام يختص بما كان جملة، كالحديث والخبر، وهو اسم للمصدر، يقال: كلمه تكليمًا وكلامًا، وكلام الله ههنا يراد به قوله تعالى {لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا} فقال المنافقون للنبي عليه السلام وأصحابه {ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ}، وأرادوا بذلك تبديل الكلام الذي قال الله تعالى، وهو قوله {لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا} ). [الموضح: 1191]


قوله تعالى: {قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (16)}
قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا (17)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (يدخله جنّاتٍ... ومن يتول يعذبه)
قرأ نافع وابن عامر (ندخله... ونعذبه) بالنون فيها.
وقرأ الباقون بالياء.
قال أبو منصور: من قرأ بالنون وبالياء فهو كله فعل الله عزّ وجلّ). [معاني القراءات وعللها: 3/20]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ نافع وابن عامر: ندخله جنات [الفتح/ 17] ونعذبه بالنون جميعا.
وقرأ الباقون بالياء.
وجه الياء: تقدّم الاسم المظهر، والنون في المعنى كالياء). [الحجة للقراء السبعة: 6/203]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ومن يطع الله ورسوله يدخله جنّات تجري من تحتها الأنهار ومن يتول يعذبه عذابا أليمًا} 17
قرأ نافع وابن عامر (ندخله) و{نعذبه} بالنّون إخبار الله جلّ وعز عن نفسه وقرأ الباقون بالياء فيهما المعنى يدخله الله ويعذبه وحجتهم قوله {ومن يطع الله ورسوله} فقد تقدم الاسم الظّاهر). [حجة القراءات: 674]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {نُدْخِلُهُ جَنَّاتٍ}، و{نُعَذِّبُهُ عَذَابًا} [آية/ 17] بالنون فيهما:-
قرأهما نافع وابن عامر.
والوجه أنه على الإخبار عن النفس بلفظ الجمع تعظيمًا، ولا فرق بين قوله {نُدْخِلُهُ} نحن، وبين قوله {يُدْخِلْهُ} الله، فالمعنى واحد.
وقرأ الباقون {يُدْخِلْهُ} و{يُعَذِّبْهُ} بالياء فيهما.
والوجه أنه على لفظ الغيبة لإسناد الفعل إلى ضمير اسم الله تعالى، وقد تقدم ذكره في قوله {وَمَنْ يُطِعِ الله وَرسُولَه}، وهذا أوجه لتناسب الكلام). [الموضح: 1191]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 02:11 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفتح

[ من الآية (18) إلى الآية (21) ]
{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18) وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (19) وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (20) وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (21)}


قوله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18)}
قوله تعالى: {وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (19)}
قوله تعالى: {وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (20)}
قوله تعالى: {وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (21)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 02:13 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفتح

[ من الآية (22) إلى الآية (26) ]
{وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا (22) سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً (23) وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (24) هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاء لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (25) إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (26)}


قوله تعالى: {وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا (22)}
قوله تعالى: {سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً (23)}
قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (24)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وكان اللّه بما تعملون بصيرًا (24).
قرأ أبو عمرو وحده (بما يعملون بصيرًا) بالياء.
وقرأ الباقون بالتاء.
قال أبو منصور: التاء للخطاب، والياء للغيبة). [معاني القراءات وعللها: 3/21]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ أبو عمرو وحده: وكان الله بما يعملون بصيرا [الفتح/ 24] بالياء.
والباقون: بالتاء.
وجه قول أبي عمرو: وكان الله بما عمل الكفّار من كفرهم وصدّهم عن المسجد الحرام، ومنعهم لكم من دخوله بصيرا فيجازي عليه.
ووجه التاء: أنّ الخطاب قد جرى للقبيلين في قوله: وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم [الفتح/ 24] فالخطاب لتقدّم هذا الخطاب). [الحجة للقراء السبعة: 6/203]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وهو الّذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكّة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرًا} 24
قرأ أبو عمرو (وكان الله بما يعلمون بصيرًا) بالياء وحجته ذكرها اليزيدي فقال يدلك عليها قوله بعدها {هم الّذين كفروا وصدوكم} 25 ولو احتج بقوله {من بعد أن أظفركم عليهم} كان وجها والمعنى كان الله بما عمل الكفّار من كفرهم وصدهم عن المسجد بصيرًا
وقرأ الباقون {بما تعملون بصيرًا} بالتّاء أي أنتم وهم وحجتهم أنه قد جرى ذكرهما في قوله {وهو الّذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم} فالخطاب لتقدم هذا الخطاب). [حجة القراءات: 674]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (7- قوله: {بما تعملون بصيرًا} قرأه أبو عمرو بالياء، رده على لفظ الغيب، وهم الكافرون لتقدم ذكرهم، وصدهم المؤمنين عن المسجد الحرام، وقرأ الباقون بالتاء على الخطاب للمؤمنين لتقدم ذكرهم في قوله: {وصدوكم}، وقوله: {عنكم}، وقوله: {وأيديكم}، و{إن أظفركم} فهو خطاب للمؤمنين، ويجوز أن تكون للجميع من المؤمنين والكفار، لتقدم ذكرهم وغلبة الخطاب على الغيبة، على أصول كلام العرب). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/282]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {وَكَانَ الله بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [آية/ 24] بالياء:-
قرأها أبو عمرو وحده.
والوجه أن الفعل للكفار، وقد تقدم ذكرهم في قوله تعالى {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ} فكأنه قال: وكان الله بما يعمله الكفار بصيرًا.
وقرأ الباقون {بِمَا يَعْمَلُونَ} بالتاء.
والوجه أنه على خطاب المؤمنين، وقد جرى ما قبله على خطابهم في قوله {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ}، كأنه قال: وكان الله بما تعملون أيها المؤمنون بصيرًا). [الموضح: 1192]

قوله تعالى: {هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاء لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (25)}
قوله تعالى: {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (26)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 02:14 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفتح

[ من الآية (27) إلى الآية (29) ]
{لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا (27) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (28) مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)}


قوله تعالى: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا (27)}
قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (28)}
قوله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أخرج شطأه فآزره).
قرأ ابن كثير وابن عامر (شطأه) بفتح الطاء.
وقرأ الباقون (شطأه) بسكون الطاء.
وروى أبو حاتم لنافع أنه قرأ (أخرج شطه) بغير ألف.
قال أبو منصور: القراءة الجيدة (أخرج شطأه) بسكون الطاء، والهمز.
ومعنى الشّطء، فراخ الزرع إذا فرخ.
ومن قرأ (شطأه) فحرك الشين والطاء والهمزة فهي لغة مثل: (شطأه).
وأما ما روى أبو حاتم لنافع (شطه) بحذف الهمزة فهي لغة كما قالوا للمرأة: المرة. ويقال: المرة). [معاني القراءات وعللها: 3/21]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فآزره (29).
قرأ ابن عامر (فأزره) بوزن (عزره).
وقرأ الباقون (فآزره)، بوزن (عازره).
قال أبو منصور: من قرأ (أزره) بقصر الهمزة فالهمزة فاء الفعل.
ومعنى (أزره): قواه.
قال الفرّاء: أزره يأزره أززا، أي: قوّاه.
ومنه قول الله: (اشدد به أزري)، أي قوتي.
ومن قرأ (فآزره) فهي في الأصل: أأزره. بهمزتين، على وزن (أفعله).
فخففت الهمزة الثانية، فصارت بوزن (عازره) بهمزة مطولة.
ومعنى: آزره، أي: أزر الصغار الكبار حتى استوى بعضه مع بعض.
وقال:
بمحنية قد آزر الضّال نبتها... مجرّ جيوش غانمين وخيّب
المحنية: ما انعطف من الوادي.
قال الأصمعي: معنى قوله: قد آزر الضال نبتها، أي: ساوى نبات العشب الضال، وهو: السّدر البرّى حتى استوى مع الضال لطوله واعتمامه). [معاني القراءات وعللها: 3/22]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (على سوقه (29).
قرأ ابن كثير وحده "على سؤقه " بالهمز، ورواه بعضهم عنه "على سوقه " بغير همز
[معاني القراءات وعللها: 3/22]
وقرأ سائر القراء " على سوقه " غير مهموز.
قال أبو منصور: القراءة: (على سوقه) غير مهموز، جمع ساق.
كما يقال: دار ودورٌ.
والهمز فيه وهمٌ عندي). [معاني القراءات وعللها: 3/23]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن كثير وابن عامر: شطأه [الفتح/ 29] مفتوحة الطاء والهمزة.
وقرأ الباقون: شطأه ساكنة الطاء، وكلّهم يقرأ: بهمزة مفتوحة.
[الحجة للقراء السبعة: 6/203]
وقال أبو زيد: أشطأت الشجرة بغصونها إذا أخرجت غصونها.
أبو عبيدة: أخرج شطأه: فراخه.
ويقال: أشطأ الزرع فهو مشطئ مفرخ، قول ابن كثير وابن عامر: شطأه، بفتح الطاء، يشبه أن يكون لغة في الشطء. كالشّمع والشّمع، والنّهر والنّهر، ومن حذف الهمزة في شطأه حذفها وألقى حركتها على الطاء. ومن قال: الكماة والمراة قال: شطاه). [الحجة للقراء السبعة: 6/204]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن عامر: فأزره [الفتح/ 29] على فعله مقصور بالهمزة.
الباقون: فآزره على فاعله، أبو عبيدة: فأزره، ساواه، صار مثل الأمّ.
قال أبو علي: وفاعل آزر: الشّطء، أي: آزر الشّطء الزرع، فصار في طوله قال:
بمحنيّة قد آزر الضّال نبتها مضمّ رجال غانمين وخيّب
[الحجة للقراء السبعة: 6/204]
أي: ساوى نبته الضّال فصار في قامته، لأنّه لا يرعاه أحد.
ويجوز أن يكون فاعل آزر: الزرع، أي: آزر الزرع شطأه، ومن الناس من يفسّر آزره: أعانه وقوّاه، فعلى هذا يكون: آزر الزرع الشطأ، قال أبو الحسن: آزره: أفعله وأفعل فيه هو الأشبه ليكون قول ابن عامر أزره: فعله، فيكون فيه لغتان: فعل وأفعل، لأنّهما كثيرا ما يتعاقبان على الكلمة، كما قالوا: ألته وآلته يولته، فيما حكاه
التوّزي، وكذلك: آزره وأزره). [الحجة للقراء السبعة: 6/205]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال قرأ ابن كثير: على سؤقه [الفتح/ 29] مهموز.
الباقون: بلا همزة.
أبو عبيدة: الساق: حاملة الشجرة.
وهمز سؤقه يجوز على حدّ قول من قال:
لحبّ المؤقدان إلي مؤسى وإذا كان الساق حامل الشجرة فاستعماله في الزّرع اتساع واستعارة كقوله:
على البكر يمريه بساق وحافر
[الحجة للقراء السبعة: 6/205]
وقال:
لا حملت منك كراع حافرا
والكراع: لذي الظلف دون ذي الحافر). [الحجة للقراء السبعة: 6/206]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن: [أَشِدَّاءَ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ].
قال أبو الفتح: نصبه على الحال، أي: {محمد رسول الله والذين معه}، فـ"معه" خبر عن الذين آمنوا، كقولك: محمد رسول الله علي معه، ثم نصب "أشداء" و"رحماء" على الحال، أي: هم معه على هذه الحال، كقولك: زيد مع هند جالسا، فتجعله حالا من الضمير في معه، لأمرين:
أحدهما قربة منه، وبعده عن زيد.
والآخر ليكون العامل في الحال -أعني الضمير- هو العامل في صاحب الحال، أعني الظرف.
ولو جعلته حالا من الذين كان العامل في الحال غير العامل في صاحبها، وإن كان ذلك جائزا، كقوله تعالى: {وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا}، إلا أن الأول أوجه. وإن شئت نصبت أشداء ورحماء على المدح، وأصف وأزكى أشداء ورحماء.
وكسر رحيم على رحماء -فعلاء- وشديد على أشداء -أفعلاء- كراهية التضعيف في أشداء، وقد وجدوا له نظير على أفعلاء، فقالوا: صفي وأصفياء، ووفي وأوفياء، كراهية لصفواء ووفياء، لما يجب من الاعتذار من ترك قلب الواو والياء؛ لتحركهما وانفتاح ما قبلها. فهذا ونحوه مما يدلك ويبصرك أنهم لا يتنكبون شيئا إلى آخر تطربا ولا تبدلا، لا بل إنعاما وتأملا). [المحتسب: 2/276]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة عيسى الهمداني -بخلاف-: [شَطَاءَهُ]، ممدود، مهموز.
[المحتسب: 2/276]
وقرأ عيسى: [شَطَاه].
وقرأ الجحدري: [شَطْوَهُ].
قال أبو الفتح: الشطء: الفراخ للزرع، وجمعه شطوء. ويقال أيضا: هو الورق. والشطء: السنبل أيضا. شطأ الزرع شطئا، وأشطأ إشطاء.
ويقال: إن معفر بن حمار البارقي شامت ابنته برقا، فقالت: يا أبه، جاءتك السماء! فقال لها: كيف ترينها؟ فقالت له: كأنها عين جمل طريف. فقال لها: ارعى غنيماتك، فرعت مليا، ثم جاءته فقالت: يا أبه، جاءتك السماء! فقال: كيف ترينها؟ فقالت: كأنها فرس دهماء تجر جلالها. فقال لها: ارعى غنيماتك، فرعت مليا، ثم جاءته فقالت: يا أبه، جاءتك السماء! فقال: كيف ترينها؟ فقالت: سطحت وابيضت. فقال: أدخلي غنيماتك، فجاءت السماء بشيء شطأ له الزرع.
ومنه عندي قولهم: شاطئ النهر والوادي؛ لأنه ما برز منه وظهر؛ ولهذا سموه السيف؛ لأنه من لفظ السيف ومعناه. ألا ترى أنهم يصفون السيف بالصقال والانجراد؟ قال:
كأنني سيف بها إصليت
أي: بارز صلت. وموجب الوصية في ترتيب أحوال المشتق والمشتق منه في التقدم والتأخر -أن يكون السيف مشتقا من السيف؛ لأن السيف من صنعة البشر، والسيف من صنعة القديم سبحانه، فهو أسبق مرتبة في الزمان، فليكن أسبق مرتبة في الكلام. ألا ترى أن آدم عليه السلام مخلوق من التراب؟ وهذا واضح.
وأما [شَطْوَهُ]، بالواو فلن يخلو أن يكون لغة، أو بدلا من الهمزة. ولا يكون الشطء إلا في البر والشعير). [المحتسب: 2/277]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه} 29
قرأ ابن عامر وابن كثير {شطأه} بفتح الطّاء وقرأ الباقون بإسكان الهاء وهما لغتان كالشمع والشمع والنّهر والنّهر
قرأ ابن عامر {فآزره} مقصورة الألف والهمزة فاء الفعل ومعنى أرزه قواه ومنه قوله تعالى {اشدد به أزري} أي قوتي
[حجة القراءات: 674]
وقرأ الباقون {فآزره} بالمدّ فاعله مثل عاونه تقول آزره يؤازره مؤازرة وفاعل آزر الشطء أي آزر الشطء الزّرع فصار في طوله وقال الفراء فآزره فأعانه وقال الأخفش آزره أفعله وأفعل فيه الأشبه ليكون قول ابن عامر أزره فعله فيكون فيه لغتان فعل وأفعل وهذا مثل ضربه الله للنّبي صلى الله عليه إذ خرج وحده فقواه الله بأصحابه كما قوى الحبّة بما نبت منها
قرا ابن كثير في رواية القواس (سوءقه) بالهمز وقرأ الباقون بغير همز وقد ذكرت حجّته في سور النّمل). [حجة القراءات: 675]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (8- قوله: {أخرج شطأه} قرأه ابن كثير وابن ذكوان بفتح الطاء، وقرأ الباقون بالإسكان، وهما لغتان كالسمْع والسمَع والنهْر والنهَر، و«شطأه» فراخه، حكى أبو زيد: أشطأت الشجرة إذا أخرجت أغصانها، وأشطأ الزرع فهو مُشطِئ إذا أفرخ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/282]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (9- قوله: {فآزره} قرأه ابن ذكوان بغير مد على وزن «ففعله» وقرأ الباقون بالمد على وزن «فاعله» أو على وزن «ففاعله»، ومد ورش أشبع من غيره على ما تقدم من أصله، والمد والقصر لغتان فيه، يقال: أزر وآزر، بمعنًى، قال أبو عبيدة: فآزره سواه، أي: آزر الشطأ الزرع، أي: ساواه، أي: كثرت فراخه حتى استوت معه في الطول والقوة، ففي «آزر» ضمير الشطء، والهاء لـ «الزرع» وقيل: معنى {فآزره} قواه وأعانه، أي: أعان الزرع الشطأ وقواه، وفي «آزر» على هذا ضمير «الزرع»، والهاء لـ «الشطء» ويذهب الأخفش أن وزن «آزره» «أفعله»، وغيره يقول: وزنه «فاعله»، و«أفعل» فيه أبين، ليكون
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/282]
منقولًا بالهمز على قراءة من قرأ «فأزره» على «ففعله»، وليست الهمزة للتعدية، إنما هي كـ «ألته وآلته» إذا نقصه، و«الشطء» في هذا كناية عمن دخل في الإسلام، فيقوى الإسلام به، وهو مثل ضربه الله لنبيه بعث منفردًا كما تخرج السنبلة مفردة ثم قوى الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالصحابة كما تقوى السنبلة بفراخها، وقد تقدم ذكر {سوقه} وعلته في النمل). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/283]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (9- {أَخْرَجَ شَطْأَهُ} [آية/ 29] بفتح الطاء والهمزة، من غير مد:-
قرأها ابن كثير وابن عامر.
وقرأ الباقون {شَطْأَهُ} بسكون الطاء وبالهمز.
والوجه أن الشطأ والشطأ لغتان كالشمع والشمع والنهر والنهر، والمعنى أخرج فراخه، يقال أشطأ الزرع إذا أفرخ). [الموضح: 1192]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {فَآَزَرَهُ} [آية/ 29] بقصر الهمزة:-
قرأها ابن عامر وحده.
والوجه أنه لغة في آزره بالمد، كما تقول أجرك الله بالقصر، وآجرك بالمد، وكلاهما واحد في المعنى، وكثيرًا ما يأتي فعل وأفعل بمعنى واحد.
وقرأ الباقون {فَآَزَرَهُ} بالمد، كعازره.
والوجه أنه الأشهر، والمعنى ساوى الصغار الكبار في الطول، وهو من أفعل من الأزر، يقال آزره: شد أزره وعاونه، وآزر النبت الشجر إذا ساواه، فكأنه عاونه، قال امرؤ القيس:
157- بمحنية قد آزر الضال نبتها = مجر جيوش غانمين وخيب). [الموضح: 1193]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (11- {فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ} [آية/ 29] بالهمز:-
رواها ل- عن ابن كثير.
وقرأ الباقون والبزي عن ابن كثير {عَلَى سُوقِهِ} غير مهموز.
والوجه قد سبق في سورة النمل وغيرها). [الموضح: 1194]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:44 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة