العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 12:23 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي توجيه القراءات في سورة الأحقاف

توجيه القراءات في سورة الأحقاف


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 12:24 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي مقدمات سورة الأحقاف

مقدمات توجيه القراءات في سورة الأحقاف

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (سورة الأحقاف). [معاني القراءات وعللها: 2/379]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (سورة الأحقاف). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/316]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ذكر اختلافهم في سورة الأحقاف). [الحجة للقراء السبعة: 6/182]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (سورة الأحقاف). [المحتسب: 2/264]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (46 - سورة الأحقاف). [حجة القراءات: 662]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة الأحقاف). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/271]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (سورة الأحقاف). [الموضح: 1173]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مكية). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/271]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي أربع وثلاثون في المدني، وخمس في الكوفي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/271]

ياءات الإضافة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (14- فيها أربع ياءات إضافة قوله: {أتعدانني أن} «17» قرأ الحرميان بالفتح، وكلهم قرأ بنونين ظاهرتين إلا هشامًا، فإنه أدغم النون الأولى
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/274]
في الثانية؛ لأنه استثقل اجتماع مثلين متحركين، فأدغم استخفافًا، ولابد من المد لاجتماع ساكنين، لأنه يصير مثل «دابة وصاخة».
والثانية قوله: {أوزعني} «15» قرأها ورش والبزي بالفتح.
والثالثة: {ولكني أراكم} «23» قرأها نافع وأبو عمرو والبزي بالفتح.
والرابعة قوله: {إني أخاف} «21» قرأ الحرميان وأبو عمرو بالفتح). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/275]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (اختلفوا في أربع ياءات للمتكلم وهن قوله {أَوْزِعْنِي أَنْ}، {أَتَعِدَانِنِي أَنْ}، {إِنِّي أَخَافُ}، {وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ}، فتحهن كلهن ابن كثير برواية البزي، ونافع ش-، وروى ن- و-يل- عن نافع {أَوْزِعْنِي} بالإسكان، والباقي بالفتح، وأسكن ل- عن ابن كثير {أَوْزِعْنِي أنْ} {وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ} وفتح الأخريين، وفتح أبو عمرو {إِنِّي أَخَافُ} {وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ} وأسكن الأخريين، وأسكنهن كلهن ابن عامر والكوفيون ويعقوب.
وقد سبق الوجه في غير موضع). [الموضح: 1180]

الياءات الزائدة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (ليس فيها زائدة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/275]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 12:41 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحقاف

[ من الآية (1) إلى الآية (6) ]
{(حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ (3) قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (4) وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ (6)}


قوله تعالى: {(حم (1)}
قوله تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2)}
قوله تعالى: {مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ (3)}
قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (4)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قراءة ابن عباس -بخلاف- وعكرمة وقتادة وعمرو بن ميمون، ورويت عن الأعمش: [أَوْ أَثَرَةٍ مِنْ عِلْمٍ]، بغير ألف.
وقرأ علي عليه السلام وأبو عبد الرحمن السلمي: [أَوْ أَثْرَةٍ]، ساكنة الثاء.
قال أبو الفتح: الأثرة والأثارة التي تقرأ بها العامة: البقية، وما يؤثر. وهي من قولهم: أثر الحديث يأثره أثرا وأثرة. ويقولون: هل عندك من هذا أثرة وأثارة، أي: أثر. ومنه سيف مأثور، أي: عليه أثر الصنعة، وطرائق العمل.
وأما "الأثرة"، ساكنة الثاء فهي أبلغ معنى؛ وذلك أنها الفعلة الواحدة من هذا الأصل، فهي كقولك: ائتوني بخبر واحد، أو حكاية شاذة، أي: قد قنعت في الاحتجاج لكم بهذا القدر، على قلته، وإفراد عدده). [المحتسب: 2/264]

قوله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5)}
قوله تعالى: {وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ (6)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 12:43 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحقاف

[ من الآية (7) إلى الآية (10) ]
{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (7) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئًا هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (8) قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (9) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآَمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10)}


قوله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (7)}
قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئًا هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (8)}
قوله تعالى: {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (9)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة عكرمة وابن أبي عبلة وأبي حيوة: [بِدَعًا مِنَ الرُّسُلِ].
قال أبو الفتح: هو على حذف المضاف، أي: ما كنت صاحب بدع، ولا معروفة مني البدع. قال:
وكيف تواصل من أصبحت ... خلالته كأبي مرحب
[المحتسب: 2/264]
أي كخلالة أبي مرحب. وما أكثر هذا المضاف في القرآن، وفصيح الكلام). [المحتسب: 2/265]

قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآَمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 12:45 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحقاف

[ من الآية (11) إلى الآية (14) ]
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ (11) وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ (12) إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (13) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (14) ) }

قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ (11)}
قوله تعالى: {وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ (12)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
وقوله جلّ وعزّ: (لتنذر الّذين ظلموا)
قرأ نافع وابن عامر ويعقوب (لتنذر) بالتاء.
وقرأ الباقون بالياء.
قال أبو منصور: من قرأ (لتنذر الّذين) بالتاء فعلى المخاطبة للنبي - صلى الله عليه وسلم -: لتنذر أنت يا محمد.
ومن قرأ بالياء فللغيبة). [معاني القراءات وعللها: 2/379]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {لتنذر الذين ظلموا} [12].
قرأ ابن كثير برواية قنبل وأبو عمرو وأهل الكوفة {لينذر} بالياء فيكون المعنى لينذر القرآن، ولينذر الله تعالى، ولينذر محمد عليه السلام.
وقرأ البزي {لتنذر} بالتاء، والياء كليهما.
وقرأ نافع وابن عامر بالتاء {لتنذر} أنت يا محمد وحجة هذه القراءة {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد} أي: داع يدعوهم. فقيل: الهادي ها هنا محمد عليه السلام، وقيل: علي رضي الله عنه، وقيل الله تعالى). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/316]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله: لينذر الذين ظلموا [الأحقاف/ 12].
فقرأ ابن كثير فيما قرأت على قنبل، وعاصم وأبو عمرو وحمزة والكسائي: لينذر بالياء.
وقرأ نافع وابن عامر: لتنذر* بالتاء. وأخبرني إسحاق بن أحمد الخزاعي عن ابن فليح عن أصحابه عن ابن كثير: لتنذر* بالتاء.
حجّة التاء: إنما أنت منذر من يخشاها [النازعات/ 45] وإنما أنت منذر ولكل قوم هاد [الرعد/ 7] وإنما أنذركم بالوحي [الأنبياء/ 45] ولتنذر به وذكرى [الأعراف/ 2].
[الحجة للقراء السبعة: 6/183]
وحجّة الياء قوله: لينذر بأسا شديدا من لدنه [الكهف/ 2] وقد تقدّم ذكر الكتاب، فأسند الإنذار إلى الكتاب، كما أسنده إلى الرّسول عليه السلام). [الحجة للقراء السبعة: 6/184]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الّذين ظلموا}
قرأ نافع وابن عامر (لتنذر الّذين ظلموا) بالتّاء أي لتنذر
[حجة القراءات: 662]
أنت يا محمّد وحجتهما قوله {وأنذر النّاس} وقال إنّما أنت منذر وقال {قل إنّما أنذركم بالوحي} فجعل الفعل للنّبي صلى الله عليه وآله فكذلك في قوله {لتنذر}
وقرأ الباقون {لينذر} بالياء المعنى لينذر القرآن أو لينذر الله وحجتهم قوله {لينذر بأسا شديدا} ). [حجة القراءات: 663]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {لينذر الذين} قرأه نافع وابن عامر والبزي بالتاء، على الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، كما قال: {إنما أنت منذر} «الرعد 7» وقال: {لتنذر به} «الأعراف 2»، وقال: {قل إنما أنذركم} «الأنبياء 45» وقرأ الباقون بالياء، ردوه على الغيبة، أي: لينذر به محمد، وكلا القراءتين بمعنى، فرجع الإنذار إلى محمد صلى الله عليه وسلم لتقدم ذكره في قوله: {وما أنا إلا نذير} «9» وقوله: {قل أرأيتم} «10» ونحوه، والتاء أحب إلي، لأن الأكثر عليه، ولأن محمدً صلى الله عليه وسلم مخاطب بالقرآن، ويجوز رد الياء على الكتاب لتقدم ذكره في قوله: {وهذا كتاب مصدق} {لينذر الذين ظلموا}، كما قال: {لينذر بأسًا شديدًا من لدنه} «الكهف 2»، يريد به الكتاب المتقدم الذكر في قوله: {أنزل على عبده الكتاب} ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/271]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {لِتُنْذِرَ الَّذِينَ} [آية/ 12] بالتاء:-
قرأها نافع وابن عامر ويعقوب.
والوجه أنه على الخطاب، والمعنى لتنذر أنت الذين ظلموا، فالفعل مسند إلى المخاطب، وهو النبي صلى الله عليه وسلم.
وقرأ الباقون {لِيُنْذِرَ} بالياء.
والوجه أن الفعل مسند إلى ضمير الكتاب الذي تقدم ذكره، كأنه قال: لينذر الكتاب الذين ظلموا.
ويجوز أن يكون الضمير لمحمد صلى الله عليه وسلم على تقدير الغيبة كأنه قال: لينذر محمد الذين ظلموا). [الموضح: 1173]

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (13)}
قوله تعالى: {أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (14)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 01:23 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحقاف

[ من الآية (15) إلى الآية (16) ]
{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (16)}

قوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ووصّينا الإنسان بوالديه حسنًا)
قرأ الكوفيون) (إحسانًا).
وقرأ الباقون (حسنًا).
[معاني القراءات وعللها: 2/379]
قال أبو منصور: من قرأ (إحسانًا) فعلى المصدر؛ لأن معناه: ووصينا بوالديه، أمرناه بأن يحسن إليهما إحسانا.
ومن قرأ (حسنًا) جعله اسمًا، أقامه مقام الإحسان). [معاني القراءات وعللها: 2/380]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وحمله وفصاله).
قرأ يعقوب وحده (وحمله وفصله) ساكنة الصاد، مفتوحة الفاء، بغير ألف.
وقرأ الباقون (وفصاله).
قال أبو منصور: من قرأ (وفصاله) فهو بمعنى: فطامه.
ومن قرأ (وفصله) فهو من: فصلت الأم الصبي تفصله فصلاً، إذا فطمته. والفصال مثل الفطام.
وفي الحديث: "لا رضاع بعد فصالٍ " معناه: رضاع يحرّم بعد فصال الولد، وانقضاء السنتين من ولادة المولود). [معاني القراءات وعللها: 2/380]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- قوله تعالى: {بوالديه إحسانا} [15].
قرأ أهل الكوفة: {إحسانا} اتباعًا لمصاحفهم.
وقرأ الباقون: {حسنًا} جعلوه مصدر حسن يحسن حسنًا.
والباقون جعلوه مصدر أحسن يحسن إحسانًا.
قال بعض النحويين: الاختيار {حسنًا} لا تفاقهم على قوله في (العنكبوت): {ووصينا الإنسان بوالديه حسنًا} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/316]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {حملته أمه كرهًا ووضعته كرهًا} [15].
قرأ أبو عمرو وهشام عن ابن عامر ونافع وابن كثير، بالفتح.
وقرأ الباقون بالضم. وقد ذكرت عله ذلك فيما سلف). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/316]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- [وقوله تعالى]: {وحمله وفصاله} [15].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/316]
اتفق القراء على هذه إلا الحسن فإنه قرأ: {وفصاله ثلاثون شهرًا}.
وأكثر كلام العرب فصال، في الحديث: «لا رضاع بعد فصال» {حتى إذا بلغ أشده} واحد الأشد شد فأعلم، في قول النحويين إلا الأخفش فإنه قال: شدة وأشد مثل نعمة وأنعم.
وقال المفسرون: بلغ أشدة اثنتي عشرة سنة، وقيل ثمان عشرة سنة، وقيل: ثلاثين سنة، وقيل: أربعين سنة: {قال ربي أوزعني أن أشكر}: ألهمني). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/317]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (11- وقوله تعالى: {أوزعني أن} [15].
فتح الياء ابن كثير في رواية القواس، ونافع في رواية أحمد بن صالح، وفتح الياء من {أتعدانني} نافع والبزي.
والباقون يسكنون، واتفقوا على ضم الهمزة من {أن أخرج} [17]. إلا الحسن البصري فإنه قرأ: {أن أخرج}بفتح الهمزة. وفتح الياء من: {ولكني أراكم} [23] نافع وابن عامر والبزي عن ابن كثير. وحرك الياء من: {إني أخاف} [21] أبو عمرو ونافع وابن كثير). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/322]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله: بوالديه إحسانا وحسنا* [15] فقرأ عاصم وحمزة والكسائي: إحسانا بألف.
وقرأ الباقون: حسنا* بغير ألف.
قال أبو علي: الباء في قوله: بوالديه يجوز أن يتعلق بوصينا، بدلالة قوله: ذلكم وصاكم به [الأنعام/ 151] ويجوز أن تتعلق بالإحسان، يدلّ على ذلك قوله: وقد أحسن بي إذا أخرجني من السجن [يوسف/ 100] ولا يجوز أن تتعلق الباء في الآية بالإحسان لتقدّمها على الموصول، ولكن يجوز أن تعلقها بمضمر يفسره الإحسان، كما جاز ذلك في الفعل في نحو: وكانوا فيه من الزاهدين [يوسف/ 20] ومثل ذلك:
كان جزائي بالعصا أن أجلدا
[الحجة للقراء السبعة: 6/182]
في قول من لم يعلّقه بالجزاء، ألا ترى أن الجزاء يتعلق بالباء في نحو قوله: إني جزيتهم اليوم بما صبروا [المؤمنون/ 111] ولكن في قول من علّقه بمضمر يبيّنه: أن أجلدا: والإحسان خلاف الإساءة، والحسن خلاف القبح، فمن قال: إحسانا كان انتصابه على المصدر، وذلك أنّ معنى قوله: ووصينا الإنسان بوالديه: أمرناه بالإحسان، أي: ليأتي الإحسان إليهما دون الإساءة، ولا يجوز أن يكون انتصابه بوصّينا، لأنّ وصّينا قد استوفى مفعوليه اللّذين أحدهما منصوب، والآخر المتعلق بالياء وحجّته قوله في الأنعام: وبالوالدين إحسانا [151].
ومن قال: بوالديه حسنا فمعناه: ليأت في أمرهما أمرا ذا حسن، أي: ليأت الحسن في أمرهما دون القبح، وحجّته ما في العنكبوت: ووصينا الإنسان بوالدين حسنا [8] ). [الحجة للقراء السبعة: 6/183]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو: كرها* وكرها* [الأحقاف/ 15] نصبا.
وقرأ الباقون: كرها بضمّ الكاف في الحرفين.
الكره: كأنه المصدر، والكره: الاسم، كأنّه الشيء المكروه، وقال: كتب عليكم القتال وهو كره لكم [البقرة/ 216] فهذا بالضّمّ، وقال: أن ترثوا النساء كرها [النساء/ 19] فهذا في موضع حال، ولم يقرأ- زعموا- بغير الفتح، فعلى هذا ما كان مصدرا أو في موضع حال الفتح فيه أحسن، وما كان اسما نحو: ذهب به على كره، كان الضّمّ فيه أحسن، وقد قيل: إنّهما لغتان، فمن ذهب إلى ذلك جعلهما مثل الشّرب والشّرب، والضّعف والضّعف، والفقر والفقر، ومن غير المصادر: الدفّ والدفّ، والشّهد والشّهد). [الحجة للقراء السبعة: 6/184]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة علي وأبي عبد الرحمن السلمي: [بِوَالِدَيْهِ حَسَنًا].
قال أبو الفتح: تحتمل اللغة أن تكون حسنا هنا مصدرا، كالمصادر التي اعتقب عليها الفعل والفعل، نحو الشغل والشغل، والبخل والبخل، وهو واضح.
وتحتمل أن يكون "الحسن" هنا اسما صفة لا مصدرا، لكنه رسيل القبيح كقولنا: الحسن من الله، والقبيح من الشيطان، أي: وصيناه بوالديه فعلا حسنا، ونصبه وصيناه به؛ لأنه يفيد مفاد ألزمنا الحسن في أبويه. وإن شئت قلت: هو منصوب بفعل غير هذا، لا بنفس هذا؛ فيكون منصوبا بنفس ألزمناه، لا بنفس وصيناه؛ لأنه في معناه). [المحتسب: 2/265]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها} 15
قرأ عاصم وحمزة والكسائيّ {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا} بالألف مصدرا من أحسن يحسن إحسانا لأن معنى وصينا الإنسان بوالديه أي أمرناه بأن يحسن إليهما إحسانا أي ليأتي الإحسان إليهما دون الإساءة وحجتهم إجماع الجميع على قوله {وبالوالدين إحسانا}
وقرأ الباقون {حسنا} مصدر من حسن يحسن حسنا وحجتهم قوله في سورة العنكبوت {ووصينا الإنسان بوالديه حسنا} قالوا فرد ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه أولى
قرأ نافع وابن كثير وابو عمرو {حملته أمه كرها ووضعته كرها} بفتح الكاف فيهما وقرأ الباقون بالرّفع فيهما
[حجة القراءات: 663]
قال الزّجاج الكره بالرّفع المشقّة تقول فعلت ذلك على كره أي مشقة والكره من الإكراه وهو ما أكرهت عليه صاحبك فالكره فعل الإنسان والكره ما أكره عليه صاحبه وقال قوم هما لغتان مثل القرح والقرح وقال قوم الكره المصدر تقول كره زيد كرها والكره الاسم). [حجة القراءات: 664]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (2- قوله: {بوالديه إحسانًا} قرأه الكوفيون «إحسانا» على وزن «إفعالا» مثل «إكرام» وقرأ الباقون «حسنا» على وزن «فعل» مثل «قفل».
وحجة من قرأ على وزن «إفعال » أنه جعله مصدرًا لـ «أحسن» على تقدير: أن يحسن إليهما إحسانًا.
3- وحجة من قرأ على «فعل» أنه على تقدير حذف مضاف وحذف
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/271]
موصوف، تقديره: ووصينا الإنسان بوالديه أمرًا ذا حسن، أي: ليأت الحسن في أمرهما، فحذف المنعوت، وقام النعت مقامه وهو «ذا» ثم حذف المضاف وقام المضاف إليه مقامه، وهو حسن، ذكر هذا في سورة البقرة بأشبع من هذا، والاختيار «حسن» على وزن «فعل» لأن الأكثر عليه، والقراءة الأخرى حسنة لقلة الإضمار والحذف فيها.
4- {كُرهًا} قرأه الكوفيون وابن ذكوان بالضم في الكاف، وقرأ الباقون بالفتح، وهما لغتان، وقد تقدم ذكر هذا في النساء بأشبع من هذا). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/272]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا} [آية/ 15] بالألف:-
قرأها الكوفيون.
[الموضح: 1173]
والوجه أن {إِحْسَانًا} منصوب على المصدر، والعامل فيه محذوف، والتقدير: وصينا الإنسان أن يحسن إلى الوالدين إحسانًا، يقويه قوله تعالى في سورة الأنعام {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}.
قيل: وإنما انتصب {إِحْسَانًا} ههنا على المصدر، لأن في قوله {وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ} دليلاً على الأمر بالإحسان إلى الوالدين، فلذلك جاز أن ينتصب المصدر به.
وقرأ الباقون {حُسْنًا} بضم الحاء وإسكان السين من غير ألف.
والوجه أنه صفة على حذف المضاف، والموصوف محذوف أيضًا، والتقدير: ووصينا الإنسان بوالديه ليأتي في حقهما أمرًا ذا حسن، ثم حذف ذا، وأقيم الحسن مقامه، كما تقول: هذا رجل صوم، أي ذو صوم، فهو على حذف المضاف). [الموضح: 1174]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا} [آية/ 15] بفتح الكاف منهما:-
قرأها ابن كثير ونافع وأبو عمرو.
وقرأ الباقون {كُرْهًا} و{كُرْهًا} بضم الكاف منهما.
والوجه أن الكره والكره لغتان، كالضعف والضعف والفقر والفقر والشرب والشرب.
[الموضح: 1174]
وقيل: الكره بالفتح: المصدر، وبالضم الاسم، وهو الشيء المكروه، وهو ههنا حال، فإذا جعل مصدرًا فهو مصدر في موضع الحال وهو حسن، وإذا جعل بمعنى المكروه فهو جائز أيضًا أن يكون حالاً، وأما قوله تعالى {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ} فإنه بمعنى المكروه). [الموضح: 1175]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {وَفَصْلُهُ} [آية/ 15] بغير ألف، مفتوحة الفاء:-
قرأ يعقوب وحده.
والوجه أن الفصل مصدر فصل الولد عن أمه فصلاً، إذا فطم.
وقرأ الباقون {وَفِصَالُهُ} بالألف وكسر الفاء.
والوجه أنه يجوز أن يكون مصدرًا أيضًا، ويجوز أن يكون وقتًا للفطام، كما يقال هذا جداد النخل وصرامه وقطاعه). [الموضح: 1175]

قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (16)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (الّذين يتقبّل عنهم أحسن ما عملوا ويتجاوز عن سيّئاتهم)
قرأ حفص عن عاصم (نتقبّل عنهم) بالنون، (أحسن ما عملوا) بالنصب، (ونتجاوز) بالنون، وكذلك قرأ حمزة والكسائي بالنون.
وقرأ الباقون (يتجاوز)، و(يتقبّل) بالياء، (أحسن) رفعًا.
[معاني القراءات وعللها: 2/380]
قال أبو منصور: من قرأ نصب (أحسن) لوقوع الفعل عليه.
ومن قرأ (يتقبل عنهم... ويتجاوز) رفع (أحسن)؛ لأنه مفعول لم يسم فاعله). [معاني القراءات وعللها: 2/381]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز} [16].
قرأ حمزة، والكسائي وحفص عن عاصم {نتقبل} {ونتجاوز} بالنون، الله تعالى يخبر عن نفسه، وإنما اختاروا هذه القراءة لقوله {ووصينا}.
وقرأ الباقون: {يتقبل} {ويتجاوز} بالياء على ما لم يسم فاعله، «وأحسن» اسمه. ومن قرأ بالنون نصب «أحسن» لأنه مفعول به). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/317]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والنون من قوله: أولئك الذين يتقبل عنهم أحسن ما عملوا ويتجاوز عن سيئاتهم [الأحقاف/ 16] فقرأ ابن كثير ونافع وعاصم في رواية أبي بكر، وأبو عمرو وابن عامر: يتقبل عنهم، ويتجاوز بالياء جميعا.
وقرأ حمزة والكسائي: نتقبل ونتجاوز بالنون جميعا، حفص عن عاصم بالنون مثل حمزة فيهما.
[الحجة للقراء السبعة: 6/184]
حجة من قال: يتقبل عنهم: أنّ الفعل وإن كان مبنيا للمفعول، فمعلوم أنّه لله عزّ وجلّ، كما جاء في الأخرى: إنما يتقبل الله من المتقين [المائدة/ 27] وتقبل دعائي [إبراهيم/ 40]، ونحو هذا الفعل الذي هو لله سبحانه، ولم يكن لغيره، كان بناؤه للمفعول في العلم بالفاعل كبنائه للفاعل، كقوله: إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف [الأنفال/ 38] والفعل معلوم أنّه لله سبحانه وإن بني للمفعول، ألا ترى أنّه قد جاء في الأخرى: ومن يغفر الذنوب إلا الله [آل عمران/ 135] فيغفر ويغفر في هذا يفهم من كلّ واحد منهما ما يفهم من الآخر، وعلى هذا جاء: فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر [المائدة/ 27] ثم جاء إنما يتقبل الله من المتقين [المائدة/ 27] وكذلك: يتقبل عنهم [الأحقاف/ 16].
وحجّة من قال: نتقبل ونتجاوز بالنون أنّه قد تقدّم الكلام: ووصينا الإنسان [الأحقاف/ 15] وكلاهما حسن، ألا ترى أنّه قد قال: فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال إنما يتقبل الله من المتقين). [الحجة للقراء السبعة: 6/185]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أولئك الّذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم}
قرأ حمزة والكسائيّ يوحفص {أولئك الّذين نتقبل عنهم} بالنّون {أحسن ما عملوا} بالنّصب {ونتجاوز} بالنّون أي نحن نتقبل عنهم ونتجاوز وحجتهم أن الكلام أتى عقيب قوله ووصينا الإنسان فأجرى ما بعده لفظه إذ كان في سياقه ليأتلف الكلام على نظام واحد
وقرأ الباقون (يتقبّل عنهم) بالياء {أحسن} رفع على ما لم يسم فاعله ويتجاوز بالياء وحجتهم قوله {فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض} و{لن تقبل توبتهم} و{ما تقبل منهم} فأجرى هذا مجرى نظائره ليأتلف الكلام على نظم واحد). [حجة القراءات: 664]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (5- قوله: {نتقبل}، {ونتجاوز} قرأ ذلك حفص وحمزة والكسائي بالنون فيهما، وهي مفتوحة، وبنصب {أحسن}، وقرأ الباقون بياء مضمومة فيهما، ورفع {أحسن}.
وحجة من قرأ بالنون أنه حمله على الإخبار من الله جل ذكره عن نفسه بالتقبل والمجازاة، وحسن ذلك؛ لأن قبله إخبارًا عن الله جل ذكره عن نفسه في قوله: {ووصينا الإنسان} ونصب {أحسن} بوقوع «يتقبل» عليه.
6- وحجة من قرأ بالياء، وهو الاختيار؛ لأن الأكثر عليه، أنه بنى الفعل للمفعول، فأقام {أحسن} مقام الفاعل فرفعه، والفاعل في القراءتين هو الله جل ذكره، كما قال: {إنما يتقبل الله من المتقين} «المائدة 27»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/272]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {نَتَقَبَّلُ}، و{نَتَجاوَزُ} بالنون فيهما، {أَحْسَنَ} بالنصب [آية/ 16]:-
قرأها حمزة والكسائي وص- عن عاصم.
والوجه أنه على الإخبار عن النفس بلفظ الجمع على سبيل التعظيم وفاقًا لقوله تعالى {وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ}، فلما تقدمه ذلك قال {نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ} بالنون فيهما، ليتشاكل اللفظ، و{أَحْسَنَ} منصوب بأنه مفعول {نَتَقَبَّلُ}
[الموضح: 1175]
وقرأ الباقون {يُتَقَبَّلْ} و{يُتَجَاوَزُ} بالياء مضمومة، و{أَحْسَنُ} بالرفع.
والوجه أن الفعل مبني للمفعول به؛ لأنه وإن لم يسم الفاعل، فقد علم أن المتقبل إنما هو الله تعالى، كما قال سبحانه {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ الله مِنَ الْمُتَّقِينَ} بعد قوله {فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ}، إذ علم أن الفاعل هو الله سبحانه). [الموضح: 1176]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 01:25 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحقاف

[ من الآية (17) إلى الآية (20) ]
{وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آَمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (17) أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (18) وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (19) وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ (20)}


قوله تعالى: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آَمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (17)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {أف لكما} [17].
قرأ نافع وحفص (أف) منونًا.
وقرأ ابن كثير وابن عامر: {أفا} نصبًا.
والباقون: {أف}. وقد ذكرت علله في (سبحان) وإنما ذكرته أيضًا، لأن بعض المفسرين قال: {والذي قال لوالديه أف لكما} هو عبد الرحمن بن
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/317]
أبي بكر الصديق قبل أن يسلم، وذلك غلط، إنما نزل في الكافر العاق). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/318]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله تعالى: {أتعدانني} [17].
اتفق القراء على كسر النون، وإنما ذكرته، لأن ابن مجاهد حدثني عن أحمد بن زهير عن القصبي محمد بن عمر عن عبد الوارث عن أبي عمرو أنه قرأ: {أتعدانني} بفتح النون. قال: وهي لغة يعني فتح النون. قال الشاعر:
على أحوذيين استقلت عليهما = فما هي إلا لمحة فتغيب
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/318]
ففتح نون الاثنين. وأكثر النحويين يرونه لحنًا، فإذا عورضوا بهذا البيت قالوا: إنما جاز بهذا لأن قبل النون ياء، والياء أخت الكسرة. فتفر العرب من كسرة إلى فتحة، وهذا خطأ؛ لن الآخر قد قال:
تعرف منها الجيد والعينانا = ومنخران أشبها ظبيانا
فقال أصحاب القول الأول: الصل نصب العينين فأتوا بألف على لغة من يقول: حبست بين يداه، وأعطيته درهمان، والاختيار كسر النون الأولي لالتقاء الساكنين، وهي علامة الرفع، والنون الثانية مع الياء اسم المتكلم في موضع نصب، وهي لا تكون إلا مكسورة أبدًا؛ لمجاورة الياء. ويجوز في النحو (أتعداني) مدغمًا، ويجوز أتعداني بنون واحدة خفيفة، ولم يقرأ به أحد.
قال ابن مجاهد: وحدثني ابن مهران قال: حدثني أحمد بن يزيد عن أبي معمر عن عبد الوارث عن أبي عمرو: {أتعدانني} بفتح النون وإرسال الياء). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/319]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ نافع وحفص عن عاصم: أف لكما [الأحقاف/ 17] خفض منوّن.
ابن كثير وابن عامر أف لكما نصب [غير منون].
أبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي: أف لكما خفض غير منوّن.
قال أبو علي: من نوّن فقال: أف جعله نكرة مثل: غاق
[الحجة للقراء السبعة: 6/185]
وصه، ونحو ذلك من الأصوات، وهذا التنوين في الصوت دليل التنكير، ومن لم ينون جعله معرفة، كأنّه في المعنى: الصوت الذي يعرف، وكلّ واحد من الكسر والفتح، إنّما هو لالتقاء الساكنين، فأمّا التنوين فدليل التنكير، وحذفه دليل التعريف، وقد تقدّم ذكر ذلك). [الحجة للقراء السبعة: 6/186]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {أُفٍّ لَكُمْ} [آية/ 17] بالنصب من غير تنوين:-
قرأها ابن كثير وابن عامر ويعقوب.
وقرأ نافع وص- عن عاصم {أُفٍّ} بالخفض منونًا.
وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وياش- عن عاصم {أُفٍّ} بالخفض من غير تنوين.
والوجه في الكل قد سبق في سورة بني إسرائيل). [الموضح: 1176]

قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (18)}
قوله تعالى: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (19)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وليوفّيهم أعمالهم)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم ويعقوب (وليوفّيهم) بالياء.
وقرأ الباقون (ولنوفّيهم) بالنون.
قال أبو منصور: من قرأ بالنون فالله يقول: ولنوفيهم نحن أعمالهم.
ومن قرأ بالياء فالمعنى: وليوفيهم الله أعمالهم). [معاني القراءات وعللها: 2/381]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (8- وقوله تعالى: {وليوفهم أعمالهم} [19].
قرأ الباقون بالنون، الله تعالى يخبر عن نفسه وليوفيهم نصب بلام «كي»). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/319]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في النّون والياء من قوله عزّ وجلّ: ولنوفيهم أعمالهم [الأحقاف/ 19] فقرأ ابن كثير وعاصم وأبو عمرو: وليوفيهم بالياء.
وقرأ الباقون: ولنوفيهم بالنون.
حجّة الياء أنّه قد تقدّم: وهما يستغيثان الله [الأحقاف/ 17] والنون في معنى في الياء، ومثله قوله: سبحان الذي أسرى بعبده [الإسراء/ 1] ثمّ جاء: لنريه من آياتنا [الإسراء/ 1] ). [الحجة للقراء السبعة: 6/186]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ولكل درجات ممّا عملوا وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون} 19
[حجة القراءات: 664]
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم {وليوفيهم أعمالهم} بالياء وقرأ الباقون بالنّون
حجّة من قرأ بالياء فإنّه رد الفعل إلى الله تعالى في قوله {يتقبّل} ويتجاوز بمعنى يتقبّل الله ويتجاوز وليوفيهم الله إذ كان في سياقه ليأتلف الكلام ومن قرأ بالنّون قال لأنّه أتى عقيب قوله {نتقبل} {ونتجاوز} فكذلك ولنوفيهم إذ كان في سياقه ومن جمع بين الياء والنّون فحجته قوله {فتقبل من أحدهما ولم يتقبّل من الآخر} على ما لم يسم فاعله ثمّ قال إنّما يتقبّل الله من المتّقين). [حجة القراءات: 665]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (7- قوله: {وليوفيهم} قرأه ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وهشام بالياء، وقرأ الباقون بالنون.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/272]
وحجة من قرأ بياء أنه حمله على لفظ الغيبة والإخبار عن الله جل ذكره في قوله: {وهما يستغيثان الله} «17» وقوله: {إن وعد الله حق}.
8- وحجة من قرأ بالنون أنه أجراه على الإخبار من الله جل ذكره عن نفسه، وقد تقدم له نظائر، وهو الاختيار؛ لأن الأكثير عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/273]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ} [آية/ 19] بالياء:-
قرأها ابن كثير وأبو عمرو وعاصم ويعقوب.
والوجه أن الياء لإسناد الضمير إلى اسم الله تعالى الذي تقدم في قوله {وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ الله}.
[الموضح: 1176]
وقرأ الباقون {لِنُوَفِّيَهُمْ} بالنون.
والوجه أنه على الرجوع من لفظ الغيبة إلى الإخبار عن النفس كما قال تعالى {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى}، ثم قال {لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا}، وهذا ما يسمى تلوين الخطاب). [الموضح: 1177]

قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ (20)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أذهبتم طيّباتكم)
قرأ ابن كثير وابن عامر (آذهبتم) بهمزة مطولة على الاستفهام.
وقرأ الباقون (أذهبتم) بألف مقصورة.
[معاني القراءات وعللها: 2/381]
قال أبو منصور: من قرأ (أذهبتم) بوزن (أفعلتم) فهو تحقيق.
ومن قرأ (آذهبتم) فهو استفهام معناه التقريع). [معاني القراءات وعللها: 2/382]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (10- وقوله تعالى: {أذهبتم طيباتكم} [20].
قرأ ابن عامر: {أأذهبتم} بهمزتين الأولى ألف توبيخ بلفظ الاستفهام، ولا يكون في القرآن استفهام، لأن الاستفهام استعلام ما لا يعلم والله تعالى يعلم الأشياء قبل كونها فإذا ورد عليك لفظة من ذلك فلا تخلو من أن يكون توبيخًا أو تقريرًا، أو تعجبًا أو تسوية أو إيجابًا أو أمرًا، فالتوبيخ {أأذهبتم}، والتقرير {أأنت قلت للناس}. والتعجب {[القارعة] ما القارعة} و{[الحاقة] ما الحاقة} و{كيف تكفرون} والتسوية {سواء عليهم ءانذرتهم} والإيجاب {أتجعل فيها من يفسد فيها} والمر {ءأسلمتم} معناه: أسلموا، والألف الثانية ألف
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/320]
القطع. فإذا اجتمع همزتان فأكثر العرب والقراء يلينون الثانية تخفيفًا. فلذلك قرأ ابن كثير {آذهبتم} بألف مطولة.
وقرأ الباقون: {أذهبتم} على لفظ الخبر بألف واحدة، فيحتمل هذا أن يكونوا أ{ادوا: أأذهبتم فخزلوا ألف تخفيفا. ويجوز أن يكون تأويله: ويوم يعرض الذي كفروا على النار، يقال لهم: أذهبتم طيباتكم، قال عمر بن الخطاب رحمة الله عليه لو شئت أن يدهمق إلى الطعام لدعوت بصلاء أي شواء وضاب، وهو الخردل بالزبيب، وكراكر وأفلاذ وهو الحزة من اللحم يعني القطعة من اللحم، ولكني سمعت الله يقول: {أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا}.
حدثني أبو الحسن بن عبيد، قال: حدثني إسماعيل القاضي قال: حدثنا سليمان بن حرب، عن أبي هلال، عن الحسن قال: قالوا لعمر بن الخطاب: يا أمير المؤمنين ألا تصيب من طيب الطعام فقال: إني سمعت الله ذكر قومًا فقال: {أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها} فوالله لولا ذلك لشركتكم في طيب الطعام. وقال: كان عمر رضي الله عنه رجلاً يخاصم بالقرآن قال: وحدثنا إسماعيل قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا أبو هلال، عن حميد بن هلال بن حفص بن القاضي أنه كان يشهد طعام عمر. رضي الله عنه فلا يأكل منه، فقال له عمر: يا أبا حفص مالك لا تأكل من طعامنا، قال: يا أمير المؤمنين أرجع إلى بيتي إلى طعام هو أطيب من طعامك وأكثر. قال ثكلتك أمك أتراني أعجز أن آخذ شاة فأنزع شعرتها ثم أعمد إلى صاع من زبيب فألقية في سقاء حتى إذا كان مثل دم الغزال شربته، وآخذ من البقي كذا، وكذا. قال يا أمير المؤمنين أراك عالمًا بالعيش، قال: والله لولا أن ينقص من حسناتنا
لشركناكم في طيب الطعام. قال: وحدثني إسماعيل، قال: حدثني منجاب عن على بن مسهر، عن الأعمش، عن زيد بن وهب عن حذيفة قال: أتيت عمر بن الخطاب وقد قرب قصاعة ليطعم الناس فقال لي:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/321]
اجلس فجلست، فلما فرغ دعاني ودعا بقصعة من ثريد بخل وزيت فقال لي: كل فقلت: يا أمير المؤمنين منعتني من الطعام الطيب قال: ذاك طعام الناس، وإنما أطعمك من طعامي. قال: وحدثنا إسماعيل، قال: حدثنا على بن عبد الله، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، قال: حدثنا الوليد بن هشام المعيطي عن معدان بن طلحة اليعمر، قال: قدمت على عمر بن الخطاب بقطايف وطعام فأمر به فقسم، ثم قال: اللهم إنك تعلم أني لم أرزأ فيهم، ولم أستأثر عليهم إلا أضع يدي مع أيديهم في جفنة العامة وقد خفت أن تجعله نارًا في بطن عمر). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/322]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وقرأ ابن كثير: أاذهبتم [الأحقاف/ 20] بهمزة مطوّلة.
وقرأ ابن عامر: أأذهبتم بهمزتين.
[الحجة للقراء السبعة: 6/188]
وقرأ نافع وعاصم وأبو عمرو وحمزة والكسائي: أذهبتم على الخبر.
قول أحمد: بهمزة مطوّلة، المعنى بهمزتين: الأولى محقّقة، والثانية مخففة بين بين.
وجه الاستفهام أنّه قد جاء هذا النحو بالاستفهام نحو: أليس هذا بالحق [الأحقاف/ 34] وقال: فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم [آل عمران/ 106] وحجّة الخبر أنّ الاستفهام تقرير فهو مثل الخبر، ألا ترى أنّ التقرير لا يجاب بالفاء، كما يجاب بها إذا لم يكن تقريرا؟ فكأنّهم يوبّخون بهذا الذي يخيّرون به، ويبكّتون. والمعنى في القراءتين: يقال لهم هذا فحذف القول كما حذف في نحو قوله: فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم [آل عمران/ 106]). [الحجة للقراء السبعة: 6/189]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ويوم يعرض الّذين كفروا على النّار أذهبتم طيّباتكم} 20
قرأ ابن كثير آذهبتم بهمزة واحدة مطوّلة وقرأ ابن عامر (أأذهبتم) بهمزتين الأولى ألف التوبيخ بلفظ الاستفهام والثّانية ألف قطع والمعنى والله أعلم أأذهبتم طيّباتكم وتلتمسون الفرج هذا غير كائن
وقرأ الباقون {أذهبتم} على لفظ الخبر المعنى ويوم يعرض الّذين كفروا على النّار يقال لهم أذهبتم طيّباتكم). [حجة القراءات: 665]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (9- قوله: {أذهبتم طيباتكم} قرأه ابن كثير وهشام بهمزة ومدة، وقرأ ابن ذكوان بهمزتين محققتين، وقرأ الباقون بهمزة واحدة على لفظ الخبر.
وحجة من قرأه بهمزة ومدة أنه أجرى الكلام على معنى التقرير والتوبيخ الذي يأتي بلفظ الاستفهام، فلما أدخل ألف الاستفهام على ألف القطع خفف ألف القطع فجعلها بين الهمزة والألف، لأنها مفتوحة قبلها فتحة، فهذه الترجمة لابن كثير، وأما هشام فإنه يفعل كذلك، لكنه يدخل بين الهمزتين ألفا ليفرق بينهما؛ لأن المخففة بزنة المحققة، كما يفعل في {أأنذرتهم{{وأقررتم} وشبهه، وقد مضى الكلام على الأصل والحجة فيه، ومن أصل هشام أن لا يحقق الهمزتين المفتوحتين من كلمة نحو {أأنذرتهم} و{أأنت قلت}، ففعل في هذا كما يفعل في غيره من التخفيف وإدخال الألف بين الهمزتين، ويقوي لفظ الاستفهام في هذا إجماعهم على الإتيان بألف الاستفهام في قوله: {أليس هذا بالحق} «الأنعام 30» فهو مثله، ومعناه التنبيه والتقرير، وفي الموضعين إضمار القول، فالمعنى: يقال لهم أذهبهم، ويقال لهم: أليس هذا بالحق.
10- وحجة من حقق أنه أتى على الأصل كما في {أأنذرتهم}، و{أقررتم}، وشبهه، فمن اصل ابن ذكوان أن يحقق الهمزتين المفتوحتين من كلمة، نحو {أأنت قلت}، و{أأنذرتهم} فجرى في هذا الموضع على أصله فحقق الهمزتين.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/273]
11- وحجة من قرأ بهمزة واحدة أنه أتى به على لفظ الخبر؛ لأنه غير استخبار إنما هو تقرير وتوبيخ فالمعنى يدل على الألف المحذوفة، ولفظ التهديد والوعيد في قوله: {فاليوم تجزون} يدل على ألف الاستفهام، وهو الاختيار، لأن الأكثر عليه، وقد تقدم القول في علل تحقيق الهمزتين وتخفيف الثانية إذا اجتمعا، وتقدم ذكر {أبلغكم} و{أف} وشبهه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/274]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ} [آية/ 20] بالاستفهام:-
قرأها ابن كثير وابن عامر ويعقوب، واختلفوا في الهمز فهمزها ابن كثير ويعقوب يس- همزة واحدة ممدودة، وهمز ابن عامر وح- عن يعقوب همزتين، واختلف عن ابن عامر في الهمزتين.
والوجه في إثبات الاستفهام أنه يراد به التقرير، وقد جاء نحو هذا الاستفهام في قوله تعالى {أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ} و{أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} فهذا مثلها.
وأما القول في تحقيق الهمزتين وتخفيفهما فقد تقدم في غير موضع.
وقرأ الباقون {أَذْهَبْتُمْ} بهمزة واحدة من غير استفهام.
والوجه أن الكلام على الخبر؛ لأن الاستفهام إذا وجد ههنا كان على التقرير، والتقرير إخبار في المعنى يدل على ذلك أنه لا يجاب بالفاء،
[الموضح: 1177]
والاستفهام قد يجاب بالفاء، فقد صح أنه ليس باستفهام، وإذا كان لفظ الاستفهام ههنا بمعنى الخبر، فلأن يأتي على الخبر لفظًا ومعنى أولى وأظهر). [الموضح: 1178]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 01:28 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحقاف

[ من الآية (21) إلى الآية (25) ]
{وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (21) قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آَلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (22) قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (23) فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (25)}


قوله تعالى: {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (21)}
قوله تعالى: {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آَلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (22)}
قوله تعالى: {قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (23)}


قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (9- {أُبَلِّغُكُمْ} [آية/ 23] بالتخفيف:-
قرأها أبو عمرو وحده.
وقرأ الباقون {أُبَلِّغُكُمْ} بالتشديد.
والوجه أن الإبلاغ والتبليغ واحد، وقد سبق القول في مثله). [الموضح: 1178]

قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن مسعود: [هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا قال هودٌ بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ].
قال أبو الفتح: قد كثر عنهم حذف القول؛ لدلالة ما يليه عليه، كقول الله تعالى: {وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ}، أي: يقولون: سلام عليكم، وكذلك هذه القراءة، مفسرة لقراءة الجماعة: {بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِه}، لو لم تأت قراءة عبد الله هذه لما كان المعنى إلا عليها، فكيف وقد جاءت ناصرة لتفسيرها؟). [المحتسب: 2/265]

قوله تعالى: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (25)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فأصبحوا لا يرى إلّا مساكنهم... (25)
قرأ عاصم وحمزة ويعقوب (فأصبحوا لا يرى) بياء مضمومة، (إلّا مساكنهم) رفعًا.
وقرأ الباقون (لا ترى إلّا مساكنهم) بالتاء والنصب.
قال أبو منصور: من قرأ (لا يرى إلّا مساكنهم)
فتأويله: لا يرى شيءٌ إلّا مساكنهم، قد أبيدوا.
ومن قرأ بالنصب والتاء فمعناه: لا ترى أيها المخاطب شيئًا إلّا مساكنهم). [معاني القراءات وعللها: 2/382]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (9- وقوله تعالى: {لا يري إلا مسكنهم} [25].
قرأ عاصم وحمزة: {لا يرى إلا مساكنهم} بالياء على ما لم يسم فاعله. ومساكنهم بالرفع على تقدير لا يري شيء إلا مساكنهم.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/319]
وقرأ الباقون: {لا ترى} بالتاء على خطاب النبي عليه السلام {إلا مسكنهم} بالنصب مفعول بها. أي: قد هلكوا فلا يحس لهم أثر خلا المنازل والمساكن.
وأحتج أصحاب هذه القراءة بما حدثني ابن مجاهد عن السمري عن الفراء. قال، حدثني محمد بن الفضل الخرساني عن عطاء عن أبي عبد الرحمن قال: سمعت عليا رضي الله عنه يقرأ {لا ترى إلا مساكنهم}.
وفيها قراءة ثالثة، قرأ الحسن {لا ترى} بالتاء والضم لتأنيث المساكن). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/320]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله: فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم [الأحقاف/ 25] ورفع النون من قوله: مساكنهم ونصبها.
فقرأ حمزة وعاصم: لا يرى إلا مساكنهم برفع النون والياء.
وقرأ الباقون: لا ترى بالتاء إلا مساكنهم بنصب النون.
قال أبو علي: تذكير الفعل في قراءة عاصم وحمزة: لا يرى إلا مساكنهم حسن، وهو أحسن من إلحاق علامة التأنيث الفعل، من أجل جمع المساكن، وذلك أنّهم جعلوا الكلام في هذا الباب على المعنى فقالوا، ما قام إلّا هند، ولم يقولوا: ما قامت، لمّا كان المعنى
[الحجة للقراء السبعة: 6/186]
ما قام أحد حملوا على هذا المعنى، فإن كان المؤنث يرتفع بهذا الفعل، فالتأنيث فيه لم يجيء إلّا في شذوذ وضرورة فيما حكاه الأخفش، فمن ذلك قوله:
برى النّحز والأجرال ما في غروضها فما بقيت إلّا الضلوع الجراشع وقال:
كأنّه جمل وهم فما بقيت إلّا النّحيزة والألواح والعصب فيما حكاه أبو الحسن، والحمل على المعنى كثير، من ذلك قوله: أولم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر [الأحقاف/ 33] فأدخل الباء لمّا كان في معنى: أو ليس الذي خلق السّماوات والأرض بقادر، ومثل ذلك في الحمل على المعنى:
بادت وغيّر آيهنّ مع البلى إلّا رواكد جمرهنّ هباء ثمّ قال:
ومشجج أمّا سواء قذاله
[الحجة للقراء السبعة: 6/187]
لمّا كان: «غيّر آيهنّ مع البلى/ إلّا رواكد» معناه: بها رواكد، حمل مشجج على ذلك، وكذلك قوله عزّ وجلّ: يطاف عليهم بكأس من معين [الصافات/ 45] ثم قال: وحور عين [الواقعة/ 22] لمّا كان يطاف عليهم بكذا معناه لهم فيها كذا، وقالوا: إنّ أحدا لا يقول ذاك إلّا زيد، فأدخل أحدا في الواجب لمّا كان معنى الكلام النفي، ومثله قبل دخول إن قوله: إذن أحد لم تنطق الشفتان فإنما دخل إنّ على أحد ودخولها يدلّ على أنّه رفعه بالابتداء دون الفعل الذي يفسّره «لم تنطق» وهذا الضرب كثير، وإنّما ينكره من لا بصر له بهذا اللّسان.
ومن قرأ: لا ترى إلا مساكنهم كان الفعل لك أيها المخاطب، والمساكن مفعول بها، وترى في القراءتين جميعا من رؤية العين، المعنى: لا تشاهد شيئا إلّا مساكنهم كأنها قد زالت عمّا كانت عليه من كثرة الناس بها، وما يتبعهم ممّا يقتنونه). [الحجة للقراء السبعة: 6/188]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن وأبي رجاء والججدري وقتادة وعمرو بن ميمون والسلمي ومالك ابن دينار والأعمش وابن أبي إسحاق، واختلف عن الكل إلا أبا رجاء ومالك بن دينار: [لا تُرَى]، بالتاء مضمومة، {إِلَّا مَسَاكِنُهُم}، بالرفع.
وقرأ الأعمش: [إِلَّا مسكنهم]، وكذلك يروى عن الثقفي ونصر بن عاصم.
[المحتسب: 2/265]
قال أبو الفتح: أما [تُرَى]، بالتاء ورفع "المساكن" فضعيف في العريبة، والشعر أولى بجوازه من القرأن؛ وذلك أنه من مواضع العموم في التذكير، فكأنه في المعنى لا يرى شيء إلا مساكنهم. وإذا كان المعنى هذا كان التذكير لإراته هو الكلام.
فأما "ترى" فإنه على معاملة الظاهر، والمساكن مؤنثة، فأنث على ذلك. وإنما الصواب ما ضرب إلا هند، ولسنا نريد بقولنا: أنه على إضمار أحد وإن هند بدل من أحد المقدر هنا، وإنما نريد أن المعنى هذا؛ فلذلك قدمنا أمر التذكير. وعلى التأنيث قال ذو الرمة:
يرى النحز والأجرال ما في غروضها ... فما بقيت إلا صدور الجراشع
وهو ضعيف، على ما مضى.
وأما [مسكنهم] فإن شئت قلت: واحد كنى من جماعته، وإن شئت جعلته مصدرا وقدرت حذف المضاف، أي: لا ترى إلا آثار مسكنهم. فلما كان مصدرا لم يلق لفظ. الجمعية به كما قال ذو الرمة:
تقول عجوز مدرجي متروحا ... على بابها من عند أهلي وما ليا
فالمدرج هنا مصدر، ألا تراه قد نصب الحال؟ ولو كان مكانا لما عمل، كما أن المغار من قوله:
وما هي إلا في إزار وعلقة ... مغارا بن همام على حي خثعما
مصدر أيضا: ألا تراه قد علق به حرف الجر؟ وهذا واضح. وحسن أيضا أن يريد "بمسكنهم" هنا الجماعة، وإن كان قد جاء بلفظ الواحد؛ وذلك أنه موضع تقليل لهم وذكر العفاء عليهم، فلاق بالموضع ذكر الواحد؛ لقلته عن الجماعة، كما أن قوله سبحانه:
[المحتسب: 2/266]
{ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا}، أي: أطفالا. وحسن لفظ الواحد هنا؛ لأنه موضع تصغير لشأن الإنسان، وتحقير لأمره، فلاق به ذكر الواحد لذلك، لقلته عن الجماعة، ولأن معناه أيضا تخرج كل واحد منكم طفلا، وقد ذكرنا نحو هذا. وهذا مما إذا سئل الناس عنه قالوا: وضع الواحد موضع الجماعة اتساعا في اللغة، وأنسوا حفظ المعنى ومقابلة اللفظ به؛ لتقوى دلالته عليه، وتنضم بالشبه إليه). [المحتسب: 2/267]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فأصبحوا لا يرى إلّا مساكنهم} 25
قرأ عاصم وحمزة {فأصبحوا لا يرى إلّا مساكنهم} مضمومة الياء والنّون على ما لم يسم فاعله المعنى لا يرى إلى مساكنهم لأنهم قد أهلكوا
وقرأ الباقون (لا ترى إلى مساكنهم) على خطاب النّبي صلى الله عليه أي لا ترى شيئا إلى مساكنهم). [حجة القراءات: 666]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (12- قوله: {لا يُرى إلا مساكنهم} قرأ عاصم وحمزة بياء مضمومة، ورفع المساكن، وقرأ الباقون بتاء مفتوحة، ونصب «المساكن».
وحجة من قرأ بالتاء أنه حمله على الخطاب للنبي عليه السلام، فهو فاعل «ترى»، وانتصب «المساكن» بوقوع الفعل عليها، لأن «ترى» من رؤية العين تتعدى إلى مفعول واحد، والتقدير: لا ترى شيئًا إلا مساكنهم، لا أحد فيها، و«المساكن» بدل من «شيء» المقدر المضمر.
13- وحجة من قرأ بالياء أنه بنى الفعل للمفعول، وهو «المساكن»، فهو فعل ما لم يسم فاعله، فارتفعت «المساكن» لقيامها مقام الفاعل، والتقدير: لا يرى شيء إلا مساكنهم، فلذلك ذكر الفعل؛ لأنه محمول على شيء المضمر، فالمساكن أيضًا بدل من «شيء » المقدر المضمر، والتاء الاختيار؛ لأن الأكثر عليه. وقد ذكرت الإمالة في هذا، وعلة ذلك). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/274]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {لَا يُرَى} بالياء مضمومة، {مَسَاكِنُهُمْ} بالرفع [آية/ 25]:-
قرأها عاصم وحمزة ويعقوب.
والوجه أن الفعل مبني لما لم يسم فاعله، وهو مسند إلى المساكن، والمساكن جمع مسكن، وإنما لم يؤنث الفعل وإن كان مسندًا إلى جمع؛ لأن الكلام في هذا الباب محمول على المعنى، ومعناه لا يرى شيء إلا مساكنهم، كما قالوا ما قام إلا هند، ولم يقولوا ما قامت إلا هند، لأن المعنى ما قام أحد إلا هند، وإلحاق علامة التأنيث في هذا النحو ضعيف لما ذكرنا، والرؤية ههنا من رؤية العين.
وقرأ الباقون {لا تَرَى} بفتح التاء {مَسَاكِنُهُمْ} بالنصب.
والوجه أن الفعل للمخاطب، والمعنى: لا ترى أنت أيها المخاطب إلا
[الموضح: 1178]
مساكنهم، وانتصب {مَسَاكِنُهُمْ} بترى، والمعنى لا ترى أنت شيئًا إلا مساكنهم، واللفظ على ما أريتك.
وروى عن يعقوب {لا تُرى} بضم التاء {مَسَاكِنُهُمْ} بالرفع.
وهذا على الوجه الذي ذكرنا أنه ضعيف). [الموضح: 1179]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 01:29 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحقاف

[ من الآية (26) إلى الآية (28) ]
{وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (26) وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (27) فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آَلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (28) }


قوله تعالى: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (26)}
قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (27)}
قوله تعالى: {فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آَلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (28)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن عباس وأبي عياض وعكرمة وحنظلة بن النعمان بن مرة: [أفَكَهُمْ]، بفتح الألف، والفاء، والكاف.
وقرأ: [وَذَلِكَ آفَكَهُمْ]، بالمد، وفتح الفاء مخففة - عبد الله بن الزبير.
وقرأ: [أَفَّكَهُمْ]، مشددة الفاء - أبو عياض، بخلاف.
وقراءة الناس: {وَذَلِكَ إِفْكُهُم}، فذلك أربعة أوجه.
قال أبو الفتح أما [أفَكَهُمْ] فصرفهم، وثناهم. قال:
إن تك عن أحسن المروءة ومأ ... فوكا ففي آخرين قد أفكوا
وهو صرف بالباطل، وأرض مأفوكة، أي: مقلوبة التراب.
وأما [آفَكَهُمْ] فيجوز أن يكون أفعلهم، أي: أصارهم إلى الإفك، أو وجدهم كذلك، كما تقول: أحمدت الرجل: وجدته محمودا.
[المحتسب: 2/267]
ويجوز أن يكون أفعل على معنى فعل، كصد وأصد، وقد مضى ذكره.
ويجوز أن يكون [آفَكَهُمْ] فاعلهم كغالطهم وخادعهم.
وأما [أفَّكَهُمْ] ففعلهم؛ وذلك لتكثير ذلك الفعل بهم، وتكرره منه عليهم.
وحكى الفراء فيها قراءة أخرى، وهي: [وَذَلِكَ أَفَكُهُمْ]، وقال فيه: إلإفك والأفك، الحذر والحذر. ومن جهة أحمد بن يحيى:
مالي أراك عاجزا أفيكا ... أكلت جديا وأكلت ديكا
تعجز أن تأخذ ما أريكا
الأفيك: المصروف عن وجهه وحيلته. وروينا عن قطرب أن ابن عباس قرأ: [وَذَلِكَ آفِكُهُمْ]، بمعنى صارفهم، فذلك ست قراآت). [المحتسب: 2/268]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 01:31 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحقاف

[ من الآية (29) إلى الآية (32) ]
{وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30) يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآَمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (31) وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (32)}


قوله تعالى: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29)}
قوله تعالى: {قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30)}
قوله تعالى: {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآَمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (31)}
قوله تعالى: {وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (32)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 01:32 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحقاف

[ من الآية (33) إلى الآية (35) ]
{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (33) وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (34) فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35)}


قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (33)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ولم يعي بخلقهنّ بقادرٍ (33)
قرأ يعقوب وحده (ولم يعي بخلقهنّ يقدر على أن يحيي الموتى) بالياء، بغير ألف.
وقرأ الباقون (بقادرٍ) بالباء والألف.
[معاني القراءات وعللها: 2/382]
قال أبو منصور من قرأ (بقادرٍ على أن يحيي الموتى) فالباء دخلت في خبر (أنّ) بالدخول (أولم) في أول الكلام، ولو قلت: ظننت أن زيدًا بقائم، لم يجز.
ولو قلت: ما ظننت أن زيدًا بقائم، جاز؛ لدخول حرف النفي في أوله ودخول (أن) إنما هو توكيد الكلام، فكأنه في تقدير: أليس الله بقادر على أن يحيي الموتى.
وقد مرّ هذا الحرف في آخر سورة (يس) مشبعًا، وذكرت فيه إنكار أبي حاتم القراءة التي اتفق عليها القراء ورد أهل العربية عليه قوله). [معاني القراءات وعللها: 2/383]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك ما رواه عمرو عن الحسن: [وَلَمْ يَعِي]، بكسر العين، وسكون الياء.
قال أبو الفتح: هذا مذهب ترغب العرب عنه، وهو إعلال عين الفعل وتصحيح لامه، وإنما جاء ذلك في شيء من الأسماء، وهو غاية، وآية، وثاية، وطاية. وقياسها غياة، وأياة، وطياة، وثياة، أو ثواة. ولم يأت هذا في الفعل إلا في بيت شاذ. أنشده الفراء، وهو قول الشاعر:
وكأنها بنين النساء سبيكة ... تمشي بسدة بيتها فتعي
فأعل العين، وصحح اللام، ورفع ما لم ترفعه العرب. وإنما تعله، نحو يرمي ويقضي. وكذلك قوله: {وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ} أجراه مجرى لم يبع، فحذف العين؛ لسكونها، وسكون الياء الثانية. ووزن لم يعي لم يفل مثل لم يبع، والعين محذوفة لالتقاء الساكنين). [المحتسب: 2/269]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (11- {وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ} [آية/ 33] بالياء وضم الراء من غير ألف:-
قرأها يعقوب وحده.
والوجه أنه مضارع قدر، وهو خبر {أَنَّ} الذي تقدم في قوله تعالى {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ الله الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ} كأنه قال: أو لم يروا أن هذا الخالق يقدر على إحياء الموتى؟ وهو أظهر في المعنى من قراءة الجماعة.
وقرأ الباقون {بِقَادِرٍ} بالباء وبألف بعد القاف على وزن فاعل.
والوجه أنه فاعل من قدر، ودخول الباء لما تقدم في الكلام من معنى النفي؛ لأن هذه الباء إنما تأتي تأكيدًا للنفي، فلا تجئ في الإثبات، فعلى هذا ينبغي أن لا يدخل الباء؛ لأن قادرًا خبر {أَنَّ}، وليس في {أَنَّ} معنى النفي، لكن الكلام محمول على المعنى، والمعنى على النفي لأجل تقدم النفي في أول الكلام، إذ لا فرق بين قولك: أو لم يروا أن الله بقادر، وبين قولك: أرأوا أن الله ليس بقادر، فالمعنى واحد، وهذا كما تقول: ما ظننت أن
[الموضح: 1179]
زيدًا بقائم، وهو جائز؛ لأنه في تقدير ظننت أن زيدًا ليس بقائم، وكذلك هذا تقديره أليس الله بقادر على أن يحيي الموتى؟). [الموضح: 1180]

قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (34)}
قوله تعالى: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن وعيسى الثقفي: [مِنْ نَهَارٍ بَلاغًا].
قال أبو الفتح: هو على فعل مضمر، أي: بلغوا أو بلغوا بلاغا، كما أن من رفع فقال: {بلاغ} فإنما رفع على أضمار المبتدأ، أي: ذلك بلاغ، أو هذا بلاغ.
قال أبو حاتم: قرأ: [بَلَّغْ]، على الأمر أبو - مجلز وأبو سراج الهذلي). [المحتسب: 2/268]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن محيصن: [فَهَلْ يَهْلِكُ].
قال هارون: وبعض الناس يقول: [فَهَلْ يَهْلَكُ].
وقرأ الناس: {يُهْلَكُ}.
قال أبو الفتح: أما [يهلِك]، بكسر اللام فواضحة، وهي المعروفة.
وأما [يَهْلَك] بفتح الياء واللام جميعا فشاذة، ومرغوب عنها؛ لأن الماضي هلك، فعل مفتوحة العين، ولا يأتي يفعل، بفعل العين فيهما جميعا إلا الشاذ. وإنما هو أيضا
[المحتسب: 2/268]
لغات تداخلت، ولكنه يأتي مع حروف الحلق إذا كانت عينا أو لاما، نحو قرأ يقرأ، وسأل يسأل. وليس لك أن تحمل هلك يهلك على أبى يأبى، وتحتج بأن أول هلك حرف حلق كأبى، لأن آخر أبى ألف، والألف قريبة المخرج من الهمزة، وإن كانت في أبى منقلبة). [المحتسب: 2/269]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 0 والزوار 11)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة